Skip to main content

Full text of "00986 كتاب Pdf الشيخ صالح ال آل الشيخ شرح فضل الإسلام صالح آل الشيخ"

See other formats


٠‏ میلضلۃث رات ومول تات معان الین 





1 
ا 








3 سر سر 7 


اَلَو 
اش لب ای _ .0 


جور بالا ` 


0-2 ٠ E 1 

1 2 ۰ في کر ا ا 

3 سے ۴ 0 سے ١‏ فک پر ے 

رو سوا ِ 85 3 سے پل 

أل ارايت ام ہیں ١‏ 

ا وا سد 7 وآ e‏ سر مه 

a 1‏ ا کر 1 : 

اا - اا ہے یو ا ۱ 

i‏ م 7 1 1 اك و عاق سن لے ےد 
7 : ۳ 








2 
9 
2 0 و 


WWW. ۸۸۴ COM 


لس 
سز اروں سو 1۴ 
اک انا 
۴ 0 
را ٠‏ ۰ لن ال 7 0 
۱ الشئون الفتية 
إدارة الایداع القانوتى 


تحقي ق: عادل محمد مرسي رفاعي 
رقم الإيداع: ۷غ کا 


الترقيم الدولی: 1-١١-079-//ا-//9‏ 


HAE 2‏ 
یر یہنوی #0 


القائحة الاوز 
۷۳ھ 


کے کی ا کر 
لنش والاوزیٹعج 
ایریا و یتما ۳21۷ ۳1۱141۰-41101۷ h0‏ 
کے ۵ ایح کت ارہ قاف: ۳/٥٤٤٢ ١۸۳‏ ۔ مل : 1ه ۱۳۳ 
الما رة اليش ات س الیکا امع دزی ۔ شان : ۷۲غ ۰۲/٢١۱۰۷‏ 
) مال ۳۳۵۵۰ ۰۱۱۱۱٦۸‏ یٹ : ٠۳٣۳۸۱۵۰۹‏ 
المي لاله ارف : dar_alhijaz@hotmail.com‏ 





1 تج 67ج 200020225070 


2 
روما 


ْوَل لآ ولور 


ےسک ر | سے کے 7 
الشح مالي لی 
ےم ٌ2 وس صم بب 
ض سار الم ا ہیں 
الله له لوال رتو رزه بد 
يق وساي 


7 ء ود س ډار 


چو >> هيج 


کس تا ور و ہر سم عام س > رے 
لله لو ولال رب کالب رتاه 


۸٢۸۸(2 
کی ےی ا0ا ا3‎ 
ےھ حر ای پاد ار‎ 


لان اوري 
سر سے سے اس ا 





رخ 
عى 9ے میں یئ 
ہے سے لازو ’یی 





سکس چ ازو یی 








مُقَدمَة الناشر 


الحمد لله رب العالمين» وصلى الله وسلم على نبينا محمد» وعلى آله 

وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين. وبعد: 

فهذا شرح: كتاب فضل الإسلام 

نع الإشلام 
محمد بن عبد الاب بن سيان بن علي آل مُفرفِ يي 
رل الله لَه المَُوبَة وَالمَخفِرَةً 
صالج بن عبد القزيز بن محف بن ياي أل الخ 

َفَرَ لله له وَلوَاَِبْه وهل بيه 
وكان ذلك في دروس ألقاها معالي الشيخ -حفظه الله- في جامع الراوي 
بمدينة الرياض عام اثني عشر وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية المباركة› 
وأعاد شرحه في الدورة العلمية السابعة في مسجد شيخ الإسلام بسلطانة 
بمدينة الرياض عام إحدى وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية 




















المباركة» فأسأل الله كك أن یجزل لشیخی العلامة المفضال/ صالح بن 
عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ المثوبة والمغفرة» وأن يجعله إمام 
هدى ورشاد» وأن يعز به ويصلح» كما أسأله اة أن يقيه شر الحاسدین › 
وأن يغفر له ولوالديه ولذريته ولأهل بيته» وأسأله كك أن يرفع بهذه 
الشروحات ذكره» ويثقل بها موازين أعماله» وأن يجمعه ووالديه وأهل بيته 
تحت لواء الحمد في جنات النعيم» وفي زمرة السابقين مع النبي الأمين» 
وصحابته الغر الميامين» وأن يجعل لي ومن شارك في هذا العمل المبارك 
من الخير نصیبّاء وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه 
وسلم تسليمًا مزيدًا . 


وآحر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 


۶ كتبه 
عادل بن محمد مرسي رقاعي 


۵۱٤۳/۲/۷۸ الرياض/‎ 


د۰ےسی همف 35 





میں انيري ںی 
ہے جن وروی 


ہس lı‏ ار سے 
مقدمة الشار 4 AFAT. COT‏ مہ ا کت 2۳ای یی ری 





الحمد لله الذي بعث محمداً بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله 
وکفی بالله شهيداًء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لەء وأشهد 
أن محمداً عبده ورسوله» صلی الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسلیماً 
مزیدا . 


وبعل . 


فأسأل الله كث أن يجعلنا ممن إذا أغطي شكر» وإذا ابتلي صبر» وممن 
من الذين اهتدوا بھداہء اللهم إنا نعوذ بك أن نُضل أو نُضل أو تزل أو نزل» 
أو نجهل أو يُجهل علينا . 

أما بعد : 

فھذہ رسالة (فضل الإسلام) للؤمام المجدد شيخ الإسلام أبي عبد الله 
وأبى على محمد بن عبد الوهاب مجدد القرن الثانی عشرء والباعث 
للمسلمین فقههم في دينهم وتوحيدهم - رحمه الله رحمة واسعة. وقدس 
روحه» وأثابه عمن جاء بعده واهتدى ہما دعا إليه خیراء وأجزل له الثواب- 


شرح فضل الإسلام 
نن تيبب 


وهذه الرسالة من الرسائل المهمّة التي كتبها الإمام المجدد ينه » وسماها 
(فضل الإسلام) ؛ لأنه أول باب لهذه الرسالةء ووجه أهمية هذه الرسالة 
أنها تعتبر رسالة في المنهج الذي يتميز به حملة التوحيد وأتباع السلف 
الصالح بعامة؛ كما أنها تين كثيراً من المباحث والمسائل المتصلة بالواقع 
العملي للدعوة» ومخالطة المسلم المتبع لطريقة السلف للناس من جميع 
الاتجاهات ومن جميع الأفهام والآهواء. 

وقد ذكر في هذا الكتاب أصولاً يجب أن يعلمها المؤمن الموحد» منها : 
فضل معرفته وتمسكه وعمله بالإسلام الصحیح؛ وأصول السنة» واجتناب 
البدع» ومكان أهل السنة والمتبعين لهاء ومكان أهل البدع والمتبعين لها . 

فهذا الكتاب على وجازته فيه أصول كثيرة مستقاة من الآدلة الواضحة 
من كتاب الله وسنة رسوله كله ومن أقوال سلف هذه الأمة من الصحابة 
والتابعين و ففي هذه الرسالة : 

# بيان تفسير الإسلام . 

٭ بيان فضل الإسلام . 

٭ بيان البدع وأن البدع أشد من الکبائر . 

# بيان معالم الانتماء الحق؛ وإيطال أنواع الانتماء المحدثة . 

# تفصيل المنهح من حيث الأولويات الاهتمام بالسنة ورد البدع . 

٭ ما يتصل ببحث الألقاب والشعارات التي قد يتسمى بها » أو قد يرفعها 
بعضھم؛ وبيان حكم ذلك . 


م2 مَقَدمة الشارح 











٭ بيان أن الإسلام واجب أن يُدخل فيه كله» ولا تفريق بين أموره من 
حيث وجوب الدخول فيه» والإيمان بذلك. 

فهذه الرسالة تُعَذٌ منهجاً يميز المتبعين للسلف الصالح أهل التوحيد 
وحملة العقيدة» وقد ألفها الإمام المجدد ككل لسد هذه الثغرة العملية التي 
أدركها من وافع معاشرتەء بل من واقع قيادته للمؤمنين في الدعوة والعلم: 
حيث ظهر له ضرورة بيان هذه المسائل ؛ لکن على طريقته كله في أنه إنما 
يذكر الباب ويذكر تحته الآيات والأحاديث التى تدلٌ على ذلك وبعض 
أقوال السلف» وهذه منهجية في التأليف اعتمدها في أكثر مؤلفاته كلم 

ومن أوجه الاهتمام بهذه الرسالة (فضل الإسلام) أنها لم تُشرح من أبناء 
الشيخ كام ولا من تلامذته القریبین منه؛ كما شرحت رسائل أخرى وبنت 
وفْصلت؛ ككتاب التوحيد» وغيره من الكتب والرسائل والنبذ التي كتبها 
عليه رحمة اللہ والحاجة في كل زمان قائمة إلى هذه المعاني التي اشتملت 
عليها هذه الرسالة؛ لهذا كانت العناية بها مهمة. 

ونرجو - إن شاء الله تعالى - أن يكون هذا الشرح مشتملاً على مقاصد 
الكتاب» وعلى إيضاحات مهمة تفهم مقصود المؤلف» وتقرر المنهج 
السلفي ومنهج أهل التوحيد في هذه المسائل» وتقرر ما يتميز به حملة 
السنة عن غيرهم في الاعتدال في القولء والاعتدال في العمل» والنظرة 
الصحيحة للأمور وَفقَ السنة لا وَفْقَ الأهواء المختلفة. 


كل كتبه 


صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ 


میں یی لی 
لے دی زو نی 


www.rMmOoOSswarat. corr 


تق 
ہیں 9ے میں یج 
ہے هيم کے رٹ 


متْدمۃة الشارح AT‏ ۱۸ت ۲۳۱۱۰ بيحيي 
قال يه 
9 ص اہک دا ب 
سر 1 الزن الیم 
6ه و 
وب تستدحين 


o 7‏ هاس 


الشرح: 

قوله ك : (يَاتُ : نَضْل الْإسْلام). فضل الإسلام یراد به أمور» منها : 

الأمر الأول: فضل الإسلام في نفسه على غيره من الملل» والإسلام 
يشمل الدين كله بمراتبه المختلفة : : الإسلام» والإيمان» والإحسانء 
ویشمل أيضا الدين كله من جهة العقيدة» والشريعة» والسلوك والجزاء 
ونحو ذلك» فالإسلام في نفسه فصل غیرّہ وصار مفضّلاً على غيره بتفضيا 
الله ك . 

الأمر الثاني : أن فضل الإسلام على أهله الذين اعتنقوه ودخلوا فيه 
واستقاموا عليه ظاهر في الدنيا والآخرة فی النصوص٠‏ فين المؤلف بعضا 
من النصوص التي تدل على فضل الإسلام على أهل الإسلام وآثار 
الإسلام المباركة على عباد الله المؤمنين» وذلك أن هذا الإسلام هو الذي 
رضيه الله ټك وما دام رضيه فمعنى ذلك أنه وأهله محبوبون عند الله وق 
وهذا يثمر توفيق الله َڅ لعبده» ونصرته له وتثبيته» وهدايته وتوفيقه له 





۰ 5 5 ہج ےو ر واس برع گرد ےس ۔ کہم ر نے عر 
وهذا مستقى من قول الله ل : الوم اکٹ لكم نم وأتممت علیکم عمق 
الا عم الى سر 


وَرَضِيِتٌ الإسلم داه [المائدة: : [r‏ 

الأمر الثالث : أن الإسلام تحمل امه وهذه الأمة لأجل حملها للإسلام 
صارت مفضّلة على غیرھاء وصارت خيراً من غيرها؛ كما قال ك : 
ےم بر ام ةَ أرجت لِلنّاس) 3ال عمران: 111° سبك الآية : كنتم للناس خير 
أمة أَخْرجَت ؛ وذلك لفضل هذه الآمة في نفسها بما حملت من الدین ء 
ولفضلها على غيرها من الأمم + ثم فيه فضل الأمة الوسط من هذه الامة على 
سائر فِرّق هذه الأمة» فأمة الإسلام افترقت إلى فرق كثيرة وكلها في النار 
إلا واحدةء وهذه الواحدة هي الجماعة» وهي التي أخذت بالدين الوسطء 
بعني : بالدين المتيقن منه العدل والخْيّار» قال &4 : وَكديكَ جعلنک أَمَة 
وسطا کہ [البقرة: ]٦٤١‏ يعنى : عدا خیارأ لماذا؟ 

الجو اب : 

٭ لوسطيتها في العقيدة بين الغالين وبين الجافین . 

٭ ولوسطيتها في الأحكام بین الغالين والجافین . 
ولوسطيتها في السلوك بين الغالين والجافین . 

٭ ولوسطيتها في أنواع التعامل مع الخلق بين الغالين والجافین . 

لهذا صار لهذه الأمة من الفضل المزیدء وإذا كان لأمة الإسلام عامة 
فضل خاص بينته الآيات والأحاديث» فكذلك أحرى الناس بأخص الفضل 
وأعلى الفضل هم أهل التوحيد والسنة الذين أخذوا بطريقة الجماعة 
الأولى؛ لهذا ثبت في الحديث الصحيح أن النبي بيا قال: (ِإِنّكُمْ تَيمُونَ 


ا 


مُقَْدمَۃٌ الشارح 
ھڑےجژگچچجچ' چ؛ ‏ چم ا۱ بڑب ڪڪ | ٣‏ | 
سَبُعِير امه مه أَنتُم حيرا وَأَكْرَمْهَا عَلَى الل" '» وهذا من فضل الله العظيم . 

لهذا بين ك في هذا الباب وفي هذا الكتاب بعامة ما يتصل بتقریر هذه 
المسائل » وبين أنواع الفضل في الدنيا والآخرة في العقيدة والشريعة وأهل 
الإسلام» وما تميز به القرآن والسنة من الفضل على أهله المتمسكين بأنواع 
الفضل؛ مما سيأتى -إن شاء الله تعالى- . 

الأمر الرايع: أن من اعتقد الاعتقاد الصحيح من أهل الإسلام؛ 
واستسلم عن عقيدة وانقياد وطاعةء فإنه سيتبين عنده ما يستحقه الله ك من 
الاستسلام الكامل له فی العبادة» والعمل؛ والتحليل والتحريم» وسيكون 
عندہ من الحجج الواضحة والدلائل البينة ما یستنیر بها قليہ وتكون عندہ 
الله ت2 لق کاب أل يد کا ن کاو تن وين 56 اڈ ل ٹر بن ود 
الہ ولیک أَعَبدُ الله ايى ولک 4 [يونس : .٤‏ وكلما قوي الإسلام فی قلب 
العبدىی وفويت معر فته وعلمه ڈ3 فان بوره يحرف الشبهات التى پثیرھا 
أهل إثارة الشبهات» فهناك من يشكك فی الإسلام الصحيح» ويشكك في 
التوحيد الصحيح الذي دعا إليه الأنبياء والمرسلون جمیعاًء لکن الله ويد 


)١(‏ أخرجه الترمذي (۳۰۰۱) من رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده» وقال : (هذا حديث 
حسن)» وأخرجه النسائي فی الكبرى (5/ ۳۹٤)ء‏ وابن ماجه (۲۸۸٦)ء‏ وأحمد في 
المسند (4575/4)» والدارمي (۲۷۰۰)ء والحاكم في المستدرك (٤/4٤4)ء‏ وقال: 
«هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». ورواه عبد بن حميد في مسنده [ح 6١١‏ 
.]))١1554/1(‏ 
وقال الحافظ ابن حجر كله : (وهو حديث حسن صحيح. ے وله شاهد مرسل عن 
قتادة عند الطبري» ورجاله ثقات) (الفتح ۸/ .)۲۲٢‏ 


شرح فضل الإسلام 
جعل من فضل الإسلام على أهل الإسلام أن يقذف في قلوبهم النور والحجة 
الواضحة والأدلة البينة؛ لأن ما اتبعوه وما ارتضوه طريقا ودينا وعقيدة 
هو الحق الواضح.ء الذي لا تؤثر فيه شبهات المشبهين ولا تشكيكات 
المشككيين مؤقل يكبا الاس إن كي في سل من وين قا اب أن تَعبدُوتَ من دون 
الو بمعنى : أنتم أحق بالشك؛ كما سيأتي بيانه في تفسير هذه الآية . 

الأمر الخامس : أن من اتقى الله پچ وخافه» وآمن برسوله» يعني : أسلم 
الإسلام الصحيحء فإن الله 8 ينعم عليه ويتفضل عليه» بأن يؤتيه كفلين من 
رحمته» يعني : يؤتيه حظين من رحمته الواسعة ومن مغفرته» وأيضاً يجعل 
الله و له نوراً يمشي به فی ظلمات الشبهات وظلمات الشھوات: التي إذا 
دخلت القلوب فإنها قد تجعل تلك القلوب تنتكس بعد استقامتھاء أو ترتد 
بعد سلوكها السبيل القويم» فأنعم الله كك على أهل الإسلام الصحيح بأن 
| يثبتهم عليه ؛ لأنه وك قال : «وجعل کم ورا تشون پو [الحديد: ۲۸] 

الأمر السادس : ومن فضل الإسلام على أهل الإسلام أن يعقر لأهلهء 
قال ل : e‏ فر لک َللُ عَمُوْرٌ يَُحِيم 46 [الحديد: ۲۸]ء وأهل الإسلام أعمالهم 
قليلة بالنسبة لأعمال من سبقهم من الأمم ء إلا أن هذه الأمة فُضلت على من 
سبقها وزيد في أجورها. 

الأمر السابع : ومن فضل الإسلام على أهل الإسلام أنهم يوم القيامة 
يستريحون من هوله قبل الأممء فهم الآخرون في الدنيا - يعني مجيئاً - 
واليهود والنصارى سبقوهم من حيث الزمن» لکن يوم القيامة جعل الله وك . 
هذه الأمة قبل الأمم جمیعاء فهم أول من یحاسبونء وأول من توزن 
أعمالهم» وأول من يجوزون الصراط › وأول من يدخلون الجنة» وهذا فيه 
فضل وأيما فضل . 


مُقذمۃ الشارح 











والله و بارك لأهل الإسلام في أعمالهم وإن قلت» فهي أبرك وأكثر 
أجراً وأعظم نفعاً لعاملها وفاعلها من الذين ابتدعوا وسلكوا غير طريق 
الإسلام السوي» أو من الذين لم يؤمنوا أصلاً بهذا الإسلام» فاقتصاد في 
سنه خير من اجتهاد فی بلعة . 

وهذا لا شك يوجب على من يريد النجاة والخیر فى الدنيا والآخرة أن 
يعلم ما هو الإسلام الصحيح الذي رضيه الله و له ديناً: وما هي تلك 
العقيدة» وما هي تلك الشريعة أيضاً ؛ لأن الإسلام على تقسيم أهل العلم : 
عقيدة وشریعة وهذا التقسيم وإن كان ينازع فيه لكن هو في مقام التقسيم 
لا مشاحة فيه» يعني : هناك جوانب تتعلق بالاعتقادء وجوانب وأحكام 
تتعلق بالعمل» وهذا مستفاد من قول الله كك : «إوَتَمَّتٌ کلمت رَيْكَ صِدْقًا وعزلل 
لا مل كلمو [الأنعام: 011١6‏ يعني : تمت كلمة الله الشرعية» وهي 
ما أنزله في كتابه أو جاء على لسان رسوله ل «صذكًا وَعَدلا چ ؛ أي : صدتاً 
في الأخبار» وعدلا في الأحكام والنواهي» فلابد أن نعلم ما يريده الله ود 
منا شرعاًء وإذا علمنا ذلك واجتھدنا فيه فإنه يكون لنا بفضل من الله ونعمة 
هذا الفضل الذي جعله كد لأهل الإسلام الصحيح . 

وهؤلاء الذين أتاهم الله كق الکتاب هم درجات لن الله كذ قال في آية 
سورة فاطر وم ارت الكت ذبن انل ر متهم ظالم ليه 
رونم مفتصد معنم سایق ن لیت با هو الفضل الكبد © 
جتت عدن لوا گ4 [فاطر: ۳۲ء 0175 فقسم م الله يك و الإسلام ثلاثة أقسام : 

القسم الأول: قسم ظالم لنفسه. يعني : عقيدته عقيدة صحيحة» وعمله 
باعد بيئه ود بين الكفر وأدخله في الإسلام ولكن هذا العبد ظالم لنفسه. 


شرح فضل الإسلام 
ظلم نفسه بالمعصية» وظلم نفسه بأن أطاع الشيطان وأعرض عن أمر الله 
يعني : حمّل نفسه ما لا تطيق» والنفس لا يسوغ أن يحملها صاحبها ما 
لا تطيق» فإذا حملها ما لا تطيقه فإنه قد ظلمها أبشع الظلم. ومتى يظهر 
ذلك؟ 

الجواب : يظهر يوم القيامة حين ينقسم الناس إلى فريقين : فريق في الجنة 
وفريق في السعیرء فإذا ظهر أثر تلك المعاصي على العبد وتفريطه في أوامر 
الله تل › بأنه عُذب بها وأخذ بها ظهر ظلم العبد لنفسهء وأنه حَمّلھا من 
العذاب ما لا يجوز له. ۱ 

القسم الثاني: قسم أهل اقتصادء يأتون بالطاعات والفرائض» 
ويجتنبون المحرمات» ويأتون ببعض النوافل» لکن ليس عندهم مسابقة في 
توحيدهم» وأيضاً أتوا بالعمل الذي فرضه الله كك عليهم طاعة وامتثالاً في 
الأوامر وفي النواهي . 
الأعمال التي هي بعد الفراتض ويسابقون فيها . 

وهذه الأقسام الثلاثة فضل الإسلام عليهم یتفاوت بقدر درجاتهم عند 
الله كك٠‏ وكل سيناله من فضل الإسلام ما يناسب حاله» وبمقدار إقباله في 
هذه الدنيا . 


FAKES IETS تو ہی‎ 


جی م فی 
کی 70 ارو یی 


A CAT. CO‏ ت ۲۳۲۳ ای ہی 


وقول الله تَعَالَى: الوم کلت کک دنک مسبت 12 
ورضبت ت لک ألا 1 هھ سکم دنا 4 [المائدة: ۳]. 


الشرح: 
في قوله : (وَقَوْلٍ الله تَعَالَى) يصح فيها الوجهان: 
# بالجر عطفاً على (فَضل)ء يعني : (يات : فضل الْإِسْلَا م» وباب قَوْلٍ 
الله تَعَالَى) . ۰ 
٭ والرفع ابتداء يعني : (وَقَوْلُ الله تَعَالَى : 96 آليوم الت لم CE‏ 
وهذه الآية اختلف فيها أهل العلم من جهة أن إكمال الدين هل كان من جهة 
أنه لم ينزل بعد ذلك حكم وختمت بهذه الآية تشريعات الإسلام؟ أم أن 
المقصود بقوله : لالم اث لک دینہء يعني : لما أتموا الحج إلى بيت 
الله الحرام؟ لأنه قد ثبت أن هذه الآية نزلت والنبي بيه واقف بعرفة في يوم 
الجمعة» وكانت تلك حجة الوداعء ففي قوله : الوم ا كلت لم دنک 
اختلف أهل التفسير فى تفسير هذه الآية”''» فمن قائل : إن المراد بها إكمال 


شرح فضل الإسلام 


)١(‏ قال ابن الجوزي في زاد المسير (۲/ ۲۸۷ ۲۸۸): ١‏ وفی معنى إكمال الدين خمسة 
آقوال : 
أحدها : أنه إكمال فرائضه وحدوده» ولم ينزل بعد هذه الآية تحليل ولا تحریمء قاله: 
ابن عباس ويا والسدي؛ فعلى هذا يكون المعنی اليوم أكملت لكم شرائع دينكم. 
والثانی : أنه بنفي المشركين عن البيت» فلم يحج معهم مشرك عامل قاله: سعيد 
ابن جبير وقتادة» وقال الشعبي : كمال الدين هاهنا عزه وظهوره وذل الشرك ودروسه 
لا تكامل الفرائض والسنن؛ لأنها لا تزال تنزل إلى أن قبض رسول الله َة . فعلى هذا 
يكون المعنى الیوم أكملت لكم نصر دینکم . = 














الشعائر وإكمال الفرائض الظاهرة بالحج. وقال آخرون: إن المراد بها 
إكمال الأحكام» فكل ما كان في الدين من العقائد والأحكام فإنه قد أكمل 
حين نزول هذه الآية» ولا يضر أن نزل بعد هذه الآية آية أو آیتان فيها ذكدٌ 
لبعض الواجبات أو نهى عن بعض المحرمات ؛ لأن هذه تكون كالتفصيل لما 
سبق قبل نزول هذه الایة . 

* قوله و : الوم تلت لم دک وَأَمَت عَلیکم نعمت ورضیت لک 
اسم دیا 4 [المائدة: ۴] هذه الایة بین الله كك فيها أنه جل أكمل لنا الدين» 
وأتم علينا النعمة» ورضي لنا الإسلام ديناًء وإكمال الدين يعني : أن هذا 
الدين - وهو دين الإسلام بعقيدته وشريعته ومصادره من الكتاب والسنة» 
وما دل عليه الكتاب والسنة من الأدلة- قد أكمله الله وِقَء فأكمل لنا الدين 
فلم يعد فيه زيادة لمستزيد» وهذا من فضل الإسلام أن غيره من الملل لم 
تكن كاملة؛ بل كان الناس بعدها يحتاجون إلى أشياء فلا يجدونها» فجعل 
الله كك هذا الدين كاملا حتى لا يكون فيه زيادة لمستزيد. | 


= والثالث: أنه رفع النسخ عنهء وأما الفرائض فلم تزل تنزل عليه حتى قبض٠‏ روي عن ابن 
جبير ایضا . 
والرابع : أنه زوال الخوف من العدو والظهور عليهمء قاله الزجاح . 
والخامس : أنه أمن هذه الشريعة من أن تنسخ بأخرى بعدها ؛ كما نسخ بها ما تقدمها . 
وفي إتمام النعمة ثلاثة أقوال : 
أحدها : منع المشركين من الحج معھمء قاله: ابن عباس چا وابن جبير وقتادة. 
والثاني : الهداية إلى الإيمان» قاله ابن زيد. 
والثالث : الإظهار على العدوء قاله السدي». !.ه. 
وانظر أيضاً : فتح القدير للشوكاني .)١١/۲(‏ 


شرح فضل الإسلام 

٭ وقد دخل من قبلنا من الأمم في كثير من البدع والسلوكيات عن جهل 
منهم تارة وعن علم تارة؛ لکن في الإسلام وفي دلائله من الكتاب والسنة 
بيان للأصول التي تدل على كمال الدين» وعلى أن أصول الدين وعقائد 
الملة ظاهرة بينة واضحة؛ مما جعل أهل الإسلام في أَمَنَةِ أن يكونوا ضالين 
عن الحق كما ضل من قبلناء أو يكونوا زائغين عنه لعدم علمهم بەء فالعلم 
به ظاهرء وإكمال الله لهذا الدين بيّن؛ فلذلك منّ الله على الناس بهذا 
الإكمال حيث قال الله وق : الوم ١‏ کلت لكم یتک . 


قال : #وَأمَمْت عَليیکم تى والنعمة نوعان: 

# ونعمة دنيوية. 

والإسلام له فضل في الجهتين : 

فمن الجهة الدينية : الإسلام بمصادره من الكتاب والسنة فيه البيان 
لما يحتاجه الناس في أمر دينهم حيث لا يلتبس الطريق على من أراد الحق . 

وفيه أيضا فضل على أهل الإسلام في النعمة الدنيوية ؛ لان 
لله ف وعد من تمساك بالؤسلام أنه یکو فی حا طبية ا كما قال الله و 
من کول سسا بن کشر أو اق وهو مين فليم َيه ية [الدسل: ۹۷ 
والحياة الطية تشمل الطمأنيتة فى هذه الدنیا۔ وتشمل الأمن» وتشمل سَعَة 
الرزق» وتشمل الرضاء ونحو ذلك مما لا تكون الحياة الطيبة إلا به 
ولا يكون الاطمئنان والعيش الرغد إلا به مهما كثر المال أو كثرت مخارج 
الدنیا فلا تستقيم إلا بالطمأنينة والرضا والأنس لله عله وهذه كفلها الدين 
لأهل الإسلام. 











3 ی 


رار مم 


قال: 9و ورضیت لکم للم دیا کہ [المائدة ۰ء والإسلام إذا رضيه الله ك 
لعباده ديناً معنى ذلك : أنه ٤ا‏ يرضى عمن أخذ بهذا الإسلام. ويرضى 
عمن استقام على الإسلام ودخل فيه» وإذا كان كذلك فأهله مرضي عنھم: 
راذا كانوا مرضياً عنهم من الله يك فهم إذاً مخصوصون بتوفيق الله ق 
ومعيته الخاصةء قال قؾ: ٭ إن ال مم ان تقو َل هُم وت 4 
[النحل : »]۱١۸‏ ومعية الله كك المعية الخاصة هي لمن رضي عنه. فمن رضي 
عنه قولاً وعملاً - وذلك بتمسكه بالإسلام اعتقاداً وعملاً - فإنه يحظى 
بالمحبة من الله ج والتوفيق والهدى» وهذه كلها فيها من الآثار في الدنیا 
والآخرة مما لا يدخل تحت حصر. 

إذأ دلت الآية كما هو مراد المؤلف ى لہ أن الإسلام كمّل» وأن الله أتم 
علينا النعمة الدنيوية والدينية» وأنه رضي الإسلام ديناً» ورضي عن أهله 
الذين أخذوا به» وهذا من محبة الله يق لهذا الدين» ومن فضل الدين على 
أهله أنه كان سبباً في فضل الله ك٠‏ ومحبته» وإنعامه» وإكمال الأمر لأهل 
الإسلام. 

وإذا تأملت في غيرنا من الأمم فإنك ستجد أن الله وق لم يمنحهم 
من الفضل كما منح هذه الأمة؛ ولهذا وجب على المؤمن أن يتبين فضل 
الله ك عليه» وأن لا یمن على الله بعملهء أو إلا يمنّ على الله وق بعبادته 
وبسلوكه. فإن الله ك هو صاحب المنة لو كانوا يعقلون. 

وفي الأية من الفوائد : 

أولاً: أن قول الله وك : الوم أ ملت لک يتك دل على أن الإكمال 
شمل الدين کلەء والدين ينقسم في أحد الاعتبارات إلى عقيدة وشریعة 


شرح فضل الإسلام 
وإكمال الدين يعني إكمال العقيدة والشریعةء والعقيدة لها وسائل لإثباتها 
والعلم بهاء وإثبات الغاية إثبات للوسيلة» فإثبات كمال الغاية هو إثبات 
كمال الوسائل» ففي الآبة دليل على أن وسائل تقرير العقيدة والشريعة قد 
أكملها الله كك بما دل عليه في الكتاب والسنة من الأدلة النصية» أو الأدلة 
الآخری التي دل عليها القرآن والسنة» فعقيدة الإسلام أكملها الله فلا 
يمكن أن يكون في غير الكتاب والسنة من الدين ما هو أكمل مما فيهماء 
ولهذا بطل قول الفلاسفة وأهل الکلام وأهل الفرق بأكملها في أنهم راموا 
الكمال في طرق عقلية أو فلسفات كلامية» راموا الكمال فيها فأخذهم 
النقص» حتى قال قائلهم : (طريقة السلف أسلم ؛ لکن طريقة الخلف أعلم 
وأحکم)'''- ویریدون أيضا: أكمل- وهذا دلت الآية على بطلانه؛ لأن 
إكمال الدين لا يكون إلا بإكمال وسائل الإثبات» وإذا كانت وسائل 
الإثبات كاملة فإن الطرق المختلفة التي أحدثت وسائل أخرى تكون ظاهرة 
البطلان. 

الفائدة الثانية : قوله ن : ورضٍیت لکم الإسكم دا [المائدة: ٣]ء‏ في 
قوله: طلَگہُہ ما يدل على أن الإسلام الذي رضيه هو الإسلام الخاص 
الذي صار سمة لهذه الأمة وإلا فكلمة «#الْإسَلَمٌ» تشمل رسالة کل 
رسول؛ لان کل رسول بعث بالإسلام؛ لکن في قوله : لاک چ ما يدل على 
أن الإسلام الذي رضيه الله كك هو الإسلام الخاص الذي من لم يدخل فيه 
فإنه ليس بمسلم بعد مجيء النبي يكوه وأما قبل ذلك فمن أسلم الإسلام 
)١(‏ انظر: درء التعارض لشيخ الإسلام ابن تيمية يد (٥/۳۷۸)ء‏ والفتوى الحموية 


الكبرى (ص۱۸۵)ء والصواعق المرسلة لابن القيم كل (7/ ۱۱۳۳)ء وفتح الباري 


الذي أمر به الرسول الذي جاء فإنه يكون مسلماً مرضياً ؛ ولكن بعد بعثة 
النبي ويا فإنه لا إسلام إلا الوسلام الخاص› وهذا یشمل مراتب الدين 
الثلاثة : الإسلام والإيمان والإحسان'''. 


والدين هو : کل ما يدين به الناس ويجعلونه إلفاً لهم ودیدناً لھم ء وهو في 
أصله مأخوذ من الدیدنء هذا ديدنه ؛ يعني هذا ما اعتادہ والتزمه» دِلنه يعني : 
التزمته ٠‏ والدَّيْن سمي بذلك لأنه مُلتَرم به» والدّين كذلك هو الطريقة 
الملتزمة» فإذا اعتقد شيئا والتزمه صار له دیناء وإذا عمل بشيء وسلكه صار 
له ديناء حتى الأنظمة التي تُلتزم تسمى في اللغة ديئاً؛ كما قال الله وق في 


قصة يو سف 0 0 لم کات لیلد أخاه فى دين أَلْمَزِكِ یہ [يوسف: ٢۷]ء‏ سمى 

يقة الملك فی الأحكام - في مسألة السرقة وأن الذي سرق يؤخذ أسيراً 
أو رقيقاً عقاباً له على سرقته - ديناً ؛ لأنه التزام لحكم في كل حال» لهذا صار 
الدين - دين الملك - في قصة يوسف هوما التزمه الملك في رعيته حين ذاك 


من الشرائع . 


)001 قال العيني في عمدة القاري (۲/ :)١١5‏ (فقد أطلق رَسُول اللهء عَلَيْهِ الصَّلَاة والسام» 
الدّين على الْإِسْلَام وَالْإِيمَان وَالإحْسَان. بقوله: (إنَهُ جبْريل أَنَاكُمْ يُعَلْمُكُمْ دینگم؛؛ 
وَإِنّمَا علمهمّ هَذِه الثَلَانّة» وَالْحَاصِل أن الدّين تَارَۃ يُطلق على التَّلَائّة الي سَأَلَ عَنْهَ 
چبْریل کل . وَتارَۃ يُطلق على الْإِسْلام كما في قَوْله تَعالَى : فلوم الت لکم دنہ 
وَأَمَيَتُ علیکم َعَم وَرَضِيتٌ لک ااسلم دين [المائدة: *]) | .ه. 

)٢(‏ انظر : لسان العرب (۱۳/ :)٠١١‏ «الدين : العادة» تقول: ما زال ذلك دَيْدَنّهِ ودّيدانه 
وديئه وَدَأَبَه وعادّتّه». وانظر أيضًا : المصباح المنیر (ص8 )١ ٠‏ ان) بالإسلام (ديئًا) 
بالكسر تعبد به وااتَدينٌ بها كذلك فهو «ديڻ» مثل ساد فهو اسَی٘دا واادينمة) بالتثقيل 
وكلته إلى دينه » واتَرَكْتَهَ وَمَا يَدِينُ) لم أعترض عليه فيما يراه سائغا في اعتقاده» و«دِنته) 


و 
«أدینه» جازیته). 











وإذا كانت الشريعة مخالفة لشریعة الإسلام یصح أن يقال لغة: إن هذا 
دين کذا ؛ لأنه يدان به ويلتزم . 

فإذًا في قوله : 9 وَرَضِيِتٌ لکم الإسلم دیا کچ [المائدة: ]٣‏ أن كل التزام يلتزمه 
الناس فى أمور العقائد أو فی أمور الشرائع والأحكام والأقضية» أو فی 
أمور السلوك أو أمور الدعوة والمنھج ؛ إذا التزموه ولا دليل عليه بنص 
القرآن أو السنة» أو ہما حكم به السلف أو أئمة الإسلام» فإنه بدلالة الآية 
يمكن أن يقال: إن الله لم یرضَهُ ديناً؛ لأنه ما رضي دیناً إلا دين الإسلام» 


ترقخ 


جر 9ے یں یج 
EBED‏ 
۔ رر د ا ہے 5 AIR‏ مت > 
وَقَوْلِهِ تَعَالى: قل د يها الناس إن كنم في شك من دی فلا اعبد الذبن 
حرو > 3 ن 1 ک1 ا سے 
ل الله : 


مناسبة الآية ودلالتها أن الإمام المصلح كل يريد یہ ين أن دين الإسلام له 
فضل على أهله الذین اتضحت لهم به معالمه» حيث إنهم يَسلمون من براثن 
الشهوات » وبرائن الشبهات رهي اعظلم؛ وإذا وردت الشکواد فان صا 
الدين یسلم من التردد فيهاء فيكون حینئذ عندہ البصر النافذ والبصيرة التا 
عند حلول الشبھات وعند حلول الشكوك؛ لهذا قال كك : ##قل ب >> 
إن کم في شاو ن وین كلا اي این تو ين دون اگ وکن عد 1 مہ ألَذِى 
وفك إذا وقعت الشكوك من أهل الشرك أو أهل البدع أو أهل 
الضلالات» وأوقعوها لدى المؤمن وعرضوها عليه» فإن من فضل 3 
على المسلم إذا علمه وتمسك به وصار له به النور في قلبه أنه لا يتأثر بتلك 
الشبه» ولا يتأثر بتلك الشكوك؛ كما كان إمامنا رسول الله گل قويا فيما 
واجه به المشركين حيث قال لهم 7 یر ہو 
يعني : من دين الإسلام والتوحيد الذي جئت جئت به » «ؤفلا ابد لذن عدون من 
دون اللہ ولكن أَصد عبد أله الى بوق ء أعلن كلمة التوحيد - لا إله إلا الله - 
التي فيها النفي والإثبات» يعنى : إن كنتم أنتم في شك من ديني› وديني 
واضح ليس فيه شبهة» وليس فيه شك» فأنتم أحق بالشك» فأنا أعبد الله 
وحده لا شريك لەء فهو الذي یتوفاکم ء وهو الذي يملك نفعكم وضرکم : 
وهو الذي يقبض أرواحكم إذا انتهت آجالكم» ولم أتجه إلى معبوداتكم 
الضعيفة التي لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضرأء هذه الأصنام أو الأوثان 


9-93 














أو الآلهة على اختلاف أنواعهاء فمن الذي أحق بالشك؟ الذي يعبد ما 
لا يسمع ولا يبصر؟ أو الذي يعبد الأموات؟ أو الذي يعبد من دون الله كك 
آلهة لا تملك شيئاً؟ أم الذي يعبد السميع البصير الذي يملك لنا الضر 
والنفع؟ الجواب : بل أنتم أحق بالشك . 

وهذا من فضل الله كك على عبده بعد فهمه للإسلام الصحيح واعتقاده 
الاعتقاد الحق» إلا يكون عنده شك بقدر قوة العلم في القلب» فإن هذه 
القوة تنفي جميع الشكوك» ويكون المرء على بينة من دينه وقوة فيه » فمهما 
شكك المشككون فإنه لا يلتفت إليهم بل يقيم الحجة عليهم» وبقدر إسلامه 
وقوته وثباته عليه» تصديقاً في الأخبار واتباعاً في الأوامر والأحكام. 
يكون فضل الله ك عليه بالثبات على الإسلام» ورد الشبه والشكوك . 

ولهذا فإن بعض العوام الذين وإن كان نصيبهم من العلم قليل» إلا أن 
عندهم من قوة اعتقادهم وعدم الشك والامتراء في عقيدتهم ما ليس عند 
بعض المثقفين» وذلك من فضل الله كك عليهم بأن امتن عليهم بالإسلام. 
الذي به جليت الشكوكء وأنار الله كك قلوبهم» فلم يعد عندهم في الطريق 
لبسٌ» ولم يعد عندهم في الطريق ظلام» بل مهما خالف المخالفون فهم 
على بينة» ومهما اعترض المعترضون فهم على بينة» وهذا من ثمرات 
الإسلام الصحیحء وهذا من فضل الإسلام على أهله أن المسلم إذا علم 
دين الإسلام بالأدلة» وعلم العقيدة» وتبیّن له التوحيد» واعتقد ذلك عن 
علم وبينة وبصيرة ويقين» فإن الله كك يحميه عند حلول الشبهات وعند 
- حلول الشكوكء فلا يتردّد ولا یزیغء ومن أعظم أسباب الزيغ أن ترد الشبهة 
فلا يجد ما يردٌ به تلك الشبهة؛ لکن كلما قوي الإيمان كلما قوي الإسلام 
والعلم بتفاصيل الإسلام في عقيدته وشريعته» فإن المرء يكون قوياً معتزاً 


شرح فضل الإسلام 

حےژإآإڑ و زس عو _ں_ںگہ>۰گچ ڪڪ 
بالإسلام لا تؤثر فيه شبهة» وإذا عرض له شك أو عرض له عارض في شبهة 
فإنه يرده بقوة. 

وهذا من آثار وفضل الإسلام على أهل الإسلام ؛ أن الله كك يثبتهمء وأن 
يعينهم ويسددهم عند حلول الشبهات› وهذا واقع ؛ فإنما صمد في كل زمن 
عند حلول الفتن أهل العلم بالإسلامء وأهل العلم بالشريعة» وأهل العلم 
بالعقيدة والسنةء فإنهم صمدوا ونفعوا٘ وكان لهم الأجر على أنفسهم 
على الا فی ل وک 
الحَدِیث يسا ارڈ 6 ابا ینا يحون بین مقاب الکعال مكارو 
عَنْهُمْ با ليس عِنْدَهُمْ قوت الْمُاعَ لَّهُمْ لا بد أن يكر فيا يُحَالِفَهُم نہ 
طريقًا ری ؛ ؛ مل المَُْول والقياس والرّأي وَالکلام وال والاشيذلال 
اة وَالْمُجالةوَالْمكَاضََةوَالْمُحَاطَيَةِوَالَْجد وَالذَوْق وَنَْوِ َلِكَ. 
َكل مَذو ارق لال الْحَدِيثِ صَفْوتهَا وَحلاصها: َهُمْ احمل الاس عَمْلَا 
7 عُدَلَهْمْ قَاسًا اضر را وَأَسَلمُمْ كلام وَأْصَحُهُْ نظ وَأْهْدَاهُمُ 
اسَِذلال وَأْوَمُهُمْ جد دلا وََتَمُهُمْ ِرَاسَةَ وَأصْدَفَهُمْ إِلْهَامًا وَأَحَدّهُمْ صر 
حوضوب سنْعا وَمْحَاطِة وُه رَأحَنهُمْوَجذا وق . وَهَذَا 
موسلوب الى سائ الم ولحل الس ليث اة إلى سَائر 
الملل . فكل م ن استفرَأ أخوال العام وج الّمْْلِمينَ أَعَد وَأَسَد فلا وَأنّهُْ 
يتالُون في الْمدَة الْمَسيرَة ون حَقَائقِ العُلُوم وَالأعْمَالٍ أضْعَافَ ما ڀال غيْرْهُمْ 
في فُرُونٍ وَأَجْيَال رَكَذَلِكَ ال الس وَالْحَدِيث تَجِدُهُمْ کَذَلِكَ متَمَتْعِينَ م“ ر( . 


کر 2 
ما 1 


گی 
ابی 
ل 


.۔)٢٥‎ ء٣۹‎ ء٦٠۶۹‎ /5( انظر : مجموع الفتاوى‎ (١() 


شرح فضل الإسلام 

فلعلماء الحديث وحملته في كل زمان من العلم بالدين» ومن القوة عند 
حلول الشبهات ما يَمَضلون به غيرّهم. حتى إنك تجد عندهم من اليقين 
لکن هذا بفضل الله كك وبر حمته› وكذلك من كان معهم في حمل الحديث 
والسنة والعناية بذلك» فإن الله كك يقري یقینھمء ويُعْظم معرفتهم وعلمهم 
حتى يكونوا ثابتين أقوياء عند حلول الشبهات والشكوك . 

فإِذًا دلت الآية على أن الإسلام له فضل عظيم على أهلهء أن المسلم إذا 
استمسك بالتوحيد وأسلم الإسلام الكامل لله 5ء فإنه تقوى عزته ويقوى 
يقينه» فلا يلفته عن دينه لافت» ولا يصرفه عن دينه صارفء بل يثيّته الله كبك 
على القول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة. 


5 ہے ہہ ہے انج کے ١ا‏ 
EKS‏ ےی کے ت|ت(ے ےن ہیں 


وَقَوّلِه له تَعَالٰی: ¥ أا اَلذن انوا اموا الله 2 وعَامنوأ رسو 5 ویک 
رصق ہر 


کم یی سر سر سے سر 7 2 ج اث ہر 
ل ۾ وتجحعل لحكم ورا تمشونَ پو وعقر ˆ واه عور 
رح [الحديد: ۲۸]. 


في هذه الایة مناسبة عظيمة لفضل الإسلام» وهو أن الله ك خاطب 
المؤمنين بأنهم إن حققوا الإسلام بما يشمل المراتب الثلاث: إن حققوا 
الإسلام واتقوا الله وآمنوا برسولهء فإن الله كك يتفضل عليهم لأجل هذا 
التمسك منهم. ولأجل استعصامهم بالله يك واعتصامهم بحبله ودينه 
٠‏ فَيَمَنَ عليهم بثلاثة أنواع من الفضل : 
الفضل الأول: أنه يؤتيهم كفلين من رحمتہ؛ وهذا كما قال هنا : يريم 
لین من تَحيّوء4» وف ٍ4 يُراد بها حظین'' يعني : يؤتكم حظين و 
عظيمين من رحمته: وهذان الحظان العظيمان يشملان الآجر ء بأن الله كد 
يضاعف الأجر للمؤمن» فكل مسلم يؤتيه الله كق أجره مرتين» يعني : 
يضاعف له الأجر والثواب منّةَ من الله وك وتكرما . 
وأيضا ٭ بک کان من يميه سه [الحديد ۸۰ يشمل الرحمة التي تقوم بها 
الحياة: رحمة الدنيا وأيضا رحمة الآخرة» فلا أحد يسلك في الدنيا طريقا 


:)١۷ /۸( انظر: تفسیر الطبري (۲۷/ 751» 757)» وقال السيوطى فى الدر المتثور‎ )١( 
(أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس ڑا : يزيم کان من نمی کہ َال : أَجْرَيْنٍ ؛‎ 
وعن مجاهد قال : ضعفینء وعن الضحاك قَالَ: أَجْرَیْنء وعن قتادة قال: حظين)‎ 
. ا.ه. يتصرف‎ 





إلا وهو محتاج إلى رحمة الله 8ء وكذلك الآخرة لا أحد ينجو فيها 
إلا برحمة الله 8ء فالآية اشتملت على تفضل الله كك على أهل الإسلام 
بأنه يؤتيهم كفلين من رحمته : رحمة الدنيا ورحمة الآخرة. 

الفضل الثاني : قال يبك : «9وجعل لم ورا تشون بے 6 [الحديد: ۲۸]ء 
والنور الذي يمشون به هو نور العلم واليقين والبصيرة› وقد دارت تفاسير 
السلف على أن النور الذي يمشي به هو نور العلم واليقين والبصيرة"' '» فإذا 
استقام المرء حقيقة على الإسلام وجاهد نفسه بتقوى الله والإيمان برسوله 
إن الله ين يمنحه العلم بتهيئة سبله له وبمحبة أهله وسماع كلامهم ٠‏ فيجعل 
له نوراً يمشي به . 

وهاهنا وقفة : بأن الله 38 من أسمائه النور» والنور في أسمائه کچ له 
أثر في الشريعة في أن الله كف جعل رسوله ية نوراء وجعل الکتاب الذي 


)١(‏ قال ابن جریر الطبري في تفسيره (۲۷/ :)۲٢٢‏ (اخْتلّت أَمْل التَأُوِيلٍ في الَّذِي عَنَى به 
النورٌ في هذا لْمَوْضِع . قال بَعْضْهُمْ : عَنَى به الْقَرَآنَ» وَقَالَ ارون : عُنِيَ بالنور في 
ڌا الْمَوْضِعْ : الْهُدَى) ا . ه. بتصرف . 
وقال ابن الجوزي في زاد المسیر (۱۷۹/۸): «قوله تعالی : ويج لَك اڳ فيه 
أربعة أقوال: 
أحدها : القرآنء رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس وخا . 
والثاني : نوراً تمشون به على الصراط» رواه أبو صالح عن ابن عبا 
والثالث: الهدى» قاله مجاهد. 
والرابع : الإيمان» قاله ابن السائب».ا.ه. 
وانظر أيضاً : تفسير ابن كثير /٤(‏ ۳۱۷)ء وتفسير البغوي (4/ ۳۰۲)ء والدر المنثور 
للسيوطي (۸/ 50)» وتفسير السعدي: /١(‏ 847). 


شرح فضل الإسلام 
هو القرآن نوراًء وجعل في قلوب المؤمنين أيضا بالعلم نورأء قال كك : 
لد حم يرت الو ور وب بی 4 [المائدة: 16]. والنور هنا فی 
أحد التفسيرين هو الرسول كلل ؛ لآنه عَطَففَ عليه الكتاب». أو على القول 
الثانى على أنه الکتاب ؛ ولكن نوع وصفه”'. 

والنور هذا الذي يقذفه الله 8 في القلب لا يكون إلا لأهل الإسلام» 
الإسلام والاستقامة عليه عقيدة وشريعة؛ لهذا كلما قوي أخذ الإسلام 
بالله ك زاد هذا النور فى القلب» وإذا زاد النور فى القلب فإنه يبصر به فى 
ظلمات الشبهات». وظلمات المسائل التى قد ترد على الإنسان فى حياته . 


وتسمية الله وك له نوراً في قوله وك : اول لڪ وا تشون بوك 


سر ار سر 


[الحديد: ۲۸]ء فى قوله ك : ٭٭تمشونَ به.#» یعنی : تمشون بهذا النور فى 
الظلمات ٠‏ فان هذه الحياة ما فيها من شب وما فيها من شهوات» وما فيها 
من صوارف أشبه ما تكون بالظلمة ؛ لهذا يحتاج فيها إلى النور وکلما قوي 


)١(‏ قال الطبري في تفسيره :)۱٦١ /٦(‏ (يَعْنِي باللُورِ مُحَمَّدَا يكف الّذِي أَنَارَ الل به الْحَقٌ 
وَأَظْهَرَ په الاسام » وَمَحَقَ په الشَّرْكَ فَهُوَ نور لِمَن اسْتَنَارَ به يبن الْحَقَّ) |.ه. 
وقال البيضاوي في تفسيره: (۲/ ۳۰۷): «يعني القرآن» فإنه الكاشف لظلمات الشك 
والضلال» والكتاب الواضح الإعجازء وقیل : يريد بالنور محمداً». |.ه. 
وقال النسفي في تفسیرہ: :)۲۷١ /١(‏ «يريد القرآن؛ لكشفه ظلمات الشرك والشك» 
ولإبانته ما كان خافياً على الناس من الحقء أو لأنه ظاهر الاعجازء أو النور: 
محمد عة ؛ لأنه یُھتدی به؛ كما سمي سراجا». أ.ه. 
وانظر أیضاً : زاد المسير لابن الجوزي (۲/١١۳)ء‏ وتفسیر السعدي (۱/ .)۲۲٦‏ 


شرح فضل الإسلام 


النور قوي إبصار الطريق . 

ومن آثار ذلك أن أهل الإسلام المستمسكين به» والمستمسكين بطريقة 
السلف؛ والذين أخذوا بالإسلام والسنة على نحو ما سيوصف في هذا 
الكتاب بالأدلة» على أن كل من قرب منهم فإنه سيبصر من النور بقدر قربه 
منهم» وكلما بعد عنهم ضعف عنه النور» وله من النور بقدر بعدہ عنهم . 
وقد نبه على ذلك العلامة ابن القيم كله في كتابه الفوائد''' في أن من آثار 
النور الذي يقذفه الله كَ في قلب أهل التوحيد والسنة أن من كَرْب منهم 
صار له من النور بقدر قربه منهم بحيث يؤثر به صواب الطريق؛ لهذا تجد 
العامّى من أهل التوحيد الذي لم يتعلم من العلم عنده من النور والبصيرة في 
كثير من المسائل - في العقيدة» وفي التوحیدء وفي السلوك - ما يبصر به 
طريق الظلمات؛ لأنه وإن لم يكمل عنده العلم» أو يكون على علم؛ لکن 
لقربه من أهل هذا النور فإنه يحصل له ذلك. وهذه قاعدة مهمة في سبيل 
المنهج في أن الالتحاق بأهل العلمء والقرب من أهل الاستقامة على 
الإسلام والسنة وطريقة السلف الصالح» فكلما قرب العبد منهم ومن 


)١(‏ انظر: الفوائد (۱/ ۹۰)ء قال لہ : «وقوله : رجملا لم ُا یِمّٹی بدء ف الاس 
[الأنعام: »]١177‏ يتضمن أموراً : 
أحدها : أنه يمشي في الناس بالنور وهم في الظلمة» فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم 
عليهم الليل فضلوا ولم يهتدوا للطريق» وآخر معه نور يمشي به في الطريق ويراها ويرى 
ما يحذره فيها . 
وثانيها : أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النور. 
وثالثها : أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصراط إذا بقى أهل الشرك والنفاق في 
ظلمات شركهم ونفاقهم». أ.ده. 


شرح فضل الإسلام 


55 ۱ یں ۱۲ء : (١(‏ 
طريقتهم كلما منحه الله كك النور الذي يبصر به ولا یضل به السبيل”' ۱ 

أما الفضل الثالث: فی هذه الآية في قوله وك : اوعفر لك ول عور 
حيمج [الحديد: ۲۸]ء فمن فضل الإسلام على أهله أن الإسلام بتحقيقه سبب 


)١(‏ انظر: النونية مع شرحها لابن عيسي (۱/ ۲۱۲) حيث قال كث في بيان اسم الله تعالى 


(النور)ء ومافيه من المعاني : 
وَالتُورُ من أَسْمَائِهٍ أَيِضًا زین 
قال انی مَسَعُودٍ كلامًا قَدْ حكًا 
مَاعِئْدَهُ لَيِلُ يَكُونُ ولا نها 
تور السَمَوَاتٍ الْعَلَى مِنْ نُورہ 
مسن ثور رجه الرّب جل لال 
قب إشتتاز الْعَرْشُ وَالكرسُي مع 
َکنَانے نور كَذَلِك خَرْعۂ 
َكَذَبِك الإيَانُ في َنْب الْمَتَى 
وَحجَابۂ دوز فلز كُشَف الجا 
زإِذًا شى للقَضلٍ يضرق نوز 
َكَدَاكَ از ألرَبُ جئات الْعُلَى 
والشوڑ ذو نَوَْيٍ مخَلُوقٌ وَوَصَ 
وَكَذَلِكَ الحلوق ذو َرْعَين مخ 


إخذز ئزل فخت رجليك هُوة 


أَوصَافِهٍ سُبِعَان ذِي الْبِرْمَانِ 
هُ الدارمي غنۂ بَلَا كران 
زالأزض كيف الْثُجُْم وَالْمَمَرَان 
ركذا حکاه الحافظ الطبراني 
بع الْطباق ؤَمَائر الأكرَان 
تور كذا البغوث بِالْفُرقَانٍ 
نوز على ثور مع الفُزانِ 
بُ لأخرّق الْسْبِحَاتٍ للأَكُوَانٍ 
في لاض يوْمَ قیٰامة لأّےان ) 
وز تلالاً ليس دا إْطلان 
ف مَامُمَاواللومُتّجدان 
سوب وَمَعْقُولَ مُمَا فبتَانِ 


کم ف هَوَى فِھَا على الأَزْمَانِ 


شرح فضل الإسلام 





عظيم من أسباب المغفرة» فالله ك وعد کل مسلم ومسلمة» وكل مؤمن 
ومؤمنة أن يغفر لھم؛ قال قد : إن الْمُتَلِمِنَ وللت وَالْمْؤْمِدِينَ لموم 
ين الكت إلى قوله في آخر الآية: أ أنه كم تفر وجرا 
عَظِيمًا» [الأحزاب: »]٣١‏ وکل موححد قد وعده الله كك بالمغفرة» فمغفرة 
الذنب يحظى بها أهل الإسلام. لهذا منٌ الله وق على أهل الإيمان وعلى 
أهل الإسلام بأن جعل الصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت 
الكبائر» ورمضان إلى رمضان”''» والعمرة إلى العمرة» وكذلك الحج 
المبرور ليس له جزاء إلا الجنة''ء وقال ية : «مَنْ حح هذا ايت فَلَمْ 
يرف وَلَمْ سق رَجَعَ گیزم ودنه مه(" وهذا ونحوه من آثار مخفرة 
الله وق لعباده المؤمنين؛ لأنهم استقاموا على الإسلام» فهذا من فضل 
الإسلام عليهم أن كان تمسكهم بالإسلام سبباً من أسباب مغفرة ذنوبھم 
فأعظم سبب وأعظم نتيجة للمغفرة أن يستقيم المرء على الإسلامء وكلما 
كان أقوى في الاستمساك بالإسلام والسنة والبعد على الشرك فإنه يكون 
أقوى في الإتيان بسبب المغفرة؛ لهذا جاء في الحديث أن الله وك يقول : 


سے سے گی کر یش ا e E‏ يفف و ہم 
ایا بن ادم إنك لو أتيتني بقراب الا رض خطاياء ثم لقيتني لا تشرك بي سینا 


)١(‏ أخرج مسلم في صحيحه (۲۳۳)ء والإمام أحمد في مسندہ (۲/ )٥٥٤‏ من حديث 
أبي هريرة ويه » أن رسول الله ا قال : «الصَّلوَاتٌ الْحَمْسُء وَالْجْمْعَة إِلَى الْجمْعَة 
وَرَمَضَان إِلَى رَمَضَانَ مُکَقَرَاتٌ ما يَيَْهُنَّ إا اجْتَنَبَ الْكبَائِرَا . 

(۲) أخرج البخاري (۱۷۷۳)ء ومسلم )۱۳٣١(‏ من حديث أبي هريرة ونه أن رسول 
الله ا قال : «الْعُمْرَةٌ إلى الْعْمْرَةِ كَفَارَةٌ لما سِنْهُمَاء والح الْمبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَرَاءٌ إلا 


الدحئة) . 


(۳) أخرجه البخاري (١٢٥۱ء‏ ۱۸۱۹ء ۰ء ومسلم (٣٥۱۳)من‏ حديث أبي هريرة ڪي 


شرح فضل الإسلام 


می سے 
ای ~ 


ليمك بِقَرَابِهَا مَغْفْرَق''' يعني : لو أتى بملء الأرض خطايا فإن الله ق 
يأتي بقرابھا مغفرة. 

لهذا نقول: دلت الآية على أن المؤمن إذا اتقى الله وآمن برسولهء 
وحقق ذلك الإسلام» والتزم بالسنة بإيمانه برسوله حق الإيمان والاستقامة 
على سنتهء والاقتداء بهديه ية والبعد عن كل ما يخالف سنته» فإنه 
موعود بهذه الفضائل الثلاث العظيمة : 

٭ أنه يؤتى أجره مرتین؛ بل يؤتى كفلين عظيمين وحظين كبيرين من 
رحمة الله ق لعبده. 

# وأن يجعل الله كك له نوراً يمشي بهء فلا تلتبس عليه الطرق» 
ولا يشتبه عليه سبيل . 

* وأن يجعل الله كك له في كل ذنب مغفرة» ورحمة منه كك وفضلاً. 
وتكرماً . 

هذه الآية قد ذكر فيها الكثير من المفسرين أنها نزلت في أهل الكتاب» 
وأن المراد بها أهل الكتاب - يعني من اليهود والنصارى - وأن هذه الأمة 
تدخل فيها؛ لأنها أحق بهذا الوصف وهو الإيمان والتقوى والإيمان 


)١(‏ أخرجه الترمذي (٤٣٤٥۳)ء‏ والطبراني في الأوسط )۳٠١ /٤(‏ من حدیث انس ط٭ہه 
قال أبو عيسى : (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)» وأخرجه من حديث 
أبي ذر َيه : أحمد فی مسندہ »)۱٤۸ /٥(‏ والدارمي (۲۷۸۸)ء والبزار (۹/ )2 
والحاكم في المستدرك (٤/۹٦۲)ء‏ وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) . 


شرح فضل الإسلام 








بالرسول بيا . لکن هذا فيه نظر من جهتين : 

الجهة الأولى : أن الله كك قال في الآية التي بعدها من سورة الحديد: 
للا يعر أل الكتب ألا بَنَدرُوتَ عل َير من فصل آله [الحديد: ۲۹ء وهذا 
يدل على أن المراد بقوله: فیا اليِنَ اموا اموا أله اموا رسولد-) 
[الحديد: ۲۸] غير المراد بأهل الكتاب . 

الجهة الثانية : أن أهل الكتاب وعدهم الله وك إذا آمنوا واتقوا وآمنوا 
برسوله وأحسنوا إسلامهم أنهم يؤتون أجرهم مرتين؛ كما جاء في سورة 
القصص ؛ وکما جاء في قول النبي مَل ھَلاَنَةیُوَْؤْنَ أَجْرَمُمْ رين . . » وذكر 
منهم : ارَجُلَ مِنْ أَهْل الکتاب امَنَ بيه ارك الس يك َآمَنَ بو“ ؛ فهذا 
يؤتى أجره مرتین » فأهل الكتاب إذا استقاموا وآمنوا وأسلموا فإنهم يؤتون 
أجرهم مرتین ؛ لكنهم ليسوا هم المقصودين بهذه الآية. 

وهنا تنبيه: أن في قول الله يد : اول لڪ را تشون بده 
[الحديد: ۲۸] النور يعبر عنه في التفسير بعدة تعبيرات» يعني : من مواضعه 


)١(‏ انظر: تفسير الطبري (۲۷/ 0757 وتفسير ابن كثير /٤(‏ ۳۱۷)ء وتفسير البغوي 
.)٠/(‏ والدر المنثور للسيوطي (٤/۹٦۲)ء‏ والمحرر الوجيز لابن عطية 
(٥/۲۷۱))ء‏ وتفسير السعدی (۱/ .)۸٤۳‏ 
قال الشيخ السعدي كان : ( وهذا الخطاب يحتمل أنه خطاب لأهل الكتاب الذين آمنوا 
بموسى وعيسى ويا يأمرهم أن يعملوا بمقتضى إيمانهم بأن يتقوا الله فيتركوا 
معاصيه» ويؤمنوا برسوله محمد بء ويحتمل أن يكون الأمر عاماً يدخل فيه أهل 
الكتاب وغيرهم» وهذا هو الظاھرء وأن الله أمرهم بالإيمان والتقوى الذي يدخل فيه 
جمیع الدين» ظاهره وباطنه» وأصوله وفروعه). 1.ه. بتصرف. 

(۲) أخرجه البخاري (۹۷)ء ومسلم )٠١٤(‏ من حديث أبي موسى الأشعري وَيونه . 


شرح فضل الإسلام 
من القرآن''': 
# تارة يقال: النور هو القران. 
٭ وتارة يقال: النور الإسلام. 
٭ وتارة يقال: النور السنة . 


ونحو ذلك» وكلها تفاسير صحيحة؛ لأن الجميع نور» كما وصف 
الله كك الإسلام بأنه نور» وأن القرآن نورء وأن نبيه ئة نورء إلى آخره. 

إذا تبين هذا بعد هذه الآيات فيظهر مما سبق: أن الله 6 إذ جعل 
الإسلام مفضّلا على غيره» وجعل أهله مفضّلين على غيرهم» وجعل هذه 
الأمة مفضلة على غيرهاء وهذا يعني أن تبعة الدين بهذا التفضيل عظيمة ؛ 
لأنه كلما عظم الفضل عظمت التبعة؛ لهذا قال الله َك فی وصف هذه ٠‏ 
الأمة: كم حير ير أن أرجت الاس کاود بِالْمعرُوفٍ وَتَنْهَوْ ڪن اشڪر 
مون پا کہ [آل عمران: ۰ء فالقرآن هو أفضل الکتب لأسباب» والنبي کیا 
هو أفضل الأنبياء والمرسلين لأسباب جاءت في الکتاب والسنة - يعني : 
أسباب هذا التفضيل - وهذه الآمة أفضل بنص الكتاب والسنة كما سبق . 
إذا كان كذلك فإنه كلما زاد الفضل زادت التبعة؛ لأن الله 8 یژاخذ الفاضل 
ہما لا يؤاخذ به غيره» ویؤاخذ العالم بما لا یؤاخذ به من ليس بعالمء 
فالأمور إذاً بمقابلھا . هذا يُعظم التبعة على كل رافع لراية السنة والتوحيد : 
إلا يتخلف على التمسك بذلك أولاًء ثم إلا يَنْيِبَ - أو يَنْسُبَ كلاهما 


صحيح - إلى الإسلام والسنة ما ليس منه؛ لأنه إنما يصف الطريق التي 








وصفها الله وق ووصفها رسوله بء وبين الله 8ك فضلهاء فإذا كان الله 
بين هذا الفضل العظیمء فإنما يعرف الطريق بدلائله من الكتاب والسنة 
لا بالآهواء» ولابادعاء المدّعين» وإنما كل أحد يصف ذلك الطريق بغير ما 
وصف الله كك به الإسلام والسنةء أو وصفها به رسوله يله أو أجمع عليها 
السلف الصالح؛ فإنه حینئلٍ يكون معارّضا فيما یقول . 


: 1 5 - 2 اج‎ 3 fer 
ڑری میٹ 8 چوھہسی ر جرھمیف‎ 


شرح فضل الإسلام 

وقي الصٌجیج عَنْ ابن غمَر وی یی عَنْ الذي ا گلا قال: «مَثلڪم 
مَل آهل الكتَابَيْنِ ۾ كمَنَلٍ رَخخل اشدَأجِر بَأَحرَاء قال مَنْ يَعْمَل 
لي مِنْ عْدُوَةٍ إلى نِصْفٍ النّهار على قِيرَاطِة ة فَعَملت اليهود» نم 
قال: مر هَن َمل لي مِنْ نطف الله لی صَلاةٍ القضر على قيزاصاة 
فَعَملتٌ النَصَار نُه قال: مَن يَثْمَز لي مِنْ ال ر إلى أن تَغِدِ 7 
الشمس على قِيرَاطیْنِ؟ فالغ هم مَعَضِبَتُْ فَخَضِبَتُ اليَهُودُ وَالنَصَارى 
وقالوا. مَا لتا تَر عَمَلا وآقل اَ٠‏ خر قال. : هل نَقَصْئكَمْ مِنْ 
حخقّكة شَيْنَاة قالوا: لاء قَالَ: ذَيِكَ فَضُلي أوتِيه مَن اشا . 

قوله : (وَفِي الصّحيح)» هذه كلمة يستعملها أهل العلم ويعنون بها إما 
صحيح البخاري أو صحيح مسلم؛ لأن كلا منهما صحيح يشترك في هذا 
الاسم. 
إسماعيل البخاري كل فقد روى هذا الحديث في عدة مواضع . 

وهذا السياق الذي ذكره ه الشيخ رواه البخاري في كتاب الإجارة» وهو 
قوله اة : سل َمل أَهْلٍ الكِتَابَيْنٍ كَمَدْلٍ رَجُل اسْتَأَكَر أجَرَّاء 1 يعني 
بأهل الكتابيين : : اليهود والنصاری. 
وجاء فى بعض الألفاظ : سََلكُمْ مَل ال الکِتاب١ء‏ وھذا یراد به 
الجنس . ۱ 


. من حدیث ابن عمر و‎ )٥٩۲۱ ء۲۲٦۸( أخرجه البخاري‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 








: ۱ ده ساسع ل ےرا در اس )١(‏ . 

وفي بعضها : «مُثل المَسْلِمين وَاليَهُود وَالتَصَارَى)'' '» وكل هذا بمعنى 
واحد. 

هذا المثل يضربه با لبیان أن هذه الأمة جاءت متأخرة وعملت قليلاً 
ولكنها حظيت بأجر كثيرء فأعطى الله هذه الأمة قيراطين من الأجرى 
واعطی من قبل قراط قراط مع قصر متها وقلة عملھاء وهذا فيه 
من حيث الزمان ومن حيث المكان: 

قوله ب : ١مَتَذَكُمْ‏ وَمتَلَ أَهْلٍ الكتابيْنِ كَل رَجُل اسْنَأَجْرَأَجْرَاءاء يعني : 
المثل من جهة الزمن ء أي : مدة العمل والاآجر وعبر هنا کنا بقوله : «كمَئْلٍ 
رَجُل اسْتَأَجَرَ أَجْرَاءا؛ لأنه في القرآن تمثيل الحقوق بحق الله وق وحق 
عبادہ ونحو ذُلك؛ بالرجل ومن يعمل عندہء كقول الله کل : پل وضرب أله مکل 
رَجلين أحذهما أَبَحكم لا يدر عل ےو وهو ڪل ڪل مولنۂ انا بوه 
ايت ر هَل وی ہر ومن باه ر ادل وهو عل مط نتر © 4 
[النحل : »]۷١‏ ونحو ذلك من الآيات التي فيها هذا التمثیل ؛ فالتمئیل تمثيل حال 
بحال» تمثيل عمل بعمل ہما يقرب الأمر إلى سامعه. 

الأمر الثاني: عند قوله : اسْتَأَجَرَ أجَرَاء؛ الاستئجار هنا هل هو حقيقة 
بأن المثل مضروب على الاستئجار فعلاً» وأ ابن آدم استأجره الله وك 
فجعل له أجراً على عمله؟ أو أن هذا للتقريب ليس على حقيقة حقيقة الأجر؟ 

المعتمد عند أهل السنة والجماعة في نظائره فى الكتاب والسنة أنه على 
حفيقته » وأنه أجر على حقيقة الأجرء وهو ما يعطى من العِوّض لقاء عمل 








من الأعمال» والله يق یعطی عوضاً لقاء عمل» والله ك هو الذي سماه 
أجرا» والنبی يك أيضاً سماه أجراً؛ فلذلك هو أجر على الحقيقة في مقابلة 
عمل » وليس التعبير بالأجر أنه تعبير على المجاز أو أنه تعبير على التمثيل ؛ 
بل هو أجر على الحقيقة . 

وهذا المثال فيه تقرير لذلك حيث قال : «گمكل رَجُل اسْتَأَجَرٌ أَجَرَاء): 
ومثّل بأنهم يعملون في زمن» وأعطاهم أجراً قیراطینَ قيراطين فی هذه 
الأمةء وهذا هو حقيقة الأجر. 





وهذا له فوائده الكثيرة في التفسير» وفي فهم النصوص» وفي مسائل عدة 
من مسائل الشريعة والعقيدة أيضا . 

ومناسبة هذا الحديث للباب : أن هذه الأمة اختصها الله كك من بين 
الأمم بفضل زيادة الأجرء وهذا أحد أوجه تفضيل هذه الأمة على غيرهاء 
وأحد أوجه فضل الإسلام على هذه الامة فهذا فى زيادة الأجر. 

ومن أنواع الفضل الأخرى : ما ذكر فى الآية من قبل أن الله ك یجعل 
للمؤمنين نوراء وأنه يغفر لهم . 

وأيضا مما جاء من الفضل في النصوص -غير ما ذكر- : أن هذه الأمة 
لا تجتمع أبدأ على ضلالة والمقصود بها أمة المؤمنین المستمسكين ہما 
كان عليه النبى بيا فإنها لا تجتمع على ضلالة؛ كما قال كك : «وَم يسَاقَقٍ 
اسول م بعد ما ن له الْهْدَئ وَیتغ عير کیل المؤِْنِنَ ولو ما کول ويو 
جه جھستم وسات مصرا 9 © [النساء: ۰۲۱٠١‏ قال : تع عير کیل الْمُؤْمِنينَ کہ 
وسبيل المؤمنین : هو سبیل هذه الامة التي لم تفترق ولن تتفرق في دينها› 
وأما الذين تفرقوا فی دينهم شيعاً فهؤلاء ليسوا معدودين في الإجماع» وقد 


شرح فضل الإسلام 
جاء في الحديث : إن أَمَتي لا تَجْتَہِمٌ على ضُلاَلَة''' وهو مروي فی السنن 
وغيرها من طرق يحسنها بمجموعها عدد من أهل العلم . 

ودل هذا على أن المسلم یمکن أن يعصم نفسه من الضلال بأن يلتزم بما 
أجمعت عليه الأمةع فمن التزم في العقيدة بما أجمعت عليه الأمة عند حلول 
الأقوال المختلفة والآھواء المتباینةء فإنه على سبيل نجاة؛ لأنه أخذ 
بالجماعة» وأخذ ہما أجمعت عليه الأمة» وهذا مصدر نجاة بالاتفاق . 

وأيضا من آثارها على المسلم أن عدم اجتماع الآمة على ضلالة؛ 
واجتماعها على حق وهدى» أنه یبسر له سلوك السبيل» والاستقامة مع من 
مشوا خلف طريق الجماعة قبل أن تفسد الجماعة؛ لأنَّ الطرق تباينت» 
والآمة اختلفتء فإذا أراد المرء الطريق الحق فإنه يبحث عمّن تمسّك ہما 
كانت عليه الجماعة قبل أن تفسدء يعني : ہما كانت عليه الجماعة إذ لم 

فهذا اقتداء عملي باجتماع على حق وهدى كان فيما سلف» والله ك 
عصم هذه الأمة على أن تجتمع على ضلالة كما ذكر. 

فى الحدیث أيضاً من المناسبة قوله فى آخره: «قَالَ: ذَلِكَ قَصْلِى أوتبه 
مَنْ أَشَاءُ, هذا الفضل هو من الله يدَء وإذا كان من الله كك فإن فضل 


)١(‏ ورد الحديث عن عدد من الصحابة ون ء منهم : أبو مالك الأشعري وئب عند أبي داود 
(٤٤٢٦)ء‏ والطبراني في الكبير (٤٣٤٣۳)ء‏ وابن عمر وها عند الترمذي (۷٦۲۱)؛‏ 
وقال: (غريب من هذا الوجه)» والحاكم في المستدرك 2235٠١ /١(‏ وأنس ويي عند 
ابن ماجه (۳۹۵۰). 
وانظر: تذكرة المحتاج لابن الملقن (ص٥٣٦- .)٦٦٢‏ 











الإسلام على أهله إنما هو من الله قء وهذا یجعل المسلم دائم التعلق 
بالله َك معرفة منه بفضل ربه عليه بهدايته لدينه وأجره عليه » فمن الذي هدى 
عبادہ للوؤسلام؟ الجواب : هو الله ك » ومن الذي هداك للاستقامة على 
السنة؟ الجواب : هو الله قِيِقَء ومن الذي تفضل عليك بالنور بعد ذلك؟ 
الجواب : هو الله يك ومن الذي تفضل بالحظين من الرحمة والكفلين من 

فحينئٍ يكون الأمر من الله كق وإليه ابتداء وانتهاء» وهذا يجعل قلب 
المؤمن موطّناً على محبة الله 8ء والذل لە؛ والاعتراف له بالفضل 


اس 


والإحسان دائماً وأبدا . 


5 جك 5 جب 7ج سكل 


شرح فضل الإسلام 

فيه أَيْضًا عَن أبي هُرَيْرَةَ ذلك قال: قَالَ رَشول الله يك رَضَل 
الله عَنْ الجُمُعَة مَنْ کان قَبْلنَاء فكان لليَهُودٍ يَؤْمٌ السَبْتَ 
وَللنضصَارَى یَوْمٌ الأَحَدء فَجَاءَ الله بنا هَهَدَاتا لیَوُم الجُمُحَةء وَكَذَلِك 
هم نَبَعٌ لا يَوْمَ القِيَامَة 2ء نَحْنٌ الآخرُون من آهل الذَّنْيَا وَالأَوَّلُونَ يَوْهَ 
القيّامة»”. 


الشرح: 


قد سبق شرح الآيات التي ذكرها الإمام المجدد كف فی صدر هذا 
الباب؛ بل وفي صدر هذا الكتاب» مما يدل على فضل الإسلام في نفسه. 
وفضله على أهله» وفضل هذه الآمة» وما حبا الله كق هذه الأمة بعامة 
وما ميز به شريعة الإسلام من الفضائل . 

وبعد ذلك قال: (وفيو أَيُْضًا) يعني في الصحيح » وهذا عطف على الكلام 
الذي سبقء حيث قال فيما سبق : (وَفِي الصجيح عَنْ ابن عْمَرَ رَها)؛ وهذا 
لا يعني أن يكون المراد بالصحيح هنا هو الصحيح في الحديث الأول 
وهذا يجب أن ينتبه له فی ص صنيع آهل العلم إذا عزوا إلى البخاري أو مسلم. 
فهناك قال : (وَفِي الصجيح عَنْ ابن عَمَر )ا وهنا قال: (وَفِِهِ أَيُضًا عَنْ 


کر نس 


أبي هُرَيْرَةَ ظ4ہ)ء يعني : ٠‏ في الصحیحء > فهو يريد اللفظ . 
وسر رہوش چرم ہن 


60 أ خر جه مسلم بلفظه )۸۵٦(‏ من حديث أبى ھریرة وحذيفة وا ورواہ بنحوہ من 
حديث أبي هريرة ونه البخاري (٦۸۷ء‏ 28957 7545 )» ومسلم (806). 





شرح فضل الإسلام 











عليه» وأنا ما رأيته فى البخاري وإنما رأيته فی مسلم» وله طرق كثيرة في 
البخاري وفي مسلم بمعناه فيكون هذا اللفظ في مسلم وأما أصله ومعناه فهو 
فى المتفق عليه . 

ومن ألفاظه ما جاء فی صحيفة همام بن منبه اليماني عن أبى هريرة صله 
الصحيفة الصادقة المشهورة التى يرويها عبد الرازق بن همام عن معمر بن 
راشد عن همام بن منبه عن أبى هريرة طوبه وهو أول حديث في تلك 
الح فة 

أنه يكون فی الصحيحين معاً . 

أو يكون في البخاري» وهو الأكثر. 

أو في مسلم . 

وربما عطفوا واحداً على واحد» ويكون أحدهما البخاري والثاني 

ولذلك لا يُشترط فى العطف أن يكون مخرج الحديث واحدًا؛ بل 
العطف على ظاهره فی أن المراد أن يكون الحديث مخرجاً في الصحيح» 

وقوله هنا يك : (أَضَل الله عَنْ | لحمعَة مَنْ کان بنا »» بيانه : أن الله جه 


. )۲۸ انظر : صحيفة همام بن منبه (ص‎ (١۱) 


شرح فضل الإسلام 


عليهم فاجتمعوا فيه ؛ فاجتمعت اليهود وأجمعت على أن ذلك اليوم هو يوم 
السبت» وأخطؤوا في ذلك؛ ثم بعدهم النصارى أمروا بيوم يتخذونه عیداء 
يكون عيد الأسبوع ويجتمعون فيه » فاجتمعوا على أن يكون يوم الأحدء 
فأخطؤوا في ذلك . 

فأضل الله ك الآمتين من قبلنا على اليوم الذي اختاره الله كك في علمه 
وهو يوم الجمعة. 

وفي هذا دليل على أن الأمم من قبلنا قد تجتمع على غلط وتجتمع على 
خطأ حتى قبل التحريف» وأن الله وك يضل أمما بمحض حكمته بل ہما 
عملوه» أو ليكون الفضل لغيرهم عليهم» وهذا من الابتلاء الذي ظهر به 
فضل هذه الأمة وسابقتها مع كونها أمة متأخرة في الزمان» وفيه إظهار فضل 
أمة محمد يي حيث إنها لا تجتمع على ضلالة» فظهر بذلك فضل هذه 
الأمة؛ لما فضلها الله كق بالإسلام من جهتين : 

الجهة الأولى: أنه لم يترك اختيار لهم الیومء بل أمرهم به معیناء 
بخلاف من كان قبلنا من الأمم . 

الجهة الثانية : أن الله كك أنعم على هذه الأمة بأنها لا تجتمع على 
ضلالة» وهذا اللفظ «لَا تَجْتَِمُ أمُنی عَلَى ضَّلالَةا مروي من طرق يشد 
بعضها بعضاًء وهي ضعيفة الأسانيد» وبعضها شديد الضعف ؛ لکن يشهد 
بعضها لبعض» مما جعل عدداً من أهل العلم يعدونه في الأحاديث 
الحسنة”''» فهذه الأمة خصت بعدم اجتماعها على ضلالةء وبأن الله كق لم 


.)5١ سبق تخریجھ (ص‎ (١( 








یکلھا إلى نفسھاء ؛ بل بيّن لها الدين» وأتم عليها النعمة؛ كما قال 6 واي 
َكلت کک یتک وَأَمَيْتُ 125 کہ نعمق ورضیت لکم الإسکہ دنا 4 [المائدة: ]٣‏ 
وكما سبق فإن ديناً رضيه الله ك جملة وتفصيلاً واجب على العباد أن يرضوه 
هم ؛ إِذْ رضيه الله ك للعباد أن يدينوا به ويستسلموا له سبحانه بهذا الدين. 

وفي قوله : «كَهَدَانَا ليَوْم الحْمْعَةِ) أن لفظ الهداية يعم ما كان عن اجتهاد 
وما كان عن غير اجتھادء فالله ي هدى هذه الأمة فيما أمرها به وفيما نهاها 
عنه؛ لأن هذا من الهداية العظيمة إلا توكل في أشياء كثيرة إلى أنفسها 
واجتهادها ؛ بل هداها الله يك بتفاصيل الأحكام؛ وهذا من جملة ما یدخل 
في قوله 4 : «فحَاءَ الله با فَهَدَائ ا لوم الجمعَةا» وفي قوله وك : : اهيا 
الصرط الْمسفيمٌ © 4 تالفاح : 011 يعني : طلباً للهداية لتفاصیل الاستقامة 
على الصراط» علماً وعملاً» اعتقاداً وتصديقاً . 





قال بعدها لا : (وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لتا يَوْمَ القيَامَةا؛ وذلك أن هذه الأمة 
- أمة محمد گل - تكون سابقة يوم القيامة» فهذه الأمة متأخرة ولكنها يوم 
القيامة سابقة 

سَبَقَ الهلال الْبَدْرَ لكئ ‏ لمْيَصِربالسبي بر“ 

ثم قال : انحن الآَجِرُونَ من أَمُل الڈنیا وَالأَوّلُونَ يَوْمَ القِيّامَقه يعني : 
بے بی جو ا ر يي 


ہے o‏ م 


م حم 7 لے سی سے سے سے 


وهم مُت حقّت عليه 0-7 [النحل : ]٥٣‏ . 


.)۱۷' انظر : ديوان الإمام الشوكاني أسلاك الجواھر(ص‎ )١( 


ظ فالامم المتنوعة بعثت إليها الرسل» لکن آخر أمة هي أمة محمد گا 
توافي سبعين أمة من | لأمم بعثت بعثت إليها الرسل فی أجناسها » ولكن قد تبقى آثار 
الرسالة واثار النبوة. وقد لا تبقی بظلم من العباد وبصنيع العباد في 
أنفسهم بأن لم يستجيبوا للرسول» فيوم القيامة يأتي النبي ومعه الرجل 
والرجلان ويأ: ني النبي وليس معه أحد من قلة من استجاب له . وفي 
الحديث الصحيح ا مون سبي اَم نتم حيرا وَأَكْرَمُھا على الله“ 

وقوله : انحن الآخِرُونَ مِنْ أَمْل الدَّنْيَا» يحتمل أمرين : 

٭ الآخرون من الأمم التي بُعثت إليها الرسل من أهل الدنيا . 

# أو الآخرون يعني : الأمة التي ست ستبقى إلى قيام الساعة» فهي آخرة. 
يعني : ستکون متأخرة على غيرها من الأمم؛ يعني : من أهل الدنيا من 

قال : اوَالاوَلونَ يوم القيامة»› یعنی . أن أول الأمم تحاسب ھی أمة 
محمد ع وأول الأمم تستريح من هول الموقف ھی أمة محمد ا 
وأول أمة تعبر الصراط هى أمة محمد كل ؛ لآن نبيها كل هو السابق إلى هذا 
كله وقد قال پل : 51 وَل مَنْ يذل الگ وأمته گا على أثره. 


)١(‏ أخرج البخاري (٥۷۰٦ء‏ ٢٥۷٦ء‏ 5041)» ومسلم (۲۲۰) من حدیث ابن عباس وی 
أن النبي ي قال : رصت عَلَيّ اَم كجمَلَ يمر الي مَعَُالرجلُ؛ وَالكِی مَعَهُ 
الرّجُْلانِ وال مَعَهُ ارهظ والس ليس مَعَهُ اعد . ٠٠‏ الحدیث۔ 

.)۱١ص( سبق تخريجه‎ )٢( 

(۳) أخرجه الإمام أحمد فی المسند (7/ 5 »)١4‏ والدارمي (٥۵)ء‏ والطبرانی فی الأوسط 
(٤/۸٦۲)ء‏ والبيهقي في شعب الإيمان (۱۸۱/۲) من حديث أنس بن مالك زه . 


شرح فضل الإسلام 


وهذا من فضل الله كك على هذه الأمة أنهم متميزون في الدنيا مهديون 
معانون» وهم في الآخرة أيضا سابقون إلى الجنة وسابقون قبل ذلك إلى 
الاستراحة من هول الموقف . 

إذا تبين هذاء فهذا الحديث فيه فوائد : 

الفائدة الأولى: أن الضلال قد يقع في الأمور الاجتهادية؛ لقوله كَل : 
«أصَل الله عَنْ الجمعة مَنْ كان فَبْلنَا؛ء وقد لا يؤاخذ المجتهد؛ لکن يطلق 
عليه أنه أضل الصواب» وفي القرآن أيضًا ما يدل على ذلك؛ كقول 

کے سے ےہ بيه سار لوس ور مەغ 6 

الله كك : و أن تضل حدما ڪر حدما لاخر ہہ [البقرة : ۲ء وکقول 
الله و : وتالا ودا صتا فى الأرض اونا نى حلق جلي [السجدة: ]٠١‏ على 
أحد التفسیرین'''ء وهذا يعني أن الضلال هو الذهاب عن وجه الصواب: 
وقد يكون مع الإثم إذا قضر في الاجتهاد» وقد لا يكون مع الإثم» فليس 
كل وص بالضلال يعد قدحاً فیمن وُصف به؛ ولهذا طائفة من أهل العلم 
يعبّرون فی المسائل التی یخطئ فيها من أخطأ بأنه ضل فى ذلك» أو هذا 


)002 قال القرطبي في تفسيره (۳/ ۳۹۷): (قوله تعالى : أن تل إِعدَضف ا قال أبو عبد : 
مَعْنَى تضل سی . وَالضَّلَالُ عَنٍ الشَّهَادةٍ نما هو سيان جز مِنْهَا وَدْكُرُ مجزءء وَيَبْقَى 
الْمَرءُ حَيْرَانَ بَيْنَ ذَِكَ ضَالا ). وقال أيضاً (٤۹۱/۱ء‏ ۹۲): «قوله تعالى : وتال ود 
صَللمَا فى رض هذا قول مُنکري الْبْعْثٍِء أي هنا وَبَطَلَتَا وَصِرْنًا تُرَایًا . وَأَضْلَهُ مِنْ 
ؤل لْعَرَبِ : صل الماء في اللي ذا ذَهَبَ . وَالْعَرَبُ تقول للشيء غلب عليه غيره حَنَّى 


عم 


حَفِيَ فيه نره : قد صل . وَفَرا ابن مُحَيْصِنٍ وَيَحْبَى بن يَعْمْرَ :صلا يكر اللّام ٠‏ رهي 
ع ... وَقَراً الْأَعْمَش وَالْحَسَنُ :«صَلَلْنابالصَّادِء أي أَنتّا. وهي قِرَاءَةُ علي بْن 
أبي طالب وقنه) | . ه. 

وانظر : تفسیر الطبري (/ 175-1784): وروح المعاني للألوسي (١۲/٢۱۲)ء‏ وفتح 


القدير للشوكاني (5/ .)۲٥٢٥‏ 


شرح فضل الإسلام 
ضلال مبين» ونحو ذلك»ء ولايعنى به أنه يأثم على ذلك» أو أنه صار فى 
ذلك على وفق هواه» أو ما أشبه ذلك» وإنما ھی محتملة - كما جاء فى 
القرآن - أن تكون فی النسيان والترك الذي عن غير قصد» وتكون فى الأمور 
الاجتهادية» وتكون أيضاً فيما يتركه المرء عن تقصير فى ابتغاء الحق 
الفائدة الثانية: يوم الجمعة اختلف العلماء فيه: هل هو أول أيام 
(١( 0-5 5 5‏ ¢ ع : 7 
أيام الأسبوع, وأن السبت بعذله ) وأنْ الأحد بعذله» واستدلوا لذلك بعذة 
أدلة : 
٭ منها هذا الحديث حيث قال : «وَكَذْلِكَ هم تيع لن يوم القيامة» فى 
قوله : «وَكَذْلكٌ) . 


هھ 3 


# وفي رواية أخرى لهذا الحديث: افتحر ايوم والیھود دا 
وَالنْصاری بَعْدَ غد». 

٭ واستدلوا أيضاً بذلك بأن يوم الجمعة هو يوم عيد» والعيد يكون أول 
الآيام ولا يكون آخرهاء يكون افتتاح الأسبوع ولا يكون آخر الأسبوع. 

وطائفة من أهل العلم قالت : لاء يوم الجمعة هو آخر أيام الأسبوع - في 
بحث يطلب من مظانه - لکن الشاهد هنا أنه حتى على هذا القول الذي قال 
به طائفة من أنه آخر أيام الأسبوع فلا يُعارض أن يكون السبت بعدہ والأحد 


)١(‏ انظر الخلاف في أول أيام الأسبوع والقائلین به في : تفسير ابن كثير (۲/ ۵۹۲)ء وفتح 
الباري (۲/ ٣٥۳)ء‏ وفيض القدير /٥(‏ ۲۲۷)ء وروح المعاني .)1١57/75(‏ 











شرح فضل الإسلام 


بعده باعتبار أنها ثلاثة أيام متوالية» فكان السبق لليوم الأول وهو يوم 
الجمعة» وبعده اليوم الثاني وهو يوم السبت» ثم يوم الأحد. 

فعلى كل من القولين فان يوم الجمعة يسبق يوم السبت والأحد. 

الفائدة الثالثة : أن هذا الحديث - وهو موطن الشاهد للمصنف - فيه 
دليل على عناية الله ن بهذه الأمة. ورفقه بهاء وعدم إضلاله لها؛ بل 
أعانها ومنّ عليها حتى صارت سابقة للأمم في شعائرها فی الدنيا وفي 
منزلتها وكذلك يوم القيامة» وهذا من جملة ما يؤكد فضل الإسلام على أهل 
الإسلام في أن المسلم إذا التزم وأطاع الله 8 فإنه ييهدى ويُعان ولا يترك 
لنفسه؛ فكما أن هذه الأمة متميزة بأنواع التميز ومنها عدم إجماعها 
واجتماعها على ضلالةء فإن غيرها من الأمم قد ابتليت بأشياء كثيرة» ومما 
ابتليت به الآصار والأغلال» ومما ابتليت به أنها خُمّلت ما لا طاقة لها به 
ومما ابتليت به كثير من الأحكام في الطهارة والصلاة» وأشباه ذلك مما 
عجزوا عنه حتى حرفوه وتنکبوا الطريق الذي رضيه الله 8ك لهم . 


شرح فضل الإسلام 


وفيه 2 فيه تَعْلِيقًا عن النَبِيْ گل آنه قال: وأحثٌ الدين إلى الله 


سم 


سے ۾ امھ ۳ بي ١‏ 
الحنيفكة 3 السَمْحَة)! 0 


ہے چھ ہے چو 





يريد بقوله : : (وفِيه) يعني : في الصحيح › الذي عناه بقوله فی الحديث 
الذي قبله : (وَفِيهِ أيْضًا عَنْ أي هُرَيْرَة. 


(وَفِيهِ َعْلِيا) يعني في صحيح البخاري› «عَن الس ل أنه قال : أَحَبٌ 
الدّين إِلَى الله الحَريفِيةٌ السَّمْحَةٌ)» وقد ذكر البخاري كل هذا الحديث معلقاً 
في باب الدين يسر في كتاب الإيمان من أول صحيح البخاري» ولفظ 
التعليق من ألفاظ اصطلاح أهل الحديث› ویریدون به أن مَنْ روى الحديث 
من أصحاب الکتب يسقط من أول الحدیث الصلة بينه وبين من عزا الكلام 
إليه» فقد يعزو الكلام إلى النبي كَل فيقال: أخرجه تعليقاً» يعني : أسقط 


)١(‏ أخرجه البخاري معلقاً في صحيحه في كتاب الإيمان» باب الدين یسر وروی نحوه 
موصولاً في الأدب المفرد (۱۰۸/۱) من حديث ابن عباس ُا ولفظه: «سيل 
ال اَي الأذيان أَحَبُإِلَى الله (؟ كال : الْحَزيفِية السَمْحَه وروی هذا اللفظ متصلاً 
مسنداً أيضاً الإمامُ أحمد في المسند (۱/ ٣۲۳)ء‏ وعبد بن حميد في مسندہ (۱۹۹/۱)؛ 
والطبراني في الکبیر (؟/181١)»‏ انظر : تغليق التعليق للحافظ ابن حجر .)٤١/۲(‏ 
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (۳/ )۴۹١‏ من حديث أبي قلابة ويه » وفيه قصة عثمان 
ابن مظعون لما اتخذ بيتأ فقعد يتعبد فيه. 
وأخرجه الطبراني في الأوسط (۲۲۹/۷) من حديث أبي هريرة طبه » وقال: (لم يرو 
هذا الحديث عن صفوان بن سليم إلا حر بن عبد الله تفرد به عبد الله بن إبراهيم). وقال 
الهيثمي في مجمع الزوائد (۱/ )6١‏ (وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري منكر الحديث) . 


شرح فضل الإسلام 
ما بينه وبين النبي اة من الإسنادء وقد يعزوه إلى الصحابي » فيكون أسقط 
ما بينه وبين الصحابي» وقد يعزوه إلى التابعي» وقد يعزوه إلى شيخ من 
أشياخه » وهذه التعاليق موجودة في صحيح البخاري بكثرة» وموجودة أيضا 
في صحيح مسلم على قلةء وموجودة أيضاً في غير الصحيحين من کتب 
الحديث» فالمعلق : هو ما سقط من إسناده من جهة المخرج راو فأكثر . 

والبخاري يعلق كثيرًاء وللحافظ ابن حجر كتاب كبير معروف في وصل 
تعاليق البخاري مطبوع مؤخرًاء سماه (تغليق التعالیق)ء أي وصل تعاليق 
البخاري» والبخاري له في تعاليقه طريقتان : 

الطريقة الأولى : تارة يجزم فیقول : وقال عمرء وعن بهزء مثلاء وهذا 
يعني أنه صح عندہ الإسناد إلى من علق عنه» لکن تقاصر شرط الصحة عما 
شرطه على نفسه في أسانيد صحيحة» وقد يجزم ويكون قد ذكره في موضع 
آخر من صحيحه . 

الطريقة الثانية : أنه يذكره بصيغة الاحتمال أو التمريض كأن یقول : 
ويذكر ويروى» وقيل وأشباه ذلك» وإذا قال ذلك فقد يكون صحيحسًا وقد 
لا يكون صحيحًاء أي ما مر منه أو ذكره بصيغة الاحتمال» فإنه قد يكون 
صحيحًا وقد لا يكون» فلا یجزم لأجل تمريضه أو لأجل عدم جزمه 
لا يجزم بأنه ليس» لأنه قد يكون صحيح الإسناد إلى من علق عنه وقد 
لا يكون كذلك . 

فهذه التعاليق من حيث صياغة المُخرج لها على قسمين : 

تارة يجزم بھا؛ كما قال البخاري كن في هذا الحديث: اب الْدِينُ 


رن كه عم 


يُسْرٌء وقول الي ية أَحَبٌُ الدّين إلى الله الحَیْفیِةً السَمْحَةًا . 


شرح فضل الإسلام 











وتارة لا یجزم بنسبتهاء بل يذكرها بصيغة تحتمل الصحة وتحتمل 
الضعف ؛ كما يقول : ویٔروی؛ ويُذكر» ويحكى» ونحو ذلك من العبارات 
التي يسميها أهل العلم في الحديث: صيغ التمريض . 

وهذا المبحث معروف في مصطلح الحدیث“''. 

والمقرر أن البخاري كآنه إذا جزم بنسبة كلام إلى قائله» إما إلى النبي گا 
وإما إلى من هو دونه من الصحابة أو من التابعين» فمعنى ذلك أنه قد صح 
عنده إلى قائله . 

ويأني سؤال: لِم أورده البخاري بصيغة التعليق؟ 

الجواب: لأن كثيراً من الأحاديث يتقاصر عن شرطهء فيذكر تلك 
الأحاديث بصيغة التعلیق ؛ لأن لها وجه استدلال» ويحتاج إليها في الباب ء 
لكنها ليست على شرطه فيما يسنده من الأحاديث» وليس معنى هذا أن كل 
معلق فی صحيح البخاري لیس على شرطه» لکن من المعلقات ما لیس على 
شرطه» ومنها ما يعلقه في موضع ويصله في موضع آخر في صحيحه . 

وهذا الحديث رواه ابن عباس وء وقد وصله جماعة كثيرون من أهل 
العلم منهم البخاري نفسه في كتابه الدب المفرد» ووصله أيضاً الإمام 
أحمد في مسندہ؛ وعبد بن حمید في مسئده» والطبراني في معجمه الكبير 
والأوسط» وكذلك البزار وابن أبي شيبه في مسنديهماء وجماعة كثيرود 
من طريق محمد بن إسحاق - صاحب المغازي المعروف - عن داود بن 





)1( انظر ۱ مبحث المعلق فی : نزهة النظر (ص۹۸)ء وشرح نخبة الفكر (ص۳۹۱)؛ والنکت 
على ابن الصلاح (۳۲۳/۱)ء وتوضيح الأفكار (۱/ .)۲٦۷‏ 











شرح فضل الإسلام 


حصين عن عكرمة مولى ابن عباس جا عن ابن عباس به. 

وھذا الإسناد - كما هو معروف عند أهل الحديث - فيه علتان : 

العلة الأولى: أن محمد بن إسحاق كذ كان مدلساًء وقد روى هذا 
الحديث بالعنعنةء ولهذا الهيثمي في مجمع الزوائد ذكر أنه رواه بالعنعنة 
ولم يُصرح بالسماع'''. وهذا التنصيص معناه أنه يوقف عند ذلك وهذا 
مشهور. 

العلة الثانية: أن داود بن الحصين وهو شيخ محمد بن إسحاق في هذا 
الإسنادء هو ثقة؛ إلا أن أهل الحديث أعلوا روايته عن عكرمة خاصف 
ولهذا قال بعضهم: (: ثقة إلا في عكرمة فإنه يهم فی حدیدہ)'''. 

والحديث بهذا الإسناد ذكره الحافظ في الفتحء وقال: (وصله البخاری 
في الأدب المفرد وكذا وصله أحمد بن حنبل وغيره من طريق محمد بن 
إسحاق عن داود , بن الحصين عن عكرمة عن ابن ن عباس نا وإسناده 

¢ 

وهذا الحديث حسن أو صحيح ؛ أن جزم البخاري به يعني صحته 
عنده» وكأنه لهذا حسن إسناده الحافظ ء ومعنی ذلك أن البخاري لما جزم 
به قد عرف أن محمد بن اسحق مع أنه مدلس إلا أنه لم يدلس هذا الحديث 
فأخذه عن داود. ومعنى ذلك أن داود هذا قد حفظه عن عكرمة ولم يهم فيه 
ومعلوم أن تصحيح البخاري إما نصاً أو إشارة؛ كما في هذه الحال في 





.)٠١ /١( انظر: مجمع الزوائد‎ )١( 
)؟١8‎ /5( انظر : تقریب التهذيب لابن حجر (۱۹۸/۱)ء وتحفة الأحوذي للمباركفوري‎ (۲( 
.)۹٤/۱( انظر: فتح الباري‎ )9( 


شرح فضل الإسلام Cee‏ 

لعا 
الجزم أنه مما يعتمد عليه من تصحيحات العلماء ويركن إليه» ومع ذلك فإنه 
لم يتفرد بهء أو لم يرد بهذا الطريق وحده» وإنما ورد من عدة طرق وأوجه 
من غير طريق ابن عباس ياء ولهذا صححه جماعة من أهل العلم» وحسنه 
آخرون» وذكروا له شواهد كثيرة منها : الحديث المشهور المعروف ابَعِمْتٌ 
ِالْحَنْيفِيّةِ السّمْحَة)7١'‏ » ومنها شواهد أخر مشهورة. 


٠‏ کر جے ےجود کے 
کے 


المقصود من هذا أن هذا الحديث صحيح إلى النبي ية واللفظ المشهور 
فيه : سول النَينْ يله أئ | لأذيَان أَحَبُ إلى الله يك؟ قال : الحنيفة السّمْححة) 
فهذا هو اللفظ المشھورء وسيأتى بيان فائدة سياق هذا اللفظ . 

قال : حب الڈین)ء «الدّين» هنا ما المقصود به؟ هل الألف واللام فيه 
الله الحنیفیة السمحة التي هي دين الإسلام ودين محمد بن عبد الله َل 
فيشمل حينئذ جميع الأديان السابقة ويظهر بذلك فضل هذا الدين ومحبة 
الله ك له . 

الو جے الثانى : أن الألف واللام هنا للعهد» والدين المعهود هو دين 
الإسلام» فمعنى هذا الحديث على هذا التوجيه: أحب الإسلام إلى الله 
الحنيفية السمحةء يعنى : أحب خصال الدين الذي هو الإسلام إلى الله ك 
الحنيفية السمحة» فخصال الدين متنوعة» وأموره كثيرة» وشرائعه متعددة. 
فأحبها إلى الله كق الحنيفية» يعنى : ما كان على وفق السنة» وكان سمحاً 


. أخرجه أحمد (557/6)» والطبراني في الكبير (۷۸۸) من حديث أبي أمامة لہ‎ )١( 











مو 


سھلاء فالله 5 لم يجعل ما يحبه من شرائع الإسلام فيه الآصار والأغلال» 
أو فيما هو شديد على العباد» بل أحبه إليه ك هو ما كان سمحاً وسهلدً . 

إذا تبين ذلك بحسب توجيه كلمة «الدّين» يختلف معنى «أَحَت) : فعلى 
المعنى الأول وهو أن الدين للجنس تكون «أَحَبُ) أفعل بمعنى مفعول؛ 
يعني : محبوب الدين إلى الله الحنیفیة السمحة؛ لأن الأديان التى سبقت 
بها ؛ بل لابد أن يدين بالإسلامء فإذا كان كذلك فلا تقدّر «أحب» أنها أفعل 
على بابها ؛ بل يكون معناها محبوب الدين عند الله أو إلى الله . 

وكون أفعل لا تكون على التفضيا هذا كثير في اللغة فإنها للتفضيل في 
أصلهاء لکن قد تکون لغيره في مواضع كثيرة؛ كقول الله وك : «أصِْحَبُ 
لْجَنَّةِ وميد حير مُستقيا وَلَحْسَنُ قيا © (الفرتان: 4؟] يعنى : خير مستقراً 
من أهل النار لکن هل عند أهل النار خير؟ الجواب : لاء (وَآَحْسَیُ مَقِيلا) 
يعني أحسن مقیلا من أهل النار هل أهل النار يكون عندهم مقیل حسن؟ 
الجواب: لاء فيكون إذا معنى قوله : اوَآَحْسَنُ مَقيلا» يعني : حَسَنٌّ مقيلهم: 
وكذلك في قوله : «أَحَبٌ الین إِلَى اللوا هنا يعني : محبوب الدين إلى الله 
«الحْيفية السَّمْحَةً) التي هي الإسلام . 

وعلى التوجيه الثانی: أن يكون الدين المقصود به الدين المعهود وهو 
الإسلام» فيكون «أحَبٌٍّ) على بابها يعني أحب خصال الإسلام وشرائع 
الإسلام إلى الله وق الحنیفیة السمحة» وهذا هو الذي فهمه البخاري حيث 
أورد الحديث في كتاب الإيمان ليدل على يسر الدين أولاً ون أيسر الدين 
أحبه إلى الله 8ء ولیدل على أن الأعمال من الإيمان؛ كما هو معلوم فی 


شرح فضل الإسلام 

قوله : «الحَزيفِيَةٌ السّمْحَةٌ) الحنيفية في الأصل هي ملة إبرا هيم الخليل ج 
وهي التي أوحي إلى محمد وَل أن يتبع ملته ؛ كما قال ك۵ : وئم أوحينآ إِليْكَ 
ان اع بل انلوب حرا وما کان من المشرکن نا کہ [النحل: 1177 . 

و«الحَزِيفِية) مأخوذة من الحنف وهو الميل ؛ لأنها مالت عن جميع طرق 
الضلال إلى الطريق الذي رضيه الله يك مالت عن الشرك إلى التوحیدء 
وقد يقال لها الملة العوجاء بمعنى الحنيفية التی فيها اعوجاج عن طريق 
الشرك» يعني : ميلا عن طريق الشرك إلى طريق التوحيد» وعن أهل الشرك 
إلى أهل التوحيد. 

و «الحَنِيفِيةُ) إذا كانت بمعنى الميل» فإنها قد تكون في العقيدة والأصل 
والتوحيد» وقد تكون في الشريعة؛ لان العقيدة في باب العلم تحتاج إلى 
ميل من الغلط إلى الصواب» والشريعة في باب الأهواء والشهوات تحتاج 
إلى ميل عن طريق الشهوة إلى طريق الاتباع والاستقامة . 

قال : «السخة»» والسَّمْحَة يعني الميسزة السهلة. 

وفي هذا الحديث مما أراده المؤلف ية أن الله كك منّ على هذه الآامة 
وبأنه جعل دينها حنيفاً سمحاً سهلاً. بخلاف الأمم من قبلنا قد ابتلاها 
الله ق بالآصار والأغلال؛ كما قال وك : ريصم عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ الكل 
ال کات ہہ [الأعراف: ۷٥۱]ء‏ وقال الله ك : #وما جَعَل عَلکر في الزين 
من حرج قله ا كم نیم هو سَمَدکُم الْنسليینَ ین َل کہ (اسے: ۷۸ء والله غلل 
لما ابتلی الأمم من قبلنا بأنواع أحكام شديدة وصعبة فإنه ك خفف على هذه 
الأمة حتی صارت سمة هذه الآمة وسمة هذا الدين اليسر والسھولةء وأن 
العبادات في هذه الامة عبادات سهلة ميسرة» وصارت قاعدة من قواعد 


شرح فضل الإسلام 
الشريعة أن الحرج مرفوع؛ وأنه لا واجب مع العجزء ولا محرم مع 
الضرورة» وأن المشقة تجلب التیسیرء حتى اختص الله كك هذه الأمة بأنها 
لا تؤاخذ ہما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ؛ كما جاء في الصحيح 
أنه گلا قال : ِن الله َجَاوَرٌ لامي يعني : خاصة هذه الأمة (مَا دنت به 
نْفْسَهَا مَآ لم يتكلّمُواء أو يَعْمَلُوا یہ وهذا يدل على فضل الإسلام في 
نفسه أن من دخله والتزم به فإنه يحصل على ذلك الفضل العظيم بالثواب 
والنور والجزاء وفي دخوله في هذه الأمة وأن يكون هو الخیرء ومع ذلك 
أحكامه سهلة وأعماله سهلة ميسرة وسمحة؛ بل أحب خصال الإسلام إلى 
الله يق الحنيفية السمحة؛ فكلما كان العمل المشروع أسهل فيما أمر 
الله كك بەء فإنه يكون أحب إلى الله ك . 

لکن هنا تنبيه: وهو أن مسألة السهولة واليسر هذه مما تختلف فيها 
الأفهام» فينبغي ضبطها - يعني السهولة واليّسر التي يحبها الله كك فهي على 
أحد وجهين : 

الوجه الأول: أن تكون منصوصة في الشريعة - في القرآن أو في السنة - 
> فإذا كان العمل سهلاً ميسوراً منصوصاً فى الشريعة فإن هذا محبوب إلى 
الله 38ء مثاله : الإفطار في السفرء وقصر الصلاة في السفر؛ لعلة السفر 
ولحكمة المشقة» فإن الإفطار أفضل لأنه أيسرء وإن القصر أفضل لأنه 
أيسر» ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. 


الوجه الثاني: أن يكون التيسير والسماحة التي حكم بها قد قررها إمام 
أو عالم مجتهد» يصلح الاجتهاد من مثله؛ بتطبيق أصول وقواعد الشرعء 


. أخرجه البخاري (۸٢٥۲ء ۹٥٥٢۵)ء ومسلم (۱۲۷) من حديث أبي هريرة ضَلنه‎ )١( 








ومنها قاعدة (المشقة تحلب التیسیر)ء أو (الضرر يزال)» أو نحو ذلك من 
القواعدء فإذا كان الحكم اليسير جاء عن اجتهاد صحيح في تطبيق قواعد 
رفع الحرج» فان هذا يكون من الدين الذي هو أحب إلى الله كك من غیرہء 
يعني : من التشديد؛ ولهذا كان سفيان الثوري كته يقول فی معرض كلام 
له : نما الم عدا الرخْصَهٌ مِنْ َة كما النَضْدِيدُ یح كل اح . 





وهذا صحيح إذا كانت الرخصة أتتك من فقيه بالنص وفقيه بالقواعد 
الشرعية فإن هذا مما يحبه الله كك ومما تميزت به وميز الله به هذه الأمة. 

إذا تبين ذلك فإن الناظر في أحكام الشريعة الإسلامية يجد أن أحكام 
الشريعة مبنية على السماحة والیسر والسهولة؛ فی الطهارة» وأحكام المياه 
والآنية» وأحكام الصلاة» وفي الزكاة» والصيام» والحج» وفي المعاملات 
والاجتماعيات» إلى آخره» كل هذه مبنية على اليسر والسهولة؛ فكلما كان 
الأمر أيسر کان أحبٌ إلى الله 2 ء ومعنى ذلك أن العبد ینبغی له - بل يحسن 
منه - أن يحب الأيسر من الأمرين إذا عرضت لەء وهكذا كان لا فإنه ما خيّر 
بین أمرين إلا اختار أيسرهما كَل ما لم يكن إثما''ء وهذا لأنه يحب ما يحبه 
الله ك وأحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة . 


إذا تبين هنا فإن مراد المؤلف كث من إیراد هذا الحديث ذكر ما خص 


)01 أخرجه أبو نعيم في الحلية «(1Y /٦(‏ وابن عبد البر في الجامع (۷۸/۱)ء وفي 
التمهيد (۸/ .)١51/‏ 

(؟) أخرج البخاري (٣٣٥۳ء‏ 5170) واللفظ له» ومسلم (۲۳۲۷): من حديث عائشة چا 
قالت : ما حير رَسُولُ الله ول بين اَمْریْن إلا اعد أَبْسَرَمُمَاء مَا لم يَكُنْ إِنمَاء فَإِنْ گان 
نما گان بد الاس ول وَمَا اقم رَسُول اللہ يك لتشيو إلا أن هك حرمَة اللو 


سیر 


E‏ شرح فضل الإسلام 
7 
الله كك به هذه الشریعةء وهذه الآمة والمسلمین بعامة» وكل مسلم بمفرده 
أنه مع كونه مَنَّ الله كك عليه بذاك الفضل العظيم الذي ذكر» فإنما يحصل 
عليه بعمل يسير سهل » وبأحكام ميسرة» وهذا مما يرعب العقلاء جميعا في 
أن يدخلوا دين الإسلام» ويرغب أهل الإسلام في أن يلتزموا بأحكامه 
وشرائعهء بأنه كلما ازدادوا التزاماً وطاعة بالحنيفية السمحة» كان أجرهم 
أعظم» وكانت محبة الله وق لهم أبلغ . 

وهذا الذي ذكر في السماحة واليسر يشمل الأحكام العملية» ويشمل 
أيضاً الأمور العلمية الاعتقادية» فإن الیسر والسهولة فی الأمور العلمية 
الاعتقادية ظاهر ؛ لأن الإسلام دين الفطرة» والإسلام ليس فيه تعقيدات 
کلامیةء ولا مباحث فلسفية لا يفهمها إلا خواص الناس» بل كل أحد يفهم 
الإسلام بعبارات سهلة» إذا شرح له معنى التوحيد» وبٔینت له بعض الأحكام 
فإنه يفهم الإسلام» وأما ما أحدث في هذه الأمة من الأقوال المتفرقة 
والتفصيلات مما يسمونه: جليل الكلام ودقيق الكلام» أو ما يسمونه 
بالفلسفة الإسلامية» أو التعقيدات التي لا تصلح لجمهور الأمة» فإن هذا 
بلا شك مما يجزم أنه ليس مما يحبه الله 5 ؛ لن أحب الدين إلى الله 
الحنيفية السمحة. 

وهذه المسائل المعقدة التي لا يفهمها إلا الخواص بمقدمات كثيرة 
متنوعةء ليست مما يدخل في السماحة واليسر؛ ولذلك صار لا يعتقد تلك 
الاعتقادات على تفاصيلها التي يقول بها المتكلمة وأرباب البدع إلا خواص 
العلماءء ولكن إذا سألت عامة الناس هل تعتقد كذا؟ لم يدر ما يقول» أو 
أجابك بما في النص . 


شرح قضل الإسلام 





لهذا يخطئ بعضهم حين يزعم أن أكثر الأمة اليوم وما قبل اليوم أنهم 
أشاعرة في الاعتقادء أو ماتريدية مثلاً » أو أن أكثر الأمة على نحو كذاء هذا 
غلط ؛ لأن هذه المذاهب إنما هي عند العلماء على تفاصيلها » والعامة أكثر 
ما تجد عندهم الفطرة» وأكثر ما تجد عندهم ما دل عليه الدليل إذا علموہء 
وأما تفاصيل المسائل العقدية الأشعرية أو الماتريدية» وتفاصيل المسائل 
الكلامية أو المذهبية على أي مذھب؛ء هذه تحتاج إلى تعليم» فإذا علمها 
لقنها وحفظها› وإذا لم يعلمها فإنه يرجع إلى ما سيسمعه في الكتاب أو في 
السنةء وإلى ما يتلوه فی القرآن» وهذا مجرب ظاهر. 

لهذا نقول: إن الذي يناسب الناس هو الحنيفية السمحة» الذي يناسب 
الناس في الدعوة وفي البيان إنما هو فطرة الإسلام» والتوحيد الذي لا يلتبس 
بالأقوال والتفريعات الكلامية والفلسفية والخرافية التي لا يفهمها الناس 
إلا بتعليم»ء وصدق رسول الله ي إذ بقول : «كُلُ مَوْلُودِ يُولَدُ عَلَى الَفْظرَقِ 
ابراه يُهَودَانه؛ أو يُنصّرَانِهء أو يُمَحسَانِهِ. . .202 إلى آخر الحديث . 

وهذا مهم في المنهج - منهج الدعوة ومنهج العمل- في أنه يقرق في 
الدعوة ما بين العامة وما بين خصوص المنحرفين من علماء الفرق والذين 
درسوا على مذهب معين» فإن العامة قد لا تجد عندهم تلك الأقوال» وإن 
وجدت عندهم قولا لا تجد عندهم تفاصیل المذھب . 

فإذا سألت أحداً - مثلاً - من عامة الناس فی أي بلد مما إذا كان فيه 
مذهب أشعرية أو ماتريدية أو قدرية أو معتزلة أو. . . إلى آخره» إذا سألته 
في مسائل القدر فإنه يجيبك ہما تقتضيه الفطرة» بأن الإنسان مخير وأنه 


. أخرجه البخاري (۸٥۱۳)ء ومسلم (5508) من حديث أبي هريرة طايه‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
غير مجبور ولذلك يعمل؛ لأنه لم يعلم غير ذلك والفطرة تقتضي هذاء 

كذلك إذا أتيت بمسائل الإيمان وسألت أحداً من عامة الناس ممن 
لم يعلم تفاصيل مذاهب المرجئة في الإيمان: هل العمل من الإيمان؟ 
سيجيبك الجميع - كما جرب .: نعم العمل من الإيمان. 

وكذلك إذا أتيت بمسائل الصفات: الله قَ هل استوى على العرش؟ 
فإنه يقول: نعمء الله بن يقول : 9# الرَحن عل الْمَرشٍ أستوئ © ہچ (طہ: 5]. 
إلا إذا عَم التأويل» إلا إذا لقن وحرف» فإنه حينئذٍ ينتقل عن فطرته إلى 
شيء آخر . ولهذا من المهم في منهج الدعوة أن يقَرْرَ للناس ما يستقيم 
مع فطرتهم » وما يسهل عليهم في الاعتقاد وفي العمل » فالحنيفية السمحة 
سمة الإسلام عقيدة وشريعة» وينبغي أن تكون سمة الدعاة إلى الإسلام 


عفيدة وشريعة. 


وٹ رر كي ”با ا ا 0-5 9 3 
N RNS‏ سک تج ےسک 


قح 
یں يي میں یئ 


ہکس اديس یہ کسی 
شرح ۴ ٠.‏ 1 الإسلام 3ت ...39ح ۲ے مجع تن ۷ص کک ری 


یس مِنْ عَبْدِ علَى سَبِيلٍ وَسْنَّةِ ذَُز الل تَعالَى؛ فَقَاضَتْ عَيْنَاۂ 
مِنْ حَشْيَةٍ الله فَتّمَمُهُا الَازأيَدَا . ولیس مِن > عَبْدِ عَلی سَبِيلٍ وَسَنَةِ 
ذَكرَالرَّحْمَنَ وَافْشَعَرَّ حلَدَهُ مِنْ مَخَافَةِ الله تَعَالَى إلا کان مَثَلَهُ 
ڪمَتَل شَجَرَةٍ يبس وَرَقَهَاه هي كَذَلِكٌ إِذَا أَصَابَها ريځ فَتَحَاتَ 
عَنْهَا وَرَفُهاء إلا تَحَانّتُ عَنْهُ خَطَايَاةُ كما تَحَاتّ عَنْ هَذِهِ الشْجِرَةٍ 
وَرَقَهَاء وَإِنَّ اقَتِصَادًا ڦِي سَبِيلٍ وَسْنَةِ خَيْرْ مِنْ اْتِهَادٍ في خلافِ 
سَبِيلٍ وة . 


الشرح: 


هذا الآثر رواه عبد الله ؛ بن المبارك في كتابه الزهد. والإمام أحمد أيضاً 
وأبو نعيم في الحلیة ووقع غلط في إسناده ذ في الزهد لعبد الله ؛ بن المبارك 
یصحح من الحلية . 

والمقصود من هذا الاثر أن منهج الصحابة ون هو الحث على لزوم 
السبيل والسنة» وبيان فضل الاستقامة على السبيل والسنة» ویعنی بقول : 
(عَلَيْكُمْ بالسّبيل وَالسَّنَةَا الزموا السبيل والسنة . 

والسبيل: المراد به سبيل محمد نأ وسبيل صحابته و وهو 
المذكور في قول الله وق : رای هدا حرط مستَقیما فاتبعیه ولا يعوا 


)1( أ خر جه ابن المبارك فی الزهد 25١ 7/1١(‏ ۲"( والإمام أحمد في الزهد (۱/٦۱۹ء‏ 
۷) وابن أبي شيبة في مصنفه (۷/ ٢۲۲)ء‏ واللالكائي في اعتقاد أهل السنة 
»204/١(‏ وأبونعيم في الحلية (۱/ .)۲٥٢‏ 





شرح فضل الإسلام 

الشیل فلفرق یکم عن َيل 46 [الأنعام : ۲10۳ء( وهنا وحد الصراط فقال : 

رأ هذا صرطى مُسنَقيمً چ4 فجعله صراطاً واحداًء وهو السبيل الواحدء 

وهو الذي يجمع أمور الإسلام على تفاصيلها وأمور السنة على تفاصيلها. 

وأما السبل الأخرى والأهواء فعلى كل سبيل منها شيطان يدعو الناس 
إلى دخوله . 

وهنا سؤال معروف وهو : أن الله 6 قال في سورة العنكبوت : وين 


غ 
سے سے نار ميس سے سو 


هدو فا ليم سيلا َل َه لم الْحَيیںَ 460 (سعبرت: ۹٦ء‏ فها 
جمع السبل» وفي آية الأنعام وححد الصراط» وهنا في آثر أبي وفي غیرہ من 
الأحاديث والآثار يرد السبيل» فهل بين هذا تعارض؟ 

الجواب : لاء الباب باب واحدء ولكن السبيل المقصود به سبيل الإسلام 
والسنةء وهذا فی داخله فيه تفاصیل ؛ ففيه سبیل الصلاة» وفيه سبيل الزكاة» 
وفيه سبيل الصلة» وفيه سبیل أعمال القلوب التي تُصلح القلب؛ وفيه سبيل 
كذا وكذا مما يحتاجه الناس تفصيلاً في أمور دينهمء ومما یکون عليه 
أحوالهم في العبادة العلمية والعملية» وفي عمل القلب وعمل الجوارح . 

فيكون إذاً جَمْع السبل في قوله ۵ : زين جَھدوا ينا لري 
بلا وَإِنَّ ال لم ألْمَحْيِنِينَ) [السكبوت: ۹٦]ء‏ المقصود بها تفاصيل السبل» 
وهي كلها سبيل واحد وصراط واحد دل عليه قوله کن : أهدنا الصرط 
الس یمک [الفاتحة: ٦اء‏ ودل عليه قوله وِيقَ: اران هذا صطی مُسَتَقِيمَا» 
[الأنعام: ۴٠۲۱ء‏ ودل عليه قول النبي بي : ١عَلَيْكُمْ‏ بِسَنّتَي وَسَنَة الْخْلَمَاءِ 
الرَّاشِدِينَ الْمَهِيينَ»2'7» ودل عليه أيضا قول الله يتك : لد كان لَك في سول 


= وقال : احدیث حسن صحيح!»‎ «(TITY والترمذي‎ :)٦٦٤۷٤( أخر جه أبو داود‎ (١( 


شرح فضل الإسلام 
لله سوہ حسکة لمن کان بر الله الوم الجر وکر اللہ کر [الأحزاب: .]1١‏ 

ولقد أحسن العلامة ابن القيم کڈ إذ قال في تقرير هذا : 

فَبِوَاجِدٍ كن وَاجدا في واج أنغيي سَبِيِلَالحَقٌّ وَالِمَانٍ 

(فَلوَاجدِ) يعنى : لله المقصود والمعبودء له وحده كك قصداً وإرادة 
وتوجهاً ورغباً ورھباً ء لل وتقدست آسماؤہء (كُنْ وَاجدًا) أنت فی قصدك 
وإرادتك وتوجه قلبك لا تتشعب عليك الأوهام في قلبك ولا فی سلوكك ؛ 
بل (كنْ وَاجِذًا) أنت» (فی وَاجِدٍ) يعنى فى سبيل واحد . قال بعدها : (أَغنى 
سيل الحق وَالإِيِمَانِ)» وهو سبيل السلف الصالح . 

وهذا مما یعرٌ على كثير من الناس أن يضبط قلبه عليه» أو أن لزم نفسه 
ں4 فإنه فی الأول (فْلِوَاحِدِ) قد يقصد الله ك يعلمه. وقد يأتى مرة أخرى 
ويقصد غير الله يك › إما الحاہ وإما الدنياء وإما رؤیة الناس› ونحو ذلك 
من الرياء والسمعةء وقل من يسلم من أنواع الشرك الخفي . 

قال : (كُنْ وَاجِدًَا) يعني أنت لا تتشكّب في قصدك وإرادتك» فاجمع 
قلبك وإرادتك - هى التى يسميها أهل السلوك : الجمعية على الله كق - 


وعملك إلى غيره» واجعل الأمور التي معك وسائل لجمع قلبك على 
الله كك . 


= وابن ماجه (٤١ء »)٤۳‏ وأحمد )١۲۷ ٢٢ /٤(‏ والدارمی (۹۵)ء وابن حبان 
(۱۷۸/۱ء ۱۷۹) من حديث العرباض بن سارية وليه . 
)١(‏ انظر: النونية )۲٥۸/۲(‏ مع شرحها لابن عيسى . 


(فی وَاحِدِ). وهذا الابتلاء الثالث أنه ليس تم إلا سبيل واحد» وهذه 
صعبة إلا على من وفقه الله كك ء فكم من الناس في أكثر من سبيل؟ في سبيل 


هنا وفي سبيل هناك» إما من جهة الاتباع» وإما من جهة المنهج» أو من جهة 


و ےھ ےر لہ ير ھ ٭ الى 5 ےہ سس ر لله ر ط 
فإِنْ تنج منها تنج من ذي عَظِیمَة ‏ ولا فإني لاإحالك تاجيا“ 


ہے و 


قال وين هنا: اعَلَیْكُمْ بالسّبيل والستةء كانه لیس مِنْ عَبْدٍ على سَپیل 


وسنة سنو َر الل الى فاضت عَيْاة من حَشْيَةِ الله فَتَمَسة الثَّارٌ أبَدّاك يريك 
بذلك أن الفضائل التي جاءت في الأحاديث إنما یحظی بها من كان على 
السبيل والسنة» فقد جاء عنه ولإ في الحديث الصحيح : "عَيْنَانِ لا تَمَسْهَما 


سر ن لكو ص ۳ 


لا ٠‏ عبن کٹ من شي اللو وَين بائٹ خرس في سيل اللو“ 


)00( أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (۲/ ٢١٢۲)ء‏ من كلام صلة بن أشيم» وأخرجه ابن 
سعد في الطبقات الکبری (۷/ )۱٥١‏ عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عسعس 
ابن سلامةء وانظر: زاد المعاد لابن القيم (۴/ ٢۲۳)ء‏ وإغاثة اللهفان له (165/1), 
ومفتاح دار السعادة (۷۱/۲). وقد أورده الإمام المجدد في كتاب التوحيد نقلاً عن ابن 
القيم في كلام طويل ؛ > انظر: كتاب التوحید باب قوله تعالى : 3 یظتوت باو ع لحن 
ن اله [آل عمران :6 (ص۱۸۷) مع فتح المجيد. 
وانظر أيضًا: يقظة أولي الاعتبار للقنوجي (ص۲۱۷). 

(۲) أخرجه الترمذي (۹ ١٦۱)ء‏ وقال: (حديث حسن غریب لا نعرفه إلا من حديث شعيب 
بن رزيق)» والبيهقي في شعب الإيمان (۱/ )٤۸۸‏ من حديث ابن عباس وا . 
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ ۲۳۱)ء وأبو يعلى في المسند (۷/ 209٠17‏ 
والطبراني في الأوسط )٢٥/٦(‏ من حديث أنس بن مالك و » وقال: (لم يرو هذا 


الحديث عن شبيب بن بشر إلا إسرائيل تفرد به زافر بن سليمان). = 











قال : إن س من عب على سيل وَس دگر اللَهَ تَعَالَى قَقَاضَتْ عَیْنَاءُ 


سر ل و ڪر 


ِنْ حَشْيَةِ الل فُتَمَمّہُ النَار ادا ویس ِن َب لی سیل وسو كر 


الرَحمَن وَافَْعَرَ چلڈہ ِن مَحَافَةٍ اللو ََلَى إلا گان مله مكل شُجَرَو يبس 
وَرَقَهَا . ٠‏ إلى آخره؛ یعنی أن الذنوب تحاتت عنه. 
وهذا كما جاء في الحديث : اَل الله تارك وَتَعَالَى : يا ابْنَّ آم نك ما 


دَعَوْتَنِي وَرَجَوتَيي عَفَرتُ لك عَلَى ما كان فِيِكَ ولا أَبَالی : يا اد نَآدمَلوْبَلَمَتْ 
نویک نان السماء فم ری عقت ك ولا آباليء ا ابن آم نك ل 
ني قراب الأَرْضٍ ححطَايا م بتي لا شر ك بي سيا لايك به بقرابها 
مَعْفْرَةّ) 4 فإن هذا فضل الذكر. وأنه امن سح اله في بر كل صَلاةٍ لان 


وَثَلاَييِنَ» وَحَمِدَ الله َلانَا وَنَاَئِينَ وكير الله لاتا وَثَلاَيينَ» َلك تشع 


مر 


© ر 


وشځون» وَفَال تام الائ : لا لَه إلا اللهوَحْدَُ لأشريك له ُء له املك وله 
الحَمْدُ وَهْوَ عَلی كَل شَيْءِ قَدِيرٌ. غُفِرَتْ ايا وَإِنْ كَانَْ ل 
الب“ وفى رواية : من قَالَ: سُبحَانَ الله وبحميو. .. ) " ' إلى آخر 

ورد في الأذكارء إذا ذكر الله ك بأنواع الأذکار مَنْ الأحق ال ال 
الذي جاء فيها وين الموعود به؟ هو من كان على سبيل وسنة . قال : إن 
لسن مِنْ 2: َب على سَوِيلٍ وس سُنٍَ دگر الله تَحَالَى فَفَاضت عَيْنَا ٠٠‏ إلى آخرہ؛ 





= وجاء بلفظ فيه زيادة عند الدارمي (٤٤٤۲)ء‏ وابن أبي شيبة (۱۹۵۰۰) من حديث 
أبي شریح نه » ورواه الطبراني في الكبير )٠٠١7(‏ من حديث بهز بن حكيم عن أبيه 
عن جده» ورواہ الحاكم في المستدرك (۹۲/۲) من حديث أبي هريرة ظط . 

.)۳٣ص( سبق تخريجه‎ )١( 

(٣(‏ أخرجه مسلم (/091), وأبو داود (١٥٥۱)ء‏ من حدیث أبي هريرة ون 

(۳( أخرجه البخاري (٦٦١)ء‏ ومسلم (۹۱٦۲)ء‏ من حديث أبي هريرة و 


شرح فضل الإسلام 
فإِنَ هذا يدل على عظم شأن التزام المنهج الذي خصٌ الله كك به نبيه ككل 
فإنه ق جعل لكل نبي شرعة ومنهاجاً» والمنهج الذي خخص به كَل هو 
السبيل والسنةء وهو الذي كان عليه صحابته ية وأتباع الصحابة من 
وتابعوهم إلى يوم الدين . 
ولهذا لما اشتبهت الطرق واختلفت السبل وتنوّعت الاراء والأفھام 
والأهواء من قدیمء كان الناجي مَنْ رجع ببصره وبصيرته وقلبه إلى ما 
قبل حدوث تلك الفرق والأهواء» وهو الزمن الذي أجمع فيه المسلمون 
على العقيدة وعلى السبيل والسنة» وهو زمن الصحابة ون قبل حدوث 
الاختلاف» فإن الصحابة وو ليس فيهم من ابتدع بدعة» وليس فيهم من 
أحدث حدثا ؛ بل الذي أحدث الحدث وابتدع البدع مَنْ أتى بعدھمء وإنما 
هم نبجَاهم الله ق فكانوا نجوماً يُهتدى بها . 
لهذا نقول: إِنَّ من الأمور المهمة التي تقرر في مثل هذا أن يحرص 
المؤمن على النجاة» فإنه ما استقام ولا جاهد نفسه» ولا ترك ما ترك من 
الشبهات والشهوات والرغبات واللذات في هذه الدنيا إلا وهو يريد وجه 
الله 28ء إلا وهو يريد النجاة» إلا وهو يريد السلامة» فإذا كان يريد ذلك 
فلياً حذ بالطريق المضمون وهو التزام السبيل والسنة؛ لأن الطرق غير هذا 
الطريق من طرق الأهواء. والسبيل والسنة هى الجماعة» ما هو السبيل 
والسنة؟ الجواب: هو ما كانت عليه الجماعة ؛ لهذا قال عد : المَْت رقن 


سر ر 


2 أ( یا رز ت 2 ens‏ ا کے کی و ر 1 2 سے 
أمتي على ثلاث وسبوين فرقة واحدة في الجنة وینتانِ وَسبعون في النار قيل : 
ع 


يَا رَسُولَ الله مَنْ هم؟ قَآلَ: الحَمَاعَة . 


شرح فضل الإسلام 











وقد سل الإمام أحمد وجماعة من أهل العلم عن الجماعة : قال : انلم 
یکونوا أَخْلَ الْحَدِيثِ ثلا أَدْرِي مَنْ م > يعني أن آهل الحديث زمنه 
هم أحق الناس بهذا الوصف ؛ لأنهم لزموا ما كان عليه الصحابة لن قبل 
الاختلاف» ولزموا الآثر» ولم يأتوا بأصول ولا اجتهادات فى الدين فى 
العقيدة لا في أصول الشريعة ولا في التلقی والدلیل؛ بل كانوا متبعين غير 
مبتدعين» لهذا قال: ِن لم يَكُونُوا اهل الْحَدِيثِ فَلَااَذْري مَنْ هُمْ). 

والإمام البخاري كي لما ذكر هذا الحدیث: قال: «الجَمَاعَة مُمْ أَمُلْ 
اليل . 

والعلم المحمود هو“ 

الْعِلْمْ قال الله قال رَشولۂ قال الصَّحَابَةُ هُم أولو الْعِرْفَان 


= الصحابة منهم : معاوية طبه عند أبي داود في السئن (۹۷٥٥)ء‏ والطبراني في الكبير 

(۳۷/۱۹۱). وعوف بن مالك ونه عند ابن ماجه (۳۹۹۲) واللفظ لەء والطبراني 
في الكبير (۷۰/۱۸). وأنس وی عند ابن ماجه (۳۹۹۳) وأحمد في المسند 

(۳/ 160( وأبي يعلى في مسنده (۷/ .)۱٥١‏ 

وانظر تمام تخريجه في السلسلة الصحيحة (ح .)٠٠٤‏ 

)١(‏ انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم (ص٢)ء‏ وشرف أصحاب الحديث للخطيب 
البغدادي (ص 27596 ١۴)ء‏ وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي (٤/۱۱۸)ء‏ وعمدة القاری 
للعيني (؟/ ؟5)» وفتح الباري (۱/ 2155 ۱۳/ ۲۹۳) وشرح النووي على صحيح 
مسلم (۱۳/ .)٦۷‏ 

(۲) قال البخاري کلخ : (بَاب هك جعلتكم امه وسا [البقرة ۰٣ء‏ وما أَمَر الا پل 
ڙوم الْجَمَاعَة وَهُمْ هل الِلم). انظر: فتح الباري (۳۱۹/۱۳). 

(۳) انظر: النونية مع شرحها لابن عيسى (۲۷۹/۲). 


nk >‏ ل 


العلم المحمود هو العلم النافع الذي يخالف الرأي؛ بل هو العلم الذي 
يكون مستنداً إلى دليل وأثر. 

وإذا كان كذلك فإنه يريد بهم من كان على هذا النهج؛ ولهذا أجمع 
العلماء على أن أئمة الإسلام يقتدى بهم - أعني أئمة أهل الحديث - 
كمالك» والشافعي» وأحمد» والبخاري» وسفيان الثوري» وسفيان بن 
عيينة» والأوزاعي» ونعيم بن حماد» والدارمي- رحمهم الله- ومن نحا 
نحوهم» ومن كتبوا عقيدة المسلمين ودونوها فأخذها العلماء من بعدھم . 

والسبيل والسنة كما أنه يكون في المسائل العلمية فإنه يكون في المسائل 
العملية» فالبدع بأنواعها مبطلة؛ لأنها لم تكن على السبيل والسنة. 

فيقال لكل صاحب بدعة أحدثها: هل كان عليها الناس في زمن 
الرسول يك هل كان عليها الناس في زمن الصحابة وَقْين؟ فإنه سیجیب 
جزعاً لاء لکن سيقول: ولكن كذا وکذا. فإذا لم يكن عليها الناس في ذلك 
الزمن؛ فلنعلم أنها ليست على السبيل والسنة . 

ومما ذُكر في قصةٍ بعد زمن الإمام أحمد كآنه في الفتنة بخلق القرآن لما 
اتی أحد العلماء عند الخليفة الواثق يناظر الداعية إلى البدعة إلى القول 
. بخلق القرآن يريد المناظرة" . 


)١(‏ هذه المناظرة وقعت بين الإمام الأَدْرمِي والقاضي أحمد بن أبي دؤاد رأس الفتنة في زمن 
المأمون والواثق؛ وكانت هذه المناظرة في حضرة الواثق . انظر القصة بكاملها في : 
تاريخ بغداد /1١١(‏ 20977 والبداية والنهاية (۱۰/ ۳۲۱)ء وسير أعلام النبلاء(۳۰۸/۱۰) 
والآجري في الشريعة (ص۹۹). 


شرح فضل الإسلام 











قال له: أبدأ أو تبداً؟ 

فقال له المبتدع : ابدأ أنت . 

فقال: هذا الذي تدعو الناس إليه هل دعا رسول الله ية الناس إليه 
وابتلى الناس به؟ 

فقال المبتدع : أقلني . 

فأقاله . 

ثم قال له: ارجع إلى السؤال. 

قال: هذا الذي تدعو الناس إليه هل دعا إليه أبو بكر الصديق طانه؟ ثم 
قال : هل دعا إليه عمر طالنہ؟ : ثم قال : هل دعا إليه عثمان وَيهه؟ ثم قال : هل 
دعا إليه علي وَبه؟ ثم قال: هل دعا إليه الصحابة وار ؟ 

فكان الجواب: أنهم لم يدعوا إلى هذا 

فقال هذا العالم للخليفة فی زمنه : شيء لم يدع إليه رسول الله پیا 
ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي» ولا صحابته نچ تدعو أنت 
الناس إليه؟ 

فلم يزل يردد هذه الكلمات حتى أمر برفع الفتنة بإلزام الناس بالقول 
بخلق القرآن وابتلائهم بذلك. 

المقصود من هذا: أن هذا الأصل عظیمء ويُحرج كل من سلك سبيلا 
من سبل البدع في المسائل العلمیة أو فی المسائل العملية» هل كان عليه 
الزمن الأول؟ فإذا قال : : لاء فيقال لسنا بحاجة إليه دغنا مع ما كان عليه 
الناس في الزمن الأول فإنه کاف . 


ظ شرح فضل الإسلام 

قال ميك بعدها إن اقتِصَادًا في سيل وَسُنَ حر من اجتهَادٍ في جِلَاف 
سیل وَسُنق) . وذلك : لأنَّ الله كق يبارك فی قليل العمل إذا كان على سبيل 
وسنة؛ أي : إذا كان على وفق السنة فإن الله يحب العمل» ويحب صاحبه 
ويثيبه ويبارك له وینمي له عمله . 


وأما إذا كان على غير سبيل وسنة فإنها حینثلٍ تكون محدثات وبدعاء 
فیؤاخذ عليهاء ويكون عاصياً لله ك بهاء ومتبعاً غير سبيل النبي كَل 
ومتبعا غير سبيل المؤمنين» فيكون مهما عمل من الأعمال الكبيرة على غير 
هذى » والله ك لا يا جره على ما آفسد فيه » وإنما يأجر من أصاب فى 
عمله. 


وهذا منه ط4 دليل عظيم على وجوب تحري السنة في الأعمال» وعلى 
وجوب معرفة العلم بأنواعه في مسائل التوحيد وفي مسائل العمل ؛ لأنه ما 
ضَل مَنْ صل في هذه الأمة إلا باتباعه غير السبيل والسنة في مسائل العقيدة 
وفي مسائل العمل . 

ومراد الإمام المصلح كله بإيراد هذا الأثر واختياره له في هذا الباب : أن 
الإسلام الصحيح وهو السبيل والسنة والالتزام بما كان عليه السلف الصالح 
والإسلام الذي هو في القرآن والسنة وكان عليه الصحابة» أن في الالتزام 
بذلك يبارك الله كك لصاحبه في العمل وإن كان قليلاً» ويضاعف له الأجر 
على العمل وإن كان قليلاً؛ لهذا يضاعف الله كق الحسنة للمسلم بعشر 
أضعافها إلى سبعمائة ضعف”''» يعني : إلى عشرين ضعفاًء وثلاثين ضعفاًء 


)١(‏ أخرجه البخاري )4١(‏ معلقاً من حديث أبي سعيد الخدري ليه و(47) مسنداً 
موصولاً ومسلم (۱۲۹) مطولاًء من حديث أبي هريرة ڪاه وقمة : «إدا اخسن = 











إلى مائة ضعف. إلى مائتين » إلى سبعمائة ضعف» أيضاً إلى أضعاف كثيرة. 

قال العلماء''': اختلف التضعيف في العمل باختلاف صواب العمل 
ويقين صاحبه وعقيدته. فإنه كلما كان متبعاً للسنة ظاهراً وباطناً كان 
التضعيف أكثرء فلا يستوي من اقتصد في سنة مع من خالف وأتى بعبادات 
كثيرة وجهاد عظيم » لكنه على غير سبيل وسنة ؛ لأن السبيل والسنة یضاعف 
الله كك بها أجور الأعمال إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة» فربما 
ترى رجلين أحدهما يعمل عملا قليلاً والآخر يعمل عملاً كثيراًء لکن 
مَنْ عمل العمل القليل أعظم عند الله كق ممن عمل العمل الكثير؛ لأن 
ذاك صَاعَبَهُ إخلاص ويقِينٌ وسنة وحسن قصدٍ ورغبٌ ورهب إلى آخر 
ما یضاعف الله كك به الأجور. 

وقد سئل أبو بكر بن عياش شعبة القارئ المعروف عن أبي بكر الصديق 
ييه فقال: «ما سَبَقَهُمْ أبو بَگر بِكَفْرَة صَلَاةٍ ولا صَيام» ون بشيْءٍ وَكَرَ في 
قله(" 

هل الصحابة و هم مثل من بعدهم؟ أتى مِنْ بعدهم مَنْ هو متعبدٌ 
عبادات كثيرة وعظيمة» لکن تختلف المنزلة عند الله؛ فإن التضعيف 
مختلف لان ما في القلب مختلف» ولأن صواب العمل في ظاهره مختلف . 





= أَحَدکُم شلام دل حَسَئَةيعْمَْهَانكتبُلهبمَْرٍ الها إلى سبوا ضغف» وَل یج 

)۲١۷ /۲( وفتح الباري (۹۹/۱)ء وفيض القدیر‎ ء)۲٢٢‎ /٦( انظر : منهاج السنة النبوية‎ (١( 

)٢(‏ ذكره العراقي في تخریج الإحیاءء وقال: (رواه الترمذي الحكيم وقال : إنه من قول بكر 
ابن عبد الله المزني» ولم أجده مرفوعاً)» انظر : المغني عن حمل الأسفار (۱/ ۲۳) 
وانظر: كشف الخفاء للعجلوني (۲/ ۸٤۲)ء‏ فضائل الصحابة (۱/ .)۱٢١‏ 


شرح فضل الإسلام 

09 للملللملم77ط77جج 77‏ .©“ 
وقد سكل الحسن البصري كته - الزاهد العالم المعروف -: لِم كان 
الصحابة أفضل مب أن من التابعين من هم أكثر منهم عبادة؟ فقال قاذ : 


يقر 


١أَوْلَيِكَ‏ تَعَيّدُوا وَالآخِْرَةٌ في تُلُوبِهِم» وَمَؤُلَاءِ تَعَبَدُوا وَالْديَا في قُلوبِهِم) . 
وهذا صحیح؛ فإن الله وق لم يبتل الناس بكثرة العمل ولكن ابتلاهم 
بحسنه ¥ لبوك ايک | خسن صما 1 [هود ۰ء فمثلاً : صلاة الفجر ركعتان 
لكنها أفضل من صلاة الظھرء وهكذا فإن كثرة العمل لا يدل على كونه 
مقبولا ؛ بل قد يكون العمل القليل من صاحبه أعظم من العمل الكثير» وهذا 
هو الذي عليه قوله هنا : ١وَإِنَ‏ اقْتِصَادًا في سَبيل وسن عَيْرٌ مِنَ اجْتِهَادٍ في 


شرح فضل الإسلام 

وَعَن أبى الدَّدْدَاءِ ذلك أنه قال: ويا حَنَذَا نَومُ الأكيّاس وَإِقَطَارُهُمُ 
كيف يَغْبِنُونَ سَهَرَ الْحَمُقَى وَصِيَامَهُهْ؟ وَلمِنْفَال ذَرَّةِ مِنْ بر مَعَ 
تَقْوَى وَيَقِينِ أَعُظم وَأفْضَل وَأَرْحِحٌ مِن آَمَْالٍ الجبَال مِنْ عِبَادَةِ 
ا مُعْتَرْنَ؛'''. 


الشرح: 


قال : «وَعَنْ أبي الدَّرْدَاء وله»» أبو الدرداء َيِه كان حكيم هذه الأمةء 
وكان كثير التفکر؛ > كما قالت آم الدرداء وا عنه : فَعَنْ عَوْنِ بن عبد الله : 
«قلتٌ 3 الدَّرْدَاءِ: أي عِبَادَةَ أبي الدَرْدَاءِ كَانَتْ أَكَْرَ؟ ثَالَتْ: التَمَكدُ 
وَالاعغْتار؛)'''. 


والتفکر أمره عظيم ؛ لأنه يحدِث في القلب الوجل والعلمَ والیقین : وهذه 
كلها عبادات مرضية عند الله 2ء ومِنْ تأمله وتفكره في ملکوتِ الله 
وفي الإسلام» وثواب الأعمال» والاستقامة على الكتاب والسنة أن قال : 
ليا حَبٰذا نوم الأكيَاس وَإفْطَارُهُمْ كيف يَغبتون سَهَرَ ر الْحَمْقَى وَصِيَامَهُم؟) 


)١(‏ أخرجه الإمام أحمد في الزهد (۱۳۷)ء وأبو نعيم في الحلیة (۲۱۱/۱)ء وابن عساكر 
في تاريخ مدينة دمشق .)۱۷۵/٤۷(‏ من طرق عن أبي سعيد الكندي عمن أخبره 
عن أبي الدرداء ده موقوفاء وفي سنده مجهول. وذكره الديلمي في الفردوس 
(519/5)» وأبو الفرج في صفة الصفوة .)٦٦٦ /١(‏ 
قال ابن القيم كلف : (وهذا من جواهر الكلام وأدلة على كمال فقه الصحابة وتقدمهم 
على من بعدهم في كل خير و). انظر: الفوائد لابن القيم كد (ص .)١5١‏ 

(۲) انظر: الحلية لأبي نعيم (۷/ ۳۰۰)ء وسير أعلام النبلاء للذهبي (۲/ ۸٣۳)ء‏ والزهد 
لابن المبارك (ص۹۷)؛ وتاريخ الإسلام للذهبي (۳/ c(t‏ وتاريخ دمشق 
.)۱٤۹/۷(‏ 





شرح فضل الإسلام 
يعني أنه يقول: إن العبد قد یکون ينام في اللیل ويفطر في النهار» يعني : 
ليس يكثر صيام نفل ولا يكثر صلاة ليل» بل يستمتع بالليل نوما ويستمتع 
بالنهار إفطاراً» فيما كتب الله كك له من النوافل » ولا يشق على نفسه في أنه 
مثلاً يصوم يوماً ويفطر یوماًء بل يكفي أن يصوم مثلاً ثلاثة أيام من كل شهر 
أو الاثنين والخميس من كل أسبوع» أو على ما جاء» وفي الليل يأخذ 
القليل ولا يطيل لكنه مع ذلك معه تقوى وخوف من الله 8 ويقين» وإيمان 
صادق قوي» والتزام وعقيدة صحيحة متیفنة لا شبهة فيها ولا شك قال : 
إن هذا أفضل ممن يأتي بأمثال الجبال عبادة ولكنه من المغترين بكثرة عبادته 
بأنواع العبادة» أو من المغترين بجهاده» أو بأمره بالمعروف» أو بنهيه عن 
المنکرء ومغترين ببذله أو بدعوته أو بحركته أو إلى آخره؛ لكنه لیس على 
سبيل وسنة» فإن الأول فاق هذا الآخر؛ ولهذا قال : «وَلَمِثْقَالُ در يعني : 
أقل القليل » ١مِنْ‏ بره يعني : من عمل صالح متيقن على سبيل وسنةء امَمَ 
تَقْوّى» مع خوفي من الله وَقَ؛ لأن الله وق يقول في وص عبادہ وخاصة 
عباده : ورین يون ما “انوأ فوم ل نم إل ويم جوت [المؤمنون: 1:١‏ 
أثنى عليهم بذلك» يعطون» يصلون القليل أو الكثير بحسب ما كتب الله لهم 
بتصدقون ء يَذعون» يأمرون بالمعروف» ينهون عن المنكر» ينصحون؛ 
لکن قلوبهم وجلة أنهم إليه كك راجعون . 


0 


امع تفوى ويقين» › الیقین : هو الصدق فى الاعتقاد والصواب فيه » 
والقوة فى الإيمان وعدم التردد والشبهة قبه . 

فال : «وَلْمِثْقَالُ دَرَو مِنْ بر مَعَ تَقْوَى وَيقِينَ) مع هذين الشرطين الخوف 
واليقين «أَعْظمُ وَأَفْضَا ٤ء‏ فهذا العما «أَعْظم) أولا (وَأَفْضْلٌ وَأَرْجَحْ 3 


شرح فضل الإسلام 








أَمْكَالٍ الْحبَالِ من عبادة الْمَغْتَرينَ) وهذه الكلمة من فقهه العظيم رضي 
الله عنه وأرضاهء وهكذا كان طريق الصحابة ون على هذا . 

لهذا وصف النبي يك الخوارج بأنهم ١يَحْقِرٌ‏ أَحَدُكُمْ صَاَتهُمَعَ صَلاَتَهمْ: 
وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِم: يَفْرمُونَّ الفرَآن لا يجاور تراهم يَمْرْفُونَ من الذينٍ 
گا يَمْرّفُ السّهُمْ من الريقه!" . 

فليست العبرة بكثرة العبادة» أو بكثرة الجهاد» أو بكثرة كذا وکذاء أو 
بكثرة الدعوى» العبرة: هل هذا موافق للسبیل والسنة أم ليس بموافق؟ فإن 
كان غير موافق فإنه ولو كان أمثال الجبال فإنه لانفع فيه» أو أن غيره أنفع 
ممك . 

وبهذا يظهر فضل الإسلام الصحيح» وفضل السبيل والسنةء وفضل 
متابعة الجماعة الأولى» وأن أصحاب ذلك إذا التزموه فإن الله ينك يبارك 
لهم في قليل أعمالهم ويّميها لهم» ويكون عملهم أعظم وأرجح وأفضل 
ممن يكثر» ولكنه على غير السبيل . 


ےد هد 5 ھی 


. من حديث أبي سعيد الخدري ول‎ )۱۰٦١( أخرجه البخاري (٣۳۱۱)ء ومسلم‎ )١( 


سے 
ہے سے ر ےت 


, CFEC عه .جح 3ت وخ ہدک‎ ٦۷٣ 


بَابُ وخُوب الّحُولِ في الإشلام 


الشرح: 

هذا هو الباب الثاني» قال فيه : (يَابُ ووب الدّحُولٍ في الْإسّْام) . 

بعد أن بِيّن ّنه في الباب الأول فضل الإسلام وما يحظى به أهله الذين 
التزموا به بمعناه العام» والتزموا بأفرادہ واستقاموا على ذلك من الفضل 
العظيم في هذه الدنيا وفي الآخرة» بيّن أن هذا الإسلام الذي ذاك فضله 
لیس الدخول فيه اختیاریاء بل يجب الدخول في الإسلام» فإنه إذا ذكرت 
الفضائل قد يظن أن المرء في خيرة من أمرهء هل يدخل أو لا يدخل؟ هل 
يعمل أو لا يعمل؟ لأن ذكر الفضائل قد يُظن معه أن المسألة اختيارية . 

والإسلام ليس الدخول فيه اختيارياًء وإنما الفضل الذي سبق ذكره 
لا ينافي وجوب الدخول فيه» بل الإسلام واجب التزامه وواجب الدخول 
فيه» سواء أكان ذلك الدخول في الإسلام من ملل الكفر والوثنيات» أم 
الدخول في الإسلام كافة» أي: الدخول في جميع شرائع الإسلام وعقائد 
الإسلام على وجه التفصيل» فإن ذلك واجب؛ كما أن الدخول في أصله 
واجب فإن التزام فروعه واجب على العباد على التفصيل المذكور في كلام 
أهل العلم الوارد في النصوص . 

لهذا قال هنا: (بَابُ وُجُوب الدّخُولٍ في الإِسْلام)ء والإسلام الذي 
يجب الدخول فيه هنا هو شريعة محمد د . 








والنصوص يطلق فيها الإسلام ویراد به تارة الإسلام العام الذي يشمل 
دين جميع المرسلين؛ لأن كل نبي وكل رسول إنما جاء بدين الإسلام. 
وهذا هو الإسلام العام الذي لا يدخل الجنة إلا من كان مسلماً به» فأتباع 
نوح ا كانوا مسلمٴ الإسلام العام وإن كانت سرد يعتهم هي شريعة 
وإن كانت الشرائع مختلفة› وكذلك دين موسى 3 ودين عیسی ج 
كل ذلك كان على الوسلام العام . وإن كانت الشرائع مختلفة ؛ لهذا قال 
الله ك : کل جملا ینہ م شرعة َنھا جا [المائدة: ٤٤]ء‏ يعني : : لكل نبي 
جعل الله شرعة ومنهاجاً ؛ ولكن الدين واحد. 

وقد ثبت عن النبي 257 أنه قال: : 'وَالأَنيَاء إِخْوَ رَه لِعَلآتِ أَمَهَانَهُمْ شُتی 
وَدِبنهُمُ وَاجِد)'''» فدين کل نبي الإسلام» لم يأت نبي بغیر دين الإسلام ؛ 
ولهذا لا يصح أن يقال: إنه جاء من عند الله ةق أديان مختلفة وديانات 
متعددہ . 

فقول من یقول : الديانات السماوية - هذا باطل » وقول من یقول: 
الديانات الإلهية - هذا باطل فی الشرع؛ لان الدين واحدء والله كي لم 
يت من عنده إلا دين واحد وهو الإسلام, ولا يرضى عنده إلا الإسلام. 
فليس ثم ديانات سماوية» وإنما هو دين واحد يجب على كل البشر قبل 
محمد ع وبعدہ أن یدخلوا في الإسلام؛ لان الله ك لايرضى دینا 


ج2 


)2310 أخرجه البخاري ›»)۳٤٤۳(‏ ومسلم )۲۴٢(‏ من حديث أبي هريرة طن قال: 
رَسُولٌ الله وك : أن لی الاس بويسى بن ميم في انا وَالآخِرَةٍ َالأَنيَاء 7 
لِعَلآتِ أَمهَاتْهْمْ شی وَدِینهُم وَاحِد) . 


شرح فضل الإسلام 
إلا الإسلام» فقوله ل : لن اليك عند الہ الا سک چ [آل عمران : »]1١9‏ هذا 
عام يشمل جميع الأزمنة وجميع الفترات من لدن خلق الخليقة إلى أن يرث 
الله كبك المخلوقات» فلا يقبل من أحد دینا إلا دين الإسلام. ولهذا نقول: 
إن الإسلام يطلق في النصوص ويراد به : 

الإسلام العام : وهو الدين الذي اجتمع عليه المرسلون ورضيه الله كث 
لكل رسول . 

والإسلام الخاص: وهو الإسلام الذي بعث به محمد وَل وهو 
الإسلام عقيدة وشريعة» أو الإسلام بمعناه وشرائعه وعقيدته التي جاء بها 

فالذي يشمل جميع ما جاءت به الرسل من الإسلام هو ما أجمع عليه 
العلماء في تفسير الإسلام والدعوة إليه» وجمعوا ذلك في عبارة عرّفوا 
بها الإسلام؛ كما ذكرها ابن جرير الطبري في التفسير» وذكرها شيخ 
الإسلام ابن تيمية ين في كتاب الإيمان وفي غيره» وأيضا ذكرها الإمام 
محمد بن عبد الوهاب كن وجماعة" › وهي : (الإسلام هُو: الاسَیِسّلام 
لله بِالتَوْحِيدِء وَالانْقِيَادُ له بالطّاعَةَ وَالْبَرَاءَةٌ مِنَ الشّرْكِ وَأَهْلِه) . 


فهذه ثلاث جمل فی معنى الإسلام. فيها عفد وعمل › وبراءة من 
الشرك وأهله» وهي تنطبق على ديانة كل رسول؛ لأنها مشتملة على : 
٭ الاتِسْلامٌ لله بِالتَؤْحِيدِء لأن الشرك باطل في كل ملة. 


000 انظر: تفسير الطبري (٦/۸۱)ء‏ ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية تن 
)۲۳۹/٥(‏ وعقيلة الفرقة الناجية للؤمام المجدد محمد بن عبد الوهاب نان (ص۱۷) 


شرح فضل الإسلام 

٭ ثم الانْقِيَادُ بالطاعة لله 8ك بالطاعة وترك اتباع الهوى في الأوامر 
والنواهی › والطاعة هنا تندرج في طاعة كل رسول خوطب العبد بأن يتبعه 
بحسب الزمان والمکان. 

٭ وَالْبَرَاءَةٌ من الشرك وَأَهْلهء هذه فيها الكفر بالطاغوت: ويُغْض 
الشرك وبغض أهل الشرك ؛ ' لما هم عليه من عبادة غير الله ك ؛ كما قال 
الله كك : وقد نتاف ڪل اتد رسولا أت اعبدوا الله واجتبواً اوت کپ 
[التحل: .]۳٦‏ 

فالجملة الأولى: وهي الاسْیَسْلامُ لله بِالتَوْحِيدِء هذا يعم جميع 
المرسلين فی الإتيان بالتوحیدء والاستسلام لله کل بالتوحید فكل رسول 
أمر أن يعبد الله وحده لا شريك له. 

والجملة الثانية : وهي وَالَانْقِيَاد لَه بالاعَة» فيدل عليها قول الله 5 : 
وما أَرَسَلْمَا من سول ال لطاع باذیت لہ کی [النساء: ٦٤٦]ء‏ 

والجملة الثالثة : وهي وَالْبَرَاءَةٌ مِنَ الشَّرْكِ وَأَمْله هذه يدل عليها 
قو لہ چ : لاد کات لک سو حستة ف ایر وال مع اذ الوا لمهم إِنَا 
بر وا منک ويا عدون من دون لے 4 [الممتحنة 15» قوله ا : وق اھر وأ 
چس من المرسلین من كانوا على دينه - الحنيفية دين ا | 
ساد ا 

وأعظم من حص بكمال هذه الجمل الثلاث هو محمد ية وما مَن الله 
عليه من الرسالة فالإسلام الخاص له من هذه الثلاث أكمل ما أمر به نبي» 
فمن جهة الاستسلام لله بالتوحيد فهذا أكمل ما جاء في دين محمد ويا 


شرح فضل الإسلام 
سس ل سه > س س سے س دض“ 
والانقياد للرسول بالطاعة أكمل ما جاء في دين محمد يلاء والبراءة من 
الشرك وأهله أكمل ما جاء في دين محمد ية فصار له ية من الأمر بهذا 
الإسلام أعظم مما لغيره من الأنبياء عليهم سلام الله أجمعين. لهذا يدخل 
في قوله هنا : (بَابُ وجب الذُخحُولِ في الْإسْلام)؛ يعني : هذا الإسلام وهو 
الاستسلام لله بالتوحيد» فهذا واجب الدخول فيه» وأن یستسلم المرء 
لله بق بالتوحیدء وأن يترك البدع الشركية والمحدثات الوثنية» وكل عقيدة 
فيها شرك وفيها كفر وفيها ضلال من جهة التشريك سواء أكان أكبر 
أم أصغرء هذا كله يجب الاستسلام لله كك به والدخول في التوحیدء 
يعني : بالتوحيد بجميع أنواعه - توحيد الربوبية والألوهية والأسماء 
والصفات - والحذر من ضدہ والبعد عنه وهو الشرك بأنواعه. وكذلك 
الانقیاد للرسول گا بالطاعة» والبراءة من الشرك وأهله ؛ كما سيأتي بيانه 
- إن شاء الله تعالى- . 


والإسلام أصله من آسلم؛ أي : دخل في السِلّم ؛ كما قال ل 5-8 
ارت ءامنا ادوا و فى السار كانه 4 [البقرة: 104]» ومثل قولهم: ار 
إذا دخل في الربيع» وأَشْتَى إذا دخل في الشتاء!''. 

وهذا الباب واسع» والمعنى الشرعي الخاص هو الذي يشمل المعاني 
الثلاث السابقة» وهو بهذا التعريف يشمل الإسلام الخاص» ويشمل 
الأعمال الظاهرة» والأعمال الباطنة التي منها العقيدة» وهو الذي جاء في 
أدلة المصنف. ۱ 


)١(‏ قال ابن جرير في تفسيره (۳/ ۲۱۲): (أسلم بمعنى دخل في السلم؛ كما يقال: أقحط 
القوم إذا دخلوا في القحط› وأربعوا إذا دخلوا ۂ في الربيع). وانظر مادة (سلم) في : 
تهذيب اللغة (۳۱۱/۱۲)ء ومقاييس اللغة (۳/ ۹۰)ء ومختار الصحاح (ص١٥۱).‏ 











إذاً مراد المؤلف هنا في قوله : (بَابُ وُجُوب الّخُولِ في الِسُلام)ء أنه 
يجب على الناس أن يدخلوا في الإسلام . 

والإسلام هذا الذي يجب الدخول فيه صنفان : عقيدة» وشريعة» وإذا 
كان كذلك فمسائل الإسلام متنوعة متعددة؛ كما قال كك : ایا از 
اموا اد لوا في الیل كافَّة» يعني : ادخلوا في الإسلام كله» وهذا يدل 
على وجوب الدخول في كل الإسلام وعدم التفريق بين أمر وأمر فيه من جهة 
قبوله واعتقاده. 

اذا تبين هذاء فهذا الوجوب في قوله : (وُجُجوب الدَّخُولٍ في الإسْلام) 
نوعان: ۱ 

الأول: وجوت تركه كفرٌ؛ لأن الإسلام منه ما إذا ترك فهو كفرء كترك 
التوحيد أو فعل الشرك الأكبر» أو نحو ذلك من المكفرات . 

والثاني: وجوبٌ تركه محرمٌ على العبد وهذا المحرم تارة يكون 
كبيرة» وتارة يكون صغيرة؛ لهذا فكل عقيدة أو شريعة وكل أمر سواء كان 
أمراً علمياً أو أمراً عملياً ويقابله النهي» واجب على العباد الدخول فيه 
فمن تركه ترك الواجب» وهذا الترك قد يكون كفراً» وقد يكون محرماً ولیس 
بكفر» بحسب نوع ما ترك من العقائد والشرائع . 


ERNIE ENS 


ب 7 للبت ته 
وَقَوْلٍ الله تَعالی: هومن يبتع عير الإسلم ديا فلن يقب مه وهو فى 


خرو من الْخَيرن» [آل عمران : [Ao‏ . وَقَوْلِهِ تَعَالَى: $ 8 إن الیک عند 
7 الاسلم تک [آل عمران: ۱۹] . 


الشرح: 


«الين» سبق بيان تفسیرہء وهو مأخوذ في اللغة من قولهم : دان بكذاء 
أي التزم به» ودَيْدَنَ المرء كذا إذا كان يتعاهد هذا الشيء ويلتزم به ويكون 


عادةً له» فبين العادة وبين الدين تلازم» وسبق بيانه في الباب الذي قبله'''. 


ود جس اس نے سے 


فإِذًا في قوله ك : ومن يبتع عير اَإاسْلم دنا يعني : أن يجعل طاعته 
وعادته التي يتقرّب بها في غير الإسلام» فإن ذلك لن يقبل منه سواء أكان 
ذلك في أمور العقائد أم في أمور الشرائع» سواء أكان ذلك في الأمور 
العلمية أم كان في الأمور العملية» فإذا كان ثم التزام بشيء يتقرب به إلى الله 
فهذا صار دينا له» فيدخل حينئظٍ في عموم هذا مسائل العقيدة والتوحیدء 
ويدخل فيه أيضا مسائل البدع العملية؛ لان صاحب البدعة العملية قد اتخذ 
ديناً التزمه» وجعل له عادة یتعبّد بهاء فإذا كانت ليست من الإسلام فإنها 
تدخل فى عموم هذه الاية. 

قال و في سورة الشورى: لام کر شک سرو لهم ين لين مالم 
ادن به اک کہ [الشورى: »]7١‏ والدين في هذه الآية يدخل فيه المحدثا ت 
والبدع؛ لهذا استدل أهل العلم بهذه الآية على رد المحدثات والبدء'''. 


)١(‏ راجع ص(57). 


(۲( انظر : مجموع الفتاوى (۱/ ۸۰)ء وتفسير ابن كثير (5/ ۱۱۲)ء وتفسير السعدي 
(۱/ ¥0¥(. 


شرح فضل الإسلام 











ےو یر 1 کج نم سر 


فإذًا هذه الایة وهي قوله 8 : اون يبتع عير الْإسَلَم ديا فلن يقل 
ند [آل عمران: 40]» يعنى بالإسلام : الإسلام المعروف وهو دين الإسلام 
أصلاً ؛ كأن يدين بدين اليهودية أو النصرانیة بعد رسالة محمد يكو أو يدين 
بدين البوذیةء أو بأي دين يتقرب به إلى الله 28ء فهذا كله باطل» وهو في 
الآخرة من الخاسرين - وأيضاً يشمل بعموم لفظها - أنه من ابتغی دیناً يتدين 
به ويتقرب به إلى الله ك وهو ليس با لإسلام الذي جاء به محمد ق فإنه لن 
يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين . 


# فقد تکون خسارة كبرى بأن یخسر الجنة ويدخل النار ويكون من 
٭ وقد تكون خسارة صغرى بأن یخسر الدخول في الجنة والسلامة من 
العذاب مطلقاًء ولكن يُعذب بقدر ما عنده من المخالفة إن لم يغفر الله كك 


تیر ع سر عم 


ادا قوله وك : ہکن ع عير سکم دينًا ھن قبل نکچ لک عمران: ۸۰] 
هذا فيه شرط وجزاءء إذا ابتغی أحد غير الإسلام فإنه لن يقبل منه مهما كان 
تعبده» وليس الشأن في ذلك أن يكون متعبداًء باکیاًء خاشعاً فإن الشأن 
هو في اتباع الطريق» في اتباع السبيل دون نظر إلى تعبد الإنسان» لهذا 
وصف الله كك طائفة بأنهم يعملون ويتعبون ولكنهم في النار قال كلق : 


فهم عاملون وناصبون ويتعبون ويعملون» ويتعبدون» وربما بوا من خشية 


شرح فضل الإسلام 

€ اکت“ 
الله» وربما أكثروا تخلیص النفس من الشوائب؛ لكنهم كما وصف الله ے 
أنهم يَصلون نارأ حامية ؛ وذلك لأن الشأن لیس هو في عمل العبد» ولكن 
الشأن هو فى أن يكون عمله على وفق ما أمر الله ك به» فإذا ابتغى غير 
الإسلام ديناء ابتغى النصرانية مثلاّء ولو كان فيها راهباً متعبداً خاشعاًء 
الآخرة من الخاسرين المخلدين فى النار ولن يقبل منه ذلك . 

وهكذا أیضا في المعنى الأخص وهو: من ابتغى عملا ليس هو من 
الأعمال التی أمر الله كك بها وليس مما جاءت به السنة» مثل المحدثات 
المختلفة والعقائد المتنوعة التى أحدثت فى هذه الأمة : عقائد المرجئة؛ 
وعقائد الخوارج› وعمائد القدريةء وعقائد المعتزلة والجهمية› 
والأشاعرة. . . إلى آخره» فهم يظنون أنهم محسنون وأنهم أكثر تنزيهاء 
ولكن هل هذا عليه الدليل؟ هل هذا عليه نص الشرع؟ هل هذا هو الإسلام 
الذي جاء فى النصوص؟ الجواب : لا فإذا لم يكن كذلك فإن من ابتغاه 
أهل التعبدات المختلفة من الصوفية ونحوهم فإنهم وإن لبسوا الصوف 
وتبتلوا» وخر جوا وتعبدواء وأخذوا أنفسهم بالرياضات المختلفة لتصفو 
النفس؛ وكثر تعلقهم بالله 6 وتجردهم من الدنيا؛ لكنهم لما لم یکونوا 
لن يقبل منهم ذلك . 

وكذلك أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهل الغيرة» إذا لم 
يكونوا على السبيل فإنه لن يقبل منهم ذلك» فالخوارج ما خرجت إلا للأمر 
بالمعروف والنهي عن المنکرء وبسبب غلوهم فيه قتلوا عثمان ذه . 











کو ا بأمْمَط مان السود به قط اللّيِلَ تَسْبِيحًا وَقُرآنَ(") 

حتى إن الذي قتل علیا نه وهو عبد الرحمن بن ملجم كان قتله تقربا إلى 
الله قّء ولما أرادوا قتله قصاصا -يعني قتل عبد الرحمن بن الملجم 
قصاصاً - قال: لا تباغتوني القتل - يعني مرة واحدة - لکن قظعوا أطرافي 
شيئاً فشیئاً حتی أنظر إلى تعذيبى فى الله 385 . 
يزعمون - في الدين» قال في وصفه في أبيات معروفة - وهي أبيات ضلال 
والعياد بالله - قال یمدح عبد الرحمن بن ملجم''': 

ا صَرْبَةَ مِنْ تَقِيّ مَا أرادَ بها إل تلع من دی العزش رضوانا 

ني لَأَدْكُرهُ جیا فايب أَرْفَى البَريَّةِ عند اللَّهِ مِيرَانَا 

وهذا سلكه أيضا طائفة من المعتزلة فغلوا في باب الأمر بالمعروف 
والنهي عن المنكر حتى أدخلوا فيه الخروج على الحكام والولاة. 

ولازالت الآمة منذ ظهور الخوارج إلى وقتنا الحاضر وهم يبتلون بمن 
يغلو في هذا الباب؛ ولهذا شيخ الإسلام ابن تيمية كفت قال في عقيدته 
الواسطية فيما تميز به أهل السنة من الوسطية في الأمر بالمعروف والنهي عن 

٠ ۰ 5‏ م ماس ۰ 801 رشوو > مم ودع لم( رةس 0 

المنكر قال في وصفهم : «هم مَعَ هذه الاصول یامرون بالمعروفي» وينهون 
)01( من شعر حسان بن ثابت يرثي عثمان بن عفان ويا . 

انظر : تھذیب الكمال (۱۹/ )٥٥۸‏ والاستیعاب لابن عبد البر ۳۷/ 59 .)٠١‏ 
(۲) انظر : سیر أعلام النبلاء /٤(‏ ٢۲۱)ء‏ وتاریخ الإسلام (7/ 0565 ٦/١٥۱)ء‏ وکلاھما 


للذهبىء والبداية والنهاية )¥/ «(o /۹ T۹‏ والاستیعاب (۳/ ۱۱۲۸ء ۱۱۲۹) 





شرح فضل الإسلام 








عن المُنكر عَلى ما توجبة الشریعَڈا''؛ لأن هناك من الطوائف من أمرت 
ونهت على غير ما أوجبت الشريعة» وإنما على حو ما أملته عليه أهواؤهم. 

المقصود من ذلك : أن ابتغاء غير الإسلام ديناً هذا يدخل فيه كل من 
ابتغی غير ما جاءت به الشريعة ودل عليه الدليل ؛ وإذا كان كذلك فواجب إذا 
على المکلف أن يدخل في الإسلام» وأن لا یدخل في فعل من الأفعال بأمر 
إلا وقد تبینت له حجته› وخاصة مسائل العقائد ومسائل العمل والمنهج؛ 
لان هذه هي التي تميز وليس فيها اجتھادء ولكن الاجتهاد يحصل في الأمور 
الفرعية كما هو معلوم» أما ما قعّده أئمة أهل السنة والجماعة في كتب 
العقائف وبينوا فيه من سمات وصفات أهل السنة» فإن ذلك ليس مجالا 
للاجتھاد بل واجب الالتزام به. 

قال يثآله : «وَقَوْلِهِ تَعَالی : ر الیک عند الہ الا سک 4 [آل عمران: 18])) 
وهذا ظاهر وهو في معنى الآية التي قبلهاء الدّين الذي يقبله الله 38 هو 
الإسلام فقطء وأما غير الإسلام الذي عليه الدليل فإنه لا يقبله الله جذ 
ولیس ديئاً عندہ وإن کان عَدّہ العبد ديئاً . 


کی سح تر یئ کی سم ج_ ي ہے ہےی۔ یچ 
SAN‏ کٹ رک مہف تر ہی ےکس نی 





- وللشارح -حفظه الله‎ .)۱٥۸ /۳( انظر : العقيدة الواسطية ضمن مجموع الفتاوى‎ )١( 
تفصیل ممتع وتأصيل علمي دقيق في شرحه: (اللآلئ البهية في شرح الواسطية)‎ 
.(040 - ٦۸ /۲( 


شرح فضل الإسلام 


وقوله تَعَالى: طون ها ری مُستَقِيما فان تع ولا يعوا أ 


ll‏ ری حر 


فلفرق عن م سیل [الأتعام : [YoY‏ الآيَة. 
قال مُعافڈہ ايل الْبدَعٌ وَالشبُهاف). 


سس سم 
5 
چو 
اللشرح: 
اف 


هذه الآية فيها الدليل على أن صراط الله يك واحدء قال كك : وَأ هذا 
صر مُسَيَقِيمًا فَأَتََوْةُ4» ووجه الدلالة من الآية على الباب أن الله َة أمر 
باتباع هذا الصراط بعد أن بِيّنهء قال &4 : وآ هذا صطی مُستق اچ 
والإشارة في قوله : «وَأنَ هدا هي إلى السبیل والسنة وما في القرآن والسنة 
دون غيرها وان هذا صٍرّطی کیک اذا الإشارة لما كان في عهد 
النبي پا وكان عليه هديه. فكل ما لم يدخل في هذه الإشارة فيمكن أن 
تقول إنه خارج عن الصراط المستقیم . 

قال: وان هدا صَرَطِى مُسَيَّقِيمًا4 والصراط المستقيم سر في سورة 

الفاتحة بعدة تفاسي ر''*» وفي هذه الآية بأنه السنةء وأنه الإسلام والقرآن 
أو أنه محمد ية وهذه كلها متلازمة» فمن لزم الإسلام فقد لزم السنة: 


N 
7 ج‎ 
کے‎ 


)۸۸ /۸( أخرجه الدارمي (۲۰۳)ء والمروزي في السنة (ص7١)؛ والطبري في تفسيره‎ )١( 
.)۲۹۳ /۳( وأبو نعيم في الحلية‎ ء)۱۸١‎ /١( والبيهقي فی المدخل إلى السنن الكبرى‎ 

)٢(‏ انظر تفسير الطبري (۷۱/۱- ۷)ء وتفسير القرطبي /١(‏ ۷١۱)ء‏ وفتح القدير للشوكاني 
(۱/ ۲۳). 

(9) انظر تفسير الطبري (۸/ ۸۸ء ۸۹)ء وتفسیر القرطبي (۷/ ۱۳۷)ء وفتح القدير للشوكاني 
(۱۷۸/۲). 














شرح فضل الإسلام 


ومن لزم السنة فقد لزم القرآن» ومن لزم القرآن على حقيقته فقد لزم الإسلام 


قال ‏ : وان هذا صَرطِى سیا نهد صراط واحد» فأمر باتباعه 
فقال وك : وان دا صطی مستقیما اتب ولا د يعوا السجل فنفرق بكم عن 


لی سیل [الأنعام ۰ء ودلت الآية على أن اتباع الصراط الذي هو الإسلام 
دالس واجب يأمر اللہ خت به وآ اباع غيره من الأهواء والشبهات والبدع 
را ا نوكه 5 لات تلبعوا يعوا ألسّبلَّ4. وهذا نهي» والنهي هنا للتحریمء 


الوسلام» وتحريم الخروج عنه إلى غيره. 


یی ہے FY o FN FY‏ ج Se‏ 
رد ھکسٹ ‏ ےچ مكل ۶ تھمیی 


شرح فضل الإسلام 
> مولت | 
وعَنْ عَائْسَةَ دنا أنَّ رَسُولَ الله ول قال: «مَنْ أَحدَتَ في آمرنا 
هذا ما لیس مئه فهو رَذَ. خر حا . 
وقي لَفْظٍِ رمَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْس عَلَيّهِ آمُزتا فَھُو ر“ . 
هذا الحديث متفق عليه» متفق على صحته فی لفظه الأول مَنْ أَحْدَتٌ 
فی أَمْرنَا هَذَا. . . »» واللفظ الثاني «مَنْ عمل عَمَلُا. . .» رواه مسلم في 
وهذا الحديث بهذين اللفظين حجة وأصل عظيم من الأصول في رد 
حجة في باب : 
أما الأول : فقوله پل : هَن أَحْدَتٌ فی أَمْرنًا هذا مَا لِيْسَ مِنْهُ» فهو يشمل 
الذي ابتدع البدعة وأحدث الحدث ولو لم يعمل بذلك» فمن أحدث 
الحدث فهو مردود عليه ولن يقبل منه» وهو في الآخرة من الخاسرین . 
واللفظ الثاني : ١مَنْ‏ عمل عَمَلا ليس عَلَيْهِ أَمُرُنَا» هذا يشمل الذي یعما 


. أخرجه البخاري (۹۷٦۲)ء ومسلم (۱۷۱۸) من حديث عائشة وبا‎ )١( 

(۲) أخرجه مسلم (۱۷۱۸) من حديث عائشة تا . 
ورواه البخاري معلقاً في كتاب البيوع - باب النجش ۳٥٣٥ /٤(‏ فتح)ء وفي كتاب 
الاعتصام بالكتاب والسنة - باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم (۱۳/ ۳۱۷فتح). 





شرح فضل الإسلام 


فادًا اللفظان دل أحدهما على المحدث» ودل الآخر على الذي عمل بما 
أحدثه المحدث . 








وهذا الحديث ميزان للأعمال فی ظاهرهاء كما أن حديث عمر نل 
تما الأعْمَالُ بالئَّيَاتِ ونما لاممرئ مَا تَوَى )"2 ميزان للأعمال في باطنها 
قبول الدين» وأما إذا فات أحدهما ذ قبول العمل ؛ لأنه إذا فات 
مفغبو اس و س سے بمعبو ۓگ 
الإخلاص لم يقبل العمل ء وإذا فاتت المتابعة والالتزام بالظاهر فإنه لا قبل 
العملء ومن رحمة الله وق أن جعل لنا میزاناً للأعمال» فالعمل القليل 
الموافق خيرٌ من الكثير إذا لم يكن موافقاً . 

إذا تبين ذلك فالمحدثات قسمان : 

محدثات فی الدنيا . 

محدثات فى الدين . 

وهذا الحديث يراد به محدثات في الدين؛ لأنه قال: من أَخْدَكَ فى 
َمْرِنَا هَذَاءء وقوله : ای أَمْرنًا هَذَا» بُعنی به الدين . 

أما المحدثات في الدنيا : فليست مشمولة بالنهي؟ ولهذا الصحابة وار 
توسعوا في تنظيم أمور الدنيا على وفق المصلحة وتنظيم أمور الدنیا تارة 
يدخل تحت قاعدة «المصالح المرسلة»» وتارة يدخل تحت قاعدة «الأصل 
في الأشياء الإباحة»» وليس هذا موطن بيان ذلك . 


وأما المحدثات في الدين : فهي مردودة جملة وأحدة» فليس لأحد أن 


. من حديث عمر بن الخطاب نہ‎ )١( أخرجه البخاري‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
بُحدث حدثاً في الدين» سواء أكان ذلك الحدث في الأمور العلمية - في 
أمور العقائد - أم في الأمور العملیة . ۱ 

فإِذًا هذا الحديث يستدل به على بطلان کل عقيدة محدثةء ويستدل به 
على بطلان كل عمل یقرب به إلى الله محدث» فمن جاء بعقيدة محدثة 
كعقائد الخوارج» أو المرجئة» أو المؤولة في الصفات» أو نفي الصفات› 
أو في القدر أو في الجبر ونحو ذلكء فإنه يقال له : هل كان على هذا أمر 
النبي كلِةُ؟ فلا بد أن يقول: لا؛ ولكن هذا هو الذي يجب التزامه لأجل 
إلا ينسب للشرع كذاء أو أن ينزه الله كك عن كذا. . . إلى آخره. 

ولهذا كان من الكلام الحسن - مثلاً - في بعض الصفات ما قاله والد 
الإمام الجويني ك حيث قال : (إني لما تأملت تأويل الصفات وجدت أن 
النبي بي كان يتلو القرآن وفيه آیات الصفات» وكان یصف الله 36 في 
أحاديثه وعنده الصحاية ومنهم الحاضر ومنهم الباد ومنهم الذكي ومنهم 
غير الذكي» ومنهم العاقل ومنهم دون ذلك» ومنهم من قد يتصور شيئاً غير _ 
الظاهر ومنهم من قد لا يتصور إلا الظاهر» فلم يتبع ذلك بأشياء تصرفها عن 
ظاهرهاء فدل على أن نصوص الغيب واجب الإيمان بها على ظاهرها دون 
التأويلات المحدثة !''. 

وهذا الذي قاله حق» ومن جهة أخرى في المسائل العملیة فالحديث 
حجة لرد كل محدثة في العمل يتقرب بها إلى الله 25ء والمحدثات في 
الدين هي البدع؛ لهذا قال: «وکل مُحْدَئَةٍ بدْعَةٌ» وکل بذعو ضَلدَلة)7" , 


(۲) رواه مسلم ( ۷٦۸)ء‏ والنسائي (۱۸۸/۳)ء واللفظ له» وابن ماجه .)٤٥(‏ 


شرح فضل الإسلام 

گل مُحْدَتَةَ) يعنى : محدثة فى أمرنا هذاء محدثة فى الدين بدعة ع فهناك بدع 
في الدنيا وبدع في الدين» والمذموم هو الابتداع في الدين» أما الإحداث 
فى الدنيا فلا یدخل فی البحث؛ لأنه لا يدخل فی قوله : سَنْ أخدّتٌ فی 
أَمْرِنَا هَذَا؛ وإنما المقصود التكلم على الدیانة . 

إذا تبين ذلك فالبدع مذمومة كلهاء وكل بدعة مردودة لأدلة من الكتاب 
والسنةء ومن السنة هذا الحديث الجامع الشامل الذي عده طائفة من أهل 
العلم ثلث الدين» وعدّه طائفة آخرون ربع الدين؛ لأنه يشمل مسائل كثيرة 

فالبدعة تنافي الدخول الكامل في الإسلام» والبدع قسمان: 

# بدع كمريه . 

# بدع دون الكفر . 

فتارة يكون الأمر بدعة ويكون کفراً أكبر أو شرکا اکیں وتارة يكون دون 
الكفرء وكلاهما يشمل العقائد ويشمل العمليات . 

فأما القسم الأول : البدع الکفریة : 

فمنها ما يكون في العقائد : كسّلب الرب هك عن جميع صفاته. 
وأنه ليس له صفة البتة» هذه البدعة اُحدثت ولم يكن عليها حتى أهل 
عن الرب يڻ › وأنه لا يتصف بصفة البتة غير صفة الوجود المطلق› بشرط 
الإطلاق كما يزعمه. 


ومنها بدع عملية : كالاستشفاع بالموتى» فالاستشفاع بالموتى شرك 


شرح فضل الإسلام 











أكبر مخرج من الملةء وهو بدعة محدثة أيضاً في هذه الأمةء ولها وسائل 

أما القسم الثاني: البدع دون الکفر : 
القدرية» وبدع تأويل الصفات» والكلام في الأحوال والمقالات. . . إلى 
آخرهء يعنى : من جهة الاعتقاد. ) 

ومنها بدع عملية: وهي التي يكثر فيها الكلام من جهة عمل الناس 
لهاء مثل : صلوات مبتدعة» أذكار مبتدعةء أحوال مبتدعة» احتفالات 
مبتدعة . . . إلى آخر ذلك» هذه كلها لا تصل إلى الكفر والشرك» وإنما هي 
بدع بحسب حالها . 

والبدع العملية قسمان: 

الأول: بدع أصلية : وهى ما أحدث وليس له أصل يتبعه» مثل إحداث 
حفلات الموالد أو المآتم» أو نحو ذلك مما لم يكن له أصل في الشریعةء 
فهذه بدعة أصلية أحدثت في هذه الأمة. 

والثاني بدع إضافية : فيكون أصل العمل مشروعاًء ولكن زيد عليه 
أشياء صارت بدعةء سماها أهل العلم بدعاً إضافية» مثل الاجتماع على 
الذكر على نحو ماء ترديد أشياء بعد الصلاة المفروضة وأشباه ذلك» الصلاة 
على النبي ييا على صفة ماء > مثل ما أخرجه الدارمي قال : خیرت الحَكم بن 
المُبَارَكِء أَنبَأنَا عَمرُو بْنُ يَحَيَى » قال : سَمعْث أبيء بحڈث؛ عن بیو فال : 


وی 


ا تلش عَلَى باب عبد الله بن مَسْعُودٍ م و قبل صَلاة ا لعغداق قَادَا 


شرح فضل الإسلام 





ححرَج, يتا مَعَهُ إلى الْمسْحِدِء كَجَاءَنَا أبو مُوسَى الأَشْعَرِيُ لله قال : 
َكرَج إَِيكُمْ أبو عبد الرّحْمَنِ فلن : لا بعد بعْد. فُجَلَس مَعنَا حت حرج هلما 
حرج قَمْنَا إِليْهِ جَمِيعَاء ٠‏ نال کہ أبو موس : يَا ابا عبد الرَّحْمَنِء إني رَأَيْتُ 
في امسج يما مرا نره ولم أ - وَالْحَمْدُ لله - إلا خَيرًا . قَالَ : فَمَا مُر؟ 
فَقَالَ : إن عشت فستراه . قَالَ : رَأَيْتُ في الد فما لما جلُوسًا یرون 
الصلاة في گل حلْمَرَجُل» وي يدهم حصا ٠‏ فیقول : کبروا اة ٥‏ فيکبرُونَ 
فیقول : هلوا مائ هلون مائ وَيَقَولٌُ : سَبخوا ما ٤‏ فیسخون 
1 او کا َمَادًا فلك لَهُمْ؟ كَالَ: ما قلت لَهُمْ شَيگا انار رََيِكَ او اتظار 
مر . قَالَ | فلا مره أن يدوا وم وَضُومْت لَهُمْ أن لا يع مِنْ 
حَسَتَاتِهِم ' م مَضَى وَتَضَيْنَا مَعَهُ نی تی عَلقَةً و مِنْ يِلْكَ الْحِلَقِء مَوَقَت 

عَلَيْهِمْء قَمَالَ : اذاي رُم تون الو : يا با عبد الرّحْمَنٍ حصا 
عد بو ابیز وَالَِْيلَ وَالتَسِيحَ . نال : عدوا سَيْكَاتَكُمْ اا ضَامِنٌ أَنْ 
ضیح ِن حستاہ ۾ سء وي كم يا ئة محم ما اس ملكتكمْ مولا 
صحابة به نيكم كله مُتوَافِرُون وَهَذِهِ ثیابه لم بل أيه لم َكْسَرْء وَالَّذِي 
تفي يو ِم على يلو ِي نمی بن َو مُحَمَد 8 أذ مُْتحُو باب 
اال . الوا : وَاللَّهيَا با عبد الرَّحْمَنِ ؛ ا ردنَا إلا الْحَيرَ. قال : : وَكمْ مِنْ 
مُرید لِلْکَیْر لن يُصِيبَه : إن رَسُول الله کله حدتا أن كَوْمًا ا القَوَآنَ 
لا جاو راق وام الله تا ري لعل كر نگ مم نهم . 
كَقَالَ عَمْرُو بن سَلمَة: راتا عا عا وليك الجر ا ن ا 
الْخُوَارِج؛'''. هذه الصفة التي فعلوها التسبيح مشروعء ولكن أضافوا عليها 


& 


e 


جسنا 


وا 


.)۱۹۹ أخرجه الدارمی (٢٢۲)ء وبحشل في تاريخ واسط (ص۱۹۸ء‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 


ولهذا بعض أهل العلم يقول: البدع المحدثة قسمان: 

القسم الأول : بدعة أأحدث أصلها . 

القسم الثانى : بدعة أحدث وصفها . 

إذا تبين ذلك فالبدعة لها عدة تعريفات» منها : 

أن البدعة عُرّفت بما أحدث على خلاف الحق المتلقى عن رسول 
الله ہا في قول أو عمل أو اعتقاد. وجعل ذلك هديا ملتزماً ‏ وطريقاً 
مسلو کا . 

هذا عرّفها به بعض أهل العلم على نحو هذا التعريف . 

والثاني ما عرّفها به الشاطبي وغيره بأنها : (طريقة في الین مُحْترَعَة 
تَضَاهِي الشْرَعِیة عِيَّهيُقْصَدُ بالسُلُوكِ عَلَيْهَا الْمَُالَمَةُ في التب لِلّو سبحا ته . 


اذا تحضل من ذلك : 

اولا : أن البدعة : قد تكون فی الأقوال» أو الأعمال» أو الاعتقادات . 

ثانیّا: أن البدعة لم تكن في عهده للا ولا في عهد صحابته ون . 

ثالنًا: أن البدعة يُقصد بسلوكها التقرب إلى الله 8 ؛ يعني عمل عبادي 
صَدٌ به الأجرٌ والثوابٌ والتقربٌ إلى الله 8 . 

الرابع - وهو مهم - : أن البدعة ملتزمة» يعني : أن المبتدع جعلها طريقة 
)١(‏ انظر: تبيين كذب المفتري لابن عساكر (ص۹۷)ء وشرح النونية لأحمد ابن عيسى 


)1۳۰/1( ورفع الأستار للصنعاني (ص .)۱٢١‏ 
(۲) انظر: الاعتصام (۳۷/۱). 


شرح فضل الإسلام 
تضاهي الطريقة المشروعة في الالتزام بهاء أما إذا لم يلتزم بالعمل أو 
بالقول فيكون خلاف السنة. ويكون غلطاًء أو يكون مردوداً أو بحسب 
الحالء لکن لا يكون بدعةً حتى يلتزم» إذا أحدثه والتزم» يعني الناس مشوا 
على ذلك أو هو التزمه. 

فإذا يُقرق في هذا المقام ما بين البدع والمحدثات في الدين وما بين 
مخالفة السنة » فليست کل مخالفة للسنة بدعة» فالبدعة : ما تخالف به السنة 
ويلتزم به» فيكون طریقاً مشروعاً ملتزما به» مثلا : لو أتى أحدٌ من الناس 
وبعد الصلاة المشروعة رفع يديه ودعاء هل يكون فعله بدعة؟ أو هو غلط 
وخلاف للسنة؟ نقول هنا : ننظر هل يلتزم هذا؟ أم أنه فعله تلك المرة؟ أو 
يفعله في تارات بين حين وآخر بعيدة كل شهرين ولايلتزمه كل مرة؟ فيكون 
إذا فعله مرة يكون هذا خلاف السنة ولايجوز له مخالفة السنةء أما إذا التزمه 
فصار هدياً ملازماً للصلوات المفروضة صار بدعة محدثة يشملها حديث 
الوعيد عن البدع . 
والأقوال» ومن رغب في غير ذلك فقد ابتغى غير هدي النبي يِه وكان 
مجانباً المسلمین . 

قال بعض السلف : ایس الشّأنْ أَنْ تحب وَلَكِن الشَانَ أَنْ تح . 

فإذا بدأت بالثانية» عند ذلك تصحح عملك الذي يحدث المحبة في 
القلب» إلا ترى إلى النصارى كم يتعبدون؟ ومنهم من يبكي ء ويظنون أنهم 
پتھربوں؛ فهل عملهم مقبول موافق؟ الجواب: لے بل مخالف لا یقرب 


.)۳٥۹ /۱( انظر: النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية نه (ص۷۳)ء وتفسير ابن كثير‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 











إلى الله» وكذلك سائر المحدثات . 

والمحدثات منها ما هو محمود» وهو ما كان فى أمر من أمور الدنياء 
ولا يكون فيه مخالفة لأمر من أوامر الشرع» والشرع فيه تحصيل المصالح 
ودرء المفاسد» ومنها محدثات مردودة» وهى ما كانت خلاف السنة» وڑھی 
البدء. 

فمثلاً أحدث الناس (المنخل)ء فكان پُخبز في عهد النبي إلا بغير منخل : 
وأنكره أحد السلف!۲' وإنكاره لیس بصحیح ؛ لا نه لايقصد به التقرب 
إلى الله» ومثل ذلك : تنظیم الأعمال الإداریة وتنظيم أعمال البیعء وفيما 
يصلح دنياهم» ونحو ذلك مما لا یدخل فى المحدثات المردودة التى 
هى البدعة . 

والمحدتات قسمان : 

٭ ما خالف الكتاب أو السنة أو الإجماع. فهذه بدعة مردودة. 

2 وما أخدِث من الخير لا پُخالف شيئاً من ذلكء فهو المباح. 


٠ 5‏ 8 وس ؟ 26ت ہم : 7 ہے 
وقول عمر بن الخطاب ولب : ١نِعُمَ‏ الِدْعَةٌ هو ٠‏ وفی رواية: «نِعْمَتِ 





)١(‏ أخرج أبو نعيم في الحلية (9/ 2١١7‏ تقسيم الشافعي كه للبدعةء قال: (البدعة 
بدعتان : بدعة محمودة» وبدعة مذمومة» فما وافق السنة فهو محمود» وما خالف السئة 
فهو مذموم). 

() هو محمد بن أسلمء لما وَلِدَ له مولودٌ فأرسل من يشتري له دقيقاً وأمرہ أن يخبزه 
ولاینخلهء وقال: (العقيقة سنة ونخل الدقيق بدعة)ء انظر : حلية الأولياء (۹/ )٤٢٢‏ 
وسير أعلام النبلاء )۲١۱/۱٢(‏ والاعتصام للشاطبي (۲/ ۷۳ء .)۷٤‏ 

)۳( أخرجه البخاري )۲۰۱٢(‏ من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري. 


شرح فضل الإسلام 
ہم 


الْبِدْعَةٌ َو 5 المقصود بها البدعة اللخوية. 

والذين يقسمون البدع إلى باح حسنة ؛ وبدع سيئة» يستدلون بحدیث : 
من سن نّ في الإِسْلام سن سنه حَسَنَة)”''» فقالوا: البدعة منها حسنةء ومنها 
سيئة . والحديث له سبب» وهو أن فوماً مجتابي النمار رآهم النبي کيا 
فرؤي في وجهه علامة الشفقة. فدعا الناس إلى الصدقةء فقام رجل 
فأعطاهم علانية في المسجد » فلما رآه الناس صنعوا مثلهء فقال النبي كك : 


و ا ر 


(مَنْ سن في الإشلام سنة حسنة) الحدیث . 

أي : من عمل طريقة حسنة قد ثبت حسنها شرعاً کان له ذلك» وما ثبت 
حسنه بالشرع هو ما كان عليه آمر النبي ية فرجع الأمر إلى السنة؛ کمن 
دعا إلى أمر ثبتت سنيته وقد نسيه الناس . 

وحديث أبي هريرة ويه يفسر هذا الحديث» حیث قالةالنبي كَلةِ: ۷ء 
دعا ا إلى خی كنب لخر يلخو ع ال يش للك من موی 
ِن ایپ 1-7-1 کو وجَمْعٌ م الصحابة ل پر للمصحف داخل ضمن أشياء 
جاءت في الشرع منها قوله 4 : 5 آک4 [البقرة: ٤]ء‏ ومنها نهي 
النبي كَل أن يسافر بالمصحف إلى بلاد الكفار . 


والأفعال التي فعلها ابن عمر وا اجتھاد منه ولم يحدثهاء مثل صلاته 


60 أخرجه مالك في الموطأ (١٠۲)ء‏ والبيهقي ۂ فى الصغرى (۸۱//۱٦)؛‏ وفى شعب 
الإيمان (۳/ ۱۷۷)ء وأبو نعيم في الحلية (011//9). 
(۳) أخرجه مسلم )۲٦۷٢٤(‏ من حديث أبي هريرة وه . 


شرح فضل الإسلام 











٠٠١ 
في مكان لان الرسول ية صلی فيه » ففعله لذلك لأن النبي يلي فعله» وباقی‎ 
الصحابة نان فهموا أن هذه الأفعال من النبي بيا على الموافقة فقة لا على‎ 
التعيد» لعل بن عمر بات لف لما فعا يمظن الرس اين يصاون ف‎ 

تبركاً وإنما فعله اتباعاً . 

والصواب: أن النبي يهلم يفعله قصداًء وإنما موافقة» فلا يسن اتباعه 
وإنما يتبع فيما فعله قصداً ؛ كذهابه إلى مسجد قُباء للصلاة فيه كل سبت. 
فان قال قائل : آنا لم أحدث هذا العملء بل أخدثه الناس» وأنا مُقلدٌ 

لهم يرد عليه من وجهين : 

الأول: أن لفظ الحديث : «مَنْ عمل عملا ليس عليه أَمْرِنًا فَهُوَ رَد . 

سک 5 مل بها بعد 
م سإه ي 
كيب عَليه لله لود من عمل بھا ولا شم ين أَورارجم ک٥‏ 


رہ 


الثاني : : والحدیث الآخر: ١مَنْ‏ سَنَّ في الِسلام 


فیثبت له وزر. 


)١(‏ سبق تخريجه الصفحة السابقة. 


شرح فضل الإسلام 
١١‏ 
' وَللبْحَارِيٰ عَنْ أبي هُرَیْرَة هه قال. قال ر سول الله يك ڪل 
مَتِي يَدْخُلونَ الحَنَّةٌ إلا مَنْ أَبَى قَالُوا: يا رَسُولَ الله وَمَنْ يَأْبَى؟ 
قال ة مَنْ أطاعَنِي دحل الحَنَّةَ وَمَنْ عَضَانِي فَقَد ابی . 


اللتشرح: 


قال كذ بعد ذلك : «وللبځاري عن أبي هُرَبْرَة لہ كَالَّ: قال رَسُول 
لله يك ل أُمِي يَدْحُلُونَ الج إلا مَنْ أبَى ؛ قالوا : يَا رَسُولَ الله وَمَنْ 
بای ؟» هذا فيه رعاية اللفظ ؛ لأنه قال : الإلا مَنْ أبَى» فراعوا لفظه يك فقالوا 
له وَمَنْيَأبَى؟ » يعني من هذا الذي أبى؟ قال : من أَطَاعَنِي دحل اله وَمَنْ 
عَصَانِي ققد أَبَى». هذا منه و تقریر لأمر عظيم وهو أنه لايمكن الدخول 
في الإسلام إلا بطاعة الرسول پل وأنه إذا لم يطع الرسول ب ويلتزم 
بسنته فإن العبد لم يدخل في الإسلام كلهء والله يق أمر بالدخول في 
الإسلام كلهء فقال: ایا ای کے اسنا ادلا في اللو اة 
[البقرة: ۸٤۲]ء‏ يعني : ادخلوا في السلم جميعاً وأمر بطاعة رسوله 2 

وطاعة الرسول بيه أصل من أصول الإسلام» وخصال الإسلام عموماً 
واجہةء ومن ذلك طاعة الرسول نا فهي وأجبة. 


5 3 


والبخاري كيه أورد هذا الحديث في كتاب الاعتصام. وغرضه أن 
بين أذ أكئمة السلف اعتنوا ا بالكتاب ب والسنة, وأهل ال السنة 
[آل عمران: »]1١‏ رالشاق ابتغاء ل 


. ا خر جه البخاري (۷۲۸۰) من حديث أبي هريرة وله‎ (١( 





. شرح فضل الإسلام 











والشيخ 5 ذكر هذا الحديث ؛ لآن فيه التنبيه على وجوب طاعة الرسول 
صلوات الله وسلامه عليه» وأنها من واجبات الإسلام» بل هي من 
خصائص أهل السنة. 

وهذا الحديث فيه أن من أطاع الرسول گل فهو موعود بدخول الجنة 
كل اتی يَدْخُلُونَ الج إلا مَنْ أ دو س 0 
وقد ذكر العلماء أن طاعة الرسول بيا جاءت في القرآن ذ في أكثر من ثلا 
موضعا > كلها فيها الأمر بطاعة النبي إلا وعدم مخالفته» ١‏ كقول اله : 
لمن يطح الرَسُولَ فتد أطاع أل له [النساء: ۸۰ء وقوله پچ يك : «#واطيعوا ارول 
کم زو [النور: ٦٠ء‏ وقوله وك : يدر يسدر الین خیش عن ارو أن 
صب فة أو يبي دات أ االور: ×× ونحو ذلك من الآيات وهي 
أكثر من ثلائین . 

وقد كتب الإمام أحمد كآنه كتاباً عظيماً سماه : (كتاب طاعة الرسول كةِ) 
وذكر فيه كل الآيات التي أمر الله َة فيها بطاعة الرسول وهو كتاب مفقودء 
منه منتخبات أو قطع في عدد من الكتب ؛ كآخر مسائل عبد الله بن الإمام 
أحمد» وكمواضع في بدائع الفوائد لابن القیم كه ونق ولا لابن تيمية كه 
وفي إعلام الموقعين"''. . إلى غير ذلك . 

فالمقصود أن العلماء اهتموا بطاعة الرسول يية؛ لأنها ساس الالتزام 
بالإسلامء فلا يحصل الدخول في الإسلام إلا بطاعة رسول الله يَككةِ. 

قوله لی هنا : كل امي ما المراد بالأمة هنا؟ 


. )۲۹ ٩ /۲( انظر : إعلام الموقعين لابن القیم يه‎ (١( 


شرح فضل الإسلام 

٠١5 

قال بعض أهل العلم*'': المراد بها أمة الدعوة» ويكون المراد باللفظ 
أنه لا يدخل الجنة إلا من كان على الإسلام» يعني : كل أمتي التي بعثت 
إليهم يدخلون الجنة إلا من أبى طاعتي. ومعنى ذلك أنه من لم يستجب 
للرسول لاو ولم يكن مسلماً فلا یدخل الجنةء وعبّر بقوله : ايَدْخُُونَ الجَنَدًا 
للتشويق في الالتزام بالطاعةء هذا قاله بعضهم ولكنه لیس بجيد. 

والصحيح الذي عليه أهل العلء”" : وهو أن قوله : «كل أَمّتي) يعني : أمة 
الإجابة» وهم أهل الإسلامء أهل الإسلام كلهم يدخلون الجنة إلا من 
أبى «قِيلَ : وَمَنْ يأبى؟ قال : مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَّ الجَنَةَ وَمَنْ عَصَانِي قد أَبِى): 
يعني : أبى دخول الجنة . 

إذا تقرر ذلك فهل من عصى الرسول ية لا يدحل الجنة؟ ظاهر 
الحديث: نعم» لا يدخل الجنة من عصى رسول الله يله لأنه حينئذ يكون 
من أهل الوعيد. 

لكن الدخول إلى الجنة على قسمين : 

القسم الأول : دخول أولي. يعني : دخول - إن صح التعبير - مبكر» 
دخول في أول الأمر بعد أن ينقضي الناس من الحساب؛ فإنه يدخل الجنة 
فئام مبكرين في الدخول. 

والقسم الثاني : دخول متأخر. وهؤلاء هم من شاء الله وق أن يدخلوا 
النار فيعذبوا فيها بقدر أعمالهم . 


.)١7/6( انظر: فيض القدير‎ )١( 
.)۲۷ /۲٥٢( انظر: عمدة القاري‎ )٢( 


شرح فضل الإسلام 











۰٥ 


فدخول الجنة في النصوص نوعان : دخو ل أولي أو مبکرء ودخول متأخر . 
فقد ينفى دخول الجنة ویراد به نفي الدخول الأولي أو الدخول المبكر کھذا 
الحديث» فقوله كلا : كل اَم يعني یعنی : أمة الإجابة» «يَدْخُلُونَ الحَنَد) 
أولاً مبكراً ولا يتأخرون عن دخولها, إلا من عصاني فإنه لا یدخل الجنة 
ولا وإنما يتأخر» وإذا تأخر فإنه من أهل الوعيد ممن يعذب في النار بقدر 
مخالفته وعصيانه لرسول الله ل . 

ويقابل هذا في النصوص التحريم ؛ كقوله له مثلا : لا دحل الجن 
اطع رَحم)”''. «لآ يَدْخُلْنَ الْجَنَدَ ولا يَجِدْنَ ريخا وَإنَّ رِبحَهًا لَيُوجَدُ من 
مَسِيرَةٍ كَذَا وَكذَا) 270 إن الله د حرم عَلَى الَارِ مَنْ قال لأَإِلَهَ إلا الله" 


ونحو ذلك . 
قالتحريم في النصوص أيضا قسمان: 
٭ تحريم مؤقت 
٭ وتحريم آبد ي. 


التحریم الأبدي: هذا يعني أنه يحرم عليه أن یخرج من النار البتةء 


التحريم المؤقت: أنه يحرم عليه الجنة إلى زمن. ثم يدخلهاء فأهل 


)١(‏ أخرجه البخاري )٥۹۸٤(‏ ولیس فيه (رحم»» ومسلم )١5065(‏ من حديث جبير بن 
مطعم وليه . 

(۲) أخرجه مسلم (۲۱۲۸) من حديث أبى هريرة طظ4 . 

(۳) أخرجه البخاري (450» ٦۲۱۸)ء‏ ومسلم (۳۳)ء من حديث عتبان بن مالك ول . 


شرح فضل الإسلام 
وهكذا. 
التحریم التحريم ا المطلق أو مطلق التحريم بحسب الحال» وهذا لیس 
بصحيح؛ بل النصوص فيها هذا وهذا. 

والحديث فيه دلالة على أن من خالف السنة عن علم فقد أبى دخول 
الجنة» وهذا من التفسير بالمقتضى» فمن ترك السنة فذلك يقتضي أنه 
لا يريد دخول الجنة» وهذا ظاهر كثير في أحوال الناس» فمن تيسر له شيء 
بأسبابه فلم يرده يقال له : قد أباه . فمن ترك السنة وابتغى السئن المختلفة 

وطاعة الرسول اة فرض فرضها الله في أكثر من ثلاثين موضعاء 
وقال 2 : قل إن كنسم تبون أله عون بتک أله [آل عمران: ۳۱]ء وطاعة 
الرسول ية تكون أيضاً بتصديقه فى الأخبارء سواء ما كان متعلقاً باللهء 
أو بالجنة والقيامة وغيرهاء وما أخبر به من تفرق الأمةء فقد بين النبيثُ یل 
سبل الذين حادوا عن السنةء وكل ما جاء به النبي بي حق في الأحكام 
والأخباں وطاعته في كل شيء بحسبه . 

وعلمنا من يراد المصنف للحديث الذي قبله والحديث الذي بعدہ أنه 
السنة قد يبدأ ل فالخوارج في 50 قالوا : إن علياً طلا 
َکُمَ الرجال على كتاب الله . وآل بهم ذلك إلى إنكار السنةء وصارت لهم 


شرح فضل الإسلام 











۰۷ 


عقائد مختلفة وأصول مختلفةء حتى في أصول الفقه وأصول الحديث» وقد 
اهتم السلف بمسألة طاعة الرسول بيا في صغير الأمر وكبيره. 

المقصود من ذلك: أن هذا الحديث الذي رواه البخاري كد يدل على 
أن الواجب على العبد المسلم أن يطيع رسول الله يِه وألا يأبى دخول 
الجنةء ومن عصى الرسول ية فيما أمر به أو نهى فإنه يأبى دخول الجنة 
والعاقل لا يمكن أن يأبى دخول الجنةء فدل الحديث على وجوب الدخول 
في الإسلام ووجوب طاعة الرسول يِه وأن هذه الأمة - أمة الإجابة - 
منهم من هو متوعّد إلا يدخل الجنة؛ لأنه أبى طاعة الرسول كله . 


2 سكل رد ےی سال 


جں 9ے سی ںی 
کے سے لارو یی 


جح ب نابت ابجع بت ت ۲۶ 


شرح قضل الإسلام 

م١٠‏ 
وَفِي الصجيج عَن ابْنِ عباس مآ نا أ النَبَِ کی قال: :يعض النّاس 
إلى | الله حَلاَة: لحن في الحرم ومنغ في الإشلام نة لعَِاحِلیت 
وَمُطَلبٌ دم امْرِي مُشلِم بقبْرِ ق لِيهَرِيقَ دَمَهُ. رَوَاةُ الْبْخَارِ یي٢‏ . 


الشرح: 


قوله : (وَفِي الصّحيح)؛ كما سبق بيانه يراد به البخاري في غالب كلام 
أهل العلم » وقد يراد به مسلم» وقد يراد به ما في الصحيحين جميعاً بحسب 
تعابير أهل العلم» وهنا قوله : (وَفِي الصّحبح) يريد به صحيح البخاري كل 
حيث ذكر هذا الحديث في كتاب الديات؛ لقوله في آخره: «وَمُظلبٌ دم 
امرئ بِغَيْرٍ حَق ريق دمه . 

قوله : «أَبْعَضٌ النَّاسٍ إلى الله تَلائّڈہ هذا فيه أن هؤلاء هم أشد الناس 
بُغضاً إلى الله غلل وتقدست أسماؤه - وهذا ب يعني أن فعلهم الذي فعلوه من 
أكبر الکبائر ؛ لأنهم وصفوا بأنهم أبغض الناس إلى الله وي . 

«أَبْعَضُ) لغة صحيحة خلافاً لمن زعم أنها ليست بصحيحة 7 
والأحاديث حجة فى اللخة؛ لأن الأصل فيها أنها منقولة باللفظ وأن النقل 
بالمعنى إنما هو لعارض . 


. أخرجه البخاري (5887): من حديث ابن عباس ويا‎ )١( 

)٢(‏ قال ابن منظور في لسان العرب (۱۷/ ۱۲۲): «قال الجوهري : قولهم ما أَبْعَضَه لي 
شاذ لا يقاس عليه . قال ابن بري: إنما جعله شاذًاً لأنه جعله من أَبْمَضَ» والتعجب لا 
يكون من أَفْعَل إلا اشد ونحوه؛ قال: ولیس كما ظَنْ بل هو من عض فلان إليّ ٠‏ قال : 
وقد حكى أهل اللغة والنحو : ما أَبْعَضَني له إذا كنت أنت المَبْْض لەء وما أَبْكَضَني إليه 
إذا كان هو المُبْغْض لك». ۱.ھ؛ وانظر أيضًا تاج العروس .)۲٤۸۸/۱۸(‏ 





شرح فضل الإسلام 











۹ 

فقوله : «أَبْعَضُ النّاس» يعنى أشد الناس بغضاً إلى الله ذ (أَبْمَضُ» أفعل 
فی هذا الباب صحيحة على ما جاء فى هذا اللفظ . 

قوله : الات العدد لا مفهوم له ولا يعني أن هؤلاء هم الأبغض فقط» 
وإنما يعنى أن هؤلاء أشدهم بُغضا وقد يكون هناك من يساويهم فی 
المقدار؛ 3 الد لا مفھوم لهء وإنما يؤتى به لاتدئیل+ قد يكون فصر 

لاب : خبر «أَبَْضُ )22 ١أَبْعَضٍِ‏ النَّاسِ إلى الله تَلائَة) . 

قال : ١مُلحِدٌ‏ في الحَرّم). (الخرم» المراد به الحرم المكي في أصله. 
وكذلك الحرم المدني ؛ لأن كلاً منهما حرم فمكة حرمها إبراهيم مل 
و الْمَِبنة حرم ما بی عير إلى كذًا. فَمَنْ أَحَْدَتٌ فِيهًا حَدَنَاء أو آوَى فيهًا 
مُحْيِناء فَعَلیْه لَعْنَةُ الله لو ماگ الس مين" '' كما قاله گا . 

٭ فمنهم من فسر الإلحاد بالشرك بالله كق والکفر؛ لأن هذا أعظم 
الإلحاد. وهو الميل عن الطريق الصواب . 

# وقسّر بأنه القتل وسفك الدماء. 

# وفسر بأنه فعل الکبائر والمعاصي وإحداث المحدثات والبدع. 

# وفسر بأنه كل ما نهى الله وك عنه نهي تحريم» سواء أكان شركاً أو ما 
دونه » فإنه إلحاد وميل عن الصراط المستقيم . 


)١(‏ أخرجه البخاري (۳۱۷۲ء ۳۱۷۹ء ٦٥1۷)ء‏ ومسلم (۱۳۷۰) من حديث علي بن 
ابي طالب وه . 


١٠ 


وهذا التفسير الثالث كما اختاره ابن جرير وغيره "هو التفسیر الصحيح ؛ 
لأن التخصيص لا وجه له. 
وقد قال الله كك في سورة الحج بخصوصه : ومن برد فيه بإلحاجٍ 


کل نُدِنَهُ عن عذاپ اير يعني المسجد الحرام بخصوصه لجر 
اسراو الى جَعَلتَهُ لاس سوا الْعدكفٌ فيه ولاو ومن يرد فيه بإلحكار 
تل نمه عن عَدَاب أي [الحج: ٢٢ء‏ ذكر الإلحاد هنا وهو يشمل جميع ما 
نهى الله كبك عنه ؛ لأنه إلحاد وميل عن الصراط المستقيم . 

والحرم يجتمع فيه عدة صفات؛ لهذا تغلظ مثلاً فيه الدّية» فليس من قتل 
في الحرم کمن قتل في غيره» فعثمان وه والصحابة ٹن غلظوا الدية فيمن 
قتل في الحرم وجعلوا عليه تارة الدية وثلثاً وتارة أكثر ؛ لأنه جمع ما بين 
انتهاك حرمة المسلم وانتهاك حرمة المكان» وتارة تجتمع حرمة الزمان 
فيكون التغليظ أكثر بحسبه. 

المقصود أن الإلحاد فی الحرم جريمة» والحرم له خصوصية وواجب 
تنزيهه عن أنواع الإلحادء وألا يكون فيه إلا طاعة الله 85 ء والعباد إذا عصوا 
الله كك فيه فقد ألحدوا بحسب الحال» وأعظمه الشرك والبدع والمحدثات 
ثم المنكرات العملية» والمحرمات المختلفة» وترك الفرائض؛ وفعل 
الموبقات والعياذ بالله. حتى إن طائفة من أهل العلم''' ذكروا أن الهَمَ 


)١(‏ انظر تفسیر الطبري (۱۷/ ۱۳۸ - ١١٠)ء‏ وتفسير القرطبي /١7(‏ ٣۳)؛‏ والمحرر الوجيز 
(٤/٦۱)ء‏ وتفسیر ابن كثير (۳/ ٢١۲)ء‏ والدر المنثور للسيوطى /٦(‏ ۲۷)ء وأضواء 
البيان للشنقيطي (7/ .)٥٤‏ ۱ 

(۲) انظر: تفسير ابن كثير (۳/ ٢۲۱)ء‏ وتفسير البغوي (7/ ۲۸۳)ء والدر المنثور للسيوطى 
(٦/۲۸ء‏ ۲۹)ء وأضواء البيان للشنقيطي /٤(‏ ۲۹۵)ء وتفسير السعدي (085/1). 


شرح فضل الإسلام 








١١١ 


الجازم بالمعصية في الحرم یؤخذ به العبد على ظاهر قوله وك : «إومن رد 
فيه لاد بظلو 4 قالوا: فمن يريد به أي : هما لآن ١هُم)‏ تتعدى 
بالباء» هم بكذاء فيكون معنى الآية: من يرد فيه إلحاداً هاما به قاصداً له 
بظلم ؛ يعني : فعله بنية؛ نذقه من عذاب أليم . 

وهنا مسألة» وهي : هل السيئات في الحرم تضاعف أو لا؟ وما حدود 
الحرم الذي فيه تضعيف الصلاة بمائة ألف وتضعيف الحسنات وشدة فعل 
السيئات؟ 


الصواب: أن ما أدخلته الأميال فهو حرم» ولا ُخص ذلك بالمسجد 
نفسه - يعني بمسجد الكعبة - بل كل ما أدخلته الأميال المعروفة فهو حرم 
فيه فضل الصلاة» وفيه النهي عن الإلحاد والذنب» وفيه التغليظ . . إلى آخر 
أحكام الحرم . 

ويدل لذلك قول الله كل : م9 يَِحَنُونَكَ عَن اللہ الکرار َال فيه کُل قال فِه 


اس کو ا ان 


ج 
ع وو ر٤‏ 


بير وصڌ عن سيل الله وڪفرا بو- وَالْمَسْجِدٍ الکراو وَج أَهْلِوء مه أك عند 
ل کی [البقرة: »]۲١۷‏ نەچە يعني من الحرم فھل هم خرجوا من مسجد 
الحرام أو خرجوا من مكة؟ خرجوا من مكة» ولاج أهلوء» يعني أهل 
المسجد الحرام «ؤونة» يعني من المسجد الحرام» وهم إنما خرجوا من 
مكةء كل واحد خرج من بيته لا من خصوص مسجد الكعبة المدار حول 
الكعبة. وكذلك قوله يل : وسیل الذى آسریٰ بعبّیو۔ ليلا مرح الم ےد 


¥ 
سس -۔ 


حك سے یر 


الاو إل المسجد تسا ای بنرك حولم کہ [الإسراء: »]١‏ وأنه أسرى به من بيت 
أم هاني؛ كما هو قول أكثر أهل التفسير» وحدیث أنس ييه الذي فى 


شرح فضل الإسلام 
۱1۲ 


الصحيح »إلى غير ذلك من الاأدلة'''. 

المسألة الثانية : هل الحسنات تضاعف جمیعاً أم تضاعف الصلاة 
فقط؟ 

للعلماء في ذلك أقوال: أصحها أن التضعيف بمائة ألف إنما هو خاص 
بالصلاة لأنه هو الذي ورد فيه الدليل» قال عه : ١صَلَاةٌ‏ في مَسْحِدِي هذا 
حير مِنْ أل صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهٌ إلا الْمَسْجد الْحَرَامَ)''؛ كما في الصحيح 
وغيره» وقال: «الصَّلاَةٌ في الْمَسْحِدٍ الْحَرَّام بواة اَل صَلاَوٍه فهذا 
خاص بالصلاة» أما عموم الحسنات فإن الطاعة فيه لشرف المكان أفضل 
من الطاعة في غيره» ويقابل ذلك السيئة فإن السيئة - باتفاق أهل العلم - في 
الحرم أشد من السيئة في غيره» لکن هل السيئة تضاعف؟ يعني : إذا فعل 
الإنسان سيئة في الحرم هل تكتب عليه سيئتين؟ 


الجواب : أنها لا تضاعف› ومن قال من أهل العلم أن السيئات تضاعف 


. 27١ 5 /۷( انظر: تفسير الطبري (٥١/۲)ء وتفسير ابن كثير (۳/ 2077 وفتح الباري‎ )١( 

(۲) أخرجه البخاري (۱۱۹۰)ء ومسلم )۱۳۹٣(‏ من حديث أبي هريرة طب . 

)۳( أخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه »)١5٠5(‏ وأحمد في المسند (۳/ ٤٤٣۳ء‏ ۳۹۷) من حديث 
جابر طوبه » وأخرجه بنحوه أحمد في المسند (٤/٤)ء‏ وابن حبان (٤/۹۹٦)ء‏ والبيهقي 
في السنن الکبری /٥(‏ 57 7)» والطیالسی (۱/ )۱۹٩‏ من حديث عبد الله بن الزبیر طن 
وأخرجه الطبراني في الأوسط (۱۱۲/۷)ء من حديث أنس بن مالك و وأخرجه 
عبد الرزاق في مصنفه (۸/ 057 5) من حديث عطاء بن أبي رباح طبه » وقال الحافظ في 
الفتح (۳/ :)٦۷‏ (رواہ الہزار والطبراني من حديث أبي الدرداء ديه . . . وقال البزار: 
إسنادہ حسن). اه. 


11۳ 


على نحو ما روي عن مجاهد""» فإن هذا ليس بصحيح وخلاف النص› 
فان الله ق يقول في آية مكية ؛ في سورة الأنعام : فتن جا السو فام عر 
اما و من جاء بالسَتَكَة ا کرک ا متها وهم لا بظلمَونَ 4 [الأنعام: »]٠١١‏ 
وقد أنزلت في مكة. 

لکن ابن القيم كأ قال في التوفيق بين كلام آهل العلم في ذلك: (إن 
السيئة في الحرم يضاعف عقابها كيفية لا مقداراً)'''. والعقاب قد يكون من 
حيث العدد واحداً» لکن الكيفية مختلفة» قد يكون من حيث النوع واحداً 
لکن من حيث الكيفية مختلفاًء فليست مثلاً الضربة كالضربة» وليست 
اللسعة کاللسعة؛ وليس الآلم كالآلم وهكذا في أنحاته. هكذا قال ابن 
شمة اگ وكلامه قريب لتعظيم حرمة الحرم . 

قال بعدها: (ومبتغ يي الإسلام سَنَةَ الحاهلية) مبتغ في الإسلام سنة 
الجاهلية» هذا هو الشاهد من هذا الحديث للباب» وهو أن كل المحدثات 
التي أحدئت في الدين» وکل ما خالف به الناس منهج محمد پا وطريقة 
صحابته وي فإنما راموا طريقة من طرق أهل الجاهلية» مصداقاً لقوله يه : 


)١(‏ انظر: زاد المسير لابن الجوزي /٥(‏ ٤٢٦)ء‏ وتفسیر البغوي (/ ۲۸۳)ء والدر المنثور 
للسيوطي (٦/۲۹)ء‏ وروح المعاني للألوسي (۱۷/ .)٠٤١‏ 

(۲) انظر : زاد المعاد /١(‏ 07)» قال ابن القيم كال : توعد مَنْ هم أن يلِم فيه بن يُذِيمَهُ 
الْعَذَّابَ الأَلِيمَ . وَمِنْ هَذَا تَضَاعُفٌ مَقَادِيرٍ السَّيكَاتٍ فيه لا كَمياتَهَاء ِن الس جاو 
سَيْكَة» لکن سيه یرہ جاوما مِنْلْهَاء وَصَغِيرَةٌ جَرَاؤْهَا مِْلْهَاء اسه في حَرّم اللہ 
َل وعلَى اوآ اَم ينها في طرفي يِن اظراف الأزضي» وَلَِذَا يس مَْ عَصَى 
لْمَلِكَ عَلَى ساط مُلْكِهِ كُمَنْ عَصَاهُ في ي الْمَوْضِع الْبعيدٍ مِنْ دار وَيِسَاطِوء فَهَذَا قصل 
التراع في تَضويف السّيْكَاتِء وَاللَهُ أغلّم) .اه 


شرح فضل الإسلام 
1٤‏ 


ا و ےه مھ 


الہ سن مَنْ گان فلكم شِيرًا بشبر وَوَْاعًا براع 


س 


وفي الرواية الأخرى قال : : اذو اَذ ادى“ . 
فاتباع سنة الجاهلية «مُبْنَْ في الإسْلام سُنَةَ الجَامِلیةاء يعني : أنه أتى 
بشىء جاهلى سواء أكان من جاهلية أهل الکتاب أو كان من جاهلية العرب» 


فإذًا أبغض الناس إلى الله من سَّنّ في الإسلام سنةً من سنن أهل الجاهليةء 
کمن جاء بأمر من صنیع أهل الجاهلية ؛ كالتفاخر مثلاً بالأحساب والطعن 
في الأنساب» أو كوأد البنات» أو أتى بالعقائد المختلفة عبادة الأوثان أو 
تقديس الصالحین › أو أتى بطرا؟ ثق أهل الكتاب في عباداتهم أو في تعظيمهم 
للصور أو في نحو ذلك: فكل من ابتغى في الإسلام سنة الجاهلية فإنه من 
أبغض الناس عند الله وفعله من أكبر الكبائر . 

قوله : ومغ في الإسلام سنه الجَاهِليّة) امبتّغْ » يعني أنه مريك عن قصل 
وطلب» افِي ا لإْسلام؛ يعني في زمن الإسلامء وهو زمن مخاطبة الناس ببعثة 
محمد بيا وهو ما بعد بعثته إلى قيام الساعة؛ لأنه لا دين بعد الإسلام 
ولا رسالة بعد رسالة محمد ية ولهذا يمكن أن تفسر قوله : «وميتغ في 
الإسلام» يعني مبتغ بعد الإسلام ؛ أي بعد ظهور الإسلام وبعثة محمد كلل 


(؟) أخرجه الإمام أحمد في المسند (۱۷۱۷)ء والطبراني في الكبير (۷/ ۲۸۱) من حديث 
شداد بن أوس ونه وأخرجه الحاكم في المستدرك )١١٥/٤(‏ من حدیث حذيفة طن 
وقال: (ڑھذا حديث صحيح الإسناد ولم يخر جاه) . 








١١ 


اسَنَة الجاهليّةَا: وهنا في قوله : «سّنَةَ الجَاهاية» لا بد من الوقوف عند هاتين 
الكلمتين : 

الأولى: كلمة "سنا . 

الثانية : كلمة «الجاهلية) . 

فكلمة ۃمُنَةًا هذه مستعملة في اللغة بمعنى : الطريقة والعادة» فمن اعتاد 
شيعا وجعله طريقة له وهدياً: فيل هذه سنة فلان ؛ لآنه اعتادھا ولزمها 
وكانت سمةً عليه» ولكل أمة سّنة» يعنى : لكل أمة عادة وطريقة وهدي. 
قال ك : عافد حلت من یک [آل عمران: ۱۳۷]ء يعني : طرائق وعادات 

وهذه السنة قد تكون فی العقائد وقد تكون فی المعاملات ؛ وقد تكون 
فى الأمور الاجتماعية» وقد تكون فى القضاء. . . إلى غير ذلك . 

فكل ما كان هدياً وعادة وطريقة لأهل زمن أو أهل بلد قيل هذه طريقتهم 

أما فی الإسلام فكلمة «سنة» تطلق على سنة النبي يك ومن كان على 
سنتە) مثل : سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده» وسئة الصحابة فيما 
یعملون؛ يعني طريقته ية وهديه في أمره الباطن وآمرہ الظاهر . 

لهذا صنف عدد من أهل العلم کتبا أسموها السنن» السنة لفلان أو السنن 
لفلانء مثلاً : السنن لأبي داوودء والسنن للنسائي» والسنن لابن ماجه» أو 
السنة لعبد الله بن الإمام أحمد. والسنة لابن أبي عاصمء والسنة للطبراني ء 
إلى آخره» وهذا يشمل عندهم السئن في أمور العقيدة» والسنن في أمور 


شرح فضل الإسلاء 





کک 








العبادة والمعاملات والاجتماعيات› إلى آخرہ. 


فإذًا قوله هنا: : اومبتغ في الإسلام سنه الحاهلية) يشمل إرادة هذا 
الإنسان بعد ظهور الإسلام أي طريقة وهدي من هدي أهل الجاهلية الذي 
أبطله الإسلامء وجاء محله بسنة من السنن وهدي من الهدي. 
الكلمة الثانية : (الحَاهِلیٰا والجاهلية لفظ يعود إلى الجهل » وقد 
ذكر في القرآن في غير موضع؛ كقول الله وق : نكم َي مو وم 
حسن من آل کو حُکما لقو نوقن ون چە [المائدة: ٢٥]ء‏ وقوله ك : j‏ تر رج 
اه الو پچ [الأحزاب: ٣۳]ء‏ واسم الجاهلية يعود إلى الجهل» الجهل 
بأثر الرسالة وکل من خالف الرسول الذي كان في زمنه فهو في جاهليةء 
ولذلك قال في آية الأحزاب ا الْجَهاِيَةِ الأول ؛ لأنه كانت جاهلية سابقة 
أولى ثم تتابعت الجاهليات؛ لأنهم جهلوا ما أنزل الله كق على رسله. 

هذه الجاهلية مردُھا إلى الجهل وهو عدم العلم : عدم العلم بالشرع؛ 
وعدم العلم بالكتاب المنزل» وعدم العلم بما يستحقه الله و » وتارة يكون 
الجهل بسيطاء وتارة يكون الجهل مركبا. 

فيكون بسیطاً: إذا كان لا يعلم المسألة» أو لا يعلم الحكمء 
لايعلم العلم . 

ويكون مرکبا: إذا كان العلم قریباً منه ولكنه لا يلتفت إليه: 
ولايرفع به الرأس» ولا يهتم له؛ لأنه حينئذٍ يكون لا يعلم ولا يدري نه 
لا يعلم . هذه الجاهلية. 

الجملة الثالثة في حديث ابن عباس شا وهي قوله يله : : اومُطلبٌ دم 
امْرِي ملم بَِْرِحَقَ ريق دم هذه الجملة من أجلها أورد البخاري ك 


شرح فضل الإسلام 
۷ 

هذا الحديث في كتاب الدّيات» وهو أن من الناس من يسعى في طلب دم 
امرئ بغير حق» يعلم أنه ليس له حق في دمه؛ لکن يسعى ويطالب حتى 
قله وهو يعلم أنه ليس هو الجاني» وهذا فيه قتل لنفس زكية بغير نفس » 
وفيه سعي في الفساد في الأرض وقتل مسلم بغير حق» والمسلم دمه أعظم 
حرمة عند الله يك حتى من الكعبة؛ لأن دمه يحرم إراقته إلا بحقه» وهو 
الثلاث المذكورة في حدیث: الا جل كم انر نلع تشهد أذ لا له 
إلا الله اني رَسُولُ الله إلا باخدی ثلاثِ 83013 

قوله : ملب دم ام رې مُسلم»» امُطلبْ), يعني أنه يسعى في الطلب ويشد 
فيه» قوله: (ِقَیْر حَقٌّ»؛ لأن دم المرء المسلم قد يكون يُسعى فيه بحق: 
وذلك كقول الله وك : «إوين فل مظلوما مد جعَآنا ولي سُلطًاچہ ء يعني : من 
قتل مظلوماء فلوليه الحق بأن يقتص من هذا القاتل؛ ولكن كما قال وبق : 
موقلا شرف ف لقتل نَم کن منصورًا» [الإسراء: م1؟؛ لأن القتل قد يكون 
بحق وقد يكون بلا حق . 

قال : الْيْهَرِيقَ َمَةُاء يعني : ليريق دمه» فيقتل وهو يعلم أنه ليس له حق 
فى ذلك . 


RTS‏ همق ہیکت 


. أخرجه البخاري (1۸۷۸)» ومسلم (٦۷٦۱)ء من حديث ابن مسعود طض‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 





١1١16 








قال شَیٔخ الإشلام ابْنْ : تمي | تَيْمِيَّةَ کلہ: (قَوْلَهُ: سُنَّهَ الْحَاهِلِيَة: :ندر 
فِيْهَا كل حَاهِلِيَةِ مُطَلَقَة َوه : مُفَيْدَةء أي: في شخصِ دُوْنَ شحُ٘ص, 
كِتابِيَةٍ آؤ وَتَنِيَةِ آؤ غَيْرهِها مِنْ كل مُخَالَفَةٍ لِمَا حَاءَ به 


المُرْسَلُونَ). 

الشرح: 

كل اعم الدصرة کا لام شیخ الام بن تيمية على لفظ الجاهاية , 
وهي كلمة من المهم - خاصة فی هذا الزمن - أن تعرف على ما پش فيا 
من أحكام . 

قال كانه : (قَالَ شییخ الإشلام اب تيه كام : قوله : (سَنَةً الجَاهلبَة) : 
رج فا گل ججاملیة مل أو ُيده ثم نر المقيدة بقوله : (أي : : في 


2 2 وم 


شخْصٍ دون شَخصٍء كاب أذ وَل يق أو غَيْر ها ما مِنْ گل مُحَالمَةٍلِمَا جَاءَ به 
الْمُوْسَلُونَ). 

وهذا الكلام من شيخ الإسلام ابن تيمية كل ظاهر الصواب في تفسير 
الجاهلية؛ لأن الجاهلية على أقسام : 

الأول: تكون مطلقة یعنی : مطلقة دون قيد يقيدها بزمن أو بمكان أو 
بشخص» إنما هي جاهلية مطلقة» وهذه الجاهلية المطلقة لاتُطلق» يعنى 
لا تكون مطلقةء ولا يصح هذا الإطلاق إلا فیما قبل بعثة النبي يكل أما بعد 





(1) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (ص۷۹). 


شرح فضل الإسلام 
14 

الإسلام فزالت الجاهلية المطلقةء لا يكون هناك جاهلية تطبق في زمن على 
كل الناس بعد محمد بء وإنما تكون ثم جاهلية مقيدة كما سيأتي بيانه ؛ 
لأن الجهل رفع بعد محمد بيا وبعد إنزال القرآن» وعَلم الناس» ولا يزال 
في هذه الامة من هو قائم بأمر الله 8 ؛ كما أخبر بذلك لاء في قوله : رلا 
َال ماق ِن امي طَاهِرِينَ عَلّی الْحَیء لا يَضرهُمْ من حَدَلّهُم حى أي 
2 الله و وهم دلگ ۰ 

وأجمع أهل العلم على أنه لابد أن یکون في هذه الأمة هذه الفئة؛ هذه 
الطائفة التي تنفي وجود الجاهلية المطلقة» وحيئئذٍ إذا كانت هذه الفئة لابد 
أن تكون موجودة بعد رسالة محمد يي ولا تنقطع ؛ فقد تكبر في زمن وقد 
تقل » بحسب الحال وبحسب قوة أهل الدين وضعفھم؛ لکن لابد من قيام 
هذه الفئة» ووجود هذه الفئة يرفع الجهل المطلق ؛ ولهذا لابد أن تكون هذه 
الفئة ظاهرة ولابد أن تكون هذه الطائفة ظاهرة؛ كما قال پل : ١لا‏ رال 
طَائْفَةٌ مِنْ أ متي طَاهِرِينَ عَلَى الْحَقَّ) د يعني أنهم ظاهرون بالحق يقولون به 
ويجاهدون فيه. 

قال أهل العلم''' ظهور هذه الطائفة نوعان : 

٭ ظهور بالسيف والسنان» إذا جاء الجهاد وظهرت مسوغاته الشرعية 
فإنهم يظهرون على غيرهم ؛ لأن الله 8 ناصر رسوله وأهل الإسلام. 

٭ والظهور الثاني هو الظهور بالبيان والحجة. 
)١(‏ أخرجه البخاري (٤٤٣٦۳)ء‏ ومسلم (۱۰۳۷) من حديث معاوية طبه وقد أخرجاه من 


حدیٹ جابر وثوبان والمغيرة بن شعبة وسعد بن أبي وقاص وي بألفاظ متقاربة. 


شرح فضل الإسلام 

ت۔__ے______ے___ 

فإدًا لابد أن يكون الظھور إما ظهور كامل بالسنان والبيان» أو على الأقل 
ظهور بالبيان. 

إذا كان كذلك فإن الجاهلية المطلقة قد ارتفعت» فلا جاهلية مطلقة 
حتى في قرنٍ من القرون» ولذلك أخطأ من وصف قرناً كاملاً بأنه في 
جاهلية ؛ كقول بعضهم مثلاً : (جاهلية العصر)ء أو (العصر عصر جاهلي)ء 
أو (القرن قرن جاهلي)» ونحو ذلك» هذا فيه تعميم » وهذا لیس بموافق لما 
دلت عليه النصوص وفشّره آهل العلم . 

القسم الثاني- وهو المهم-: الجاهلية المقيدة. یعنی : ليست 
بمطلقة» بل يكون ثم تقييد فيها ء والتقييد قد يكون في زمان دون زمان» وقد 
يكون في مكان دون مکان» وقد يكون فی شخص دون شخص . 

أما الجاهلية المقيدة بالزمان: فإنه يكون بالنسبة للعرب -مثلاً - قبل 
رسالة محمد إا نقول: کانوا في جاهلية باعتبار زمانهم . وهناك بعض 
أتباع الرسل ممن اتبعوا الرسل بالحق ولم یحوٴفوا الدين» وكانوا على بقایا 
دين رسولهم» ولم يكونوا على جهل» فهذه جاهلية منسوبة إلى زمن من 
الأزمنة وهي ما كان قبل البعثة . 

وأما الجاهلية المقيدة بالمكان : يعني أن تكون جاهلية في مكان 
دون مكان» وهذا كثير بحسب ظهور السنة وخفائھاء وبحسب ظهور 
الإسلام وخفائه» وبحسب ظهور تلك الطائفة في ذلك المكان بعينه وعدم 
ظهورهاء فمثلاً : عادت الجزيرة في وقت من الأوقات إلى جاهلية؛ كما 
قبل دعوة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب كلف كانوا في جهل 
كبير» وكان عندهم من أمور الجاهلية في العقائد وفي المعاملات الشيء 


شرح فضل الإسلام 











مہ 


الكثير» وهذا قد يتغير فتکون هناك جاهلية في مكان ما ثم بعد ذلك تظهر فيه 
السنة ويظهر الإسلامء وتكون هناك جاهلية في مكان آخرء فلا يلزم من رفع 
الجاهلية المقيدة في مكان أن ترتفع كل الجاهليات المقيدة» بل الجاهلية 
المقيدة هذه بحسب ما الناس عليه من الاهتمام والقيام بأمر الله كك أو عدم 
القيام في ذلك . 

وأما الجاهلية المقيدة في شخص دون شخص: فهذا كثير فقد يكون 
هناك جماعة من الناس كلهم مسلمون» لکن هذا فيه بعض خصال الجاهلية 
والآخر ليس فيه من الجاهلية شيء؛ وهذا كما روى البخاري مثلاً في 
صحيحه أن أبا ذر ذل عَيّرَ رجلاً أسود بأمه فقال له : يا ابن السوداءء فرفع 
ذلك للنبي لاف فقال له لا : ٥ََعَيرنهبأمّو؟‏ إِنّكَ امرُوٌ فيك جَا حِيیڈًا'''. 


قوله : نك امْرُوٌ فيك جا هِليةُ» يدل على أن المرء المسلم قد يكون فيه 
بعض خصال الإيمان وبعض شعب الجاھلیة وأن ذلك لا يجتمع أو يرتفع 
مطلقا ؛ بل يجتمع في الشخص المعين هذا وهذاء كما يجتمع فيه شعب 
الإيمان وشعب المعصية» أو يجتمع فيه إيمان وبدعة» أو يجتمع فيه إسلام 
وجاهلية» وهكذاء فقد نرى بعض الأشخاص يكون عنده بعض خصال 
الجاهلية مثل الفخر المذموم الذي لم يأذن به الشرع» ومثل التعدي» ومثل 
تعظيم ما كان عليه الآباء والأجداد بغير حق ء ومثل الانتخاء بالباطل» ومثل 
التقليد المذموم» ونحو ذلك من أفعال أهل الجاهلية الذين كانت سمتهم 
التعصب المذموم» والتقليد» والنخوة بغير حق . بهذا قد يكون الجهل في 
مسلمء فقد یجتمع في مسلم إسلام ومعصية» إيمان وبدعة» قد یجتمع في 


. أخرجه البخاري (70): ومسلم (1571) من حديث أبي ذر طبه‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 





1T۲ 








المؤمن كذا وكذاء لکن بشرط إلا تبلغ المعصية أو البدعة إلى شيء كفري› 
وهذه كلها من خصال الجاهلية. 

ذا تبین هذا: فالجاهلية تحتها مباحث كثيرة وتفصیلات: ومراد 
المصنف ّنه بإيراد هذا الحديث هو هذه الجملة ١مبتَْ‏ في الإسلام سنة 
الحاهلية»» وهذا فيه أكبر التحذیر من أن يدعو المسلم إلى شيء من صنيع 
أهل الجاهلية وسننهم وطرائقھمء سواء أكان ذلك في العقائد والتعبدات 
أو كان فيما دونهاء وإذا نظرنا إلى حال هذه الأمة وجدنا أنها ما أصببت 
إلا أنها فتحت أبواب سنن الجاهلية على الناس ؛ فعبادة الأوثان ما جاءت 
إلا عن طريق ابتغاء سنن الجاهلية» وعبادة القبور بتعظيمهاء والبناء عليهاء 
وتعظيم الأموات ونحو ذلك» كل هذا كان مأخوذاً من سنن الجاهليةء 
كذلك تعظيم الصور ورفع الصور؛ وتقديس الأشخاص وإعطائهم بعض 
ما لله ق من صفات والتعظيم المذموم شرعاًء هذا كله كان في أهل 
الجاهلية؛ كما قال النبي ية مثلاً لما قام عليه الصحابة ور في الصلاة 
وكان قاعداً 26 - يعني : : صلی قاعداً لمرض ألم به - قال: : دتم آنا 
تَفْعَلُونَ فِغْلَ كَارِسَ والروم» يَقُومُونَ عَلَى لوهم و وَهُمْ تُودا' وهذا 
الذي دخل في الإسلام في أمور العقائد أو وسائل العقائد مما يقدح في 
التوحيد أو يبث الشرك هذا متنوع كثير ) ولذلك صنف الإمام المجدد كن 
مصنّفاً خاصاً في بيان مسائل الجاهلية وأطال فيه النفس حتى بلغت فيه أكثر 
من مئة وثلاثين صورة من الصور التي كان عليها أهل الجاهلية وخالفهم فيها 
رسول الله 8ء وهو كتاب مطبوع معروف» وله أكثر من شرح » أعني كتاب 


. أخرجه مسلم (51) من حديث جابر طف‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
1۳ 
(مسائل الجاهلية) التي خالف فيها رسول الله هة أهل الجاهلية من العرب 
الآمیین وأهل الكتاب ونحو ذلك فصل في جميع المسائل المتعلقة 
)0 
بذلك ‏ © . 


فإدًا من المنهج المهم الذي تميز به المتبعون للجماعة الأولى والمتبعون 
الجاهلية ويخالفونهاء ويعتزون ويستمسكون ہما أمرهم به رسول الله وَل . 


ات لے“ 


قال شيخ الإ سلام ابن تيمية تل له في آخره : كاب ا ونبو أو غَيْرهِما) ؛ 
أن الجاهلية منسوبة إلى الجهل » وهى المخالفة لما جاء به المرسلون» 
وهذه قد تكون موروثة عن العرب من الأميين» وقد تكون موروثة من 
النتصاریء وقد تكون موروثة من اليهودء وقد تكون موروثة من عباد الأوثان 
أياً كانوا» سواء أكانوا فرساً » أو كانوا فى الهند» أو كانوا فى أفريقياء أو بلاد 
الروم. . . إلى آخرہء فإن أي ملة لها سنن » وهذه السنن هي سنة الجاهلية› 
سنة الجاهلية ليست مختصة بسنن العرب الذين يسمون أهل الجاهلية؛ بل 
اهل الجاهلية اسم يطلق على كل من جهل ما جاء به المرسلون» وصنع هديا 
من عنده وسننا يلتزمها من أي ملة كانت» سواء كانت ملة رسالية» أو كانت 
ملة غير رسالية وثنية أو غيرها؛ كما ذكره كآنه . 

وهذه الجملة مهمة فی هذا الحديث» وهي المقصد المهم في أن كل 
مسلم يجب عليه أن يبتعد أشد البعد عن كل سنن الجاهلية» وأن يكون متبعا 
لسنة النبى وی وسنن الجاهلية كثيرة متنوعة؛ فواجب حینئذ أن يتعرف 


)١(‏ للشارح شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - شرح ممتع على 
هذا الكتاب» عجل الله بطباعته . 


شرح فضل الإسلام 

١” 
المؤمن على تلك السنن » وأن ينظر إلى ما كتبه العلماء في ذلك» وأن يلتزم‎ 
بسنة النبى لاء وإذا كان هذا فى أفراد المسلمين» فإنه فی الجماعات‎ 
الإسلامية أو في الدول من باب أولى وأشد؛ لأنه يلزمهم ما يلزم غيرهم‎ 
ولأنه يقوم بهم ما لا یقوم بالأفراد» فواجب حينئذ أن تنفى سنن الجاهلية في‎ 
الأفراد والجماعات والمجتمعات جميعا؛ لأن من ابتغى في الإسلام سنة‎ 
. الجاهلية فهو من أبغض الناس إلى الله كق بنص كلام رسول الله وك‎ 

وإذا كان الأمر بهذه البشاعة وبهذا الجرم في أنه يكون من أبغض الئاس 
إلى الله ق» فيعظم هذا الأثر بعظم ما ينتج عن ابتغاء سنة الجاهلية» فأول 
ما أدخل مثلاً : طائفة من المنتسبين لهذه الأمة أدخلوا عبادة القبور والتوسل 
بأصحابهاء وفشا فى الناس عقيدة الجاهلية وعبادة الأوثان على اختلاف 
أنواعهم . وأدخلت طائفة سنن الجاهلية في الکلام وفي الصفات وفي القدر 
وفى المنطق إلى آخره» حتى غزت تلك الأمور هذه الأمة فأفسدت عقائدها 
وأفسدت دينها . ظ 

وفی أبواب السلوك لما أدخلت طائفة من العباد طريقة النصارى فی التعبد 
وفى تخلیة النفس من الشوائب» وسرى هذا فى الأمة ظهرت فرق الصوفية 
المختلفةء وحدث في الامة من المصائب ما الله به عليم من مخالفة في 
العقائد العلمية وفى المسائل العملية وهكذا . 

فبدأ ظھور المحدثات شيئاً فشيعاً وصار الامر إلى أنه أتى من أراد تحكيم 
ما يسمونه سوالف الآباءء وعادات الأجداد في أمور القبائل؛ لآنهم إذا 
اختصموا تحاكموا إلى عرف القبيلة» وحكم بينهم من لا يعرف حكم ما أنزل 
الله كك على رسوله پا . 


شرح فضل الإسلام 





١" 


إلى أن وصل الأمر في هذا العصر الذي بلغ فيه أخذ الناس بسئن الجاهلية 
ما لا یدخل تحت حصرء ولو جمعت المسائل التي أخذها أهل الإسلام 
المعاصرون من الجاهليات المختلفة لبلغت أكثر وأكثر مما ذكره إمام 
الدعوة كاه في مصنفه المعروف بمسائل الجاهلية» فدخل ذلك في مسائل 
العقائد ومسائل المعامللات» بل مسائل العبادات» ومسائل السلوك» حتى 
في أصغر المسائل ابتّغيت سنة الجاهلية» حتى في الأكل والشرب» وحتی 
في طريقة اللباس» وحتى في طريقة كذا وكذا مما قد لايهتم به المرء» لکن 
ابتغوا في الإسلام سنة الجاهلية» وهذا من أعظم المصائب التي تبدل حب 
المؤمن لدينه ولرسوله ٹلا شيئا فشيئاء والله المستعان. 


دهمت .×× کک همق 


رق 
یں جات یی فی 
ھکس چس رو یی 


VY ۔۲٢۷ ہج ب‎ ACE. CC 





١75 








وَفِي | لصّحِيح عِنْ حَدَيْمَة ذه قال: ريا مَعْشَرَ القَرَاءِ اسْتَقِيمُو , 


قان اْتَقَمْتُمْ فَقَد سَبَعْثُمُْ ت سَيْفًَا بَعيدَاء فان ا َخَذْكُمْ يَمِينَا 56 
فَمَدُ صَلَلتُهْ صَلَالا بَعید»'. 





هذا الاثر قد أورده البخاري ك في أواخر صحيحه في کتاب الاعتصام 
بالكتاب والسنةء وقد رواه غيره أیضا'' فهو مشهور عند أهل الحديث 
وخاصة عند من ألف في السنة والاعتصام بالکتاب والسنة» فان حذيفة طلا 
هو الذي أَسَرٌ إليه الرسول بلا ہما سحلت من الفتن» وكان يقول. 7 
الاس باون رسُول اللو ي عن الْعَْر كنت آنا ن الشرْ مَحَافَةً 
يُذْرِكَنِي) ''» وهو الذي أخبر عمر وه بالفتن 7 تموج کموج ل 
فقال له : : اليس َلك مها باس تا امير المُؤِْنينَ : إن بيك وبيتها ابا مُعْلْقَا 
ل: ايسر م يفت قال : کسر قَالَ: إِذَا لا يُعْلَقَ أَبَدّاء فلا : أَكَانَ عُمَرُ 
لم ااه قل : عم گما أن ڈو قد ال ري عق يبت لير 


ِالأَغَالِيط هيا أن تَسْأَلَ حُدَيْقَةَ كَأَمَوْنَا مَسْرُوكًا كاله كَقَالَ : 
ودع ){( 
عمر) : 


.)۷۲۸۲( أخرجه البخاري‎ )١( 

(۲) كما أخرجه ابن أبي شيبة فی مصنفه ١(‏ ۰ءء وابن المبارك في الزهد (ص١٦)ء‏ 
والبزار في مسنده (۸/۷٥۳)ء‏ والمروزي في السنة (۱/ ١)ء‏ واللالكائي في اعتقاد 
أهل السنة (۹۰/۱). 

(۳) أخرجه البخاري (٣٣٦۳)ء‏ ومسلم (/1847). 

.)١55( ومسلم‎ .)7١9475 ء۳٥۸٦ أخرجه البخاري (076, ١٤٢۱ء ۱۸۹۵ء‎ )٤( 





¥ 


وقد حصل ذلك بمقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب موه » ثم بعده 
بدأت الفتن › وابتلي الناس بأنواع من الفتن» ومن أعظمها عدم التمسك 
بالسنة» وحدوث الآراء والأفهام المناقضة لما جاء في كتاب الله وفي سنة 

كان حذيفة ونه يدخل المسجد فيقف على الحلق - كما أضاف هذه 
الإضافة محمد بن وضاح في روايته في كتابه (البدع والنهي عنها) "١!‏ - وفيهم 
القراءء وی تح ات مار بی !کم ین عم تم 

لذلك حزن الى ول حزن شديدا لال افراءالسبمون ف بر موہ 
والقصة معروفة» وذلك أن القراء هم الذين يتفقهون في الدين » هذا معنى 
القراء عند السلف . 

قال هنا : ١یا‏ معش مَعْشَرَ القَرّاء)» وصفهم ونادهم بالصفة التي تخصهم دون 
غیرھم وهذا فيه أدب ؛ أن المَنَادَى ينَادَى بالصفة التى تخصه› فإذا كان مع 
الناس مخصصاً بصفة فيه فإنه يُنادى ہما يخصه من الصفات؛ لأن هذا 
يميزه» فناداهم وإ وقال : (يَا مَعْشَرٌ القَرّاءِ؛. أي : يا معشر الذين يطلبون 
العلم «اسَْقِيمُوا ققد سَبَْتَمْ سَبَْا بَهِيدٌا١ء‏ هذه رواية البخاري» وزاد الذهلي 
عن أبي نعيم شيخ البخاري فيه : ان اءا سَتَقَمْتم فَقَذ سَبَقكُمْ سَبْقَا بھیڈا؛'''. 

وهذه الجملة قال أهل العلم إنها تكون على احتمالين : 

الأول: إن كان المخاطب بذلك السابقين الأولين» يعني : صحابة 


(0) انظر: البدع لابن وضاح (ص١١5١).‏ 
)٢(‏ انظر: فتح الباري (۱۴/ .)۲٥۷‏ 


شرح فضل الإسلام 

۸ 
رسول الله يا فإنه أخبر بحالهم ومدحھم؛ فقال: يا مَعْشر القرَاء 
استقيموا»» يعني : اثبتوا على استقامتكم افْقَدٌ سَبَقْتم١ء‏ يعني : فيما مضیء 
لأصحاب رسول الله ية لما دخل عليهم المسجد. 

وهذا قاله بعض أهل العلم لکن يحتاج إلى شيء من التَأمّل . 

الثاني - والظاهر أنه الصحيح - : أن المخاطب بذلك عموم الطلبة الذين 
دخل عليهم وهم يتفقهون في الدين» فقال: ا مَعْشَرٌ القَرّاءِ اسْتَقِيمُوا). 
وهذا حت لهم على معرفة نوع الاستقامةء ثم قال : «قَقَدْ سَبَقْتَمْ سَبْقًا بَعِيدا) 
فيكون الحال مثلما أوضح في الرواية الثانية «فَإِن اسْتَقَمْتَمْ قد سَبَقْتم». 
وحذف أداة الشرط مع فعل الشرط جائز . 

والفاء الواقعة فی جواب الشرط يسمّونها أهل العربية : (الفاء الفصیحة)؛ 
لأنها واقعة فی فصيح الكلام» وهي الواقعة فی جزاء الشرطء وخذف الفعل 
والأداة؛ كما فى قوله يل : ہل ککامٹا بلق ورسولہ۔ ولور الى 27" [التغاين : ۸] 
وشواهدها كثيرة» وعلى العموم يفسّرها الرواية الآخری . 

فعلى هذا يكون قوله هنا : «اسْتَقِيمُوا» فيه حت على أمرين : 
الأمرالأول: إن كانت الاستقامة حاصلة للعبدء وخاصة طالب العلم 
الذي وصف بأنه قارئ, يعني : قارئ مع الفقه. وليس المراد به القارئ مع 
عدم الْمّقفّہ فان ذلك يبحثه على الثبات على هذه الا ستقامة اذا كان يعلم 
معنى الاستقامةء فإذا حَصّل المرء الشيء عالماً به ثم حوطب بالاستقامة 
عليه فمعناہ الشات عليه . 





شرح فضل الإسلام 
۹ 

فإذا کان ١مَفُشر‏ القَرّاءِ» على استقامةء فإن حذیفة وليه أمرهم أن يثبتوا 
على هذه الاستقامة ويحصلوا هذه الا ستقامة. ولا يلتفتوا عنهاء وهذا كما 
قال الله وق : ایا ان اموا انوا يله وَرَسُولو» [الساء: 175]» خاطبهم 
هنا باسم الإيمان» فمعنى ذلك أنهم محصّلون للإيمان» ثم أمرهم بالإيمان 
فقال: «ءَامَنُوأ#. يعني : انوا على هذا الإيمان» كذلك في قول 13 
ا ال اتن 2 را تلع 60 رین کے [الأحزاب: »]١‏ النبى لا هو 
کان ان ای ا ٢‏ يعسي . ' ثبت على معنی التقوى وعلى ما تقتضيه 
تقوی الله ويك . 

ولهذا يقول أهل العربية : إن الأمر - يعني : فعل الأمر- أنواع» منها : 
يذهب»ء فمعنى ذلك أنك تأمره پالذھاب . 

٭ لکن إذا أمرته بشيء قد فعله» فإنه يُعنى بذلك الأمر الثبات عليه . 

وھلہ مل مهتفي اق في الفا من الشرع» وها دين بترن قرا 
هنا : «يا مَعْشَرَ القرَّاءِ اسْتَقِيمُوا)ء يعنى: إن كان في بعضكم ما ليس على 
واجه الاستقامة فلیستقم أي : یحصل الاستقامف وإن كان بعضکم 
مستقیماً فليثبت على هذا الاستقامة . 

وَلِمَ يأمر بالثبات عليها؟ 

الجواب: لأن الثبات على الاستقامة عزیژء فإن القلب یتقلب؛ وإن 
العبد - ولو كان عالماً أو طالب علم أو صالحاً - لا تؤمَن عليه الفتنة 
ولا يُؤْمَن عليه الانقلاب فى قلبه أوفى عملهء فلیتجنب ما يعيبر دينه أو يغير 


شرح فضل الإسلام 








عمله ؛ ولهذا مما يوصى به - مثلاً - فى خطب الجمعة : «أيها الناس اتقوا 
الله»» ومعتاها : إذا كنت مُتَّقَِاً لله فائبت على هذه التقوى» وإن كان العبد 
عنذه فصور فهذه الوصية تحرّكه لحاسب نفسه . 

وهكذا كان الصحابة في تربية من بعدھمء فقوله َيه : «يَا مَعْشَّرٌ القرَاء 
اسْتَقِيمُوا»» يعنى : حَصّلوا الاستقامة أو اثبتوا عليها . 

ما هى هذه الاستقامة؟ 

الأول: هو الفقه في الدین . 

الثانى: هو ملازمة السنة. 

لأن العبد لا يكون ثابتاً على الاستقامة أو محصلاً لها إلا أن يجمع 
الأمرين» بأن يكون فقهه في دينه بقدر ما يحتاج إليه» وأن يكون متابعا 
للسنةء فإذا قل فقهه فى الدين ضعفت استقامته بقدر ذلك» وإذا زهد في 
اتباع السنة وخالفها ضعفت استقامته بقدر ذلك . 

ولذلك أهل البدع إنما نشؤوا فی جرّاء أحد هذين الأمرين» إما قلة فقه 
فى الدين» وإمّا الذهاب إلى خلاف السّنةء وأحدهما يقتضى الآخرء فإنه 
من جرّاء عدم الفقه في الدين يكون مخالفاً للسنةء وأحياناً يكون المرء فقيها 
في دينه ولكن يخالف السنة عن بصيرة» وهذا معروف في حال كثير في 
العلماء ء الذين وصفهم شيخ الوسلام ابن تيمية ي قو له : اونا دُكاء ولم 
يووا وكات وَأُونُوا عُلُومًا وَلْمْ يُوَوا فُهُو گا( 


.)١١9/6( انظر : الفتوى الحموية الكبرى ضمن مجموع الفتاوى‎ )١( 


قوله : «استقيموا)» يعني : حصّلوا الفقه في الدين» وإن كنتم قد حصلتم 
عليه فاثبتوا عليه» فإن الفقه في الدين وعلم الشرع يذهب عن المرء بتركه . 
فإذا تركه سَنة - مثلا - يقل ويضمحل » وهذا مشاهد» فإن بعض من کانوا 
طلبة في الكليات الشرعية أو متخرجين منها وتركوا العلم ومراجعته 
سنوات» تجدهم عندهم ضعفاً شديداً في العلم: وقد صرح بذلك بعضهم» 
وقال: إنه لما ترك العلم ومراجعته سنین؛ ذهب عنه ما كان يحفظ» حتى 
رجع لا يحفظ من المسائل إلا واحدة أو اثنتين» ولا يستحضر ذلك الذي 
تعلمه . 

وذلك أن العلم كالشجرة يحتاج إلى مداومة مراعاة وسقي» فإن سقيته 
فإنه يظلّ حًا وإلا فإنك لن تستظلّ تحت ظله. 

ولا تحصل الاستقامة إلا بملازمة السنة؛ ولهذا أورد الشيخ كان هذا 
الأثر تحت (بَابُ ووب الحُولِ في الْإسْلام)؛ ويعني الإسلام بالمعنی 
الخاص الذين ينفي دخول أهل البدع فيه وليس الإسلام الذي هو ضدّ 
الكفرء الإسلام الذي هو الإسلام الصحيح» الذي اقتفن فيه أثر النبي يك 
وأثر صحابته ٹن ء فتكون الاستقامة بملازمة السنة على فقه في الدین . 

إذاً لزوم السنة والاهتمام بها فيصل ما بين أهل الاستقامة الحقة الذين 
على ما كانت عليه الجماعة الأولى» وهم صحابة رسول الله بي وبين 
أهل البدع والمحدثات . 

وما ظهرت الفرق والجماعات المخالفة للإسلام إلا بتحكيم الآراء على 
السنة» فالأحاديث واضحة» وأقوال السلف واضحة» ويأتي أهل البدع 


شرح فضل الإسلام 

۲ 
والأهواء فيردون السنة» فإذا ردوها خالفوا ما يجب عليهم وضلوا عن سبيل 
الاستقامة. 

ولهذا المسلم يدعو الله ىك في كل صلاة بقوله ك : «أهينا الصَرطلٌ 
یمک [الفاتحة: ٤٠ء‏ يعني : اهدني للسبيل القويم الذي به أكون مستقیماًء 
وهذا الصراط هو صراط الأنبياء وصراط السلف الصالح صحابة رسول 
الله ل2 قال لا : «إصرط الت أنعنت عليه 4 [الفاتحة : ۷ء وأولئك هم 
المنعم عليهم ؛ الأنبياء والرسل وصحابة رسول الله ية ومن سلك سبيلهم 
من آهل العلم بعدهم. 

هذه الاستقامة التي وصف حذيفة ويه أهلها بقوله : لقن اسْتَفَمْتم فَقَد 
سب سبق يدا يعني : سبقاً ظاهراً ینا لا يدرككم فيه أحد» وهذا هو 
الذي حصلء فقد التزم صحابة رسول الله ية بهذا الأصل» فوصفهم 
النبي گلا بأنهم الجماعة ؛ ولذلك البخاري كث لما ذكر الجماعة قال: 
(الْحَمَاعَةُ حم هُمْ أَهْل ليلم" 5 وأي علم هذا؟ موعلہ الکتاب والسنة 
بخصوصها ؛ لأن الذين يعلمون السنة يعلمون معاني التنزيل على ما هي 
عليه . 

وقول البخاري موافق لما قال الإمام أحمد كانه : (إِنْ لم يَحُونُوا أهل 
الْحَدِيتْ فاد أَدْرِي من مم ". لِم؟ لأنهم هم أعرف الناس بهذين 
الأمرين: الفقه في الدين» والتزام السنة . 

هؤلاء هم الذين يفقهون في الدين» وهم الذين تمسكوا السنة» وحثوا 


.)٦۹ص( سبق تخريجه‎ )١( 
.)٦۹ص( سبق تخريجه‎ )٢( 


شرح فضل الإسلام 
الناس على الالتزام بهاء هؤلاء هم القراء الذين امتدحهم حذيفة ونه بهذا . 

ثم قال : كن أَحَذتم بوبنا شتالا ققد صَلَلكُمْ ضَلالّابَویدا؛ء ما قال : 
إن ترکتمء ء قال : قن أَحَذْتُمْ يمينا وَشِمَالاُ). يعنى 0 
يسيراً والمخالفة يسيرة» فقال - وهو أخبر الصحابة وان ہین بالفتن - 
صَللتُمْ ضَلالّا بَعِيدًا»» أي : ضلالاً واضحاً ناد لان عالت الطريق 
وأخذت يمينا إن الفرجة ستتسع؛ وهذا حاصل» فالشيعة -مثلاً - خرجرا 
أول الأمر یتشیعون لعلي مه في مسألة لهم مع علي ن طبه دون معاوية لہ 
يعني : صرحوا بأنهم شيعة مع أن الذين ناصروا علياً يك ما كانوا يسمون 
أنفسهم بهذا الاسم لکن ظهرت بعد ذلك طائفة قالوا: نحن شيعة علي . 
فايتدعوا هذه التسمية» وصار بعدها ما صار من خروج فرقة باسم خاص » 
وتوسع الأمر حتى صار بلاءً عاماً من خروج الروافض»ء وخروج الملل 
الباطنیة المتفرعة عن الشيعة . 

فهذه الوصية عامة لم ينج من مخالفتها إلا الذين التزموا بما كان عليه 
السلف فى الأمور کلھاء وحرصوا أشد الحرص على ما كان عليه السلف» 
ورأوا نھجھم؛ وعرفوا ما كانوا عليه» ويريد حذيفة وَيكِبْه بهذه الوصية أن 
المستقيم» وهو ما كان عليه النبى لا وصحابته ينء والطريق المستقيه 
طريق واحد وليس بمتعدد. 

وهؤلاء القراء إذا استقاموا فهم القدوةء وإذا أخذوا یمیناً وشمالاً من 
الأهواء والبدع والآراء المختلفة والاجتهادات التي تفرّق» فإنه ولاشك 
يفسد الناس بفسادهم؛ لأنهم إنما هم بعلمائهم وطلبة العلم عندهم 


شرح فضل الإسلام 

١ 
وقرائهم» ولهذا کان من الکلام الحسن للحسن البصري كن أنه خاطب‎ 
القراء في الكوفة فقال لهم : «يا مِلْحَ الأرْض لا تَفْسَدُوا؛ لأَنَهإِذَا كسد المح‎ 
. لم يُؤْكَلَ الطعام''‎ 
الاستقامة الذين يُنظر إليهم» إن أخذوا يمينا وشمالاً فسدت الجماعة؛ أي‎ 
أنه لابد أن يكون تفرق» ولا بد أن تکون أقوال مختلفة لم يعد الناس يهتمون‎ 
باي قول من الأقوال؛ لأنه إذا تعددت الاتجاهات وتعددت الاجتهادات‎ 
بأمور المنهج وأمور السنة والأمور العامةء فإن الناس لن يأخذوا بشيء؛‎ 
: لان عامة الناس والسواد في المسلمين لايلزمهم إلا شيئان معا‎ 

الأول : قوة السلطان. 

والثاني : قوة أهل العلم واجتماع أهل العلم . 

فإذا كان القراء تفرقوا واجتهدوا إلى أقوال كثيرة وفئات» إلى آخره» فإن 
أثر ذلك على الناس وعلى الدين وعلى الاستقامة سيكون أبشع الأثر ؛ لهذا 
كانت وسيلة توحيد الناس ھی أن يوحٌّدوا على السنة السبيل والاستقامة 
وهذه أقصر طريق ؛ أن يوخدوا على السبيل والاستقامة فإذا استقمنا على 
السنة والسبيل وکنا شيعاً واحداً فى ذلك لا نأخذ یمیناً وشمالاً - كما ذكر 
حذيفة ؤَيِكبه- فإن الناس سيستقيمون» وإن الولاية ستتأثر ويكون هناك قوة. 

وكل من رأى تاريخ المسلمين المتأخر من ثلاثة قرون وجد أنه ما قوي 
أناس إلا بالاجتماع في دينهم» ولا ضعفوا إلا بالتفرق» وإذا تفرقوا تسلط 
)0010 أورده الأمام أحمد في الزهد (۱/ ۹۳ء ٤ء‏ و ابن أبي شيبة 5١(‏ 209757 وأبو نعيم في 


o < شكشك‎ 


أهل الجاهلية» وأغروا بعضهم ببعضء وأخذوا بالخلاف والاجتهادات ما 

لذلك كانت وصية حذيفة وصية عظيمة في صميم المنھج الذي اختص به 
صحابة رسول الله اة فقال : «يا مَعْشَر القْرَاءِ اسْتَقِيمُواء فَإِنْ اسْتَقَمْتْمْء كَقَدْ 
َقْتُم سا بيدا يعني : سبقتم في الخیر سبقتم في الدعوة» سبقتم في 
التائیں «كإِنْ أُحَذْتُم يمينا وَشمًا لا » من جهة الشبهات أو من جهة 
الشھوات: «تَمَدُ ضَلَلَتُمْ ضَلالاً بيدا » وإذا ضل القراء» وضل العلماءء 
وضل طلبة العلم ء وضل الدعاة» فإن الناس من باب أولى يضلون؛ لأن 
الناس إنما هم بمقدّميهم وبمن يقتدون بهم . 

وهذا الأثر هو كالتفسير لقول الله و ووأ ها مل سک تاب 


E‏ 2 2 کک سے ار سر ع م ل 7 س شر سم 


تَلعُوا المَبْل فلفرق د عن سبیلو۔ ذ ب لمڪم تون 
ا ۳ء وفيه من الف ائد: 

أن القراء هم الصفوة» وفي ذلك كان اسم القراء يطلق على حفظة القرآن 
وعلى طلية العلمء قال عو : ایم القَوْمَ قروم لكاب الل , 
الأقرأ الأعلم بكتاب الله 8ء وإذا كان كذلك فإن القراء في كل زمن هم 
الأفقه وليسوا الأكثر قراءة» القراء هم الأفقه بكتاب الله كك يعلمون حدود 
ما أنزل الله یك على رسوله گلا قد يكثر في زمن القراء الذين لا يعلمون. 
قراء يقرؤون القرآن» ويقرؤون السنةء ويقرؤون الکتب؛ ولكن لا يعلمون 
ولیس عندھم علم ؛ كما جاء عن ابن مسعود ڪه قال : «گیف بكم إِدا کثٹر 


)١۷٦( فتح)ء ومسلم‎ ۱۸١ /7( أخرجه البخاري معلقاً في باب إمامة العبد والمولی‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 

۳۲ 
اوم وقل فقټاؤگم؟». 

هذه فتنة عظيمة أن يكثر القراء ويكثر المطّلعون الذين يستدلون بالقرآن ؛ 
يحفظون القرآن ویستدلون بالسنة» عندهم علم بكلام الناس وبما في الكتب 
لكنهم ليسوا بعلماء فقهاءء فهؤلاء لاشك يحدثون فتنة؛ لأنهم يضرون 
بالناس إذا قالوا ما لم يعلموا . 

وإذا نظر الناظر اليوم في الأحوال وجد أن القراء كثروا والفقھاء قلواء 
الفقهاء على الحمَيقة› الفقهاء بالله ك بتو حيده» الفقهاء بالحلال والحرام» 
الفقهاء بالسنة قلوا؛ ولذلك كثرت الأقوال الغريبة العجيبة التى تسمعهاء 
فأصبح اليوم الصغير يسمع أكثر من قول» وكيف يوازن؟ وكيف يعرف أن 
هذا الأصح؟ هل كل أحد عنده من التقوى واليقين ما يتحرى فيه الصواب 
ولا يسأل إلا من یثق بعلمه ودينه؟ هذا قليل ؛ لهذا إذا کثر القراء ولم يستقيموا 
على المنهج » ولم يستقيموا على مقتضى العلم » واستعجلوا » فإنه يحدث من 
المفاسد ما الله به عليم . 

لهذا صار من مسائل المنهج المهمة في الدعوة أن يقام منهج العلم 
الصحيح ؛ لأن من وسائل البناء المهمة في الدعوة - سواء كان بناء الأفراد أو 
بناء الجماعات - أن يقوى بناء العلم» كلما قوي بناء العلم على أصوله قوي 
بناء الدعوة والتأثير على الناس» سواء كان التأثير بالفتوى أو بالمحاضرة 
أو بالدرس إلى آخره. أما إذا قل العلم وصار ضعيفاً فإن التأثير سوف يكون 


ء)۱۸٦( أخرجه عبد الرزاق (۱۱/ ۹٥۳)ء وابن أبى شيبة (9/165*)» والدارمى‎ )١( 
.) "53 /٥( كه)., والبيهقى فى شعب الإيمان‎ ٠١ /€( والحاكم في المستدرك‎ 











في أزمنة مختلفة» بل وإلى يومنا هذا فی عدد من بلاد المسلمین . 

لهذا ينبغي على كل من طلب العلم أن يحرص على الاستقامة بمعناها 
الواسع » الاستقامة في سلوك منهج السلف الصالح؛ الاستقامة فی حفظ 
اللسان وحفظ الجوارح؛ لان العبد يكب بفلتات لسانه» يُتكب عما يعض [ 
فيه عن بينة» يقول ما لا علم له به فيعاقبه الله وق بأن لا يعلم مسألة أخرى» 
فيصبح في جهل بين فترة وأخرى؛ لهذا احرص يا طالب العلمء ويا معاشر 
القراء احرصوا على هذه الوصية بالاستقامة في كل المسائل» الاستقامة 
في أمور العلم» في أمور العمل» في أمور الصّلات لإخوانكم المؤمنين» 
في أمور الدعوة» في أمور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وجنبوا 
أنفسكم الهوى» وألزموا أنفسكم بالاستقامة على ما دل عليه الدليل يكن 
الأمر في المستقبل خیراً إلى خير. ما إذا عظم التفرق وضعفت الاستقامة 
من القراء بخصوصهم - وهم العلماء وطلبة العلم - وأهل القراءة بعمومهاء 
فإنه يحصل من المفاسد بقدر ما خالفوا. 

وهنا لفتة في كلام حذيفة كل في قوله : «فَإِنْ أَحَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالاً؛ لأن 
الصراط واحدء والسالك فيه إذا أخذ يمينا أو شمالاً معناه خرج عن ذلك» 
خرج عن الصراط الواحد» خرج عن ذاك الطریق الواحد» فإن أخذ يمينا 
فلا بد أن يكون فی هوى» وإن أخذ شمالاً فلا بد أن يكون فى هوى؛ لهذا 
قال: «فإن َحَذْتُمْ يمينا وَشِمَالاً فَنَد ضُللتم صلا لا عبد وهذا فيه 
التحذير الشديد من الالتفات عن الطريق» والتزام المنهج الذي كان عليه 
السلف الصالح و وما دوّنوه في عقائدهم المباركة من العلم والهدى . 


ے كن كن چح 8 


٦ی‏ چن : e‏ ہو چم کے 
بت زع کاس سسب “تيع . تو چ ری 





۳۸ 








وَعَنْ مُحَمَدِ ِن وَضَاحٍ: أَنَهُ کان يَدْخُل المَشجد فَيَقِفْ عَلَى 
الَحلَقِ فَیَفُول: فَذَکُرَڈ''ء وقال: أَنْبَآَنَا سَُيَانُ بْنُ غُيَيْنَهَ عَنْ 
الد ُن َوید عن غار الشقیی, عن مَسْرُوقٍ قال :قال عبد الله 
- يعني ابْن مشغود- ض: : لیس عام إلا وَالَنِي بَحُذَهُ شر ر مله 
قول عام شطز و غام ولا عام حصب من ام ولا يوخ 
مِنْ امیر لكنْ ذَهَابُ عُلَمَايِكُمْ و جِيَارِكُمْ: كم يَحْدتُ قوم 


تَقِيسُونَ الأَمُورَ بأرایٔھم؛ فَيهَدَمْ م الإشْلامُ يتلم . 





قال بعدھا ع ون محم بن ضا : أنه گان يحل المَسجد)» یعنی . 


جو 


کہ کے سح 


حذيفة طبه (فْيَقِفْ ث عَلَى الْحِلَقٍ يفول : فَذگَرَہ) يعني يقول: ها مَعْشَرَ 
القَرّاء . . » إلى آخره» واالحلَت ) هي حلق طلبة العلم» حلق دروس العلمء 
حلق القراء الذين يقرؤون القرآن» إلى آخره. 

ارال يعني محمد بن وضاح في كتابه المعروف (البلح والنهي ا" 
827 فيان بن عبن َء عَنْ مُجَالِد ن سَعِبِدٍ عَنْ اير الشَعْبِيٌ > عَنْ مَسْرُوقٍ 
قَالَ: قَالَ عبد الله - باب اب موو وهه : الس عام إلا وَالَِي بده َر 





.)5١ص( انظر: البدع لابن وضاح‎ )١( 

(؟) انظر: البدع لابن وضاح (ص٦٦ء .)٦٦‏ 
والأثر أخرجه الدارمي (۱۸۸)ء والطبراني في الكبير (۸۵۰۱)ء والبيهقي في المدخل 
إلى السئن الكبرى »)١187/١1(‏ وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (۳/ )0١1/‏ 
وابن حزم في الإحكام (۹/۸١۰٢)ء‏ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد /١(‏ ۱۸۰) وقال : 
«(وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط». وانظر : كشف الخفاء للعجلوني (؟11/7١).‏ 


شرح فضل الإسلام 


۳۹ 
ُء لا أقُول: : عام ار ِن تامء ولا عام حصب من ل تام ولا ایر خير 
مِنْ أمير, ؛ ِن ذَهَابُ عُلَمَايْكُمْ وخ خِيارِكُمْ ٠‏ تم يَحْدُث أَْوَاء يَقِيسُونَ امور 


چن انر 


بآرَائْهِمْ ؛ يْهْدَمُ الْإِسْلامُ وَيُثْلّم) . 

هذا الاثر لابن مسعود ويه الذي قال فيه النبي كك : (مَنْ سره أن يَقْوَأ 
الْقْرآنَ عضا گم أنِْلَ يراه عَلَى قَرَاءَة ابن ام ع 297 > فهو من فقهاء 
الصحابة ور » وكان من المحذرين من المحدثات والبدع» وهذا الأثر من 
تحذيراته . 

وهذا الإسناد: سفيان بن عيينة معروف من الأئمة» والشعبي معروف» 
ومسروق معروف؛ وعبد الله بن مسعود معروف ؛ لکن مجالد بن سعيد ضعفه 
أهل الحديث» لكنه لم يتفرد بهذاء وقد رواه الدرامي من طریق مجالد أيضا 
به » ولكن رواه آخرون مثل يعقوب بن شيبه» والطبراني» وغيرهم من الأئمة 
في كتب السنةء رووه بطرق أخرى مختلفة إما بنصه أو بمعناه» فهذا الأثر 
صح 

وطرفه الأول: اليس ام | إلا الذي بعدہ٥‏ شر منه)اء هذا ثابت عن 
النبي ياء وذلك عند الترمذي بإسناد على شرط البخاري› آن آنس بن 
مالك ويه قال : «مَا مِنْ عام إلا الذي بعد َر ونه سی تَلقَوَا رب م سَمِعْتٌ 


)١(‏ أخرجه النسائي في الكبرى (٥/۷۱)ء‏ وأحمد فی المسند(۱/ ۷ء )]٥٤ ٠٠٠‏ وأبو يعلى 
في مسندہ (۱/ ۰۱۷۲ ۱۷۳)ء وابن أبي شيبة في مصنفه (۳۰۱۳۳)ء والطبراني في 
الکبیر (٤٤٢٤۸ء 457١68547١‏ ): والبيهقي في الكبرى )٤٥١ /١(‏ من حديث عمر بن 
الخطاب ويه . 
وأخرجه البخاري في التاريخ الکبیر /٦(‏ ۳۰۸)ء وابن أبي شيبة )۳۰۱٣۳٣٣(‏ من حديث 
عمرو بن الحارث طبه . | 


شرح فضل الإسلام 











6 
دا ون نیکم پا ورو ہ البخاري في کتاب الفتن عن أنس طب : الا 
تي ايم رمان إلا الذي بَعْدَهُ سر مله حى تَلْقَوَا 0 ؛ إذاً طرفه 


ومعنی قوله ذلك ما فسره ابن مسعود مہ وأحسن من فسر حدیث 


الرسول پا هم صحابته وو ؛ فقال ابن مسعود ذا به : ١لَاأقُول:‏ عام أمْطرٌ 
ِن عَامٍء ولا عَم أحصَبٌ مِنْ عام ولا اَی َير ِن بر لن ذَهَابُ 
مایم وجار ثم دت أَفوَاميَقِيسُونَ الامو بائوم ؛ ؛ كيْهُدَمُ الإِسْلَا 
وَيتْلْم), بأي شيء يهدم الإسلام؟ الجواب : بنقص العلم وذهاب العلماء. 

وبهذا التفسیر نعود إلى قوله ولاه : ليس عَامٌ إلا وَالَذِي بَعْدَهُ سر من 
وهنا إشکال أورده جمع من أهل العلم''ء وهو في قوله : اشَرْ مِنهاء قالوا: 
فی زمن الحجاج بن يوسف ضعفت السنةء وصار الناس في هرج وعزف 
الناس عن العلم» فلما أتى عهد عمر بن عبد العزيز ك خامس الخلفاء 
أحيى السئة» وكتب للناس فی الأمصار أن يحيوا السنة وأن يعلموها الناس» 
فكيف إذاً يكون لا يأتي عام إلا والذي بعدہ شر منه؟ وكذلك في آخر الزمان 
بأتي المهدي ويأتي عيسى مله ليحكم بين الناس» ويكون هذا أفضل من 
الذي قبله؟ 

وهذا الإشكال ذكره جمع من أهل العلم وهو إشكال وارد لكن الجواب 
عليه سهل» وذلك أن المقصود بالحديث الأغلب ولیس المقصود الحصر 


1 


.)51١5( أخرجه الترمذي‎ )١( 
.)۷۰٦۸( (؟) أخرجه البخاري‎ 
.)٥۸٦/٥( انظر فتح الباري (۲۱/۱۳)ء وعمدة القاري (5 ؟/ ۱۸۵)ء وفيض القدير‎ )۳( 


شرح فضل الإسلام 
١5١‏ 

المطلق الذي لا يخرج عنه شىء من الأفرادء فإذا حدث هذا من مئات 
السنين مرة أو مرتان أو ثلاث فإنه لا يخرم القاعدة؛ ولهذا الحسن لما قالوا 
له: إن عمر بن عبد العزيز 5ه أتى فنشر السنة» فكانت سنتاه خیراً من 
السنین التى قبله. قال الحسن البصری كَنْهُ : (لابد للناس من تنفیس)''٭. 

فلا يكون الأمر في شر مطبق لابد من تنفيس ؛ وها معنى صح ؛ لأنه 
لابد من تجديد؟ كما قال النبي ہا : لن الله ََعَتُ لهذ الاه َة على رَس كل 
ِائة وسو من دة له تھا ٠‏ فإذا جاء عصر ظھر فيه العام وتجدد الدین 
والأحاديث النبوية - وخاصة الأخبار- المقصود بها الغالب؛ فإن کان 
الغالب ظاهراً فلا يعارض الحديث ما ينافي الغالب إذا كان مرة أو مرتين . 

قال بعض أهل العلم : إن هذا ليس المراد ولكن المراد من الحديث أن 
العلماء وجماعتهم من كل زمان أكثر ممن بعده من الأزمنة. 

وهذا المعنى م صحیح؛ فإن الزمن ع الأول - زمن الصحابة جا - كان 
لها ومن يدهم كلك يعنى : كلما كثر الزمن وبعد من عصر ألنبوة» 

وظن الناس أنه كلما أكثر متكلم من الكلام فهو أعلم ممن أقل الكلام 
وهذا من الخطاً ومن الفتن؛ لأنه ليس كل من أكثر الکلام كان أعلم ولكن 
)١(‏ انظر: تاريخ دمشق (۱۷۵/۱۲)ء والبداية والنهاية (۹/ .)١78‏ 


(۲) أخرجه أبو داود (٤۹٢٦)ء‏ والطبراني فی الأوسط /٦(‏ ٤٣۳)ء‏ والحاكم في المستدرك 
(5/لاكم 4) من حديث أبى هريرة رول . 


شرح فضل الإسلام 

1۲ 
العلم فيما ينفع» فالصحابة وير كلماتهم قليلة» وما أفتوا به كذلك تجد 
كلماتهم فيه قليلة» ولكنها هي الحق الصریح؛ وهي التي فيها المنفعة: 
وكثير من الإشكالات لا يحلها إلا كلام الصحابة وكلام السلف نٹ . 

مثلاً : بعض الاصطلاحات لم تكن معروفة عندهم ؛ كلفظ : «المخيط»: 
الذي أحدثه المتأخرونء قالوا: إن المحرم لا يلبس المخيط. وليس 
المقصود بالمخيط كل ما خيط . فالصحابة وؤ لم يستعملوا مثل هذا اللفظ. 
إنما استعملوا الألفاظ الواردة في السنةء وكثير من المصطلحات التي 
وضعها المتأخرون لم تكن معروفة عندهم . 

وقد حذر ابن مسعود وليه من الفتن» فقال : كينت اکم إذا نكم پت 
يَهْرَمُ فيها الکبیر وَيرَبُو فيها الصّغِيرٌء وَيَتَحِذْهَا الاس سن كإدًا يرث 
الوا : عَيْرَت الس الوا : وَمَتَی ذَلِكَ یا ابا عبد الرّحمَن؟ قا : ذا کرت 
رَاؤْكُمْ» وَكَلَتْ فُقَهَاؤكُم)”". 

وفي هذا الزمن كثر القراء» ولكن أين المحققون؟ ونخشى أن يأتي زمن 
لا نری منهم أحداء فان الله و «يقبض الْعِلَمَ بقبْض الْعُلْمَاءِ)”' 

وقوله هنا : م يدت أَقْوَاميَقِيسُونَ الأُمُور بآرَائِهِمْ؛ يعني : أن الجماعة 
الأولى كانت على شيء ثم جاء قوم يقيسون بآرائهم» إما في الاعتقاد 
أو السلوك» أو غيرهاء فبقدر هذا يهدم جزء من الإسلام» وفي هذا التحذير 
الشديد من البدعة» وفيه الترغيب في السنة» ولظهور هؤلاء أسباب منها : 


)١(‏ سبق تخريجه (ص17"5). 
(۲) أخرجه البخاري )۱۰١(‏ ومسلم (۷۳٦۲)من‏ حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ها 


شرح فضل الإسلام 





١ 


٭ وتحكيم العقول. 

فكثير من الناس يريدون رفع راية الإسلام لکن بآرائهم» ولذلك تجدهم 
لا يجتمعون؛ لماذا؟ السبب في ذلك هو ما ذكره ابن مسعودء حيث قال : 
١نم‏ يَحْدتُ َوَام يَقِيسُونَ الأمور بآرَائِهِمْ ؛ كَيْهْدَمُ الْإِسْلَامُ وينم فالمرجع 
إلى الآراء فیحدث الاختلاف : أما إذا كان المرجع إلى الكتاب والسنة وإلى 
الصحابة نز لم يحدث اختلاف كبير» 'وَلَنْ يَضْلِح آخِرٌ هلو الأ ة إلا ما 
صَلع به الها“ والله لن يمكن إلا لمن سلك سبيل النبی ب والصحابة 
غير مبدلين» فلهذا لابد أن نعرف ما كان عليه السلف . 

وهذا الأثر من ابن مسعود ديه فيه فقه عظیمء فقه الصحابة ون فيما 
يصلح الناس» ويقيم الأمة على قوتها وعلى استقامتها وعلى هيبتها وعلى 
اجتماعهاء قال ذَلكيه: «لَيْسَ عَامٌ | إلا الذي بَعْدَهُ سر مِنْهاء يعني : أن كل 
عام يكون ما بعده شر منه» فهل هذا الشر يكون في معايش الناس » وفي 
ارزاقهم؟ هل یکون في ماكلهم وفي مساكتهم؟ هل یکون في دولهم وفي 
أمرائهم؟ ما فقه ابن مسعود 5 سنه لهذا الشر؟ قال : دلا أَقُولُ» - هذا من 
التشويق- ام أمظ من عا يعني : لا أقول إن المطر سيقل» اوَلا عَامٌ 


)١(‏ أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (۲۳/ )٠١‏ من كلام الإمام مالك كلف انظر : تنقيح 
تحقيق أحاديث التعليق لابن عبد الهادي (۲/ .)٦٢٤‏ وآخرج الخطيب البغدادي نحوہ 
من كلام علي بن أبي طالب ويه في خطبة له» في موضح أوهام الجمع والتفريق 
(1/ ٢٦۲)ء‏ قال :(إن هذا الأمر لا يصلح إلا ہما صلح به أوله)ء وعند ابن عساکر من 
كلام أبي بكر وله » في تاريخ دمشق /٤٤(‏ ٢٥۲)ء‏ قال : (إن هذا الأمر الذي هو أملك 


بنا لا يصلح آخره إلا بما صلح به أوله). 


١5 5 


أَخْصَبٌ يِن تام)» ولا أن المراعي ستقل والخصب سيقل» ولا أَمِيرٌ خَيرٌ 
مِنْ أمير»» ولا أن أمير هذه السنة يكون خيراً من أمير السنة المقبلة» ولا أن 
الدولة في وقت ما يكون ما بعدها دولة أقل منهاء وهكذاء لم يذهب إلى 
هذا ؛ لأن هذه مسائل يداولها الله 38 وربما أظهر شيئا بعد ضعف؛ لکن 
الَبْسَ عَامٌ إلا الَّذِي بَعْدَهُ شر نْهاء هذا كما قال ابن مسعود لير . 

فسرها ابن مسعود طب بقوله : «لكِنْ ذَمَابُ عُلْمَائْكُمْ وَخِيَارِكُما: وهذا 
من عظيم فقهه وجليل إدراكه للقرآن ولكلام النبي پل ؛ لآن حقيقة الشر أن 
يكون في دين الناس» ويكون في ترك الالتزام بالجماعة الأولى والمنهج 
الأول الذي اختص به الله ك نبيه ا قال و : ولل جعلتا ینکم سْرْعَةٌ 
ومنهاجاًڳه [المائدة: .]٤۸‏ ۱ 

إذاً الکلام على لزوم الصراطء وعلى نبذ التفرق في الدين» ولهذا قال : 
الَكِنْ ذَهَابُ غُلَمَائِكُمْ وَخِيَاركُمْ؛: إذا ذهب العلماء الذين يقتفون السنةء 
ولا ينطقون عن هوى» ويبرئون ذمتهم » ولا يتوسعون في أمورهم في الفتوى 
ولا في أمور التوجيه ولا في أمور الإرشاد» إلى آخره» بل يلتزمون ما كان 
عليه الناس» فإن هؤلاء هم مصدر الخیریة . لکن ما سبب ضعف العلماء؟ 
الجواب : أنهم يزَاحَمُونء قال : اقم يَحْدتٌ أَهْوَامُ يقِيسُونَ الأمُور بآرَائِهِمْ؛ 
هدم الإسْلام وَيثْلْم). يعني : أن العلماء لا بد أن يكونوا موجودين» لكن 
يُزاحمون بأقوام يقيسون الأمور بآرائھم؛ هذا أول ما حدث في زمن 
الصحابة وير لما حدثت بدعة الخوارج قاسوا الأمور» ثم حدثت بدعة 
المرجئة قاسوا الأمور» والقدرية قاسوا الأمورء ثم أتى من يقيس الأمور في 


)1( سيق تخریجھ (ص۱۳۸). 


شرح فضل الإسلام 
ه5١‏ 

المسائل الفقهية أيضاً» فأخذ بالعقليات والأقيسة فقدمها على ما دل عليه 
الدليل» بعدم علمه تارة» ولتأويله تارة أخرى . 

وظهور من يقيس الأمر برأيه» يضعف - مهما كان - قوة آهل العلم» 
فيذهب العلماء والأخيار ذهاباً» هل هو بالموت فقط؟ أم أنه ذهاب بذهاب 
القوة» وذهاب التوجيه» وذهاب سماع الكلمة؟ هذا وهذاء فقد یکون بهذا 
وقد يكون بذاك . فالتابعون العلماء منهم كثير حفظوا لنا الدين» ولكن 
زاحمهم من قاسوا الأمور بآرائھمء فبقيت الفرق وبقيت الفتن ونشأت 
وازدادت» وهكذا في كل زمن يزاحم أهل العلم من يقيسوا الأمور بآرائهم . 

ولهذا من المسائل العظيمة مما ابتليت به هذه الأمة حدوث الرأي وقياس 
الأمور بآرائهم» وأعظم ذلك في مسائل التوحيد والعقيدة» فما عبدت 
الأوثان وعبدت القبور إلا بالآقيسة» قالوا: هذا رجل صالحء هذا النبي له 
المقام الأعظم عند الله 8ء وهو حي لم يمت لأنه أكمل من الشهداءء هذه 
الأقيسة تبدأ شيئأ فشیئاًء فإذا سألنا أو استشفعنا به فهو حي يبلغه الكلام» 
إلى آخره مما في كتب الخرافيين بعامة. 

كذلك مسائل التوحيد في الصفات» أتى من قاس الأمر برأيه فنفى طائفة 
من الصفات وجعلوا معارضة الدليل بالعقل بان يقضى بالعقل على الدليل» 
حتى قال قائلهم: (إن العقل هو القاضي المحکم والشرع هو الشاهد 
المعدل). كما ذكرها بعض من كتب في أصول الفقه من المشاهير'. 
يعني : جعل الشرع شاهداً عدلاً» لکن القاضي الذي يفصل ويحكم وينفذ 
)١(‏ قال أبو حامد الغزالي في فاتحة كتابه المستصفى (ص٣):‏ «فقد تناطق قاضي العقل ء 


بن الدنيا دار غرور لا دار سرور ..24. . 1.ه. 





اس 





حكمه من هو؟ هو العقل ء وهذا من قياس الأمور بالآراء وبالعقول. وهكذا 
في مسائل العبادات» وفي مسائل المعاملات» وفي مسائل كثيرة» ما ضر 
الأمة مثلما ضرها أصحاب الاجتهادات الذين قاسوا الأمور بآراتهم. 
ولم تحدث فتنة في الأمة من أول يوم حدثت فيه الفتن إلى زمننا هذا 
إلا بالاجتهادات والأقيسة الباطلة التي لم ثلتزم فيها السنةء ولم يُلتزم فيها 
المنهج الأول» فيظن الظان أن اجتهاده صحیحء وأنه أنزه وأطوع لله ود 
وليس الأمر كذلك» وما قتل عثمان إلا بالتأويل وبقياس الأمور» وما فل 
علي هه - وهما خيرة من تحت أديم السماء في ذلك الزمن - إلا بالأقیسة 
بالمصالح وادعاء أشياء . 

لهذا وصية ابن مسعود وليه هذه وصية عظيمة» وبيان شاف كاف لو 
كانت الأمة تعقلء قال : «ليْسَ ام إلا الذي بعد رنه ما سبب كثرة 
هذا الشر وأن ما قبله يكون أسلم؟ قال : : الكن ذُمَابُ عُلْمَايكُم رارم 
ذهابهم جمیعاأء أو أنهم یفلون ويزاحمون» ثم يَحَدثْ َُوَامْ يقبسون 
الْأمُورَبآرَائِهِمْ ؛ يدم ااام ويلم وهذا الذي وقعء > فهدم الإسلام في 
أزمنة كثيرة» وثلم فی أزمنة أُخری وصار من المفاسد من الذین قاسوا 
الأمور بآراتهم ما حصل من المفاسد والله المستعان. 

هذه.خاتمة هذا الباب وهو باب عظيم في بيان وجوب الدخول في 
الإسلام» وهذه الأحاديث والآثار التي مرت معنا وقبلها الآيات» هذه كلها 
تفسير للإسلام الذي يجب الدخول فيه ؛ يعني تفسير إجمالي من جهة المنهج 
لا من جهة التفصيل ؛ ولهذا لما ذكر كم تلك الجمل العامة والقواعد الكلية 
في وجوب الدخول في الإسلام ومعنى ذلك» أتبعه ب (يَاتُ : يمير الإشلام) 
الذي أوضح فيه تفاصيل الإسلام الذي أمر الله كك به. 


ج 
بد ال 


جر يي سی 
ہے دی ارو یی 
د ٠‏ ۱ الإسلام نی اج اج ہہ 1510 


۷ 


ے۵ 6 7 
بَاب: تفسير الإسشلام 


الشرح: 


قال 35ف: (بَابُ: تفسير الْإسْلام) بعد أن بین فضل الإسلام» وبين 
وجوب الدخول في الإسلام» والأصول العامة لالتزام الإسلام» وما يجب 
الدخول فيه من حيث القواعد الكلية التي تشمل الاتباع والتلقي ؛ ومفارقة 
أهل الجاھلیةء والاستقامةء إلى غير ذلك» فسَّر الإسلام تفسیراً تفصيلياً . 

ذكر الشيخ كل في هذا الباب آية وعدداً من الأحاديث تفسر الإسلام. 
ولا شك أن تفسير الإسلام إنما يجب أن يؤخذ من الكتاب والسنة؛ لأن 
القاعدة المقررة هي : أن الألفاظ التي جاءت بها الشريعة لا يجوز لأحد أن 
يفسرهاء أو يجعل لها حدوداًء أو يجعل لها تعاریفء ما لم يدل على تلك 
التعاريف أو الحدود أو التفاسير الكتابٌ والسنة؛ لأن تلك الألفاظ أتى 
بها الشرع؛ فالذي يفسرها هو الشرعء يعني : يفسرها الله كك بما جاء في 
كتابه» أو يفسرها النبي ية فيما ذكر من سنته» وهذا عام في تفسير الإسلام 
وتفسير الإيمان؛ وتفسیر الإحسان» وغير ذلك من الألفاظ التي جاءت في 
الشرع . 

وهذه الأسماء يسميها بعض علماء اللغة: الأسباب الاسلامیة' 


)١(‏ قال السيوطي في المزهر في علوم اللغة :)۲۳٢٣ /١(‏ «قال ابن فارس في فقه اللغة - باب 
الأسباب الإسلامية :كانت العرب في جاهليتها على إرث من إرث آبائهم في لغاتهم 
وآدابهم ونسائكهم وقرابينهم» فلما جاء الله تعالى بالإسلام حالت أحوال» ونسخت 
دیاناتء وأبطلت أمور: ونقلت من اللغة ألفاظ من مواد ضع إلى مواضع أخرء بزيادات 
زيدت» وشرائع شرعت؛ وشرائط شرطت» فعفی الآخر الأول۱۷.ھ۔ 


يعني : الكلمات التي جاءت بعد الإسلام وصار لها معنى خاص» ولااشك 
أن هناك ارتباطا بين معناها في اللغة ومعناها في الشرعء ولكن هذا لا يعني 
أن معناها في اللغة هو معناها في الشرع ؛ ولهذا لا يسوغ تفسیر الإسلام بما 
دل عليه في اللغة فقط ؛ كما أنه لا يسوغ تفسیر الإيمان بما دل عليه في اللغة 
فقطء وكذلك الإاحسانء وغير ذلك من الألفاظ . 


واللغة قد تدل على المعنى » أو تدل على بعض المعنى» يعني : أن هناك 
ألفاظاً أتى بها الشرع ولم ينقلها من المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي؛ بل 
معناها في اللغة هو معناہ في الشرع » وهناك ألفاظ أخر أ: تى الشرع بنقلها إلى 
معنى أخص» ومن ذلك الإسلام» والإيمان» والإحسانء والصلاة 
والزكاة» والصوم. ونحو ذلك من ال الفا 


والإسلام في اللغة"'' : فِعْل فل : أسلم يُسلم . أسلم يعني دخل في السلم؛ 
أو دخل في الإسلام. كما يقال مل - يعني في اللغة : أَرْبَعَ إذا دخل في 
الربيع» أَنْجَدَ إذا دخل أو أتى نجداًء أَنْهَمْ إذا أ تی تھامة'ء وهكذاء فأسلم 


:)۳٤٣۷ /۱( قال المروزي في تعظيم قدر الصلاة (۲/ 5965)), وابن منده في الإيمان‎ )١( 
(وأصل‎ :)597/١( (الإسلام في اللغة هو الخضوع) |.ه. وقال الطبري في تفسيره‎ 
الإسلام الاستسلام؛ لأنه من استسلمت لأمره وهو الخضوع لأمره) ا.ه. وقال‎ 
(الإسلام في اللغة الانقياد) ١.ه» وانظر : عمدة القاري‎ :)۲٥۹ /۸( الحافظ في الفتح‎ 
.)١9/1( 

(5) قال الطبري في تفسيره (۳/ ۲۱۲) (وَكدَلِكَ الإلام» ومر الانقيا الال وَالْحُشوع, 
وَالْفِعْلَ ون ألم بمَعْنَى : دحل في السَلْم » كَمَا قال : أفط القَوم: إا دَخَلُوا فی 
الفط وَأَرْيَعُوا : لدا دلوا و في الرّبِيع ؛ فَكَذَلِكَ أَسْلَمُوا : إا دلوا ذ في السّلم وَهُوَ 
الانِْيَاُ بالْحُضُوع وَتَرْكُ الْمُمَانََةِ) | ها 





شرح فضل الإسلام 











١4 


يعني دخل في السِلّم» والمسلم هو من أسلم لأنه رغب السلامةء وكل 
مسلم إذ التزم أو طبق الإسلام أو فعل أو اعتقد أصول الإسلام - يعني 
أصول الإسلام الخمسة وأركان الإيمان - فإنه حینئلٍ يكون قد أسلم وجهه 
لله 28ء يعني : أنه لم يتبع الهوى بل لزم الاستسلام لله كك وهذا التفسير 
يأتي في بيان الآية والأحاديث الواردة. 

أما في الشرع: فالإسلام ليس هو دخولاً في السّلم» ولكن أسلم يعني 
دخل في الإسلام الخاص الذي له صفاته وأركانه» . . إلى آخره» فقد يدخل 

في السلم لکن لا يقال له مسلم؛ ویدخل في السلم يعني في طلب السلام ؛ 
وهذا اللفظ كان شائعاً في اللغة من قبل» وهو من الألفاظ الكثيرة ة التي قلت 
من معناها اللغوي إلى معنى شرعي اصطلاحيء مثل الصلاة» والایمان 
والزكاة» إلى غير ذلك» أما الإسلام في الشرع فقد بينته الآيات والأحاديث 
التي سيأتي بيانها - إن شاء الله -. 


SOO TOONS‏ همق 


شرح فضل الإسلام 





0۰ 








و 5 سار جح ہے سے ور سر سے قل 
فول اللہ تعَالی: مل حاج وا فقل أسلت وهی ر لله ومن اتبعن 8 
[آل عمران: ]٥٢‏ الآيَّكُ. 


هذه الآية في سورة آل عمرانء هي محاجة النصارى من أهل نجران الذین 
فدموا على النبي و لمحاجته في مسائل » فلما حاجوہ بین الله وين أن الدين 
عنده هو الإسلام» فقال : 30 الیک عند اَل انکر [آل عمران: .]١9‏ 
حاجوك في هذا الإسلام الذي لا يرضى الله 28 غيره ديناً» وحاجوك في 
قبول ما هم عليه من الدين المحرّف بعبادة عيسى واعتقاد أنه ابن لله قكَء فقل 
معلناً لهم «# سمت وهی الو ومن تمعن 46 » ٠‏ يعني : دخلت في الإسلام الذي 
وصفتٌ لكم أنا ومن اتبعني» وا أأسلمت * د سی لات في السلا 
ورضيت الإسلام» وعبر هنا بالوجه في قوله : هللَسْلَتُ هى ؛ لأن الوجه 
هر أشرف الأعضاء» والعرب تطلق الوجه وتريد ۔ جميع الجوارح وجميع 
الأعضاء في الإنسان» فإذا قال : امت هی يكون المراد هنا : أسلمت 
الوجه والقلب والجوارح والإرادة والقصد لله كك وحده. ومن أ اتبعني كذلك 
فقد أسلم . 

فإذا يكون هنا مطلق الوجه لشرفه» والمراد إسلام جميع الأعضاء 
والإيرادات والقلب إلى آخره؛ ولهذا في غير ما آية في القرآن ذكر إسلام 
الوجه لله وأثني على من يسلم وجهه لله وهو محسن ؛ كقوله ويك : ٭بَ من 


خر سے س‫ د سے ر 


سكم وَجھَےُ لله [البقرة: ٢۱۱]ء‏ وقوله كك : #ومن اپسلم وهه إل الله وهو 


5 5 سے ر سے سر ص سي سس ا 5 
ثم قال بعدھا: فان حاجواد ففل آسمت وجهى لله ومن اتبعن ہہ يعني ٠‏ إن 





شرح فضل الإسلام ۱ 
1٥۱‏ 
ہے پر سی سر کس ص 7 ظ2 5 7 رص ا ص 
فق أستمسك بالعروة الوق © القمان: ٢٤]ء‏ وقوله ك : ٠‏ ون حسن دينا 
کے سے سے گر سے اروس رم کل راق کر مم سے ت 


من الم وة لله وهو حن واتبع مأ إرهيم حنِيفا واد لَه هيد 

ليلا 8© [الساء: .]٠٠٠‏ وغير ذلك من الآيات . 

والتعبیر بإسلام الوجه لله كك فيه فائدة أن من أسلم الوجه فإنه لا يلتفت 
عمن توجه إليه أي التفات؛ لأن الوجه هو محل التركيز ومحل الآلات 
ومحل الحواس» فإذا أسلم الوجه وتوجه به فإنه لا يلتفت ببدنه ولا بقلبه 
ولا بإرادته وقصده عن الله ڳل . 

فإذا في قوله 8 : فَنَقُل ست مَعِهِىَ الو ء فيه أعظم الاستسلام لله 8ء 
استسلام الوجه توجها وانقیاداً وطاعةء واستسلام الجوارح في استعمالها 
فيما أمر الله كك بەء واستسلام القلب فی القصد والإرادة وأن لا یُلتفت عن 
الإخلاص وعن طلب الله ية أي التفات . 

قال: موس الب أي : من اتبعني ؛ سواء كانوا من الصحابةء أو ممن 
جاء بعدهم إلى قيام الساعة» فإنهم ایضاً أسلموا وجوههم وجميع 
جوارحهم» وأسلموا قلوبهم لله كك ء فلا يلتفتون عن الله كك إلى غيره» بل 
اجتمعت قلوبهم وجوارحهم ووجوههم على الله 5 . 

هذا فی ات مع اھ عي كا ھی موہ مھ 
قل مذو سیل أ دَعْوَأ رای اک عل بیرق آنا وَمَن ' اتبعنی وسین اللہ وما آنا مِنَ 
لْمَشْرِكِينَ 49 تیوسف: ۱۰۸]؛ لان من اتبعه سائر على طريقته وعلى سنته» 
وهذا فيه الثبات على السنة والثبات على المنھج؛ وعدم الالتفات عن 
طريقته - عَليْه الصَّلآَةُ والسَّلام- ولا عما كان عليه صحابته ون في العقائد 
وفي العبادات . 


0 ھ4۸ف۸46آ- -۔-۱1-س۹س_س۔۱۔_س"_"_۔ےےسےسے "ظة-76--۔6.6.تبییٹتحدستبتیىى شش‎  _۔_-_-_-----<‎ o 


وفي الایة أيضا من الفوائد ما يتصل بقوله بيا في الحدیث الذي قبل : 
ومغ في الْإسْلام سنه الجَاهِليّةَ) أنه أعلن للنصاری إعلاناً ظاهراً بيناً بعد 
محاجتهم له أنه أسلم وجهه لله وأنه لا يطيعهم في شيء من الأمر» فأعلن 
لهم ذلك» فعلموا أنه ثابت على ما قالء حتى وصل بهم الأمر في آخره إلى 
الدعوة إلى المباهلة”''؛ كما هو معلوم في سورة آل عمران. 


6 ع ےط س تج î "٦‏ ا e‏ 
OTS‏ بی کک KS‏ 


)١(‏ انظر: قصة المباهلة وتفسيرها في تفسير ابن كثير )۳٦۹ /١(‏ عند قوله تعالى : فمن 
اجك فی من بعد ما ج11 من لهل کل تالا تدع ابشاءتا وابشاء کر ونسككا ونساءكم وان 
واشت ثم تل متس تحت اکر عل لزي © »4 [آل عمران: .]1١‏ 
وروی القصة مختصرة البخاري (۳۸۰٦)ء‏ ومسلم )۲٤٤٤(‏ من حديث حذيفة ويه . 


وانظر : سيرة ابن هشام (۲/ ,.)٤- ٦١٤‏ 


0 











of 


وَفِي الصٌجیج عَنْ غُمَر بُنِ الطاب 5ه أن رَمُول الله يه قال 


سے 


بالإشلامٌ أن تشهد أن لا إلهَ إلا اللةء وَأَنّ مُحَقَدَا رَسُول الله» وَتَقِيمَ 


سے 


سے 


الضّلاةء وَحْوْتِيَ الرَّكَاةٌ وَتصومٌ مَ رَمَضان وَتَحُْج البَيْتَإِنْ اشنَطعْتَ 
اليه سَبیلا؛(”. 


الشرح: 





وقوله دفي الشجیح) يعني في صحیح مسام ؛ وهذا ولا من ا 
وهو ابي الْسْلَامُ على حفس اكوا لا ل ال ةعول 
الله ؛ تلقام للا" وإِيتاء اء الزكاة. وحج م الہت؛ و رمَا 

+ عقيدة باطنة. 

2 وعمل ظاھر . 

# بعقيدة باطنة . 

2 وعمل ظاهر . 


01 أخرجه مسلم (۸) من حديث عمر بن الخطاب ذاه ؛ كما أخرج نحوه البخاري 
) مض ۹۱۷ئ۲ ومسلم )۹ء )٠١‏ من حديث أبي هريرة ضغب ۰ بلفظ : (ا لإِسْلاَمُ أَنْ 


مور سر 


عند الله 7 تشر به فيم الصَّلاة وَتُوَدّىَ الرَّكَاةٌ الْمَفْرُوضَةٌ وَتصّوم م رَمَضان؟. 
(٢)‏ أخرجه البخاري cA)‏ 6016(« ومسلم (١٦١)ء؛‏ من حدیث أبن عمر ويا . 





شرح فضل الإسلام 

ot 

ولهذا قال من قال من أهل العلم : إن الإسلام والإيمان واحد“' ؛ يعني 
إذا تفرقا أو مطلقاً ؛ لأن كلا منهما يحتاج إلى اعتقاد باطن وإلى عمل ظاهر» 
فلا يصح إسلام أحد إلا بإيمان» كما أنه لا يصح إيمان أحد إلا بإسلام» 
فلا يتصور انفكاك بين الإسلام والإيمان بأنه يوجد مسلم لا إيمان معه 
البتةء أو يوجد مؤمن لا إسلام معه البتة» هذا لا يتصور» وليس بموجود في 
الحقيقة» وإنما يطلق الإسلام ويراد به الظاهر والباطن» ويطلق الإيمان 
ويراد به الظاهر والباطن؛ لکن الإسلام في الظاهر أظهر وأشهر» والإيمان 
في الباطن أظهر وأشهر» وکل منهما يشمل على شيئين کرکنین فيه : 

٭ فالإسلام: العقيدة ركن فيه» والعمل ركن فيه. 

٭ والإيمان: العقائد الباطنة ركن فيه» والعمل أيضا ركن فيه. 

وهذا الحديث دل على تفسير الإسلام بالعقيدة وبأركان الإسلام الأربعة ؛ 
كما هو معروف في تفصيله في موضعه» فقال : «الْإِسْلامْ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إل 
إلا الله وَأن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهاء الشهادتان هما الركن الأعظم من أركان 
الإسلام؛ لأنه بهما يدخل في الإسلام وهي الفارقة بين المسلم وبين غيره. 

قال: «الإسلام أَنْ تَشْهَدَ اَن لا إله إلا الله دلا إله إلا اللا هذه 
معناها : لا معبود بحق إلا الله» ومعنى ذلك : أن كل معبود عبد فإنما عبد 


بغیر الحق» عُبد بالباطل» حُبد بالبغي» عبد بالظلم» وهذه الشهادة تشهدها . 


)0 ممن قال بهذا محمد بن نصر المروزي» انظر : كتاب الإيمان الكبير لشيخ الإسلام ابن 
تيمية که من مجموع الفتاوى (۷/ ۹٥۳)ء‏ وانظر ما سيأتي (ص۲۰۸). 
وانظر أيضاً: فتح الباري (۱/٥۱۱)ء‏ وعمدة القاري (۱۹۱/۱ء ۲۹۰)ء وجامع 
العلوم والحكم (۲۹/۱). 


شرح فضل الإسلام 


ومعنى الشهادة : 
٭ أن تعتقد أولاً . 
# ثم تتكلم به ثانيا . 
٭ ثم تُعْلم به غيرك ثالثا . 
ولا يُعذر أحد إلا المكره أو المستخفي بدينه في إلا يجمع هذه الثلاث› 
لا بد أن يعتقد التوحيد» وأن يتكلم به نطقا - يعني بالشهادتين - وأن يعلم 
غيره ہما دلت عليه هذه الشهادة أنه يعتقد ذلك» ويبطل عبادة المعبودات 
المختلفة . 


لهذا دارت تفاسير السلف فى الشهادة على هذه المعانى الثلاثة" : 
الاعتقاد والعلم» ثم النطق بها والقول» ثم إعلام الغیر والإخبار بذلك؛ 


»)٤٥١ ء٥٦٥٤‎ /9( ۹ء ومدارج السالكين‎ ۱٦۸ /۱٤( انظر: مجموع الفتاوى‎ )١( 
وشرح الطحاوية لابن أبي العز (ص۸۹ء ۹۰)ء قال ابن القيم 45 : (قْتَضْمَنَتْ هلو‎ 
الي : أجل شَهَاَق وَأَعْظَمَهَاء وَأَعْدَلَّهَاء وَأَصْدَقَهَاء مِنْ أجل شَاهِدِء بِأَجَلُ مَشْهُودِ به‎ 
وَعِبَارَاتُ السَّلَفٍ في (شَهِدَ) تَدُورٌعَلَى الْحُکُم وَالَقَضَاء وَالإغلام وَالْيَانِء وَالْإِخبَارِ.‎ 
ے۔ کہ الع كي ہے 2 > ه #4 تل ركه‎ 7 7 2000 
قَالَ مُجَاهِدٌ: حَكمّء وَقَضَىء وَقَالَالرّجَاجُ : بَبّنَء وَقَالَتْ طَائِفَة : أَعْلَمَ وَأَخْبَرَ وَهَذِه‎ 
لْأَمْوَالُ كلها حى ا تتافي بها ق الاد تَتضَمّنْ كَلَامْ الشَّاهِدٍ وَحَبَرَهُ وله‎ 
: وَتَتَضَمَنُ إِغْلامَه وَإِحْبَارَهُ وينه فَلھَا أَرْبَعُ مَرَاتِبَ‎ 
ََوَلُ مَرَاتِِهَا : عِلْمٌء وَمَعْرِفَة وَاعَیقَاد لِصِكة الْمَشْهُودٍ به وثبوته.‎ 

وگانیها : تلم ذلك وَنظفهُ پو ونل بعلم ہو عر بل يتكلم به َع تيه وَبَذْكرْمَا 

ينوق بها أو ينها . 

وَنَالِٹھا: اَن يْعْلِمَ غَيْرَهُ يما شَهِدَ ہو ويره ہو ويه له . 

وَرَابعُهَا : أن رمه بمَضمُونها وَيَأمْرَهُ به. = 


٥ 


كما فسروها عند قوله 4 : سهد الہ أنه آ٦‏ إل ر وو الْعلر 
قابا يأَلْيسط چ [آل عمران: 18]» وفي غير ها من الآيا له : ٭إ من شُہد 1 
أَلْحَنّ وهم د بعلمو [الزخرف: .]۸١‏ 


دلا اه إلا الله» تفسيرها هو تفسیر الإسلام: وهو انها راجعة إلى العبادة 
إبطال عبادة المغبودات المختلفة؛ لأن الإله معناها المعبودء فهي فعال 
بمعنی مفعول» (لا إل إلا الله)ء يعرى , یعنی : لا معبود بحق إلاالل*''. 


وطائفة من الناس يفسرون الإله بالخالق الرازق: وهذا تفسير للألوهية 
بالربوبية”''» وهو باطل» كما عليه طوائف في هذه الأمة من أرباب الفرق 
جميعاً ؛ كالمعتزلة والأشاعرة والماتريدية والرافضة» وجماعة كثيرة من 
الفرق يفسرون الألوهية بالربوبية» وهذا باطل لأن معنى الإله المعبود» كما 


سے کے 7 


فال كك في سورة الأ عراف (آية : 1۷ في قراءة ابن عباس وا کا مغلا : #وَيَذْرَكَ 


ہو رت 


= ََهَادَُ الله سَْحَانة َيه الْوَحدَانِيّ» وَالقيام بالط :مث كز الراب الأيعة. 
عِلَمَ الله سُبْحَائَهُ بذَيِكَ َتَكُلْمَهُ بو وَاِعَلامه وَِخْبَارَهُ لِحَلَقه ہوء وَأَمْرَهُمْ وَإِلرَامَهُمْ 
بو)..ه. 

() انظر : تفسير الطبري (۳۰۸/۷)ء وتفسير ابن كثير 242051١ /٤(‏ وفيض القدير للمناوي 
(۷۷/۱ء وتفسير الجلالين 2)07/١(‏ وفتح القدير للشوكاني (۲۷۱/۱)ء وتفسير 
السعدي .)١١١ /١(‏ 


(۲) قال شيخ الإسلام ابن تيمية أن مجموع الفتاوى (۳/ ٠‏ 1۰( ولس الماد (ب )مو 
اْقَادِرُعَلَى الا خيرَاع كُمَا طَلَهُ مَنْ لَه مِنْ ِم الْمُتَكَلْمِينَ حَبْثُ ظنُوا أن الْإلَهيّةَ هى 
ذه على الا نرا و عبر ون من قر بن الله مو لاور على الا غیراع دون بره 
قَقَدْ سهد أن لا إِلَهَ إلا هُوَ إن لْمُشْرِكينَ كانُو رون بهَذَاوَهُمْ مُْرِكُونَ ما مبان 
َل الله الى ہُو الَّذِي يَسْتَحِقٌ بان يُعْبَدَ فَهُو إِلَهُ , بِمَعْنَى مألوه. . .).1.ه. 


شرح فضل الإسلام 

باه ١‏ 
2< . ۰ ي ٠‏ 20 , 
وَإِلَنَكَ 4 يعني : وعبادتك› وكقول رؤبة في رجزہ المعروف 


نے و کی پر لاس الات ا ۔ بپھےی۔ہرو۔ fee‏ 
للو در الغانيات الدہ سَبَحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ من تالهي 


يعنى : من عبادتى ١‏ فالتأله َء يَأَلهُ إلهةء العرب لا تعرف منها إلا أنه 
عبدء حتى إن بعضهم قال : الهمزة في (أل) أصلها واوء وهي مِنْ (وَهَ)؛ 
لأنه عبد متولهاً متیماً من الوله والمحبة الذي هو شدة المحبة» فلذلك 
دورانها لغة وشرعا يدل على بطلان قول أهل الفرق جمیعا ومن نحا نحوهم 
من المفسرين ممن فسر الألوهية بالربوبية؛ ولذلك كان من أعظم ما بَيْنه 
الإمام محمد بن عبد الوهاب كأ في العلم أنه صحح الفهم لمعنی الإله 
والفرق بين الألوهية والربوبية» وأثار كلام السلف في هذه المسألة وكلام 
العلماء فى أن الإله غير الرب» وأن الرب يطلق ويراد به السيد المتصرف . 

وسئل مرة ك : هل الربوبية غير الألوهية مطلقا؟ وهل الرب لا يطلق 
ويراد به الإله؟ فأجاب الإمام يه - وهي مدونة في أجوبته المعروفة”'“-, 
أجاب : بأن الألوهية والربوبية» والإله والرب» من الألفاظ التى إذا 


اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت . 


ا 


فقد يُطلق الرب وحده ويعنى به الإله كقوله ية مثلا : «. . . فياتيه مَلکان: 


ہے مرفي سے 


ع © |2„ ر 2 چ ک م ا ۳ 0 
فيحلسانه. نيَقولان له : من ربك؟ . . 7 5 یعنی من معبودك؟ لان الابتلاء 


.)1١ /١( وتفسير ابن كثير‎ »)05 /١( هو رؤبة بن العجاجء انظر: تفسیر الطبري‎ )١( 

() انظر : مؤلفات الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب كه في العقيدة (ص۱۷)ء 
والدرر السنیة (۱/ ۸١)ء‏ والرسائل الشخصية . الرسالة الثانية (ص7١).‏ 

(۳) كما ورد في حديث البراء بن عازب ولي في فتنة القبر الذي رواه أبو داود (٤٤۷٦)ء‏ 
وأحمد /٤(‏ ۰۲۸۷ 275960 595)» وابن أبي شيبة (٣/٥٤)ء‏ والحاكم (۹۳/۱)ء = 


شرح فضل الإسلام 
م١‏ 
لم يقع في الربوبية» وكذلك في قوله 4 : ادوا حارش لص 
رابا ون دوين اللو [التوية : [Y1‏ وفي تمسيرها في حديث عدي ت ہہ قال : 
إنا لسا تَعبْدُهُمْ . قَالَ تا ایی باون ا حرم الله حول ورمون ا 
حل الله َتُحَرّمُوئَهُ؟ قَالَ ز بلَى . قال : كيلك عباتم . 

فقوله : الك بادا فصار تفسير الربوبية بالعبودية. وكذلك في 
قوله له : وول مرک أن نخدا أ لاک ون رباب مرکم پالکٹر بعد اذ 
3 مُسلموں نیا 4 [آل عمران: ۸۰. يعنى : آلهة» يعنى أنه يريد أن لفظ الرب 
والإله كلفظ الإسلام والإیمان إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت» 
لکن یکون دلالة أحدهما - يعني الرب على الإله - إما دلالة بالتضمن أو 
أن يكون معبوداًء ومن كونه إلهاً أن يكون رباً» يعني : كيف يعبد الناس من 
لیس برب؟ ومن ليس بخالق؟ ومن ليس برازق؟ قال يله : 96 أشركونَ ما لا 
لق سیا وم عقون € [الأعراف : 141 لا شك أن من لا يخلق لا يستحق 
العبادة. 


ولذلك من تفاسير المتكلمين بالإله أنهم قالوا : الإله هو القادر على 
الاختراع - یعنی الخالق-» هذا باطل . 

ومن كلام الأشاعرة في كلامهم المعروف أنهم قالوا: إن الإله هو 
المستغنى عما سواہ المفتقر إليه كل ما عداه. حتی قال السنوسى فى 


= والبيهقي في الشعب 2)5657/١(‏ وفي إثبات عذاب القبر (ص۰٢۲):‏ وغيرهم. وهو 
حديث طويل في كيفية قبض الروح» وسؤال الميت في قبره» وأحوال من نعيم القبر . 
)١(‏ أخرجه الترمذي بنحو هذا اللفظ (۳۰۹۵). 


١4 


أم البراهين”'' المشهورة من عقائدهم قال : فمعنى لا إله إلا الله : لامستغنياً 
عما سواہ ولا مفتقراً إليه كل ما عداہ إلا الله''". وهذا يقر به أبو جهل وبقر 
به ابو لهب أنه لا أحد يستغني عما سواه إلا الله هو المتوحد بالاستغناء 
وهو المتوحد في افتقار کل شيء إليه 8ء هذا يقر بها مشركو الحرب» ويقر 
بها كل من ليس بملحد؛ لأن الله هو الغني الأعظم وهو القوي القوة 
العظمى . وهذا من البلاء الذي مشی على كثير من المفسرين وكثير من شراح 
الحديث» حتى أصبحوا يفسرون الألوهية بالربوبية فحدث انحراف كبير. 

قال: (الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ اَن لا إله إلا الله وان مُحَمّدًا رَسُولٌ الله»» هذا 
تفسير للإسلام برکنە الأول» وان مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ؛ يعني أن تشھد 
اعتقاداً وتنطق وتعلم غيرك بأ محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي هو 
رسول الله حقّاً - عَليْهِ الصَّلاَةٌ والسَّلآَمُ -» وأن ما جاء به من الرسالة حق» 
وأن ما قاله صدق» وأن ما جاء به -عَليْهِ الضَّلآَة والسّلامُْ - واجب القبول» 
وهذا معنى الشهادة بأنه- عَليْهِ الصَلاةَ والسَّلاَمُ- رسول الله. 


وفسّرها بعض أهل العلم بقوله : (معنى الشهادة بأن محمداً رسول الله 
طاعته فيما أمر» وتصديقه فيما أخبر» واجتناب ما عنه نهى وزجر وأن 
لا يعبد الله إلا ہما شرع)”". فهذا تفسير صحيح يقتضيه الشهادة بأنه كله 


)١(‏ أم البراهين لمحمد بن يوسف بن الحسين السنوسي المتوفى سنة 49460 ه. انظر: كشف 
الظنون (۱/ ۱۷۰). 

.)٦٦ص( انظر السنوسية مع شرحھا أم البراهين‎ )٢( 

(۳) انظر : مجموع الفتاوى (۱/ /٠١ ۳۳٣۳‏ ٤٤۲)ء‏ والتوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن 
تيمية (۱/ ۱۳۸)ء والغنية عن الكلام وأهله للخطابی .)٤١/١(‏ 


شرح فضل الإسلام 

کے 
رسول الله حقاء وهذا هو الركن الأول» وهو شيء اعتقادي يعتقده المرء 
وله أثر في العبادة الظاهرة . 

وتحقيق الإسلام متوقف على الإتيان بالشهادتين وتحقیقھماء فهما رأس 
الإسلامء وهما الركن الذي يقرق فيه وبه بين المسلم والكافر» ومقتضى 
الشهادتين يتفاوت الناس فى تطبيقه وامتثاله وفى الإتيان يكماله . 

واختلف أهل العلم هل الإسلام مثل الإيمان يزيد وینقص؛ أم أن 
الوسلام لا يوصف بالزيادة والنقصان؟ 

وأكثر أهل السنة والجماعة على أن الإسلام مثل الإيمان يوصف بالزيادة 
والنقصان» وذلك لأمور : 

الأمر الأول: أن حقيقة الاستسلام يتفاوت الناس فيها . 
يكفر فلا يدخل في الدين أصلاً » أو يخرج من الدين . 

٭ وٿم استسلام من تركه فقد قصّر وأذنب» وهذا يتفاوت الناس فيه 
يتفاوت الناس فى تحقيق الاستسلام فی نفسه» فهذا استسلامه لله 6ك 
بالتوحيد وانقياده له بالطاعة عظيم» وذاك الآخر أقل» وهكذا؛ بل حتى في 
المعين تارة يزيد وتارة ينقص نوع استسلامه ونوع انقیادہ لله كك بالطاعة مع 

والأمر الثاني: أن الإسلام فسّر بالشهادتين وبالأركان العملیةء وشهادة 
أن محمداً رسول الله مسرت أيضاً بأن مقتضاها طاعة النبى کيل فيما أمر 


شرح فضل الإسلام 
١5ا‏ 

وثلاثة من هذه وهي : طاعة الأمر. واجتناب النهي» وألا يعبد الله إلا ہما 
شرع» يتفاوت الناس فيها ؛ فهذا يكون أكمل تحقیقاً لمقتضى الشهادة من 
ذلك بمقتضى تحقيقه لذلك» بل حتى نفس التصديق للنبي پل بعض الناس 
يكون أعظم تصدیقاً من البعض الآخر؛ ولهذا فحقيقة الشهادة لله كك 
بوحدانيته في الألوهية- يعني بأن لا إله إلا الله -والشهادة لنبيه بالرسالة -أن 
محمداً رسول الله -حقيقة هاتين الشهادتين تقوى في القلب وتضعف. فقد 
تقوى حتى تحرق ما في القلب من الشبهات ومن الرغبة في الشهوات» وقد 
تضعف حتى لا تحرق إلا القليل» وهكذا في الناس ؛ لهذا قالوا : إن هذا يدل 
على أن الإسلام منه ما هو كامل ومنه ما هو أدنى من ذلك . 

والأمر الثالث: أن الإسلام فسر بالأركان الخمسة جميعا التي فيها 
أركان عملية كالصلاة والزكاة والصيام والحجء وأيضا أشياء أخر ؛ كسلامة 
المسلم من اللسان واليد» كما يأتي في الحديث الذي بعله : «المسلم مَنْ 
سلم المَسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِوا''' والناس يتفاوتون في هذه الأشياء 
العملية وفي العبادات - عبادات القلب وعبادات الجوارح - وهذا يرجع 
في الحقيقة إلى نوع الأعمال التي يقوم بها المسلم . 

إذا تقرر ذلك وأن هذه الأركان الخمسة التی ذكرت في هذا الحديث 
يتفاوت الناس فيهاء فحقيقة الإسلام يتفاوت الناس فيه» فليس كل مسلم 
بدرجة المسلم الاخر. 

وهل من ترك الأركان العملية الأربعة -إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم 
رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً - يكون خارجا من الملة» أو إذا 


.)١57ص( يأتي تخريجه‎ )١( 


1۲ 


أسلم واتسع وقته للتعليم والإتيان ولم یأتِ بها هل هو مسلم؟ أم أنه لیس 
بمسلم؟ 

جمهور أهل العلمء وعامة آهل العلم على أن من ترك هذه الأركان 
الأربعة جميعاً فإنه ليس بمسلمء وأنه خارج من الملة إذا لم يصل ولم يزك 
ولم يحج البيت بتوافر الشروط المعروفة في كل مسألة . 

حتى إن طائفة من أهل العلم وهم أهل الحديث» وعُزي إلى اتفاق 
الصحابة عليه قالوا : إن الصلاة في نفسها من تركها متعمداً'' فإنه لا يصح 
إسلامه» ومن تركها من المسلمين فإنه يكفر بشروطها المعروفة في كتب 
أهل العلم . 

إذا تقرر هذاء فتفسير الإسلام الذي مر بيان فضله» ومر بيان وجوب 
الدخول فيه» ومر ما يحظى به المرء - يعني المسلم أو المسلمة - إذا لزم 
هذا الإسلام» فإنه لا بد له حينئذ من تحقیق الإسلام الذي أمر الله ك به» 
وإذا تفاوت الناس في تحقيق هذا فلهم من فضله من النصيب بقدر ما حققوا 
من ذلك» وسيأتي في الأحاديث التي بعده مزيد بيان لهذه المسائل . 


)١(‏ قال أبو بكر الإسماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث (ص 55): (واختلفوا في متعمدي ترك 
الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر» فكفره جماعة لما روي عن النبي چا 
أنه قال : بین العبد وبين الكفر ترك الصلاة» وقوله: من ترك الصلاة فقد كفرء ومن ترك 
الصلاة فقد برأت منه ذمة الله» وتأول جماعة منهم بذلك من تركها جاحداً لها) . 1.ه. . 
وقال العيني في عمدة القاري (۱۸۱/۱): (وقال أحمد في روایة أكثر أصحابه عنه : تارك 
الصلاة عمداً يكفر ويخرج من الملة. وبه قال بعض أصحاب الشافعي» فعلى هذا له 
حکم المرتد» فلا يغسل» ولا يصلى عليه» وتبين منه امرأته» وقال أبو حنيفة والمزني : 
پُحبس إلى أن يحدث توبة ولا يقتل). ١.ه.‏ 


شرح فضل الإسلام 


۳ 
وكيه > عَنْ ابي هُرَيْرَةَ م ويك مَدْهُوعًا: «المُسْلِمُ مَنْ سَيِم الْمُسْلِمُونَ 
من لِسَانِه وَيَدم» . 


قال كنأ: (وَفِيهِ)» يعني : في الصحیحء (عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ده مَرْفُوعًا : 
(امَسْلِمْ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُون مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) يعني بذلك كله أن هذا الحديث 
صحيح» وهو في الصحيح من غير حديث أبي هريرة 5ه » ويحتاج إلى 
مزيد بحث؛ هل هو في أحد الصحبحين من طريق حديث أبي هريرة طن 
أم لا؟ وإنما هو معروف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ٹا وغيره 
في الصحيحين » أما رواية أبي هريرة فلم أقف عليها في الصحيح ؛ فلعلها في 
موضع غاب» أو أن الشيخ كأ نقلها من بعض الكتب» أو أن هناك اختلافا 
في النسخ . والحديث معروف في رواية أبي هريرة خارج الصحيحين ء 
صحيح رواه جمع كثير من الصحابة ون . 

قال :المي من سَلِمَ المُسْلمُونَ من لانو يلوه هذا تفسير 
للمسلم بأنه «مَنْ سَلِمَ المَسْلِمون مِنْ لِسَانِْهِ وَيَدِه؛ وهاهنا وجهان لتفسير 
المسلم بهذا الوصف. ومعلوم أن المسلم هو من شهد الشهادتين وأتى 
بالأركان» والمسلم من صَدَقَ وبَرٌ والمسلم من لم يأتِ المحرمات: فَنَّمَ 


وأبى موسى وی فهو عند البخاري برقم (۱۰ء ۱ (TEA‏ ومسلم (٤٥؛‏ أ 
.۲٢‏ وأخرجه الترمذي (۷٢٦۲)ء‏ والحاكم في المستدرك /١(‏ 05)» والطبراني في 
مسند الشاميين (۳/ ۳۰۳) من حديث أبي هريرة طب . 


شرح فضل الإسلام 

٦ 
صفات كثيرة للمسلم ؛ فلم حصر هنا وصف المسلم بأنه من سلم المسلمون‎ 
من لسانه ويده؟‎ 

والجواب عن هذا من وجهين: 

الوجه الأول: أنه هنا وصف المسلم بهذا الوصف لأجل قلة من یسلم 
المسلمون من ألسنتهم وأيديهم» فهو وإن كان آتياً بالأركان الخمسة؛ لكنه 
قل من يكون ليس بصاحب غيبة أو وقوع في الأعراض» أو قذف» أو قد 
يعتدي بيده» أو أن يعتدي على أملاك الغير» أو أن يتصرف في أملاك الغير 
بغير إذنهم» إلى آخرہء هذا قليل في المسلمين كما هو الواقع . 

فإذًا النبي يك نه بهذه الخصلة على أن من أتى بهذه الخصلة وهم القليل» 
فهم أحرى أن يأتوا بالخصال الأخرى من خصال الإسلام. 

الوجه الثاني: أنه وصف المسلم بهذا الوصف لشدة الحاجة إليه؛ 
للتنبيه على أن هذا الوصف وهذا الواجب - وهو سلامة المسلمين من 
اللسان واليد - واجب من واجبات الإسلام» ويجب أن يتعاهده المسلم ؛ 
لأن المسلم الكامل هو من سلم المسلمون من لسانه ويده» وهذا جاء مبينا 
في آیات كثيرة فى الحض على أن المسلم يجب أن يسلم المسلمون من 
لسانه؛ كما قال ڪن : ولا يتب نض بسا ييب أدص أن يڪل لَه 
اید ما كسمو [الحجرات: 11١‏ وقال وق : ملا حت أله الْجھر بای یں 
اقول الا من ظر کہ [النساء: ۸٤۱]ء‏ وقال كك : #وقل لَعِبَادِى وأو ای ھی م 
ِن لشَّيطّنَ يرع 4 [الاسراء: »]٥۳‏ وقال يك : فافع الصفح لک 
[الحجر: ٥۸]ء‏ ونحو ذلك من الآيات التي فيها نقاء المسلم» وسلامة لسانه من 
الخوض في أعراض إخوانه المؤمنین . 


1 "6 


وكذلك ما صح عنه لا في حديث أبي بكر ضيه وغيره أنه َه قال في 
حجة الوداع : إن پور ارال وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَْكُمْ حرام 5 
يويم هَذَاء فی شُهْرَكُمْ مَدَا؛''' > وفي حدیث آخر أيضا في الصحیح : ١گُل‏ 
انل على الفشلم حرام دمه وَمَالَهُ عرض . 

وإذا کان كذلك فوجب حیلٍ أن يسلم کل مسلم من المسلم الآخر في 
اللسان واليد والاعتداء على العرض أو على المال أو على ما يختص به 
أخوه المسلم . 

فإِذًا على أحد هذين الوجهين أو على الوجهين معاً يدل ذلك على أن مما 
يفسّر به الإسلام التفسیر الصحيح : أن المسلم الحق هو من يسلم المسلمون 
من لسانه ويده» أما إذا کان وقّاعاً في أعراض إخرانه المؤمنين» لا يحفظ 
لسانه لا من غيبة ولا من نميمة ولا من كذب» وينتصر لنفسه بالباطل 
ويعتدي» هذا لم يأتِ بحقيقة الإسلا م المطلوب من المؤمن ؛ لأن الإسلام 
المطلوب من المؤمن منه ما يُتعبد به ربه ق بأداء حق الله يل وأداء حق 
نبيه كَل ثم بأداء حقوق العباد وخاصة المسلمين في أن يسلموا من اللسان 
والید وأنواع الاعتداء. 

إذا تبين هذا: فإن التفسير الأول ينبغي أن يُنظر فيه دائماًء وهو 
الارتباط القائم ما بين تحقيق الإسلام وسلامة المسلمين من لسان المسلم 


. من حديث أبي بكرة ويه‎ )۱٦۷۹ ( أخرجه البخاري (۷٦ء 86١1)ء ومسلم‎ )١( 
من حديث ابن‎ )١7/47( كما أخرجه البخاري (۱۷۳۹) من حديث ابن عباس راء‎ 
. عمر وا“ وأخرجه مسلم (۱۲۱۸)؛ من حديث جابر ويب‎ 

(؟) أخرجه مسلم )۲٥٢٢(‏ من حديث أبي هريرة ولك . 


شرح فضل الإسلام 
٦‏ 

ويده» تحقیق الإسلام فيمن حققه وعبد الله ك حقاء وحقق الشھادتینء 
وأقام الصلاق واتی الزكاة. وصام وحج وتعيك لله ىك ذلا وخضوعاً 
وانقياداً» فإنه حينئذ سيستنكف أن يؤذي مسلمأء سواء أكان ذلك المسلم 
قريباً له في النسب أم لم يكن قریباً له» سواء أكان جاراً له أم لم يكن جاراً 
له» فكيف إذاً يكون المسلم إذا آذى والديه؟ أو إذا آذى أهله؟ أو إذا آذی 
وهكذا ففيه تنبيه على أن تحقيق الإسلام باجتماع أداء حق الله ك › وحق 

أراده الإمام المصنف کڈ . 
وهنا قوله يكِْ: لملم مَنْ سل المُسِْمُونَ ِن سانو وَبَدِو٤ء‏ هل معناء 
أنه لا يسلم المشركون واليهود والنصارى وغيرهم من لسان المسلم ويده؟ 
الجواب : قوله پا : امَنْ سَلِمَ المُْلِمُون) هذا لقب» ومن المعلوم 
٠ e. )١1( 5” ۰ “IKI “f 5 : 1‏ 
والمقرر في الااصول أن الالقاب لا مفهوم مخالفة لها »> فلايفهم من هذا 
الحديث أن المسلم من لم یسلم المشركون من لسانه ويده» وذلك لآن 
الکفار أو المشركين علي أقسام. وأحوالهم فيها تفصيل» فمنهم من يكون 
محارباً معادياً مظهراً للعداوة» فهذا لاشك أن على المسلمين جهاده. 
يجأهدون هؤلاء بألسنتهم وأموالهم وأيديهم› وإنما شرع الجهاد لأمثال 
ھولای ومن هذا ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره: 
اجَاهِدُوا المُشْرِكِينَ أَمْوَالِكُمُ وَأَنْفْسِكُمْ والستیک ۳ > يعني : المشركين 
)٢(‏ أخرجه أبو داود ٤(‏ ٥۲)ء‏ والنسائي في المجتبى )۷/٦(‏ وفي الكبرى (٣/٦)ء‏ = 


۷ 


الذين ليس بينهم وبين المسلمين عهد ولا مدنة أو شيء يحرم الاعتداء 
عليهم أو مبادأتهم بالحرب والقتال والجهاد؛ لأنه قد يكون بين المسلمين 
والمشركين عهد أو صلح فلا يجوز الاعتداء عليهم» مثل ما صار بين 
النبي گلا وبين مشركي قريش» فلايجوز الاعتداء عليهم في هذه الحالة. 
كذلك النصارى وأشباههم إذا كان لهم ذمة بين المسلمين» فإنه لا يجوز 
الاعتداء عليهم» بل شدد النبي ية في النهي عن الاعتداء عليهم ؛ لأنهم 
أهل ذمةء والأحاديث في ذلك كثيرة» والأصل في هذا قول الله يله : إل 
ينهد أله عن الزن لع يلوك في الین ولد رجوگ من درخ أن روهز وَتْفْسِطُوا لله 
إن اله يحب الْممْسلِينَ 9 لسا َلك اللہ عن الین دلوم في ال وأخرجوكم من ديرم 
وظھروا عل لراك أن توم ومن ولم اوك هم ارہ [الممتسة: ۸ 1۹ء 
فبين الله كك أن الكفار والمشركين علي قسمين : 

قسم يظاهرون بالعداوة» وقسم غير مظاهرين بالعداوة بل مظهرون 
السلم» وذلك بأن يكون بين المسلمين أهل عهد أو أهل أمان» أو یکونوا 
خارج بلاد المسلمين ولكن بينهم وبين المسلمين عهد أو صلحء فهؤلاء 
لاينهي الله كق عن أن يبروا وأن يقسط إليهم؛ كما قال في الآية: ول 
نهک الله عن ال لم تلوح في الین ولد موث بن دنک أن تروش وتقیطوا لم 
إِنَّ أله يحب الْمَقَيطِينَ © 4. وأما الذين ظاهروا علي إخراج المسلمين» 
وبارزوا المسلمين بالعداوة» وسعوا لهدم الرسالة وضعف الدين» فهؤلاء 
لا يجوز توليهم ومحبتهم ومناصرتهم . 
= وأحمد في المسند (۳/ ١۱۲)ء‏ والدارمي (11471)» وأبو يعلى (1/ 1۸٦)ء‏ وابن حبان 

في صحيحه »)5/1١(‏ والحاكم في المستدرك (۹۱/۲) من حديث أنس ويه ٠‏ وقال : 

(هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم یخرجاہ). 





۸ 








المقصود من هذا: أن قول: «المَسْلمْ مَنْ سَلِمَ المُسْلمُون مِنْ لسَانہ 
وَيَدِوِ) لا يهم منه أن المسلم من لم يَسّلم المشركون والكفار من لسانه 
ويده» بل الكفار في حالهم تفصيل» فمنهم من يكون ممدوحاً أن لایسلم من 
ألسنة المؤمنین وأيديهم» ومنهم من ليس حاله كذلك» بل يكون لهم حكم 
المسلمين في عدم الاعتداء عليهم » لا في أنفسهم ولا في أعراضهم ولا في 
أموالهم» والمسألة في هذا ظاهرة. 


2ت گت می تو( حتمال 


رق 
میں 9ے فی 


سکس دجن ادرو ی 
شرح ذ3 5 ا الإسلام COT‏ . 1ت A‏ عیب ری 


۹ 


وَعَنْبَهْزِبْنِ حكيم عِنْ أبيه عَنْ دہ آنه سَأَلَ ر سُول الله عل 
عَنْ الإشلام. ققال: أن يُسِْمَ قَلْبْك للهِ تعالىء وَآَن نوخ وخهك إلى 
الله 4 تَعَالى» وَحُصَلَىَ الصّلاة الْمَكتُوبَة وتودی الرَّكَاة المَفْرُوضَة 


س ل و سے ١‏ 
رَوَاهُ أَخْمَن''. 


الشرح: 


مر ضام حا کو ے ٤ہ‏ 


قال که : (وَعَنْ بز بن حكيم عِنْ ابی عَنْ جو أنه سال رَسُول الله يا 
عَنْ الْإسْلَام) يعني أنه قال :ما الإسلام؟ ققَالَ : أن يسم كك ال اى 
أن وجه وَجْهَكَ إِلَى اللو تعَالَى» وَتُصَلّیَ السلا الْمَكمُوبة وَنُوَدَىَ الگا 
الْمَفْرُوضّةً) . 

هذه النسخة (بهز ز بن كيم عِنْ أبيه عَنْ جَدُو) هذا إسناد مشهور رويت به 
أحاديث كثيرة معروفة عند آهل الحديث» والصحيح فيها أنه إسناد حسن إذا 
صح الإسناد إلى بهز ؛ لأن (بَھُز بْنِ کیم عِنْ أبيهِ عَنْ جَدٌو) طريق معروف 
وجادة معروفة ونسخة معروفةء فإذا صح الإسناد إليه فإنه يكون ما بعدہ 
حسناً؛ كما هو معروف عند أهل العلم . 

قوله: «أَنَهُ سَأَلَ رَسُولَ الله ككل عَنْ الْإِسْلام» المعروف أنه إذا وقع 
الجواب بعد السؤال عن الماهية أن يكون الجواب ركنا أو أركانا فيما وقع 
السؤال عنه» فسأله عن الإسلام؛ ما الإسلام؟ فيأتي ما بعدہ أركاناً للإسلام 


)1١5( أخرجه أحمد (٥/۳)ء وابن حبان (۳۷۲/۱ء ۳۷۷)ء والطبراني فی الكبير‎ )١( 


من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده» وأخرج نحوه النسائي في الكبرى (۲/ »)٤۳‏ 
والحاكم في المستدرك (4/ 341). 





شرح فضل الإسلام 

۷۰ 
مثل ما سبق أن جبریل 182 قال للنبي 5ة أخبرني عن الإسلام . فقال ا : 
«الْإِسْلامُ أن شه أَنْ لا إِلَهَ إلا الله ون مُحَمّدًا رَسُولُ الله يله ونيم 
الصَّلآة» وَْتِيَ الرَّكَاة وَنَصُومَ م رَمَضَانَء وَتَحجٌ ابت إن اسْتَطعْتٌ إِلَيْه 
سہیلا ا فهذه سميت أركان الإسلام؛ لان الجواب وقع بعد السؤال عن 
الماهية» والسؤال عن الماھیة يطلب فيه بيان الأركان؛ لهذا قلنا : إن أركان 
الإسلام خمسة. 

قال بعدها : أخبرني عن الڑیمان؟ء قال : أن توم بالله وَمَلانکټه وَكُسبه 
ورسله وَلَیْم الآخر وَتَوْمِنَ ّ بِالْقَدر ځیرو وَشرواء هذه صارت أركان 
الإيمان الستة» ثم قال : تَأَخْرْني عَنِ الْإحْسَان؟ قَالَ: «أَنْ تَعْيْدَ الله كاك 
تراه فَإِنْ لَمْ تَكنْ تَرَاه مَإِنَهُ يَرَاك ١ء‏ هذا صار ركن الإحسان الوحيد. 

إذا تبين هذاء فهذا الحديث فيه سؤال عن الإسلامء فجاء التفسيرء 
وهذا التفسير الذي فيه يدل على أن هذه أركان للإسلام» وأنه من لم یحققھا 
فإنه لیس بمسلمء أو فاته الإتيان بأركان الإسلام . 

قال پا : اأن يَسْلِمَ قا قَليْكَ لِلَّهِ تَعالی : وَأَنْ نوجه وَجهَكَ إِلَى الله َعَالَى ٤ء‏ 
هاتان الكلمتان هما معنى شهادة أن لا إله إلا الله» ولكنهما بعبارة أخرى 
تبينان حقيقة هذه الشهادة فيما دلت عليه ظاهراً وباطناً . 

أما ما دلت عليه ظاهراً: هو إلا يُعبد إلا الله وحدہء وأنّ عبادة غيره 
باطلة» وهذا هو معنى قوله: «وَأَنْ توج وَجْهَكَ إِلَى اللِٰوء يعني : في أي 
عبادة» في أي أمر» في أي مصيبة» في أي حاجة» أن یکون الرغب والرهب 
والملتجأ والاستغاثة هي بالله كق وحده؛ وذلك أن العرب كانوا إذا أتاهم 


)۱( سبق تخريجه (ص”67١).‏ 


شرح فضل الإسلام 











۷1 


شيء ولوا وجوههم إلى آلهة متعددة» فأتى الإسلام بإسلام الوجه لله كت 
وأن لا يتوجه قلبہ ووجهه إلا إلى الله ك وحده دوئما سوأہ؛ لهذا قال : 


ون نوجه وَجْهَكَ ت إِلَى الها يعني : وحده دونما سواه. ففيها إبطال لعبادة 
الآلهة المختلفة . 


قال قبلها «أن ن يُسْلمَ قليْك للا وإسلام القلب لله كق يعني : إلا يكون في 
القلب معظّم غير الله 28ء وأن یستسلم القلب لله 886 بالطاعة والانقيادء 
وهذا ركن من أركان الإسلام» وركن أيضا من أركان الإيمان بالله» وبيائه : 
أن قلب المسلم لما أسلم ووحد الله قن فإنه منقاد له طائع» والانقياد 
والطاعة نوعان: 

٭ انقياد وطاعة في القلب . 

٭ وانقياد وطاعة في الظاهر. 

والذي هو ركن الإسلام هو الانقياد والطاعة في القلب» إلا في التوحيد 
وفيما يتعلق بالشرك - يعني بنبذ الشرك وأن لا يعبد إلا الله - فهذا مطلوب 
الانقياد فيه باطناً وظاهراً؛ ومن لم ينقد ظاهراً فهو مشرك» أما سائر 
الأحكام العملية مثل أداء الصلاة والزكاة» ومثل تحليل ما أحل الله ود 
وتحريم ما حرم الله 26 إلى آخرہء فهذا إذا انقاد بقلبه وأطاع بأن هذا يجب 
أن يعمل » وهذا يجب أن يُترك» لكنه خالف في الظاهر فإن هذا ليس قادح 
في صل الإسلام» بخلاف ما لو أنه لم ينقد باطناًء لم ينقد بقلبه» فإنه لم 
يسلم لله كق طاعة وانقياداً؛ كأن يقول مثلاً في الخمر في داخله: إنها 
محرمةء ومسلم قلبه طاعة لله كث وانقياداً في تحريمهاء لكنه في الظاهر 
يشرب الخمر أو يتظاهر بها أو يجاهر بهاء فهذا لا يقدح في أصل إسلامه ؛ 
لأنه منقاد ومطيع باطناًء وكذلك في مسائل الزنا والسرقة وسائر المحرمات 


شرح فضل الإسلام 
۲ك 
وقطيعة الرحم وبر الوالدين إلى آخره» وكذلك في مسائل أداء العبادات 
المفروضة العملیة كالصلاة والزكاة إلى آخره» إلا فيما ورد الخلاف فيه 
مثل الصلاة والتفريق فيها ما ر بين الالتزام وعدمه والجحد وعدمه فيمن لم 
يصل ظاھراً. 
إذا تبين هذا فمن أعظم ما يحقق الإسلام: إسلام القلب لله 28 بأن 
لا يكون القلب مستسلما إلا لله 3 وحدهء ومعلوم أن الاستسلام يتبعه 
الطاعة ويتبعه المتابعة ويتبعه الرغب ويتبعه الرهس» فإذا كان القلب مستسلما 
لله ك وحده فإنه ينشأ عن ذلك أنواع كثيرة من العبادات لا تحصى» من ذل 
القلب ومن خضوع القلب مما يجعل حقيقة الإسلام عظيمة» ومما یجعل 
تحقيق الإسلام عند العبد أعظم وأجل . لهذا ينبغي العناية دائما بتحقیق 
الإسلام» وهو ما أراده المصنف كانه فيما يظهر هنا أن يكون العبد مسلماً 
هواه وقلبه وإرادته وقصده لله کن وحدهء وهذا كما قال 36 : ٭وَمَا ما کان مون 
ولا مُژْمنَدٍ إِذَا قضی آله ورسولدہ أمرا أن یہن نے هم لر من أمرهم [الأحزاب: : e‏ 
وقال 5ك ا کان ول اَمَو دا دغوا ا بد وج ولا 
سمعتا سینا اماه [النور: ١ه]»‏ ونحو ذلك من الآيات التي تدل على وجوب 
الالام لمكم اله ف في السات اللية وف امسا العلية وٹ 
الحديث المعروف عن النبي پل قال : ١ل‏ يُؤْمِنُ اَحَدُكُمْ حَتّی يَكُونَ هَوَاهُ نبا 


١ 
٠ لِمَا جئْتٌ ہوا‎ 


)١(‏ أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٤/۸٦۳)ء‏ وابن أبي عاصم في السنة 
(۱۲/۱) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص راء وضعفه ابن رجب الحنبلي 
في شرحه على الأربعين» عند قول النووي: (حديث حسن صحيح رويناه في كتاب 
الحجة بإسناد صحيح) . انظر جامع العلوم والحكم (ص ۷۲۳). 











کے سے مر رو سے مر سی ہے 


کسر يبَر 1 تجذرا ف ایئے> کے اک - لوا ارا ما کہ 
[النساء: .]٦٤٦‏ 


قال بعدها : «وَتُصَلَىَ الصَّلاَةٌ الْمَكُتوَةٌَء قيدها هنا بالمكتوبة يعنى 
المفروضةء والكتاب بمعنى الواجب» ومن ألفاظ الو جو عند لے نے 
لفظ (كتب)» و(الکتاب)؛ كقول الله و : لح سی ا 
اموت [البقرة: 1۱۸۰ء وقوله 8ن : اها اليِنَ اموا کيب يڪم ألمي 
كما کب عل الیک ون يڪ ایر ۳۰ء وقوله ويك : إِنَّ الصَلز رب سے 
عل المرينيرج كتنبا مووتاه (الساء: ۳۰ء وقوله وك : و کب الله و ماک 
[النساء: »]۲٤‏ في سورة النساء بعد ذكر المحرمات'''. 


لد ر نس ہے 


قال : ۇدى الرَّكَاةً الْمَفْرُوضَةًا الزكاة المفروضة | إذا اكتملت شروطھا 
فإن أداءها ركن من أركان الإسلام. 


ولي سے اسر 


يريد المصنف تَا بسياقه لهذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد في 
المسند ورواه غيره أن يبين لك أن إسلام القلب لله ون انقياداً وطاعة» وأن 
تولية الوجه لله كق دون غيره من الاندادء أن هذا من تفسير الإسلام» بل 
هذا من أعظم أركان الإسلام؛ كما فسرها النبي عل . 


(1) انظر مبحث ألفاظ الوجوب فی : شرح الكوكب المنیر (۱/ ۳٥٣‏ - ٣٥۳)ء‏ والبحر 


المحيط للزركشي (۱/ )۲٤٤‏ وبدائع الفوائد /٤(‏ ۳)ء ومعالم أصول الفقه عند أهل 
السنة والجماعة (ص۲۹۸)ء وتيسير علم أصول الفقه لعبد الله الجديع (ص9١).‏ 


شرح فضل الإسلام 

00100 تس٦٢٤٭×هددص-صمسسمسجصدصتے‏ سے سے سے سے سے سس سس بس سس سس ت 

وَعَنْ أبي قلابَة عَنْ رَخل» مِن نْ آهل الشام» عن أبيهء نه سال 

سول الله لا ما الإشلاة؟ قال: : أن شيم قَلَبَكَ لله وَيَسْلْمَ 

لْمُشلِمُو من غ لسانك وَيَدْك). قال: 8 الإشلام أَفْضَل؟ قال: الْإِيمَانٌ 

قال هَمَا يمان قَالَ تُؤمِنْ بِاللّهِ وَمَلآَيَكَتِهِ وَكُتُبهِ وَرُسْلِهِ 
وَبِالْبَعْثِ بَفد الْمَوتِ ۲٥‏ 


الشرح: 


هذا الحديث رواه حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من 
آهل الشام عن أبيه» في قصة أن النبي گل سئل عن الإسلام» فذكر إسلام 
القلب لله وسلامة المسلمين من لسان المسلم ویدہ؛ ثم سيل بل أي 
لإسلام أَفْصَلَ؟ فَقَالَ : «الإيمان»» قَالَ : کَمَا الإيمان؟ قال : : تومن بالله 
مايوه َنُه وَرُسلِهِ وَبالَْثِ بَعْدَ الْمَؤْتَء وتن أنه سل أيضاً قال : 
فان : كاي الْإيمَان مْضَل؟ ئال. : الْهِجْرَةٌ كَالَ: وَمَا الْهَجْرَ؟ قال : ان تَهْجْرَ 
السّوءَ . قَالَ كي ابر أفْضل؟ قال : الجهاد. قَالَ: وَمَا الجهاد؟ قَالَ: 
نْ تَجَاهِدَ أو قَالَ: تقار الكُفَارَإِكا بهم وَلَاكْثُلَ ولا جين 2 
ال رسو ل ضبن صبَعَْهِ: تم عَمَلَان مُمَا أمْصَلْ الأممَال. > إلا مَنْ عمل 
بِمثْلِهِمَاء الها لائ حَجة مَبرورة» أو مر وهذا الحديث من الأحاديث 
التي فيها بيان حقيقة حقيقة الإسلام ومعني الإسلام وعلاقته بالإيمان» وکون سند 


١ 
ف‎ 
N اج‎ 


)١(‏ أخرجه أحمد في المسند »)١١5/5(‏ وعبد الرزاق فی مصنفه (۱۱/ ۱۲۷)ء وعبد بن 
حميك في مسندہ ( ص٤‏ ۱۲)» والمروزي في تعظیم قدر الصلاة )٥١١/١(‏ وابن 
عبد البر فى التمهيد (۹/ ٢٢۲)ء‏ واللالكائى فى اعتقاد أهل السنة /٥(‏ ۹۳۱)ء والبيهقى 
فی شعب الإيمان (۱/ 88 05). 


شرح فضل الإسلام 











۷۵٥ 


الحديث فيه رجل فيه جهالة» وهو رجل من أهل الشامء فهذا لا يضره؛ لأن 
هذا الحديث له شواهد كثيرة . 

فالجملة الأولى وردت فيما سبق من الأحاديث : «أن تَسْلِم لَك للى 
وَيَسْلَمَ الْمَسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِك»» فجمع ما بين حق الله هق وحق 
المؤمنین في أن يسلم المرء قلبه لله وحده» وأن يسلم المسلمون من لسانه 
ويده» فيكون أذّى حق الله كك وحق عباده المؤمنين. 

وهنا فسر الإسلام بخصلتين : 

٭ إسلام القلب والوجه. وهو حق الله ويك . 

٭ والعمل» وهو حق العباد. 

ثم قال : «أي الْإِسْلآم أَفْضَل؟» مما يدل على أن الإسلام يتفاضل ء وأن 
بعض خصاله أفضل من بعض » وأن بعضه یکون تاماً بمعنی يوجدء وبعضه 
يفقد» ولیس من شرطه أن يوجد جميعه أو يفقد جمیعەء لکن هنا بين مَل 
حينما سُئل : » قال: «الإيمان» وهذا هو أفضل الإسلام» ويعنى بالإسلام 
هنا الإسلام العامء والإيمان إنما هو أخص منهء فقال: اتَؤْمِنُ بالله 
وَمَلائِكتِهِ وَكُتبِهِ وَرُسّلِهِ وَبِالبَعْتِ بَعْدَ الْمَوْتِ). 

والإسلام يشمل الدين كله » فالإسلام يطلق ويراد به عموم الدين» ویُطلق 
الإسلام إذا كان مع الإيمان ويرادبه الأعمال الظاهرة؛ كما قال يد : وات 
شراب امنا هل لم نونوا وكين فووا انتا ولک حلي الاين فى کیک > 
[الحجرات: 21١4‏ وكقوله ہے : الِسْلامْ عَلَانِيَة وَالْإِيمَانْ في القَلْب*", 


)١(‏ أخرجه أحمد )۱۳٣/٣(‏ وأبو يعلى (0/ ٣۳۰)ء‏ وابن أبي شيبة )۱٥۹/٦(‏ من حديث 


أنس ووه . 


. شرح فضل الإسلام 
۷٦‏ 
رواه الإمام أحمد في مسندہ بإسناد فيه ضعف » لکن معناه ظاهرء وتشهد له 
الأحاديث الأخرى. 


إذا تبين ذلك: فأفضل الإسلام هو الإيمان» هل يمكن أن يكون إسلام 
بلا إيمان؟ وأن يكون الإيمان بلا إسلام؟ الجواب: لاء وسبق بيان أن 
العلماء اختلفوا هل الإسلام والإيمان شيء واحد أم هما شيئان مختلفان؟ 
وهل المسلم والمؤمن شيء واحد أم هما شيئان مختلفانء على أقوال 
أقربها قولان: 

القول الأول: وهو قول المحققين من أهل العلمء أن الإسلام والإيمان 
إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا''“: يعني : إذا كر الإسلام وحده في 
حديث أو آية فيُعنى به الدين بما يشمل الإسلام والإيمان وغيره» وكذلك إذا 
ذكر الإيمان وحدہ فيعني به الإسلام والإيمان؛ كما قال عله : لإيمان بضع 
وَسِنُونَ شُعْبَةٌ أو بضمٌ وَسَبْعُونَ شب فَأَرفَمُھَا لا إِلَهَ إلا الله وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ 
الأذى عَن الطريق»» فمثّل لشعب الإيمان الكثيرة بأمرين هما من الأعمال 
الظاهرة التي هي أعمال الإسلام : قول لا إله إلا اللهء وإماطة الأذى عن 
الطريق» وهذا بالاتفاق من الإسلام. 


والقول الثاني: هو قول البخاري ومحمد بن نصر وجماعة من أهل 


)۲٥۹ /۷( انظر: كتاب الإيمان الكبير لشيخ الإسلام ابن تيمية كآنه من مجموع الفتاوى‎ )١( 
.)۱۹٦/۱( وفتح الباري (۱/٥۱۱)ء وعمدة القاري‎ 

(۲) أخرجه البخاري (۹) مختصراًء ومسلم )۳٥(‏ من حديث أبي هريرة طبه وفيه: 
١كَأْضَلَّهَا‏ قَوْلُ ا ِلَهَ إلا الله»» ورواہ ابن حبان في صحيحه »247١ /١(‏ والطبراني في 
الأوسط (۲۰/۹) وكلاهما فيه: «أَعلامًا سَهَادَةٌ آَنْ لا إل إلا الله . 


۷غ 


العلم'': أن الإسلام والإيمان شيء واحد سواء اجتمعا أو تفرقا وکل منھا 
يدل على صاحبه» واستدلوا على ذلك بالأدلة التي فيها ذكر الإسلام وني 
به الإيمان» أو ذكر الإيمان وعني به الإسلام» وهي ليست دقيقة في محل 
النزاعء واستدلوا على ذلك أيضاً بقوله کد : ماكحا من کان ہا مِنَ ممن 
فا وعدنا فا عبر بيت من لامي للا چ [الذاريات: ٠۳ء‏ 81 . 

والصواب في ذلك: أن الإسلام والإيمان يفترقان إذا اجتمعا لأدلة 
كثيرة. (قَالَ: أي الإسلام أَمضَل؟ قَالَ : الإيمان. قال : فما الإيمَان؟ قَالَ : 
تؤْمِنٌ باللّهِ وَمَلآنِكيِهِ وَكْه وَرّمُله وَبِالْبَعْتِ بَعْدَ الْمَوْتِاء هذه هي أركان 
الإيمان» والسؤال عن الماهية : ما كذا؟ يكون جوابه من الأركان؛ لذلك هنا 
حصت الأركان بالأركان الخمسة ولم يذكر القدر؛ لأجل أن الآيات التي 
في القرآن فيها ذكر هذه الأركان الخمسة دون ذكر القدر؛ كقوله كك : ءامن 
السو يمآ نرد إل ين کے وَالْمُؤْميونَ کل امن أله ومكتيكد- وکو ومسلو کک 
بھ سس 


بن 2 3 7“ کر ¥ ركسم سرع گر مر لم ر کے کسر 0000 
نقرق بست أحد من ساےہ وقالوا سمعتا واطعنا غفراللک رسا ولك المصير 6* 


اس کے 


ر ر ر 
رم : ۴ عم نر ار 


[البقرة: ۲۸۵]ء وقوله ئن : ینا آلذن اموأ ءایلوا با وَرَسُولة #» إلى أن 
قال ود : «إومن یکفر أله یکیو ويه وَرُسْلِو ولور الآيز حَمّد صل صَكَلا 
بيدا [الساء: 115 ونحو ذلك ؛ لأن القدر ذكر في القرآن منفصلاً ء لکن في 
حديث جبريل 2 ذكر القدرء فأركان الإيمان إذاً ستة هذه الخمسة ومعها 
الإيمان بالقدر. 


وفي حديث وفد عبد القيس في الصحيحين أن النبي يك أمرهم بالإيمان» 


(١(‏ انظر : التمهيد لابن عبد البر (۹/ ۷١٢۲)؛‏ وفتح الباري 2)١١5 /١(‏ وعمدة القاري 





۷۸ 








فقال مرم با لإيمَان الله وَخْتَهُ أَتدْرُونَمَا الْيمَا نّبِاللَہِوَحْنَهُقَالُوا : الله 
وَرَسُولَهُ ألم . َال شا أن لا لَه إلا الله وان محمد وَسُولُ اللو وام 
الصَّلاةٍء وَإِيِنَاءُ الرَّكَاةٍه وَصَوْمُ رَمَضَانَء وَتَعْظوا الْحْمُسَ ه مِنَ الْمَغْتَم''' 
وتأدية الخمس هذا عمل ؛ فدل على أن العمل يدخل أيضاً فى حقيقة الایمان 
ووقع السؤال عنه ب «ما» التي تدل على الركنية» وهذه المسائل لها بسط في 
مواضعه. 

والمقصود هنا : أن ذكر الأركان الخمسة أو الأركان الستة وعدم ذکر 
العمل معها لا يدل على أن جنس العمل ليس ركنا في الإيمان؛ لأنه جاء 
مبيناً في أحاديث اخ والذي عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول 
وعملء وأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح 
والأركان» وأيضا عمل بالقلب» فهو قول واعتقادء وهو أيضا عمل بالقلب 
وعمل بالجوارح : 

أما القول : فظاهر وهو الشهادتان والاستسلام. 

وأما الاعتقاد : فهو اعتقاد وحدانية الله» وتتميم الأركان الستة المعروفة 

وأما العمل : فهو قسمان: عمل الجوارح؛ وعمل القلب . 

وكلاهما ركن في.الإيمان» فلا بد في تحقيق مسمّی الإيمان أن يأتي 
بجنس عمل القلب؛ وأن يأتي بجنس عمل الجوارح» هذا قول أهل السنة 
والجماعة: أهل الحديث أتباع السلف الصالح فيما قرروه في عقائدهم» 
ووقع بينهم خلاف في بعض المسائل التطبيقية مما هو معروف . 


. أخرجه البخاري (۳)ء ومسلم (۱۷) من حديث ابن عباس وا‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
۷۹ 

عمل القلب ما هو؟ عمل القلب هو من جنس إسلام القلب لله 8ء من 
جنس المحبة محبة الرب يك ومحبة رسوله گا ومحبة دين الإسلام» من 
جنس الخوف » والرجاء» والرغب» والرهبء والتوکل ؛ وحسن الظن بالله 

أما عمل الجوارح فهو كل عمل صالح يتقرب به العبد إلى ربه بجوارحه 

إذا تبين هذا فمراد الإمام كث بإيراد هذا الحديث أن تفسیر الإسلام 
يشمل هذا الذي ذكر جمیعا ء فالإسلام يفسر بالإيمان وهو أفضل الإسلام» 
ويفسّر بالأركان الخمسة بأداء حقوق الله ك عقيدة وعبادة» ويفسّر أیضا 
بأداء حقوق العباد المؤمنين» ويفسر أيضا الإسلام بأن يسلم قلبه لله 38 
انقياداً وطاعةء وهذه الأمور هي التي يدور عليها فلك الإسلام» أو يدور 
وأركان الإسلام الخمسة؛ وأداء حقوق العباد» واستسلام القلب لله ود 
وحده دول غيره» وإسلام الوجه إلى الله كق وحده دون غيره. 


سكل LIENS‏ رن چسٹ 








شرح فضل الإسلام 


عي 


بَابُ قۇل الله تَعالَى: ومن يبع ع سكم ا فلن ممل ینہک 





ر 


¥ 
اپ 


قال لہ : (بَابٌ قول الله تَعَالی : وس يبتع ير لسم ديكا من يبر 
مه [آل عمران: ٥ء‏ وهذه الآية سبق الاستدلال بها على وجوب الإسلام 
في : (بَابَ جوب الإسْلام). وهنا عقد لها باباً مستقلاً ؛ وذلك لأنه اذا 
وجب الشيء لا يغني أن غيره باطلء أو أن ما عداه لیس بمقبول» فاستدل 
بالاية هناك على وجوب الإسلام من حيث هو بمعناه العام ومعنا هالخاص» 
وهنا آراد أن یفرد لهذه المسألة باباً مستقلاً يبين فيه أن الدخول في الإسلام 
كما أنه واجب» فكذلك الخروج من الإسلام - بالتفسير الذي سبق- لن 
يقبل من صاحبه؛ ومر فيما سبق من الشرح ذكر الدلالة من الآية على وجوب 
الإسلام. بل استطردنا بعدها على بطلان كل دعوى للأخذ في الإسلام بما 
لم يأمر الله كق بەء لکن نكرر هنا بعض المسائل الزائدة التي تتعلق بهذا 
الموضوع . 

قال كك : «ومن يبتع عير الاسم ديا فان قبل ينه هذه الآية نص في أن 
الإسلام الذي أمر الله َة به عباده أنه من أراد أن یتدین بغيره فإنه لن يقبل منه 
وهو في الآخرة من الخاسرين» وهذا يشمل فتتين : 

الفئّة الأولى: فئة غير المسلمين من أتباع الملل المختلفة والنحل 
المتنوعة» فإنهم بعد بعثة النبي بيه كل من أراد البقاء على يهوديته أو على 
نصرانيته أو على مجوسيته أو على ملته أي كانت» فإن هذا مردود عليه ولن 
. يقبل منه؛ وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي يا قال: «وَالَى تفس 


۱۸1 


م سر لے 


محلو رو لا َع بى أََذمِن زوا ودی ولا تضرَانی ميوت وَل 
يَؤْمِنْ الى أَرْسِلْتٌ به إلا كان من أُصْحَاب النَارِ)"' '» وهذا فی معنى 
لآية؛ لأنه بعد بعثة التي گل فان كز هة باطلةً سوى ملة الإسلام» ويج 
على كل أحد أن یدخل في هذا الإسلام؛ فإذا سمعوا بالنبي بي وعلموا 
دعوته ورسالته» ثم لم يؤمنوا به» فان دينهم لن يُقبل منهم . 

الفئة الثانية: هم من المسلمين من هذه الأمة؛ لكنهم لم يأخذوا 
بالإسلام كما جاء في الكتاب والسنة وكما رضيه الله وبق ورضيه رسوله ہلا 
بل أحدثوا في الإسلام محدثات : وابتدعوا فيه بدعا وضلا لاات جعلوها دینا 
قويما وصراطا مستقيماء بحيث إنها عندهم هي الإسلام» وما عداها باطل 
وضلال» هؤلاء يشملهم أيضاً قول الله وك : «إوَمن يبغ عير سكل ديا فلن 
قَبَلَ مه ال عمران: ۸۰ء يعني : عبادة هؤلاء» ولو كانوا مجتهدين» ولو 
کانوا يظنون أنهم على خير وصواب» فإنها لما كانت ليست على الإسلام 
الصحيح فإنها لن تقبل منهم . 

وهذا أمر عظيم يحتاجه کل طالب علم» يحتاجه كل داعية» بل يحتاجه 
كل مسلم فيما يقيم في نفسه من المحبة والبغض والولاء والبراء وتعامله مع 
الناس المنتسبين لهذه الأمة» فإنه يجد منهم أصنافاً متنوعة» قَلَّ منهم من 
يكون على الإسلام الأول غير مغيّر ولا مبدّل. 

إذا كان كذلك فيعلم أنه مهما كانت عبادات المتعبدين» إذا كانت على 
خلاف السنة» فإنها لا تقبل من أصحابها بنصّ كلام الله كق › فمن ابتغى 
غير الإسلام الذي أنزله الله وك على نبيه ٤‏ فإنه لن يقبل منه» فمن ابتغى 


)١(‏ أخرجه مسلم )۱٥١(‏ من حديث أبي هريرة مَل 


شرح فضل الإسلام 
”مما 
غير الإسلام في العبادات بأن أتى بعبادات جديدة وأضافها إلى الدين فإنها 
لن تقبل منه» حتى ولو كان تعب في تعبده ونصب في عباداته فإن هذا لن 
يقبل منه؛ لأن الله هق لم یبّتل العباد بكثرة العمل وإنما ابتلاهم بحسنه» 
وحسن العمل لابد فيه من الصواب» واقتفاء أثر النبى کل وعدم الزيادة في 
بهذا فان هذه الآية تشمل هاتين الفئتين ء وعليه ستكون الخسارة مختلفة › 
فمن كان على غير ملة الإسلام ولم يدخل في الاإسلامء يكون من أهل النار 
المخلدین فيها وخسارته عظمى ؛ لقوله 6 : ومن يبتع عير السْلیم دِينًا ان 
بقل منه وهو فى الأخْرَة مِنَ الحلسرين ( 4 عر : [Ao‏ « ومن كان من جل 
إثم » وما فعله من البدع والمحدثات كبيرة من الکبائر ؛ ولهذا يخشى عليه في 
ذلك . 
وهذا أيضاً یشمل من ابتدع البدع الكفرية والشركية المخرجة من الملة؛ 
هذا لاشك عاد بالإسلام إلى سنة الجاهلية» وهو أشبه بالذين لم يدخلوا في 
الإسلام أصلا؛ لأنهم خرجوا من دعوى الإسلام» وخرجوا من دين 
الإسلام بالشرك الأكبر وبما فعلوه أو اعتقدوه من الكفريات . 


تج عسل XIAN‏ سال 


AY 


وَعَن بي هَرَيْرة دن قال: قال رَسُول الله كي «تجيءُ الأغمال 


سے 


€ 


ے تا عم 


توم القِيَامَةِء تجيء الصلاة تقول يا رب آنا الصَلاة قَيَمُول, انك 
عَلَى خير ق فَتَحِيءُ الصَّدَقَةٌ فَتَكُول. :يار َب أَنَاالصَدَقَةٌ؛ قَيَقُول. إنَّكِ 
عَلّی خَيْرِء م َجِيء الصّيَامُ َيَفُولُء ا رب أا اليا فَيَهُولُإِنَكَ 
على حْد خَيْرِ كم تَحِيء اْعمَال عَلَى َلك فَيَقُول الله 56د: إِنْكَ على 
خير ثم يجيءَ م الإشلام فَيَکُول: يَأ رب ب أَنْتَ الشلام وان الإشلامء 

فَيَشُول الله ڪه إِنْكَ عَلَى خُر بِكَ اليَوْمَ آخُذ وَبِكَ أغطيء فَقَال 
لله ڪن في كتَابه: ومن نج عير الا للم ديمًا فلن يقبل مه وهو فى 
الْآْرَةَ مِنّ الْخَسِرِينَ © ب٭؛ رَوَاهُ أَحْمَد 0 


الشرح: 


۰ 


ھذا الحديث رواہ الإمام أحمد فی مسندہ في مسند أبي هريرة› من طریق 


عباد بن راشد عن الحسن عن أبي هريرة ر ضيه » وفيه أن الحسن قال : احا 
أبو ھریرة وَنْحَنٌ 3 3F‏ ِالْمَدِيئَة. . . وساق الحديث. 


والكلام في إسناده في مقامین : 

المقام الأول : هو عباد بن راشد» فمن الأئمة من وثقه» ومنهم من 
ضعمه » ومنهم من قال : إنه صدوق عندہ أوهام وله أغاليط . وعدوا هذا 
الحدیث من أغاليطه ؛ لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وله شيئاء 


)۳۱۷ /۷( والطبراني فی الأوسط‎ :)٠١5/١١( أخرجه أحمد (۲/ ٣٦۳)ء وأبو بعلی‎ )١( 


من حديث أبي هريرة ظ4ہ . 


شرح فضل الإسلام 
۸ 








هكذا قاله بعض أهل العلم'''. 
(Y) ۶ ۱ ۶ 8 57 cc.‏ ۱ 
فعباد وثقه جماعة من اهل العلم منهم عبد الله بن الإمام أحمد 
والحسن لم يسمع من أبي هريرة لہ والصحيح في عباد أنه حسن 
الحديث وأنه ليس بضعيف يرد حديثه› ولهذا قال الحافظ ابن حجر فى 
(التقريبس)”" : «صدوق له أوهام». وذلك توازن بين أقوال العلماء لكنه 
فی (تهذيب التھذیب)'ٴ' ن تبعاً لأصل الکتاب ؛ وهو «تهذيب الكمال»(“ 
فالمعتمد أنه حسن الحديث» وإن كان روى بعض الأحادیث التى تستنکر 
المقام الثاني: الکلام عن الإسناد في سماع الحسن من أبي هريرة طط 
وأكثر أهل العلم على أنه لم یسمع من أبى هريرة وَييه» وقال آخرون: بل 


)١(‏ انظر : الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ ۷۹)ء والكامل في ضعفاء الرجال للجرجاني 
(٤/٤۳)ء‏ والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (۲/ ۷۳)ء وميزان الاعتدال للذهبي 
(51/5), 

(۲) انظر: المسند (۲/ ۲٦۴)ء‏ وفيه: «قال أبو عبد الرحمن - يعني عبد الله بن أحمد -: 
عباد بن راشد ثقة ولكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة؟. |.ه. 

(9) انظر: تقريب التهذيب (ص ۲۹۰). 

.)8١/6( انظر: تهذيب التهذيب‎ )٤( 

.)١1١5/١15( انظر: تهذيب الكمال‎ )٥( 


شرح فضل الإسلام 
هما 

وبعض العلماء يوهمون الرواة الذين يقولون عن الحسن أنه قال حدثنا 
أبو هريرة طبه » وبعضهم يقول: إن الحسن قد يقول : (حدثنا أو أخبرنا)» 
ويعني به أهل البصرة» لکن هذا في غير أبي هريرة ذه . 

والصحيح أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وء وهذا هو الظاهر 
إلا فيما ذكر أهل العلم أنه سمع» مثل ما ذكر الحافظ في حدیث أو حديثين › 
مع أنه كان معاصراً لأبى هريرة سنين طويلة ؛ لأن الحسن ولد في زمن عمر 
ابن الخطاب ول4 » وأبو هريرة ضيه كان بالمدينة وتوفي قريباً من سنة ۸٥ھ‏ 
بعد أن توفيت عائشة وصلى عليها وبا . 

المقصود أنه عاصره سنين طويلة› ولكن المعتمد أنه لم يسمع منه؛ لان 
الحسن كان في البصرة وأبو هريرة َيه كان بالمدينة . 

وقالوا: إن الحسن لم يحج في عُمره إلا مرتين» ورحلته إلى المدینة أو 
مكة كانت قليلة؛ ولهذا نفوا سماعه من أبي هريرة 5 إلا إن كان سماعاً 
لحديث أو حديثين» على او وت صا 

قال كانه : «وَعَنْ ابي هُرَيْرَةَ ذل تا قَال: ل الله كلا : 
الْأعْمَالُ يَوْمَ القَامة كتحي الصَّلاءٌ جح اعت اللا € کر 
نل عَلَى حير قوله : ١تَحِيءٌ‏ الْأعْمَالُ يَوْمَ القِيَامَة ڑا العلماء فسّروها على 
أحد تفسيرين : 

٭ منهم من قال : اتتجيء الأَعْمَالُ» يعني يجيء ثواب الأعمال يوم 
القيامة والأجر الذي وضعه الله كك للأعمال”'' . 


- (وأخمد وَغَيْرُهُمِنْ‎ :)۳۹۸/٥( قال شيخ الإسلام ابن تيمية کالہ في مجموع الفتاوى‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
٦‏ 


# ومنهم من قال : تيء الْأَعْمَالٌ أن الله 8 قادر على جعل الأعمال 
تجيء حقیقة'''؛ كما أنه يورّن العمل وتوزن السيئات والحسنات فكذلك 
ھذاء وکما يأتي القرآن يوم القيامة يحاجٌ عن أصحابه» وكما يأتي العمل 
جملة يحاج عن أصحابه» فهذه كلها من جنس واحد. 

وهذا الأخير هو الذي عليه المحققون من أهل السنة والجماعة فی أن 
الأصل في الأمور الغيبية أن تقرّ على ظاهرهاء وأن لا تؤول بتأويلات 
تصرفها عن ظاهرهاء وكون الأعمال تجيء يوم القيامة هذا مجيء غيبي 
لا نعرف حقيقته» وإذا كان غيبياً فيجب إلا يُسلط عليه التأويل ؛ لأن التأويل 
يخرج الحقائق الغيبية عن حقائقها إلى مدركات العباد» ومدركات العباد 
لا تتناول الغيبيات؛ بل إنما تتناول المعهود لهم مما رأوه أو أحسوه 
أو قاسوا عليه. 

فإذًا نقول الصحيح أن قوله : ١تَحِيء‏ الْأَعْمَالُ يَوْمَ القِيَامَوّا أن هذا مجيء 


م 


َو 


= أَئِمّةِ المُنَ - كَسَّرُوا هَذَا الْحَدِيتَ- أي حديث: «اقْرَءُوا البمَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَء نما 
لزَهْرَاوَانِء بايان يوم اليا مََكَأَنْهُمَا عَمَامَئَانِء أو كَأَنْهُمَا ايان . .» - پان الْمُرَادَ به 
مَجِيءٌ ء تراب الْبَقَرَةِ وَآلٍ عِمْرَانَ كَمَا گر مل ذَلِكَ مِنْ مَجيء الأَعمَالٍ في ابر في 
الْقَيَامَةٍ 3 وَالْمُرَادُ مِنْهُ تاب الأَغْمّالِ) | .ه. بتصرف . 

: (وقال الْفْرَظبِيُ في (التَذَكِرَ‎ :)٥٦٢٤ /۱۱( قال الحافظ ابن حجر الله في الفتح‎ )١( 
الْمَوْتُ مَعْتّی وَالْمَعَانی لا َنْقَلِبُ جَوْهَرًا وَإِنَّمَا يلق الله أَسْحَاصَا مِنْ نَوَابِ الْأَعْمَالٍ‎ 
َكَذّا الْمَوْتُ يلق الله بسا يُسَمْيه الْمَوْتُ وَيُلْقِي في قُلُوب الْتَريقیْن اَن هَذَا الْمَرْتَ‎ 
يُكُونُ ذَبْحَهُ ليلا عَلَى الْحُلُودٍ في الداریْن وَقَالَ َيه له مَانع ان ينشىء الله م‎ 
الأغرّاض ااا يلها ماه َا گا لت في ضجیح مم في حَدِيثٍ إِ٤ٗ ابر‎ 
. وَآلَ عِمْرَانَ يَجِيئَانٍ كَأَنْهُمَا عَمَامَئَانِ وَنَحْو ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيتِ) ٠.ھ. بتصرف‎ 
.)٦٦ /۲( وانظر : فيض القدير للمناوي‎ 


AY 


حقيقي» وأن الأعمال تجيء كما ذكر النبي ييا . 

قال: طَتَجيء الصّلاٌ تقول يَا رَبّ أَنَا الصَّلاةُ24 يعني: أن الأعمال 
تتنافس في أن تكون شافعة لأصحابھاء أو أن تكون هي الميزان الذي يوزن 
به أهله» وهذا فيه تقرير لمسألة مهمة: وهي أن هذه الأعمال يكون بينها 
وبين أصحابها محبة ومودة وألفة» بحيث إن كل عمل صالح يريد لأصحابه 
الزلفى والنجاة» فهذه الصلاة تريد لأصحابھا النجاة. 

ثم تجيء الصدقةء والمراد بها هنا الصدقة المفروضة - يعني : الزكاة - 
والنافلة؛ لان اسم الصدقة ة يشمل الاثنين؛ ٠‏ فيشمل الصدقة الواجبة والصدقة 
المستحبةء فيقول الله كن لها : إِنْكَ عَلَى خير وهذا أيضا صرف عن 
إجابة السؤال لهاء يعني : كأن الصلاة والصدقة وغيرها تريد أن تكون هي 
المقدمة في الوزنء يعني : أن تكون هي المقدمة فيما يتميز به المكلفون» ثم 
يأتي الصيام المفروض يريد لأصحابه النجاة أيضاء وترتيبها على هذاء 
وجنس الزكاة أفضل من جنس الصيام» وهكذا فالفضل لهذه الأعمال على 
هذا الترتيب . 

المقصود أن جنس هذه الأعمال يأتي ويريد لأهله النجاة» وأن یکون 
هو الميزان» فمن أتى به كان ميزانه راجحاًء وکان مُعْطاً ومكرماء ومن لم 
يأت به فإنه مَُرّض للهلاك ؛ لکن ربنا ج لما أتت الصلاة قال : لإنك على 
تير لأنها عبادة عد عظیمةء ثم كذلك في الصدقة قال : انث عَلَى عَیْر؛ لأنها 
عبادة عظہ عظیمةء ثم في الصيام قال: لِك عَلَى خَيْ » لأنه عبادة جليلة عظيمة . 


انم نَحِيءٌ الأعْمَالٌ عَلَى ذَلكَ؛ كل الأعمال الجهاد في سبيل الله تد ء 
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء وطلب العلمء والعمرة» والحجء 


شرح فضل الإسلام 
A۸‏ 


وصلة الرحم» يشمل قوله: ١نم‏ تيء الْأعْمَالُ عَلَى ذلك يعني: كل 
الأعمال الصالحة تجيء؛ وکل يريد أن يكون الوزن به وأن يكون هو 
المعيار وهو الميزان» والله كك يقول إنكِ على خير إلى أن يأتي الإسلام . 

وهذا فيه تنبيه إلى > شن لاحب مع من رام شيا ول تح أ يت ماي 
ولا يهججن في قوله» وهذا فيه أدب مهم لطالب العلم فيما يحكم به على 
الأشياءء أو فيما يقَيْم به الأشياءء أو فيما يخاطب به الناس» فربما مثلا 
يأتي من يقول: أنا فعلت كذا وكذا. فيُسمّهء ویٔقال له : كيف نجعلك مثل 
كذا وكذا؟ إلى آخرہء وهذا لاشك من استعجال الناس والعباد وعدم وزنهم 
الوزن العدل والإنصاف والحق في كل الحالات» والله 5 يعلم عباده أنه 
من طلب شيئاً ليس بمستحقٌ له أنه يثنى عليه بما هو فيه» ولا يعطى أكثر من 
منزلته › فقال الله كق للصلاة «إِنْكِ عَلَّى حَيْر)» وللصدقة (إِنَّكِ عَلَى خَیْراء 
وللصيام «إنگ عَلَى حيرا ولجميع الأعمال ١إنْكِ‏ عَلی حيرا ولکن لہ 
يعطها سؤلھاء ولم يلب لها مطلبها ؛ لأنها لا تستحق ذلك» فهي أنت بشيء 
مقدر لكنه ليس هو الميزان. 

قال بعد ذلك الم چيء الإسلام تو لیا رب آنك الام وآ الإشلام؛ 
السّلام) اسم من ن أسماء الله غ من أسماء الجمال لله عله والسلام من 
آثارہ كل سلامة سلم بها العباد. وكل أنواع السلامة لهم في دينهم وفي 
دنياهم فيما دق من الأمر أو فيما جل › فإنما هي من آثار اسمه 5 (السلام) 
و«الْإِسْلامٌ» - كما سبق - من أسلم إذا دخل ۂ في السلم - يعني في اللغة - 
وطلب السلامة» فبيئهما من جهة الاشتقاق مناسبة؛ لأنَ الإسلام فيمن 
أسلم يطلب السلامة» والسلام من أسماء الله كق الذي من آثاره السلامة من 
جميع النواحي والجهات . 


شرح فضل الإسلام 
۱1۸۹ 

لذا فان هذا الدعاء من الإسلام يا رَبٌٍ أَنْتَ السّلامٌء وَأَنَا الإسلامٌ) فيه 
تنبيه للعباد أن یکون مطلبهم ودعاؤهم بالتوسل بأسماء الله كك المناسبة 
لمطالبهم» فإذا كان يريد مطلباً في السلامة فإنه يدعو الله كق بأسمائه 
الحسنی بأسماء الجمال التي منها السلام مثلاً فيما يطلبه ؛ وهذا هو تحقيق 
لقول الله وك : مويه السام ای ادعو باه [الأعراف: 1۱۸۰ء فيدعو العبد 
بما يناسب مطلوبهء إذا كان مطلوبه المغفرة فيتودد إلى الله كك بأسماء 
الجمال له تچ كالغفور والرحيم والودود والتواب ونحو ذلك» وبأسماء 
الجلال أيضا التي فيها عزته وجبروته وهيمنته وكبرياؤه ك لتعرضه لنفحات 
الرب ج وتقدست آسماؤہء وكذلك في سائر المسائل» فالدعاء من أعظم 
ما يكون» فإذا وفق العبد للدعاء بالتوسل والثناء على الله يق ہما يناسب 
e‏ 8ن بذلك . 


٤ 


هنا قال : فقول ا رَبّ أَنْتَ السّلامُ وَأَنَا الإِسْلامٌء قول الله يك : إِنْكَ 
کی نري ال ذذ لی فقال الله ڪك في کِتَابه : ورمن يبتع عير 


ہی 


2 


چا سے کے ج لر رار ا 


لالم دیتا فلن قبل منه وهو فى ارت من الْحَسرينَ 4029 [آل عمران: 45]) . 
قوله : اك اليَوْمَ آخُذ» يمكن أن يكون تفسيرها على أحد وجھین : 
الأول: «بكٌ اليم آڅذ» من الأخذ وهو العقوبة والعذاب» والمؤاخذة 

أيضا. 
والثاني: "بك اليَوْمَ آخُذ» يعني آخذ الوسیلةء آخذ الشفاعة فيكون 
والأول أظهر وهو أنه من الأخذ والمؤاخذة والعقوية والنکالش یعنی . 


شرح فضل الإسلام 

وبك أغطي». يعني : أتكرّم وأتفضل؛ كقوله كك : «9عطة عير دوز » 
[مود: 6604. فدلٌ ذلك على أن الله كق جعل الإسلام هو الميزان؛ لأنه 
يعاقب بتركه ويؤاخذ بتركه ؛ كما أنه یکرم وينعم ويتفضل ويعطي بالإسلام . 
فإذا كان الأمر كذلك فإن تحقيق الإسلام هو أعظم أسباب النجاة» أعظم ما 
يكون به الإعطاء والكرم والفضل من الله ّث أن یحقق العبد إسلامه» وأن 
يكون مسلماً على الحقيقة» وأن من تخلف عن ذلك فهو مؤاخذ» وسيرد 
عليه ما تعبّد به مما ليس من الإسلام . 


وهذا كما ذكرنا يشمل الفئتين: فئة من ليسوا بمسلمين» وفئة أهل 
الإسلام الذين لم يحققوا الإسلام» فهؤلاء مخاطبون بالمؤاخذة ومتوعدون 
بقوله 8 : ومن يبتع عبر الإسللم ديا فلن يقب مه وهو فى الأآخرو مِنّ 
اَلْحَِبنَ نع کے [آل عمران: 86]. 

إذا تبين هذا : فإن هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تهز النفس 
والفؤاد والجوارح في لزوم الإسلام الصحيح وعدم مخالفته إلى غیرہء 
فكما ترى ليست المسألة مسألة العبادات من حيث هي فقط ء وإنما المسألة 
مسألة تحقيق الإسلام» وهذا مما يجب على طلبة العلم وعلى الدعاة إلى 
الله ك أفراداً وجماعات ومجموعات أن يعتنوا به كثيراً؛ لأن الغاية من 
الدعوة والغاية من التعليم هو نجاة العباد وتعبيد العباد لربهم ك » فإذا کانوا 
يدعون إلى شيء لا تؤمن معه نجاتهم يوم القيامة فإنهم على خطر حينئذ» 
وتكون الدعوة ليست على بابھاء وليست على ما يحقق للمرء النجاة إذا 
سلكه . لهذا ينبغي - كمنهج - أن یؤخذ بالإسلام في شموله في الدعوة؛ 
لأن دعوة الناس إلى الإسلام - يعني من المسلمين ومن غير المسلمين - 
بحسب الحكمة والتدرج والبداءة بالأهم فالمهم إلى آخرہء لکن يُدعى إلى 


شرح فضل الإسلام 
١4١‏ 

الإسلام بشموله. فالذي لا يهتم مثلا بدعوة الناس إلى توحيد الله كك 
وتحقيق الشهادتين تحقيق الإسلام» فإنه لم يهتم بالإسلام الصحيح» بل 
اهتم بإسلام يظنه نافعا وربما كان غير نافع . 

من الناس أيضاً من يقتصر في دعوته على العقيدة فقط» دون أن يدعو 
الناس فيما يصلحهم في العبادات» وما يصلحهم في الأعمال» وما يؤدون 
به حقوق العباد» وهذا أيضا فيه نقص . فحقيقة الإسلام - وهو ما فسره 
الإمام في الباب الذي قبله- هو الذي يجب أن يتخذ منهاجا للدعوة» وهو 
الإسلام الذي يشمل جميع ما أمر الله 8ے به أمر إيجاب» أو نهى عنه پچ 
ونهى عنه رسوله ية نهي تحریمء ثم تأتي بعد ذلك المستحبات وغيرها من 
باب التبع . 

وهذا يؤكد أنه يجب أن يُفهم كيف تُحقّق الدعوة في حياة الناس؟ وكيف 
يدعو المرء إلى الله كث وأن تكون دعوته على وفق الإسلام الصحيح؟ إذا 
كان هو سيدعو إلى الإسلام الكامل الشامل فإنه هو في نفسه يجب أن يكون 
ملتزما بالإسلام وتحقيق ما يجب عليه من الدخول في الإسلام» فإذا كان 
يدعو ولا یسلم المسلمون من لسانه ويده فإن هذا لم يأت ہما يحبه الله ك 
ويرضاه في أمر الدعوة» أو إذا کان يدعو إلى شيء من الإسلام ويقول 
الشيء الآخر غير مھمء كالذين يقولون: إن الدعوة إلى العقيدة والتوحيد 
وتفهيم ذلك الناس هذا غير مهم» وبيان التوحيد والشرك وما يضاد حقیقة 
الإسلام أن هذا ليس بمھم؛ المهم كذا وكذاء هؤلاء أيضا لم یرعوا 
الأمانة» ولم يأتوا بالإسلام الذي أمر الله كك به . 


كذلك من اتی للناس بالدعوة للزهديات وترك حقيقة الإسلام وأوامر 


شرح فضل الإسلام 
7 س mm‏ 
الإسلام العظيمة والأمر والنهي والعلم والدعوة إلى التوحيد والعقيدة» 
كذلك هذا مفرط . 
فالواجب إذاً على الجميع أن يتخذوا الإسلام الكامل ؛ كما أمر الله ك 
بەء وکما جاء في الكتاب والسنةء أن يتخذوه منهجا لهم . 


وفيما أرى ويرى الكثير في الواقع أن من أسباب وقوع الخلاف اليوم بين 
الناس في الدعوة وبين الذين يدعون - سواء من الأفراد أو غيرهم - أن 
السبب هو في فهم الإسلام وفي طریقة الدعوة» لکن لو أخذ الجميع 
بالإسلام كله فإنهم حينئذ سيلتقون على كلمة سواءء لکن هذا يراعي جوانب 
لا يراعيها ذاك» وهذا يفرط في أشياء» وهذا يغلو في أشياء» وهكذا حتى 
صارت الامةء حتى صار المخلصون على قلتهم في عموم الأمة متفرقين 
إلى فرق وإلى أقوال وإلى جماعات . نسأل الله كك السلامة والعافية من كل 
ما يخالف طريق الجماعة الأولى. 

إذا تقرر هذا -كما ذكرت في أول شرح كتاب فضل الإسلام- هذا 
الكتاب كتاب منھج؛ كتاب دعوة» إذا نظرت في تطبيق إمام الدعوة الشيخ 
محمد بن عبد الوهاب كه منهج الدعوة والإسلام في دعوته» وجدته أخذ 
ہما جاء في هذه النصوص بحذافيرهاء فدعا إلى الإسلام كله : بأداء حقوق 
الله 8 وحقوق العبادء وبالأمر بالفرائض» والأمر بالمعروف والنهي عن 
المنكرء والقيام بالنصح للراعي وللرعية» والقيام بالحقوق جميعاًء وهذا 
هو حقيقة الإسلام التي وعد الله كك من أخذ بها بالنصر والتأييد» مثل 
قوله وت : وآ سب كما باينا الم @ إت للم الصو €9 وإ دده 


2 لْعَِلونَ 2 4 [الصافات: ۱۷۱- ۱۷۳]ء وفى نحو قوله 6 : سن لسر 











14۳ 


ر لر 


رسلا والبے امنوا ‏ اليو الديا ووم يوم اسهد 69 © اغافر: ١م‏ 
وهذا مما نرجو عاجل بركته وآجل بركته عند الله ¥ في أن يكون لل 
وتقدست أسماؤه رضي منا بما أخذنا به من عموم الإسلام وحلت علينا 
بذلك بركته پ8 وسلامته التي وعد بها من حقق دينه 8# . 


OOS‏ لگ 


2 
وا 


جیں 29ے لا یں سے 
ديس سے 2رہ ےی 


وج أدج رج نياك یىی ۲۱٢‏ 


١55 


وَفِي الصجيج عَنْ عَائْسَةَ و أن رَسُول الله يل قال: «مَنْ غيل 
عَمَلا ليس عَلَيْهِ مر ۲ نَا فهو رَد». ر۵9 م خمد . 


الشرح: 


قوله : (وَفِي الصجيح عَنْ عَاِشَةً وينا) مرفوعاًء ١مَنْ‏ ول عَمَلا لیس عَليه 
أَمْرنا فهو را هذا يريد به الإمام َه بيان أن في قوله : 9#ومن يبتع عير 
اسم دتا فلن مقبل مده [آل عمران: 86] أنه يشمل أهل المحدثات والذين 
عملوا أعمالاً ليس عليها أمره ايء سواء أكانت هذه المحدثات محدثات 
في العقائدء كالذين نفوا صفات الله كك أو اعتقدوا أن الله 6 یجبر 
العبادء أو الذين نسبوا إلى الله كق أشياء ليست له 4# ٠‏ أو كان فى العقائد 
والعمل كالذين عبدوا غير الله فأتوا بالشرك الأكبر» أو الذين أتوا بالشرك 
الأصغر بأنواعهء كل هؤلاء عملوا أعمالاً ليس عليه أمره لہ أعمال قلبية 
أو أعمال جوارح . كذلك البدع المختلفة وهي درجات سبق الكلام عليهاء 
أيضاً كلها من تعبد بها فهي مردودة عليه لن تقبل منه بنص الآية والحديث» 
وصاحبها في الآخرة من الخاسرين» وسيأتي فيما یأتی من أبواب -إن شاء 
الله تعالى- بيان أن البدع من حيث الجنس أرفع درجة من الكبائر» فجنس 
البدعة أشنع وأغلظ من جنس الكبائر» وهذا لا يعني أن كل بدعة أعظم من 
كل كبيرة» لا ولكن جنس البدع؛ لأنها : 

٭ معارَضة للرسول بل . 


1 


.)۹۱ سبق تخريجه (ص‎ )١( 














# وشرع دين لم يأذن به. 

وهذه أعظم من حيث الجنس من ذنوب الشهوات المختلفةء وهذا فيه 
تقرير لما يجب على الدعاة إلى الله كك أن يسلكوه في دعوتهم» وأن ينبهوا 
الجميع إلى خطر المحدثات والبدع والضلالات؛ لأنها مخالفة لدين 
الإسلام» ونبينا يك أعلن أن أصحابها مردودة عليهم عباداتهم» وهذا معناه 
أنها لا تقبل منھمء وأنهم خاسرون ہما اقترفوا من آثام وما اجترحوا من 
بدع وضلا لات . 


¥5 € 5 ےی 5 می 





55 








بَابُ وُخوب الْاسْتَعْنَاءٍ بِمُتَابَعَةِ الكتاب عَنْ كل ما سِوَاةُ. 


قال له : (بَابُ وُجُوب الاستغتاء بِمتَابَعَةٍ الکتاب عَنْ كل ما سِوَاهُ) 
ويعني ب (الْكتاب) القرآن: وفی عدد من النسخ أيضا (وَبِمِتَابَعَتِه عه ) : 
والمذكور هنا كما هو في نسخ معتمدة من هذا الکتاب هو الصحيح؛ لان 
عنوان الباب : (يَابُ وُجُوب الَاسَْفَْاءِ بِمُتَابَعَةٍ الْكتَابٍ عَنْ كل ما سِوَاةُ). 
وسيأتي بيان أن متابعة النبي َة تدخل في متابعة الكتاب» والاستغناء 
بالكتاب يشمل أيضاً الاستغناء بسنتہ ا 

قال ككاثه: (وجُوب الْاسْتَعْنَاءِ)» ولفظ الوجوب هذا مأخوذ أو مستدّل 

عليه ہما أورده من الأدلة التي فيها بيان : شمول الكتاب» وطاعة النبي لاف 
ولزوم الجماعة» والنهي عن النظر في كتب الأمم قبلناء وغضب النبي 4 
حينما رأى في يد عمر طبه أوراقاً من التوراۃ'''. 

و(الَاسْتَعْنَاءِ) يعني الاكتفاء بمتابعة الكتاب» وبمطالعة الكتاب الذي هو 
القرآن وبالأخذ منه» وهذا واجبء ففي الكتاب الذي هو القرآن کفایة 
وفي سنة النبي لاي كفاية . 

وقوله : (عَنْ كُلَّ مَا سِوَاه)ء هذا يشمل كل ما يريد العبد أن يأخذ منه 
الهداية والعلم النافع مما هو سوى القرآن وسنة النبي كَل . 

فإدًا دل التبويب على أن الاكتفاء بالكتاب والسنة» وما جاء في الكتاب 


)١(‏ سيأتي تخريجه (ص۲۱۳). 


شرح فضل الإسلام 
۹۷ 

والسنة من أوجه الأدلة أنَّ هذا واجب لیس للمرء الخيرة فيهء وأن هذا 
يستغنى به عن كل كتاب يُطلب الهدى منه» أو يُطلب العلم النافع منه ؛ كما 
سيأتي بيان تفصيله في شرح الآية والحديث . 

وتبويب الإمام ك لهذا الباب وعقذه له من الأهمية بمکانء بل كل 
متبصر في حال الأمة في حال أهل الإسلامء الذين فارقوا الجماعة 
وأنشأوا الفرق» وتبعوا الضلالات: يتبين له أن سبب ذلك هو أنهم لم 
يستغنوا ولم يكتفوا بما جاء في القرآن والسنن» وهدي الصحابة ون عن 
الكتب المختلفة والآراء العقلية والأقيسة» بل زهدوا في الكتاب» وزهدوا 
في السنن» وزهدوا في الهدي الأول» وأخذوا يتلقفون العلم من مصادر 
أخرى يظنون أن فيها الهداية» وسواء أكان ذلك العلم في أمور التوحيد 
والعقيدة» أم كان في أمور الأمر والنهي والحلال والحرام» أم كان في أمور 
القوانين العلمية التي تنبني عليها العلوم . 

وأصل انحراف الناس في هذه الأمة جاء من أحد ثلاثة أنحاءء أو منها 
جميعاً : 

السبب الأول: أنهم ذهبوا إلى العقل في تقدير أو في إثبات الحق من 
عدمه» وهذا هو الذي يسمونه الفلسفة التي أساسها تقديس العقل» وأن ما 
يمليه العقل الصحيح - حسب ما يزعمون - لا معقّب لهء وهذا كان عند 
أهل اليونان وعند الفلاسفة بعامة» ودخل في هذه الأمة شيئا فشيئأ حتی 
صار تحكيم العقل مقدّما على تحكيم النص» وتوسع في ذلك حتى صارت 
الاجتهادات العقلية مقدمة على ما جاء النص به» وزعم الفلاسفة أن لهم 
قانونا يزنون به الأمور سموه المنطق» بحيث يعصم الفكر - يعني ذلك العلم 


شرح فضل الإسلام 





۹۸ 








الذي يسمى المنطق أو يسمى معيار العلم أو نحو ذلك مما سمي - ويجعلونه 
هو القانون الذي يعرف به صحة الشيء من عدمه؛ لأنه قانون التفكير 
السليم» وقانون الوصول إلى النتائج الصحمحة؛ ولهذا أبطلوا كثيراً مما 
جاء في الكتاب والسنة من المسائل ؛ لأجل إبطال العقل لها بدلالة المنطق 
على ذلك البطلان. 

هذا من جهة التقنين» يعني : من جهة استعمال علم وقانون» لکن تَوْسّع 
في الأمة حتى صار الناس يخالفون العلم الصحيح باجتهاد ليس له معيار 
وليس له قانون أيضاً» فتوسّع الناس في أقوال كثيرة وفي نحل مختلفة ليس 
لها قانون ولیس لها معیار يرجح إليه» وأساسها كله الأخذ بفلسفة اليونان 
وما جاء في هذه الأمة من علوم القوم؛ علوم الأوائل ممن يسمونهم 
بالحكماء» هذا السبب الأول. 

السبب الثاني : أن ضعف العلم بالكتاب والسنة ظن معه أن الكتاب 
والسنة وما فيهما من الأدلة ليس بكافٍ لحاجات الناس؛ وأن حاجات 
الناس يحتاج معها إلى أنواع الاجتهادات في المسائل العلمية وفي المسائل 
العملیةء وهذا باطل من جهات - كما سيأتي - ولو قالوا : إننا نقتصر على ما 
جاء في النصوص وما لم يرد فيها نجتهد فيه . لكان هذا أمراً سائغاً؛ كما كان 
عليه الصحابة و » لكنهم ضَعفَ علمهم بالشريعة فصاروا يجتهدون فيما 
دلت عليه الشريعة» فإذا كانت المسألة في الدليل؛ إذا كانت المسألة في 
الكتاب أو في السنة وفي کلام السلف الصالح و » فما العلم إذاً أن يترك ظ 
ذاك إلى علوم أخرى أو إلى اجتهادات لا أساس لها إلا تفكير أصحابها ! ! 
وهذا كثر جداً في الأمة في المسائل العقدیةء وفي مسائل الفقه أيضا 
والحلال والحرام» وفي مسائل السلوك والزهد والعبادة» حتى حدثت هذه 


شرح فضل الإسلام 
۹ 

الفرق والجماعات المختلفة فی كل بلد وفي کل مصرء فتجد آراء مختلفة 
في العقیدةء وفرقاً متباينة في التوحيد» وتجد فی الصوفیات والزهديات 
والسلوكيات أیضاً فرقاً مختلفة» وكل فرقة تظن أنها هي المفضلةء وكذلك 
في مسائل الفقه تجد أن كل مفتٍ یفتی ہما عنده مما وصل إليه اجتهاده. 
وهو قد قصّر في النظر في نصوص الكتاب والسنة وتحقيق المسائل في 
ذلك» ولو كان الناس استغنوا بالكتاب والسنة» وبما فيهما من الدلائل على 
لزوم هدي السلف الصالح واتباع الصحابةء لضعف الافتراق جدأء وللزم 
الناس منهجا واحداً مستقیما . 

ونحن نرى أيضاً اليوم أن الناس إنما اختلفوا لأجل واحد من هذين 
السببين أو هما معا. 

والسبب الثالث: مما حدث في الامة أيضا في هذا السياسات الجائرة 
أو السياسات الظالمة التي حرفت الشريعة فی مسائل كثيرة» وجعل آهل 
العلم وأهل القضاء وأهل الفتیا يفتون بها لأجل مصلحة دولة أو مصلحة 
فكةع ثم تتابع ذلك ما بين فعل ورد فعل حتى حدث له من الاثار والعواقب 
ما وسع دائرة الافتراق والانحراف عن أساس الدين . 

وسيأتي في شرح الحديث في الباب الذي بعده أهمية لزوم الجماعة 
ومعنى ذلك» وصلة ذلك اللزوم بمتابعة الكتاب والسنة والاستغناء بهما عن 
كل ما سواهما. 

وإذا نظر الناظر في زماننا الحاضر حيث كثر بعد ضعف الإسلام وضعف 
أهل الإسلام» ورغبة كثير من المخلصين في الأمر بالمعروف والنهي عن 
المنکر وفی الدعوة إلى الله 5ء وفي نصرة الإسلام في بقاع المسلمين 


شرح فضل الإسلام 

و" 
جميعاً » نجد أن هذه الأسباب الثلاثة تأتي ماثلة أمامك في أنهم خرجوا عن 
الاستغناء بمتابعة الكتاب والسنة عن كل ما سواه» وأثرت فيهم العقليات» 
أو أثر فيهم ضعف العلم وترك التعلم» أو أثرت فيهم السياسات المختلفةء 
حتى غدوا ما بین خير وشر تعرف منهم وتنكر إلا من تابع العلم الصحيح . 

وتأمل ذلك تجده في الناس ء وكما قال القائل : رك د تر . 

فان الأكثرين ممن خالفوا الصراط الأول : 

# إما أن يكونوا خالفوه عن ضعف علم بما جاء في النصوص فيجتهدون 

# وإما أن تكون أثرت فيهم السياسات فجعلتهم يتصرفون بمحض آراء 
سياسية ) وسواء كانت تلك السياسات منهم ) أو من دول تجاههم. فإنهأ 
أثرت فيهم حتى صاروا بعيدين عن متابعة الكتاب والسنة حق المتابعة 
وأخذوا يتلقفون العلم والحق من هنا وهناك فلم يدركوا ذلك . 











ہے 


وَقَوْلٍ الله تَعَالَى: ورا عك التب یکنا لک مین وہہ الآيَهُ 





الشرح: 


هذه الایة فيها الدليل على أن الله كق جعل القرآن تبياناً لكل شىء 
وأنه نزله سبحانه مفرقاً ليكون تبياناً لكل شيء يحتاجه العباد في أمر دينهم 
وفيما ينفعهم في صلاح العلم والعمل» وهذه الآية كقوله يِه : «آنًا فرطتا ‏ 
التب من کی چ [الأنعام: ۳۸]» ولكن آية الأنعام جرى فيها خلاف بين 
السلف في التفسير: ما المراد بالكتاب في قوله: فلمًّا فَرَطْنًا فى الکتب من 
گُئو 4ء هل هو اللوح المحفوظ أو هو القرآن؟ على قولي. 

أما هذه الآية فالكتاب فيها هو القرآن في تفاسير السلف لا غير لهذا 
استدل بھا 7 جل إلا يقال إن في الآية اختلافا في التفسيرء فقوله: 


کا مكلت 


ونزلنا لكب بيا لکل ب شیع [النحل: ۸۹] يعني : أن الله يب نزل 





(0) انظر: زادالمسیر لابن الجوزي (۳/ ٣۳)ء‏ قال كن : (قوله تعالی : ہکا فرطتا في التب 
من ىو ء في الکتاب قولان: 
أحدهما : أنه اللوح المحفوظ ء روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس مَك : (ما تركنا شيا 
إلا وقد كتبناه في أم الكتاب)» وإلى هذا المعنى ذهب قتادة وابن زيد. 
والٹانی : أنه القرآن روى عطاء عن ابن عباس وها : (ما تركنا من شيء إلا وقد بیناہ 
لكم). ) 
فعلى هذا يكون من العام الذي أريد به الخاصء فيكون المعنی ما فرطنا في شيء بكم إليه 
حاجة إلا وبيناه في الکتاب؛ إما نصأء وإما مجملاً» وإما دلالة؛ كقوله تعالی : وبل 
يت التب ينيدا لحل ْو ء أي : لکل شيء يحتاج إليه في أمر الدين) |. ه. 
وانظر : تفسير الطبري (۷/ ۱۸۸)ء وتفسير القرطبي /٦(‏ ٤٢٥)ء‏ والدر المنٹور للسيوطي 
(۳/ ۷٦۲)ء‏ وروح المعاني للألوسي (۷/ ٤٤٠)ء‏ وتفسير السعدي .)۲٥٢ /١(‏ 


شرح فضل الإسلام 
هذا القرآن من أجل أن یکون تبیاناً لکل شيءء أو أنه ڪٿ أبان فيه کل شيء 
تبياناً وأظهره وجعله ماثلاًء حتی لا يحتاج الناس إلى غير هذا القرآن. 

قال و : تنا لکل سى بَا هنا : تتفُعال من البيان» وهل هي 
مفعول لأجله أو هي مصدر؟ على قولين لأهل العلم . 

ويكون التقدير إذا كان مفعولاً لأجله أن تنزيل الكتاب من أجل أن يكون 
تبياناء يعني : العلة في تبيين الكتاب للبيان. 

وأما إذا كانت مصدراً فتكون للتأکیدء يعني : أن الله 8 نرّل الكتاب 
وأبان فيه كل شيء تبياناً» فيكون مصدراً مؤكٌداً لما فی الفعل المقدر الذي 
دل عليه المصدرء يعني : جعل کل شيء في هذا القرآن بيا ظاهراً لا لبس 
فیەء وإنما هو بيان - يعني القرآن - لكل شيء يحتاجه الناس كما سيأتي . 

قوله ہنا : لكل سیو ء (كل) هذه من ألفاظ العموم - كما هو معلوم 
في الأصول- لكنها من ألفاظ الظهور في العموم؛ لأن ألفاظ العموم على 
قسمین : 

٭ ألفاظ تدل على التنصيص في العموم . 

٭ وألفاظ تدل على الظهور في العموم. 

والألفاظ التي تدل على الظهور في العموم معناه أن يكون العموم فيها 
بحسبهاء وقد يخرج من ذلك العموم ما لا يصلح لما جاء العموم من 
أجل" . لهذا فسَّر السلف وأهل العلم دك شیْء) بأنه كل شيء يحتاجه 


)١(‏ انظر: الإحكام لابن حزم (۳۷۹/۳)ء وأصول السرخسي (١/٥۱۲)ء‏ والإيهاج 


شرح فضل الإسلام 











العباد في أمر دينهم ؛ كما فسرها ابن جریر الطبري ا وجماعة» ومن آهل 
العلم من المتقدمين كمجاهد وغيره فسروا اكل شيْءٍ» هنا يعني الحلال 
والحرام يعني : تبياناً لما أحل الله ق وما حرمء فما أحل الله في كتابه 
فهو الحلال وما حرمه فهو الحرامء وعموم التفسير أوْلی؛ لأن الحلال - 
والحرام هو أحد أفراد هذا العموم. لکن قولہ تچ : یبدا لکل تئیہ 
لا يشمل ما لا ینفع الناس في دينهم ؛ لأن القرآن لم ينزل تبياناً لأمور الناس 
في دنياهم» لم ينزل تبياناً لأمور الرياضيات والجبر والهندسة والفيزياء 
والكيمياء والزراعة والفلك وأشباه ذلك» وإنما نزل للهداية ؛ كما قال ےئ : 
لن هذا الات دی للق ہے فوم 6 الاسراء: 4]» والله غل بحكمته جعل 
الأشياء فيما حولنا وفيما نتعامل به على قسمين : 


القسم الأول: أشياء يدخلها هوى الإنسان: مثل محبته وبغضه» ومثل 
ما يأتي وما یذر من بيعه وشرائه» وتعاملاته» وتعبداته لربه ونحو ذلك» 
فهذه يدخلها الهوى» قد يرغب أن يظلم» ويرغب إلا يتعبد» ویرغب أن 
يأتي بالفواحش» ويرغب أن يكون كذا وكذاء فهذه الأشياء تدخلها الأهواء 
في أمور الشبهات وفي أمور الشھوات . 

والقسم الثاني: ما لا يدخله الهوى 


)١(‏ انظر: تفسير ابن كثير (۲/ 2087)» قال كلف : (وقوله : و عدت التب نس لکل 
ىء 4 › ٠‏ ال ابن مَسْعُودٍ : ۽ َه بين لنا في هذا اقآ ل عم وکل شَيْءِ . 
وَفَال ماهد : گل عَلَالِ وَحَرَامٍ. 
ّل ابْنِ مَسمُوو: : امم وأشمَل؛ نامرا امل عَلَى كل لم اف ن حبر ما سبق 
وَعِلم ما سَيَأتِي؛ وحم كل حَلَالٍ وَحَرّام» وَمَا الاس إل محتاجون في أمر دنياهم 
ودينهم» ومعاشھم؛ وَمَعَادِهِمْ). |.ه. 





والقرآن جعله الله كك هادياً للناس الصراط المستقيم والطريق القويم 
الذي لا يلتبس فيما يدخلّه هوی الناس ء وهو الأمور العلمية والعملية التي 
يحتاجونها . 


أما الأمور التي تسري فيها سنن الله كك هذه لا يدخلها الهوى» فالقرآن 
لم ينزل لأجل بيانها؛ لهذا مثلاً أمور الحساب وأمور الهندسة ونحو ذلك» 
هذه لا يدخلها الهوىء لو قال القائل مثلاً : زوايا المثلث يمكن أن تكون 
مائتي درجةء هذا لا يدخله رغبة الراغب» أو يُصدر قراراً أن زوايا المثلث 
مائتا درجة» أو أنه يأتى من يدعو الناس إلى أن تكون زوايا المثلث مثلاً 
مائتی درجة» أو أن عشرة زائد عشرة تساوي خمسة عشر» ونحو ذلك» هذه 
لا تدخلها الأهواء؛ لهذا الناس إذا أتى من يخبرهم فيها بغير الحق فإنهم 
سيردون عليه ؛ لأنها لا توافق الحق الذي يعلمونه» وهو ليس له هوى في أن 
تكون الأمور الطبيعية على خلاف ما خلق الله 8 . 

ولهذا بخطئ من يجعل القرآن كتاباً فی العلوم كلها ؛ كما زعمت طائفة أن 
القرآن كتاب في الطبيعة» وكتاب في الزراعةء وكتاب في الهندسة» وكتاب 
في الجبرء وكتاب في كذاء يظنون أن هذا فيه رفع لشأن القرآن» وليس 
كذلك. بل فيه إنزال من شأن القرآن؛ لأن الله كك لم ينزل القرآن لذلك» ولم 
يجعله کتاباً في الأمور الرياضية أو الطبية أو الهندسية. . إلى آخره» وإنما 
جعله كتاب هداية فيما تدخل فيه أهواء الناس لتحریف مراد الله كلك فيه . 

أما ما حكمته سنن وقوانين من الله غل وتقدست أسماؤه بأمور الطبیعة؛ 
فهذه الحق فيها سيبين بما أجرى الله من سنته وما أجرى من تقنينه» لهذا 
تجد أن بعض الناس في تفسيره لهذه الآية في كتب التفسير يجعل القرآن 


هه" 


شاملاً لكل العلومء حتى آل الأمر في بعضهم أن جعلوا العلوم المحدثة 
الباطلة التي يردها القرآنء جعلوا القرآن مشتملاً عليها؛ كعلوم التصوف 
والفلسفة والطرق المختلفة» جعلوا القرآن يدل على ذلك کلەء وأمور النظر 
وأمور الحكمة والقواعد والقوانين والمناظرة والجدل وأشباه ذلكء جعلوا 
كل هذه العلوم في القرآنء وهذا ولاشك من الغلو الباطل . 

فالقرآن إذاً تيان كما أخبر الله كك : بيا لکل سوه » أبان الله فيه 
کل شيء ينفع العباد ويحتاجون إليه فيما قد يحرفونه بأهواتهم» أو قد 
لا يدركون الحق فيه مما ينفعهم في آخرتهم. أبانه الله ك بیاناء فکل ما 
يكون من قبيل الهداية في الدنيا أو في الآخرة هو في القرآن» أما العلوم 
الآخری فإن هذه لا تدخل في العموم في قوله : «لكل شَيْءِ) لعدم اشتمالها 
على الهداية في الطريق الذي يلتبس على الناس . 

إذا تبين ذلك: فقوله وك : ورا عك التب يا لگ شَنْء» 
والاستغناء بالكتاب» هل معنى هذا أن السنة وأقوال الصحابة ليست مما 
يۇخذ به ويستغنى به؟ 

الجواب أن هذا هو من الكتاب» فالاستدلال بالسنة من القرآن» 
والاستدلال بأقوال الخلفاء الراشدین من القرآن» وكذلك الاستدلال بأقوال 
الصحابة في القرآن؛ ولهذا كما روى البخاري وغیرہ''' أن ابن مسعود طط 
قال: الَعَنَ اللهُالْوَاشِمَاتٍ وَالْمُتَوَشّمَاتِ وَالْمُتَتَمُضَاتٍ وَالْمتَقَلجَاتِ لِلْحْسْنٍ 
الْمُمَيرَاتٍِ حل اللّواء فأتته امرأة فقالت : يا ابن مسعود لقد قرأت القرآن ما 


.)۲۱۲٢( أخرجه البخاري (٦۸۸٦ء ۹۳۱٦ء ۵۹۳۹)ء ومسلم‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
بت رص كا 
بين دفتيه فلم أجد لعن الله لما ذكرت» قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه 
لقد قال 38 : وما 2 الرسول دوه وما تنک عد اھا [الحشر : ۷]؛ 
وقد لعن رسول الله ئي كذا وكذاء استدل ابن مسعود بما جاء في القرآن 
على أن السنة في القرآنء وهذا استدلال أصولي عميق؛ لأن دليل السنة 
والأخذ بها طاعة الرسول ية ومتابعة النبي بي هذا في القرآن» وفي القرآن 
تبيانه وفي القرآن إظهاره» فإذا الاستغناء بالقرآن يشتمل على الاستغناء ہما 
دل عليه القرآن من متابعة النبي اَل وهذا فيه إدخال السنة في الاستغناء 
بمتابعة الكتاب عما سواه. كذلك أقوال الصحابة نچ فهي داخلة في قول 
الله كك : «ؤومن ياق السو مِنْ بعد ما بين له الْهَدَى وتي عر سیل 
الوم ول ما تل وَنْصَلوء جم وسات مَصِيًا 40> [الساء: ۱۰١٦ء‏ وفي 
قول الله وك : لیے جَلمُو بن بَحْدِهِمْ قولوت رتا أَغْفِرَ نا وخرت 
الاب سبوا لمكن ولا تل فى تا غلا لین امنأ ربا نك رو تح 4 
[الحشر: »]٠١‏ وكذلك الذين اتبعوهم بإحسان جاء النص عليهم في القران. 
فإِذًا يكون اتباع هدي الصحابة وإ » وهدي من اتبعهم بإحسان مما جاء 
في القرآنء فيكون القرآن إذاً دل على أن السنة حجةء وأن أقوال الصحابة 
ومنهج الصحابة وهدي الصحابة حجةء وأن لزوم طريقة الصحابة والتابعين 
كذلك حجةء فيكون إذاً الاستغناء بالكتاب هو استغناء بالسنةء واستغناء 
بهدي الصحابةء وبما جاء عنهم وعن التابعين في مسائل العلم . 
إذا كان الأمر كذلك فنقول إذاً: إن الآية دلت على الاستغناء بمتابعة 
القرآن والسنة وهدي السلف الصالح عن كل ما سواها . 


وإذا تبين ذلك: فإن أصول العلوم النافعة التي يحتاج إليها العباد في 


شرح فضل الإسلام 
دينهم وآخرتهم أتم الحاجة ثلاثة : 

الأول : العلم ہما يستحقه الله ټل من توحيده في ربوبيته وتوحيده في 
عبوديته - توحيد الألوهية - وتوحيده في أسمائه وصفاته» وهذا النوع من 
أنواع العلوم موجود في كتاب الله ك . 

والنوع الثاني : علم الحلال والحرامء معرفة ما أبيح لهم أن يفعلوه» أو 
ما مروا به إما فرضاً أو استحباباًء أو ما ُرم عليهم» وهذا هو المسمی بعلم 
المقه› یعنی . علم الحلال والحرام: وهذا هو الذي فسر به مجاهد اه 
قوله &4 : مل يَنيننا لکل سى ڈالنسل: ۸۹ء وهذا من أصول العلوم النافعة . 

والنوع الثالث : هو العلم ہما يكون العباد عليه بعد مماتهم» إلى أن 
يكون أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار» وهذا هو المسمى بعلم اليوم 
الآخرء أو علم المعاد. 

وهذه العلوم الثلاثة هي أصول العلوم النافعة التى تحى القلب» وتجعل 
القلب یقظاً حياً عالماً بمراد ربه منه» وهذه العلوم النافعة كلها في القرآن على 
أتم بيان وعلى أتم تفصيل ؛ وعلم التوحيد هو ثلث تلك العلوم ؛ ولهذا 
قال اة عن سورة الإخلاص: (إِنَھَا لتَعْدِلُ ثلث الْقَرْآن''' ؛ لأن ثلث القرآن 

وبتقسيم آخر: فإن لله كك أمرْ وخبرء وقد أنزل الكتاب على رسوله كَل 


شرح فضل الإسلام 

القسم الأول أوامر: وفيها الحلال والحرام . 
وأتباعهم. وقصص المعرضين عن التوحيد من المشركين ومن شابههم. 
وأمر المعاد وما يحصل بعد الممات إلى دخول أهل الجنة الجنةء ودخول 
أهل النار النار. 

وهذا أحد نوغي الخبر الذي للعباد به حاجة أيما حاجة ؛ ولهذا قال يه : 
ورلا عت التب بَا لکل َي ء فكل علم يحتاجه العباد في صلاح 
قلوبهمء وصلاح أعمالهم. وصلاح دنياهم لآخرتهم وما يكونون عليه في 
آخرتھمء فهو في القرآن» فإن احتاجوا معرفة حق الله كك فهو فی القرآنء 
وإن احتاجوا إلى معرفة أسماء الله كث وصفاته فهي في القرآن على أتم بیانء 
وإن احتاجوا إلى معرفة الحلال والحرام فهو فی القرآن» وإن احتاجوا إلى 
معرفة مصيرهم وأحوال اليوم الآخر فهو في القرآن. 

فالله ك قد أكمل لنا الدين» وأتم علينا النعمة» قال يل : الوم أ كلت 
لکم یتک ومست یک نِعَمَتى [المائدة: ۴]ء وأكبر النعمة وأكبر الفضل بهذا 
القرآن؛ كما قال 44 : علاقل بقضل اله ورخییہ ذلك فيو هو حبر يِن 
معن یا € [يونس: : [oA‏ 

وفد روى أبن أبي حاتم بسنده عن ابن ن عباس چا أنه فسر هذه | الآية 


بقوله : افضل الله الْقرآن+''۶. 


= .)۱۹۵۸//٦( انظر: تفسیر ابن أبي حاتم‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
۲۹ 


فالله يل أتم علينا النعمة والفضل والرحمة بهذا القرآنء فكل هدى. 
وکل شفاء» وكل خیر؛ وكل علم ينفع العباد في دينهم وفي آخرتهم » فهو في 
هذا الكتاب؛ ولهذا قال المؤلف كثه: (يَابُ وُجُوب الْاسْتَغْنَاءِ بمُتَابَعَةٍ 
الكتاب عَنْ كَل مَا سِوَّاةٌ)؛ لأن الھدی كله فيه » ولأن الخیر كله فیەء ولأن 
أصول ما ینفع العبد وتفاصيل ما ينفع العبد في هذا القرآن. 

والسنة كلها بمجملها وتفاصيلها هي في آية واحدة في كتاب الله ك وهي 
قوله 4¥ : وما لكك ارول موہ وما تنگ نه كانهو [الحثر: ۷ء 
يعني : سواء كان آتاكم بالأخبار التي يجب عليكم تصديقهاء أو بالأوامر 
والنواهي التي يجب عليكم الالتزام بهاء فيجب عليكم أن تأخذوا ذلك» 


= قال ابن الجوزي في زاد المسير (4/ :)٥٤‏ (قوله تعالى : #كلٌ صل أل وريد فيه ثمانية 
أقوال : 
أحدها : أن فضل الله الإسلام» ورحمته القرآن» رواہ ابن أبي طلحة عن ابن عباس ووي 
وبه قال قتادة وهلال بن يساف» وروي عن الحسن ومجاهد في بعض الرواية عنهماء 
وهو اختیار أبن قتيبة . 
والثاني : أن فضل الله القرآن» ورحمته أن جعلهم من أهل القرآن» رواه العوفي عن ابن 
عباس وا وبه قال أبو سعيد الخدري والحسن في رواية. 
والثالث : أن فضل الله العلم» ورحمته محمد ييو رواه الضحاك عن أبن عباس گا . 
والرابع : أن فضل الله الإسلام» ورحمته تزيينه في القلوب» قاله ابن عمر وا . 
والخامس : أن فضل الله القرآن ورحمته الإسلام» قاله الضحاك وزید بن أسلم وابنه 


ومقاتل. 
والسادس : أن فضل الله ورحمته القرآن» رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد واختارہ 
الزجاج . 


والسابع : أن فضل الله القرآنء ورحمته السنة» قاله خالد بن معدان. 


شرح فضل الإسلام 








وما نهاكم عنه من الأفعال فانتهواء فما آتانا من الأخبار والأوامر نأخذه. 

وهذا أصل عظيم لعلوم الإسلام النافعة التي هي تفصيل لتلك العلوم 
الثلاثة : العلم بتوحید الله العلم بالفقہ العلم بالمعاد. 

وقد ذكر بعض العلماء أن كل علم موجود في كتاب الله وك وقد أطال 
السيوطي في كتابه الإکلیل'''ء وذكر أن کل العلوم مستخرجة من كتاب 
الله» ونقل نقلاً طويلاً عن بعض العلماء فی بيان هذا الأمرء ولكن هذا 
لیس بمعتمد» فإنه لا يخلو من تکلفء بل إنه نقل أن العلوم المبتدعة مثل 
التصوف ونحوه أنها مستقاة من کتاب الله وأنها مستفادة من کتاب الله كك 
حتی السحر والتنجيم والفلك جعلوها مستفادة من كتاب الله يك والجبر 
والهندسة والطب ونحو ذلك جعلوها مستفادة من كتاب الله 8 . 

ولا شك أن في كتاب الله كق بياناً لأصول كثير من العلوم» مثل ما يذكره 
بعض علماء المسلمين في أن القرآن هو أول من نبه إلى الجبر وعمل 
المعادلات؛ وحل المجاھیل؛ ونحو ذلك من أنواع العلوم الأخرى مثل 
الهندسة . 

ولكن لا يسوغ أن نجعل القرآن کتاباً أتى لبيان الفلكيات أو لبيان الطبيات 
أو لبيان أحوال الهندسة أو الجبر أو نحو ذلك» وهذا لا بد من التنبيه عليه ؛ 


)۱( نقل كلامه بطوله الشنقيطي لن في نه تفسيره أضواء البيان (۲/ ٤۲۷‏ - 224154 ثم أعقبه 
بقوله : (وَإِنّما ونه کی مََ وله ز لما فيه من إيضاج : ان الْقُرَآنَ فيه بيان كل شَيْءٍ . 
وَإِنْ كَانتٌ فی کلام الْمَذْكُورٍ أَشْيَاءٌ جَدِيرَة بالانَتقادِ رتا مُنَافَشْتھا خرژف الإطالَة 
الْمُمِلَّىَ مع رة اْمَائِدَةٍ في اكلام الْمَذْكُورٍ فی الْجْمْلَةِ). أ.ه. 


شرح فضل الإسلام 
51١‏ 
لأن بعض المفكرين فى هذا العصر أرادوا أن يجعلوا القرآن فيه هذا كله 
وهذا لا شك أنه من الباطل ومن الضعف » ولم ينزل القرآن لذلك؛ لآن 
الله كك أنزل القرآن لعموم الهدى والرشاد. 
وكذلك التأصيل سواء فى أصول الدين أو فى أصول الفقه فإنه ما كان 
في كتاب الله فهو مقبول» وما لم يكن في كتاب الله فهو مردود علي أهله. 


والسنة موجودة في القرآن؛ لأن الله ل يقول: ووس ياق اَلرَسُول من بعد 


ما َب ل الى وتي ير بل ألمي ولو ما تو ولاو جَهَکم وسات 
مَصِيرًا © 6 [الساء: 21١6‏ وقد استدل بهذه الآية الشافعی كث" وغيره من 
أئمة الإسلام على أن القرآن فيه دليل الإجماع » وكذلك ما جاء في السنة من 
الأدلة على اتباع الخلفاء الأربعة”''» فهي في القرآن؛ لأن طاعة النبي كلل 
واجبة وفرض ہما جاء في القرآن . 


فالعلوم المتفرعة من الكتاب والسنة وفهم معانيها والتأمل فيها هذه 
علوم نافعة» أما العلوم المحدثة مثل التصوف» والفلسفة بمعناها الواسع. 
وقانون الفلسفة الذي هو المنطقء وما ابتدع من الكلام في أصول الدين. 
هذه كلها علوم غير نافعة» ومن ظن أنها نافعة فان ضررها أكبر من نفعهاء 


)١(‏ انظر: تاریخ دمشق (91/ ٣٦۳)ء‏ والإحكام للآمدي (۱/ ۸٥۲)ء‏ و سير أعلام النبلاء 
»)85/٠١(‏ وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي (۲/ 155). 

(۲) إشارة إلى قول النبي 4ل : ١‏ عَلَیْكُمْ بستتي وَسْنَةِ الْخُلَفَاءِ الرّاشِدِينَ الْمَهْدِيّينَ مِنْ بَعْدِي؛: 
أخرجه أبو داود (4791)» والترمذي (757175)» وقال: (حديث حسن صحیح): 
وابن ماجه (٤١ء »)٤۳‏ وأحمد (٤/٦۱۲ء‏ ۱۲۷)ء والدارمي (۹۵)ء وابن حبان 
(۱۷۸/۱ء ۱۷۹) من حديث العرباض بن سارية ط4 . 


شرح فضل الإسلام 
1۲ 











وقد أفتى العلماء بحرمة الاشتغال بها ؛ وذلك لأنها لا تنفع في بيان القرآن. 
والله ك جعل القرآن تبياناً لكل شىء وهذه العلوم فيها محادة للقرآن؛ لأن 
فيها تأصيلات مضادة لما أنزل الله وق في كتابه . 


ہے 
کے 


ق 
یں یی فی 


سکن این د وی 
شرح 5 ۰ | الإسلام GOM‏ ہے ات © AIAN‏ 


` 
وَرَوَى النّسَائَيُ وَعَیْرْ ره عَنٍ الذي يه أنه رای فِي يَدِ عُمَرَ بِنَ 
الخطاب وا وَرَقَةّ مِنَ التّوْرَاةٍ كَقَال: مُهَو ڪون يا اين الخطاب؟ 
لَقَدُ حِنُتُكُمْ بها بَيْضَاءَ نَقِيّهَ وَلَؤْ كان مُوسَى حَيًا وَتَبَفْتُمُوهُ 
وَفِي رِوَايَة: وولو كان مُوسَى حَيا مَا وَسِعَهُ إلا اثْبَاعيء مال 


حم 


عَمَرُ لہ : درّضِیتا الله رَفّاء َبالإشلام دِيئاء وَبِمُحَمَّدِ َب“ 


الشرح: 


هذا الحديث عزاه المؤلف كه للنسائی ولخير النسائىء والحديث رواه 
جمع من أهل العلم» منهم الإمام أحمد في مسندہ من حديث جابر ومن 
حدیث غيره» ومنهم الدارمي وأبو يعلى وجماعة كثيرون من أهل العلم 
وله طرق مختلفة عن جمع من الصحابة ون“ وقد ذكر تخريجه مطولا 
وأحسن فيه الشيخ ناصر الدين الألباني كاش لله في إرواء الغليل”' اه وحسنه» 
ولم يذكر في تخريجه رواية النسائي التي ذكرها المؤلف هناء فيُنْظُرٌ ذلك . 

والحديث فيه أن عمر د طبه كان في يده ورقة من التوراة» انتسخها من 


,2)٠١7/4( أخرجه أحمد (۳/ ۳۸۷)ء والدارمي فی سئنه (٤۳٦)ء وأبو يعلى‎ )١( 
وعبدالرزاق في مصنفه (٦/۱۱۴)ء وار بن أبي شيبة (١٢٢٢٦۲)؛ وابن أبي عاصم في‎ 
. من حديث جابر تہ‎ )7٠١١ /١( السنة (۱/ ۲۷) والبيهقي في شعب الإيمان‎ 

(۲) انظر: إرواء الغليل (5/ 4 7). 


شرح فضل الإسلام 
1٤4‏ 
أهل الكتاب» فلما رآه ابي ييه يطالع فيي غضب» وقال: ٦‏ َمِٹھُوکونَ يَا 
ابْنَ الخطاباء 5 مهو کون يعنى : أمتحيرون. یعنی 5 یعنی : أفى حيرة أنت؟ فی 
شك أ: نت؟ أفي ریب أنت مما - جئت به ؟ 


وقال : لد حنكُمْ يها يعني : بالشريعة» 'ييِضاء ينه لايدخلها لبس 
ولا تحريف. ١‏ وَلو گان مُوسَى حيا وَاتبَعْتَمُوه وََرَكْتُمُونِي لَصَلَلتَمُ؛ لأن 
رسالة النبي پا هي خاتمة الرسالات؛ ولآن نبوته هي خاتمة النبوات› 
وكتابه الذي هو القرآن هو خاتم الكتب» وهو المهيمن على كل كتاب . 
فإِذًا لا يجوز النظر فيما سبقه من الكتب بعد ما أنزل الله كك الكتاب . 
وفي رواية: ١‏ وَلُوْ گان مُوسَى حًا مَا وَسِعَهُ إلا اتبَاعي)؛ لأنه بعد بعثة 
النبي لا یجب بجب على الجميع أن يؤمنوا بەء وكانت رسالة کل رسول خاصةء 
ورسالة محمد کا عامة لی الناس جميعًء قال 36 : نل انها الاش إن 
سول أله جم یکا [الاعراف: ٥۸‏ «9وما أَرسأتتك إلا رة ع4 
[الأنبياء: ۰۷١]ء‏ فر سالته کک : تعم الثقلین الجن والإنس؛ وكل رسول کان يرسل 
إلى قومه خاصة» ومحمد ية أرسل للناس عامة. 
فهذا يدل على أنه لا يجوز النظر فيما سبق من الكتب» ولا أن يتبع غير 
النبي لاف ولو كان أحد من الأنبياء موجوداً حال بعثة النبي إل لاتبعه؛ فإن 
عيسى ا رفع حياً : ارما کو کا صابیہ لیکن سيد لدي [الساء: ۷٥1۱ء‏ 
وينزل في آخر الزمان في دمشق في المسجد الذي بناه بنو أمية عند المنارة 
البیضاء -كما جاء في الأحاديث الصحيحة-» فینزل حكما عدلاً مقطا 


)١(‏ إشارة إلى حديث أبي هريرة طبه الذي أخرجه البخاري (٢۲۲۲ء‏ ٤٤٣۳)ء‏ ومسلم 
(٥٥۱)ء‏ وفيه أن رسول الله يل قال : « وَالَذِي تَفْسِي بيه لَيُوشِكنٌ أَنْ رل فيكم = 


شرح فضل الإسلام 











51 


ويكون مأموماً في تلك الصلاة» فيأتي فيعرفه الناس فیأتي الإمام يتأخر ليتقدم 
رسول الله عيسى #4 فيدفع عيسى 4 بالإمام ويقول: إمامكم منكم 
تكرمة الله لهذه الأمة. فينزل يحكم بالقرآن ويدع الإنجيل ويأمر باتباع 
محمد پل فهو ت بعد نزوله یکون من أتباع النبي يكو ولما لقيه في 
السماء لقيه جسداً وروحاً وآمن بنبينا ہل . 

٠‏ ولهذا من االفاز التي يلف بها بض أهل العلم أذ يقال من : وجل من 
نل ل بی اک الصا ی لانيل 
ولهذا هو من الأمة ولقد لقي النبي بلا ليلة المعراج وآمن به . 

المقصود من ذلك أنه يجب متابعة النبى ية والاستغناء بالقرآن وعدم 
النظر في التوراة» وهاهنا دل الحديث على تحريم النظر في التوراة» وعلى 





مع سح سر سی سور مسا 


کی ل اڪ 


مُقْسِطاء يكير الصَّلِيبَ َيل الحْنْزیرء ضح الجزنگ وَيَفِيضٌ الْمَالُ 


اح الا أحمد فی مسندہ (۳/ «(1Y‏ من حدیث جابر ماد بعد أن ذكر فتنة 
الدجال: «. . . فَیَفْرُ الْمُسْلِمُونَ | ِلَى جل الدكَانِ اشام یاون یاضر شد 
حابم هدا هب . لم بنى ابن م اين اشر ٠‏ فیقُول : 
5 نی سی شر بس سی : هذا رل جنٌ » 


سی ہے ا لل سر 1 عم مر مع 


ا ون فَإِذا هم پویسی أبن مریم مام الصَّلاةٌء مال له : تقدم يا روح الله فیقول : 


لتق٥‏ دم إِمَامُكُمْ كُليْصَلَ يكم إا صلی صلا البح حَرَجُوا | يهف قال : (فْحِينَ يَرَى 
كذ ْمَك انمت ار ف الما يشي ايه وله حى إن الكُجَرَة وَالْحَجر 


2 


يتاي : يا روح اللهء هذا يَهُودِئٌُ ٥ء‏ قلا برك می کان يبع أحَدًا ! إلا كتَلهُه. 


شرح فضل الإسلام 





۲۱1٦ 








غضب النبي امن ذلكء وأن المرء إذا نظر فهو يكون في شك من أمرہ؛ كما 
قال ا لعمر ظلللہ : «أمْتهَوّكُونَ يا ابْنَ الحطّلاب)ء أمتحيرون» أمتشككون 

إذا تبين هذا فالعلماء لهم قولان في النظر فى التوراة: 

القول الأول : يحرم النظر في التوراة أو الإنجيل أو في الزبور مطلقاء 
یعنی : لأي أحد سواء أكان عالما ام غير عالم» وسواء في وقت التنزيل 
أم بعد وقت التنزيل» وهذا قول جمهرة كثيرة من أهل العلم . 

والقول الثاني: أن ذلك يحرم لکن لیس على إطلاقه» فیجوز لأهل 
العلم الموثوق بهم أن ينظروا في التوراة لغرض إبطال دعوى اليهود. 
أو دعوى النصاری› أو لنْصرة الدين» أو ما شايه ذلك فى مسائل الدعوة 
إلى الله كك والجهاد العلمى . 

وهذا القول الثاني هو الذي اعتمده كثير من أهل العلم''' وألفوا كتبا 
كثيرة في بيان بعض التحريفات التي اشتمل عليها الإنجيل والتوراة. 

بل تب شيخ الإسلام ابن تيمية کا کتابا سماہ (الحواب الصحيح 
لمن بدل دين المسيح) فيه نقول كثيرة عن التوراة والإنجيل » وكتاب لابن 
القيم يآ (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) أيضاً فيه نقل كثير 





)١(‏ قال الحافظ ابن حجر تكله في الفتح (۱۳/ ٢٢٥‏ - /017): (. . . وَالَّذِي يَظهر أن کرای 
او o‏ 0 5 00 8 سے e‏ 5 بث ہوم رو پچ ره ہہ مه 
ذلك للتنزيه لا للتخريم ٠‏ والأولى في هَذو المَسألة التفرِفَة بِيْنَّ مَنْ لم یَتَمَکنْ وَیَصِر مِنّ 
الرَاسِخِینَ في الإِيمَانِء قلا وڙ له النَّرٌ في شَيْء مِنْ ذَلِكَء بخلاف الرّاسِخ فََجُورُلَہ 
وَلَا سِيّمَّا عِنْدَ الاحتيّاج إِلَى الرّدُ عَلَى الْمُخَالِفِء وَیَدُن عَلَى ذَلِكَ تفر الْأَئِئَةٍ قري 
وَحَدِيئًا من الَا وَإِلرَامُّهُمُ اهود دیق بِمُحَمّد کي ما بَسْتَحْرِجُونَه ِن كِتَابِهمْ : 
م مات هم - 2 ۳ ر ت 1 
وَلَوْلا اغْتِقَادْهمْ جَوَارَ النظر فيه لما فَعَلوهُ وَتَوَارَدُوا عَلَيْهِ. . . . ) |.ه. 


شرح فضل الإسلام 
1¥ 


عن تلك الكتب» وكذلك القرطبي وجماعات من أهل العلم نظروا في ذلك 
لغرض نصرة الشريعة» وهذا هو المعتمد في أنه لا يجوز لأفراد الناس 
وآحاد طلاب العلم أن ينظروا فيها ؛ بل يحرم ويأثم من نظر فيهاء ولكن إذا 
كان نظرہ نظر عالم راسخ في العلم لقصد الجھادء فإن هذا جائز بحسبه؛ 
لأنه ئي لما أمر برجم اليهودي الذي زنى باليهودية قالوا: إن الرجم ليس 
في كتابناء قال : «فاتوا بِالتَوَرَةَ انوا إن كحم صروت ) لاک عمران: 197ء 
فأتوا بالتوراة فنظر فيه النبي كر ووضع اليهودي يده أو إصبعه على آية 
الرجمء فقال عبد الله بن سلام ذه : مره يا رسول الله أن يرفع يده فالآية 


(١) 


تحت يذه 

المقصود من ذلك: أن الحدیث دل على التحريم وهو على بابه. 
ويستثنى من ذلك من ذکرنا من الراسخین ۂ في العلم الذين لهم قصد صحيح 
في الجهاد في سبيل الله . 


اذا تبين هذا فھل اهي عن النظر في التوراة والإنجيل لأجل أنها 


ن١ أخرجه البخاري (٣٥٣٣٦۳ء ٤٤٥٥)ء ومسلم (1798) عَنْ عبد الله ن عُمَرَ اء‎ )١( 
الود ججاءُوا إلى رَسُولِ الله عاف روا له أن رَجُلا ِنَم وَامْرَةٌ راء قال لَهُمْ‎ 
رَسُول اللہ بلا : ما نَجِدُونَ في التَورَاة في شَأَن الرّجُم. ًالوا : تَفضَحُهُمْ وَيُجُلَدُونَ‎ 
قال عبد الله بن َل : كبشم إن فيا ارجم كنا الَورَاة فَكَرُوهاء َوَضَعَ أَحَدْمُمْ‎ 
بد لی ایق الرّجُم» را ما یکا وما بَْدَهَاء قال له عبد الله ن سَلاًم: ارَفْعْ يدك‎ 
يدها يها آيهُ الرّجمء كَقَانُوا : صَدَقٌ يا محمد فيهًا ية ارم كأمرَبهِمَارَسُولُ‎ 
اللہ ية فَرّجِمَاء َال عبد الله : كرَآَيْتُ الرَجْل يجنا عَلّى المَراً ةيها الحجَارَةً؛.‎ 


شرح فضل الإسلام 
۲۹۸ 
الصحيح أن النهى لھذہ الأسباب جميعاً : 
أولا: لأنھا مدسوخةء فرسالة موسى 8# ورسالة عيسى 44 نسختا 
والسبب الثانى: أيضاً أنها محرفة» وتحريف التوراة وتحریف الانجیل 
كبير جداء وإذا كانت محرفة فإنه لا يوثق بأخذ الحق منها إذا كان الناظر فيها 


لکن اختلف.أهل العلم هل التحريف الذي في التوراة والإنجيل هو 
تحريف تبديل وتغيير للألفاظ؟ أو هو تحريف وتبديل لمعنى تأويل الكلم 
على غير تأويله» وتحريف المعاني وتبديل المعاني بالتأويل؟ على ثلاثة 
أقوال لأهل العله""©: 

القول الأول: هو أن التحريف تحريف ألفاظ. وهذا ذهب إليه كثيرون _ 
جداً من أهل العلم في أن التوراة حرفت ألفاظها والإنجيل حرفت ألفاظه. 
فحذف منه أشياء وزيد فيه أشياء في اللفظ ؛ ولهذا قال الله كك مثلا : إن 
رَسُولُ کے ایر مُصَيًْا نا بن يدقن من الیل ولا رثول و من بندى انث مد کہ 
[الصف: ٦]ء‏ وهذه البشارة لا تجدها في الإنجيل» وهي في بعض الاآناجیل ؛ 
لکن الأناجيل الأربعة المعتمدة عندهم ليست فيهاء مع أن ذكر النبي گلا 
موجود في التوراة» هذا يعني أنهم حذفوا منه أشياء» كذلك بعض المسائل 
الفقهية أيضا أزالوهاء ما اشتمل عليه من توحيد الله كق نجد أنه فيه نسبة 
النقص لله يبك وفيه نسبة - يعني في التوراة والإنجيل معا والتوراة أكثر - 
فيها نسبة النقائص للأنبياء ووقوع الانبیاء في الفواحش» ونحو ذلك مما 


.)0706 - ١٢٥ /۱۳( انظر: فتح الباري‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 








514 


نجزم أن هذا مما غيروه وزادوه ونقصوا منه. وهذا يدل لهذا القول وهو أن 
التوراة والإنجيل والزبور وقع فيها التحريف في الألفاظ . 

وأصحاب هذا القول يقولون: إن التحريف تحريف اللفظ ء ويستدلون 
بظاهر قولہ پچ : رون اکر من بد مَواضع € [المائدة: »]4١‏ ونحو ذلك 
مما جاءء وأن الله كك اختص الحفظ بالقرآن» ومعنی ذلك : أن تلك الكتب 
وقع فيها التحريف والتبديل في الألفاظ . 

القول الثاني : وهو الذي اختاره البخاري كأ في الصحیحء واختاره 
جماعة من أهل العلم أيضاً» هو أن التحريف والتغيير والتبديل إنما وقع 
في تأويل المعاني ولم يقع في النصوص» أي : الألفاظ» واستدلوا عليه 
بحديث آية الرجم وأنهم قالوا الرجم لیس في کتابناء ليس في التوراة الرجم 
فقال الله كك : :3 فو الو فَالوها إن كحم مدن که [آل عمران: ۹۳]؛ 
فوضع القارئ إصبعه على آیة الرجم حتى لا تظھر؛ قالوا : فلو كان عندهم 
التحريف بحذف الألفاظ لأزالوا هذه الآية بعدما تركوا حكم الرجم ہما نص 
الله كك في التوراة. 

وهذا ذهب إليه البخاري وجماعة من أهل العلم أيضاً لهذا الحديث› 
ويفسرون الآيات التي فيها التحريف والتبديل بأنه تحريف معاني لا تحريف 
ألفاظ”'' . 


)١(‏ انظر: صحيح البخاري, كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى : #بلٌ هو فان تد 
في لیج تَحمُوطٍ © > (۱۳/ 017 فتح)» قال 15 : ((یحرفون): یزیلون؛ وَلِيْسَ أحَد يزيل 
لظ کاب الله مِنْ کُتبٍ الله عَرٌ وَجَل وَلَكِنَهُمْ رفوه يَاولونه عَنْ عبر تَأوِيله». 


شرح فضل الإسلام 

۲۰ 
القول الثالث:* وهو القول الراجح والصحیح؛ واختارہ شيخ الإسلام 
ابن تيمية» والعلامة ابن القيم» وجماعة من أهل العلم من أئمة الدعوة 
ومن غيرهم ایض بأن التحريف والتبديل وقع على الجهتين معأء وقع 
فيها تحريف ألفاظ وتحريف كلمات بإزالتها وإدخال ما ليس من التوراة 
فيهاء أزالوا ألفاظاً وآيات أو جملاً وأدخلوا أشياء أخرء وأيضاً فسروه بغير 
تقسيره وتأولوه على غير تأويله. فوقع الأمران معا. وهذا هو الصحیح؛ 
وهو الذي يطابق الواقع فيمن نظر إلى هذين الکتابین ء لذلك التوراة 
الموجودة الآن والإنجيل الموجود الآن ليس هو باللغة التي نزل بهاء الآن 
يتر جموده إلى لغات متعددة. يعني . ا بحسب لغات البلادں فترجم للغة 
العربية» وترجم للغات المختلفة الإنكليزية والفرنسية والالمانیة إلى آخره. 
منذ قرون من الزمان» وليس فى أيدي الناس النصوص القديمة› ولذلك إذا 
عمل أحد مقارنة ما بين النصوص الموجودة الآن والنصوص التي ينقل عنها 
أهل العلم من سبعمائة أو ثمانمائة سنة فيما نقلوا من الردود يجد بينها 
اختلافاًء بل يوجد اختلاف بين ترجمات التوراة والإنجيل قبل أربعمائة 
أو خمسمائة سنة إلى يومنا هذا فى اللغة العربية» يكون هناك اختلاف فى 
التراجم وزيادة ونقص بحسب الطبعات ؛ وھذا يدل على أن تلك الكتب 
غير محفوظة وغير موثوق بهاء والله كك لم يجعل لهم من خاصية المحافظة 


)١(‏ قال شيخ الإسلام ابن تيمية كه في اقتضاء الصراط المستقيم (ص۸): (والتحریف قد 
فسّر بتحريف التنزيل وبتحريف التأويل) | . ه. 
وقال ابن القيم كث في الصواعق المرسلة :)۳٥۸/۱(‏ (والتحریف نوعان: تحريف 
اللفظ : وهو تبديله» وتحريف المعنى : وهو صرف اللفظ عنه إلى غيره مع بقاء صورة 
اللفظ)ا.ه. وانظر : هداية الحيارى (ص4۹). 


شرح فضل الإسلام 





۲ 


عليها بالنقل وبالإسناد ما جعل الله لهذه الأمة المحمدية من خاصية 
المحافظة على القرآن بالنقل والأسانيد» بحيث لو زاد واحد في شرق 
الأرض أو في غربها حرفاً في القرآن لدهمه صبيان المسلمين في أنه زاد 
ونقص؛ لحفظ الله كق لهذا الكتاب العظيم . ۱ 

إذاً تقرر من ذلك: أن عدم النظر في التوراة والإنجيل إنما أجل 
أن هذه الكتب محرفة ولأجل أنها منسوخة» وحینئذ لا يمكن أن پُڑخذ 
منها حرفٌ ؛ ولهذا في أحاديث بني إسرائيل - وقد يكون بعضها من التوراة 
أو بعضها من الإنجيل - قال اة : «إِذا حَدَّنُكُمْ هل الكتاب فلاتصدقو قوهم 
ولا تُكَذَبُوهم)” '©؛ لأنهم قد تصدقهم في شيء قد كذبوا فیەء وقد تكذبهم 
في شيء هو مطابق لما هو موجود» وهذا أمر لا علم لنا به؛ لأنها حرفت 
وبُدلت» فإِذًا لا نصدق ولا نكذب» ونؤمن بأن التوراة أنزلها الله نچ على 
موسى» وأن الإنجيل أنزله الله ك على عيسى» نؤمن بکتب الله كك . 

أما خصوص هذين الكتابين التوراة والإنجيل» أو كما يسمونه فی العصر 
الحاضر العهد القديم والعهد الجدید بخصوصها فهذه لانؤمن بھاء وإنما 
نؤمن بالتوراة التي أنزلها الله 8ء ونؤمن بالإنجيل الذي أنزله الله ك أما 
هذا المحرّف المبدل في ألفاظه» وفي تأويلاته» وزيادة أشياء وحذف أشياء 


2)5761/( أخرجه بهذا اللفظ : أبو داود (5 20275154 وأحمد (٤/٦۱۳)ء وابن حبان‎ )١( 
۸۷۰)ء‎ »۸۷٤( والطبراني في المعجم الكبير‎ »)١1١/5( وعبد الرزاق في مصنفه‎ 
. من حدیث أبي نملة الأنصاري ضيه‎ )٠ /۲( والبيهقي ذ فى الكبرى‎ 
من حديث أبى هُرَيْرَةَ وله » وفيه: «گان أهل‎ ) ۲ ٠ ٤٤۸٥( وأصله عند البخاري‎ 
اتاب يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةً بالمبْرانية وَيُمَسرُونَهَا بِالْعَربية لهل الإسْلام كَقَالَ رَسُونُ‎ 
. » الله كلق : لاَتَصَدَُقُوا أَهْلَ الْكتّاب ولا تُكَذَبُوهُمْ وقولوا : 9 اکا با وما أل إا‎ 


شرح فضل الإسلام 

۲۲ 
وإدخال تفاسير علمائهم ورهبانهم فيه» فهذا لا نؤمن به» فيكون الإيمان 
حینئذ بكتب الله؛ إيمان ہما أنزل الله كك٠‏ وأما هذا الذي دخله التحريف 
والتغيير فلا نؤمن به . 

مراد إمام الدعوة يد من استدلاله بها الحديث : أن هذه التوراۃ 
أصلها كلام الله وْء لکن لما وقع فيها التحريف والتبديل والتغيير وكتا 
مستغنین بالكتاب وبالسنة فإن النظر فيها لا يحل بل يحرمء إذا كان هذا في 
كتاب أصله من عند الله كك فكيف إذا الأمر بالنسبة إلى كتب تَسَجَتها عقول 
البشر؟ وكتب خطتها أنامل من لم يهتدٍ بهدي الكتاب والسنةء من كتب 
الأقوال المختلفة التي فرقت هذه الأمة» من الكتب التي قد يسمونها : كتب 
الفلسفة» وكتب المنطق» وكتب علم الكلام» وكتب التصوف؛ وكتب 
الأحوال» حتى إن آثار هذه الكتب لما نظر فيها الناس أثرت في تفسير 
الكتاب وفي تفسير أحاديث النبي بي فتجد أن من العلماء من فسّر القرآن 
ببعض الأقوال الفلسفیة والعقلية وترك تفاسير السلف» ومنهم من فسر السنة 
بنحو ما جاء في أقوال الفلاسفة وأهل المنطق إلى آخره» مما جعل الكتب 
الموروثة في هذه الأمة مشتملة على حق وباطل» وقل من يميز ذلك . 

ولهذا كان من المنهج الذي ورثه أئمة الإسلام من السلف الصالح الأول 
أن يستغنوا بالكتب النافعة عن الكتب التي اشتملت على حق وباطل؛ لأنه 
والحمد لله القصد سلامة المؤمن في دينه» وسلامة المؤمن في إيمانه» فإذا 
كان كذلك فهو يستغني ہما صح من الکتب؛ أو قل فيه الغلط عما كثر فيه 
الغلط ونحا مناحي لا يؤمن فيها . 


لهذا يجب إلا ينظر فی الکتب التى فيها ضلالات؛ حتى إن أهل العلم 


شرح فضل الإسلام 








۲۳ 


قالوا : إن كتب أهل البدع يجب إحراقها ولا ضمان على من أحرقها ؛ كما 
ذكروه فى آخر باب الغصب من كتب الفقه» وهذا يدل على أن كتب 


ب 


و 
بها 


الضلالات هي من باب أولى تمنع ؛ لأن النبي گل منع عمر نہ من أن ينظر 
في التوراة» فتلك من باب أولى . 

فإذّا المنهج الصحيح أن يُربى الناس في الدعوة» وأن يرشدوا إلى ما 
ينفعهم في العلم الذي يقابلون به الله كك به في الآخرة. 

والعلم النافع هو ثلاثة أقسام كلها في القرآن كما وصفها ابن القيم تن 
قولہ(': 


وَالجهلُ اء قال وَيْمَاؤُهُ ‏ امرانِ في التّركيب مُتَفِقَانٍ 


نص بن الْمُرَآن أؤ مِن سُنَةٍ 
زالعلغ أقسَامٌ ثلاث مَالَهَا 
علخ بأَوْصَافٍ الال وَفِعلٍِ 
وَالأَمْرُ وَالتّهِيْ الَّذِي هُوَ دِیئۂ 


وَالكل فی الْقُرآن والشتَن التي 


الله ما قال إفرؤ مُمَحَذَلِقٌ 


وَطَبِيبُ داك العَالِمُ الرَبّانِي 
من رابع راق ذو تِبِيَانٍ 
وَكذلك الأَسْمَاْ للرَحمن 
وَجََرَاوْهُ يَومَ الماد الثاني 
جاءث عن البْعُوث بِالْفُرْقَانِ 


بِسِوَاهُمَا إِلامِنَ الْهَذَيَانٍ 


والكل» يعني : كل أنواع العلوم . 
وهذا يدل على أن العلوم النافعة للمرء في دينه وفيما ينفعه في الآخرة ما 


.)۳۸۳/۲( انظر: النونية لابن القیم مع شرحها لابن عيسى‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
4 
یحصل به الاهتداء في أمر دينه » ويرشد به إلى الصواب» ويتكون بها العلم 
الصحيح» هذه كلها في الكتاب وفي السنن وفي هدي السلف الصالح»› 
وفيما سطرته أيدي العلماء المأمونون على الشريعة» في كتب العقيدة 
أو كتب السنة» أو ما اجتهدوا فيه مما نظروا له في النصوصء هذا هو العلم 
الذي ينفع . 
ولذلك كلما كان المرء أكثر نصحاً للعباد فإنه يرشدهم إلى هذه الكتب 
النافعة ويضعف نظر أولئك في الكتب المختلفة» وهذا ظاهر فی أن كثيرين 
إنما انحرفت أفكارهم ومفاهيمهم ونظراتهم وأصبحوا يتصوّرون أشياء 
على غير الحق ؛ لأنهم نظروا في كتب مختلفة» النظر في الكتب المختلفة قد 
يؤثر على طالب العلم في أنه يجعله متحيّرا ؛ ولذلك ما أعظم قول النبي َك 
لعمر ذه : ٥‏ َمُكهَوْکُونَاء يعني : أمتحیرون؛ لأن النظر يوجب الحيرة» 
كثرة النظر في الکتب المخالفة توجب الحيرة» سماع أهل البدع يجعل في 
القلب شيئاً» والنظر إليهم أيضاً - أهل الشرك والضلالات» وأهل العلوم 
الضالة - يجعل في قلبه شيئاً من عدم يقينه بالحق» فكيف إذاً إذا کان يقرأ 
ويستسقي من تلك العلوم التي هي علوم مخالفة لما جاء في الكتاب والسنة؟ 
فيحدث الخلل الکبیر وهذا من أسباب الخلل الواقع في هذه الأمة أن 
نشأت كتب كثيرة عقلية لاتعتمد على العلم الصحیح ؛ أصحابها عَزّْبَ عنهم 
علم الكتاب والسنة وذهبوا إلى غيره - والعياذ بالله - فحصل فيهم الخلط 
الكبير» وصدق رسول الله ية فیما أخبر به في أن ذلك يوجب الحيرة 
والشك والريب. 


والنبي ب نھی عمر طبه عن النظر في أوراق من التوراة؛ وذلك لان ما 
جاء فی كتاب الله وفى سنة رسوله پا فيه الغنية» فلآن يُمنع ما هو أدنى من 


سس س‫ سسس ۲٢۷۵‏ 


كلام الله ك مما هو من كلام البشر من باب أولي؛ فيُمنع النظر في كل ما لم 
يكن في كتاب الله كث من الأمور الفلسفية» والمنطقیة والتصوف» والبدع 
والتفاسير المضلة التي فيها إشارات الصوفية» وفيها تأويل الصفات› 
ونحو ذلك . ) 

ولهذا اعتنی إمام الدعوة كث بهذا أتم العناية» فلا تجد فی جزيرة العرب 
في وقته كل الكتب المضلة منتشرة بين الناس» حتی التفاسير التي فيها 
تأويلات» وفيها خروج عن نهج السلف» وليست على ما نعلم من السنة 
ومن أقوال الصحابة تجد أنها كانت تمنع إلى وقت قريب في هذه البلاد 
فلا تجد في المكتبات كتباً في التفسير فيها تأويلات في العقيدة» أو كتباً فيها 
زلل في السلوك من كتب الصوفية ونحوھمء كذلك لا تجد كتب الفلسفة 
والمنطق المضلة ونحو ذلك؛ وذلك صيانة للناس في دينهم أولا . 

وثانياً : أنه ما دام أن القرآن نزل تبياناً لكل شيء» والسنة کاملةء وأقوال 
الصحابة وأئمة الإسلام قد أوضحت ذلك وبينته» فليس هناك حاجة إلى 
هذه الكتب . 

ولهذا ما نظر اح في كتب السنة» وفی كتب التفسير المعتمدة على السنة 
وعلى أقوال السلف» وما تفرع عن ذلك من العلومء إلا إزداد يقيناً وإيمانا 
بإذن الله يل وما نظر في غيرها من الکتب إلا أتته الحيرة التي نبه عليها 
المصطفى بي فی قوله لعمر 885 : «أمْتَهَوكُونَ يا ابْنّ الخَطّاب؟2. يعني : 
أمتحيرون؟ ۱ 

وفي هذا تنبيه ودلالة على أن النظر في تلك الكتب يورث الحيرة» وهذا 
واضحء وقد أثبت أئمة آهل الکلام على أنفسهم الحيرة والضلال» وأثبتوا 





نِهَايَةُ إقَدَام الکُثُولِ عِفَال وَأَكَتَم سَعْى العَالِنَ صَلال 


سے 
١.‏ 


وَأَرْوَاحُنَا في وَحْشَةٍ بن مُشومنا ‏ وَغايّة ذُنْيَانَا أدٰیٗ وَوَبَال 


ولم تعفد من بیتا طول عُمْرِنَا ‏ سِرَى أَنْ جَمَعْنَا فيه قبل وَقَالُوا 
َم تَأمَلْثُ الطَرّقَ الكَلاءِيّة» وَالْمَتَاهِج المَلْسَفِيَة فَمَا رَأَيٹھَا نَْفي عَلِيلاً» 
o‏ 7 جج 5س سم رس ل سس 7 ٤ے‏ 1 
ولا نَرُوِي غَلِيلاً» وَرَأَيْتٌ أَقْرَبَ الطرُق طَرِيفةً القَرَآنِ» أَقرَا في الإنْبَاتٍ : 
3 المحم ع امرش أستوئ 6 [طه: ]٥‏ ول دصعد لکل الطب 6 [فاطر: »]٠١‏ 
Fk‏ ع کے سس سے س 2 7 12 21 
واقرا ي النفي مولس د شی کہ [الشورّى : ١‏ ولا محرطوت ہے علمامه 


[طه: 6»]١١١‏ وَمَنْ جرب مثل تَجربتِي عَرَفَ مثل مَعْرفتي .) |. ھ. 


(1) هو المتكلم صاحب التفسير والتصانيف محمد بن عمر بن الحسين بن علي القرشي 
التيمي البكري أبو المعالي وأبو عبد الله المعروف بالفخر الرازي» ویقال له ابن خطيب 
الري» صاحب التفسير المسمى (مفاتح الغيب»» وله (أساس التقديس)» و(أقسام 
اللذات)ء وكان مع غزارة علمه في فن الکلام يقول: من لزم مذهب العجائز كان هو 
الفائز. ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة» وتوفي سنة ست وستمائة. 
انظر : وفيات الأعيان /٤(‏ ٢٥۲)ء‏ والوافي بالوفيات /٤(‏ ۱۷۵)ء وسير أعلام النبلاء 
/۲١(‏ ٠٠م‏ ٥٥۰٢)ء‏ والبداية والنهاية .)٠١ /١*(‏ وطبقات الشافعية الكبرى (۸/ ۸۱) 
وشرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (ص۲۷۷)ء ومجموع الفتاوى (54/ 077 
واجتماع الجيوش الإسلامية ( ص١۱۹)ء‏ ودرء التعارض /١(‏ ١٦۱)ء‏ ومنهاج السنة 
النبوية )۲۷۱/٥(‏ وذكر الدكتور محمد رشاد سالم في الحاشية أن شيخ الإسلام ابن 
تيمية يذكر أن الرازي كان يتمثل بهذا الكلام في كتابه (أقسام اللذات)» وذكر الدکتور أن 
هذا الكتاب مخطوط بالھند ولم يذكره بروكلمان ضمن مؤلفات الرازي. 


شرح فضل الإسلام 











۲۷ 


~ ر E‏ (لَقَل خض“ 2 


خضت البَحْرَالخَضٌٍَ ركت أَهْلَ الإشلام 


وَعُلُومَهُمْ فت في الذي كني عل الان نلم يَعدَارَكْنِي وبي برخم 


ويول الآحَرُ 


ارا ادن وها اتا دا أمُوتُ عَلَى عَقِيدَ عَقِدَةٍ أَكی). 
وقال الآخر: 


َعَمرِي لَقَدْ طفْتُ الْعَاجِدَ كلها وسَيَرْتُ طرفي بين تَلْكَ المعَالِم 
َلَع أرَإِلاوَاضِعًا كف حَائِرٍ على دقن أؤ فارعا سن تام“ 


)١(‏ هو إمام الحرمين أبو المعالي الجویني؛ عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن 
عبد الله النيسابوري» الفقيه الشافعي المتكلم» أحد أئمة الأشاعرة» تفقه على والده» 
وجاور بمكة في شبيبته أربعة أعوام» ومن ثم قيل له إمام الحرمين » كان أحد أوعية العلم 
في زمانه» ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة؛ وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربعماثة؛ نقل عن 
الذھبي أنه قال : (قَرَأثُ حَشیین الفا في مین الفا م ليت اهل الإسلاًم بإسلآمهم 
ها وَعلَوْمهم الظاورَة. ورکبٹ البخرَ الخْضمٌ صت في الذي تھی أل الإشلام. 
کل َلك في لَب الحَیء وَكُنْت أهرّبُ في سَالف الدَّهْر مِنّ التَقِْيد وَالآن فَقَد رُججعت 
إلى كلمّة الحَیء > عَلَيْكُم بدين العججائز. إن لمْ يد ركني الحَقٌّ بلطيف برّه َأمُؤْت عَلَى 
دين العجائزء وَيُحُْتم عَاقبة أمري عند الرّحيل عَلّى كلمّة الإخلآص: لا لله إلا اللهء 
قالويل لابن الجٌوَيْنِيَ) ١.ه.‏ 
من تصانيفه : النهاية في الفقەء والبرهان في أصول الفقهء والإرشاد في أصول الدين» 
والورقات» وغير ذلك» وسيآأتي نقل شيخ الإسلام من الرسالة النظامیة (ص١٠5).‏ 
انظر ترجمته في : البداية والنهاية (۱۲۸/۱۲)ء و سیر أعلام النبلاء(۱۸/ ٤۷٦)ء‏ والعبر 
(۳/ ۲۹۳)ء وطبقات الشافعية الکبری »)١56 /٥(‏ وشذرات الذهب (۳/ .)۳٥۸‏ 
وقد ذكر كلامه الذي نقله شيخ الإسلام هنا : السبكي في طبقات الشافعیة الكبرى (۳/ 
۰ء والذهبي في سير أعلام النبلاء (۱۸/ ٤۷٦)ء‏ وابن العماد الحنبلي في الشذرات 
(۳/ ٣٦۳)ء‏ و انظر: منهاج السنة /٥(‏ ۹٦۲)ء‏ والصواعق المرسلة (۲/ 5515). 

(۲( هذان البيتان ذكرهما الشهرستاني في أول كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام (ص٣)‏ = 


شرح فضل الإسلام 
TA‏ 


فبعد أن رسخت أقدامهم فی البدع » وعلا كعبهم في الضلالات ومخالفة 
السنةء يأتيهم الندم في آخر حياتهم . 

وهذا الغزالي''' يقولون: إنه تاب ورجع عن الفلسفة والتصوف» ومات 
وصحیح البخاري على صدر' والمقالة معروفة. 


كذلك الرازي» يقولون: إنه کتب كتاباً فيه بیان رجوعه إلى عفيدة 


= ولم ينسبهما لأحدء انظر : منهاج السنة النبوية (0/ ۲۷۰)ء وإيثار الحق على الخلق لابن 
الوزير (ص١٤۱).‏ وقد قيل إن هذين البيتين لأبي بكر محمد بن باجه المعروف بابن 
الصانع: وقيل إنهما لابن سینا . انظر : مفتاح السعادة لطاش کبری زاده (۲۹۹/۱)ء؛ 
ومقدمة الملل والنحل» ووفيات الأعيان لابن خلكان /٤(‏ ٢۲۷)ء‏ وشرح الطحاوية 
لابن أبي العز (ص۲۲۸) ونسبهما لأبي عبد الله الشهرستاني . وقد رد عليه الأمير 
الصنعانى قائلاً : 
لَعَلَّكَ أَهْمَلْتَ الْطواف مَعْهَدِ الو سول وَمَن الاه مخ كل الم 
فما حار مَنْ يهْدِي بهذي مُحَمَدِ ‏ وَلسْت تَرَاهُ قَارِعَا بب نادم 


انظر : حاشية درء التعارض (۹/۱٥۱)ء‏ وحاشية منهاج السنة النبوية (0/ ۲۷۰) حيث بین 
الدكتور محمد رشاد سالم أن كلمة (لعمري) ليست من البيتين» بل هي تابعة لما قبلها . 
)١(‏ هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي أبو حامد الغزالي» ولد سنة خمسين 
وأربعمائة» وتفقه على إمام الحرمين» وبرع في علوم كثيرة» وله مصنفات منتشرة في 
فنون متعددة» ومن أشهر مصنفاته كتاب إحياء علوم الدين» فيه أحاديث كثيرة» 
وغرائب» ومنكرات» وموضوعات توفي بطوس سنة خمس وخمسمائة. 
انظر : البداية والنهاية (۱۲/ ۱۷۳)ء وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي (٦/۱۹۱)؛‏ 
والصواعق المرسلة (۳/ 4847)» وشرح الطحاوية لابن أبي العز (ص۲۲۷). 
(؟) انظر: الصواعق المرسلة (۳/ 02857 وشرح الطحاوية لابن أبي العز (ص۲۲۷). 











السلف'' وكذلك غيرهم من أئمة أهل الکلامء ما السبب؟ 

السبب: أن النظر في غير الكتاب والسنة وما تفرع عنهما من العلوم 
يورث الحيرة والضلال التي خشيها النبي ية على عمر وه في قوله : 
أَممتھَ کون : يا ابن الحطّاب؟21. 

وفي هذا دلالة على أنه لا یسوغ لأحد أن ينظر في الکتب التي لاتورثه 
هدى وشفاء» ولا تورثه یقینأء ولا إيماناً . 

وهل هذا على جميع الناس؟ 

الجواب: لاء فمن احتاج إلى ذلك من أهل العلم ومن طلبة العلم ؛ لأجل 
إعلاء راية أهل السنة والإیمانء فإن له ذلك» لکن لاينبغي لطلاب العلم 
المبتدئین النظر في كتب القوم» من كتب التفسير» وكتب التصوف؛ مثل : 
إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي» وغیرہ؛ لأنمن أراد السلوك الصحيح 
بإصلاح القلوب والأعمال وجد ضالته في الكتاب والسنةء وفي الكتب 
التي فيها علوم الكتاب والسنة ما يكفي ويشفي» وانظر إلى كتاب رياض 
الصالحين تجد أنه قد أتى فى هذا بما يقرب من الغاية» فليس هناك حاجة إلى 
النظر في غيرهاء بل الحاجة إلى التركيز علي علوم الكتاب والسنة. 


)١(‏ نقل ا, بن القيم 5 ته عن الرازي أنه قال في كتابه (أقسام اللذات) : (وَاعْلَمْ أنه غد التوَعْلٍ 
في هو الْمَضَائِقِ» وَالتّعَِيقٍ في الَاسْيِكْشَافِ عَنْ أَسْرَارِ ِو الْحَقَائِ؛ رَأبِتُ الْأَصْوَبَ 
الأضلَّحَ في هَذَا لباب طَرِیقَةً الْمُرآنِ اليم وَالمَرْقّان الكريم» وَهُوَ ترك عمق 
وَالاسْیِذْلالِ بأقْسَام سام السَّمَّاوَاتِ وَالأرَضِينَ على وجود رب الْعَالَمِينَ » تم 
لمعه في اليم ِن عَيْرحَوْضٍ في الَمَاصِيل. . . إلى أن قال ا وع م الا 
فَقِسُء وَحْيِمَ الْكِتَابُ) . ا.ه. انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية (ص١۱۹).‏ 


کے جر کے 


TEE. CO‏ نے ہہ امے 


۲٢۳۰‏ سسسیرطکدصص-سرو‌وٹردگشژک-ت--ص٦صحد+دو"ک۰س-صحىحجھ۳7جوووتحححوچٛوسعطخصح--سصصححىکیسیک-ت+-ص×۲٦س-ىہ--س)؛]آس٣دجً--ً×-ص-8ہے-<-صحصوعجک-ص-ص-0ت۳جتتکیرییشٹتٹحجحجٰسص‏ “ر 


بَابُ ما حباء في الْخُروج عَنْ دَعْوَى الإشلام 


الشرح: 

ينظر إمام الدعوة كه في هذا الكتاب إلى أسباب حدوث الافتراق 
والتباين في هذه الأمة وعدم اجتماع الكلمة بين المسلمين» وإلى ما حصل 
من فرح كل طائفة بمذهبها أو بطريقتهاء وأن سبب اجتماع الناس هو 
إلا يكون بينهم تميز وتفريق» بل يرجعوا إلى الأوصاف التي وصفهم 
الله كك بها والأسماء التي أسماهم الله كك بها . 

والناظر في تاريخ هذه الأمة يجد أن الأسماء والشعارات والألقاب التي 
حدثت في هذه الأمة وفرّقت بين المسلمين أنها كثيرة جداء وهذه الألقاب 
والأسماء المختلفة قد تكون بالتعصب إلى بلد» وقد تكون بالتعصب إلى 
قبيلة » وقد تكون بالتعصب إلى رجل ء أو بالتعصب إلى فئة وحزب وجماعة 
وفرقة» أو تكون بالتعصب إلى مذهب معين» فحدثت أسماء كثيرة فى 
هذه الأمة مخالفة للأسماء الشرعية التي ذكرها الله يق فى كتابه أو ذكرها 
رسوله يك في سنته» ولاشك أن سمة التجمع إذا كانت على اسم واحد فن 
الفرقة تقل» وإذا كانت على أسماء كثيرة متعددة فإن التوحد والتفرد بالاسم 
يوجب ولاشك الفرقة في الأبدان ويوجب الفرقة في الأقوال» مما يعني أنه 
يُحدث افتراقاً في الدين وافتراقاً في الجماعةء وهذا هو الذي خشيه إمام 
الدعوة على المستقبل. وأيضا يصف به الماضى الذي مضى فى حياة 
المسلمين» أن الله كق سمانا بأسماء لم يقبلها المسلمون بل أحدثوا أسماء 
من عند أنفسهم» وجعلوا لكل فرقة منهم اسما ولقباً أحدثوه» ثم بعد ذلك 





شرح قضل الإسلام 











۲۳۱١ 


تعصبوا له وجعلوا الولاء والبراء له ومن كان في هذا الاسم فهو المقبول» 
التعصب لأصل الدیانة وهذا من النظر العظيم والتأمل البليغ في حال 
المسلمين قبل» وفيما يخشى عليهم بعد. 

والمتأمل في الكتاب والسنة وسيرة النبى بل يجد أن الله كك سمى عباده 
بسماء» سماهم المسلمين والمؤمنين» وهذا كما فى قوله يله : وهو 
سَتَلکُم الْمسْلِمينَ من َل وني هدا [الحج: 0808 وسيأتي أن أرجح الأقوال : أنَّ 
الله كك هو الذي سمى وليس إبراهيم الخليل ##› سمى المؤمنين وسمى 
المهاجرين لمن هاجر من مكة إلى المدینة أولاً» ثم كل صاحب هجرة إلى 
المدينة سمي مهاجراًء وسمى الأنصار أيضاً » وجعل العلاقة والعصبية إنما 
هي لا سم الإسلام واسم الإيمان دون غيرها من الأسماء التى سمى الله ك 
أُنصاریاء قال وك : ورمون الاولوں من المہحرں وَلصار کہ [التوبة: ٠٠٠٥ء‏ 
والمهاجرون اسم شرعي» والأنصار اسم شرعي» لكنه تخصیص لبعض 
المسلمين باسم معين لأجل وصف اتصفوا به وهو الهجرة أو النصرة. 

ومع ذلك لما أتى رجل وجعل العصبية للهجرة أو جعل العصبية للنصرة 
فإنه جعل ذلك من دعوى أهل الجاهلية» فلما اختصم غلامان مهاجري 
وأنصاري» فقال أحدهما: يا للمهاجرين» وقال الآخر : يا للأنصارء 
يعني : هذا يدعو المهاجرين لنصرته» وذاك يدعو الأنصار لنصرته» قال 
النبي إل : «أبدَعوَى الجَاهِلیّة ونان أَظهُركم؟ ٠‏ مع أن التعصب جاء 


() رواه بهذا اللفظ ابن جرير الطبري في تفسيره /٤(‏ ۲۲)» وعزاه السيوطي في الدر المنثور 
(۲۷۸/۲) لابن إسحق» وابن المنذر وابن ابي حاتم» وأبي الشيخ› من حديث ‏ = 


شرح فضل الإسلام 





۲۲ 








على اسم شرعي سمى الله ك به أهله» وكان الاسم - وهو اسم المھاجر أو 
الأنصاري - للتعريف والوصف؛ فلما تحول إلى اسم للتعصب عليه والنداء 
والنخوة به» ذمه النبي ئة وجعله من دعوى الجاهلية . 

وهذا فيه الدليل على وجوب لزوم الاسم الأول الذي هو اسم المسلم 
واسم المؤمن الذي سمانا الله كك به وسمانا به رسوله يكوه ونادى الله 
الناس في القرآن به : 20 لے َامَنْوأ» [التوبة: ۳۸]» ونحو ذلك» فإنما 
ناداهم باسم الإيمان دون غيره من الأسماء أو الصفات . 
وهذا به یتبیّن أن من خرج عن دعوى الإسلام» يعني : عن اسم الإسلام 
إلى غيره» فإن هذا قد تناولته النصوص وتناولها أهل العلم في كلامهم : 

:© فمنه ما هو مذموم. 

٭ ومنه ما هو مأذون به بشروطه . 


وهذا كما سيأتى بيانه عند شرح كلام شيخ الإسلام ابن تيمية كته . 


ہے Sy‏ ج ا مستي ہي ROTTS‏ ھا 
9 3ک کی MRT‏ را ڑج سارلل 


= زید بن أسلم صي في قصة طويلة . 
والحديث أخرجه البخاري )01۸ 440(« ومسلم (5086؟) من حديث جابر بن 
عبد الله اء ولفظه: دمَا بال دَعْوَى أَمْل الْجَاهِاِيّة؟1» وبوّب عليه البخاري : (بَابٌ مَا 
تی ِن دَعوَى الْجَاِلئ. ظ 


شرح فضل الإسلام 
۲۳۴۳ 


وَقَوْلِهِ کعالی: «هر سَمَدکم الْمُسَلِمِينَ بن َل ونی هذاه [الحج: ۱۷۸. 
الشرح: 


قوله 4 : هو کچ جمهور أهل التفسير على أن الضمير يرجع إلى رب 
العالمین”'ء یعنی : أن الله ج كما يدل عليه سياق الآية ولحاقها هو الذي 
أبينا إبراهيم تل قال ید : رما جک عَكَكْْ في الین من حرج اد ايك 
ایم کہ [الحح : ۷۸]ء یعنی : نمی الحرج ا يكم هيم هو سکم 
المسلمین ہہ ء يعني : الله ج هو الذي سماكم المسلمین من قبل » يعني : فی 
الکتب السابقة» ٭وف هدا یعنی : فى هذا القرآن الذي أنزله الله 68 على 

£ ( £ 5 ۰ 

وذهب قليل من أهل العلم'' ٦‏ منهم عبد الرحمن بن زید بن أسلم ومن 
نحا نحوه» إلى أن الضمیر في قوله : ١هُوً)‏ يرجع إلى إبراهيم الخليل نل . 
وهذا ليس بجيد» بل هو أقرب إلى الغلط ؛ لأن سياق الآية يدل على أن 
المراد بالضمير هو الله غل وتقدّست أسماؤه. 


الشاهد من الاستدلال يالآية قوله پل مو سكم انسنہ (الحج : ۷۸] 


)1( انظر تفسير الطبري (۱۷/ ۲۰۷۷ء ۲۰۸)ء وتفسير ابن كثير (۳/ ۲۳۷)ء وزاد المسير . 
لابن الجوزي .)٤]0٥۷/٥(‏ 

]۷۸ : قال ابن جرير الطبري (۲۰۸/۱۷): (كَالَ ابْنُ ريد : فهو سبكم الْمَسَلِيينَ» [الحج‎ )٢( 
]۱۲۸ قَالَ: ألا تری قول إِبْرَاهِيمَ وَاَجْعَلتا مُسْلِمنِ أك ومن وُرَيَيآ أَمَدٌ مُسْلِمَةٌ لَك [البقرة:‎ 
قَالَ: هَذَا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ ؛ هو سكم الْمسْليِينَ4). 1.ه.‎ 





۲۳٤ 


2 


والله كك لم يسم أتباع محمد ية باسم إلا باسم الإسلام؛ ولذلك كان اسم 
المسلمين يختص بهذه الأمة» وأما اسم المؤمنين فقد يشمل كل مؤمن 
ولا يختص بهذه الأمة» يعني من حيث الإطلاق» فتجد مثلا أن النصارى 
يستعملون لفظ المؤمن ولايستعملون لفظ المسلم› فيقولون مثلاً : أيها 
المؤمنون باللہء هذه رسالة إلى المؤمنین بالله» هذه صفة المؤمنين بالله؛ 
وهذه خصال المؤمنين بالله . يستعمل هذا اللفظ النصارى واليهود» أما اسم 
المسلم فهو خاص بمن اتبع محمداً َة وآمن به ودان بدين الإسلام . 
ولهذا يجب المحافظة على هذا الاسم في کل مكانء وأنَّ هذا هو 
خاصية هذه الأمة مما عداها من الأممء هذه تسمية الله كك فيجب على 
العباد أن يرضوا بتسمية الله كَ لهم؛ لأنها أكرم تسمية وأعظم تسمية› 
فالمسمي هو رب العالمين والملقب هو رب العالمين» فمن خرج عن تسمية 
رب العالمين لعباده فقد خرج عما رضيه الله كث لعباده المسلمين. وهذا 
الباب مهم ؛ لان فيه الكلام على الأسماء والشعارات والألقاب والتعصب 
للجماعات» سواء كانت جماعات إسلامية -كما يقال-أم كانت جماعات 


اجتمعت على شيء آخر . 


تمہ یھی د می 











۳۵ 


وَعَنِ الحَارِثِ الأشكري و 4# عن الذي يك انه قال: ود آَمُرْكُمُ 
بِخْمْسٍ الله أ مَرَنِيِ بِهنٌ: 7 هع وَالطاعَةٌ وَالْحِهَادُ وَالهخِرَةٌ وَالحَمَاعَةٌ 
َإِنهُ مَنْ فَارَقَ الَمَاعَة قِيدَ شِبْرِ فَمَدُ خَلعَ رِثِقَة الإشلام مِنْ عُتُعِهِ 
الا أن زجع وَمَنْ دعا بِدَعْوَى الَاهِلِيّةِ نه مِنْ تي حَھَنُمَ 
فَقَالَ رَخٍل, يا رَسُول الله وَإِنْ صلی وَضام؟ قال: :وك صَلَى وَصَامَ 
فَادْعُوا بِدَعْوَى الله الذي سَنَاكۂ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُوْمِنِينَ عِبَادَ اللہ 


عه ۔ 


2 ھا ی ده 2 8 
واه أځُمَد والتڙمِذي» وَقال: هَذَا حَدِيتٌ حَسَن صَجيځ . 


حدیث الحارث الأشعري حديث صحيح رواہ الإمام أحمد والترمذی ؛ 
كما ذكر المصنف بف وكذلك رواه ابن حبان وابن خزيمة فی صحيحه» 
والحاکم : وقال: (على شرط البخاري ومسلم). وصححہ عدد من أهل 
العلم وهو حليث صحيح طويل فى أصول الإيمان» وأصول العمل 
فينبغي الوقوف عندہ وتأمل معانيه. 

فهذا الحديث من الأحاديث العظيمة وجوا مع الکلم؛ التي اشتملت على 
كل المطالب الدينة التي تفع العباد في دينهم ودنياهم» وفيما يصلح شأنوم 

وبين ية أن هذه الأوامر الله كك أمره بهاء فقال: مركم بِحَمُس الله 
)١(‏ أخرجه الترمذي (۳٦۲۸)ء‏ وأحمد 2)١17١/14(‏ وابن حبان »4)١786 /١5(‏ وابن خزيمة 


(۱۹۰۱/۳)ء والطبراني في الکبیر »۳٤۲۷(‏ ٣٤٣۳)؛‏ والحاكم في المستدرك /١(‏ 047) 
والبيهقي في الكبرى (۸/ .)۱٥۷‏ 


شرح فضل الإسلام 

۲٦ 
أَمَرَنِي بِهِنَّ)» قوله : «آمْرْكُمْ) يفيد وجوب هذه المطالب» وتخصيصها يدل‎ 
على أنها من مطالب الإسلام العظام» ومن خصاله الجليلة التي فاقت غيرها‎ 
من الأوامرء وقوله: «بخمس» يدل على أنها مختارة» وعلى أن هذه‎ 
. الخمس أهم من غيرها مما يدخل في معناها‎ 

قال : (اللهُ أَمَرَني بِهِنَّ» هذا يدل على أن النبي اة إذا أمر بأمر فإنما يبلغ 
رسالة الله كك فيأمر ہما أمر الله عل وينهى عما نهى الله عل والسنة 
أخت القرآن فی أنها وحى من عند الله كّك» وأن السنة بيان للقرآن وتفصیل 
لأحكامه, فهى من عند الله 8 وقد كان حسان بن عطية كأ یقول : «کان 
ريل يرل عَلَى الب كل اسن كما يرل عَلَيْه بالقرآن»''. وأيضا صح 
عنه يك أنه قال : «ألا إنى أَوْتِيِتٌ القرآن وَمِئْلَه مَعَه''' وقال ك : ٭وَآَنرَلَ 
عَظِيمً م [الساء: »]1١‏ والحكمة هى السنة. فأمرٌ النبى گلا هو أمرّ من 
الله عله وتأكيده بيا بهذه الجملة بقوله : «اللهُ أَمَرَنِي بهِنَّ ليلفت النظر 
إلى عظم هذه الأوامر وعلى جلالتهاء وفيه التشويق لسماعها وبيان ما فيها . 

قال بعدھا: (السُمُع وَالطَاعَة) والسمع هنا : 


يجوز أن تكون بدلا من احُمُس؟ء فی قوله : (بِحَمُس السَّمْعْ وَالطَاعَةٍ. .» 
إلى آخرہ بدل بعض من كل » أو أن ترفع على الاستئناف» يعنى : تقول : 


)١(‏ أخرجه الدارمي (۵۸۷)ء وأبو داود في المراسيل (۱/ ٣٦۳)ء‏ والمروزي في السنة 
,.)”””/١(‏ واللالكائى فى اعتقاد آهل السنة /١(‏ ۸۳). 

(۲( أخرجه أبو داود(٤‏ ٤1٦)ء‏ وأحمد (4/ ٣۱۳)ء‏ والطبراني في مسند الشاميين (۲/ ۱۳۷) 
والمروزي في السنة (ص۷۱)ء وابن عبد البر في التمهيد (۱/ )۱٥١‏ من حديث المقدام 
ابن معد يكرب و . 


شرح فضل الإسلام 











ضف 


١السّمْعْ‏ وَالطَاعَة) تكون خبراً لمبتدّأ محذوف تقديره: (وھی)ء أو (وهرّ) 
السمعٌ والطاعة والجهادٌ والهجرةٌ والجماعةٌ. 

وكلا الأمرين جاء في القرآن وفي السنة في مواضع » فيجوز هذا وهذا . 

قوله : «السمع وَالَاعَةا جعلها هاهنا اثنتين» فجعل السمع واحداء 
والطاعة واحدة؛ وذلك لان الحاجة إليهما معا في الأمر متعينة وعظيمة » مع 
أن السمع والطاعة مقترنان من حيث الوجود» فمن سمع فقد أطاع» ومن 

ويريد بالسمع والطاعة : 

أولا : الاستجابة لمن له حق أن يُجاب» وأعظم ذلك الاستجابة لله ك 
ولرسوله وطاعة الله كك وطاعة رسوله ية وقد قال كك في حق نبيه : «إوما 
عل الرسول لا البللع الت که [الور: »]٥٤‏ ومعلوم ان الرسول لا أمر 
بالاستجابة» وفي القرآن في غير ما آیة الأمر بالاستجابة لله وللرسولء 

أما الأمر الثانى - وهو المقصود هناء وهو الذي يكثر ترداده مخالفة لما 
كان عليه أهل الجاهلية -: السمع والطاعة لولي الأمرء لإمام المسلمين 
أو لمن أنابه أو كان أميراً من أمرائہ فان السمع والطاعة شريعة ماضية» 
وأمْرٌ أَمَر الله ےك به . 

والسمع معناه: أن يسمع لأمر ولی الأمر وأن يستجيب له فيما أمر. 

والطاعة معناها: أن يطيع من ولاه الله ك أمر الناس» وأن يعتقد أن 
هذه الطاعة طاعة لله كك أو لرسوله. 


شرح فضل الإسلام 
۳۸ 
فالسمع والطاعة واجبان» وهما من حق الله كق أولا ثم من حق ولي 
الأمر المسلم ومن النصح له» ثم من حق المسلمين أيضاًء فاجتمعت في 
السمع والطاعة ثلاثة حقوق : 
الحق الأول: حق الله 8 ؛ لأنه هو الذي أمر بذلك. 
والحق الثاني: حق ولي الأمر والنصح له؛ لان هذا حق أحقه الله كك 
له وامر الله د اا الحقوق إلى أهلها . 
والطاعة الہ لا يؤذي ولي الام فقطء وان يؤذى المسلمين جميعاً؛ ؛ لما 
إذا تبين هذا فإن السمع والطاعة لولي الأمر مشروطة في النصوص 
ولا طاعة ؛ لأنه حينئذ يكون قد عارض ما أمَر الله 8 يكون الذي أمر به 
معارضاً لأمر الله قٌك؛ وأمر الله ك هو المقدّمء وطاعة ولاة الأمور إنما 
تجب تبعاً لطاعة الله ولطاعة رسوله طا ولاتجب استقلالاً؛ ولهذا قال 
الله يك ا ا مامتا ا نه ايو رسو ا آ 1 دبنگ [النساء: ]٥۹‏ 
كرر الفعل 00 7 ji CY ٠‏ جج آل سب الرس ول 6 ؛ 
)١(‏ انظر: منهاج السنة (۳/ ۳۸۷)ء وإعلام الموقعين (۱/ ۸)ء قال ابن القيم كن : (فَأَمَرَ 
َعَالَى بطَاعَتهِ وَطَاعَةٍ رَسُولِهِ وَأعَاد الْفِعْلَ لاما بان طاعَةً الرَسُولٍ تَجبُ سيقلا لا مِنْ 
ير عَرْضٍ مَا مر به عَلَى الْكتَابٍ ‏ بل إا مر وَجبَتْ طَاعَبه ملفا سوا گان ما مر په 
في اتاب أو لم يكُنْ فيو» فَِنُّأوتِي الاب وله َع وَلَمْ يمر بطاعَةٍ أولي الأئر - 


شرح فضل الإسلام 











۲۳4 


لأن الله كث یطاع استقلالاً لحقه» والرسول بيا أيضا يطاع استقلالاً لحقهء 
يعني : لانعرض كلامه ية على القرآنء وأما ولي الأمر فلم يكرر له الفعل 
لإأطيعوأي» قال : أي الأ منك ؛ لأن طاعته تجب تبعاً لطاعة الله 
وطاعة رسوله ييه ولا تجب استقلالاًء فإذا كان أمره فيه معصية فلاطاعة 
لمخلوق في معصية الخالق» فحينئذ يطاع ولي الأمر في غير المعصية» وغير 
المعصية هي الحالات التي يجتهد فيهاء أو يكون أمره أو نهيه فيها ليس 
بظاهر أنه معصية لله كك وللرسول يَككّه فيطاع في المسائل الاجتهادية. 

قال طائفة من العلماء» من الشافعية ومن غيرهم : حتى وإن كان ما أمر به 
مخْرّجا على أحد أقوال الأئمة فإنه یطاع؛ لأنه يقصد حينئذ بوجه شرعي 
المصلحة في التزامه وعدم مخالفته . 

وهذا أمر بین والعلماء فيما كتبوا في السياسة الشرعية قرروا ذلك 
وهي مسألة عظيمة . 

وهنا ننبه إلى أن بعض أهل العلم قد يُعبر في هذا المقام بقوله: يطاع 
ولي الأمر المقسط العادل في غير المعصية» ويطاع ول الأمر الجائر فيما 
يعلم أنه طاعة . وهذا التعبير عبر به بعض أهل العلم وفيه نظر من جهتين : 

الجهة الأولى : أن النصوص ليس فيها تفريق في الطاعة بين ولي الأمر 


= اسْيَْلَالاء بل عذّف الْفِعْلَ وَجَعَلَ طَاعَتَهُمْ في ضِمْن طَاعَةٍ الرّسُولٍ؛ إِيذَاًا بأنّهُمْ نَم 
ياعون تَبَعَا لِطَاعَةٍ الرَسُولٍِء فَمَنْ أَمَرَ مِنّْهُمْ بطَاعَةٍ الرّسُولِ وَجَبّتْ طَاعَتُهُ وَمَنْ أَمَرَ 
بخلاف ما جَاءَ په الرَسُولٌ فلا سَمْعَ له وَل طَاعَةَ كما صح عَنْهُ يل أنه قَالَ: دا طاعَةَ 
لِمَحْلُوقٍ في مَمْصِیَة الْخَالِق؛ وَقَالَ : تم الطاعَةٌ فى الْمَعْرُوف) وَكَالَ في وَلَاةٍ الْأَمُورِ : 
من أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ ِمَعْصِيَةٍ الله قلا سَمْعَلَهُ وَلَا طاعَةَ)) . ا.ه. 


شرح فضل الإسلام 
المقسط العادل وبين ولي الأمر الجائر؛ بل قال النبي گا في ولي الأمر 
الجائر : «تَسْمَعٌ وبع لأأمير » وَإِنْ رب طهر وَأَجِدَ مَالّكَء كَاسْمَعْ 
اطع وهذا يدل على إطلاق السمع والطاعة في هذا المقام. 

والتنبيه الثاني على هذا الكلام : أن هذا الكلام یمکن أن يحمل 
على محمل صحیح يوافق النصوص › وهو أن الأوامر الشرعية فيها أن يأتي 
الإنسان العدل وألا يعين على الظلم» قال ےن : موَتَمَاوَنواً عَل ار داقو 
7 عاونا عل اتور مد ون کہ [المائدة: ۲]» وولي الأمر إذا كان عادلاً - يعني 
غالب أوامره على العدل وعلى الطاعة - فإنه حينئذ لايستفصل فيما أمر 
به هل هذا موافق لأمر الله أم ليس بموافق؟ لان الأصل أنه لا يأمر 
إلا بموافق » فهذا يطاع دون بحث في المسائل المتعدیةء فيخص الكلام 
فيما يتعدى الكلام إلى غيره» كأن يقول مثلاً : ُذْ أرض فلان» أو يقول خذ 
من فلان مال کذاء أو صادر سلاح فلان» أو افعل كذاء فهذا إذا كان ولي 
الأمر مقسطاً عادلاً فإنه لايستفصل ؛ لأن الأصل في أوامره أنها على وجه 
شرعي . 

وأما إذا كان غير ذلك بأن كان معلوماً عنه الظلم والتعدي على الحقوق» 
فإن هذا الکلام ممن قاله من أهل العلم يمكن أن پُحمل على الأوامر 
المتعدية؛ لأن ولي الأمر إذا كان ظالما يتعدى على الناس فإن المسلم 
لا يطيعه حتى يعلم أن ما أمر به طاعة» فيحمل قوله ويطاع ولي الأمر فيما 
يعلم أنه طاعة إذا كان متعديا على الغير» يقول فيما فيه فعل بالغير» فهذا 
يحتاج إلى استفصال وإلى بيان . 


. من حديث حذيفة ظلہ‎ )۱۸٤۷( أخرجه مسلم‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
۲ 


وهذا ما يمكن أن يحمل عليه هذا الکلام ممن قاله من أهل العلم» مع 
أن النصوصء وقول عامة أهل السنةء والمدون في كتب العقائد» أنه 
لا تفصيل في هذه المسألة» بل يُسمع ويطاع في غير المعصية» في أي مسألة 
لا يظهر فيها أنها معصية فإنه يطاع في ذلك» فإذا أمر بمعصية سواء أكانت 
للعبد في نفسه ؛ كأن يأمره بالرشوة مثلاء أو أن يأمره بمقارفة حرام» أو أن 
يأمره بما لا يحل شرعاً» فإنه لا يجوز له أن يطيعه في ذلك» فإن أطاعه فإنه 
آثم ولا يُعذر بذلك» وكذلك في الأوامر المتعدية» إذا أمره أن يفعل فعلاً 
بالآخرين» ويعلم هذا المأمور أن هذا الفعل معصیةء فإنه لا يجوز له أن 
يطيعه في ذلك » فكونه يتحمّل ما يأتيه من مخالفة الأمر أسهل من أنه يخالف 
أمر الله اھ وتقدست أسماؤه. 

قال بعدها: «وَالجَهَادِ). والمراد به هنا جهاد الأعداء» وهو على 
فسمين : 

٭ جهاد بالحجة والبيان. 

٭ وجهاد بالسنان والسلاح . 


أما الأول : وهو الجهاد بالحجة والبيان» فهذا واجب مأمور به لکل من 
قدر عليه» في كل زمان وکل مكان وکل حال بحسبه» وقد أمر الله 8 نبيه 
بذلك في مكة قبل أن یشرع الجهاد بالسنان» فقال يق : ملا تيلم الْكَفْرِيَ 
هذ بے جھادا کیا چ [الفرقان : [o۲‏ « يعني جاهدهم بالقرآن. فهذا جهاد 
بالحجة والبيان» وهذا يعم الأزمنة والأمكنة «لا تَرَالُ طَائْفَةٌ من أَمَتِي ظاهرينَ 


س- 
٠‏ 


على الْحَقٌّ لا يَضْرُهُمْ من حَذَلَهُمْ حتى ياتى أَمْر اللّووَهُمْ كَذَلِكَ)”'' وهذه 


.)١١9ص( سبق تخريجه‎ )١( 





شرح فضل الإسلام 





۲٤ 








الطائفة دائمة قائمة بالجهاد بالحجة والبيان. 

أما الثاني : وهو الجهاد بالسنان» فهو على قسمين : 

٭ وجهاد كفائي . 

يعني : إما أن يكون فرض عين» وإما أن يكون فرض کفایةء والله هل 
أمر بالجهاد؛ كما فی هذا الحديث» وهذا الأمر يعنى يكون مأموراً به إما 
أمر عين على من تعيّن عليه أو أمر كفاية على عموم الأمة إذا نابها شيء 
واحتاجت معه إلى الجهاد فی سبيل الله أو كانت الشروط مجتمعة فی 
جهاد نشر الإسلام وإقامة توحيد الله ك وعبادته وحده دولما غيره. 

ثم قال : '(وَالْهِجْرَة والهجرة فى النصوص قسمان: 

٭ هجرة من دار الکفر إلى دار الإسلام . 

٭ هجرة مما سوى الله كق إلى الله كك وحده. 

والأول : الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام؛ كهجرة الصحابة نہ 
من مكة إلى الحبشةء وكهجرة الصحابة نان أيضا من مكة إلى المدینةء وقد 
يعرض هذا في أنه يكون هناك هجرة من دار كفر قد تظهر بعد زمن النبوة أو 
قد ظهرت بعد زمن النبوة إلى دار يعلو فيها الإسلام» وأما قول النبى 6 : 
«لا هجر بعد الفح وَلَكِنْ چھَاد وَيية0'» فالمقصود منه لا هجرة من مكة 


)١(‏ أخرجه البخاري (۳ء 1856) بهذا اللفظ؛ ومسلم (11261) بنحوہ: من حديث 
ابن عباس تا ء وأخرجه مسلم )۱۸٦٤(‏ بهذا اللفظ من حديث عائشة وا . 


شرح قضل الإسلام 
۲۳ 

إلى المدينة بعد الفتح؛ لأنه بعد الفتح أصبحت مكة دار إسلام» فمن کان 
فيها بعد الفتح فإنه يمكث فيها ولا يلزمه الهجرة إلى المدينة» بل يبقى فيها . 
ولا تزال مكة دار إسلام إلى أن يرث الله كك الأرض ومن عليها» حرسها 
الله وبلاد المسلمين. 

وهذه الهجرة لها أحكام وشروط » وتفصيلها في مواضعه من كتب العلماء 
في العقيدة أو في التوحيد والفقه» ولا نطيل في بيانها في هذا الموطن» لکن 
ننبه إلى أن الهجرة هذه من دار الكفر إلى دار الإسلام هي واجبة بشروطها . 

وقد يكون ثمٌ هجرة واجبة أخرى أيضاًء وهي من دار بدعة إلى دار سنة؛ 
أو من دار لا يستطيع فيها إظهار الدين إلى دار يستطيع فيها إظهار الدين» 
هذه تختلف باختلاف الأحوال والأزمنة والأمكنة» ولها تفاصيل . 

كذلك إذا كان لا يستطيع البقاء في دار بدعة أو تظهر فيها البدع ؛ لأجل ما 
ينوب نفسه من الحزن أو من الضيق على ظهور البدع» ولكنه يستطيع أن 
يظهر دينه وأن يعلي أمر السنةء لکن يريد بلاداً يأمن فيها أكثر ولا يعرض 
فيها دينه للفتن» فيكون حكم الهجرة في هذا الحال مستحية ؛ لأنه يستطيع 
أن يظهر دينه والبلد أو الدار ليست دار كفر» وإنما هي دار فيها السنة وفيها 
البدع . 

نَم تفاصیل أخر تطلب من مظانها . 

القسم الثاني: الهجرة مما سوى الله ود إلى الله ل : فا إل أله 
ی لك ینہ کشر من زی € [الذاريات : 200 بن يهجر كل ما يشغل عن الله 38 
ويتجه ويهاجر إلى الله 8؛ ولهذا جاء في الحدیث : «الْمُهَاجِرَ مَنْ هَجرَمَا 


شرح فضل الإسلام 





4 








تھی الله عن وهذا یع م أشياء كثيرة تدل على أن حقيقة الهجرة هجرة ما 
لا یحب الله گل وتقدست اسماؤہ وهذه پخلف فيها التا وتعلف 
مقاماتهم في ذلك بحسب عِظم محبتهم لله وق ولرسوله لا . 

وهذه الهجرة مما سوى الله كق إلى الله ك وحده تكون في الاعتقادات» 
وفي عمل القلب» وفي كلام اللسان» وفي استعمال الحواس والجوارح» 
والامر فيها عصيب» والفتن بعمومها إنما يُبتلى الناس فيها في هذا المقام 
العظيم > هل هاجروا مما نهى الله 8 عنه إلى ما أمر الله وك به أم أنهم 
قصروا في ذلك؟ والتقصير یکون سببه ضعف المحبة وضعف الإيمان» 
ویکون أصحابه ممن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً . 

الخصلة الخامسة والأخيرة: قال: «وَالجَمَاعَةٌ» فَإِنَهُ مَنْ فَارَقَ الحَمَاعَةً 
قید شبر» فُقَذَ تلع رة ا شلام مِنْ عنُقه إلا أَنْيَرْحِعَ)ء قوله : ١وَالجَمَاعَةً)‏ 
هنا أمر بالجماعة» والمراد بالجماعة في هذا الحديث : جماعة المسلمين 
في أبدانهم وأن لا يخرج عنهم ويفارق جماعة المسلمین في أبدانهم ؛ 
لأجل ما يترتب على ذلك من المفاسد التي نهى الله كق عنها. وأصل 
الجماعة التي أمر بها الله كث وضدها وهو الافتراق الذي نهى الله ون عنه 
- يشمل الا جتماع في الدين» ويشمل الجماعة في الأبدان-؛ وقد ذكر 
الخطابي کا“ في كتابه : (العزلة) كلمة فائقة فيها تحرير هذا المقام» 


(0) سبق تخريجه (ص”157١).‏ 

(٢(‏ هو أبو سليمان الخطابي حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الفقيه الأديب» 
صاحب معالم السنن ء وغریب الحدیث : والغنية عن الكلام» وشرح الأسماء الحسنی 
وغير ذلك توفي ببست في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. = 


شرح فضل الإسلام 
t0‏ ۲ 

قال : (الفرقة فرقتان: فرقة الآراء والأديان» وفرقة الأشخاص والأبدان» 
والجماعة جماعتان: جماعة هي الأئمة والأمراءء وجماعة ھی العامة 
والدهماءء فأما الافتراق في الآراء والأدیانء فإنه محظور في العقول» محرم 
في قضايا الأصول؛ لأنه داعية الضلال» وسبب التعطيل والإهمال. ٠).‏ 

إذِ الجماعة نوعان: 

٭ جماعة الأآدیان. 


وكل منھما متعلقة بالأخرى» فإذا تم الاجتماع على الدين الواحد دون 
تفرق فإنه يجتمع الناس في أبدانهم » وإذا اجتمعوا في أبدانهم فإنه أحرى أن 
يجتمعوا في دينهم ؛ لأن الفرقة في هذا تنتج الفرقة في هذا ولابد» فمن تفرق 
في دين الله فإنه يحصل بينهم الفرقة في الأبدان والبغضاء والشحناء 
والتقاذف وكراهة بعضهم لبعض» والاجتماع في الدين أمره عظيم بأن 
لا يسلك غير طريق الجماعة الأولى» وهي جماعة الصحابة والتابعین وتبع 
التابعين» الذين لم تظهر فيهم البدع» ولم تفش فيهم الأهواء» وإنما وجدت 
وأنكرت» هؤلاء هم الذين كانوا على الجماعة الأولى . 

وإذا كان الأمر كذلك فإن لزوم الأمر الأول هو طريق النجاة بيقين» وأما 
غيره من الاجتهادات فقصارى ما يصل إليه أصحابه أنهم يظنون أنه طريق 
= انظر: الوافي بالوفیات (۷/ ۲۰۷)ء والعبر »)5١/7”(‏ وسير اعلام النبلاء(۱۷/ ۲۳)؛ 

وشذرات الذهب (۳/ ۱۲۷). 
)١(‏ انظر: العزلة (ص26 .)١‏ 





۲٦ 








نجاة» وقد يكون ظنهم غلطاًء وقد يكون ظنھم باطلاء وقد يعتري الظن 
بعض الصواب لكنه مظنون؛ ولهذا من سلك غير طريق الجماعة الأولى فإنه 

قد عرض نفسه لمخالفة الجماعة وإحداث الفُْقة؛ وبالتالي یکون قد عرض 
نفسه للوعید الذي جاء في قوله کٹ في الافتراق : لعف َنَّ امي عَلَى َلآ 
سنن رة اة في الج وان وَسَْعُونَ في التار. قبل : يا رسول 
الله مَنْ هُمْ؟ قَال: الجَمَاعَة) 7 » وهذا الأمر مهم وجلل؛ وكل من أراد 
نجاة نفسه فعليه أن يلزم الطريقة الأولى ؛ لآن الطرق المحدثة ريما فيها خير 
وربما فيها شر 

ولهذا لما سأل حذيفة ول النبي يهاه بعد أن ذكر له الشر فقال له: (وَهَلٌ 
بد لك شرن حَير؟ قال : نعم وو سن کش وا مك ال 
يدون عير هڏيي تغرف نهم وَتْکر. قلت : فهل بَعْدَ ذلك الخَیْر مِنْ 
قَالَ : : تع دُعَاة إِلَى أَبْوَابٍ جھت ن اکان روف 20 
سول اللو صِفْهُمْ لنا؟ قال : هُمْ ِن لاء ويتكلْمُونَ با ای ا 
ما َمُرنِي إِنْ أذركني ذَلِكَ؟ ٿا : تَلْوَمُ جَمَاعَة ا اللوي امَو ٠‏ فلت : 

ون لم یکن لهم جماعة ولا ِمَام؟ ال: َاعْتَرِلُ يلك الفرَقٌ کَُهَا ء وَلَوْأَنْ 
تعض بأضل د شحَرةِ حَتّی يُذْرِكَكَ المَْتُ وَآَنْتَ ت عَلَى ذلك . 

فما هي الجماعة؟ 


إن معنى الجماعة مما اختلف فيه الناس» وخاصة أهل البدع وأهل 
الضلالاات» فإنهم يفسرون الجماعة بما ينصر مذاهبهم الباطلة» وذلك 





)1( سبق تخريجه (ص۸٦).‏ 
(0) سبق تخريجه (ص١۱۲).‏ 


شرح فضل الإسلام 
ْ ۲۷ 
رغبة منهم أن يكونوا داخلين تحت مسمی الجماعة التي وعدها الرسول گل 
بالنجاة» وأمر بلزوم سبيلهاء فما هي الجماعة؟ 

الجماعة ضد الفرقةء والاجتماع ضد التفرق» والافتراق على نوعين : 

٭ إما أن يكون في الآراء والأديان. 

٭ وإما أن يكون في الأشخاص والأبدان. 

والجماعة على المعنى الأول : هي اجتماع في الرأي والدين› وعلى 
النوع الثاني تكون اجتماع الأشخاص بأبدانهم''' . 

وبهذا التفصیل نخلص من إشكا لات كثيرة وأقوال كثيرة ذكرها من ذكرها 
من أهل العلم في معنى الجماعةء فإنهم اختلفوا في معنى الجماعة اختلافاً 
واسعاًء ولكن بفهم هذا التقسيم يمكن الجمع بين جميع الأقوال التي قيلت 
فی ذلك من أقوال على السلف المتقدمين والمتأخرين . 

فأمر النبي ية بلزوم الجماعةء يعني : أن يلزم المسلم ما كانت عليه 
الجماعة الأولى التي هي صحابة رسول الله َيه ومن سار على منهجهم 
وذلك لأنهم بشهادة الرسول ا هم الجماعة ومن أتى بعدهم فإما أن 
يسلك سبيلهم وهديهم ومنهجهم فيكون من الجماعة - جماعة الرأي 
والدين - وإما أن يخالف ما كانوا عليه فيكون مفارقا للجماعة» وحاق به 
قول النبي كَلِ: ١مَنْ‏ فَارَق الجَمَاعَة قيد شِبْرِ» فَقَذ حلع رِبْقَةَ الإسلام مِنْ 
عنقه»» وهذا وعيد شديد؛ لأن الذين أحدثوا الأقوال والآراء والأديان 
خالفوا بها قول الجماعة الأولى صحابة رسول الله َل . 


۲۸ 





فإذا سألت المرجئة» والمعتزلة» والخوارج» والشيعة الرافضة؛ 
والأشاعرة» والماتريدية» وغيرهم من أصحاب الأهواء والآراء: هل كان 
الصحابة ین على مثل ما أنتم عليه؟ لكان جوابهم : لا . فإِذّا يكون إحداث 
تلك الأقوال وتلك التسميات مخالفاً لما كان عليه صحابة رسول الله كلل 
ومعنى ذلك : أنه تفرق في الدين وترك للجماعةء والله و يقول : ظا اي 
وا بیع وكا يما ست متهم في ة إت أت شم إِلَ اللہ ے یکم يا انوا 

بعلو © [الأنعام: 169] . 

فيجب أن يكون الاجتماع على ما كانت عليه الجماعة الأولى من الرأي 
والدين» ومعنى ذلك : : أن كل من انتسب إلى الإسلام فإنه يوزن بمحافظته 
على الجماعةء فإن كان مقتفياً أثر صحابة رسول الله بي فإنه محمود 
بذلك» ويكون متمسكاً بالجماعة الأولى غير مفارق الجماعة» وان كان 
على غير ذلك فإنه من الذي فرقوا دينهم وكانوا شيعا . 

وأما الجماعة بالمعنى الثاني: هي لزوم جماعة المسلمين وعدم 
التفرق بالأبدان والأشخاصء فإن من فرق أمر الأمة وهي جمیع فإنه قد ترك 
الجماعة وأحدث الفرقة. فإذا كان للمسلمين جماعة على هدى النبي عي 
وهدى صحابته» والتزموا بما التزم به الأوائل» فلا يجوز الخروج عليهم 
بالسيف وتفريق كلمتهم وجمعهم » ولو كان عندهم بعض القصور؛ لأن هذا 
خروج عن الجماعة بالمعنی الثاني» وهذا موافق لما جاء في أول الحديث 
في قوله : نَا آمْرْكُمْ بِحُمُس الله أَمَرَني بهن : السمع وَالطَاعَةٌ . . 

فإِذًا أمر الاجتماع على الدين والاجتماع في الأبدان هذا أمر عظيم جداً 
وأحدهما ملازم للآخرء فالذي يريد النجاة فعليه بطريق الجماعة الأولى. 


۲٤۹ 


فإنها هي على الحق بإجماع المسلمینء حتی أهل البدع يقولون طريقة 
الصحابة والتابعين وطريقة السلف أسلم» فحتی في السلوك يقولون أسلم. 
حتى في الزهد يقولون أسلم» فهي باتفاق المسلمين أسلم؛ لأنها هي 
الطريقة التي أجمع عليها الناس؛ لکن دخلت اجتهادات أفسدت الأمر 
وفرّقت المسلمين» ومن اجتهد فإنه يظن أنه على شعبة نجاة وقد لا يكون 
الأمر كذلك. 

قال : الله مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَة قد ثد شبر فق حلع رة الإشلام مِنْ عُنْقدا. 
قوله : «قَارَقَ الِجَمَاعَةًاء يعني : فارق جماعة المسلمین في الدين» أو في 
الأديان والأبدان» وهو المقصود هنا لارتباط الأوامر الخمسة هذه بعضها 
مع بعض » قال : ١مَنْ‏ فَارَق الجْمَاعَةً١ء‏ بمعنى : أنه لم يدن بلزوم الجماعة» 
ولزوم طاعة الإمام وعدم الخروج عليه والنصيحة له فإنه من فارق الجماعة 
بهذا المعنى اقيد شير برا «قيد» بمعنى مسافةء وهو خلاف القيده الذى هو 
القيد المعروف وهو التكبيل أو التوثيق > أما القيد فهو المسافة» ارتفعت 
الشمس قید رمح يعني مسافة رمح قيد شٍبْرا يعني مسافة شبرء وھذا كناية 
عن قلة المفارقة» يعني فارق الجماعة ولو شبراًء وجلس منفرداً ولو شبرا 
واحداً بعیداً عن الجماعة. 


قال : «فْمَدُ حلع ربقة بعَةَ الإِسُلام مِنْ عنقا وهذا من أحاديث الوعيد التي 


تمر كما جاءت: وفيها تهديد وتخویف للمسلم أن يفارق الجماعة . 
«خلع ر به السلا مِنْ نقد هل يُفهم من ذلك تكفيره؟ المعتمد عند أهل 
السنة أنه لا يفهم من ذلك تكفيره. ولكنه قد فعل آمرأً عظيماً وجلل وجب 


شرح فضل الإسلام ۔. 


قال: «إلا أن يُراجِعَ) يعني إلا أن يتوب؛ لأن من تابّ تاب الله عليه . 


سی سے ا ا ا 


قال بعدها : (وَمَنْ دعا دَعْوَّى الجَامِلِي نه مِنْ جى جَهَنم؛ قوله : «وَمَنْ 
دا دَعْوَى الجاهِلية يعني دعا إلى أمر أبطله الإسلام وكان مما تميز به أهل 
الجاهلية» فإنه حينئذ من أهل الکبائر ومن أهل الوعيد» وتوعدہ بقوله : الله 
مِنْ جَنَى جَهَنما . 

وهنا قوله: «دَعَا دَعْوَى الجاهلية) لها تفسيران : 

التفسير الأول: أنها - فيما سبق ذكره - من كل خصلة من خصال 
الجاهلية أبطلها الإسلام فيأتي أحد يدعو إليهاء فهذه كما جاء في الحديث 
الذي مر معنا بض الاس إلى الله تُلائڈہ وذكر منهم «ومبتغ فی الإسْلام 
سُنَةَ العامللہ'''. ١‏ 1 

والتفسير الثاني: قوله: «وَمَنْ دَعَا دَعْوّى الحَاهليةَ). أي تسمّى 
بأسماء الجاهلية التي كانت تدعو إلى العصییةء وأرجع الناس إلى عصبيات 
الجاهلية وإلى فخرها بالآباء والقبائل» وهذا يفرّق ولا يجمع الناس على 
كلمة الإسلام واسم المسلمين واسم المؤمنين. وهذان الصنفان معا 
توعدهم كَل بقوله : ١فِْنَهُ‏ مِنْ جَنَى جَهَنم). و«جبثى)» لها ضبطان : (جٹی) 
هكذا بالقصرء والثانية: ١جْثِيٌ»‏ بضم الجيم» وهي القراءة المعروفة”' في 
آیة سورة مريم : ودر لیت فها جا [مريم : ۲ء وهذه مأخوذة من 
الجثو على الركب والعذاب على هذا النحوء يعني : أنه ممن يكب في النار 
)١(‏ سبق تخريجه (ص8١٠).‏ 


)٢(‏ انظر: السبعة فى القراءات لابن مجاهد (ص٤۷١٦)ء‏ والتيسير فى القراءات السبعة 
- لأبي عمرو الداني (ص۸٢۱)ء‏ وحجة القراءات لابن زنجلة (ص479). 


شرح فضل الإسلام 











ك۱ 
على وجهه وعلى ركبه ونحو ذلك . 

«فقال رَجُل: يا رَسُول الله وَإن صَلَى وَصَام؟ قال: وَإِن صَلى وَضَام». 
وهذا يدل على عظم هذه الكبيرة» وأنْ أصحابها متوعدون بأشد الوعيد 
والعياذ بالله» ثم قال ا آمرا : افَادْعُوا بدَعْوَى اللو يعني : تسموا بتسمية 
الله «الَّذِي سَمَاكُمْ 1 وهذه التسمية هي : المَسْلمِينَ والمؤْمِنِينَ عِبَادَ اللياء 
یعنی : يا عباد الله» فالله وك سمى عباده المسلمين ؛ كما في قوله: وهو 
سر ر صا رر حرم 7 ا ےر سم ےک 5. . 

€< المسلمين من قل وني هلدا [الحج: ۷۸ء وايضا سماهم المؤمنين فيما 
نادهم به في القرآن: «ايتاتها ألذيت اموأ التوبة: ۴۸ء وفي قوله: 

بيو لی أله ججِيصًا اَي الْمؤْمبوب لعل فلحو [النور: ۳۱ء فسماهم 
بهذين الاسمين الشريفين» الذين جمعا أعظم خصلتين وهما الإسلام 
والإيمان» وسيأتي مزيد بيان في کلام شيخ الإسلام ابن تيمية كاثه. 


SIE همك‎ 29 2-9 


رق 
ہی 9ے ںی 
ہس سے | رو ’سی 


YoY‏ --_ہۃ__ _۹۔سےس.س۔س۔٦٣-۱۲۱”۱س-_-_-_-.۔--.۔۔۔-۔۔سسس ۴٣۳‏ _ ۔صکٹےےسٹپ کپ کہ ہہ ہے ہے 
و فی الصحيح: «مَنْ فارّق الحَمَاعَهَ قید شبر فمَات فميتته 
ے8 1 2 
خا 2 ل ۱ 


وفيه : «أبدَغوَى الحجاهليّة و ةَأنَا َف" بيْنَ آظهر كم . 
الشرح: 


ثم قال الإمام كآنه بعد ذلك : (وَفِي الصجيح : «مَنْ فَارَق الجمَاعَةً قید 
ِب قَمَاتَ قَمِيئَتُه جَاهِليةً) : يعني : : أنه من فارق جماعة المسلمين جماعة 
الأبدان أقل افتراقء وخالفهم وانحاز إلى غيرهم ١قَمَاتٌ‏ فُمِيئَتُهِ جَاهِليةً) ؛ 
لان أهل الجاهلية لم يكونوا يذعنون لولي أمر» بل كانوا متفرقين في ذلك . 

وقد ذكر الإمام ينه في كتابه (مسائل الجاهلية) -وهي من أوائل الخصال 
التي ذكر- : (وأمر بالسمع والطاعة)ء وقال فيها بعدھا : (وغلظ في ذلك 
وأبدى وأعاد)''ء يعني : كرر ية هذا الأمر لأجل إلا يشابه أهل الجاهلية 
حتى إن أهل الجاهلية لا تقر قبيلة بأن تكون سامعة مطيعة لقبيلة أخرى 

ومن آثار ذلك : لما توفي رسول الله پا واجتمع المهاجرون والأنصارء 
اجتمعت قریش - يعني الصحابة ول من قریش - والصحابة من الاوس 
والخزرج وو على الإمارة» بدأت فيهم إذ ذاك نزعة من نزعات الجاهلية» 


. من حديث ابن عباس وئ‎ »)۱۸٤۹( أخرجه البخاري (٢٥۷۰ء ١٤٢۷۱)ء ومسلم‎ )١( 

(۲) سبق تخريجه (صه77). ْ 

(۳) انظر: مسائل الجاهلية للإمام المجدد كله محمد بن عبد الوهاب (ص٦ء‏ ۷): 
وللشارح - حفظه الله - شرح ممتع على هذا الكتاب» عجل الله بطبعه ونفع الأمة به. 


شرح فضل الإسلام 








Os 2 ہے كم 6 ع س هس ه‎ fs 
. فقالوا : ا منا امیر وم امیر)‎ 


وهذا يدلك على أن النفوس مُشْرَبَة بحب الفرقة وحب الاعتزاز بالنفس ء 
وبالميل إلى القبيلة وبالميل إلى القريب» وأن هذا الأمر مفرّق للمسلمين 
ومفرق للجماعة؛ ولهذا كان من أعظم مواقف أبي بكر الصديق 5 أنه 
ألزم الناس إِدْ ذاك بحجته القوية أن تكون الولاية في قریش؛ لأنه ساق 
الْوُرّرَاكُ4» أو المستشارون ونحو ذلك مما يكون فيه الأنصار مقربين لکن 
ليست لهم الولاية. 

إذا تبين هذا: فمن أعظم ما حدث في هذه الآمة من أول الأمر 
الافتراق» ہدایة الافتراق فی الولاية› بداية عدم الرضوخ للجماعة» بداية 
الاعتزاز بأشياء جاهلية» بدأت هذه في أول الأمرء ثم حصلت فرقة الدين 


(١)‏ أخرجه البخاري )۳٦٦۸(‏ من حدیث عائشة چنا وفيه : ثم تكلم ابو بكر تكلم أب 
الاس . ال : في كَلاَمِهِ تن الْأمَراء وَأ الْوْررَاء. كَقَالَ حْبَابُ بن المنْذِرِ لآ وَاللہ 
لأتَفعَلٌ ينا أَمِيرٌ وَمِدْكُمْ أمِير . كَقَالَ أبو بكر : لآ ولا الْأمَرَاءُ وام الْوْرَرَاف هُمْ 
أَوْسَط الْعَرّب دَارّاء وَأَعْرَبْهُمْ اَحْسَابًا بَاعُوا عُمَرَء أو أَبَا عُبيْدَةَ ابْن الْجَرّاح . كَقَالَ 
معز بل ايك انت انت سيا وَحَيرنَا وَأَحيُنا إلى رَسُولٍ اللہ ولاو ٠.‏ 


# تعمل 


(۲) أخرجه النسائي في الکبری (۳/ 1۷٦)ء‏ وأحمد (۳/ ۱۲۹)ء وأبو يعلى (٦/۳۲۱)؛‏ 
وابن أبي شيبة (۳۲۳۸۸)ء والطبراني في الأوسط /٦(‏ ۷٥۳)ء‏ وفي الكبير :)۷۲٢(‏ 
والبيهقي في الكبرى )۱٢١/۴(‏ من حديث انس ويه . 
وأخرجه البخاري (۷۱۳۹) من حديث معاوية ڪلب قال : سیعت رسُول الله وَل 
يَقُولُ : (إنَّ هذا الْأَمْرَ في قُريْشر يعادب أَحَدٌ إلا كه الله في الا علَى وجو ما أكَامُوا 


الذّينّ»» وبَوّب عليه البخاري (بَابٌ: الْأمَرَاءٌ مِنْ قریٔش). 


شرح فضل الإسلام 
ه >" <<< )| )| | ااا اا <<< تت ل ك77ي”<--- ل ا 
بعد نوازع فرقة الأبدان» فبدأت فرقة الأبدان في النفوس؛ ثم كان من 
نتائجھا أن انحاز بعض الناس إلى من وجدوا فيهم من يسمع للأهواء. 
وألقوا فيهم الأهراء حتى حدثت بدعة الخوارج في عهد عثمان؛ وتجمعر 
حتى قتلوا عثمان دوه باسم الدين» وباسم الأمر بالمعروف والنهي عن 
المنکر؛ والعياذ بالله. 


ثم قال ك : (وفیواء يعني : وفي الصحیحء ۷َبدَعُوَی الجَاهِليَةِ وأا بَْنَ ہی 
أَظْهُرِكُمْ) يريد تأنه القصة التي حصلت بین غلام من المهاجرين وبين غلام 
من الأنصار؛ حيث اختلف الغلامان على شيء حتى اختصما وتشابكاء 
فأراد المهاجري أن ينتصر بالمهاجرين ؛ وراد الأنصاري أن ينتصر بالأنصار 
فقال الغلام المهاجري: يا للمھاجرین . ينتخي بهم ويندبهم ويدعوهم 
لنصرته» وقال الآخر: يا للأنصار. يدعوهم لنصرته ويندبهم لنصرته» فلما 
سمعها النبي كل قال: «أبدَعْوَى الجَاهِاية وَأَنا بيْنَ أَظْهرِكُمْ؟) يعني : أبتسمية 
الجاهلية وبسنة الجاهلية وأنا لا أزال حيا , بين أظهركم؟ وهذا فيه التغليظ 
والإنكار الشديد على ذلك» وهذا يدل على أن الاسم إذا تُعُضصَّب له فإنه 
مذموم» حتى ولو كان الاسم اسماً شرعیاًء فكيف بالأسماء المحدثة؟ كما 
سيأتي بيانه . 


نج مر۹یں ےج ےہ 9 بی ج کت 


Yoo 


قَالَ ابو الاس وَل ا حَرَع عَنُ دَعْوَةِالإشلام وَلْفْرآنِ 
مِنْ نسب أو بَلدٍأؤْح جنس آؤ مَذْهَبٍ آؤ طرِيقَة: فهو مِنْ غزاء 
الْحَاهِلِنَّة ټل لما الخقصة رَحجْلانٍ م مِنْ الْمهَاجِرِينَ وَالأْصَارِ فَقَال 
الْمْهَاحِرِي: : يا لِلْمْهَاحِرِينَ وَقَالَ الأمُصَارِي: :يا ِلأنْصَارِ قَالَ التب كل 
أْبِدَغُوّی الْحَاهِلِنَة وأا بَيُدَ بَيْنَ أَظهُركُمْ5): وَعضِبَ لذلك عَضَبًا 
0( 


شدددا 


سے يها 


الشرح: 


قال كله : (قَالَ أبو الْعَباس)ء يعني به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد 
ابن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّاني کالہ من الأئمة الصالحين 
السابقين الذين نصروا الإسلام» بالرد على أهل البدع» وبنشر السنة» ولفت 
النظر إلى لزوم متابعة الدليل - عليه رحمة الله ورضوانه- . 

وهذا الکلام من شيخ الإسلام ابن تيمية تل من نفيس كلام أهل العلم: 
الذين تفقهوا في النصوص » وعلموا مدارك السلف في فهم الأدلة» وعلموا 
حدودما أنزل الله كق على رسوله مء فإن العلم النافع زاد في العبد المؤمن 
زاده بصيرة في دينه وبصيرة فيماء حوله حتى لا يلتبس عليه الحق بالباطل : 
والله وق قال آمراً نبيه اة : قل هلزو سیل أدغوا إلى الو عل بب آتا ومن 
أتبعَنى 46 [يوسف: ۱۰۸]ء وهو اَل مع ہے بير » يعني : . على إدراك تام وعلہ 
كامل بأمر الدين وأمر الدعوة التي بدعو إليها : وكذلك من اتبعه في الدين 


.)۴۲۸ /۲۸( ۸۲)ء ومجموع الفتاوى‎ /١( انظر: السياسة الشرعية‎ )١( 
.)۲٥٤٢ سبق تخریجه (ص‎ 0۲) 





شرح فضل الإسلام 

۲٥ 
وكان على هديه ية فهو على بصيرة» وأهل البصيرة ناجون» وشیخ الإسلام‎ 
ابن تيمية كغيره من الائمة الأعلام الذين رفعوا راية السنة» ونصروا مذهب‎ 
السلف الصالح نصيحة للامة وطاعة لله كك ولرسوله ِء هؤلاء لا يكتمون‎ 
نصيحة للعباد» بل يؤدونها لهم» وقد لاقوا ما لاقوا في زمنهم من أنواع‎ 
الابتلاءء لکن بقي كلامهم ينفع ؛ لأنه من مشكاة الكتاب والسنة» ولیس‎ 
فيه هوى» وليس فيه خروج عن طريقة الجماعة الأولى وصراط السلف‎ 
. الصالح ا‎ 

وهذا الكلام من الکلام الجزيل المفید غاية الفائدة» قال : (وكل ما خَرَجَ 
عَنْ دَعْوَةٍ الإسْلام وَالْقَرْآنِ)» يعني: كل تسمية خرجت عما سمّی الله ود 
بها عبادہ في القرآن أو عن تسمية الإسلام» قال: (مِنْ سب أو بَكَدِآَوْ جنس 
أو مَذْمَبِ أو طَرِيقَةٍ: فَهُوَ مِنْ عَرَاءِ الَْاهِلِيّة)» فكل تسمية حينئذ تكون من 
عزاء الجاهلية» ومن دعا بدعوى الجاهلية فإنه متوعد. 

قال : اهِنْ نْسَب)» كأن يُخرج عن اسم المسلمين واسم المؤمنین إلى اسم 
يُتتسب إليه» إلى قبيلة فلانية من القبائل كقريش مثلاء أو الأوسء أو 
الخزرج» أو تميمء أو سبيع » أو أي قبيلة من القبائل الموجودة» فهذه كلها 
خارجة عن دعوى الإسلام» سيأتي تفصيل الكلام عما يجوز وما لا يجوز 
من ذلك . 

فإذا خرج عن دعوى الإسلام إلى نسب يوالى ويعادى فيه» وينصر 
صاحبه ولا ينصر الآخرء بل يُبغض لأجل النسب» ولا يقام لاسم الإسلام 
ما يستحقه مما أمر الله ك به» فإنه حينئذ من عزاء الجاهلية . 


قال: (أَوْ بَلَدِ)ء يعني : أن تكون النسبة إلى بلد من البلاد تُعَرْء ويوالى 


شرح فضل الإسلام 
۲۷ 

عليها ويعادى؛ كما ينسب مثلاً يقال: مصري. شامى › سعودي؛ یمانی؛ 
کویتی › مغربى إلى آخرہ ويوالى ويعادي على هذه الأسماءء فإن هذا من 

قال : (أَوْ جِنْس)؛ كأن يوالي على جنس العرب فقط» أو جنس البربر 
فط » أو جنس من الأجناس الموجودة في الأرض فقط› ولا يقيم لاسم 
الإسلام ولا لدعوى الإسلام مقامهاء فيوالى من والى هذا ويعادي من 
عادى هذاء وهی القوميات التى انتشرت فى الزمان الأخير» هذه كلها من 

قال : (از مَذهَبِ) هذا المذهب سواء أكان مذهياً عقدیاء أو مذهياً 
فقهياً» أو مذهباً سلوكياً. 

المذهب الحقدي مثل: المعتزلة أو الخوارج» أو الارجاءء وبحو 
ذلك من المذاهب العقدية التي جاءت تسميتها بعد مضي الجماعة الأولى . 

والمذهب الفقھی مثل : حنبلى ٠‏ شافعی › حنفى › مالکی؛ ظاهري 
إلى آخرہ. 

أو كان مذهبا سلوكياً: أو صوفياً - كما یُسمی - ونحو ذلك مثل : 
الطرق المختلفة فى الصوفية التی تعزى كل فرقة إلى صاحبها : قادریة 
نقشبندية» شاذلية إلى آخره. 

فهذه كلها من النُسب التى هى من عزاء الجاهلية إذا تجاوزت التعريف 
إلى اعتقاد صحة ما عليه أهلها فى كل شىء» كما سيأتى تفصيلها . 


قال : (أو مَذھب أو طریقة : فهو من عَرَاءِ الحَاهِلیّة) مهما كانت» سواء 


کے کی چ خی 


۲٥/۸۶ 





كانت طريقة صوفية» أو كانت طريقة دعویة أو كانت حزبية» أو سياسية 
إلى آخره» فإن هذا كله كان عند أهل الجاهلية فجاء الله كك بالإسلام وأبطل 
كل عزاء الجاھلیةق إلا ما كان فيه اسم المسلمين والمؤمنين . 

إذا تبين ذلك فإننا نقول: إن هذه التسميات الحادثة فی هذه الأمة 
بأنواعهاء سواء أكانت نسب » أو قبيلة › أو بلد أو جنس ؛ أو مذهب» 
أو طریقة فان الأحوال فيها ثلائة : 

الحال الأولى: أن تكون ممدوحة. 

والحال الثانية: أن تكون مذمومة. 

والحال الثالثة: أن تكون مباحة . 

أما الحال الأولى: وهى أن تكون ممدوحة؛ فھی إذا كانت التسميات 
مما تميز المسلمين ہما نص فى الكتاب والسنة على حسنه وعلى اعتبارہ 
فالله ك سمی المسلمين باسم الإسلام والإيمان. 

وكذلك وصٔف المتقين مع أن فيها تزکیة ووصف بالأبرار مع أن فيها 
تزكية» ونحو ذلك» فهذه تسميات هي من قبيل الأوصاف لاسم المسلم 
واسم المؤمن» وکل مسلم لديه تقوى بحسبه» وکل مؤمن لديه تقوى وبر 

وكذلك ما جاء بالوصف كلزوم السنة والجماعة» فاسم السنة واسم 
الجماعة هذه من الأسماء التى جاءت فى الأحاديث وأصلها فى القرآن: 
ولهذا یسمی خاصة أهل الإسلام أهل السنة والجماعة؛ لأنهم لزموا سنة 
النبي اة ولزموا الجماعة» والنبي ية هو الذي أذن بهذه التسمية بقوله في 


شرح فضل الإسلام 
۲0۹4 

حدیث الافتراق لما قالوا: من هم؟ قال : (الْحَمَاعَةًٌ۷' من هى؟ يعنى 
الفرقة الناجية» فقال : «الْجَمَاعَةٌ) وفى ورواية أخرى قال: امَنْ ان عَلَى 
ا انا عَلِيهِ وَأَضْحَابِى»)» وقال: اعَلَيْكُمْ بسنتى وَسنة الْحُلْمَاءِ الرَاشِدِينَ 
الْمَهْدِيْنَ»""' ؛ ولذلك أئمة السلف وأهل الحدیث أقاموا هذا الاسم مقام 
الأسماء المحدثة» فلما تفرقت الأسماء وتعددت رجعوا إلى الاسم الذي 
يميز أهل الإسلام المتمسكين بالأمر الأول عما عداهم ؛ لأنهم بين أمرين : 

# ما أن يسلبوا اسم الإسلام عن أصحاب الأهواء المحدثة» وهذا لیس 

# وإما أن یصفوا من كان على الإسلام الأول باسم يَخَصّون به ويكون 
منصوصاً عليه فى الأدلة» فهذا يكون سائغا. 
السنة والجماعة» أو قد يقال: أهل الحديث ؛ لآن السنة هى الحديث» أو 
يقال: مثلاً أهل الأثرء أو أتباع السلف ونحو ذلك» هذه كلها في معنى 
واحد؛ لأنها ترجع بالأمر إلى ما كانت عليه الجماعة الأولى التى نص 
النبی ية على أنها ناجية» فهذه تسمية ممدوحة. 

الحال الثانية : الأسماء والدعاوى المذمومة» وهذه مما حدث فى 
الأمة من الأهواء المختلفة التي اتخذت لنفسها اسماً يخالف الاسم الذي 
كان عليه الصحابة و ؛ كالخوارج» والمرجئة» والمعتزلة وأشباه ذلك ؛ 
لأنهم يدعون إلى ذلك ويرون أنهم على صواب فيه» وربما سموا أنفسهم 


.)٦۸ص( سيق تخريجه‎ )١( 
.)٦٦٤ص( سبق تخريجه‎ )۲( 


شرح فضل الإسلام 
أهل السنة والجماعة بأحد الاعتبارات» فكل تسمية فيها إشارة لمذهب 
يشتمل على باطل في العقيدة أو باطل في السلوك فإن التسمية في نفسها 
مذمومة» ولو لم يقترن بها شيء آخرء فكيف إذا اقترن بها التعصب؟ أو 
اقترنت بها بدع أخرى أو أهواء أخر؟ لهذا فإن الأصل إلا بخرج عن دعوى 
الإسلام؛ كما قال شيخ الوسلام هنا : : وکل ما حرج عَنْ دَعْوَةٍ السام 
وَالْقرآن : ِنْ لب أو بَلو أؤ جس آؤ مَذْمَبٍ أو طَرِيمَةٍ: فهو من عَرَاء 
الَْامِللة)ء إلا ما أذن به مما ذكرت أو سنذكر. 

فإذّا هذه التسميات كلها باطلة وتكون من عزاء الجاهلية؛ لآنها تفرّق» 
مثل : الطرق الصوفية المختلفة الأسماءء ويدخل فيها أيضاً الأسماء 
المحدثة للجماعات الإسلامية بأنواعها ء التى جعلت لها اسماً يصدق عليه 
أنه اسم لحزب يميز هذا الحزب عن غيره» كحزب التحرير مثلاء وكحزب 
الإخوان المسلمين › وكجماعات أخر تظهر فى بلد دون بلد» فهذه تسميات 
المسلمین › وتنصر من كان في هذا الحزب دون غيره. 

وله نقول إن هذه الأسماء المحدثة : الجماعات الإسلامية مثلاً 

# منها ما هو للتعريف . 

فما كان منها للتعريف فالأصل في باب التعريف في الاسماء أنه واسع» 
مثل ما سيأتى تفصيله فی الأسماء المباحة - إن شاء الله تعالى-. 


وأما ما كان من قبيل التنظیمء وأن يوالى فيه ویعادی› ويتعصب له دون 


شرح فضل الإسلام 











۲٦ 


غيره» وينصر صاحبه دون غيره» فهذا لاشك أنه من عزاء الجاہلیة وأعظم 
منه انتصار المھاجري؛ يعني أعظم مما رغبوا فيه انتصار المهاجري باسم 
شرعي وهو «المهاجرون'. وانتصار الأنصاري لاسم شرعي وهو (الأنصار) 
ومع ذلك لما انتصر لاسم ولأهله دون غيرهم صار من دعوى الجاهلية بنص 
كلام النبي کل . 

فإذا كان الأمر في الأسماء المحدثة وانتصر لها ودُوفع عنها دون غيرها ؛ 
بل ربما حورب غير من كان معهم من المسلمین مع أنهم على طاعة وعلى 
خير» فإن هذا يدخل في دعوى الجاهلية وعزاء الجاهلية من باب أولى . 

والمتأمل اليوم ينظر إلى أن واقع الجماعات الإسلامية بعامةٍ في الأسماء 
أن هذه التسميات لو كانت للتعريف فقط لكان الأمر أسهلء لكنها ليست 
للتعريف» بل هي للدلالة على الحزب أو على التنظيم» ولكي يتعارف 
أصحابها فيما بينهم » فتجد أن المسلم مثلا يذهب اليوم إلى بلد من البلاد 
فتجد أن أصحاب الحزب المعين يسألون هذا من أي فثة أو أي جهة. . . 
إلى آخرهء فإذا كان أثني عليه أنه كان من هذه الجماعةء أو من أهل 
الحزب» أو أنه متعاطف معهم تبنوه» وإذا لم يكن بذاك - وإن كان عالماً 
جليلاً وليس من تلك الفئة -» فإنهم يرفضونه ويتواصون برفضهء مع أنه قد 
يكون عنده علم كبير بكلام الله ك وكلام رسوله اء وإذا جاءت مشكلة 
أو جاءت منافسة على شيء فإنهم يجتمعون على ذلك الاسم ويتعصبون له 
دول عيره. 

والذي نظر فيما أحدثته الحزبيات والأسماء في أقرب شيء إلينا - وهو 
ما حصل في أفغانستان في العشرين سنة الماضية - وجد ذلك ماثلاً في أن 


551 








وجود الأحزاب والأسماء فيه لم تكن للتعریف؛ وإنما كانت للاجتماع 
عليها والتعصب لها دون غيرهاء فلما خرج العدو ونصر الله عباده ظهرت 
المفاسدٌ الأخرى للتعصب المذموم للحزبيات هذه فأوقعت المسلمين فيما 

وهذا كله يدل على أن كل مخلص لله پچ ولرسوله ُء وکل مخلص 
لدين الإسلام؛ وكل راغب في رفع راية الإسلام» يجب إلا يتعصب لاسم 
دون اسم الإسلام» بل يكون التعامل مع المسلمين على اسم الإسلام 
ما داموا على التوحيد» ولم يكونوا من أهل الشرك الأكبر» فإذا كان كذلك 
قربت . 

ومن المتقرر عند أهل السنة والجماعة أن كل مسلم يوالى بحسب ما عنده 
من الإسلام» وبحسب ما عنده من الإيمان» فوّلاية المسلم للمسلم تتبعض 
بقدر ما عنده من تحقيق الإسلام وتحقيق الإيمان» وهذا هو نظر السلف في 
الشرع فيما تعاملوا به مع الناس» أما الولاء والبراء» والحب والبغض» 
والمكايد» ونحو ذلك مما يحصل» فهذا كله من فعل الجاهلية» وأثر من 
آثار التسميات التي لا يقرها آهل الحق البتة . 

فإِذًا نصل من ذلك إلى أَنَّ الأسماء المذمومة هذه في الجماعات أو في 
غيرها يجب على كل مخلص أن يسعى إلى إلا تبقى في الناس» بل أن يبقى 
المؤمنون إخوة يبحثون عن الحق في كتاب الله ويك » وفي سنة رسوله وكاو 
وفي هدي السلف الصالح» ولو زالت هذه الشعارات وهذه الأسماء لزالت 
الشحناء من النفوس» ولاجتمع هذا الكم من المؤمنين على كلمة سواء. 
وجاهدوا في الله حق جهاده. ولحصل أشياء یمن الله 8 بها إذا اجتمع 
العباد على كلمته . 


شرح فضل الإسلام 
Sis‏ 

أما إذا رضينا بعزاء الجاهلية» وبهذا الموجود» فالله المستعان» وأنتم 
تنظرون هذاء وقل من يتخلص منەء وواجب على العبد أن يكون الأمر بينه 
وبين ربه 8ء وأن يخلص نفسه من الھوی؛ وأن ينظر لكل مؤمن بميزان 
اسم الإسلام والإيمان» وأن يكون ميزانه هو ميزان أهل السنة والجماعة في 
ذلك» وألا يكون الميزان ميزان أحزاب أو ميزان تنظیمات ٠‏ أو أن هذا من 
هؤلاء أو ليس منھمء ونحو ذلك من الأسماء. 

كذلك مما يجب على عباد الله المؤمنين» إلا يحدثوا أسماء تزيد من 
الافتراق» وهذا حصل ويحصل في كل زمن من أنه إذا تباغضت فئتان لمز 
هؤلاء باسم» والآخرون سموا أولئك باسم» فنشأت فرق جديدة» أو نشأت 
جماعات٠‏ أو نشأت مذاهب أو أفكار جديدة زادت من فرقة المسلمين» 
ومن قواعد أهل السنة والجماعة: أنَّ البدعة لا ترد ببدعة والغلط لا يرد 
بغلط» بل يُصبرء حتى الإنسان إذا أعتدي عليه ونيل منه يصبر ویحتسب عند 
الله 8ء ولا يقابل الباطل بباطل» أو يقابل التسمية بتسمية» أو يقابل البدعة 
ببدعة ؛ لأن هذا يفرق أكثر وأكثر ولا تجمع النفوس » وقد جرَّبٍ ذلك ووجد 
أن انتصار الناس للأسماء أعظم من انتصارهم للحق» وقَلَ من ینتصر للحق 
المجردء ولكنه إذا جاء الاسم فإنه يتحرك أكثر وأكثر» وجرّبَ هذا في أنه 
يذكر اسم أحد من المعظمين عند أي فئة من الفئات» يذكر بشيء مما قد 
لا يليق أن يذكر بەء لکن -يعني من باب المثال- فستجد أنه يتعصب له 
وینتصر له أعظم مما لو خولفت مسألة شرعية» أو وقع الناس في منكر أو في 
باطل» وهذا من استیلاء عزاء الجاهلية على النفوس » وهذا كثير في كل بلاد 
المسلمين بلا استثناءء والله المستعان. 


شرح فضل الإسلام 

۲٤ 
لهذا الواجب على كل مخلص أن يسعى إلى أن یجمع الناس على كلمة‎ 
سواء» فيها تحكيم الكتاب والسنة» واتباع طريقة السلف؛ وإلغاء الأسماء.‎ 
وعدم إحداث التعصبات التي قد تثير الناس وتفرق عن الاجتماع» وكل‎ 
ناصح لا بد أن يسعى في ذلك . وأما إذا أقررنا في أي بلد كان هذه التسميات‎ 
وسعينا فيهاء أو أن أهلها رضوا بهاء فإن الواقع لن يكون ساراً لناء وأمامنا‎ 
تجارب كثيرة دلت على أن الفرقة لا تأتي بخير؛ كما قال ية : «الفرة‎ 


٥س‏ 
ر و 


عّات۶'2۶۷. 


والآن الناس في سعة» لکن لا ندري ما المستقبل» وربما تحول التراشق 
بالكلام إلى تراجم بغیرہ؛ كما حدث في بعض البلاد . 

لهذا أوصي طلاب العلم على أن يجمعوا الناس على تقوى الله 8ء 
وعلى لزوم الكتاب والسنة وطريقة السلف الصالح؛ وأن إلزام الناس أو 
دعوتهم إلى الكتاب والسنة وطريقة السلف الصالح يجب أن تكون متخلصة 
من التنابز بالألقاب ومن القدح» ومما يجعل النفوس تثور فيها ثوائر 
الجاهلية» ويثور فيها الغضب الباطل وحمية الجاهلية بعد أن أذهب الله ود 
عنا ذلك» وإذا رضينا بما نحن عليه فإننا نرضى بغير الحق» وواجب أن 
يبرئ الإنسان ذمته تجاه ذلك» وألا يخوض فيما لايحب الله ولايرضى . 

النوع الثالث: التسميات المباحةء هي كل اسم أحدث وكان للتعريف» 
ولیس للموالاة والمعاداة فيه أو للتعصب عليه » وأصل الإباحة في ذلك من 


)١(‏ أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند (٤/۲۷۸)ء‏ والشهاب القضاعي في 
مسندہ /١(‏ ١٤)ء‏ وابن أبي عاصم في السنة (1/ 55) ح۹۳ء ورواه ابن أبي الدنيا في 
كتابه الشكر (ص70): من حديث النعمان بن بشير ويه . وقال المنذری : (إسناده 
لابأس به). انظر: صحيح الترغيب والترهيب /١(‏ "/01) . 





٥ 


الله كك سمى المهاجرين مهاجرين وصار هذا الاسم باقيا عليهم» وسمى 
الأنصار كذلك» والنبي بيه نادى قريشا باسمهاء ونادى القبائل باسمهاء 
بل جعل في الحروب كل قبيلة لها جناح من الجيش ليكون ذلك أدعى 
باجتهادهم وجھادھم لأعداء الله عله . 

وهذا كله للتعریفء فإذا كانت الأسماء للتعریف فلا حرج في التعريف» 
سواء كانت النسبة هذه أو الأسماء لنسب القبائل أو لأسماء القبائل ‏ وقد 
قال الله ك : وجعا شعو وقابل ادرا 6 [الحجرات : ۳ء فالتعريف 
لا بأس به بي صفة كانت . 

وكذلك إذا كانت النسبة لمذهب من المذاهب مما لا يشتمل في نفسه 
على باطل؛ يعني أن يكون مؤسّسا على باطل» کالنسبة مثلا للمذهب 
الحنبلى» والنسبة للمذهب الشافعى» مذھب المالكية» مذهب الحنفیة 
مذهب الظاهرية ونحو ذلك» فهذه مذاهب للتعریف. 

كذلك ما نسب إلى مكان معين» قال هذا فلان كذا بالنسبة إلى بلد أو 
إقليم أو نحو ذلك أو جنس» هذا للتعريف الأمر فيه واسع . 

كذلك الطرق المختلفة والجمعيات أو الجماعات إذا كانت للتعريف فلا 
بأس بذلك . 

ومثال ذلك : جماعات تحفيظ القرآن الكريم في هذه البلاد المبارکة 
موجودة باسم الجماعة ولا تشتمل على موالاة لمن فيها ومعاداة على من 
ليس فيها ؛ وذلك أن الاسم للتعريف ليس إلاء ولتنظيم العمل» وهذا أمر 

تغ ؛ لان الله كك أذن بالأسماء خلاف اسم المسلمين والمؤمنین . 


شرح فضل الإسلام 

۲۱٦ 

وهذه الآسماء فى نفسها إذا تحوّلت إلى تعصب وموالاة ومعاداة» فإنه 
يجب إبطال هذا التعصب وهذه الموالاة والرجوع إلى الأصل في ذلك . 
فإذا أتى - مثلاً - أتباع المذهب الشافعي وأتباع المذهب المالكي 
وتعصبوا لأنفسهم ضد مذهب آخر لينتصروا لمذهبهم» كان هذا من عزاء 
الجاهلية. 

وكذلك إذا أراد أهل قبيلة ما أن ينتصروا لقبيلتهم ضد قبيلة أخرى وكان 
كذلك كل ما يتصل بهذه الأسماء المباحة لو أرادوا أن ينتصروا للاسمء 
وأن يوالوا ویعادوا عليه» وأن يضعفوا اسم الإسلام أو أثر الإسلام 
والإيمان» هذا كله من آثار الجاهلية في ذلك . 

لعل فيما ذكرنا إشارات إلى أصول هذه المسائل » وقد بين هذه الأصول 
شيخ الإسلام ابن تیمیة وبينها غيره أيضاء ويمكن أن يُراجع مثلاً : (كتاب 
اقتضاء الصراط المستقیم)ء أو نحوه من الكتب التي فيها مخالفة آهل 
الجاهلية ومخالفة أهل الجحيم . 


شرح فضل الإسلام 











۹۹۷ 
بَابُ ووب الْدْخُولِ في الإشلام ڪله ورك مَا ىِوَاهۂ 


وَقَولِهِ تقالًی: ایا الت ءاسا اتمُارا في ین ڪان 
لیقرة: 1۲۰۸ وَقَْلِهِ تغالَى: أل تر إِل ا 8 َنَم اموا يمآ 
ر اي وما أل من كك س 1۰ وقؤله تعلق هر ین د 
ديتع کیا شیا لست تہ في سی [الأنام: ٠٠۹‏ 


او ساس ا سرو سوت مر رر 
. فال ان عباس چ في قؤیہ تَعَالَى. 7 یش وخر وو 


جک [آل عمران: ]١٠١١‏ «تيِيَض وَحَوهُ هُ اهل الشن وَالانُتلافِ وَحَسْوَدٌ 
ووه هُ أل البذع وَالاختلافی' 5 


الشرح: 


قال المؤلف ڈ: : (بَابُ ووب الْدُخُولِ في الْإسلام كلو وتَرْكِ ما 
سِوَاه) يعني : : يجب على أهل الإسلام أن يدخلوا فيه كله ويقبلوه جميعاً : 
ولا يفرقوا في الطاعة بین أمر وأمر أو حكم وحکم؛ سواءٌ الأحكام الغيبية 
أو العلمية. 

فيجب أن يقبل ما جاء به النبي بيا كافة» وكل ما هو عدا الإسلام يجب 
تركه» فيترك ما كان عليه أهل الملل» سواءً الملل المنسوخة أو الملل 


)١(‏ أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (۷۲۹/۳)ء والخطيب في تاريخ بغداد (۷/ ۳۷۹)ء 
واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (۷۲/۱). 
وانظر: تفسير البغوي (۳۳۹/۱)ء وتفسير القرطبي (٤/۷۹٦۱)ء‏ وتفسير ابن كثير 
(۲۹/۱ء والدر المنثور للسيوطي (۲۹۱/۲). 





شرح فضل الإسلام 
ر٦‏ | کک م يي 
المبتدعة؛ لقوله الا : إن اليرت عند الو لامک اک عمران: ۱۹٦ء‏ 
وقوله 8# : طهر الى سل روم الى ودين ال يه عل الزن 
كر کہ [التوية : ۳٣‏ أي : يكون ظاهراً على الآديان» فما حاء في باب 
الأخبار والعقائدء وما أنزل الله على رسوله به فی ذاته وصفاته» أو 
أحكامه الكونيةء أو أحكامه الشرعية والأوامر والنواهى» كل ذلك بابه 

مس گر کر 


گے ءامو أَدَحْنُاْ فى اللو کافَة ہ4 [البقرة: 1۲۰۸. 


ثم قال تال : «وَكَوْلِهِ تَعَالی : مایا ال اما أماوا في اللي 
كانه ك4) والسّلَمٌ : هو الإسلام» والعرب تعرف ذلك فان السلم هو 
الاستسلام» وهذا بخلاف السلم الذي هو الموادعة والمهادنة» ويكون 
بكسر السين فی بعض اللغاتِ. وقال أهلْ العلم وعامة المفسرين من 
الصّحابة وغيرهو”'': السّلم هو الإسلام. وقيل: السَّلمٌ هو الطاعةء أي : 
طاعة الله ورسوله. 

وهل النداء في الآية لأهل الإسلام» أو للذين آمنوا من أهل الكتاب؟ 

الأرجح : الآول. 

وقوله : #كافَّة». قيل : أنه حال من الداخلين» والأظهر أنه حال من 

قال ابِنُ الجوزي فى (زاد المسیر)''' : «هذا خطاب للمسلمین أن يتبعوا 
جميع شرائع الإسلام»؛ ويشمل أن يكون خطاباً لتثبيت من فعلوا ذلك علي 
)١(‏ انظر تفسير الطبري (۲/ ۳۲۲۔ ٣۳۲)ء‏ وزاد المسير لابن الجوزي (۱/ .)۲٢٢‏ 
(؟) انظر: زاد المسير .)۲٢٢ ء۲٢۲٢ /١(‏ 


شرح فضل الإسلام 








۱۹ 


التمام علي قدر استطاعتهم» وهذه قاعدة مهمة في فهم القرآن : أن الأمر إذا 
توجة من الله أو رسوله ئا إلي من لم يحصله فالمقصود المطالبة بتحصیلِهء 
وإذا تَوجَهَ الأمر إلى من حصله ولكن حصّله ناقصاً فالمقصود الأمر 
والمطالبة بالتّمامء وإذا توجه الأمر إلي من حصّله تام علي قدر الاستطاعة 
فالمقصود المطالبة بالشّات؛ كما قال ا : يا الین ءامنا انوأ 
[الساء: ]١5‏ وقال ا2 : یتما آلتی آئی ا [الأحزاب: »]١‏ وهو أتقي النّاس . 
ودلالة آية الباب علي الترجمة واضحة. 

قال بعدها : اوَقُوْلِه تعالی : ألم تر إلى ال عمو أَنَهُمَ ءامنا یما 
ال إِلِّكَ وما زل ِن بلك »ء هذا دليل علي قوله في الترجمة : (وتَرْكِ 

ما سِوّاه). وأصل الإيمان: الكفر بالطاغوت» وهؤلاء يحكمون بحكم 
الطاغوت مختارين» فمن رضي أن يكون غير شرع الله حكماً عليه دل ذلك 
علي نفي إيمانه أصلاًء أو نفي أكثره بحسب الحال. 

وقوله : « يرَعمُونَ4» الزّعم يكون في الدعوى الكاذبة» ويكون في 
العوي المُترلة منِلة الكاذبة» ويكون الرّعم بمعني القول المجرد؛ كما في 
حدیث الأعرابي الذي قال للنبي لاي : ا محمد أَنَانَا رَمُولكَ ُرَم لتا 


۔ ام عم أ 


أنك َعم ان الله رسك ٠‏ ي: قال: إنك تقول. 


وفي آیة الباب النهي عن مشابهة فعل هؤلاء الذين يريدون أن يتحاكموا 
إلى الطاغوت. وقد أمروا أن یکفروا به والتوجه إلى غير الکتاب والسنة؛ 
ففيه دلالة على وجوب ترك ما سواه. 


. أخرجه مسلم (۱۲) من حديث انس ويه‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 





۷۰ 





وقال : «وَقَوْلِهِ تَعَالى : إن الین فرفوا وب ہم واوا شيعا لَستَ مم فی سى 
من المفسرين من حملها علي أھل کیان اليهود والنصاری؛ أي : 
انت بريء منهم› وهم بريئون منك» ومن ن المفسرین من قال: هم أهل 
الأهواء والبدع من هذه الأمة؛ وفيه حدیٹ إن صح عن عائشة ة وا عن 
النبيت پا : دهُمْ أَهْلُ الْأهْوَاءِ الد" 
۱ ۱ ۲ ۱ 1 , (۳). ۱ں f‏ 

ل ای ا لأن الآية إذا كانت عامة فإنها تشمل كل ما 
وقرأ حمزة والكسائي : «إِنَّ الَّذِينَ فَارَقُوا ٌ4“ وكذلك قوله : 
لمن الَّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيّعاً4 [الروم: 17 وهي قراءة سبعیة متواترة 
صححفة؛ ومعناها ظاهر › فأهل الأهواء فارقوا دینھم لما أحدثوا البدع» 


() انظر تفسير الطبري (۸/ .)۱۰١‏ 

(۲) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره »)٠٤١١ /٥(‏ والطبراني في الصغير (۱/ ۴۳۳۸)ء 
وأبو نعيم في الحلية .)۱۳۸/٤(‏ والبيهقي في شعب الإيمان )٤٤۹ /٥(‏ من حديث 
قال الھیٹمی في مجمع الزوائد (۱۸۸/۱): (وفيه بقية ومجالد بن سعيد» وكلاهما 
ضعيف) . 
وأخرجه الطبراني في الأوسط (۱/ ۲۰۷) من حديث أبي هريرة ويه » وقال: (لم يرو 
هذا الحديث عن سفيان إلا موسى تفرد به معلل). انظر : العلل للدارقطني (۴۲۱/۸)ء 
والعلل المتناهية لابن الجوزي .)١55 /١(‏ 

(۳) انظر تفسير ابن كثير (۲/ ۱۹۷). 

)٤(‏ انظر: تفسير الطبري (8/ 5 »)٠١‏ زاد المسير (7/ ۸٥۱)ء‏ وحجة القراءات لابن زنجلة 
(ص۲۷۸). 


۲۰۱ 


فليس منهم النبي بي في شيء؛ ومن اتبع سنته فهو لیس من أهل الأهواءِ في 
شيء» والذين فارقوا دينهم لم يدخلوا في الإسلام كله ولم يتركوا ما سواه» 
وأكثر البدع جاءت عن اليهود والنُصارى أو المجوس أو غيرهم» فان 
جهما”'' تأثر بطائفة في الهند اسمها السّمَيَا "2 0 


(۲) 


)١(‏ الجهم بن صفوان أبو محرز الراسبي» مولاهم السمرقندي؛ الضال المبتدع رأس 


الجهمية هلك في زمان صغار التابعين» وقد زرع شرًا عظيمًا » رأس في التعطيل» وافق 
المعتزلة في نفي الصفات الأزلية وزاد عليهم بأشياء» وزعم أن القرآن مخلوق» وذهب 
إلى القول بأن العبد لا قدرة له أصلاً» بل فعله كحركة المرتعش أو كالريشة فی مهب 
الريح» أو بمنزلة حركة أغصان الشجرهء فالعبد عندهم مجبور على فعلهء وأن الجنة 
والنار تفنيان بعد دخول أهلهما حتى لا يبقى موجود سوى الله تعالی» قتله سَلم بن 
أحوز سنة ثمان وعشرين ومائة . انظر: الملل والنحل للشهرستاني »)85/١(‏ والفرق 
بين الفرق (ص۱۹۹)ء وميزان الاعتدال للذهبي (۹/۲٥۱)ء‏ والتعريفات للجرجاني 
(ص۱۰۸)ء وفتح الباري (11/ ٤٣۳)ء‏ وشرح الطحاوية لابن أبي العز (ص۹۰٦).‏ 
السَمَيّةٌ بضم السين وفتح الميم نسبة إلى سومنات قرية بالهند» وهي فرقة من عبدة 
الأصنام تقول بقدم العالم» وإبطال النظر والاستدلال» وزعموا أنه لا معلوم إلا من 
جهة الحواس الخمس؛ وأنكر أكثرهم المعاد والبعث بعد الموت» وقال فريق منهم 
بتناسخ الأرواح في الصور المختلفة. انظر: الفرق بين الفرق (ص٢٥۲)ء‏ ولسان 
العرب (۱۳/ ٢۲۲)ء‏ ومختار الصحاح (ص۱۳۲)ء والمصباح المنير (۱/ ۲۹۰)؛ 
والتعاريف للمناوي (ص6١5).‏ 

قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص۹۱٦):‏ (وكان جهم بخراسان فأظهر مقالته 
هناك» وتبعه عليها ناس بعد أن ترك الصلاة أربعين يوم شكأ في ربەء وكان ذلك 
لمناظرته قوماً من المشركين يقال لهم : السمنية» من فلاسفة الهند الذين ينكرون من 
العلم ما سوى الحسيات ..). 

انظر تفصیل ذلك في : کتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد (ص۱۹ -١؟)‏ = 


۲۲ 


ومعبد الجھنی''' أخذ مسألة القدر عن سنسويه أو سوسن وهو یھودی' 


قال 5 21 4 بعدھا : قال ابن عباس ڑا في تو قَوْلِهِ تعَالی: وم یں و وجوه 


وود وجو [آل عمران: :]۱٠٢‏ : ایی وجوه َمل السنة وَالاقْلافيِء وتسود 
وجوه اهل الْبدْع وَالَاحْتَلافي», معناه: أن جزاء من فرقوا الدين وفارقوہ 


اک اج بج چب 
ےچ ھڈلکٹت رو SME‏ ےج ساكل 


= واعتقاد أهل السنة للالكائي (۳/ ۳۸۰ ۳۸۱)ء واجتماع الجيوش الإسلامية (ص۱۲۸ 
-10)» ومجموع الفتاوى /٤(‏ ۲۱۷ - ۲۱۹). 

)١(‏ هو معبد بن عبد الله بن عويمر» ويقال: معبد بن خالد» ویٔقال: معبد بن عبد الله بن 
عكيم» وهو أول من تكلم في القدر» ويقال: إنه أخذ ذلك عن رجل من النصارى من 
أهل العراق يقال له: سوسن » وأخذ غيلان القدر من معبد» وقد كانت لمعبد عبادة وفيه 
زهادة» قال الحسن البصري : (إياكم ومعبدًا فإنه ضال مضل)۱.ھ. » وكان ممن خرح 
مع ابن الأشعث فعاقبه الحجاج عقوبة عظيمة بأنواع العذاب ثم قتلهء وقال سعيد بن 
عفير : (بل صلبه عبد الملك بن مروان في سنة ثمانين بدمشق ثم قتله) |. ه 
انظر : تاریخ دمشق (۹٥/۳۱۲)ء‏ وتاریخ بغداد (۱۰/ ۴)ء والعبر /١(‏ ۹۲)ء والبداية 
والنهاية (۹/ 5 7)» وشذرات الذهب (۸۸/۱). 

(۲) انظر: القدر لأبي بكر الفريابي (ص ٢٦۲)ء‏ حيث نسبه فقال: (أول من تكلم في القدر 
سنسويه بن يونس الأسواري» وكان حقیراً صغیر الشأن). 
وشرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالکائی (5/ ۹٢۷)ء‏ وفيه: قال ابن عون : 
(أدركت الناس وما يتكلمون إلا في علي وعثمان» حتى نشا هاهنا حقير يقال له : 
ستسويه البقال» فكان أول من تكلم في القدر). 


VT 


وعَن عبد الله بن عَمْرِو مزه قال: قال رَسُول الله بيا يتين 
عَلَى أَمَّتِي مَا أتى عَلَى بَنِي إشْرَائيل حَذْو النْعْل بِالنَغْلٍ حَنَى 

ان مه من أت أنه علابية لكان في قتي مق بضع دل 
وَإنَّ بَنِي إشرًا رَائِيل تَقَرَّقَتُ عَلی يِنْتَيْنِ وَسَبْعِینَ مله اوتفٹر 0 
عَلَى كلاثِ وَسَبْعِین مِلَهٌ كُلَهُمْ و في النَّارِ إلا مِلَةَ وَاحِدَةَ قالوا: و 
هی يا رَسُولَ الله؟ قَالَ مَا أنَا عَلَيْهِ وَأ قابي 20 . 

' وَلْيَتَاَمَلُ الْمُوّمِنٌ الذي يو خو لقاءَ اللهء كلام الضادق لمَضدُوق 
في هذا الْمَمَام خضوصًا قله : «مَا أنَا عَليْه وَأضڪابي» یا لها من 

مَوْعِطَةٍ لَوْ وَافَفَتُ مِنْ الوب حَيَافًا رَوَاهُ النّرْمِذِيٌ. 

وَرَوَاهُ أيِضًا مِنْ حَدِيثِ آي هْرَيْرَةَ وَصَحْحَهُ وَلحكنْ لیس فِيهِ 
ذكر لار وهو فِي حَدِیثِ مُعَاوية عِنْدَ أَحَمَدَ وبي دا9 وَفيه: 
نه سَيَحْرَجٌ في أم متي افوا تَحارَى بهم تلك الأهْوَاء ڪما يَتَجَارَى 
ُكَلَبٌ بصاجبه لا َة یَبٔقّی مِنْهُ عرق ولا مَفْصِل إلا دَحَلَهُ''. 


سے 


وَتَفَكَ تقدم َم فَوُلَهُ: : «وَمُبْتَعْ کي الإشلام نة سَنَّةَ الْحَاهِليَة”” . 


ام 


مني 


سے 


E 


میں 


)١(‏ أخرجه الترمذي )۲٦٢٢(‏ وقال: (ھذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجە)؛ 
وأخرجه الحاكم في المستدرك (۲۱۸/۱)ء كلاهما من حديث عبد الله بن عمرو وء 
وأخرجه الطبراني في الأوسط /٥(‏ ۱۳۷)ء والصغير (۲۹/۲) من حديث أنس وليه . 
وروي نحوه من حديث أبي هريرة» وسعد بن أبي وقاص؛ ومعاوية» وعمرو بن عوف 
المزني» وعوف بن مالك» وأبي أمامةء وجابر بن عبد الله وإ أجمعين. 
انظر : تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي .)٤٤١ /١(‏ 

(؟) أخرجه أبو داود (۹۷٥٥)ء‏ وأحمد )١١7/54(‏ من حديث معاوية بن ابي سفيان گا . 


ر۳( سبق تخريجه (ص۱۰۸). 


ا 
5 


کے ج کے ہے 


ہت ۔ عاج و ہہس 


الشم € 


حديثٌ الافتراق رواه جمع من الصحابة و : عبد الله بن عمروء 
وأبو هريرة» ومعاوية ون ء قال ابن تيمية ك : هذا الحديث خبر» لكنه 
متضمن للنهي الشديد؛ لأن الأمم تلك قد لعنت» ففيه النهي والأمر بالبعد 
عن الملل . 

والیھود كان دينهم واحداً» وكذلك النصاري» ثم حدث الافتراق» 
وكذلك هذه الأمة افترقت» وفرقة منها ناجية» قال الي كلا : لهم في 
الثار إلا مِلة وَاحدَةًا قالوا: من هم؟ قال : «ما اتا عليه وَأْصِحَابِي) . 

فيالها من موعظة ما أبلغھاء ولو كان في القلوب حياة لكانت تسعی إلى 
الجنة والبعد عن النار» ومن أراد أن يبتعد عن النار فليتشبث بما كان عليه 
النبي بيا وأصحابه وور ء والدين الذي كان عليه النبي ية وأصحابه ما 
واضح . 

فالخوارج يقولون : نحن لسنا على ما كان عليه الصحابة نظ . 

وكذلك المرجثة يقولون: نحن نتكلم في شيءٍ سکتوا عنه . 

وكذلك القدرية والمعطلة معترفون أنهم ليسوا علي ملة الصحابة و 

وتأمل هذا في جميع المسائل هل كان عليها النبي ية والصحابة؟ أو دل 
عليه كلام النبي لا والصحابة ن؟ 


.)٦٦٤ /۳( انظر : اقتضاء الصراط المستقيم (۱/ ۳۳)ء ومنهاج السنة النبوية‎ )١( 





شرح فضل الإسلام 











Yo 


وقوله في زيادة أبي داود عن معاوية أله سيوع في أي انوا جا 
بهم الأَهْوَاءُ گما يَتجَارَى الكَلْبُ بِصَاحِبهِ لا يْقَّى مِنْهُ عرق وَلا مَفْصِلْ إلا 
دَخَلَّهُ هذا من الأمور الغيبية التي حصلت » وفيه تحذير» وقد ذكره بعد ذكر 
الافتراق. 

فقال أهل العلم : يفهم علي معنيين : 

الأول: أنه عام في أهل البدع ؛ تتجاري بهم الأهواء مثل الگلب الذي 
دحل الجسم کله - وهو مَرَّمْنٌ في الکلب - فان عض آدمياً أصيب به» فهو 
عام في أهل البدع » واحتجوا بحديث احتجاز التوبة عن كل صاحب بدعةء 
فلا يحصل لهم التوفيق إلي التوبة. 

الثاني: أن المشاهد أن من أهل البدع من رجع وتاب من بدعته؛ 
کالخوارج الذين ناظرهم ابن عباس وء فقد رجعت طائفة كثيرة منھم؛ 
قيل : الثلث» وقیل : النصف» وکالوائق الذي كان ينصر أهل البدع» ثم 
تاب» وكذلك غيرهم. | 
قال الشاطبي"!': الأظهر أن قوله ٠‏ «سَيخرُحٌ في أ می افوا بعد ذكر 
الفرق أنه كالتخصيص بأنه سيكون منهم أقوام وهؤلاء هم الذين احتجز 
یرسرس سار : إن الله حجر - أو قَالَ : 
- الَوبَةَ عَنْ كَل صَاجب بِذْھَوٍ؛''' قال الشاطبي كآنه : فكيف يميز 


.)۲۸۲- ۲٦۷ /۲( انظر: الاعتصام‎ )١( 

(۲) أخرجه الطبراني في الأوسط (١٤/۲۸۱)ء‏ وابن أبي عاصم في السنة (۲۱/۱) 
والبيهقي فی شعب الإيمان (۵۹/۷) من حديث أنس بن مالك ذه . قال الهيثمي في 
مجمع الزوائد (۱۸۹/۱۰): (ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي 
وهو ثقة). وقال المنذري في الترغيب والترهيب :)٥٤ /١(‏ (إسناده حسن). 


شرح قضل الإسلام 





۷۲٦ 








هؤلاء؟ ثم ذكر بعض الخصائص» فمنها : 

٭ الظهور والمقاتلة لمن سواهم. 

# والنكاية بأهل السئَة. 

أما المستخفون فلا يصلح أن يُوصفوا بأن الكلب يتجارى بهم . 

وقوله : لهم في النَارِ إلا وَاحِدَة) ليس معناه هي كافرة؛ كمن قال 
عنها : إنها فرق نارية» لكنهم لم يدخلوا في الإسلام كله سواءً في الأحكام 
أو العقائد» فقد فرّقوا دينهم» آما الفرق الكافرة فھی خارجة عن الثلاث 
والسبعین . 

وَالإمَام عبد الله نُ الْمُبَارَكُ : (لما سل عن الاين وس سبوین فر 


سپجیں 


ا 
)أ 


۰)١ 
1E 
اش‎ 


لد می۴ 


بان اَصُولھَا أَرْبعةٌ: : الشيعَة وَالحَوَارِجُ» وَالمْرْجنةُ لق ذریة . فقا 


سے جم 


مخ 


رار رس 


الْجَهْوية؟ َال : ليست الْجَهْمَِةٌ مِنْ ن آمو محمد پل . وکا ن قول : إا 
َوْلَ اليو وَالنصَارَىء ولا تَسْتَطِيعٌ آَنْ تَخكِي گلا 050 

فيجب أن نحذر من أخذ ما سوى هذا الدين ولنتبعه كما قال و3 : کا 
الدرے ءاصنوا أدخلوا فى ایر صحافَة کہ [البقرۃ : ۲۰۸]۔ 

وهذا الكتاب (فضل الإسلام) کتاب عملي يحتاجه طالب العلم في 
مواجهة أهل البدع» وفي بيان الحق» فألفه المؤلف للحاجة إليه 
فالخرافيون والقبوریون خاصة» وأهل البدع عامة» إن قلت لهم : 0 
النبي 5ة علي ما أنتم عليه من بناء القباب علي القبور وتعظيمهاء 


٦ 


(1) انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية (۷۱/۱)ء والصواعق المرسلة (/۱۳۹۸) 
والتمهيد لابن عبد البر (۷/ »)۱٤۳‏ وسير أعلام النبلاء (۸/ .)٦٥٤‏ 


۲۷۷ 


الاستشفاع بالموتي والاعتقاد فيهم؟ فسيقولون: لاء وكذلك القدرية 
والجبرية وأهل البدع كلهاء فتمسك بهذا الحديث وسل المبتدع هذا 
السؤال ثم قل : إلا يسعنا ما وسعهم؟ إلا نرضي ہما رضوا به؟ إلا يكفينا ما 
كفيهم؟ فهذه مسألة مفيدة في المجادلة بالتی هي أحسن . 


وفرق الشيعة قد انتهى وجودهم. والموجودون‌الاآنيقال لهم : روافض ٩‏ 


والروافض قد اختلف فيهم العلماء: هل يدخلون في الفرق الثلاث والسبعين 
أم أنهم خارجون عن الإسلام؟''' والأظهر أن الذي يعتقد اعتقاد الروافض 


(1) 


(۲) 


هي فرقة من فرق الشيعة الضالةء سموا روافض لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر وء 
ویقال : سموا بالروافض لأن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ڪن خرج 
على هشام بن عبدا لملك» فطعن عسكره على أبي بكر ط4 » فمنعهم من ذلك 
فرفضوهء فقال لهم زيد بن علي : رفضتموني؟ قالوا: نعمء فبقي عليهم هذا الاسم 
وهم مجمعون على أن النبي اة نص على استخلاف على بن أبي طالب ووه باسمه 
وأظهر ذلك وأعلنهء وأن أكثر الصحابة ضلوا بتركهم الاقتداء به بعد وفاه النبي بي . 
انظر : مقالات الإسلاميين (ص١١‏ وما بعدها)» والفرق بين الفرق (ص©6١).‏ 
واعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص؟57). 

قال شيخ الإسلام كأ في الصارم المسلول (۳/ :)۱۰٦١ - ۱۰٦١‏ (وقد قطع طائفة 
من الفقهاء من أهل الكوفة و غيرهم بقتل من سب الصحابة» وكفر الرافضةء قال محمد 
ابن يوسف الفريابي - وسئل عمن شتم أيا بكر - قال: كافرء قیل : فيصلى عليه؟ قال : 
لاء وسأله كيف يصنع به وهو يقول لا إله إلا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم» ادفعوه 
بالخشب حتی تواروه في حفرته) . 

وذكر نحو ذلك عن أحمد بن يونس» وأبي بكر بن هانئ» وعبد الله بن إدريس» 
والحسن ابن الحسن . 

إلى أن قال: (وصرح جماعات من أصحابنا بكفر الخوارج المعتقدين البراءة من علي 
وعثمان: وبكفر الرافضة المعتقدين لسب جميع الصحابة» الذين كفروا الصحابة 
وفسقوهم وسبوهم). !.ه. 


شرح فضل الإسلام 





۲۷۸ 








من سب الصحابة ون وأنهم ضلوا إلا القلیل منھم؛ ودعاء غير الله وغیر 
ذلك من معتقداتھم فهو خارج عن الفرق ؛ لأنه خارج عن الاإسلام ولكن 
لا يحكم علي معین . 


۲۷۹ 


بَابُ مَا حاء أنَّ البذعَة اشد مِن الڪبَائِر 


ہہ ہے م 


وَفَوْلِهِ عَزَّ وَحِلٌ. إن الله لا يعقر أن سر 080007 
کا (الساء: 40016 وَقَوْلِهِ تَعالٰی: من أَظلد ممن افتریٰ عل الله 5 
كزنا یسل الاس يمير عل [الاناء ٤ء‏ وَقَوْلِهِ تقالى: یتب 
اوَْارَهُمْ كاملة بوم لت و ومن ن أَوَرَارِ ديح َضِلوتَهُم بغار عار ألا 
سکاء ما وروت ہہ [النحل : ٢۲]۔‏ 


الشرح: 


ذكر المؤلف هذا الباب بعد (بَابُ ووب الْدُخُولِ في الإسلام كلو وتَرْك 
مَا سِوَاه)» ومناسبته له ظاهرة؛ لأن المبتدع لم يدخل في الإسلام كله ولم 
يمتثل قول الله ک4 : ایا الست ءَامَنُوا دلوا و فى سل کافْۂة و 
س تی جو مر عر 


تیعواً خطوات ليطن چ4 [البقرة ۲۸ والمبتدع اتبع خطوات الشيطان» 
ا و السابقة س المت 


2 2 5م 


الصحیح بذلك: بل الأول والنصوص الدالة عله والبدم بجتسي أشد من 
الكبائر» فھی أشد من حيث الجنس لا من حيث عين البدعة . 

وقلنا : إن البدع أشد من الكبائر لأسباب : 

السبب الأول : أن البدعة يفعلها صاحبها تقرباً ويظن أنها طاعة, أما 
الكبائر فيفعلها مع اعتقاد الذنب . 

السبب الثاني : أن فيها زيادة وإضافة في الدين» والزيادة أعظم من 
المخالفة . 








۲۸۰ 








السبب الثالث: باب البدع الشبهات» وباب الكبائر الشهوات» 
والشبهات أقوي وأكثر ثباتاً في النفس من الشهوات . 

السبب الرابع : المبتدع يحاج عن بدعته› والعاصي لا يجادل فيما فعل 
إن لم يكن مستحلا . 

السبب الخامس: إثم البدعة يتجاوز صاحبها ؛ لأنه يسن سنة سیئة فيأتبه 
إئم فاعلهاء وصاحب الكبيرة لا يتعداه إثمه في الغالب . 

السبب السادس: قد أمر النبي يك بقتل طائفة من المبتدعة كالخوار ° 
وأما أصحاب الكبائر فلم ير فيهم مثل هذا الحكم؛ لان حالهم قد يصل 
إلي القتل حداً» وقد لا يصل . 

والمقصود: أن جنس البدع أشد من جنس الكبائر» ولكن هناك بدع 
بعض الكبائر أشد منهاء فشرب الخمر وقتل النفس أشد من كثير من البدع : 
فالبدع درجات : منها ما هو صغیرء ومنها مغلظةء ومنها كفرية. 

قال : ١وَقَوْلِهِ‏ عر وجل : © إن الله لا يعقر أن دش1 ہو وعقر ما دون ذلك لمن 
کا وغالب البدع تؤول وتؤدي إلي الشركء مثل بدع التوسلات؛ کمن 
يقول: أتوسل إليك بفلان أو بجاه فلان» فآلت إلي تعظیم الموتى» وإلي 


)1( جاء الأمر بقتل الخوارج في الحديث الذي رواه البخاري ,)7511١(‏ ومسلم )١٠١55(‏ 
من حديث علي و ولفظه: اياي فِي آخر الرّمَانٍ قوم حْدَثاء الأسئانء سَفْهَاءُ 
الأخلآم؛ يَقُولُونَ من حيْرِ قلِ البَرِيَةء يَمْرْفُونَ مِنَ الإشلام كما مرق | لسَّهُمُ مِنّ الرَّيّدِ: 
ت 7 o2‏ ر ر eft‏ کی عم 7072022-7۳ ھی سکس 7 )عم موي ہم مويه سوم 
لا يجاوز إيمانهم ناجرهم فاینما لقيتموهم فافتلوهم › فإن قتلهم أجر لِمَنْ فتَلهم یم 
القَيامة). 


شرح فضل الإسلام 
۲۸1 


أن في أرواحهم أسرارا والله لا یغفر الشرك» والوسائل لها أحكام 
المقاصدك. 22 

قال طائفة من أهل العلم''' في قوله يه : مإ إن الہ لا يَمْفْر أن شرك پو 
وَيَمْفرٌ ما دون ذَلِكَ لن یکا کہ [النساء: 11 : يدخل فيه الشرك الأكبر والأصغر 
فلا يغفر إلا بتوبةء والكبائر علي باب الغفران وتحت المشيئة» والبدع التي 
أدت إلي الشرك هي وسيلة إليه» والوسائل لها حكم المقاصد. 

وقال بعض أهل العلم في هذه الآية بأنها خاصة بالشرك الأكبر؛ لآن 
المطرد في القرآن غالباً هو الشرك الأكبر؛ كما قال اَل : مو نم من شرك 
لَه قل حرم ل عَلِيّهِ الْجَنة وماونةه لار [المائدة: 1907» وهو هنا الشرك 
الأكبرء فحمل كثير من أهل العلم قوله 44 : إن الد لا يَمْفْرٌ أن ش1 بد 
[النساء: 115]» على الشرك الأكبر. 

واختار القول الأول شيخ الإسلام ابن تیمیة”'ء أي: لا يغفر شركاً به 
فهي نكرة في سياق التفي- وهذان قولان مشهوران - وهذا يوجب الخوف 
من الشرك ومن وسائله» والکبائر ليست على هذه الحال فإنه قال : مووَيِمْفْرٌ ما 
مون كلك لمن 445 » فالكبائر تحت المشيئة» والشّرك الأصغر لا يعد من 


الكبائر . 
قال بعدها : «وَفَوْلِهِ تَعالى: من أَظلمٌ من افتریٰ عل أله كذبا يض 
الاس بعَبر علو )٢ء‏ أول هذه الآية قوله: وَين الإبلٍ انت وي لبر 


)١(‏ انظر: تفسير الطبري (٥/٥۱۲ء‏ ١٦۱۲ء‏ ۱۷۸)ء والورع للإمام أحمد (۱/ ۲۰۲)ء 
وتفسير ابن كثير ١١٥(‏ - 265 وفتح الياري لابن حجر /١(‏ ۸۵). 
(۲) انظر: مجموع الفتاوى /٤(‏ 51/8 . 1۸۳/۷). 


شرح فضل الإسلام 





TAY 








نت فالذين حرّموا تلك المحرمات من العرب نسبوا ذلك إلي اللو فأنزل 


الله يله : ما جَعَل اله من رو ولا سَامَة تر ولا وَصِیلڑ ولا حامر ولک ال كتروأ 
يفترون عل الو اکب )كه [المائدة: 8108 . 

قال ابن کثیر ‏ : (معَمْرُو هذا هو ابن لخي بْنِقَمَعَة أَحَدُرُوْسَاءِ خُرَاعَةٌ: 
ين ووا ال بغ جرهم . وگان أَوَّلَ مَنْ َير دين ابرا۵ هيم الْکَلیلِء فذحل 
الأضتَام إلى الْحجَاز وَدَعَا الرَعَاعَ من اناس إلى عِبَادَيَھا والتقرب اء 
قرع لهم هَل الشَرَائِعَ اليه في الْأنْعَامٍ وَعَيْرِمَاء > كما ذَكرہُ الله تَعَالَی 
في سُور الأنْعَام عند قَوْلِهِ تَعَالی: لوجلا به یکا درا مرح لْحَرْثْ 
الامو ص [الأنعام ”إلى أ کات في ل قال الثبيئ وا : 
رٹ مرو بن غایر اراي يَأ 
ونسبها للدين . 

وقوله: ممن أَظْلّمُ. أي : لا أحد أظلم» وسواءً في ذلك من قال: 
أوحي إلىّ وعندي كتاب من الله أو قال: أحله الله أو حرمهء فالميتدعة 
يقولون : قد أذن الله بهذاء ويقولون للنّاس : هذا دين واتباع مفضل . فَيَصْدُق 
عليه أنه افترى على الله كذباً ليضل الناسَ بغیرِ علم» وليس عملهم من 
الدين» وهؤلاء يناقشون بأن يقال : : هل كان على عملكم هذا اللي يه 
والصحابة ويين؟ فإن قالوا: لاء فهو بدعةء فیٔقال ا عل يوج دين يحب 
الله 4 لم يعمله النْبيئٌ يك والصحابة نی ؟ فان الله لقال : الوم اث 
لم یتم ومست عَلیکم تی وَتضیث لک اكم ویاچ [المائدة: ۴ء وقال 


قُصْبّه في الا" 2 فقد ابتدع بدعاً 


(۱) انظر: تفسير ابن كثير (۲/ .)۱۸١‏ 
(۲) أخرجه البخاري (١؟2560‏ ۳ءء ومسلم (۲۸۵۲۹) من حديث أبي هريرة کٹ . 


YAY 


الس کی : «هُمْ مَنْ گانوا عَلَى مِثْلٍ ما أا عَلَيْهِ وَأضْحَابِي»» فلا شك أنهم 
سيبهتون ولایجدون جوابا. 

قال بعدھا : «وَقَوْلِهِ تَعَالی : ہل لحَیلو أَورَارهُم كاملة يوم الْقِيََمَةَ ومن 
3 


مر 
سل 
ا 


زار ليح ضِلونَهُم بقَْر عار ألا سکاء ما زروت 1# لما أنزل الله الكتات 
قیل : ماذا أنزل ربكم؟ قالوا : أساطيرٌ الأولين» فهؤلاء يحملون أوزارهم 
غير ناقصةء بل وأوزار المتبعين لهم ومّن قلدوهم» وفسرها ابن عباس وي 
حين سُثل عنهاء فقال'' : هي كقوله : ولیخیاک اقام وَانقَالا مم َالِ 
[المنكبوت: »]١١‏ وهذا يوجب الخوف» فإنك قد تحبذ نوعاً من الفسق أو البدع 
فيأتيك وزره ووزر من عمل بەء وكذلك الخير. 


هت وھ AEX‏ 


,.)671//7( وتفسير ابن كثير‎ »)41/۱٤( انظر: تفسير الطبري‎ )١( 


YA“ 


فَافْتْلحُمء لَیِن لَقِيتهْم لأَفْتُلَنَهُمْ قَثْلَ عاي . 
وَفِيْهِ أَنَهُ كك نَهَى عَن قتال أُمَرَاءٍ الْحَوْرِ مَا صَلؤا!" . 





في هذا الحديث فرق بين فاعل الكبيرة وفاعل البدعة» وقد وصف 
ال يكل الخوارج في حديث آخر بأنهم : احفر أَحَدْكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِ 
وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِوِء يَمْرَفُونَ مِنَ الدّين كَمَا يَمْرْق السَّهُمْ مِنَ الريق72” . 
قال : (وَفِيْه أنه ول تى عَنْ تال أَمَرَاءِ الْجَوْرِ مَا صَلَّوْا)ء وأما أهل الجور 
فلم يأمر بقتالھمء ففي الأمر بقتال الخوارج والنهي عن قتال الجائرين نوع 
استدلال على أن البدع أشد من الکبائرء وليست دلالة واضحة . 


E یھی‎ IRS 
لم ےج ھی ر  جج جمئیگصش‎ 


» من حديث علي مَك‎ )۱۰٦١( ومسلم‎ »)1۹۳۰ ٥۰٥۷ ء۳٦۱۱( أخرجه البخاري‎ )١( 
وفيه : إن في قَلْلِهمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَّهُمْ يوم الْقِيَامةِ؛.‎ 
من حدیث أبي سعيد‎ )۱۰٦١( ومسلم‎ ›)۷٤۳۲ ٣٣٤٣ 7*5 5( وأخرجه البخاري‎ 
الخدري ويه وفيه : يلون آمل الإشلام وَيَدَعُونَ اَل الأوْنان لين أَدرَكتُهُمْ‎ 
۰ آمهم ل عَاوٍا.‎ 

(؟) إشارة إلى حديث أم سلمة و الذي أخرجه مسلم (1804) وفيه: «سَتَكُونٌ أَمَرَاء 
َْرِفُونَ وترون فُمَنْ عرف بر وَمَنْ اکر سَلِمَ ِن مَنْ رَضِيٍ وَتَابَّ. كَانُوا: ألا 
ثَايَهْہ؟ قَال: ۷لا ما صَلَوًا). 

(۳) أخرجه البخاري (٣٣٣۳۳ء‏ ٣٤٣٦ء »)۷٤۳۲‏ ومسلم )۱۰٦١(‏ من حدیث أبي سعيد 
الخدري 7[ 





۲٥ 


وَعَنْ حجریرِ بن عبد الله #5 أن رَخُلا تَصَدق بَِصَدَقةِ ثم تَثَابَع 


سے 


النَّاسء ققال رَسُول الله كل «مَنْ سَنَّ في الإشلام سُنَهٌ حَسَنَة قله 


أخجرّها وخر مَن عمل بها بَعْدَهَ من غير أن ينقص من أخورهم 
شيْءَء وَمَنْ سَنْ في الإشلام سُنة سَیٔشة كان عليه وزڑھا وَوزر 


٢ 


خی 
لل 


0 س 7 ۔ ه له ٥‏ مه Rl DF‏ ه 62+ © هه ىع 
مَنْ عمل بها مِنْ بَعْدِهِ من غير أن يَنفصّ من أوؤزارهم شيء. 
رواد مُسْلِةً'''. 
ےھ و _۔ ۴ 2 ره ہے >ھ مھ ےر ج عد سا ريرك عا 20 
وله مثله من حديث أبی هرّيرّة ولفظه: رمن دعا إلى هدى» ثم 
1 سے خی اس ۴ 7 هذاه 1 
قال: وَمَنْ دَعَا إلى ضَُلالق' ٠‏ 


الشرح: 


قال #5 : (وَعَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله وه أن رَجُلاً تصَدَقَ بِصَدَكٍ م ابع 
النَّامِنُ. . .) الحديث» وفيه أنه قد جاء قومٌ فقراء مجتابي النمار فعُرفَ الكدر 
في وجهه بء ومعنى مجتابي النمار: ملابسهم مشققةء والجوب هو 
الشق والقطعء ومنه قوله 4 : ونمو اللینَ جَابوأ اصح بالواد» (النجر: ۹ء 
- أي : شقوا وقطعوا - ثم دعا ال يكةِ إلى الصدقة» فقام رجل فتصدق 
فتتابع اناس بعده» فقال انع و : ١مَنْ‏ سن في الإسّلام سن حَسَنة. ه٠‏ 
الحديث . ۰ 





٦ 2 می‎ 3 


وقوله: ١مَنْ‏ سَنَّ في الإسْلام سَنَةا أي : أحيا سنة مبتت؛ أو أحيا 
امتثالاً؛ كما حصل فى هذه القصةء فقد أمر النََّنْ كلك بالصدقة فامتثل 


ا 


. أخرجه مسلم (۱۰۱۷) من حديث جرير بن عبد الله وه‎ )١( 
. أخرجه مسلم (17175) من حديث ابي هريرة ڪب‎ (۲() 


شرح فضل الإسلام 

۲۸٦ 
الرجل» فقال التب پل ذلك › وليس الحديث كما يفهمه بعض المبتدعة›‎ 
. فالحديث يبين معناه سياقه‎ 

وقوله : اوَمَنْ سَنَّ في الإسْلام سنه س أي : عمل عملاً سيئاً ليس له 
أصل في الشرع» وهذا الحدیث أخصٌ. وحدیث أبي هريرة رح اعم 2 فان 
فيه الدّعوة إلى الهدی» وفيه بت يتبين السر في قول الي پل لعلي وي 
الصحاح : اوَالله لادی بك رَججا” اج شک ن ځنر )۷ 
وشُمْر النعم : أشرف المال عند العرب. ۰ 

ونحن لا نعمل طاعة إلا وجاء الّٔی كك وله مثل أجرها . 

والبدع متعدية الاثر ء وأمًا الکبائر في الغالب لا تتعدى» فجهم بن صفوان 
لو عمل كبيرة لذهبت كبيرته؛ ولكن بدعته بقیتء والجمع بين قوله و : 
وين أ وَذَارٍ أت وهم بکار عار [النحل: ]2 وقوله ٤‏ : ولا ور 
و أي نا ۰ء أن معنى الآية : من فَعَلّ معصية فلا تَحَمّل معصيته 
غيره» بمعنى : أنها لا تمحى عنه فيحملها غيره؛ وأما قوله 4 في آیة 
النحل : رمن زار اذ يصْلوتَيُر كر عار وقوله ل : #وأتقالا مم 


نع کہ [العنكبوت: ۱۳]؟ لأنه تسبب فى معصیتھم؛ وهو كالداعى إلى 
المعصية فعليه إثم ما فعل وإثم دعوته . 


)١(‏ أخرجه البخاري (٤٢۲۹ء‏ ۳۰۰۹ء ۳۷۰۱)؛ ومسلم (1407) من حديث سهل بن 
سعد ذاه . 


شرح فضل الإسلام 
TAY‏ 


اب قا حباة أن الل اختكز وة عن نم ضاجب َبْعَةِ ی2 

وذ ڪر اٿ وشا عقوت قال ,كان رَخْل يَرى َأ 
رع عن فأَنئْتُ مُحَمَدَا قرحا بذَلِكَ أخيزة فلت أشَعَرْتَ أن 
فَلَانَا تَر ك ريه ِي كان يَرَى؟ فَمَالَ. انْظرُوا إِلَى مَا يَتَحَوّل؛ ل 
ار الْحَدِیث اَم عََيْهمُْ من وَل َمْرْقُونَ مِنَ الدينٍ ڪما يَمْرْقَ 
الهم مِنَ الرَّمِبَّةَ تم لَايَخُوڈُون ليه“ 

وَسْيْلَ أَحْمَدُ بن حَنْبَلٍ عَن مَغتی دَلِكَه فَقَالَ لا يُوفَمُونَ 
للتَوبَة. 





هذا البابٌ عقده الإمام كه لبيان مسألة خاصة متعلقه بالبدعة وهو 
كالتتميم للباب الذي قبله؛ لأنه ذكر قبله أن البدعة أشد من الكبائر» ومن 
أوجه کون البدعة أشد من الكبائر : أن الكبيرة لم يحتجز الله 8 التوبة على 
من فعلهاء وأما البدعة فإن الله كك احتجز التوبة عن صاحب البدعة» وهذا 
كما قال الإمام مروىّ عن أنس َيه من حديث حميد الطويل» عنه بإسناد 


4119 سبق تحرج (ص‎ (١) 
بلفظ : ١نم لا يَُودُونَ فيو من حديث‎ )٠١ .310( قال وي الخوارج ؛ كما رواہ مسلم‎ (۳ 


ابي ذر طلّلہ. 





شرح فضل الإسلام 
AA‏ سککککککٽکك٠`‏ > ص ص ت 
حسن أو صحیحء حسنه المنذري وغيره» وصححه جماعة من أئمة أهل 
العلم . 
وهذا الحديث لفظه قبل التخريج : «أن اللهَ احْتَجرٌ التّْبَةَ عَنْ صَاحِبٍ كل 
بذْعَةٍ)ء وفي لفظ : (إن الله حجب التَوْةَ عَنْ صَاحِب كل بِذْعَةَاء وفي لفظ : 
إن الله احْتحبٌ الب عَنْ صَاحِبٍ كَل َو ويروى : 'عَنْ كل صَاحِبٍ 
بذعَةٍا» وقد رواه جماعة من الأئمة منھم : الإمام ابن وضاح في کتا رہ 
(البدع)ء ومنهم أبو يعلى» ومنهم الطبراني وجماعة» وقد ذكرهم مخرجا 
الألباني كن في كتابه : (السلسلة الصحيحة) في الجزء الرابع» وقال: إن 
اسنادہ صحیے ٩‏ . 
المقصود : أن هذا اللفظ ثابت عند أهل الحديث» ويروى من غير 
حديث أنس ونه أيضا » من حديث ابن عباس وها وغيره» ولكنه لا یصحء 
كذلك هو يروى من مراسيل الحسن كي خرجه ابن وضاح في كتابه» وغيره 


9 2 


أيضاً . 

هذا الحديث لفظه : «أَنَ الله احْتَجَرَ الوب حَنْ صاجب كُلّ بذْعَةاء وهذا 
الاحتجاز مما نظر فيه أهل العلم ما معناه؟ ما معنى کون المبتدع لا یتوب: 
مع أننا نرى في الواقع أن من أهل البدع من تاب ورجع إلى السنة؟ بل إن 
ذلك ثبت في الصدر الأول» فالخوارج مع شدة بدعتهم» وقول النبي كَل 
فيهم : ايَمْرُفُونَ مِنَّ الدّينِ كما يَمْرُق السَّهُمْ مِنَ الريك فإنهم لما ناظرهم 
ابن عباس وا رجع الثلث منهم أو أكثر عن قولهم» ورجعوا إلى السنةء 


.)۱٥١ /5( انظر: السلسلة الصحيحة للعلامة الألبانى كه‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
۲۸۹ 
فمعنى ذلك أنه - يعني صاحب البدعة - قد یتوبء فما معنى هذا الحديث : 
51 الله اتحو الْتَوَْةَ عن صضاجب 00 ِذْعَةٍ)؟ 
ذكر أهل العلم أن هذا له معنى» وهو أن هذا في بدعة أُشْربها قلب 
صاحبها » فيكون احتجاز التوبة عن صاحب کل بدعة هو: احتجاز عن 
صاحب بدعة خاصء وهو الذي أَشْرِبٌ البدعة في قلبه» وهو الذي 
جاء وصفه في الحديث الذي مر معنا فيما سلف من قوله - عليه الصلاة 
والسلام - في وصف بعض أهل الفرق» قال : ١تَجَارَى‏ بِهِمْ الْأَهْوَاءُ كُمَا 
يَتَجَارَى الكَلْبُ بضاجبوء لا قى مِنْهُ عرق ولا مَفْصِلّ إلا دحل وهذا 
أحد توجيهّئ العلماء لهذا الحديث من أن المراد باحتجاز التوبة عن 
صاحب البدعة أنه ليس كل مبتدع » ولكنه مبتدع أشرب البدعةء فتجارت به 
وصار قلبه مشربا بالبدعة؛ كما تجارى الكلب - وهو الداء العضال - 
بصاحبه» يعني : أنه غُمر بهاء بخلاف من لم يكن قد أشرب هذه البدعةء 
وإنما عمل بها عن غير قناعة تامة» وعن غير إشراب قلب» ومن غير حب 
القلب لها ولآهلهاء فإن هذا قد يوفق للتوبة» وعليه يبحمل ما أتى من قصص 
التائبين من البدع . 
قال بعض آهل العلم : إن هذا الحديث عام» فكل صاحب بدعة لا يوفق 
للتوبة الكاملة» وإنما قد يوفق إلي توبة من بدعه لكنه يؤول به الأمر 
إلى غيرها؛ كما ذكر أيوب هنا عن محمد بن سيرين» قال: «گان رَجَل 


عر مت 


یری رایا). 


(0) سبق تخريجه (ص۲۷۳). 


۹۰ -صسصسص-سےے.سس۱تي جج غأمخخس ہس سس _۔ سس سس تم ‪۱ط6صجںج مم چس ير 





وهذا فيه ملحظ: أن أئمة السلف يذمون الرأي - لأنه قال: (يَرَى 
رَأيّا؛ - والدين ليس بالرأي» ولا بتخرصات العقول؛ إنما الدين بالاتباع» 
قال الله كد : a‏ رسلا م مِن رَسُول ال ليطاع باذ أله ه [النساء : CIE‏ 
فالرسول أرسل ليطاع وليتبع . 

يقول : هذا الرجل «رَأَى رأياً»» ذلك أنه لم يتبع في رأيه ذلك» وإنما أحدثه 
من تلقاء نفسه» ورجع عن هذا الرأي» فذهب أيوب إلى محمد بن سيرين 
مولى أنس بن مالك - الإمام المعروف من أجلة التابعين -فقال له : أَشَعَرتَ 
أن فلَانًا تَرَكَ رَأيَهُ الذي گان يَرَى؟ فَقَالَ: انْظرُوا إلى ما يَتَحَوَّلُ؛ إن آخِرَ 
لْحَدِثٍ اشد عَليِهِمْ ِن أولو»» ولعل ذلك الرجل كان يرى رأى الخوارج ؛ 
قال: ١يَمْرْقُونَ‏ مِنَ الین گما يَمْرَقُ السَّهُمْ مِنَ ارب ثم لا يَعُودُونَ إلبْها . 
معنى ذلك : أن محمد بن سيرين يقول: إنه قد يتوب من خارجيته» ولكن 
يذهب إلى بدعة أخرى هي أشد من الأولى . 

فيذهب محمد بن سيرين ا إلى أن هذا الحديث عام» وكذلك قول كثير 
من أهل العلم من أن هذا الحديث عام» فكل صاحب بدعه لا يوفق إلى 


التوبة الكاملة من - جميع البدع»› بل إدا ترك هذه البدعة فإنه لا يزال في 
قلبه حب للبدع» ولا يزال في قلبه شبهه تتعلق بهذه البدعة أو ببدعة أخرى 


تشبه له . 

ولكن هذا القول فيه نظر» والصواب: أننا نحمل بعض الأحاديث على 
بعض» وأن هذا النوع من الناس الذين حجزت عنهم التوبة هم الذين أشربوا 
البدع وتجارت بهم الأهواء؛ كما وصفهم النبي بي بقوله : «تتَجَارَى بهم 
تلك الْأَهْوَاءٌ كما يتَجَارَى الكَلَّبُ بصَاحِبه) . 


شرح فضل الإسلام 
۲۹۱ 

وقد فصل هذا الإمام الشاطبي ی في كتابه (الاعتصام). وبيّن أن 
العلماء لهم قولان فی ذلك؛ وقال: إن من أهل البدع من رجع عن بدعته 
وتاب منها؛ كما رجع من رجع من الخوارج» وكذلك بعض العُلاة مثل 
الواثق والمتوكل رجعوا عن بدعتهم وعن القول بخلق القرآن ورجعوا إلى 
السنةء فقال: هذا الحديث إذاً پُحمل على أنه من كان قد أشرب البدعة 
شراب وتجارت به واقتنع بها اقتناعاً تاماًء أما من كان عندہ تأويل : وعندہ 
شبهه» فهذا ربما يوفق للتوبة؛ لأنه غير داخل في هذا الحديث . 

هذا الباب باب قصير» وذكر فی آخرہ قول الإمام أحمد في تفسیر حديث 
الخوارج : ايَمْرُقُونَ مِنَ الدّينء كما يَمْرْقُ السَّهُمُ مِنَ الرّويّ ثم لَايَعُودُونَ 
إلَيْهِا قال : «لا یُوققُونَ بَا وهذا يبين خطر البدع ویبین أنها من أقبح 
ما يكونء لم؟ 

الجواب: لأن فيها استدراكاً على الشارع» فالشارع قد أتم الدینء 
وأكمل علینا النعمة» ورضي لنا الإسلام ديناء فليس ثم خير إلا دلنا عليه 
وليس ثم شر إلا ونهانا عنه» وهؤلاء أحدثوا بآرائهم حدثاً. وزعموا أنه 
يقربهم إلى الله ق فهم إذاً ما فعلوا ما فعلوه عن شهوةء وإنما فعلوه عن 
اعتقاد» وقالوا ما قالوا عن اعتقاد. 

وأمر الاعتقاد أعظم من أمر العمل؛ فإن العمل قد يُقصر العبد فيه 
ويتوب الله 3 عليهء أو تكفر عنه سيئاته بأنواع من أنواع المكفرات: إما 
حسنات كثيرة ماحية» وإما توبة واستغفارء وإما أعمال صالحة تقابل تلك 
المعاصى ونحو ذلك . وإما مقام صدق في الإسلام» أو محبة صادقة لله كق 


.)۲۸۲ -۲٦۷ /۲( انظر: الاعتصام‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
۲۲ 
أو لنبيه ولدينه» يكفر الله تق بذلك عَنْ المرء ما عمل من السيئات التي 
مردها إلى الشهوات . 
أما البدع الاعتقادية» فإنها إذا عظمت على العبد» أو فعلها وتشبث بها 
فإن أمره أشد من أمر فاعل الكبيرة في الجملة» وليس معنى ذلك أن كل 
معتقد بدعة أشد من كل فاعل كبيرة» لكنه في الجملة من حيث الجنس . 
بقي هنا مسألة تتعلق بذلك وهي: أن البعض من علماء الأمة قد 
شابتهم البدع» .وأخذوا بأقوال المبتدعة» إما أقوال الأشاعرة» أو أقوال 
الماتریدیةء وإما نحو ذلك من الأقوال المبتدعة والاعتقادات الباطلة؛ 
فھؤلاء ما حكمهم؟ هل يقال فيهم : إنهم من جنس آهل البدع الذين يتبراً 
منهم» الذين يُهجرون وتهجر كتبهم ونحو ذلك: أم الأمر خلاف ذلك؟ 
الجواب: أن شيخ الإسلام ابن تيمية كأ ذکر'''' لما ناظروه في عقيدته 
التي كتبها - العقيدة المباركة المختصرة (الواسطية) - ناظروه فيها وقالوا 
له: قد قلت فى أولها بعد قولك : (أمًا يَعْدٌ: فَهَذَا اعْيَقَادٌ الْفْركَةٍ النَاحِیّة 
الْمَنْصُورَةٍإِلَى يام السّاعَةٍأَهْلٍ الست وَالْجَمَاعَة)ء معنى ذلك أنك تقول: إن 
من لم يعتقد هذا الاعتقاد فليس من الفرقة الناجية. قال: لم أقل هذا 
ولا يقتضيه كلامي» فإني قلت هذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة أهل 
السنة والجماعة؛ فمن اعتقد هذا الاعتقاد فهو ممن وصفهم الله ود 
ووصفهم نبيه َكل بأنھم على الصراط المستقيم» وبأنهم أهل النجاة ووعدوا 
بالنجاة» أما من لم يعتقد هذا واعتقد شيئأ من البدع فإنه قد ینجوء يعني : 
يكون من الفرقة الناجية» فإنه قد ينجوء يعني : من النار إما بحسنات 


.)۱۷۹ - ۱۷۷ /۲( انظر: العقيدة الواسطية ضمن مجموع الفتاوى‎ )١( 


۲۰۴۳ 


ماحيهء وإما بمقام صدق في الإسلام» وإما بنشر علم ينتفع به الناس» يكون 
ذلك مكفراً لما حصل له من إئم بدعته أو إئم اعتقاده المبتدع . 

وهذا يظهر لك أن العلماء الذين تسب إليهم شيء من البدع في 
تفاسيرهم» تفاسیر القرآن» أو في شروح الأحاديث» أو في كتب الفقه» أن 
هؤلاء لا يُنسبون إلى البدعةء بل يُترحم عليهم جميعاً » وينسبون إلى الخير 
والصلاحء ولا يعرض لشيء من الأقوال التي أخطؤوا فيها أو ابتدعوا فيها 
أو اروا فيها مشايخهم من المبتدعة إلا إذا ذكر القول المبتدع . 

فمثلاً: نسمع قول النووي في شرح حديث ما كذا وکذاء ويذهب إلى 
قول الأشاعرة» أو يتأول؛ أو يتكلم في القدر بكلامهم» أو في الإيمان 
بكلامهم» أو نحو ذلك» فإننا عند ذكر هذا الموضع نقول: هذا من کلام 
الأشاعرة» ولا نقول: النووي - مثلاً - هو أشعري مطلقاً» أو ابن حجر 
أشعري» أو فلان أشعري» أو نحو ذلك, أو فلان ماتريدي على هذا 
الإطلاق» لاء ولكن نترحم عليهم؛ لأنهم هم نقلة السنة وهم شراح 
الحديث» وهم الذين أوضحوا هذا العلم» وأما المسائل التي أخطؤوا فيها 
فهي قليلة جداً بالنسبة إلى الكثير الذي أصابوا فيه واقتدوا فيه بأئمة السئة . 

ورغم أن هذا الباب قصيرء إلا أن ما فيه يجعل المرء خاتفاً وجلاً من 
البدع» فيجب أن تجتهد في سلوك سبيل السنةء والأمر الذي فيه اشتباه 
تتركه » وعليك بالسبيل الذي يتفق الجميع على أنه السنةء السبیل الذي يقول 
عنه علماء المسلمين أنه السنةء فتشبث به والزمه» وأما الطرق المختلفة 
والمناهج التي قد تشك فيهاء أو التي لا تتبين أنها على السنةء فاحذر منها 
حذراً أن تكون شاركت في بعض البدعء وهذا أصل يجب علینا أن نراعِيّه ؛ 


شرح قضل الإسلام 
۲٤‏ 


لأن الخوف من البدع والخوف من الطرق المختلفة التي هي غير صراط 
الله المستقيم» هذا الخوف يوجب علینا تركهاء وَمَمجِرّمَاء والبعد عنهاء 
ومجانبة أهلها . 


5 هت دچچمی مع می 


لیے 


جر کے دلج 
لے دی ازو ہے 
شرح فضل الإسلام ا ا املك 
جج ئ سل “ | وږل 
ہپ رر سام کے م شر کرک مگ | 2" +۶ اه 
اب فو آی: يتأهل التب لِم تحاجورت ف مم ٭ إِلَى قَؤله. 


لمشرین 4 آل عراز W-0:‏ وقؤلو 2-7 ومن رت 


ّا 
عن ياد ند إلا من سوه فس وقي أضطقيكة في انبا َم فى الآبز: 


من سهه 
لَِنَّ أَلصَلِجِينَ © ٭> ا 1[ 


ذكر الإمام يله: هذا الباب الذي وصَدّره بقول الله كل : « يَتاهلَ 
اُلٰکتب پ لِم اجر ف 3 ا إڑڑھے وَمَا ارات رة ََلَانِیلُ ا 7 بعلو أَقَلّ 
َعَقَو © مانم KES‏ حلججتم فيما کم بء عم لم تحاجون ن¿ هيما لس ککہ 
7 71 


پوه عل وله يلم وا نشم لا علموں لا ما کان لیم وديا ولا رانا ولككن كات 
يفا ممما وما کان من امش کن ( لگا © [آل عمران: .]۷-۵٥‏ 

هذا الباب ما وجه مناسبته لهذا الكتاب الذي بين فيه الشیخ كا 
الإسلام؟ والمناسبة ظاهرة وهي : أن من اع محا ل الي م بايا 
براه 1 تولا : لثم أوسا إليك أن اَم اد نمیم نيما ونا 
كن مِنَ الْمتْركن 4 [النحل: 0117 فهو على الصراط المستقيم» ومن اهتدى 
بهداهم› فقد اهتدى بهدى مَنْ هو مُسْلِمٌ بشهادة الله وك له : د ال لم ريه 
اسل ال أَسْلَمْتٌ لت لمكي  @‏ (البقرة: .۲٠٢٢‏ 

فملَةٌ إبراهيم 4# هي الحنيفية السمحة ؛ فمن کان على ملّة إبراهيم :8 
فقد نجاء والنبي ئة أوحي إليه : أن ابع یلت الب نيما 4 [النحل ]0 
فهي الملة التي وصفها الله كك ونعتها في كتابه بأوصاف ونعوت» 


شرح فضل الإسلام 

٦‏ ۔--------ے_ے-ےے .۱ : “٦۳‏ ۔ےے-_ےے۔۔ےے :سے ڪڪ 
خلاصتھا : أنه كان قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين» قانتاً لله : 
القنوت هو دوام الطاعة. فكان دائم الطاعة للهء لم تكن طاعته لله 8 في 
وقت دون وقت» ولم يكن إسلامه لله 8چ واستسلامه لأمره وانقياده لوحيه 
وشرعه في حال دون حال» بل كان قانتاً لله ق دائم الطاعة له" وكان 
حنيفاً» أي : مائلاً عن الشرك وعن أهل الشركء تاركاً ذلك قصداً إلى طريق 
الإسلام وإلي التوحید'''. 

قال ي : «إولرٌ يك من الم کن ہہ [النحل: 051٠١‏ أي : لم يكن من أولئك 
الذين أشركوا بالله 8ء وابتدعوا ديئاً لم يأذن الله وق به . 

وكذلك النبي بيه كان قانتاً لله وكان حنیفاًء وكان متبرثاً من المشركين 
فمن سلك هذا السبيل» فأدام الطاعة لله وفي ضمن ذلك تمام الإسلام لله ود 
الذي أمر به في قوله : يأَيُهَا الیک ءَامَنُا دخلا فى ليلو اة 
[البقرة: ۲۰۸]ء وكان حنيفاً مائلاً عن الشرك وعن سبل أهل الشرك وعن طرائق 
أهل الشركء وذلك بالقصد متوجهاً إلي الله كك وحدهء عابداً له وحده» 
متبرئاً من المشركين» فهو على ملة إبراهيم 882 : او بث عن مَل 
برهم إلا مَن سَفِهَ 7" [البقرة: .]11١‏ 

ولشرف إبراهيم يإ وثناء الله كق عليه؛ ولأنه كان إمام الأنبياء وإمام 
المرسلين الذين أتوا بعده» أراد أصحاب كل ملة أن یجعلوا إبراهيم منهم 
وفيهم حتی يشرفوا بذلك. فاليهود ادعت أن إبراهيم نَل منهم . والنصارى 


.)0 /١( انظر: جامع الرسائل لشيخ الإسلام كن‎ )١( 
.)11/5 /١( انظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم کَلل‎ )٢( 


شرح قضل الإسلام 











۲۹۷ 


ر ر 


ادعت أن إبراهيم 4# منهم» قال الله يك : اَهَل الحكتب لِم سابرت 
مہ الآية. 
إذاً فخلاصة هذا : أنه ليس كل من ادعی شيئاً ثبتت له دعواه» فلیس من 
ادعی اتباع إبراهيم غلا تثبت له دعواه بمجرد انتسابه أو بمجرد دعواه» قد 
يكون كاذباً في ذلك ؛ كما ادعت اليهود أن إبراهيم 4# منھم؛ كما رواء ٥ابن‏ 
إسحاق بإسنادہ عن ابن عباس وا : 'اقَالتِ الْيَهُودُ : إْراهیم مِنَاء وَقَالتِ 
النَضَارَى : رايم ناء انل الله د قو وله : يکال التب لِم ثعاب 
ف باهم و ا ات اَلَو والانجيل إل من من بعروة 217046 , 
فإبراهيم 44# كان قبل ظهور اليهودية» وقبل ظهور النصرانیةء فلم تنسبونه 
إلى ملةٍ إنما ظهرت بعده؟ ولا شك أن هذا فيه دلالة عقلية على بطلان هذا 
القول؛ ولهذا قال 8ن : افلا تتَقِلُونَ4 لال عمران: ٦٥ء‏ فإبراهيم إنما كان 
مسلماً ولم يكن يهودياً ولا نصرانياًء فأنتم إذاً بانتسابكم إليه» وبرغبتكم أن 
نتسب إليكم» إذا أردتم الشرف فإبراهيم كان مسلعاً فأسلمواء فإنما يشرف 
من أسلم ؛ اك القول الله قد : «إما كن رهبم وو 


سے کر -_ صرح صر 


ولا سانا ولکن کات حَنِيمًا مسلما کت من المش کن 9©) 4 [آل عمران: ۷ء 


7 


سے سے 


:)٦٤٤/٦( انظر: تفسیر الطبري (۳/ ٣۳۰)ء وزاد ود الجوزي‎ (١) 
الال عن ابن ناس قال اٹ نشازی عاذ رجا وو ول موا الہ‎ 


تََارَعُوا عِنْده عالت الگ ما گان إِنْرَاهِیمُ إلا يهُودِيَا وَقَالَتْ النّصَارَى : ما كَانَ 


إِيُرَاهِيمْ إا نَصْرَانيَاء كَانْرَلَ الله فيهم: يتاه التب لم تحاجرت ف ایم » 
الآية). ١‏ 


شرح فضل الإسلام 
4۸ 


ويعني باليهودية : اليهودية التي ابتدعها آولئك» والنصرانیة : النصرانية التي 
ابتدعها هؤلاء. 

قال يك : هکی كات ینا مس إذا کان إبراهيم حنيفاً مسلماً فمن 
أولى الناس به؟ أولاهم به المسلمونء «وهو سملکم الْمسَلِمِنَ ين ملہچ 
[الحج: ۷۸]. إذا كما قال كبك بعدھا : ٭ل ولیکن کات حَنِيمًا لا کا کان ین 
امش کین ارک اول اماس بِإلََهِیم ادن اتبعوه 46 [آل عمران: .]٦۸ - ٩۷‏ قوله : 
20 ابع » أي : الذين اتبعوه في وقتهء وهندًا الى 4 [آل عمران : ]٦۸‏ : 
هو محمد بيا الذي اتبع إبراهيم حنيفاً اتباعاً كاملاً في توحيده ربه وك . 

قال: ودي ءاسَثواء هم المؤمنون الذين اتبعوا النبي يل إذاً هم 
أولى الناس بإبراهيم 4 وابتغاء اليهود والنصارى الشرف بإبراهيم هذا 
لا يحصل لهم إذ لم يكونوا مسلمين؛ كما كان إبراهيم 842 حنيفاً مسلماً . 
هذا التمثيل أو هذا الاستدلال بقصة إبراهيم ل يفيدنا كثيراً فيما سيأتي . 


كك لو سال رتو کٹ 


شرح فضل الإسلام 











14۹ 


وفيه 3 حديت الخوارج وقد تَعَدَمَ. 


سے 


وَفيه أنه كله قال: ِن آل أبي فلا لَيْسُوا لِي بأَؤلِيَاءَ إِنَّمَا أَولِيّانِيَ 
ا کے ت" 





ذکر بعله حديث الخوارج». والخوارج انتسبوا إلى الإسلامء بل كانت 
عباداتهم أعظم من عبادات الصحابة ويك ؛ كما وصفهم النبي بي في 
أحاديث عدة في الصحاح -هي عشرة أو نحو ذلك - وصفهم بقوله : (يمرقون 
مِنَ الدّينِ كما يَمْرقَ السّهُمْ من الرَويّق' "'. ووصفهم بقوله : «يَفْرَءُونَ القُرآنَ 
لا جاوز حَتَاجرَهُمْ . مرون يِن الدينِ گمَا يَمْرْقُ 1 س من الرمِيّة َإِذا 


کر م م 


َقِيثْمُوهُمْ فَالْلَومُمْ إن في قَْلِهمْ ا جرا لِمَنْ تَكلَهُمْ عند الى" . 

مع أنهم كثيرو الصلاة وكثيرو الصيام. لکن منابذتهم ومعاداتھم حق 
وواجب؛ لأنهم ليسوا على نهج النبي كَل ولأنهم كفروا الصحابة ہچ 
وعادوا سلف الامة ان وابتدعوا طريقة من عندھم فمع أنهم ينتسبون 


: أخرجه البخاري (۵۹۹۰)ء ومسلم (٢۲۱)ء من حديث عمرو بن العاص وليه » وفيه‎ )١( 
. نما ول الله وَصَالِحَ الْمَؤْمِنِينَ)‎ ۱ 
: وأخرج أبو داود (٤٤٤٥)؛ وأحمد (۲/ ۱۳۳) من حديث ابن عمر ويا وفيه‎ 
م ون السرا :خا أذ لها من تخت قذي وجل ين أخل بتي يي‎ 3 
. لیس ٽي إِنَمَا ولي الْمتَقُونَ.‎ 
سبق تخريجه (ص۷۷).‎ )۲( 
.)۲۸۰ سبق تخريجه (ص‎ )۳( 


شرح فضل الإسلام 

59 
إلى الإسلام لم تنفعهم تلك النسبة ؛ كما لم ينفع اليهود والنصارى أن يقولوا 
إن إبراهيم ع منهم 

ثم ذكر النبي يه فی الحديث الذي رواه عمرو بن العاص وليه فيما 
رواه البخاریٔ ومسلمء قال: إن النبي إا قام فقال : (إِنَ آل ابي فان لَيْسُوا 
لی بِأَولِيَاءَ نما أَوْلِيَئِیَ الْمُتَقَونَ) وفي رواية : «إنْما وَلِبَيَ الله وَصَالِحَ 
الْمَؤْمِنِينَ) . 

هذا الحديث فيه دلالة ظاهره أن آل أبي فلان - وسيأتي بيان المراد بهم - 
الَيِسُوا لی بأولياء؛» يعني: أن من ظن أن أولئك أولياء لأجل قرابتهم 
من النبي لا والقرابة أحق بالولاية» فليسوا للنبي ب بأولياء» لم؟ بين 
ذلك بقوله : «إنْمَا اولاني امون وفى الرواية الآخری : (إنما وَلِبَيَ 
الله وَصَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ) أو دِنْمَا زاب ے صَالِح الْمُؤْمِنِينَا وفي هذا 
تقييد الولاية . والولاية ما معناها؟ معناها : المحبة والنصرة”''» من يحبه 
النبي ا من هم وما صفتهم؟ المتقون وصالح المؤمنین ء من هم المتقون؟ 
الذين ساروا على سنته ؛ كما دل عليه الحديث الذي بعد هذا . 


6 


فترتيب الشيخ اَل للآيات والأحاديث في هذا الباب مقصود وظاهر. 
فلما أورد قوله : (إِنْمَا أَوْلِيَائِيَ الْمُتَقَونَ) بينه في الحدیث الذي بعده بقوله : 
مَنْ رَغبَ عَنْ سني لیس مِنّي1» فإكًا تحدد أكثر وتبين أن من كان متبعاً 
لسنة النبي يكل فهو الحقيق بولاية النبي يك له» يعني : بمحبته لله وبنصرته 


)١(‏ الولاية بالكسر السلطان» والولاية بالفتح والكسر النصرة» والْوَلِيُ ضد العدوء يقال 
منه ولاه وکل من وَلِيَ أمر واحد فهو وَلِيه والمَؤلى المُعْيِق والمُعْتق . انظر : مختار 
الصحاح (ص٣٢۳۰)ء‏ ولسان العرب (٥١/٦٤٥٦)ء‏ والمصباح المنير (۲/ .)٦۷٢‏ 


شرح فضل الإسلام 











له في الدنيا إذا كان حيأء وفي الآخرة إذا بُعث الناس . 
هنا في قوله : إن آل أبِي فُلَان؛ من هم؟ ١‏ في رواية البخاري في الصحيح 


دن ل ريق عرد بن عباس عن محمد بن جعفر المعروف بختدر - راوي كتب 
شعبة الإمام المعروف - عن شعبة» قال البخاری 5 '": «قَالَ عَمٰرو: 


3-5 


گان في كاب مُحَمَّدٍ بن عفر راض يعني : نیہ فإ آل أبى اشم بیاض 
بعدهاء يعني : لم يكن في كتابه ذكر من همء لم يُذكر آل أبي من؛ فوقع في 


بعض الروايات آل أبي فلان. 


قال بعض الشرا ح": إن الأصل أنها لم تُکتب ٠‏ بل کتبت آل أبي» وثّراء 
بياض › فوضعها بعضهم (إِنْ آل أبي ثُلَانِ) تكملة لها لأنها أ أولى من 
البیاض ؛ لأن الذي ترك وجعل بياضاً الراوي . 


٥ا‏ ابي فلان) كذلك لا تدل على المرادى من هم؟ قال بعضهم : إنهم 
آل أبى العاص» ولكن الحافظ ابن حجر لله في فتح الباري قال : «فيه نظر) 
يعني : لیس بجيدء والصواب : أنه قال : «إن آل أبي طَالِب». وآل أبو طالب 
هم عشيرته چا رهم آهل قرابتەء وفيهم علىٌ وفيهم جعھں وفيهم 
العباس نے فقال یا : "إن آل أبي طَالِبٍ»؛ كما جاء مصرحاً به فيما روا 
الإسماعيلى, وأبو نعيم في المستخرج : : إن آل أبى الب لَيْسُوا لى بأُوْلِاء) 
يعني : أن هؤلاء لهم قرابة من رسول الله كَل ولكن انقطعت الولاية المحبة 
والنصرة بينهم» يعني . نصرة النبي َي ومحبته لهم؛ لأنهم ليسوا من 
المتقین . 


.)٥0۹۹۰( أخرجه البخاري‎ )١( 
.)45 /۲۲( وعمدة القاري للعيني‎ »)47١ ء٦٦۹/۱۰( انظر: فتح الباري‎ )5( 


شرح فضل الإسلام 
وهل هذا العموم يُراد به الجميع؟ الجواب: لا؛ لآن فيهم مؤمنین » ففيهم 
علىٌء وفيهم جعفرء وفيهم العباس َء ولكن -كما قال أهل العلم- 
المراد المجموع لا الجميع . ما الفرق بین المجموع والجميع؟ المجموع : 
الذي يعم الجنس لکن لا يعم الأفراد. وقد يخرج من الافراد شيء» آم 
الجميع : فهو ما يعم الأفرادء إذا قلت: أتوا جمیعاً يعني (واحداً واحداً) ؛ 
كما قال أهل العلم في مسح الرأس في الوضوء: يمسح الرأس» هل 
المقصود جميعه أو مجموعه؟ المقصود: يمسح المجموع» فهو قل يمسح 
شعرة» أو شعرتين» أو ثلاثة» أو أربعة» أو أكثرء لکن ما يمكنه أن يحدد 
أنه مسح على كل شعرة بعينها؟ فالمراد أن يمسح على مجموع رأسه كما جاء 
فهذا الفرق بين المجموع والجميع وهو المراد هنا : (إِنْ آل أي كُلانٍ). 
يعني : مجموعهم ؛ لأن أكثرهم كان على غير ملة الإسلام . 
قال: الَیْسُوا لی بِأَوِيَاءَاء فلا يتوقعن أحد أنَّ هؤلاء القرابة من رسول 
الله بي أولياء له مع انقطاع الاتصال الديني بينهم . یعنی : النسب الديني 
بينهم ) فالنبي ل تبرّأ ممن كان مشركاً منهم. معنى ذلك : أن غير هؤلاء 
القرابة أليسوا أولى بالتبرؤ إذا كان النبي يي تبرأ من قرابتهم » وقال: ليسوا 
لي بأولياء. ليسوا لي بأحبة. ليسوا لي بأنصار» «إنما ولي الله وَصَالِحَ 
الْمُؤْمنِينَ) . (إِنْمَا أَوْلِيًا: ِى الْمتَقَونَ)ء فإذا كان هؤلاء ليسوا له بأحبة» فمن 
أتى بعدهم ممن ينتسب إلى النبي كك ولكنه لم يعمل ہما جاء به النبي إلا 
بل حرف وابتدع دیناء أو وقع في الشرك أحرى بالعداوة؛ لأنهم لیسوا 
بأقرب من النبي يكلو وأيضاً وقعوا فى الشرك» أو خالفوا السنة؛ ولهذا 
قال : نما وْلِيائِيَ الْمُتَقَونَه وهذه فيها تحديد لمن يحبه النبي ئي انهم هم 


شرح فضل الإسلام 











۳۳ 


المتقون» من هم المتقون؟ التقوى مراتب؟ من هم؟ بيّنهم في الحدیث 
الآخر قال: «مَنْ رَعْبَ عَنْ سنتي فَلَیْس مِنْي2» يعني : من رغب عن سنته 
فليس من أوليائه» فإذًا من رغب في سنة النبي يك واهتدى بهديه» ونهج 
نهجه ومن نهج نهجه كل من صحابته و أجمعين» فهؤلاء حقيقون 
وحريون بأن يكون النبي ية وليأ لهم ٠»‏ «ومن بول أله ورَسْوكمٌ ون اموا کان 
حرْب الو هم للبو © © [المائدة: 51] . 

إذاً المسألة ليست مسألة انتساب أن يأتي من يأتي ويقول: نحن مسلمون 
مع أنهم يقعون في الشركء نحن نحب النبي بي مع أنهم يقعون في 
البدعةء ليست المسألة في هذا الدين مسألة انتساب؛ كما نسب اليهود 
والنصارى إبرا هيم إليهم » ورد الله وق عليهم بقوله ود : هما کان لاریم مودي 
ول 7 [آل عمران: 1۷]» كذلك النبي ية لايرضى بالبدع ولا يرضى 
بالشركء وإنما اتی بها بيضاء نقية» فمن اهتدى بهديه واستن بسنته 
فالنبئ َة وليٌ له في الدنيا والآخرة. 


N‏ 7 کی يساك رج يسول 


أضو وک کڈ قَقَالَ کل تح کا اة 7 4 شوم وَأُفْطِن 
اد كَرَوء لابه کر لحم ٠‏ فْمَنْ رَغْبَ عَن ن سُنټِي» فليس 
يئي“ . 


فَتَآَمَل إذا كان بَعض الصَّحَابَة اراد التَّبَكّلَ لِلْعِبَادَة قِیْل فِيهِ 
هذا اكلام اللي وَسَمَي فِعلَهُ رَعْوْبَا عن الس ما طَنْكَ بير 
هَذَا مِنَ البَدَع؟ وَمَا ظْنَكَ بَغَیْرِ الضَّحَابَة؟ 


هذا الحديث» حديث أنس وه المعروف في أن أناساً من صحابة 
رسول الله بيه سألوا عن عبادة النبي كَل لآنهم أرادوا التقرب إلى الله ود 
فسألوا عن عبادته يك فقيل لهم : إنه ئة يصوم ويفطرء ما كان يواصل 
الصیام دائمء بل يصوم حتى یُقال لا يفطرء ويفطر حتى يُقال لم يصمء 
وسألوا عن لیلەء فقيل لهم: ينام ويقوم الليل» ينام ويصلي» وسألوا عن 
أكله » فقيل لهم : يأكل اللحم ولا يحرم على نفسه طیباتٍ أحلت لەء وسألوا 
عن غشيانه للنساء فقيل لهم : يأتي أهله ويصنع معهم ما يصنع الرجل بأهله . 
فكأنهم تقالوا عبادة النبي كك فقالوا : هذا النبي وَل غفر له ما تقدم من ذنبه 
وما تأخر ونحن لسنا كهيأته» فلابد أن نزيد عليه . 


. من حديث أنس ط4‎ )۱٢٤١( أخرجه البخاري (٥٦٥۰٢)ء ومسلم‎ )١( 





هم طمعوا في أي شيء؟ طمعوا في الأجرء طمعوا في الفضل: أ 
كانوا هم الصحابة في عهد النبي ويه . 

فقال أحدهم: أما أنا فلا آكل اللحمء وقال الآخر: أما أنا فأقوم 
ولا أنام» وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساءء وقال الآخر: أما أنا 
فأصوم ولا أفطرء فلما بلغ النبي ب ذلك منهم غضب بيار وقال: «لكني 
ُو واا وَأَسُوم ور وََتَوَوّح الثسَاءَ» وفي رواية : «وآكل اللخم 
قَمَنْ رَغِبَ عَنْ سني » فَلَيِسَ مِني»» من رغب عن سنته يكل فليس منه ولو كان 
صحاہیا! 

انظر إلى کلام الشیخ 15 حیث قال : «وَمَا ظنْكَ بَغَيْرِ الصَّحَابَةَه ؟ أليس 
أولى بأن یتبرأً النبي يو منه؟ بلى. ٠‏ فإِذًا مدار هذا الدين على الاتباع» وما 
ساقه الإمام كله فی أول الكتاب من فضل الإسلام على أهلهء ذلك الفضل 
العظيم الذي يبارك الله يق لأهله في قليل أعمالهم ويرفعهم به درجات 
عالية» إنما مداره على أن تكون متبعا لسنته ا ناهجأ منهجه . 

إذا التبست عليك الشُبل والطرق» فابحث ما هو نهج النبي ول وأصحابه 
وعض عليه بالنواجذ تكن على ذلك بيقين» إذا التبست السّبل فأنت لست 
ملزماً بالسبل المختلفة» لست ملزوماً بالطرق التي يُقال فيها : إنها ليست 
على السبیل والسنةء إنما الطريق التي يقال فيه بإجماع أنه على السبيل 
والسنةء مهما قال الناس فيه وفي أهله» فالزمه؛ لأنه هو سبيل النجاة بيقين» 
وغيره لیس بسبيل نجاة بيقين» بل يقول أهله أنه سبيل نجاة» فكيف إذا كان 
مما يقول أئمة أهل العلم: إِنه سبيل ضلال من البدع والخرافات؟ ؟ وكيف ہما 
بقول في آهل العلم وأئم السنة إل سبيل شرك وسيل كفر بالل ق" من أنواع 











الإشراك به من بناء القباب على القبورء وهو وسيلة إلى تعظيم أصحابهاء من 
دعاء أصحابهاء ومن النذر لهم. والذبح لهم» أو من تأليه أحداً مع الله كء 
واعتقاد أن فيه صفات من صفات الألوهية؟ 

إذا دار الأمر في هذا الباب على مسائل : 

المسألة الأولى : أنه ليس كل من انتسب إلى أحد أنه يقر إليه بالنسبةء بل 
ربما انتسب والمنتسب إليه مُتبرئ ممن انتسب إليه» فليس كل من ادعی 

دعوة تُسلم له. , 

المسألة الثانية : أن الضابط في هذا الانتساب هو الالتزام بالسنة 
وليس الضابط فيه الظواهر التي تكون فيه ظاهرة على الحق» مثل الخوارج : 
يصلون صلاة عظیمف ويصومون صیاماً عظيماً فهذا رہما اغتر به بعض 
الناس ع وقال: كيف تقتلون هؤلاء وهم لهم من العبادة ما لهم؟ والأولی أن 

نقول : : النبي كك أمر بهؤلاء وأمر بهؤلاء» ووصف المؤمنين بأنهم يقتلون 
أولئك الخوارج ء وأن الخوارج يخرجون إلى أن يُقاتل آخرهم مع الدجال. 
فهي ليست فرقة انقضت» ل حتی يقاتل آخرهم مع الدجال. إذاً فالمسألة 
الثانية : أنه لا يغتر في وزن الناس وفي ضبط الأمورء لا يُغتر بالظواهر» بل 
ينظر إلى الأمر الأصل وهو: هل هناك اتباع؟ هل هناك سنة أم لا؟ أما 
الظواهر فلا يغتر بهاء فالظواهر دلالات› لکن الأصل هو الذي يُبحث عنه . 

المسألة الثالثة : : أن النبي َه تبرأ من قرابته لما لم يكونوا علي الإيمان 
فمن أراد محبته و فليكن علي سنته؛ كما قال : : من رَغْبَ عَنْ ستټي فَلیْس 
مِنى) . 


شرح فضل الإسلام 

ونقف هنا وقفة أخيرة عند قوله: ١مَنْ‏ رَغْبَ عَنْ سی فليس نی 
وهي : أن الرغب عن سنة النبي كَل هو أنواع تتشكل بتشکل الزمن. 
وباختلاف أهل الأزمان المختلفة» فقد رغب أناس عن سنة النبي بي في 
الاعتقاد في الزمن الأول» ورغب أناس عن سنته في العمل في أزمان 
مختلفة» وفي هذا العصر ظهر فكرٌ جديد يرغب عن السنة بأساليب مختلفة 
تارةٌ يقول: إن السنة لا تصلح في هذا الزمن بكلها إنما نأخذ منها ما يناسب 
الزمن؛ لأنه ربما إذا التزمنا بكل ما جاء في السنة أن يتهمنا العالم بأننا 
متأاخرونء وبأننا لا نفهم» وبأننا كذا وكذا من الاتهامات. وهذا قد قاله 
طائفة من المفكرين . 

وأيضاً هناك صورة أخري من معارضة السنة بالعقل ؛ كما هو عليه بعض 
من ينتسب إلي الدعوة» حيث يعارضون السنة بالعقل» ویقولون: لابد أن 
نأخذ من السنة بما تجزم به القواعد العقلية. وهذا موجوڈ اليوم في غير ما 
بلد من بلاد المسلمين . 

كذلك في قوله: (مَنْ رَعْبَّ عَنْ سُنَتي» فليس وِنّي)ء من رغب عن سنته 
في أعظم طريق إلا وهو ما دلنا عليه قول الله وق : قل هلو سیل أَدْعْوا إِل 
الله عل بره [يرسف: ۱۰۸]ء فسبيل الدعوة لابد أن يكون علي السنة ؛ لان 
الدعوة جزء من الدين» وهي عبادة من العبادات» فداخل فيها قوله كك : 
«مَنْ رَعْبَ عَنْ سني قَليْسَ يني»» فالمناهج الدعوية المبتدعة التي ليست 
علي السنة التي ظهرت في هذا العصر يدخل أصحابها في هذا الحديث . 

وليس هذا حُکُمَاً منا ولكنه حكمٌ من رسول الله بيا فإذا قالوا : الدعوة 
لا تدخل في ذلك . فيجابون: أليست الدعوة عبادة لله ق؟ فإذا قالوا : 


شرح فضل الإسلام 





بلى . نقول: فهي داخلة. وإذا قالوا: الدعوة عادة. نقول: نعم لا تدخل ؛ 
لآن العادات الأمر فيها واسعء وإذا قالوا الدعوة إلي الله كك معاملة من 
المعاملات. نقول: نعم لا تدخل. لکن الجواب الوحيد الذي لا محيد 
لهم عنه هو : : أن الدعوة عبادة» فلابد أن يكون النهج نهجاً سلفياً ٠‏ نهجاً 
نبويأء حتى نکون على سنة النبي پل لقوله : ١مَنْ‏ رَغِبَ عَنْ سنټي» فليس 
مني 1 والعباد إنما يؤتون من أنفسهم» وبعض المسلمين وخاصة الذين 
ينشدون رفعة الإسلام . ورفعة أهل الإسلام» ويدعون إلى الله كك يصابون 
بأنواع من البلاء؛ وسبب ذلك أنهم خالفوا السنة؛ كما قال يك : را 
سبكم تن مو یما کسبت دِيكْرٌ وَيَعَفُواْ عن کر © (الشوری: ۱۴۰ء فإذا 
أردنا صحة في قلوبناء وصحة في أعمالناء وصحة في اعتقاداتناء وصحة 








في أمورنا كلهاء صحة شرعية» يعني : عملاً صواباً متقبلاً ومقبولاً عند 
الله ك٠‏ فليكن میزاننا لكل شيء هو السنة على طريق من نقل السنة إلينا 
علماً وعملاً وقدوة وهدياً» وهم صحابة رسول الله ول ومن تبعهم على هذا 
النهج السوي إلى وقتنا هذا . 


دت 


جى ا سے جلي 


نضا ہے دی ھروںےی 
± 0 الإسلام ۱ ٦آ‏ ت) ۔ ۲۹۰ ۸ ن ٦۱١‏ ۔ 


قول الله تَعَالی: ناف وجهك للا لن حَنِينًا کہ 


CN 


وَقَوْلِه 4 تَعالٰی: و ووعیٰ ۶ رهم بيه تعقوت ب يع إ 
کک ادن فلا تمو کر من ا وَأَنسُم مُسلمُوب (ڑگا کہ (البقرة: ۲.. 

2 تھے ےہ کے رصم 6ص ےے‎ om 

یت تعالی: : ثم أوحينا 7 اع مل راه فا وما کان 


ن المشر لین 9© [انتحل: ۲۳. 


هذا الباب ذكر فيه الإمام لہ قول الله وك : هقد وك لين حَیِيفا 
فطرت اللہ الى فط الاس علا لا يديل للق اللہ دل القیث لیے ویک 
ةر الكاس لا يَعْلَمُونَ © کہ [الروم: 1١‏ . 

وهذا الباب مراد المصنف منه: أن المسلم يجب عليه أن يلزم الفطرة 
التي فطر الله الناس عليهاء يعني : التي خلق الله كك الخلق لها إلا وهي 
الإسلام. وأن الناس مطالبون أن يلتزموا بهذه الفطرة. وألا يبدلوا خلق 
الله ك الذي خلق الناس لأجلهء فقال كك : تفہ رَه لين نيما 
فظرت الہ الى فطر التاس کہا ومراده: أن من بدل دين الرسول وَل 
سواء كان ذلك في الاعتقادات» أو كان ذلك في الاعتقادات والأعمال» 
نہ قد غير فطرة الله والله وق أمر نيه پٹ بقوله. لعاف وھک لت 

یما فظرت ألو د يعني : واتبع فطرة ة الله #فطرت الله ای فطر چ يعنى 


7 یدل فی خلق الله ل“ يعني : في تلك الفطرة التي خلق الله الناس لها ؛ 
كما سيأتى بيانه- إن شاء الله تعالى- . 





شرح فضل الإسلام 
۳1۰ 
فمراده بذلك: أن فضل الإسلام علي أهله إنما يكون لأولئك الذين 
استمسکوا بالفطرة الأولي» استمسكوا بدين الإسلام قبل أن يدخله التغير 
والتبدل» قبل أن يحرف طائفة من أتباع محمد بي دينهم» وأن ينشئوا 
البدع » وأن يتنكبوا صراطه المستقيم» وأن يفرطوا في إقامة الوجه لله ود 
بالدين حنیفا 


وهذا أصل عظيم يبين فيه الإمام کہ أنه واجبٌ علي العباد أن يلتزموا بما 
كان عليه النبي پا وما كان عليه صحابته وان ؛ إذ هم الممتثلون لقوله 
تعالي : قد هك لِلدّن حَنِيئًا» أيضاً إبراهيم 822 كان متمثلاً لدين 
الله وكا على فطر: الله قِِقَء كان على أكمل ما يكون؛ لهذا أوحى 
الله وق لنبيه ئل أن يتبع ملة إبراهيم حنیفاء قال ق لثم أوسا لَك أن 
ام یلد هيم بيا وما کات من المشرکن 3 € الل : ۱٠۳‏ وبين في هذا 


المعنى حديث أبن مسعود ت طبه الذي رواه التُوْمِذَيُ وغيره» ويأتى يانه 
لاحقاً إن شاء الله تعالی سے 


فمراد المؤلف له : أنه يجب الاستمساك بالفطرة» التي هي دين النبي كلل 
قبل أن يحدث التحريف والتبديل ؛ ولهذا وسم هذا الباب بقوله كك : دَق 
وجهك لن حبقا 4 [الروم: ٣۴]ء‏ أي : أقم وجهك ومن اتبعك؛ 
الوجه ؛ لأنه أشرف أعضاء الإنسان الظاهرة» وفيه الحواس» وكانوا يأنفون 

من أن يتعدي عليه؛ وکما في قوله تعالي : لکل تیر هال لا مھ کہ 
[القصص : ۸۸]» وليس المقصود أن لا يقيم إلا وجهه . وقوله: 4ح یفاک 
أي : مائلاً عن سبيل الشرك والمضلين» والحنف : الميل : فالحنيف هو 
المائل عن الشرك قصداً إلي الإيمان. وقوله: ٭لفطرت الو [الروم: ]٠١‏ 











لأهل العلم في إعرابه مسلكان”'' : 

الأول : أنه مفعول به لفعل محذوف والتقدیر اتبع فطرة الله . 

الثاني : أنه مصدر لما يفهم من قوله : اقم وھک وه واختيار ابن 
جتریر . 


وق : معنی 8 فطرت َه هي : الاإسلام» وتوحيد الله وإخلاص 
العبادة له» ومعني ففطر الاس خلق الناس؛ ومعني مها لھا 
كقوله تعالي : وون ا نَأ م ا را : AY‏ آي علىها »› ا التى 
ودر [الفاريات: +: ٥٥٥]ء‏ فقد فطر الله الناس عليها أول الأمر كما في حدیث 


عياض بن حمار تب وه عند مسلم مرفوعا : فت عِبَادِي خُمَاء كلهم 


١ 





)١(‏ انظر: : تفسیر الطبري (۲۱/ ٤٠)ء‏ وإعراب القرآن للنحاس (۳/ ۲۷۱)ء وتفسير القرطبي 
(٤١/٤۲)ء‏ وروح المعانی للألوسي (۴۳۹/۲۱)ء قال الشوكاني في فتح القدير 
:)۲٢٢ /٤(‏ : (وَانِْصَابُ رة على نها مَضْدَرٌمُوَكد اة التي به 
وَقَالَ الرَّجَاح : فظرَةً مَنَْصُوبٌ بمَعْنَى : بغ نر اللو قَال: پا منتى کان وجك 
لین : : اتب مدقم هك لان الدّينَء وَاتَبِعْ فظرة 5 الله 
وَكَالَ ابْنُ جرير : : هي مَضْدَرٌ ِن مَغْنَى اد مَجَهَكَ)4 ؛ لأنَّمَعْتَى ذلك : فِظَرَةٌ الله الَاسَ 
عَلَى الذينِ» وَقِيل : : هي مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْإِغْرَاءء أي : : الْوَمُوا ِظرَة اللو أو عَلَيكُمْ ِظرة 
الله ررد هَذًَا الْوَجَهَ أبو خان وَقَالَ : كمه راء لا مُضمَرٌ ذه وض عَن الع ؛ 
َو حَذَفَهَا رم حَذْفُ العوّض» وَالْمُعَوَض عَنْهُء وَمُو حاف . وَأْجِيبُ بان هَذَا راي 
الْبَصْرِبَينَ» وَأَمَا الكِسَائِيُ وَأَتبَاعُهُ فَيُجِيرُونَ ذَلِكَ) . |.ه. 

(۲) انظر: :تفسیر الطبري (۲۱/ ٠‏ 4)» و تفسير القرطبي ۲٤ /١54(‏ - ١۴)ء‏ وزاد المسير لابن 
الجوزي (٦/۲۹۹ء 20٠٠‏ وفتح القدیر للشوكاني (٤/٢۲۲)ء‏ وروح المعاني 
للألوسي (۲۱/ .)٤١ - 5١٠‏ 





شرح فضل الإسلام 

د 
َإنّهُم أَنَٹهُمْ السَيَاطِينٌ فَاجْتَالَتّهُمْ عَنْ وينه“ . 

وقیل : معني ہل فِطرتَ الچ ما سبق لهم في علم الله في الشقاوة والسعادة 
ولیس هذا القول بالقوي. وقيل #إفطرب الچ خلق الله فإن معني فَطْرَ في 
اللغة حَلْقَ علي غير مثا سابق”" . 

فهذا القول فيه رعاية للمعني اللغوي لكن لا يساعده تمام الآية 
الأحاديث» فالمعني الصحيح أنه الإسلام والتوحيد وهذا لأسباب : 

٭ أنه معروف عن أكثر السلف . 

# أن الله أضافها لنفسه» فيقتضي تكريماً؛ كمثل ناقة اللەء ومجرد 
الخلق وسبق العلم لا يقتضي تشريفاً خاصاًء لكن هذا يناسب الإسلام 
والإخلاص. 


* قوله بعده: #آلَى فطر الاس عَلاء والقولان لا يناسبهما هذا 
السیاق. 





4 
f‏ تع عي مم ليل 


# أول الآية يفهم أنه الإسلام والدين, حیث قال : ٭ل فاقم وجه لليّن 
حَنِيمًا4» وقوله: التي أي: علي الدين» ثم بينه بقوله: فِظرَتَ 
لَه بمعني دين الله الذي خلق الناس له. 

# ولما في الصحيحين عن أبي هريرة ذه مرفوعاً: «مَا مِنْ مَوْلودٍ 
إلا ولد على الفِظرة فَأَبَوَاء يُهَوْدَانِهِ أو يُتَصّرَانِِ أو يُمَجْسَايہا”۳ء مما يدل 





. أخرجه مسلم (۲۸۱8) من حديث عياض بن حمار المجاشعي نان‎ (١) 

)٥٦٦ /4( وتهذيب اللغة (۱۳/ ۲۲۲)ء ومقاييس اللغة‎ .)٤۱۸/۷( انظر: العین‎ )٢( 
.)٥٥۷ /۳( والنهاية في غريب الحديث والأثر‎ 

(۳) سبق تخريجه (ص١5).‏ 


شرح فضل الإسلام 
۔تصتےغںنںتےؾ۵9۱ 227 ¥ 


على أن الفطرةً غايرت اليهودية والتصرانية والمجوسية» وآن المولود إذ 
ترك لفطرته لاهتدى إلى الإسلام . 

٭ ولقول النبي كله : (كما تن البَهِيمَة بَهِِمَةُ جَمْعَاءَ هَل تُحِسُونٌ فِيهًا مِنْ 
جَذْعَاء؟ حَنَّى تکونوا أنُمْ تَجْدَعُونَهَاا فهي تولد ليس فيها عيب» فهل 
تحسون فيها نقصاً من جدع وغيره؟ حتى يغيرها أهلهاء وكذلك المولود 
يكون كالبهيمة مستوية الشكل حسنة الصورة. 

وقوله : «إلا َل للق الو ء خبر في معنى النهي» فإن الخبر قد يكون 
معناه النهي» وإذا عدل عن صريح النّهي أو الأمر إلى الخبرية كان أبلغ في 
الأوامرء فالمعنی : لا تغيروا دين الله ولا تبدلوا خلق الله. 

وخلق الله المراد به : الدين ؛ كما قال الله 4 -على إحدى القراءات-؟١‏ 
إن هذا إلا خلق الول ڑکا © [الشعراء : ۷ء أي : دين الأولین ء ودين الله 
هو الذي وصّى به إبراهيم بنيه ويعقوب» فمن شك في عبادة فلينظر هل هي 
مغيرة أم لا 


7 مہف 5 العمل 57 اا سال 


(١)‏ قال البغوي في تفسیرہ (۴/ :)۴۹۰٣‏ (قراً ابن كثِير» وأبو جَعْفرء وأبو عَمْرِو وَالْحْسَائِنٌ 
وَيَعْقُوبُ: (خَلَق) يمن الْكَاءِ وَسكون اللام» أَيْ: اختلاق الأَوَلينَ وَكَلِبْهُمْ دَلِيل مَذِہ 
الْقِرَاءَةِ قَوْلَهُ تَعَالَى : «#و تلت إفكا» [العنكبوت: ۱۷]ء وَفَراً الآخَرُونَ (خلق) بصم 
الْحَاءِوَاللامء أي : عَادَةٌ الأَوَلِينَ مِنْ قَيْلِنَاء وَأَمْرُهُمْ انهم يَعِيشُونَ مَا عَاشُوا ثم يَمُوتُونَ 
وَلَا بَعْتَ وَلَا حِسَابَ). 1.ه. 


14 


2 2 


وَعَنَ ابْنِ مَسْعُودٍ طبه أن رَسُول الله كك قال ِن لڪل نبي 
مِنْ انين ؛ وَإِنَّ لني منهم أبي را ليل( ا زيه < قرا 
ET‏ 7 رو 


لمو کی4 ھ [آل عمران: »]٦۸‏ اء وا دیزی( 


الشرح: 


٭ 


تت 


٠9 
. 


حديث ابن مسعود وله رواه الترمذي وأحمد والبزار» وروي موصولا 
ومرسلاً. والصواب: مأ رواہ التَرمذْي أنه مرسل عن ابن مسعود لہ 

وقوله : (وَلاةٌ) جمع ولي» أي : ناصر ومتبع ومحب» والحديث في معنى 
الآية» وظاهر الحديث أن لكل نبي واحداً من الأنبياء يختص بولايته» ولم 
يقل في الحدیثِ «وليّاً من الثبيين»ء وإنما قال: «ولاة لإفادة الاستغراق» 
ويُفسر ذلك آخر الحديث» حيث قال: ١‏ وَإِن وَلِبّي مِنْهُمُ أبي إِبْرَاهِيم وَحُلیل 
ریا فهو الذي اختص به؛ لأن ملته خلّصت من جميع شوائب الشرك 
فهي كملة محمد لا خالصة من كل طريقٍ يوصل إلى الشرك . 


)١(‏ أخرجه الترمذي (٥۲۹۹)ء‏ والبزار (5/ ٠٠٤٠١‏ ٣٣۳)ء‏ والحاكم في المستدرك 
(۲/ ۳۲۰) من حديث مسروق عن ابن مسعود ويه » وأخرجه الإمام أحمد في المسند 
مرسلاً )٤۲۹ ء٥٦٠٤ /١(‏ ولیس فيه مسروق. 
وقد اختلف في وصله وإرساله» ورجح أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان إرساله» انظر : 
العلل (۲/ ٦٦)ء‏ وقال الترمذي بعد روايته له مرسلاً - أي بإسقاط مسروق - : (هذا 


أصح من حدیث أبي الضحى عن مسروق). | ھ 





1 


وفيها تمام إقامة الوجه. وفي بعض الشرائع جائز سجود التحیة؛ كما في 
قصة يوسف 4ء وحرّم في الإسلام؛ لأنه وسيلة إلى الشُرك. 


٠‏ وكذلك في بعض الشرائع ار ونه بم الرسائل تي هي في 


5 2 جات 0 همال 


)١(‏ قال ابن جرير الطبري في تفسيره (۱۳/ 1۸): (قال قَتَادَة : ٭وحَروا لم َمُ شاچ وكات 
َيه مَنْ َبْلكُمْ گان پا يُحَيّي بَعْصَهُم بَْضَاء ٠‏ کأغظی الله مَذو الَْمَة السام تيه أل 
الجَنَقَ كَرَامَةَ مِنَ الله تارك وَتَعَالَى عَجُلَھا لَه وَنِعْمَةٌ منْه) وذكر نحوه عن سفيان» 


وابن جریج؛ والضحاك . 


۳۹٦ 


وعَن بي هُرَيِرَة ظا قَال: قَالَ رَسُول الله یا إن الله لا ينر 
إلى أَخِسَامِكُم و لی َمُوَالِحغۂ؛ وَلکن يَنْظد إلى قلوبڪة 
وَأَعْمَالكم)”" . 





هذا الحديث رواه مسلم وجماعة» وفی لفظ : ِن الله لا یَنظرُ إلى 
أَجْسَادِكُمْ ولا إِلَى صُوَرِكُمْ؛ فلا يمتدح الناس إلا بما تقربوا به إلى الله؛ 
لان الأجسام لا يمتدح بهاء فكم من مزدرى الجسم وهو عظيم عند الله؟ 
كابن مسعود لما كشفت الرّيحُ ساقيه ضحك منه الصحابة فقال اللي ك8 : 


٣ئ‏ سبي ےھ 


(أَنَعْحَبُونَ من دة سَاقَيْهِ؟ ! لَهْمَ تقل في الْمِيرّانِ مِنْ ام٢٢‏ 5 وقد ذم 


20010 أخرجه مسلم (2975) من حديثٍ أبي هريرة طب ولفظه : ِن الله لا يمر إلى 
أَجْسَادِكُم ولا إلى صُوَرِكُمْ ؛ ولك يَنْرٌ | إلى ُلويكُمْ . ۰ء وفی لفظ له : إن الله لا بطر 
ى صُوَرِكُمْ وَآَنَوَالِكُمْ٠‏ وَلَكِن ينر إلى فُلوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) 

(۲) حديث صحيح لغيره أخرجه أحمد /١(‏ ٤٢٦)ء‏ وأبو يعلى (۹/ »)۲٤۷‏ والطيالسي 
(ہ٥ہ٣۳)آ‏ والطبراني في الکبیر (۲٥٤۸)ء‏ وابن سعد (۴/ ۱٥۵‏ وأبو نعيم في الحلية 
(۱/ ۱۲۷)عن ابن مسعود وه : آنه گانَیَُتنی سوَاكاً ِن الأرَاكِء وَكَانَدَقِبقَ السَاقينٍ 
فَجَعَلتِ الرَيحٌ تَحُمَؤْهُ فَضَحِكٌ الَْوْمُ مه َقَال رَسُول اللہ ا : یم تضحکون). 
الوا : يا تبي الله مِنْ دِقَّةٍ سَاكَيْهِ. فُقَالَ : «وَالَدِي تَفْسِي يدو لَهْمَا انل فی الْمِيرّان 


م ع 


من أحدا. 

قال الهيئمي في مجمع الزوائد (۲۸۹/۹): (رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني 
من طرق » وفي بعضها : «لَسَاقًا ِن وو يوم الِْيَامة اَشَذُ وعم ِن حر وفي 
بعضها : ابيتا هوَّيَمْشِي وَرَاءَ رَسُولٍ الله يإ هَمَرّهُأَضْحَابة وأمثل طرقها فيه : عاصم 
ابن أبي النجودء وهو حسن الحديث على ضعفه؛ وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال 


الصحیح). 





شرح فضا ( الإسلام 
۳1¥ 


2 
ک لے خرم 
ص اس 


الله المنافقين مع حسن أجسامهم فقال : رلا راهم حبك انس امو # 
[المنافقون: ]٤‏ . 


ھی تیر اسر مھ 


وكذلك لا يُنظر إلى الأموال» وهي فتنة وابتلاء قال يل : تما أَمرَلْسَکُمَ 
أده َة 4 [التغابن: »]٠١‏ وقد قال له عن قارون : فو اه من الكنوز مآ 
3 مفاضحم 3ئ بالعضبكة وى لوو [القصص : ٢۷]ء‏ فكانت المفاتيح تحملها 


ل 


قافلة» قال ي : لا َسمَنا بو ويدارو الْأّرْضَ» [القصص: ۸۱ء وقال تعالى : 


ہی می 


ا من انی © ات ار صدی © وما عك الا يك لیا واما من جاک سی لیا وهر 
شی لیک کات عه تلض 2) © [عبس: .]٠١- ١‏ 

فالعبرة بما عليه القلب والعمل» فهما زاد الآخرة» وأما حسن الصورة 
والمال من زاد الڈُنیا لا تعدل عند الله جناح بعوضة . 

ومناسبة الحديث للباب قوله: «وَلكِنْ يَنْظرٌ إِلَى قُلُوبكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) 
والقلوب تكون صالحة إذا كانت على الفطرة» وكذلك الأعمال إذا كانت 
على سنة الرسول يا لم تتبدل» والنظر إلى القلوب والأعمال يتضمن 
الإكرام. 


ت ہی .ےی می 


شرح فضل الإسلام 
۳1۸ 
لها عَنْ ائْنِ مَسْعُودٍ مه قال: قال ر ول الله :آنا قَرطڪم 
عَلَى الحؤضء وَلَيرْفْعَنَّ عن إليَ رحبا مِثْأَقُتَي حثی إِذَاَهُوَیْتُ اذْنَاوِلَهُمْ 
احّْلِجُوا دُونِيء قآقول: آي رب أَضْحَابي! فَیْقَال: إِنَْكَ لا تذري مَا 
أَخْدَنوا بَعْدك . 


ہے سر 
ن0 قد 


َلَهْمَا عَنْ آبي هُرَیْرة يله أنَّ رَسُولَ الله ية قال: «وَدِدْتُ أذ 
رَأَيْنَا إِحْوَانَنَا قَالوا: ألشنًا إخواتك يا ر شول الله؟ قال: رِاَنْمَهُ 
أَصْحَابِي وَإِحْوَانُنَا الّذِينَ لم ياوا بَعْدُ فَقَالُوا: حَيْف ترف مَنْ نَم 
َأْتِ بَعْكُ مِنْ أَمَّتِكَ یَا رَسُولَ الله؟ کَعَّال: رايغ لؤآنَ أنَّ رَحْلاً له خَيْلَ 
غر مُحَکَلة بير بَيْنَ ظهُرَي حَیْلِ دهم بهم إلا ٹر ف خَيْلَهُ6» قالوا: 
بَلى يَا رَسُول الله قال: اتهم يَأكُونَ ُرَامُحمَِينَ مِن الْوْصُوءٍ وأ 
فَرَطْهُمْ على الحؤض» إلا لَيْذَادَنَ رخال يوم م القِيَامَة عَنْ حَوْضِي 
كما يُذَادُ البَعِيرُ الضالء ناديهم إلا هَل فَيُقَال: إِنَهُمْ قد قد بَدَلوا 

بَعْدَكَ فقول سُحْقاً شخفاً . 


عوج من رم ری جوع ج ۶ج f‏ ہٴ غ 2 ۶ 
وللبخاري: رپینا انا قَايْمٌ إذا زمرہ حتى إذا عَرَفْتَهِمَ حرج رخل 
من ن بَيْنِي وَبَيْنِهُمْ قال هلق هه فْفَلتُ أَيْنَ؟ قال: إلى النّار واللهء ة قلت: 
وَمَا شَأَنْهُمُ؟ قَال: إِنَّهُمْ ارتَدُوا بَعْدَكٌ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الشَهُمَرَى: َم إِذَا 


سلم: کرم على الض . لاع ئون : 0-7 كَأقُولٌ: يا رت 
أضحَاپي أَصحَابي: يقال : نك لآ ندري ما آَحْدَنُوا بَعْدَلكُ). 
(۲( أخرجه مسلم )۲٤۹(‏ من حديث أبي هريرة ذه . 


م 


زُمْرَةٌ - فَذَكرَ مِتْلَهُ - قال: هلا أَرَاهُ يَخْلْصٌ مِنْهُمْ إلا مِثُل هَمَل 
لن . 

وَلهُمَا ِي حَڍِيثِ ابْنِ عَبَاس ون :قآقول كما قال الْعَبْدالصَالِحُ. 

لر 5 کے رر ے 2 7 
و مث عام یکا ما مت یم فلما نود فتن کت أَنتَ ت الرقیب ڪلم وانت 
حم سے را ر 1 
علی کل شئو سید [المائدة: ۲۲۲۷۷ 

الشرح: 

بعد أن ذكر المؤلف دنه الآيات والأحاديث المشتملة على بيان وجوب 
إقامة الوجه في الدين› والميل عن سبل أهل الضلال» وأنها فرض من 
فرائض الله َيْقَء وأن التبديل والتغيير محرم من المحرمات» ذكر أثر ذلك 
فى الآخرة» وأحاديث تدل على حرمة تبديل الدین : وعلى أن الواجب هو 
الاستقامة على ما كان عليه الرسول گا وأصحابه وؤ ؛ وعدم إحداث أي 
شيء في الاعتقادات ولا في العبادات؛ ولهذا ذکر أحاديث الحوض 

وأحاديث الحوض مشتملة على أن أناسا يُحْتلجُون» أي: يُصدون. 
وينزعون» ويذادون أيضاًء أي: يُدفعون بشدة عن ورود حوض رسول 
الله لا . 

وفي هذه الأحاديث ذکر السبب لهذا الدفع بشدة» ولهذا الإبعاد عن 
حوض رسول الله یا وهذا هو مقصود المؤلف به من إيراد أحاديث 
)01( أخر جه البخاري )٥٥۸۷(‏ من حدیث أبي هريرة لہ . 


(0) أخرجه البخاري (٣۳۳ء ۳٤٤۷‏ ٤٤٦٦)؛‏ ومسلم (۲۸۱۰) من حديث ابن 


عباس وا . 


PY» 


الحوض في هذا الباب» وليس مقصودہ إثبات عقيدة الحرض › وإنما 
المقصود أن أناسأ يذادون عن الحوض ويدفعون عنه بشدة» فيقول النبي ا 
أي اني أو ١أُضْحَابِي‏ أَصْحَابي)ء أو «أْصَيْحَابِي» فيجاب عليه پیا 


- 


بات (إنْكَ ا تذري ما أَخْدَثُوا بَعْدَلك) . 


ت ٥‏ ا عومد ے ہ7 ّم > ٥‏ 
ِنَم لم يَرَالُوا مرتدين على أغقابهم». 


وه ع هم 


د «إنهم أَخْدَثوا يَعْدَكَ حَدَنًا؛. 


2 


لف 


وهذه الأحاديث وغيرها تدل علي ذم الا حداث؛ وعلى فضيلة التمسك 
بالأمر الأول. 


وأحاديث حوض النبي يك متواترة”', وأن للنبي ية حوضا من صفته : 


اولا : «مَاؤٌهُ سد بيَاضًا من اللبن وَأَخْلَى من الْعَسَّلِ)”" . 
ثانيًا : أن عرفه -أي رائحته- أطيب من المسك كما في الحديث : (مَاؤٌہ 


() تواترت الأحاديث في وصف حوض النبي بء وفيمن يرده من أمته ومن یُزاد عنه» 
رويت عن أكثر من خمسين صحابيًا» انظر مجموع طرقها ومن رواها من الصحابة في 
فتح الباري (۹/۱۱٦٦)ء‏ وعمدة القاري (۲۳/ ١۱۳)ء‏ قال الحافظ ابن حجر : (ولكثير 
ِن عَؤْلَاءٍ الصّحَابَةٍ في َلِكَ رياه على الْحَدِيثِ الْوَاحد گابي مُرَيْرَة انس وبن عباس 
وأبي سَعِيدٍ وعبد الله ْنِ عَمْروء وَأَحَادِيثهُمْ بَعْضُهًا في مُظلَقِ ذِكْرٍ الْحَوْضء وَفِي صِفتہ 
بضهاء وَين بر عل صا ومن بذ عله بَْضهاء وكيك في الأحاديث التي 
أَوَرَدھا الْمُصَنَْ فی هَذا لباب وجملة طَرّقِهًا يَسْعَةَ عَشَرَ طَرِيقًا» وَبَلَعَيِي ان بَعْض 
الْمْتَأَخَرِينَ وَصَلَها إِلَى رِوَايَة ماين نّ صَحََابيًا) .١‏ 

(۲( أخرجه مسلم .)۲۳۰٣(‏ 


شرح فضل الإسلام 
اض من الْوَرِقٍِ وريه أَظْيّبُ من السك . 

ثالثًا: وأنه يمد من نهر الكوثر فى الجنة یشخب فيه كما جاء فی 
الحدیث : يشخب فيه ميرّابان من اة یعنی : يغذونه بماء الكوثر. 

ميزابان من نهر الكوثر فى الجنة» ومداده من نهر الكوثر الخاص الذي 
فى الجنة» أعطيه النبى كل له خاصة . 

رابعا : اكيرّانَهُ گنجُوم السّمَاءِ)”7 2 وهذا التشبيه بقوله : «كنجوم السماء) 
نفهم منه صمقتير' : 

الصفة الأولى : الكثرة» بأن كثرتها كثرة نجوم السماءء» وهذا يدل على 
كيزانه» أو أن الناس يشربون بأيديهم . 

والصفة الثانية : أن كيزانه أو أباريقه أو نحو ذلك كنجوم السماء فی 
الإشراق والبھاء والنوں فنجوم السماء فيها صفة الكثرة. وفيها صفة النور 
والبھای هذا من جهة وصف كيزانه من حيث العدد ومن حيث الشكل . 

خامسًا : شكله : فهو مربع › زواياه سواء. وأضلاعه متساویة فقد ثبت 
في الصحيح أن النبي بي قال : ١حؤضي‏ مَسِيرَةٌ شّهْر وَرَوَایَاهُسَوا2ا٭ فهذا 
يدل على أن شكل الحوض مربع» وأن زواياه قائمة» وأن طوله وعرضه 
واحد: وھو مسيرة شهر . واختلفت الروايات كثيرًأ في طوله وعرضه 


.)۲۲۹۲( أخرجه مسلم‎ (١) 

(۲( أخرجه مسلم (۲۳۰۰). 

(۳) أخرجه البخاري »)10٥۷٩۹(‏ مسلم (۲۲۹۲)۔ 

. أخرجه مسلم (۲۲۹۲) من حدیث عبد الله بن عمرو بن العاص ويا‎ )٤( 


Y۲ 


ومحصلھا ما ذكرت ا من أله شھر لي ر وقد جاء في بعض الروايات 
قال يك : «إِنْ لی حَوْضًا مَا که بيْنَ الْكَْبَةِ وََيْتِ الْمُقْدِسِ)' “» وفي روایة قال : 
اث ما الْمَِيئةوَمُمَانَ أو قال : (وَعَمانَ)' ''» وفي رواية قال: ١كُمَا‏ بين 
صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَة»"» وفي رواية قال: «گما بين آي وَصَنْعَاءَ من الیْمَن)'' 
وثم غير ذلك» وإذا قلنا : مسيرة شهر في شھرء فالمراد بالشهر بسير الجمال 
السير المعتاد؛ لأنه هو الأصل في التقدیر هذا من حيث طوله وعرضه 
وشكله. 


والحوض مكانه في عرصات القيامة» فمن أهل العلم من يقول””: إن 
طوله وعرضه شهر في شهر بعد الصراط"''. 
والحوض ليس خاصاً بالنبي َء بل لكل نبي حوضٌ”" . وقد جاء هذا 


)١(‏ أخرجه ابن ماجه »)٤۳۰۱(‏ وابن أبي شيبة (5/ 2004 وأبو يعلى (۲/ ۳۰۳)ء من 

(۲) أخرجه مسلم (۲۳۰۳) من حديث انس له . 

(6) أخرجه البخاري (5091)» مسلم (۲۲۹۸). 

.)۲۳۰۳( أخرجه البخاري (٦۸٥٦)ء مسلم‎ )٤( 

)0( قال شيخ الإسلام أبن تيمية ّث في العقيدة الواسطية (ص۳۳) : (وَفِي عَرَصَاتِ الْقِيَامة 
الْحَوضٌ الْمَوْرُود لاسي اف ماؤه اشد بَيَاضًا ِن اللنِء وَأحلى يِن الْمَسَلِء انيه حَدَدُ 
جوم السمَای وله سه وَعَرضه سه من يَشْرَّتُ مه ضَرْيَةٌ لا يَظمَأُ بَعْدَمَا أَبَدّا) . 

)٦۸۳ ء١٦۸٢‎ /۳( انظر: شرح الطحاوية لابن أبي العز (ص ٢٥۲ء ٢٥۲)ء وزاد المعاد‎ )٦( 
وعمدة القاري (۲۳/٣۱۳)ء وتحفة الأحوذي‎ ء)٦٦۸‎ - ٦1٦ /١١( وفتح الباري‎ 
۳ ۲ /۲( ومعارج القبول‎ :)١٦۷ /٥( (۷ء وفيض القدير (۳/ ۳۹۹)ء‎ 

(۷) أخرج الترمذي )۲٤٤۳(‏ من حدیث سمرة بن جندب وك أنه قال: «قَالَ رَسُولٌ 
الله ڪي : ن لکل تي حَوْصًاء وَإنهُمْ يتَبَاهَوْنَ أيهم ار وَارِدَةٌ» وَإِني أَرْجُو أَنْ أَكُونَ - 


شرح فضل الإسلام 








YT 


مسنداً ومر سلا والمرسل عند آهل الحديث أصح› لکن جماعة ممن كتبوا 
في عقائد أهل السنة والجماعة من المتقدمين ضَمّنوا هذه المسألة كتبهم. 
وهي : أن لكل نبي حوضاًء والكوثر الذي قال الله وك فيه : إن الک 
الکوٹر () چ [الكوثر: ١]ء‏ منهم من فسره بالحوض . 

ولهذا جُعل من خصائص النبي ية أن له حوضاً ؛ وذلك لأن ظاهر الآية 
أن الكوثر أعطيه النبي يك خاصة له» وقالوا : الكوثر هو الحوض؛ كما جاء 
فی بعض الأحاديث» فدل على أن الحوض خاص به كَل . 

والجواب : أن الكوثر نهر في الجنةء وأن الحوض لیس بخاص» ولكن 
الخاص به ٹا هو صفة الماء الذي فى الحوض» وهو أنه من ماء الكوثر 
الذي اختص به النبي بلا كذلك حوضه يل تشرب منه أمته » وکل نبي يدعو 
أمته إليه ؛ ولهذا قال لهم في هذا الحديث : ننم أَضْحَابي وَإِحْوَانن الذِينَ لم 
وبڈ تالو تيف تعر هم ؟ فذكر مثالا وهو : أنه إذا كان لرجل خيل بهم 
بغرتها وبتحجيلها - إلا يميز هذه من هذه قالوا: بلی+ قال: فان آمی باتو 
يوم القيامة غرأ محجلين من أثر الوضوءء يعني : النبي بي يدعوهم إليهء 
يدعو أمته إلي حوضه يي فإذا دعاهم إلي حوضه ورغب - من شفقته 


13 أكْتَرَهُمْ وَارِدَةُ» والحدیث أخرجه البخاري في التاريخ /١(‏ 4 5)» والطبراني في الكبير 
(۱۱۸ء وفي مسند الشاميين (/7141) من حديث الحسن عن سمرة» قال أبو عیسی : 
(هذا حديث غريب» وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن 
النبي ية مرسلاء ولم يذكر فيه عن سمرة» وهو أصح). 
وانظر: فتح الباري 2))551//١١(‏ وعمدة القاري (۲۳/ »)۱۳١‏ وحاشية ابن القیم 
207/600 ). 


شرح فضل الإسلام 

٤إ‏ ہ۔ہ-ح---سٹسچہشےشسٹت شس سپسےسٹتٹٹ ۔ ‏ سسسٹش سس سپٹ سس سجسجسش سست‌ 
ورحمته - لآمته أن يأتوا فإذا بطائفة منهم يدفعونٍ بشدة ویختلجون؛ 
فيقول 5چ -وهو الرؤوف الرحيم بھم- : متي متي ) «أَصْحَابِي أَصْحَابي؛ 
أو (أُصَيْحَابِي أَصَيْحَابِي): فیجاب بأنهم فعلوا فعلاً منعهم من أن يستقوا من 
الحوض . 

وهذا الذي أراده الإمام تتال٭ من أن هناك أموراً تمنع من الشرب من حوض 
رسول الله کيا مما يدل علي عظمها وفظاعتهاء وقد جاء بالأحاديث بيان 
ذلك وجماع الأسباب التي من أجلها يُذاد طائفة من الحوض وهي أربعة 
أشياء» وكلها ثابتة صحيحة : 

السبب الأول: الردة» فمن أدرك رسول الله بيا مؤمناً به ثم ارتد بعد 
ذلك» فإنه يذاد عن حوضه ولا يشرب منه. 

السبب الثاني: إحداث الحدث في الدين (إنّكَ لا تَدْرِي ما أَحدَنُو 
َعْدَك), وهذا عام» وقوله في الحدیث : (أضْححابي» حمل علي قوله : 
مني ٤ء‏ والمقصود بالآمة هنا أمة الإجابة» يعني : من أجابني لكن أحدث 
حدثاً في الدين» يعني : عمل أو أعتقد شيئاً لم يكن عليه رسول الله يه 
ولا صحابته رن فإنه يذاد عن الحوض . 

والمحدخات قسمان : 

٭ محدثات عفدیة. 

٭ ومحدثات عملية. 

المحدثات في الاعتقاد : يدخل فيها کل حدث أحدثه العباد لم يكن 
عليه رسول الله پل . مثاله : 


٭ المحدثات فى أبواب صفات الله کل › حيث أدخلوا فيها أشياء 


شرح فضل الإسلام 











مثل : التأويل» والتحريف» والتعطيل» والتجسيم . 

٭ المحدثات في أبواب الإيمان: من الغلو في التكفير» مثل ما حصل 
من الخوارج والمعتزلة» أو الإرجاء مثل ما حصل من المرجئة كل هذه من 
المحدثات. 

# المحدثات في أبواب القدر : كل من أحدث حدثاً فيه باعتقاد لم يكن 
عليه رسول الله ا وأصحابه» فإنه يصدق عليه أنه قد أحدث حدثاً . وغير 
ذلك من أنواع المحدثات العقدية. 

والمحدثات العملية : هي البدع العملية» كل البدع يصدق عليها أنها 
محدثةء فإذا كانت محدثات في الدين فهي بدع مذمومةء فكل من ابتدع 
بدعة أو عمل بها واعتقدها فإنه یذاد عن حوض رسول الله يه ؛ وذلك 
لقوله : (إِنْكَ لا ندري ما أَخُدثوا بَعْدَكَ . 

وهذا النوع هو الذي أراده الإمام ك في سياق هذه الأحاديث؛ لأن 
الذين واجههم الشيخ 5 بدعوته أحدثوا محدثات لم يكن عليها أمر رسول 
الله كي وقد ثبت في الصحيحين أن النبي ئة قال: «مَنْ أَحَدَتٌ في أَمْرِنا 
هذا ما لبن مله فهو راک وفي رواية لمسلم أنه ية قال : «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً 
ليس عَليْه امنا قَھُر رَد . 

فإذًا هذا يدل علي عظم شأن التمسك بالأمر الأول في جميع أنواع 
العبادات والاعتقادات ؛ وهذا ميزان عظيم من أخذ به سلم بإذن الله في 


.)9١ص( سبق تخريجه‎ )١( 
سبق تخريجه (ص۹۱).‎ )۲( 


شرح فضل الإسلام 

۳۲٢ 
دينه » وأتي الله كك بقلب سليم » فيجب على المسلم أن یحرص علي التزام‎ 
السنة» ويحرص علي متابعة النبي يي وأن يحرص علي البعد عن‎ 
المحدثات» بل يحرص علي كره المحدثات» وهنيئا له إن وفقه الله ك‎ 
ومات علي ذلك في الشرب من حوض رسول الله ويد‎ 

السبب الثالث : هو ظلم العباد أو إعانة من يظلم العبادء فإنه قد جاء في 
الأحاديث أن الذین أبعدوا عن الحوض وُصِمُوا بأنهم يظلمون» وهل هذا 
عام في كل ظلم أم هو في الظلم العظيم؟ أكثر أهل العلم علي أنه في الظلم 
العظیمء ظلم الناس في دمائهم أو في أموالهم أو في أعراضهم . 

السبب الرابع : هو فعل الکبائر والموت علي ذلك من غير توبةء وهذا 
ذكره طائفة من أهل العلم ونازع فيه آخرون» وهو محل بحث. 

إذأ مجمل هذه الأمور أن الورود علي حوض رسول الله ية له شروط . 

وأما قوله: متي أُمتِي»» فيُعنى بھا: أمة الإجابة» وليس معنى کون 
طائفة تذاد عن حوض رسول الله پل أنهم جميعاً مرتدونء لاء ولكن منهم 
من يكون مرتدأء ومنهم من يكون مبتدعاً محدثاً الحدث في الدين» ومنهم 
من يكون ظالماً الظلم العظیمء ومعني هذا : أنه ليس كل من فع عن الشرب 
من حوض رسول الله ية یکون مخلداً في النار؛ لأنه قد جاء في الحديث 
أنهم يُساق بهم إلي النارء ويؤخذ بهم إلي النارء ويقول: لي أَيْنَ؟, 
فيقول: إلى التار»» وقوله هنا : الى الثَارِ) لايستفاد منه التخليد فيهاء بل 
يقال : إن من لم يشرب من حوض رسول الله َيه فإنه قد يخرج من النار وقد 
لا يخرج باعتبار: هل كان مرتداً أو كان مؤمناً عاصياً؟ 








YY 


خاتمة المقال: هو أن الإمام كه يبين لنا عظم فائدة إقامة الوجه للدين 
حنيفا» وعدم التبديل في الدين» والاهتمام بالفطرة» وما كان عليه إبراهيم 
الخليل 4 وما كان عليه النبي بيا ومن تمسك بهذا فإنه متمسك بالسنة 
ومن تمسك بالسنة ولم يحدث حدثاً كان له الفضل العظيم في الدنيا وكذلك 
في الآخرة ومنه: الشرب من حوض رسول الله يك الذي يختص به من 
كان مقيماً ومستقیماً على السنةء لم يغير ولم يبدل . 

وهذا نرجع به إلى عنوان الكتاب الأصلي وهو (فضل الإسلام)» وهو 
الإسلام الصحیح ء فإن من فضله علي أهله أنهم يحظون بهذه النعمة العظيمة 
إلا وهي الشرب من حوض رسول الله َء والشرب من حوضه يأمن معه 
العبدء فإن الناس يحشرون إلى عرصات القيامة يدعو كل نبي إلى حوضه› 
فيؤتى بطائفة إلى حوض رسول الله ِء يعني : يؤتى بأمة النبي ية إلى 
حوضه فيشرب من يشرب منهم» وهذه أولى البَشْرَيَاتِء وهي التي في مثلها 
قال الله وق : هالا اک ارول الو لا حول عه ولا هم مرت © 
لت ءَمَا وڪاو تقو © لَه اشر فى الْحَيَؤةٍ لديا وي الآجْرة» 
[یونس: ٦٦‏ - 2]3514 من البشرى في الآخرة: أنهم يسقون من حوض رسول 
الله ياء فيكون ذلك دلالة على دخولهم الجنة» لکن يبقون يحتاجون إلى 
أمن أكثر؛ لأنهم لا يدرون ما يقضى لهم؟ هل يدخلون النار بذنوبهم أم 
يعفى عنهم؟ وهذا فيه بشرى لهم في ذلك المقام العظیم . 


> نف ھد 5< همقل 


۸ 


وقي الصَحبِحَيْنِ عَن بي هرَيرَة يه مَژفُوعَاء رما من مولو 
إلا يولك على الفطرة: ابوا يُهَودَانِهِ؛ أو ب ينصرائك» َو يُمَحْسَانِه 
كما ننج البهيمة بهيمه مَهَ حِمُکا حَمُْعَاءَ هَل مُحِسُونَ فيها مِ حِدْعَاء؟ 
1 شی تكوثوا انتم تمْتعُوتھا,. ثم قَرَأ ابو هُرَيْرَةَ 0 طلالہ: 9 فطرت 


اہ الى فطر الاس مہا درىم: ٣‏ مُتَفَقٌ عليه" . 


هذا الحديث يدل على أن الفطرةً غايرت اليهودية والتصرانية والمجوسية 
وسبق أن أوضحنا ما اشتمل عليه من دلالة» وأن الإنسان يولد مفطور على 
الإسلام بالميثاق الأول ؛ كما قال يلي في آية الأعراف ٠‏ ولد آَحدَ ريك ن 
تم ون شور رم متم عل امم | لت چٹ ۲7( 
تر أو ا 2 2000 ہے کا اسر 4 . ول الب کل“ ما - 
البْهيمَة بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحسُونَفِيهَا مِنْ جَذْعَاء؟)ء أي : تولد لیس فيها 
عيب» فهل تحسون فيها نقصا من جدع وغيره؟ حتى يغيرها أهلهاء وكذلك 
المولود يكون كالبهيمة مستوية الشكل حسنة الصورة. 


ومن أراد مزيد البحث"'' فليراجع كتاب (العقل والنقل)» وآخر باب في 


1 


. من حديث أبي هريرة ميه‎ )۲٦٥۸( آخرجه البخاري (۸٥۱۳)ء ومسلم‎ )١( 

)۲( انظر: درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية کلف (۳/ ۷۱ء ۷۲)ء /٦(‏ ۷٦ء‏ 
۸ء وشفاء العليل لابن القيم يده : ( ص۲۸۳ - ۲۸۵)ء وتفسير القرطبي (۷/ ۳٠٤‏ - 
۸ء والتمهيد لابن عبد البر النمری (۱۸/ لاه - .)٦۸‏ 














: العليل)» 
) س٠‏ 
ٴ۰ اس 


تو 
0 


: م ا 
ع شریرہ یک 
: - : ابي 3 


على الفِظرَة) . 


te 3‏ سو وا # e‏ 
9 3 3 سک 
KX‏ ”ےج ایی بھ 


جر يي ںی 
ہے سے (زومسيى 


CO‏ باتع ٢۲‏ 3ج N‏ .یتسم ہیی 


ہے ۔ہ 0 


وَعَنْ خُذَیْفَة ب قال: : کان النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله يا عَنْ 
الخَيْرِوَكُنْتُ أَشألَهُ عَنْ لر مَحَامَة أن يُدْركَنِي فَقَلتٌ: يَارَسُول 
الله اا كنا في حَاهِلیّةِ شر ر قَكَاءَتا الله بِهَذَا الخَيْر فَهَل بَعْكَ هَذَا 
الخَيّر مِن شر قال: نَعَمْ قُلتُ هَل غت ذَلِكَالشَّرْمِن حَیرۃ قال 
نَعَمْ وَفِيهِ دَحَنٌء قلتُ؛ وَمَا دَخَنُهُ؟ قال: : قَوْمٌ يَهُدُونَ بغَيّر هذيي 
تغرف مِنْهُم ننڪر قلت :قَهَل بَعْدَ ذَلكَ الْخَبْرِ مِن شر قال: نَعَمُ: 
فَِثْنَةُ عَمْيَا ءُ وَدْعَاۃً إلى أَبُوَاب حَِھَنمَ مَن أَحَابَهُمُْ ليها قَذَهُوهُ فيهاء 
قلتُ: يا رَسُولَ الله صِفْهُمُ لاء فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلدَیِتًا وَيَتَكَلمُونَ 
بألسِتَتِنًاء قُلتُ: هَمَا ِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قال: ره م حِمَاعَة 
الممسلمينَ وَإِمَامَهُمْ قلتُ. قن لم يكن لهُمْ حِمَاعَهُ ت ولا إِمَام؟ 


سے 


ص 


قَال: : فَاعْتَزِلُ تِلكَ الفِرَقَّ كلها وَلَؤ أن تعض بال شَجَِرَۃِ حَنَّى 
يُذرڪكٽ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ». أَخرّجاۂ. 


وَزَادَ مُسْلِمٌ: «كُمَ مَاذا؟ قال: كُمَ يَخْرْجُالدَّحََال مَعَهُ تهر وَنَارٌ فمن 
وَقَعَفِي تاره وَحِبَأ اجره وَخط وزْرهُ ومن وَقعغ في تهره وَحبَ وَزْرةُ 
وَخط اَخجْره قال: قلتٌ: كُمَ مَاذًا؟ قال: كُمَّ هي قِيَامُ السَاعَة ت . 


هذا الحديث العظيم حديث حذيفة ويه » مناسبته لهذا الباب هو ما جاء 
فيه من قوله يلي حينما سأله حذيفة : وهل بَعْدَ ذَلكَ الشّرّ مِنْ حَیْر؟ قَال: عَم 
وَفِيهِ دَحَنّ)ء قال: وَمَا دَحَنْه؟ قال: قوم يَهْدُونَ بغَيْر هَذْيِي) ؛ لأجل هذا 


. من حديث حذیفة ولب‎ )۱۸١۷( أخرجه البخاري (٣٣٦۳)ء ومسلم‎ )١( 














۳۳1 


ساقه» ويفهم منه أن الاستنان بغير سنة النبي يي والاهتداء بغير هديهء 
مو جب لمفارقة طریق النبي بيا ؛ لأنه قال : «وفيه دَحَنٌ)ء والدخن لا یُرغب 
فيه بل هو مكروهء قال: فيه خير ولكن فيه دخن ء وهذا الدخن هم هؤلاء. 
ثم ذكر النبي ية الذین يدعون إلى هذا الدخحن» وهم الدعاة على أبواب 
جهنم من أطاعهم قذفوه فيهاء يدعون إلى المحدثات؛ يدعون إلى الشرك 
بالل يدعون إلى الاعتقادات الفاسدة» يدعون إلى كل أمر لم يكن عليه 
الهدى الأول لاهدي الرسول نات ولا هدي أصحابهء هؤلاء دعاة على 
أبواب جهنم ؛ كأنهم واقفون عل أبوابها من أطاعهم قذفوه فيها. 

وفی هذا التحذير الشديد من طاعة من يدعو إلى غير الهدى . وأن المؤمن 
لابد أن يكون مستبصراً في دینه » وأن يكون على دليل من أمره» فلا يتبع من 
يتبع دون وعي » لا يكن إمعة يسمع الكلام فيتبعه دون أن ينظر هل لهذا الأمر 
من أدله شرعية أم لا؟ وهذا هو حال الذين يُقُذَفُون - والعیاذ بالله - فى 
جهنم لما دعاهم دعاة جهنم : 

اة على أَبْوَابٍ جهنم من أَجَابَهُم ِلْهَا كَذْهُوهُ فيها»» هؤلاء ما صفتهم؟ 
قال : «قَوْمُ مِنْ جِلدَيَنا وَيَتَكَلمُونَ بأَلسِئينَا وفي رواية : : تغرف مِنْهُمْ وكا 
۷مِنْ جلدينا)» ر ,» يعني : أنهم من العرب» (وَيتَكَلمُونَبألْسِنَنَا»» يعني : باللسان 
العربي ؛ وهذا لأجل إلا يتوهم متوهم أن العرب لا يطرأ عليهم شرك أولا 
بطرأ عليهم دعوة إلى غير الإسلام» بل كما كان الأمر قبل بعث النبي لا 
کانوا على غير الإسلام وسيعودون إلى غيره» يعني : طائفة منهم . 

وفي هذا : عدم الاغترار بالظواهر» وعدم الاغترار بالتكلم باللسانء أو 
باللباس الذي يلبسه المرءء وإنما العبرة بما يكون فى القلب من اعتقاد ويدل 


شرح فضل الإسلام 





TY 








عليه اللسان» وألا بفتر المرء بمن يكون ظاهره شبيهاً بحالهم ؛ ؛ لأنه هنا قال 
صفهم › فقال : ١قَوْمْ‏ مِنْ چلدیّنا وب f‏ مون بِأَليسنَا) فهذا د يعنى : أن المرء 
يتنبه ولا يغتر بالظواهر؛ لان الدين يحتاج إلى بصيرة» يحتاج إلى بينة . 


ومن علامات ذلك : أن المرء لا يتنقل في دينه» كل يوم له رأي. وكل 
يوم يتبع داعياً. هذا قد يؤول به الأمر إلى أن يتبع دعاة الضلالة هؤلاء ؛ كما 
قال مالك كفل : «مَنْ جَعَلَ دِينهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتٍ أَكْثَرَ السَمَل»» وهذا 
ظاهرء فهؤلاء الدعاة على أبواب جهنم هم الدعاة إلى الشرك بالله» وهم 
الدعاة إلى الكفر بالله» وهم الدعاة إلى البدعء وهم الدعاة إلى المحدثات 
وهم الدعاة إلى الفجورء كل ما كان ذِعْلّه يُدْخْلُ جهنم إما مؤقتاً أو دائماً فإنه 


(١)‏ أخرج الدارمي (۲/۱ ٠)عن‏ إسماعيل بن أبي حكيم قال : اسَوِحْتٌ عَمَرَ يْنّ عبد العزيز 
يقول: مَنْ جَعَلَ ديت غَرَضًا لِلْحُصُومَاتٍ أَكْتَر اللقُلَ١ء‏ وذكر نحوه ابن المستفاض في 
القدر (ص٢٥۲ء‏ ٢٤٥۲)ء‏ وابن أبي الدنيا في الصمت (ص١٦۱۱ء‏ ۲۹۳)ء وأبو محمد 
الدينوري في تأويل مختلف الحديث (ص٦٦)ء‏ وأبو نعيم في الحلية (۲۱۸/۹). 
وذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى /٥(‏ ۳۷۱) بلفظ : اعَرَضًا) . 
وقال الشاطبي في الاعتصام (۲/ ۹۴): (وَكَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى : انْصَرّف مَالِكٌ يَوْمّا إلى 
امسج وهو مُتكوئ عَلَى يدي ذآ له رَجُلْ يَقَالَلَهُ ابو الْجَدِيرَة بتّهَمُ بالإرْجَاءِ . كَقَالَ: یا 
با عبد اللا اسمخ مني ا أكلمُكَ به وَأحا يك رَأبِي . کَقَال لَه : ا 
عَلَيْكَ . قال : وَالله ما اردلا الْحَيَّ ' اسْمَعْ وني فن گان صو ابا فقل به أو كلم . قَالَ : 


4 
س 
CC‏ 
باجم 

ہ ہا 

٦ ۱‏ 
کچ 
ہے( 
کیہ 


کے ہے Ae‏ کہ > ج ؟ می EAS‏ عار رو ہل کےا مو 
فإن غَلبتَنِي؟ قال : اتبغني . قَالَ: فان يك کال : : اتَعْقْكَ تبَعْتَك . قال : قان جَاء رجل فَکلمناء 
َعَليْنَاه؟ فان انبَعَنَا . كَقَالَ لَه مَالِكُ : يا عبد اللّه! بَعَتّ ک الله مُحَسّدًا ہین وَاجدِ وَأَرَالَ 
وَقَالَ عْمَرٌ يْنُ عبد الزیز: تن جل دة عرش الخضوعان أخثرالتل. 


وَكَالَ مَالِكُ : لَيْس الْجِدَالُ في الدين بشَيْءِ) . | 


من دعا إليه كان داعیاً على أبواب جهنم . 

وَيَصدُق عليه في يومنا هذا العلماء الذين يُحَسَّنُونَ الشرك بالله للناس 
والعياذ بالله» ویحسنون البدع» ويستدلون لهاء وينافحون عنها . 

ويصدق على ذلك الذین يدعون الناس إلى اقتراف الكبائر والشهوات 
بطرق مختلفة يحببونها للناس» إما الزناء وإما شرب الخمرء وإما الربا 
وإما غير ذلك» فهؤلاء داخلون في قوله : «دُعَاةعَلَى أَبْوَابٍ جهنم ؛ لأن هذه 
الأمور كبائر» والكبائر متوعد عليها من فعلها بالنار والعياذ بالله. ولهذا 
ساق المؤلف بعد هذا الحديث كلام أبي العالية» وفيه الخوف الشديد على 
سادات التابعين من البعد عن اتباع السبيل السوي» وهذا مما نخافه على 
أنفسناء وبعض الناس لا يخاف علي نفسه» ومن لم يخف علي نفسه فهو 
لیس علي سبيل سوي» بل المسلم الحق يكثر الخوف علي نفسه إذا عرض له 
أمر من قول أو عمل» فينظر هل هذا ينجيه أم لاينجيه؟ هذه هي الطريقة 
السوية» وهذه طريقة أهل القلوب الحية» إذا أتى من يدعوه إلي أمر ينظر هل 
هذا الأمر محدث أم هو علي السبيل السوي؟ إذا اشتبه غليه الأمر هل هو كذا 
أو کذا؟ ینظر هدي الرسول يه وينظر هدي صحابته الكرام ئن ؛ وفي هذه 
نجاته» وإذا اشتبه عليه الأمر يلجأ إلي الله كك ليكشف له الحال» ثم يسأل 
آهل العلم المتمسكين بالسنة وبعقيدة السلف الصالح فيكشفون له المراد 
بإذن الله يل . 


اج 1 2 ۴ بح 4 اہ 
تج عمسی AERTS‏ 


شرح فضل الإسلام 





٤ 








قال ابو العَالِيَة: (تَعلَمُوا لإشلام فإذا لتو قلا تَرْعْبُوا عَنه» 
وَعَلَيْكُمْ بالصُرَاط الْمُسْتَّقِيم؛ > قَإِنَهُ الإشلا ولا تَنْحَرِهُوا عن 
الصرَاط يمينا وَشِمَالَا: وَعَلَيْكُمْ بنك تَبيّكُم کی : وَإِيَاَكُمُْ 
وَهذه الأَهْوَايَ . انتھی'''. 

مَل كلام أ أبي العَالِيَة + الہ هذا مَا َكَلَهُ وَاغرفٌ زمَانه الذي 
يُحَذَّرُ فيه مِنَ الأَهُوَاءِ الَتِي مَن إِنَبَعَهَا فَمَد رغِب عَن الإشلام. 

َتَفْسِيرُ الإشلام بالشنَةِء وَحَوْفُهُ عَلّي الام النَابِحِينَ وَعْلَمَائِهمْ 
ِنَ لْخُزوج عن سَُة ول ڪتاب تين َكَ مني قَوْلِهُ چ : دال 
لم ريه اَل قال أُسْلَمْتُ لد ر الین کہ [البقرة: 2801 وَقوله: فوووعیٰ ہا 72 
انور بن ونوت يع إ6 آکہ َه اشعلق كم الین قلا مو موشن إلا وانتم 
مسلون [البقرة: 4117 وَقوْلِهِ 4 : ومن رع ڪن لے برهم إلا من 
یه كفس [البقرة: ۰٢ء‏ تَا هد الأضول الْككبَارٍ التي هي أضل 
فصول لاس عَثها في ٤‏ غملةِ وَتَمَعْرِفتھَا يَتَبِيّنُ يّنُ مَعْنَى الْأَحَادِيثِ 
فِي هذا الاب وَأمَْالهَاء وام لإِنْسَانُ الذي يراشا وَأَسْبَاهَها ومن 
مُطِمَیِن أَنَّهَا لا حَتَالهُ وَيَظنُ انها في قوم كانوا قبادوا أَمَأَمِنُوا 


چ سے ےک عرسم سا نر 72 


محكر الله فلا يأمن موکر الله ای الْقَوم سرون 4 رات : ۹. 
وَعَن اين مَشغودِ 445 قَال: خط لَنَا رَسُولُ الله كه يما خَطاكُمَ 

قال: ١‏ هذا بین لله لح طا لوطا عن بمينه ون شقاله که 

قال: هَذِه سُبُل عَلَى كل سبیل مِنْهَا شَیْطَان يَدْعُو اِلَيْهِ ثم 


)١(‏ أخرجه عبد الرزاق فی مصنفه (۱۱/ ۷٦۳)ء‏ والمروزي في السنة (ص۱۳)ء واللالكائي 
فی اعتقاد أهل السنة »)05/١(‏ وأبو نعيم في الحلية (۲۱۸/۲). 


عي 


جر يس قري 
ہے ہے ھریی 
۳۳٥‏ 
س 2 سے سے 7 7 ص کر کے ری سا 
لا ر هذ ل رت وأ تلیعوا السبل فافش ق یکم عن 
خرس 7 وہ 
سيلو به مڪ رد4 [الأنعام : [1o‏ ر۵ ٹ۵ احمکلذ 
وال E‏ 


٠ 
٠ 


كلام أبي العالية هذا حرج منه الإمام کڈ بفائدة وهي : أن هذا الکلام 
وجهه أبو العالية إلي الناس في زمانه , وزمانه فيه كبار التابعين » وفيه العلماء 
والزهاد والعباد» وفيه ظهور السنة وضعف البدعة أو انعدام البدعة إلا مأ 
شاء الله » » فخاف أبو العالية علي أولئك فوصاهم بهذه الوصية» بأن عليكم 
التمسك بالإسلام والسنة ونبذ الأهواء» والأهواء إذا كانت موجودة في 
زمن أبي العالية فإنها موجودة فيما بعده من الزمان أكثر مما كان عليه» وهذا 
يوجب . 


£ 


أولاً : الخوف منها 

ثانيًا : السعي الشديد في التمسك بالإسلام والسنة ء فإن دعوي التمسك 
بالإسلام كثيرة» واليوم نسمع أن المسلمين هنا وهناك وفي كل مكان ألزموا 
أمرهم بالتمسك بالإسلام والسنة» لكن يجب أن ننظر هل عندهم محدثات 
ام لا؟ هل هم علي شرك ام لا؟ هل هم علي عقيدة صحيحة ام لا ؟ فلا يغتر 
المغتر بدعوى الإسلام بدون معرفة هذه الوصیة . وإذا انتشرت الأهواء فإن 
أهلها يؤذون من تمسك بالإسلام والسنة؛ وقد جاء فى حديث عن النبى کہا 


(0/ ۳٣۱۱ء‏ ١۱ء‏ ۱۳۱) من حديث ابن مسعود وليه . 





۳٣ 


بب ٠‏ لما قال كلق : : ايُوشِك أَنْ تَدَاعَى عَلَيكُمْ الأمَمْ ِن گل أي گا 
کی الكل على مَضعَيها. الو : أَِنْ قِلَةِ بنا يَؤْمَئِذِ؟ قَالَ : : نم ومول 
یل ره وَلَكنْ وو غَنَاءَ کَعُنَا اء اسيل ٠‏ والتمسك یی والسنة 


وہ یا 5 کی ۷ 


فيتبين لك : أن هذا الام الذي يتكرر فى شرح عل الکتاب؛ وفي 
غيره من شروح أصول الدين وأصول التوحيد والتمسك بالسنة» أن تكرار 
مثل هذا وبيانه مرة تلو مرة أنه ليس بالأمر العجيب» بل هو الأمر المتعین ؛ 
لأنه إذا لم يكرر» ولم يُنبه عليه بطرق مختلفة» فربما غاب عن الذهن بتسلط 
الأهواء علي الناس . 


واليوم نري الأهواء كثيرة مختلفة. فلابد من الوصية بالتمسك بالإسلام 


. أخرجه أبو داود (۲۹۷])ء وأحمد (8/0/ا؟) من حديث ثوبان طلا‎ )١( 

62 أخرج الطبراني في الأوسط )۳۱٥/٥(‏ من حدیث أبي هريرة لال نہ أن رسول الله ل 
قال : : «المُتَمَسّْكُ بسي عِنْدَ كسامتي لَه أَجْرُ شَهِيدِا . شھیدٍا . قال الهيثمي في مجمع الزوائد 
(۱)ء: (وفيه محمد بن صالح العدوي؛ ولم أر من ترجمه وبقية رجاله ثقات٤)ء‏ 
قال أبو نعيم في الحلية (۸/ ١١؟):‏ (غريب من حديث عبد العزيز عن عطاء» ورواہ ابن 
أبي نجیح عن ابن فارس عن رسول الله پا مله وقال: جر شوو 
عباس ويا وفيه: اله اجر مائة شَّهِيلٍ) . 
قال ابن عدي فى الكامل (۲/ ۳۲۷): (وللحسن بن قتيبة هذا أحاديث غرائب حسان» 
وأرجو أنه لا بأس به»» وتعقبه الذھبی فى ميزان الاعتدال (؟/ ۲۷۰) بقوله : «بل هو 
هالك» قال الدارقطني في رواية البرقاني : متروك الحديث» وقال أبو حاتم : ضعيف› 
وقال الأزدی: واهي الحديث» وقال العقيلي : كثير الوهم). 


TY 


والسنةء الأهواء اليوم مہ مختلفة؛ وهي | نواع» فمنها : أهواء شركية ؛ وأهواء 
الإسلام ویحرصون علي بعض السنة؛ ولكن لیسوا علي السنة. بل عندهم 
بدع» وعندهم أهواءء وليسوا علي النهج السوي؛ ولهذا یَعلم قدر هذا 
الكتاب» وقدر أمثاله وھذا الکلام الذي نکرره» مَنْ رأى الحال» ورأى 
خطر المحدثات وخطر الأهواء علي القلوب وعلي الناس . 
تهاوناً في بيان مثل هذه الأصول» فانتشرت في الناس بدع ما كانت موجودة 
فيما سلف» لکن لما تساهل الناس في بيان هذه الأصول العظام الكبار» 
وفى بيان فضل التمسك بالسنةء بل وجوب إقامة الوجه لله كك حنيفاً. 
والبعد عن سبل المشركين» انتشر كثيرٌ من البدع والخرافات» فأصبح في 
طائفة من الناس بعض الاعتقادات الفاسدة مثل : الاعتقاد فى الجن» 
والاعتقاد في السحر والذهاب إلى السحرة» ومثل وضع التمائم ونحوها. 
فترى هذا يعلق حدوة فرس على سياراته» وآخر يعلق رأس حيوان» وآخر 
يعلق أرنباً» وكل هذه تمائم شركية والعياذ بالله. والناس دخل فيهم هذا 
قلیلاً قلیلاً ء حتى يكون فى الناس الاعتقاد فى الشرك الأكبر» نسأل الله 8ك 
أن يعصمنا وجمیع المسلمين من الشرك ظاهره وباطنه . 

وبهذا تتضح الأمورء فالناس غفلواء والخطباء انشغلوا بأمور ليست هي 
أصل الأصول» وإنما شغلوا بأشياء أخرء تارةً فی وعظيات يكررونهاء 
وتارة بأمور لا يستفيد منها العامة استفادة كبيرة وهم يقعون في الشرك 
إما الأكبر وإما الأصغر؛ كالاعتقاد في الجن؛ والذهاب للسحرة» ووضع 
التمائم ونحو ذلك . وهذا يبين لك أهمية ما ذكره أبو العالية من أنه خاف 


شرح فضل الإسلام 

۳۸ 
على آهل زمانہ وهم سادات التابعين» وهم العلماءء وهم الزهاد العباد. 
خاف عليهم فحذرهم» كذلك يجب علينا أن نخاف على مَنْ حولناء وأن 
نحذرهم التحذیر الشديدء وأن نُعلم أهلينا ومن حولنا أصول الاعتقاد 
ونعلمهم الشرك وأنواعه لكي يحذروا منه. وقد قال إبراهيم الخليل #4 
داعياً ربه 8 : وحنب 25 أن تسد الاصتا لإبراهيم: ه67 قال أهل 
العلم : خاف على نفسەء وخاف على بنيه من بعدہ'''. 

قال إبراهيم التيمي #5 : ١وَمَنْ‏ يَأَمَنُ الْبلاء بَعْدَإبْرَاهِيمَ)("'؛ ولهذا نعلم 
من هذه الكلمة وهذا التعليق من الإمام كآنه سوء مقالة من يقول : إننا في هذه 
البلاد لسنا بحاجة إلى دراسة التوحيدء ولا إلى دراسة العقيدة» ولا إلى 
تدريسها ؛ لأننا والحمد لله عقائدنا صافية وسليمة» وهذا الحال الذي نراه 
قد انتشر وإن كان قلیلاً » لكنها بداية انتشار تبين خطأ هذه المقالة وزيفهاء 
وأننا أشد ما نكون بحاجة إلى بيان هذا الأمر حتى يموت الواحد منا وهو 
على قلب سليم لم تدنسه الأھواءء ولم تدنسه الاعتقادات الباطلة . 

وينبغي إلا يغفل المرء عن أهل بيته» وأن يكرر عليهم الوصية بالتمسك 
بالإسلام والسنة وبيان العقيدة الصحيحة وما يضادها من البدع والشركيات» 
وأن يدعو المرء إلى هذا أهله ومن حولهء وأن يبصرهم بالطريقة المناسبة 
التي يوصل بها الحق دون أن يحدث منهم نفرة . 


.)۲۲۸ انظر تفسير الطبري (۱۳/ ۲۲۷ء‎ )١( 


ہے 


چی حي یی 
ہے لاحي ازو یی 


شرح فضل الإسلام 
۳4 


باب هَا اء 2 عُرَبَة الإشلام وَفَضْلِ الْعْرَبَاء 


وقؤله تقالی: مکو کن الو ین نلک وزز پک ر 
لاد فى رض ال 7 کن اتا منم (مرد: .٦٦١٦‏ 
وَعَنْأبي هُرَيْرَةَ 5ه مَرْفُوعًا: «بَتا شلام غريب وَسَيَعُودُ ڪمَا 
بَتَأَغَرِيبَا قطوتی للفْرَبَاءء رَوَاه مُشيڈ''' وَأَحْمد'' من حل ليث ِب ابْنِ 
مَسْعُودٍ وَفِيهِ: «مَن ع الْخُرَبَاء قال: «التَّرَاعٌ مِنُ ن ا في رِوَايَةِ 
«الْخُرَبَاءُ لذِينَ يَضلځونَ إا قد الاس ١‏ . وَللتَرْمِدٍ مِنْ حَدِيثِ 
ڪثير ٿن عَبْدِاللُهِ عَنْ أبيهِ عَنْ حَدِهِ: «طوټى را الذِينَ 


يصلخون ۾ مَا أَفْسَدَ الاس مِنْ سَلَتِي' ٠‏ 





. )١58( أخرجه مسلم‎ )١( 

)۲( أخرجه أحمد وابنه عبد الله في المسند (۳۹۸/۱) من حديث ابن مسعود ضيه » وسندہ 
صحیح على شرط مسلم. 

(۳) أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائدہ )۷۳/٤(‏ من حدیث عبد الرحمن بن 
سنه فيه » وفي إسناده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. قال الحافظ : (هو واو)ء وقال 
البخاري: (حديثه لیس بقائم). انظر: تعجيل المنفعة /١(‏ ۸۰۰)ء ومجمع الزوائد 
(YAY /۷(‏ . 

وأخرجه الطبراني فی الكبير )٢۸٦۷(‏ من حدیث سهل بن سعد الساعدي يي . 

)٤(‏ أخرجه الترمذي (۲۹۳۰) من حدیث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده» وقال: (هذا 
حديث حسن صحیح). 





شرح فضل الإسلام 





التمسك بأصول الإسلام. وإقامة الوجه للدين حنيفاً وألا يحيل عنه 
المسلم» وهذا إذا تمسك به من تمسك فسیکون - في بعض الأحوال أو في 
بعض الأزمان أو في بعض الأمكنة - سيكون غريباً؛ فرجع الأمر إلى أن 
بالتمسك والاستمساك بالهدى ودين الحق بين ظاهر › والدعوة إلى سنه 
النبي َة وما في ذلك من الأجر وما يلزم لذلك من الصبر ما هو بين. 
والكلام عن الغرباء لا شك أنه كلام ذو شجونء وذلك أننا لا نخلوا فی كل 
عصر من وجود طائفة غرباء» حتى في زمن التابعين» بل وفي أواخر زمن 
في الأزمنة المتأخرة ظاهرة؛ ولهذا نقول: إن الغربة -بأحد الاعتبارات- 
تنقسم إلى غربتين : 








# غربة ظاهرة. 

٭ وغرية باطنه . 

والغربة الظاهرة مَثْل لها أهل العلم بأنها : 

٭ غربة أهل الصلاح والطاعة بين الفسقة والفجار. 

* وغربة أهل العلم المستقيمين الذين طلبوا العلم لله لم يطلبوه لیماروا 
به السفهاء ولا ليصرفوا وجوه الناس إليهمء الذين خشعت جوارحهم 
وقلوبهم لله ك › بين من طلب العلم ليس لله وبين من رغب في العلم لكنه 
رغب لأجل الجاه أو المال أو الترفع . 

# وغربة المستقيمين في أموالهم وإنفاقھمء وتحري المأكل والمصرف 


شرح فضل الإسلام 
۳41 


الحلال بين أولئك الذين يأكلون من كل جهة ويصرفون في كل جهة . 

وهذه غربة ظاهرة مثل لها أهل العلم بهذه الأمثلة وبغيرهاء ويتضح ذلك 
برؤیة أصحابها . 

إذاً فالغربة قد تكون في طائفة دون طائفة» وقد تكون في فئة دون فئةء 
تكون في العلماء في جهة ماء وتكون في العباد في جهة ماء فهذه هي الغربة 
الظاهرة» وأساسها الاستمساك بالإسلام الصحیحء والناس لايرغبون في 
ذلكء فإذا استمسك العالم بالإسلام الصحیحء ودعا إليه» وصبر على 
ذلك» لابد أن يكون غريباً بين أبناء جنسه» وإذا سلك صاحب المال في 
ماله الطريق المحمودء فلابد أن يكون غريباً بين أمثاله» وهكذا . 

فإذًا الغربة الظاهرة هذه تكون بالوصف» فمن اتصفوا بالعلم فيهم 
غربة» ومن عندهم مال فيهم غربة» وأهل الجهاد فيهم غربة» وهكذا . 

أما الغربة الباطنة : فهي التي لا يظهر أمرهاء وهذه هي التي تنافس 
فيها المتنافسون» وهي غربة صدق القلب وقصده في توجهه إلى مولاه. 
بحيث تكون إراداته ورغباته إلى الله وفي اللهء فيّرى هذا الغريبٌ الناس من 
حوله» وتكالبهم على الدنياء ورغبهم فيهاء وحرصهم علیھا ء وأنهم يرونها 
وكأنها الباقية» يراهم وهو متجه فيما بينهم إلى ربه» طامع في الجنة» متباعد 
عن النار» وكأنه غریب فيما بينهم ؛ لان قصده وتو جه قلبه مختلف عن توجه 
الناس» كذلك الخاشع الخاضع قلبه لله كك بين جمهرة الذين لا يخشعون 
لله ق يكون غريباً» فهذه الغربة الباطنة مما يتنافس فيه المتنافسون؛ لأن 
لصاحبها الحظ الأوفر مما جاء في فضل الغرباء؛ لأن صلاح الباطن أثره 
على صلاح الظاهر بین جلئ . 











شرح فضل الإسلام 
فهاتان الغربتان مما يظهر للمتأمل أنها فاشية في الناس من القرون 
الأولى» لکن هل هاتان الغربتان مقصودتان بحدیث بدا الإسلام غْرِييًا 
وَسَيَعُودُ كما بدا عُريبًا»؟ الجواب: لیس الأمر كذلك» فان قوله كلل : 
«بَدَأا يعني : : أنه بدأ وأهله قليل عددھمء يطردون ولا یکرمونء يبعدون 
ولا يقربون؛ لا يُرفع بهم رأي . ولا يقبل منهم قول. ولا يتبع منهم إرشاڈ 
فكانوا قلیلاً أو أقل من القلیل ء فبداً الوسلام بهمء وهم صحابة رسول 
الله ئي الذین أسلموا في مكة, ثم عَوٌ الإسلام شيئاً فشيئاً حتى بلغ ما بلغ . 
قال ب : «وَسَيَعُودُ كما يَدََ كَِيبًاه» هذه الغربة ليست لأهله المتمسکین 
به» ولكنها غربة للدين» فالإسلام أول ما ظهر كانت دعوته إلى توحيد 
الله كك والاستمساك بتنزيه الله كك عن كل نقصء في مكةء كان غریباً بين 
العرب؛ فقال القائل منهم : هؤلاء الصابئة خرجوا علينا . فكان النبي كل 
يسمع بخبره في الجزيرة يتناقل الناس خبرہ؛ لأنه غريب ہما جاء به» وقبل 
أن يأتي كك بالإسلام وقبل أن يوحى إليه لم يكن غريباً » بل كان معروفاً فيما 
بينهم » لكنه لما جاء بالإسلام صار الإسلام في وقته غريباً بين ملل الكفر 
ونحل الباطل بأجمعها . 
قال وا : '(وَسَيْعُودُ كما بدأ عُريبًا» يعني : : أن الإسلام الصحيح سيعود 
غریباًء فیستغرب: تُستغرب مبادئه وأصوله في زمن من الأزمان» لکن بعض 
أهل العلم قال : : إن هذه الغربة يفهم منها أنه سيعود عزیزاً بعد غريته ؛ لأنه 
لما كان الإسلام في أول الأمر غريباً أتت بعد تلك الغربة عزة للإسلام 


ولأهله» قال : : ويفهم من ذلك أنه إذا عاد غریباً فإنه ستعود له العزة والتمكين 
بعد ذلك . 


وی 


فإذا نظرت إلى غرية الإسلام هذه وجدت أنه من آواخر القرن الثاني بدأت 
النحل والأفكار تنتشر وظهر فساد المعتزلة بما سادوا به» حتى أصبح 
المتمسك بالسنة غريباً» وصار الإمام أحمد كلل في وقته غريباً» وكان 
الجميع من العلماء والعباد إلا من رحم الله أجابوا للفتنةء وصبر انه فصار 
غريباً وصار الحق في ذلك الوقت غریباًء ثم زالت تلك الغربة» لکن رجعت 
إلى ما حدث لتلك الأصول من التغيير والتبديل» سواء فى توحيد الألوهية» 
أو في توحيد الأسماء والصفاتء أو بأصول الإيمان» أو في القدرء أو في 
غير ذلك من أبواب الاعتقاد ثم رأيت ما حصل في هذه الأبواب من التغيير 
وجدت أن أهله الذين تمسكوا بهذه الأصول وبتلك الدعائم العظام أنهم 
كانوا غرباء؛ ولهذا قال أهل العلم : الفرقة الناجية هي الغريبة وأهلها هم 
الخرباء. 

والفرقة الناجیة أو الطائفة المنصورة - كما قال أهل العلم من المتقدمين 
كأحمد والبخاري وغيرهم- اُمْ أَهْل العلم١ء‏ وهم أولو الحدیث والأثر”" 
لأنهم يتمسكون بما يجمع الناس الموافق والمخالف على أنه كان عليه 
النبى ية وأصحابه ون ء لکن المبدلين يقولون: إن ما كان عليه أصحاب 
النبي للا أسلم. ولکن طریقتنا احک'''. 

وهؤلاء الغرباء - يعنى الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة - تمسكوا 


)١(‏ راجع: (ص۱۹ء وما بعدها). 
(۲) انظر: الفتوى الحموية الکبری ضمن مجموع الفتاوى (8/6). 


شرح فضل الإسلام 

۳٣ ٤‏ اللللل<لل<<7بتااايئ 12 ت 
بالأصول الأولى» ولم يغيرواء ولم يبدلوا؛ ولهذا تجد أن المتمسك بما 
كان عليه الأوائل لابد أن يكون غريباً لم؟ لأن التمسك بأصل الإسلام وما 
كان عليه النبي يي وأصحابه هذا قد لا يوافق أهواء كثير من الناس . 

فنخلص من هذا أن النبي بء لما قال : (بَدَا الإِسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كما 
بدأ غَريبًا» أن هذه غربة للإسلام ولیس المراد غربة أهله» ولكنها تلحق 
بالتبع » وهذه الغربة بدأت تظهر عند البعد عن كل أصل من أصول الإسلام» 
فلما ظهرت الفرق وانتشرت وتکاثرت حتی بلغت ثلاثاً وسبعين فرقة» 
صارت هذه الفرقة الواحدة غريبة من بين الثلاث وسبعين فرقة» وصار أهلها 
غرياء» قال : اكُلْهَا یی الّار إلا وَاحَدَةً) . 

قال بعض أهل العلم : بالنظر إلى مجموع الناس فإن الغربة تنقسم إلى 
أقسام : 

منها : غربة أهل الإسلام بين من لا يدينون بالإسلام» فالمسلم إذا عاش 
بين الكفار وخالطهم سيكون غريباً» ولو كان غير متمسك بأصول أهل السنة 
والجماعةء وهذه غربة عامة» وليست هى المرادةء إنما المراد الغرية 
الخاصة وهي غربة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة بين الفرق جميعاً . 

نقول هنا فيما قاله الإمام كن مستدلاً بقولہ يل : مولا كن مِنَ الفرون 


من ب 7 وو 2 ينوت عن َلْقَسَادٍ فى آلارّض کہ [هود: )1]١١5‏ قوله : ىلو 
کان من الْفرون6» يعني : فھلا كان من القرونء والقرن: هم الناس الذين 


و ا 7 ك٦‏ لاله 227 ات ,o&‏ ,)1( > 1 
یعیشون فی وفت واحد» قال 6لا : ) الناس قرني» > يعني : صحابته 


شرح فضل الإسلام 











الذين عاشوا في وقته عليه الصلاة والسلام . 

قوله : ٭لأزارا بيده أولو البقیةء يعني: الذين سبقوا من الأمم الذين 
قَصّ الله خبرهم في هذه السورة سورة هود يقول كلد : هلا كان منهم أولو 
بقية» أولو عقل وفهم وبقية من التمسك بآثار الانبیاء یڑک عن اشا 7 

لب دالوا أنهم لم يكن فيهم من أولئك کثیرہ قال 3 : إلا ملا 

کن ایا ينهد وكان أولئك المتمسکون قليلين بالنسبة إلى من 
هداهم. 

هذا الوصف وهو القلة ملازم للغرباء فمن صفاتھم نهم فلمل به ٠‏ 
الشیخ في قوله یل : الا یلا کن ا نهد ؛ ولهذا وصف الله كك 
الأكثرين جا ل على الرشد اید لقا پل : #وإن تیلع أحكار م 

ف الْأرض وہ عن سیل آل کچ [الأنعام: ١١۱۱ء‏ وقال يل : وما ۴ 

كاش ب باه إل وهم ثم مرون € © (یرسف : )]11١5‏ وقال ل : وما حك 
الاس ولو حرضت بِمَؤْمِنِينَ © € (یرسف :۰۲۱۰۳ وقال چ : وما ءامن معد 
إلا قلي (مود: ]٤١‏ 

وهكذا فإنّ الوصف الأول ِن أوصاف الغرباء : أنهم قلیل ؛ ولهذا 
جاء فی الحديث أن النبي پل قال : أنَامنٌ كَلِيلٌ صَالِحُونَ في تاس سُوءٍ 
كثير» مَنْ يَعْصِيهِمْ ار ِن بُطيغهُمْ؛''' > لکن هل القلة وصف كاشف أو 





الجواب: أنه وصف كاشف» ما معنى ذلك؟ وما الفرق بين الأمرين؟ 





)١(‏ أخرجه أحمد (۲/ ۱۷۷)ء وابن المبارك في الزهد (١۷۷)ء‏ والطبراني في الأوسط 
)١5 /4(‏ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وها . 


شرح فضل الإسلام 

۳4٦ 
الوصف الكاشف هو الذي ليس عمدة في كشفهم ومعرفتهم» يعني : ليس‎ 
كل أصحاب فكر هم قليل یکونون على الحق ؛ ولهذا برزت هذه الشبهة على‎ 
كثيرين تمسكوا بأمرهم الذي على غير الحق وظنوا أنهم على الحق» ورأوا‎ 
أنفسهم قليلين وقالوا : نحن على الحق» والجماعة من كان على الحق ولو‎ 
. كنت وحدك» ونحو ذلك . فهذا استدلال بالمتشابه‎ 

فإذا هذا الوصف وصف كاشف غير مؤسس؛ كما وصف النبي بلا 
الخوارج في قوله: «سِيمَاهُم التَخْلِيقٌا'' قوله هذا وصف كاشف 
أم مؤسس؟ الجواب: وصف کاشف؛ لأنه ليس كل من حلق رأسه فهو 
خارجي؛ لکن هذا وصف يتبين به أولئك مع مجموع الأوصاف الآخرء 
فالقلة وصف كاشف للغرباء؛ لأنهم لو كانوا كثيراً» وصار المغايرٌ لهم 
قلیلاً فإنهم لا يسمون غرباء. 

الوصف الثاني - وهو الذي جاءت به الأحاديث -: أنهم متمسكون 
بالسنة عند فساد الامةء هذا وصف نبه عليه الشيخ في ذكره هذه الرواية : 
«المتمسك بسنتي عند فْسَادٍ أَمّتي4» كيف التمسك بالسنة؟ السنة: اسم 
جامع لما كان عليه النبي ييه من الأحوال في العقائد وفي العبادات وفي 
المعاملات» فهى ليست السنة الخاصة بالھدی؛ ولهذا انتبه أهل الحديث 
-رحمهم الله- إلى هذا الأصل فسموا كتب الاعتقاد بکتب السنة رعاية لهذا 
الأصل؛ لان المتمسك بها قد حاز الفضل» ومن تمسك بها وقد خالف 
الناس فإنه سيكون غريباً . 


حديث سهل بن حنيف وله . 


شرح فضل الإسلام 
EY‏ 

وهذا الذي حصل فإن آهل الحديث وأهل السنة أتتهم أزمنة مديدة کانوا 
فيها غرباء فیما بين الناس» وقد كان الإمام أحمد ي في وقته غريبا» وقد 
كان آهل السنة في القرن الثالث والرابع غرباءء عندما ظهرت الدولة 
الفاطمية العبيدية الكافرة» وظهر فئات من الناس يدعون إلى نحلهم» من 
صوفية» ومعتزلة» وأشاعرة» وغير ذلك . فصار أهل الحق والاثر غرباء ما 
بين هؤلاء جميعاً 

وقوله : «المُتَمَسّكُ بسَنَتِي عِنْدَ فَسَاد أَمَيِي) هذا وصف مھم؛ فمن تمسك 
بالسنة وعَضّ عليها بالنواجذ وصبر على ذلك كان حریأً أن يكون من أولئك 
الغرباء ولو خالفه الناس . 

الوصف الثالث مما جاء : أَنْ من د يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» وهذا يفهم 
منه أنهم لا يقتصرون على أنفسهم بالتمسك بالإسلام والسنة» وإنما يدعون 
غيرهم؛ لأنه قال : لمَنْ يَعْصِيهِمْ كر ِمّنْ بيعم فإذا هم يدعون إلى 
السنةء وهذه الدعوة إلى السنة متنوعة بتنوع الزمن» قد تكون الدعوة بالكتابة 
بالقلم» وقد تكون الدعوة بالكلام في المناظرات» وقد تكون الدعوة 
بالمصاحبة ونحوهاء فالدعوة عامة هناء فإذا دعا داع بالكتابة فهو داع» وإذا 
دعا بالكلام فهو داع» وإذا دعا بالمصاحبة فهو داع» وإذا دعا بتمسكه 
بالهدى فأيضا هو داع بفعله لابقوله. 


IRIS‏ د ھی :می 


۸ 








وَعَنْأبِي أَمَيّةَقَالَ. :«سَألتٌآبَا مَعْلبَةَ فلت لَه يا أَيَا خَعْلَبَةَ, كَيْفَ 

تقول في هَذِهِ الآ 2ہ << كام یں اموا علي شك ل يعرم کن صل 
إِذا هريسم کہ [المائدة: ۲۱۰۰ء فقال: أَمَا وَالله لد سَأَلَتَ عَنْهَا خبيرًا: 
الث نها ز, سول الله کا فقال: بل ائ تتَمِرُوا بِالمَْرُوفِء وَنَنَاهُوَا عَنْ ع 
المنكر: > حَتی إِذا رَأَيِتُمْ شا مُطاعاء وھوی مُتَبَعَاء ودنيا مُؤْكَرَة 
وَاعَجَاب ڪل ذي راي بِرَأَيِهِء فَعَليْكَ بِحَاصٌّة تَفْسِك وَدَعٌ عَنْكَ 
العَوَامٌء فَإِنَّ مِنْ وَرَ ائِكمْ أَيّامَا الصَّابِرُ قيهن كالقَائْضِ على الجَشرِ؛ 
لقال فِيهِنَ مِئْل أَخِْرٍ بَرِحَمْسِينَ رَخُلا يَكْمَلُونَ مِثْل عَمَلِكُمْ. 
قُلَتَا: مِنَا ام مِنْهُمْ؟: قَال: َل مِنْكُم رَوَاهُ أبو داو وَالتَوْمِدِيٌ0". 


الشرح: 


ذکر الإام تل حديث أبي شم هذا والذي قال ف كك رٹ 
رجلا يعمو ونل مرب او او و ؟ كال : لو يعني 
من الصحابة وو ؛ فمن عمل عملاً بمثل ما كان عليه الصحابة ون كان من 
الغرباء الصابرين القابضين على دينهم كالقابض على الجمرء وكان للواحد 
منهم أجر خمسين من الصحابة لن عملوا مثل ذلك العمل » وهذا يبين لك 
أن فضل الإسلام في ا لاستمساك بالسنة» والدعوة إليهاء والصبر على ذلك» 
بلغ هذا المبلغ العظيم بأن مَنْ عَمِلَ عملا له أجر خمسين من صحابة رسول 
الله وا عملوا بمثل بمثل ذلك العمل . 


)۱( أخرجه أبو داود )٦٤٤٤(‏ والترمذی (۳۰۸)؛ وابن ماجه (٤١٥٦)ء‏ والطبرانى فی 


الکبیر(۵۸۷)ء والبيهقي في الكبرى (۹۱/۱۰) من حديث أبي ثعلبة الخشني ولي . 





شرح فضل الإسلام 


وهذا الحديث مناسب للباب من جھتین : 

الجهة الأولى: أنه ذكر حداً للدعوة» يدعو إلى متى؟ متى يعذر بترك 
البلاغ؟ قال * 4 تی إِذَا ریشم مُا 2 شحا مطاعًاء وھوی متا ودنا موٹری 
غاب ل ذي ري براه وہ کَعَليْكَ بِحَاصّةِ َفيك وَدَعْ عَنْكَ العَوَام١ء‏ في 


اکت 


هذه الحال يكون المرء غريباً ويُعذر إذا لم يدع ادا اجتمعت هذه الصفات 
الأريع : 

٭ أن يوجد الشح المطاع . 

٭ أن يوجد الهوى المتبع . 

٭ أن توجد الدنيا المؤثرة 

إعجاب كل ذي رأي برأيه. 

لا حظ أن هذه الأوصاف إذا احتمعت فان القلوب لن تتقبل الایمان 
ولا الإسلام. وتكون معجبة بهواها متبعة له مطيعة لشحها وبخلهاء 
الجهة الثانية : أنه قال فى آخر الحديث : «الصَابرٌ فيهنّ كَالقَائْض عَلَى 
الجَمْرِء للعَامل فِيهنٌ مثل جر حَمْيِينَ رَجُلا بَعْمَلون مئل عَمَلَكُمْ) . 

إذاً نخلص من هذا: أن غربة الإسلام لها وصف» وغربة الغرباء لها 
وصف» وذكرنا غربة الإسلام كيف تكون» وغربة هؤلاء الغرباء وبعض 
أوصافهم التي جاءت في هذه الأحاديث . 

ویحصل من مجموع هذه الأحاديث وهذا الباب أن مدار الغربة النافعة 
- التى لصاحبها أجر الخمسين - على الاستمساك بالأمر الأول وهدي 


شرح فضل الإسلام 
۳٥٣‏ 
النبي بيا وهدي أصحابه ٹچ ء فمن تمسك وكان الذي يعصيه أكثر ممن 
يطيعه» وصبر حتى صار صبره كقبض على الجمر» صار له من الأجر كأجر 
خمسین صحابياً عملوا بمثل عمله؛ لأن الصحابة لما عملوا كان هناك 
مساعد لهم » وهؤلاء يقبضون على دينهم كقبض على الجمرء وهذا لا شك 
هو زمانناء بل إن كل طائفة من أهل العلم ظنت أن زمان الغربة هو زمانها . 
وهذه الغربة فی كل زمان حاصلة» وسبق أن قسمناها إلى غربة باطنة» 
وغربة ظاهرة؛ وهي غربة يستشعرها القابض على دينه إذا خالط أهل 
الشهوات وطلاب الدنياء بل رہما جلس المرء في مجلس وصار يرى الجميع 
ممن حوله يهتمون بشيء وهو همه في شيء آخرہ فيرى نفسه غريباً ون لم 
يكن غريب البدن والثياب» لکن قلبه غريب بينهم» هو همه في شيء وهم 
همهم في شيء آخر . 
ولهذا نقول : إن هذا الأمر مداره على التمسك بالأمر الأول وعلى السنة 
وعلى ما كان عليه السلف الصالح ون » فنحث أنفسنا وأهلينا ومن حولنا 
على ذلك ٠‏ فإن أهل الحديث والسنة کانوا غرباء فيما مضى وسيبقون غرباء 
حتى يقاتل آخرهم مع عيسى بن مريم 4#› وهم الذين يعلمون صفات 
الدجال بما يعلمون من أحاديث النبي اَل فتأتی طوائف منتسبة إلى الإيمان 
يفتنون بفتنة الدجال؛ لبعدهم عن السنة وعن معرفته» ويكون هؤلاء الخرباء 
ستسکین: وتنم والله اعم - الذي يقول : اوَالله ما كُنْتُ فيك أَسَدَّ 
1 نّی ايوم حيث قتله الدجال وأعاده حياً ففي الحدیث: يفول 
لجال : رذ کک كذ می عون في الأ فَیقُولُونَ: لا 
گال ميقل ثم بحيو يه فقول ین يخبيه يبه : الله ما كُنْتٌ فيك أَسَّدَّ يَصِيرَةٌ می 


Ea: 


ذا 


۳۲ 


شرح فضل الإسلام 
انك 

اليو" ؛ لما يعلم من أحاديث النبي ياء ويعلم ما جاء في وصف الدجال 

وأهل العلم بالحديث هم أحق الناس بهذه الأوصاف؛ ولهذا نتمسك 
قدر المستطاع بسنة النبي لا ونكثر من مطالعة حديثه وما جاء في سنته » 
فإن هذا أحد سبل النجاة بإذن الله تعالى ؛ لآنه كلما كان القلب يعيش أكثر 
مع أولئك كانت محبته لهم أكثر» وكانت رغبته فیما عندهم وفي أحوالهم 
أكثر؛ ولهذا يُحشر المرء مع من يحب" . 

ولا شك أن من يكثر الورود على سنته ب قراءةً» وتدبراًء وتأملاء 
واستمساكاً» وحرصاً» ودعوةٌ» فإنه سيحشر - إن شاء الله تعالى - إذا توفاه 
الله» وقبل منه ذلك مع رسول الله ہا . 


5 ےو تت« هق 


. أخرجه البخاري (۱۸۸۲)ء ومسلم (۲۹۳۸) من حديث أبي سعيد الخدري ضيه‎ )١( 

(۲) أخرجه البخاري (۸٦٦٦ء‏ ۹٦٦٦)ء‏ ومسلم )۲٦٢٢(‏ من حديث ابن مسعود ضيب 
وفيه : «جاء رَجُلَ إلى رَسُولٍ اللو اة قال : ا رَسُول الل كيف تَقُولُ في رَجُلِ اَحَبّ نوما 
ولم يَْحقْ بهمْ؟ قال رَشو اللہ بل اْمرْه مم مَن أب . ۰ 


oY 


ہت ابن وَضاح مَعْنَاهُ يِن حَدِيث ابن عَمَرَ ويه وَلَفْظَهُ :«إنّ مِنْ 
١‏ اما الًابز فيه اْمُتَمَسَكُ مل اَم عَليه الوم َه 


مین بک ءقیل: يا رَسُولَ الله مِنْهُهُ؟ قال: بَل منكم: 


ہے سے کر اتا عم 


6 


زا سیے۔ 


اخ عي 


ثم قال: نبا حه مُحَمَّنُ بْنُ سَعِيِدٍ قال: أذ ْنَا َصَدُ ثْنُ مُوسی قال: : أَنْبَأَنَا 
فیا بن غتة. عن أشلم ضرق عن + سَعیدِ أَخِي الْحَسَنٍ 

يَزْهَعُْهُ فَلَتُ لِسُفَيَانَ. ٠‏ عن اللَيِيْ ولا قال: د َعَم قال نكم اليَوَْ 
عَلی بَيْنَةِ مِنْ رڪم َأَمُرُونَ بالمَعْروفِء وَتَنْهَؤْنَ عَنٍ ڪر 
وَحَاهِدُونَ في الله َل تظهز فيكم السَكرَتان. سَكرَةٌ اجهل 
وَسَكرَةٌ < ب خبّ الْعَیْشِ: وَسَتُحَوَلُونَ عَنْ َلك فَلَاَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفٍ 
ول تَنْهَوْنَ تعن لفٹکرِ ولا تُحَاجِدُونَ في الله وَتَظْھَزُ فيه 


القَڪرتانء فَالْمُتَمَسّك ي يَؤْمَيْنٍ بالڪتاب وَالشْنَِ لَهُ اخ بز حْمَسین. 
قیل: منھھ قال: لاه بل مكف . 

ذكر الإمام كآنه في آخر هذا الباب المتعلق بالغرباء ما جاء في فضلهم 
وبيان صفتهم › فذکر هذا الحديث للتحذير من البدع والنهي عنها للؤمام 
محمد بن وضاح الأندلسي المعروف؛ وھذا الحديث الذي ذكره هو من 
المراسیل؛ لأن سعيد بن أبي الحسن البصري أخو الحسن البصري» وهو 


من التابعين» وليس من الصحابة فهو مرسل» وهذا الحديث ما اشتمل عليه 
صحيحٌ دلت عليه الأدلة الأخرى» منها ما جاء في هذا الباب» ومنها ما جاء 


() انظر البدع لابن وضاح (ص۱۳۳ء 175). 


or 


في أحاديث وآثار أخر» فما اشتمل عليه من المعاني صحيح وإن کان مرسلاً 
فى هذا السياق. 

هذا الحديث لا شك أنه اشتمل على أمور عظامء وقد ذكر فيه النبي كَل 
- إن صح عنه بهذا السياق- خمسة أمور كانت ظاهرة فى صحابة رسول 
الله 6ك وهى ۔ 

الأول: أنهم كانوا على بينة من ربهم . 

الثاني: أنهم كان يأمرون بالمعروف . 

الثالث: أنهم كانوا ينهون عن المنكر. 

الرابع : أنهم كانوا يجاهدون فى الله أعداء الله كك ويجاهدون فی 
الله كك بجميع أنواع المجاهدة. 

الخامس : أنهم لم يظهر فيهم نوع السكرة التي تطغي على القلب والعقل 
إلا وهي سكرة الجهل وسكرة حب العيش . 

فهذه الأمور الخمسة كان عليها صحابة رسول الله لا ولو تأملناها 
لوجدنا أنها سبيل النجاة؛ لأنها اشتملت على ما يجب على المسلمين أن 

فالصفة الأولى منها: أن النبى ية ذكر البينة من الله 8ء وأن 
الصحابة ون كانوا على بينة من ربهم : اكم اليَوْمَ عَلَى بيَة مِنْ ربكم 
وهذه البينة تشمل أنواع العلوم الاعتقادية» والتعبدية» والفقهية» فهم على 
بينة من ربهم في معتقداتهم» وهم علي بينة من ربهم في عباداتهم » وهم علي 
بينة من ربهم في معاملاتهم » سواء في ذلك معاملاتهم لإخوانهم المسلمين 


شرح فضل الإسلام 

of 
أو معاملتهم للکافرین والمشركين . فهم إذا ظهر فيهم العلمء والعلم هو‎ 
البينة» والقرآن بينة» وقد وصفه الله وك فى قوله تن : قد جاتحم بَیْنَة‎ 
وقال ك : «لر ی الین قروا بِنْ اَهَل الكنب‎ ٥ : من رگم [الأعراف‎ 
الین منکن حى تام الي 9© <البينة: ١ء البينة قد جاءت من الله ل‎ 





بإنزال هذا الكتاب العظيم الذي فيه بيان كل شيء» وبإرسال هذا الرسول 
الذي أبان لنا معاني هذا الكتاب» ودلنا على كل خير» ونهانا عن كل شر . 
فإِذًا الصفة الأولى التي كانت في الصحابة وير ظاهرة أنهم يسيرون في 
أمورهم على بينة من ربهم» ومقتضى ذلك ولازم ذلك أنهم لم تظهر فيهم 
الأهواء؛ ولم تظهر فيهم الجهالات» ولم تظهر فيهم النصرة للآراء المجردة 
كما ظهرت فيمن بعدھم؛ فهم آهل اتباع وأهل علم» وإذا زاد العلم زاد 
الهدى» وإذا كان العلم ظاهراً كان الهدى ظاهراً . 
لهذا يجب علينا أن ننظر إلى هذا الوصف نظر المتفحص المتأمل» وهو 
أن الصحابة و کانوا أهل علم صحيح» وأن علومهم بالجملة ليست في 
كثرتها كعلوم من بعدهم» ومن بعدهم عندهم علوم كثيرة وكلام كثير لم 
يكن في الصحابة وي » ولكن علم الصحابة وچ كان قليلاً نافعاء وأما من 
بعدهم كان علمهم كثيراً لکن نفعه قليل» ولهذا قال علي تہ : «الْعَلْمْ نَقْطَةٌ 
كَثَرَهَا الْجَاهلون» '؛ لأن العلم الذي كان في الصحابة ور لم يكن كثيراً 
ككثرة هذا العلم الذي نراه اليوم» وإنما كان علماً قليلاً نافعاً» فالعلم النافع 
هو الذي يحتاجونه في تصحيح قلوبهم وتصحيح عبادتهم وتصحيح 
01١‏ قال العجلوني في كشف الخفاء (۲/ ۸۷): (العلم نقطة كثرها الجاهلون» لیس بحديث 
بل من کلام بعضھم)ء وفي سبل السلام :)۱۷۸/٤(‏ (وفي کلام علي بن أبي طالب ڪي 
العلم نقطة كثرها الجهال) . 








مهن 





معاملاتهم» فهم كانوا یتحرون ذلك . أما غير ذلك من العلوم إنما كثرها 
الجاهلون» من هم الجاهلون؟ أهل الخلاف والاختلاف» والفرق» والبدع 
ونحو ذلك» فلما كثروا احتاج أهل العلم من المتبعين للصحابة ٹج أن 
يفرعوا العلوم؛ وأن يفصلوهاء حتى تكون حجة على الذين أحدثوا ما 
أحدثوا» وحتی يستبين الأمر لمن بعدھم. 

إذا فالصحابة كانوا على هذه الخصلة وهي العلم؛ ولهذا فإن هذا 
الوصف بأنهم على بينة من ربهم مهم في معرفة الغرباءء وذكره الشيخ في 
هذا الباب؛ لان فيه صفات سوف تذهب» والعلم النافع هو ما يخلص فيه 
النية لله أو العبادة أو المعاملة. 

الوصف الثاني: قوله: رون روء الأمر بالمعروف هو 
الدعوة إليه» والمعروف هو كل ما حرف في الشرع حسنة» فالصحابة وان 
كانوا يأمرون بالمعروف في البيت وفي السوق» وهم يعاملون ربهم حين 
يأمرون بالمعروف ويطلبون هداية الخلق . 

الوصف الثالث: قوله: «وَتَنْهَوْنَ َنِ الْمُنْکرا؛ لأنهم كانوا يخافون 
الله 8ؿ ء وحينما كانوا ينهون عن المنكر كانوا ينهون رعاية لحق الله كد 
فحق الله ك مقدم على حق الخلق عندهم» وفيما وصفهم بعض السلف 
قال : (خافوا الله هق فأخاف منهم الناس)''ء فكان بمجرد أن يراهم من 





فيس» وعمر بن عبد العزيز . 
انظر: صفة الصفوة لابن الجوزي (۲/ c(1‏ وفقه الأدعية والأذكار 0278 
وموسوعة نضرة النعيم في أخلاق النبي الكريم لا ٥(‏ / ۱۸۹۷ ). 


شرح فضل الإسلام 

٥٦‏ أ س س س سے تلظ ١ه‏ ست 
هو علي منكر يترك منكره ويترك فسوقه ويترك العصيان الذي يقع فيه؟ لرؤيته 
صحابي من الصحابة ون لأنهم صدقوا مع الله 8ك ء فجعل الله كك الناس 
وكان الصحابة وؤ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي ما 
توجبه الشريعة» لم يكونوا آمرين ناهين بآرائهم أو بأهوائهم» والأمر والنهي 
ادعته الفرق؛ لأنه أمر جاء في القرآن وفی السنةء فادعته الخوارج وقالت 
أصولنا خمسة ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء ولهذا قال أهل 

5 8 و 207 ۰ َو عرو 1 سر نر ۾ ررقن ”ام 
السنة والجماعة : «هم مع هذه الاضولِ پامرون بالمعروفي» وينهون عن 
المذكر عَلَى مَا توجبه الشَریعَةا''' وقد فصل هذه الكلمة شيخ الإسلام ابن 
تيمية الله في كتاب (الحسبة)ء وقال'"' : إن الخوارج والمعتزلة بل وسائر 
أهل البدع خالفوا نهج الصحابة وء في الأمر بالمعروف والنهي عن 
المنکر فدخلت الأهواء ودخلت الآراء فى الأمر والنهى . 

ثم هاهنا شيئان : 

الأمر الأول : أنه إذا كان الخلاف فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر 
والأمر الثاني : إذا كان الخلاف خلافاً فی وسيلة من الوسائل صار 
خلافاً فرعياً . 


)١(‏ انظر: (ص۸۷ء وما بعدها). 
)٢(‏ انظر الحسبة (ص 175 - .)١٤١‏ 


شرح فضل الإسلام 











“oy 

أما إذا كان الخلاف في غايته » يعني : ما الغاية من الأمر والنهى؟ قالوا : 
الغاية أن نخرج على السلطان» أن نخرج على الوالي؛ صار هذا من ديدن 
أهل البدع مثل الخوارج والمعتزلة» فغاية الأمر بالمعروف والنهى عن 
المنکر عندهم هو الخروج على أئمة الحق وعلى الولاة المسلمين؛ و 
خرج الخوارج على على ظللہ آخذين بأصل الأمر بالمعروف والنهي عن 
المنكر» كذلك المعتزلة من أصولهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن 
المنكر» يعني : يجاهدون السلاطین وإن کانوا مسلمین . 

فإذا كانت في الغاية - وهذا تفسير مني إذا لم ينضبط فرّده - فهو من سبيل 
الخلاف في الأصول» أما إذا كان في الوسيلة» هذا أمر واشتد في الإنكار 
ولكن غايته صحیحة؛ غايته أن ینکر هذا المنكر الذي وقع فيه فلان من 
الناس» غايته صحيحة مأذون بها شرعاً لکن الوسيلة إلى هذه الغاية أخطاأً 
فيهاء يكون هذا خطأ في الوسيلة ولیس من الخلاف في الأصل ؛ ولهذا قال 
أهل السنة والجماعة : إن أهل السنة والجماعة يأمرون بالمعروف وينهون 
عن المنكر ليس مطلقاء ولكن على ما توجبه الشريعة. ولابد.من هذا القيد 
حتى یخرج الناس في الأمر والنهي عن الأهواء؛ ولهذا الصحابة ون کانوا 
مستمسكين بهذا الأصل العظيم› فأمروا ونهوا وكان أمرهم ونهيهم على 
ما يحب الله ك ویرضی: وخلصوا من الأهواء. وخلصوا من الانتصار 
للنفس › وخلصوا من دخول غير ما آمر الله كك به على قلوبهم أو على 
أفعالهم » فكل الصحابة نز کانوا على حق وهدى وان . 

الوصف الرابع :ونون في الوا وهذا كسا وصفهم ال ف في 


۰ سی ۔ پر اہ م ساس سل عرس بب رون سار ہو 
قوله ك : ٭ يتا الین امنی من تد ٠‏ نکم عن وینو فسوف بای الله يقور رہم وو 
سس سک سر ر سر ا ر رط CE‏ 


اذلو عل المَمِْت ن اَعَد عل الْكفرت جهوت فى سيل اه ته و افون لومة لاير ذلك 


فضل اللہ بوتي من يك [المائدة : 64]» فوصفهم بأنهم يجاهدون فی سبيل الله . 

والمجاهدات أنواع : 

٭ منها مجاهدة النفس . 

٭ ومنها مجاهدة الهوى . 

٭ ومنها مجاهدة الشيطان . 

# ومنها مجاهدة الأعداء. 

كان الصحابة وؤ أهل مجاهدة وأهل جهاد. 

في قوله 4 : بج ہڈدت فى سيل انگ4 تنبيها على أنهم في جهادهم کانوا 
آهل إخلاص» لم يكونوا يجاهدون لأنفسهم. ولم یکونوا يجاهدون 
ومقاماتهم وأصبحوا قدوة لمن بعدھم . 

الوصف الخامس: «وَلَمُ تَظْهَرُ فيكم السّكْرَئَانِ : سَكْرَةٌ اجهل وسکره 
حب الْعَيْش) فالصحابة ون لم تظهر فيهم السكرتان: سَكْرَةٌ الْجَهْل 
وَسَكْرَةُ حب الْعَيْش . 

أما السكرة الأولى وهي: سَكرَةٌ اجهل فھی راجعة إلى وجود العلم: 
فلأجل وجود العلم وفشوه وانتشارہ لم تظهر فيهم سَكرَة | لْجَهْلِء كذلك 
وَسَكْرَةٌ حب الْعَيْش» يعني : حب الدنياء لم تظهر فيهم ؛ لأنهم كانوا يطلبون 
الآخرة ويطلبون الجنة؛ كما قال بعض السلف : «مَا سَبَقَكُمْ صَحَابَة رَسُولٍ 
الله يا بكثرة صیام ولا صَلَاةٍ وَلَكنْ مَ سَبَقُوكُمْ بِالْرْهْدِ فی الْدنياء”', يعني أنهم 











۳۹% 


لم يكونوا يحبون العيش في هذه الدنیاء وإنما يعلمون أن هذه الدنيا دار 
للعمل» وإذا كان هذا أصلاً في قلب المسلم فإنه تختلف حياته كلها وأنماطها 
وفواعدها التي يعيش عليها ء تختلف حياته في معاملاته مع الناس» وتختلف 
أموره كلها إذا كانت رغبته في الدار الآخرة. فإذا كانت الآخرة عنده مقدمة 
على الدنيا فإن غالب أمره يكون لله وفي الله ؛ ولهذا وصف الصحابة بأنهم 
لم تظهر فيهم سكرة الجهل ولا سكرة حب العيش . 
وهذه الأوصاف الخمسة نحتاج إلى معرفتها خاصة في زمن الغربة» الذي 
من أجله ذكر الشیخ هذا الحديث؛ وأنه إذا أتى زمن الغربة ستتحول الأمور؛ 
كما نص هاهنا فقال : ١‏ وَسَمحَوَلُونَ عَنْ َلك ا تَأمُرُونَ بالْمَعْرُوِ ولا 
َنْهَوْنَ عن المُنكر» ولا َجَاحِدُونَ ني الله وَنَظهَر فيكم السكْرَّئَانا. يعنى يعني 
يتحول الناس ويكونون في أمورهم على غير بينة من ربهم. ما معنى هذا؟ 
معنى ذلك : أنهم ستتسلط عليهم الأهواء؛ وتتسلط عليهم الآراءء وهذا مثل 
ما ظهر من أنواع البدع والفرق» فهي كلها من الأهواء والآراء والعياذ بالل 
ويتسلط عليهم حب الدنيا فإذا أحبوها لم يرفعوا بأمر الله ك رأساء ولم 
يخافوا الله 5ء بل خافوا الناس في الله ولم يخافوا الله ك في الناس؛ 
ولأجل هذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء وأشد من ذلك أن 
يروا المعروف منكراً والمنکر معروفاً وهذا أشد ما يكون في أزمنة الغربة. 
وأيضاً فإنهم يتركون الجهاد في الله ؛ وذلك لأجل حب الدنياء وقد 
قال گا : ١‏ إذا تبایعتم ِالْعِيئَةٍ رخذ َدْنَابَ ابقر وَرَضِيتَمْ بالرْرْع ؛ 


= وفيه: «لم بذك عِنْدنا من أَنْرَ رة صِيَام ولا صَلاق َنم أَخْرَكَ عِنْدَنَا بِسَخَاءِ 
الأنفْس» وَسَلَامَةٍ الصُدورِء رالتضح ؤم 


۰ 


وَترَكْتُمْ الْجهَاد سَلّط الله عَلَْكُمْ دلا لا عه حََّى تَرْجِعُوا إِلَى وِييكُمٰ؛''ء 
ما هو هذا الذل؟ حب الدنيا وكراهية الموت» حب الدنيا وكراهة لقاء 
الله ك هو غاية الذل» يذل لمن؟ الجواب: يذل للدنياء فن دن للدنيا لم 
يأمر بالمعروف» ولم ينه عن المنكر» ولم يجاهد في الله ؛ لان غايته الدنياء 
فرضاء الخلق عنده مقدم على رضاء الله» والإتيان بمصالحه الدنيوية مقدم 
على الإتيان بمصالح الشرع وأوامر الشرعء وهذا لا شك أنه زمان غربة 
إذا وَحِدَتْ هذه الأمور وانتشرت وظهرت فهو زمان غربة» والمتمسك في 
ذلك الوقت له أجر خمسين؛ كما ذكر فی آخر هذا الحديث. وَتَظهَر فيكم 
السّكْرَئَانِ: سَكْرَةٌ الْجَهْل» وَسَكْرَةُ حب الْعَيْشٍ . 

ونحن نرى في هذا الزمان وما قبله بأزمان أن سكرة الجهل وسكرة حب 
العيش على أشدهاء فالجهل في ازدياد» ومع أن القراء كثروا لكن الجهل 
بما آنزل الله 5 على رسوله يزيد» كثر القراء وظهر القلم؛ كما جاء في 
بعض أحاديث أشراط الساعة أن من أشراطها : 

أن يظهر القلم'''ء فيتناوله الجميع ء يصبح الجميع یکتبون ويقرَّؤُون» 
ويكونوا من أهل الكتابة التي كانت فيمن قبلهم قليلة» فظهر القلم لکن 


)١(‏ أخرجه أبو داود (1477)» والطبراني في مسند الشاميين (۳۲۹/۳)ء والبيهقي في 
الكبرى (٥/٣۳۱)ء‏ وأبو نعيم في الحلية )۲۰۹/٥(‏ من حديث ابن عمر وها . 

(؟) كما في الحديث الذي أخرجه أحمد (۳۹/ ۵۱۹)ء وابن أ بي عاصم في الأحاد والمثاني 
)۲۸۰٢/۳(‏ عَنْ عَمْرو بن تَعْلِبَء قال : «قَالَ رَسُول الله ول : إن مِنْ شراط السَاعَةِء 
أن يفيض الْمَالُ ویک وَيَظهَرَ الْقَلْم وَتفشو التَحَارَة . 206 قوله : «وَيَظهَرَ الْقَلْم؛ . 
قال ابن عبد البر فيما نقله القرطبي في (التذكرة. ص۷۲۳): أراد ظهور الكتاب وكثرة 
الکتاب . 


شرح فضل الإسلام 











معه قلة العلم وفشو الجهل . 

وهذا يبين لك أن العلم النافع - أن يكون المرء على بينة من أمر ريه - فإنه 
في هذا الزمان بل في الأزمنة المتأخرة هذه أصبح عزيزاً؛ ولهذا لو نظر كل 
واحد منا في أحواله وأموره هل يسير فيها على بينة من ربه أم يسير في كثير 
منها على غير بينة؟ 

الجواب: أنه وإن كنا طلاب علم في الجملة لكننا فى كثير من الأحيان 
نسير على غير بينة» وكلما ازداد علم المرء كان فی أموره وتصرفاته يسير 
على بينة وعلى علم؛ فلا يتحرك إلا بعلم» ولا ينظر إلا بعلم» ولا يتكلم 
إلا بعلم» وهكذاء وهذا هو تمام البينة» وهذا هو الذي كان فى عهد 
الصحابة ون . ٰ 

إذاً نخلص من هذا إلى أن الزمن الذي تكون فيه الغربة هو الزمن الذي 
تنتشر فيه وتظهر فيه هذه الأوصاف الخمسة المضادة لما كان عليه صحابة 
رسول الله کی : ۱ 

الأول: أن يكون الناس على غير بينة من ربهم فی أمورهم . 

الثالث : إلا يتناهوا عن المنكر . 

الخامس: أن تظهر فيهم السکرتان : سكرة الجهل» وسكرة حب العيش 

فإذا كان الزمان زمان غربة فاستمسك ہما كان عليه صحابة رسول 
الله ئة في أن تكون على بينة من ربك» وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن 


شرح فضل الإسلام 
ریئش = 

المنكرء وتدعو إلى الله كث بما توجبه الشريعة وعلى ما توجبه الشريعة 
وعلى نهج الصحابة نان » وأن تجاهد في الله على ما أمر الله وق بەء وأن 
تجتهد في أن ترفع عن نفسك سكرة الجهل وسكرة حب العيش . إذا تم هذا 
فتأمل لفظ السكرة والتشابه بينه وبين السكر الذي يكون بالخمر» ولا شك 
أن الذي يسكر بالخمر - والعياذ بالله - هو في غفلة أعظم غفلة» بل إذا 
سكر وصار يهذي لا يعي من حوله» فإذا أمروه فهو لن يعي شيئاً» كذلك 
الجاهل ء وكذلك الذي يحب العيش فيه سكرتان مشابهتان لسكرة صاحب 
الخمرء وقد قال الشاء ”“: 


سَکرانُ شکر هوی وَسْكْرُ مَدَامَةِ ‏ فِمّتی يُفِيِقُ فی به سُکران 


كذلك. نقول: سكر جهل» وسُکر حب العيش إذا اجتمعا فمتى يفيق 
صا حبهما؟ متى يفيق؟ ومتی ينتبه لأمره؟ إلا أن يلطف الله ك به. 


نو میں تید لٹ 3< سكل 


)١(‏ من كلام أبي محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب الكلبي الحمصي 
السلماني الشيعي› المعروف بديك الجن . 
انظر : تاریخ دمشق (٦۲۰۸/۳)ء‏ وانظر ترجمته في سیر اعلام النبلاء .)1517/11١(‏ 


سرت 
007 ہت 
چس دجن ارو یی 


CONT‏ ۳۱۹۰ جح ہے ب۱ .رات ا3ری 











۳ 


وله بِإسْنَادِهٍ عَنْ الْمُمَافِرِيٌ قال: قال ر شول الله كلا : رطوتّی 
للغرَيَاءِء الذِينَ يُمْسِكونَ بڪتاب الله حِينَ يْتَْرَكُء وَيَعْمَلونَ 
با 7 نة < ب كملق 2320 , 


" فی هذا الحديث وصف النبي و الغرباء بقوله : «ظوتى لِلَمبَاءٍء الَيِينَ 
دم نَ باب الله جين يرك وَيَعَمَلُونَ بالسُنَةِ ین نظف وقد جاء 
وصفهم في عدة أحاديث منها : 

ل ول : أن لضا ناس الود للف اس شو كدر ا من يتعصيهم 


یں 


الثالث: أن الغرباء «الَذِينَ يُصْلِحُونَ إدا فَسَدَ التَّامنُ» . 

الرايع : أن الغرباء «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ ماأفْسَدَ النَّاسُ» من سنة النبي گا . 

الخامس : : أن الغرباء «الَّذِينَ يمْسِكُونَ كاب الله جين بنرك وَيَعْمَلُونَ 

سن جين تُظفَاً . 

وإذا امات وجدت أن کل هذه الأوصاف من التنويع ولیس بينها 
تضارب» فالذين يَصْلحَون إذا فسد الناس ؛ يضلحون ما أفسد الناس من 


ہاب 


.)١77ص( انظر البدع لابن وضاح‎ )١( 





٤ 








السنةء كذلك هم النزاع من القبائلء وهم الذين یمسکون بالكتاب حين 
يترك» ويعملون بالسنة حين تطفاً» وهم أناس صالحون قليل في اناس سوء 
كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» فإِذًا الروايات في تفسير الغرباء لیس 
بينها اختلاف تضاد» وإنما هو اختلاف تنوع» وصفوا بوصف وفي حديث 
آخر وصفوا بوصف آخر. 


ھی یھو چن 


بت 
7 


رقت 
حجں ا سے اچ ی 
ہے و ودرو یی 


۳"1 


بَابُ التَخذٍير مِنَ الْبَدَع 





هذا الباب هو الباب الأخير من كتاب فضل الإسلام إلا وهو باب التحذير 
من البدع ؛ والتحذیر من البدع جاء فی عدة آیات ء وجاء في أحاديث كثيرة› 
فمتها في القرآن العظيم قول الله 56 : اتشاي ادعو ما كينها عه ل 


أبيْعَاءَ رون اله هما رَعَوْعَا حي رَعَایتہا ک4 (الحدید ۱۰ء وهذا مضمن ذم البدع » 


سے سر رھ 


عاد لزنا را شر از رفوا ور 1ی بم وکانوا شيعا 
گے وم ۔ 1 


لست منم في سىء نما هم ل الو ہم م یم يَأ کانوا بمعلونں ؟ © 4 باه ]0 
یس جس هذه الآية في أهل الأهواء والبدع. 


والبدع الكلام عليها یتضمن مسائل: 
المسألة الأولى: معنی البدعة. وذلك بإيضاح صورة البدعة من غير أن 


)١(‏ أخرج الطبراني في الأوسط (۱/ ۲۰۷) قال: (حَدَتََا أَحْمَدُ قَالَ: نا معلل قَالَ: نا مُوسَى 
بن أعيَنَ» عَنْ سْفيَانَ امور عَنٍ ان اوس عَنْ ايو عَنْ أبي هُرَيْرَة عَنِ ال كله 
َال : د ال أدبم وكا یکا نت ينع فى كىي كال :هُمْ أَهْلُ الدع وَالْأْوَاء 
مِنْ مَدْو الاک . لم رو هَذَا الْحَدِيتٌ عَنْ سيان إلا مُوسَىء مرد به : معلل » قال الهيئمي 
في مجمع الزوائد (۲۳/۷): (ورجاله رجال الصحیح غير معلل بن نفيل وهو ثقة). 
كما أخرج الطبراني نحوه في الصغير (۳۳۸/۱)ء والبيهقي في شعب الإيمان )٥٤٥٤ /٥(‏ 
من حدیث عمر بن الخطاب لب وفيه : الهُمْ أُصِحْابٌ الْبدّع وَأَضْحَاب الْأَهْواء ليس 
لهم توء أنَا مهم بَرِيءٌ وَهُمْ مني براغ قال الطبراني : (لم يروه عن شعبة إلا بقية» تفرد 
به بن مصفى وهو حديثه)» قال الهيثمي في مجمع الزوائد (۷/ 17): (إسناده جيد) . 
وانظر : تفسير الطيري (8/ 21١6‏ ١٠۱)ء‏ وتفسير ابن كثير (۲/ ۱۹۷). 





رف 
جں ا سے فی 
نس اج ) زو یی 


شرح فضل الإسلام 

“۳ 
يحتاج إلى شيء من التفصيل والترتیب . 

والمسألة الثالثة : حكم البدع وأقسامها. 

والمسألة الرابعة : هي اختلاف العلماء في البدع هل فيها حسن أم لا؟ 
وبيان الصواب من ذلك والأدلة عليه . 

والمسألة الخامسة : هي حکم المبتدع› وهل كل من عمل بدعة يعد 

المسألة السادسة والأخيرة : الفرق بين الخطأ في مخالفة السنة وبين 
البدعة . 

أما المسألة الأولى: فهي تعريف البدعة» والبدعة مقولة من مادة 
الابتداع : ابتدع ابتداعاًء إذا هو مصدرء والاشتقاق - كما هو معلوم - من 
المصدر وهذه المادة فيها معنى الاختراع» يعني » ي : الاختراع على غير 
مثال سابق ؛ كما قال ابن عباس ون : ١كُنْتٌ‏ لا أرَى : ما فَاطر السَمَاوَاتِ 
وَالْأَرْضٍ حَتّی أنَانِي أعْرَابانِ يَخْمَصِمَانِ في بر كمال أَحَدُهُمَا : آنا فَطِرتھا 
قال : اتَدَأتهَاف یعنی يعني : : ابتدعت حفرهاء ولم يكن المحل محل حفر » قال: 
سابق يحتذي» فإذا البدعة فی اللغة هى : الشيء المخترعء الشيء الجديد 
المحدث . 


؛)۱٥/۷( أخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره (۱۰/ ۳۱۷۰)ء والطبري في تفسيره‎ )١( 
.)۷۸/۱۸( والبيهقي فی شعب الإيمان (۸/۲٥۲)ء وابن عبد البر في التمهيد‎ 


شرح فضل الإسلام 


أما في الشرع : فقد اختلفت تعاريف العلماء في البدعة : 


فعرفها الشاطبي كان بقوله : (طريقة في الدينِ مُخْتَرَعَة ؛ تضَاهِي الشرعِيةً 
يُفْصَد بالسُلُوكِ عَلَيْهَا الْمُبَالَعَُ في اَعَد لله سُبْکَانَة)''' . 


وقال بعضهم : إن البدعة هي ما لم يكن عليه رسول الله ية من العبادات» 
نكل عبادة لم يكن عليها رسول الله َك فهي بدعة؛ كما ذكر الإمام کا في 
هذا الباب لحذيفة ويه أنه قال: ١كُل‏ باو لم يندم أَضْحَابٌ رَسُولِ 
الله گلا لا عدوا إن الأول تم يَدَمْ لخر مال 

وقال بعضهم : إن البدعة هي كل أمر مخترع - يعني في الشرع- لیس له 
أصل من الكتاب ولا السنة . 

المسألة الثانية : وهي التعريف المختار للبدعة» فهذه التعاريف السابق 
ذكرها مختلفة اختلافاً واضحاً» والذي أختاره منها هو تعريف الشاطبي 5غ 
لکن نزيد عليه قيدأء إلا وهو أن نقول. : (إن الْبَدعَةَ هي طریقَة في الین 
مُخْتَرَعَةء يُفْصَدُ بِمُلَارّمتِهَا التَعبْدُ لله ود عَلی وَجْدِ يُضَاهِى بو الْشَريعَةً)ء وقيد 
الملازمة هذا قيد مهم لما سیأتي بيانه في آخر الكلام. ۰ 

فقوله : (إِن الْبَدْعَةَ هى طَرِيقَةٌ في الین مُحْتَرَعَةٌ) طريقة : هي السبيل والسنة 
لأمرماء وقوله: (فِي الدّين) أخرج ما لم يكن من الدين؛ كالمباحات» 
والصناعات» وغيرها مما ليس من الدين حدثاً » وكذلك المحدثات من أنواع 
المعاصي التي يفعلها وفعلها العباد وهم لايقصدون بها التعبد لله 5ء 
مثل : ما أحدث من شرب الخمور على شكل منتشرء يعني : لا على شكل 


شرح فضل الإسلام 

۳A 
خفی › وأحدث القتال بين المؤمنین وسفك بعضهم دم بعض › وأنواع ذلكء‎ 
وهذه كلها محدثات وبدع لم يكن عليها عهد النبي وولا صحابته » لكنها لم‎ 
. يقصد بإحداثها التعبد لله ك فهى محدثات ولكنها ليست بدعاً‎ 

وهذه الأشياء التى ذكرت بعضها داخل فی قول النبی لا : افَمَنْ أَحدّتٌ 
حَدَنَّاء أو آوَى مُحدئاء فَعَلَيْه لَعْنَة الله وَالْمَلاَئْكَةٍ وَالنّاس أَجْمَعِينَ» لا بقل 
مِنْهَ عَدَّلٌ ولا صرف“ مَنْ أَحْدَتٌ حَدَنا › أَوْآوَى مثا ) يدخل فيه هذه 
المعاصى» مثل : شرب الخمرء والزناء والقتل ء ونحو ذلك إذاً لابد من 
قيد التعبد لله كبن . 

ثم ذكرنا أنه لابد من قيد الملازمة» يقصد به الملازمة عليهاء يعني : أنها 
طريقه يلتزمها أصحابها لا يفعلونها مرة ويتركونهاء فإنهم لو فعلوها مرة 

القيد الأخير فى التعريف: أن تضاهى بها الطريقة الشرعية» وهذا 
ملازم لجميع أنواع البدعء فإن محدثيها يضاهون بها الطريقة الشرعیة 
والسنة النبویةء وما أنزل الله ةق على رسوله علا . 

إذاً هذا التعريف هو المختارء وهذا شرحهء ويتبين بذلك أن مقتضى هذا 
التعريف أن البدع كلها مذمومة» فلا يدخل فيه ما يسمى بدعة في اللغة ولیس 
ببدعةٍ في الشرع» فقول عمر َيه لما رآهم اجتمعوا على صلاة الترويح 
جماعةً ولم يكونوا يفعلونها في عهده» قال: اِْعْمَ الِْدْعَةٌ مَذْوا'" وفي 


.)١١9ص( سبق تخريجه‎ )١( 
(؟) سبق تخريجه (ص۹۹).‎ 


۹ 


ر2 ہ۔ 


روایة : انِعْمَتٍ الْبِدْعَةَ مَلٔوا''' يعني : هذه البدعة اللغویة؛ لأن هذا عُمِل 
على غير مثالٍ سابق في عهده طا » وليست بدعة في الشرع؛ لأن النبي ييا 
صلی بهم ليالي من رمضان› واجتمع الناس معه؛ كما روى ذلك أصحاب 
السننء فسماها بدعة باعتبار اللغة؛ لأنها في عهده بدعة» يعني : لم يكن 
لها مثال سابق في عهد عمرء فتعلقت باللغة أولاء ثم بالمتكلم ثانيا . 
فعمر يه يقصد بها المعنى اللغوي وليس المعنى الشرعي المذموم؛ 
وذلك لأنه بالإجماع أن البدع التي يُعاقب أصحابها مذمومة» وعمر ضيب 
امتدحهم بقوله : عم الْبِدْعَةُ مَذو) فدل على عدم دخولها فيما یذم . 
فإِذًا عمر وليه أراد بالبدعة هاهنا البدعة اللغوية» يعني: عملتم هذا 
الشيء ولم يعمل فيما سبقء صحيح أنه كان في عهد النبي ٤ي‏ آنه قام بهم في 
العشرة الأخيرة من رمضان أربع ليالٍ» ثم ترك ذلك خشية أن يفرض عليهم› 
لکن قوله : عم البذعَة هَذِواء يعني في زمانه وزمن أبى بكر ضيه . 
أيضاً يُلاحظ أنه لا وجه لتحسين بدعة مع هذا التعريف» بخلاف من 
عرف البدعة بقوله : إنها كل ما لم يكن عليه رسوله 25. فهذا يدخل فيه ما 
ابتدع وكان بدعة لغوية» أو كان بدعة شرعية» وسيأتينا بيان هذاء وسبب 
اختلاف العلماء في تقسيم البدعء وهل منها شيء حسن أم لا؟ 
المسألة الثالثة: هي حكم البدعء والبدع ليست على مرتبة واحدة. 
البدع مختلفة المراتب» فبعض البدع أشر من بعض» ومنها ما هو مکفر 
- بدعة مكفرة - ومنها ما لیس بمكفر» ومنها ما هو كبيرة من الذنوب ومنها 


)١(‏ أخرجه مالك في الموطأ (٢٥۲)ء‏ والبيهقي في الصغرى »)٤۸١/١(‏ وفي شعب 
الإيمان (۳/ ۱۷۷)ء وأبو نعيم في الحلية (۹/ .)١١7‏ 


شرح فضل الإسلام 

۷۰ 
ما ليس بكبيرة» لکن جنس البدع أعظم من الكبائر؛ كما سبق بيانه من أن 
جنس البدع أعظم من الكبائر لکن ليس كل بدعة أعظم من كل كبيرة. 

والبدع تارة تكون في الاعتقاد» يعني : ابتدع اعتقاداً لم يكن عليه 
النبي يك وصحابته ور » وتارة تكون في السلوك يعني : ابتدع سلوكاً لم يكن 
عليه النبي للا ولا صحابته وإ » وتارة تكون فی العبادة يعني : ابتدعت 
عبادات لم يكن عليها النبي گلا ولا صحابته وچ . 

إذأ البدع إما أن تكون في الاعتقاد يعني في العلم » وإما أن تكون في هيئة 
العبادة» وإما أن تكون في حال المتعبد» فهي ثلاثة أنواع : 

النوع الأول : أما الاعتقادات فالبدع فيها أنواع» وكثير منها مكفرء مثل 
الابتداع في جعل توحيد الربوبية هو الغاية من تكليف الناس» وأن الناس إذا 
شهدوا توحيد الربوبية وأن الله كك هو المتصرف في ملكوته وحدہ دونما 
سواه أن هذا هو الغاية» وهو الذي من أجله بُعثت الرسل؛ كما قال 
السنوسي '' في عقيدته - وهو من الأشاعرة - يقول في معنی الإله : الإله هو 
المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه. فمعنى لا إله إلا الله: 
لا مستغنیاً عما سواه ولا مفتقراً إليه کل ما عداه إلا اللەء هذا نوع ابتداعء بل 
ابتداع عظيم وخيم جرهم إليه تقليد اليونان» فإن الدين الحق الذي شهد له 
القرآن العظيم والسنة أن الإله هو المعبودء قال ي : «إأجعل اكيم إل 
دا (ص: ه] أي : المعبودات» أجعلها معبوداً واحداً؟ وليس هو الإله 
المستغنى عما سواہ المفتقر إليه كل ما عداه» فإن هذا هو الرب» والمشركون 
لم يكونوا يجادلون في الربوبية» إنما جادلوا في الألوهية الحقة لله 8ء فإذًا 


)1( راجع : (ص۹٥۱].‏ 


شرح فضل الإسلام 
۳۷1 

هذا نوع من أنواع الابتداع . كذلك السبل الكلامية المختلفة هذا نوع من 
أنواع الابتداع» والطرق الموصلة إلى الحق طرق شرعية واضحة» إلا أنه 
ابتدعت طرق من جنس علم المنطق وعلم الكلام ظن أصحابها أنها موصلة 
إلى الحق» لكنها طرق باطلة قليل الصواب منهاء وعندنا في الشرع الدلالة 
عليه بأوضح دلالة» وهي إن كانت مفيدة في مسائل - يعني : علم المنطق 
مفيد وعلم الكلام مفيد - لكنها ليست بمفيدة في الشرعء إنما في أشياء 
أخرء كذلك أنواع الابتداع في القدر وفي الإيمان ونحو ذلك» هذه كلها بدع 
فی العلم» فبعضها مكفر وبعضها غير مكفر» فليس إطلاق أن هذا الشيء 
بدعة يعني عدم تكفير من قام به» فقد يكفر وقد لا يكفر» فالبدعة ليست 
عاصمة من الکفر ؛ كما يظن بعضهم أن البدعة أقل درجة من الكفر» بل البدع 
منها ما هو مكفر مخرج من الملة والعياذ بالله. 

النوع الثاني : بدع في هيئات العبادات› مثل : ما جاء في حديث ابن 
مسعود وأبى موسى الأشعري وو في القوم الذين اجتمعوا على التسبيح 
على هيئة لم تكن معروفة في عهد النبي بيا" ولا في عهد الخلفاء 
الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وؤ » لم تكن معروفة على هذه الصفة 
فأحدثها ھؤلاء وهذا في الهيئة. 

النوع الثالث: بدع في حال المتعبد» يعني : أصل العبادة يكون مشروعاً 
لکن تكون هيئتها غير مشروعة» مثل : التسبیحء التسبيح أصلاً مشروع لکن 
الاجتماع عليه على هذا النحو غير مشروع» هذا بدعة في الهيئة. كذلك 
الدعاء مشروع ومأمور بەء فإن كان على هيئة ليست سنية صار بدعة» وهذا 


)١(‏ أخرجه الدارمي (٢۲۰)ء‏ وسيأتي (ص۳۷۸). 


شرح فضل الإسلام 
Y1‏ = 
إذا التزمه صاحبه» وهكذا حال من ألزموا نفسهم بأنواع الخلوات» وأنواع 
المسير والرياضات» والمقامات» والأحوال» مما هو شائع في الصوفية . 
وهناك تقسيم آخر للبدع؛ إلا وهو أن البدع: إما أن تكون كبيرة من 
الكبائر قد تصل إلى الكفرء وإما أن تكون صغيره من الصغائر» يعني : مما 
يُغفر لصحابها إذا زاحم عمله هذا عمل صالح يُكمر عنه به» لکن لیس معنى 
ذلك أنها تشترك مع صغائر الذنوب التي تكفرها الصلاة إلى الصلاة 
ورمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة» بل البدعة شرها أعظم وإن 
كانت صغيرة من حيث تقسيم الذنب» فهي وإن كانت صغيرة لکن شرها 
أعظم من صغائر في الذنوب» قال الإمام مالك كث : امن ابع في السلا 
بذع يَرَاهَا حَسَئَة وَعَمَ م أن مُحَمَدًا لل ان الرسَالَةَ: لان الله يَقُولُ: 
ای مث لک دنک کہ الماس: ۱۳ء فما لم يكن يَوْمَعِذٍ دِيئّاء كلا کون 
لوم وا لہ؟ 
الجواب: لأن المبتدع يفعل هذه الأفعال وهو يعتقد أنها من الدين› 
والله 8 يقول: الوم اش کم دیک [الماشدة: ۳ء فهل الكامل يحتاج 
إلى زيادة؟ الجواب: لاء وكلام الإمام مالك ماس ناش إذا 
بین ذلك فالبدع كلها ملمومة؛ كما قال النبي ول قان گل مُحْد مخدثة بعَة 
وکل بذع صَللة. . .» ما 
الشيخ ك وهذا يعني أن هذه كلية لا يخرج عنها شيء» فكل بدعه يصدق 
عليها أنها ضلالة» فما هي هذه البدع؟ الجواب: هي البدع التي عرفناهاء 


.)٦۹/۱( وانظر الاعتصام للشاطبي‎ ء)۲۲٢‎ /٦( أخرجه ابن حزم في الإحكام‎ )١( 


شرح فضل الإسلام 
۷۳ 


يعني : البدعة التي هي طريقة في الدين مخترعة يقصد بالملازمة عليها 
والمبالغة في التعبد لله 8 بها وجه تضاهي به الشريعة» هذا هو المراد. 

بعض أهل العلم لم يفهم هذا وقال: إن البدع منها ما هو حسن ومنها ما 
هو قبيح» كيف؟ قالوا: البدعة هي كل ما لم يكن على عهد الني إل 
فيدخل في ذلك من مثل جمع القرآن» فإن القرآن في عهد النبي گل لم جمع 
في كتاب فجمع » فهذا من جنس البدع يقولون» لکن هذه بدعة واجبة يجب 
على الأمة أن تسعى في ذلك . 

ويقولون: هناك بدع مستحبة» وهناك بدع مباحةء وهناك بدع مكروهة. 
وهناك بدع محرمة. والجواب: أن هذا الذي قالوه فيه مناقضة لقول 
النبي كلا : ئن كل دْعَةٍ ضَلالَةء فهذه كلية» فيجب أن يُفْهِم منها أن قوله : 
گل بِذْعَةْ) أنها البدعة في الشرعء وهذه الأشياء التي مثلوا أنها واجبة أو 
أنها مباحة أو نها مستحبة لا تدخل في البدع الشرعية حتى تكون داخلة في 
قوله : (فَإِنَ كَل بذْعَةٍ ضَلالَة»» فإنه لايتصور أن جمع القرآن يدخل في قوله : 
فان كُلَّ بذْعَةٍ ضلالة), ولايدخل في ذلك الردود والتصانيف التي صنفها 
العلماء لحفظ السنة ودحض البدعة» وتصنيف الكتب لم يكن في عهد 
النبي بيا إلا أنه قد يكون مستحباً وقد يكون واجباً بحسب الحاجة. 

إذا تبين ذلك فإن قوله: «فَإِنَ كل بدْعَةٍ صُلالقہء المراد هنا البدعة في 
اصطلاح الشرع» ولیست البدعة في اللغة. 

وتعريف البدعة بأنها : «كل ما أحدث بعد رسول الله ية . .٠٠٢‏ هذا 
التعریف قال أصحابه : البدعة منها ما یکون بدعة حسنة. ْ 


وهذا هو الذي مال إليه بل ودصره » وبل أبتذدعه العز بن عبد السلام 


۳۷٤ 


المعروف» وأوقع الأمة في بلاء تحسين البدع بعد أن قال هذا في كتابه 
(القواعد الکبري)''ء وتبعه عليه تلميذه القرافي» وانتصر له في كتابه 
(الفروق)''' المشهورة له» وقد رد عليهما الشاطبي ان في کتاب 
(الاعتصام)” ". وكذلك شيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيميه کل وابن 


القيم كه وجماعات من أهل العلمء ولكن تبع العز ابن عبد السلام على 
تعريفه وتقسيمه جماعات» فلا تكاد تجد أحداً ممن شرح الحديث بعد العز 


.)۳۳۹ - ۳۳۷ /۲( انظر القواعد الكبرى لعز الدين بن عبد السلام‎ )١( 
.)۴۰۹ - ۳٣٢٣ انظر: الفروق للقرافی (ص‎ )۲( 
: انظر : الاعتصام (۱۸۸/۱ - ۱۹۳)ء قال كأئه: (وَمِمَا يُورَدُ في هذا الْمَوْضِع‎ (۳) 
ان الْعْلَمَاءَ قَسَّمُوا موا الْبدَعَ بأقْسَام أخكام الشَریعَة الْحَمْسَ3َ وَل يَعْدُوَمًا قسمًا وَاحِدًا‎ 


مَذْمُومَاء كَجَعَلُوا مِنْهَا ما هو وَاجِبٌ وَمَنْدُوبٌ وما خ ومكروة وَمَحرم. 

وَيَسَطَ ذَلِكَ الْقَرَافْئُ , شا شاف وأضل ما ا به مِنْ ذَّلِكَ شَيْحْهُ عر الڈین بن 

عبد السام وها أن آي ہو على نَصو. . َال : ' ... وَالْجَوَابُ: نَا اليم 

اترم ايد علي ليل شَرْعِي ؛ > بل هو له نفسه مُتَدَافع: لان مِنْ حَقِيقَةِ الْدْعَةَ أَنْ لا 
ل عَلَيْهَا ليل شريد لا مِنْ نُصُوص الشُرْعء ولا مِنْ فُوَاعِیو. 


اس کے ت 


گان مارد مَا يدل ِن الشَّرْع عَلَى وُجُوب أو ذب أو إِبَاحَةِ: لما گان تم بذْعَةٌ 
وَلَكَانَ الْعَمَلُدَاجَِلا فى موم اعمال الْمَأمُورِبها أو امير يها ا نع ن اكز 
تَلْكَ الْأَسَْاء ءِ بدَعَا ٠‏ وَبيْنَ ون الْأَدِلَةِ دل عَلّى رُجُوبها أ نبا أَوْإِبَاحَيهًا جنع جمع بين 


لل و 
0 


(i 


اا 


2 الْمكرُوة نها الحرم مسلُمْمِنْ هة گنه بذعا لا مِنْ جهَةِ أَخرّی: إِذْ َو دَلّ 
دلیل عَلَى مع مر أو كَرَامَيه: لم بث يبت بِذَلِكَ وه بدعَة لإمْكَانٍ أن يكن مَحْصِيَةز كالمل 
َلك ورب الکٹر وها لا بذعة بعص فيا يك اشيم أل » إلا الْكَرَاجِية هة 
وَالتّحْرِيمَ حَسْبَمَا يُذْكَرُ في بَابه . 

ما ذَكَرَ اْقَرَانيُ عن الْأَصْحَابٍ مِنٗ الِاثّقَاقٍ عَلَى إِنْکارِ الدع صَحِبحٌ» وَمَا قَسمَهُ فيا 
عير صجحیح). |. ھ. يتصرف . 


شرح فضل الإسلام 
Yo‏ 
ابن عبد السلام إلا وقد وقع فيما ذكره. وهذا ولا شك وقعت الأمة من 

جرائه في وبال. 
وقد جاء عن النبي ياء في البدع ما يحذر منها بأبلغ تحذير» فكيف 
تدخلون أمثال هذه فيها؟ والنبي ية لم يفصل ولم يبين أن بدعة دون بدعة 
لها حكم. بل قال : إن كَل بِدْعَةٍ ضَلالَة؛؛ وهذا كله يعنى أنها عامة 
ف اكُل» من ألفاظ العموم كما هو مقرر عند الأصوليين» إذا جعل من البدع 
منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب ومنها ما هو مباح؛ هذا باطل 
الأمر الأول : هو أنهم جعلوا البدعة اللغوية هي المرادة» أو جعلوا البدع 
تضم ما كان بدعاً في اللغة» ولم يجعلوا للبدع تعريفاً شرعياً جامعاً مانعاً. 
فقولهم في تعريف البدع : هي كل ما لم يكن علي عهد النبي يكو هذا يعني 
البدعة اللغوية» فكل ما أحدث بعد النبى ية يجعلونه بدعةء ويدخل فی 
هذا - مثل ما مثل به الشاطبي وغيره -: المناخل» وأنواع الأطعمة» وأنواع 
الأكيسة» وأنواع البيوت» والمراكب» إلى آخره» كلها داخلةء لكنها ليست 
مرادق فالنبي گا تھی عن البدع أ شد النهى ودم أصحابها . بل وجعلهم 
لا يردون عليه حوضه» وهذا لاشك أنه لا یدخل فيه البدع التي هي بدع في 
الأمر الثاني : العلاقة بین البدع والتبديع» اعلم أن لا ملازمة بين کون 
الرجل یأتی بالبدعة وكونه مبتدعاً» فإنه قد يعمل ببدعة ولا يُطلق عليه لفظ 
المبتدع ؛ لأن هذه الثنائية لا تلازم بينها , فإن لا تلازم بين البدعة والتبدیعء 
ولا تلازم بين الكفر والتکفیر ولا تلازم وبين الفسق والتعسيق» فقد يعمل 


شرح فضل الإسلام 

ak | ۷۹‏ 
الرجل بالفسق ولا يسمي فاسقاًء وقد يعمل بالبدعة ولا يسمي مبتدعاًء وقد 
يعمل بالكفر ولا يطلق عليه أنه کافر؛ وذلك لآن من شرط هذه الأسماء أن 
تقام الحجة علي من قام به أحد تلك الأعمال. 

٭ إذا قامت الحجة علي من عمل ببدعة» وصدف عنھاء ولم يتبع الحجة 
التي قال بها أهل العلمء وأعلمه إياها أهل العلمء فإنه يصبح مبتدعا . 

# كذلك الفسق لا يلزم لكون الرجل يعمل كبيرة أن يكون فاسقاً. 
الفاسق هو من يعمل الكبيرة» أما الصغائر فلا يسمي فاعلها فاسقا. 
ولا يسمي فاسقاً حتى تقام عليه الحجة» وبين له ثم لا يأبه لذلك. 

٭ كذلك الكفر قد يقوم الكفر بأحد. يعني : يعمل عملاً شركياً » أو عملاً 
کفریأء لکن لا نسميه مشركاً أو كافراً حتى تقوم عليه الحجة. 

وهذه قاعدة مهمة بينها الأئمة في غير ما موضع» لکن كيف تقام الحجة؟ 
هذا له بحث آخر . ) 

لما ذكرنا تعريف البدعة ذكرنا لفظ الملازمة وزدناه علي تعريف الشاطبي 
وهذا مهم قد نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره» وذلك لأن من عمل 
عملا لم يلتزمه فإنه يكون عمل عملاً علي خلاف السنةء ولكن لم يلتزمه 
ولم يجعله طريقة تُطرَق وبع وتّسْلَكُء وإنما فعله مرة أو مرتين» فإنه يعد 
مخالفاً للسنة في هذا العمل ويقال أخطأ فلان في كذا وكذاء ونحو ذلك» 
أما إذا لازمه فيكون بملازمته لهذا العمل أو العمل الملازم عليه ليضاهي به 
المشروع يكون بدعة» فليس كل مخالفة للسنة تعد بدعة» فمن أخطأ خالف 
السنةء لکن لا يعد مبتدعا إلا إذا لزمه» وكذلك يكون عمله خلاف للسنة 
لکن لا يعد مبتدعا . 


شرح فضل الإسلام 
YY‏ 

عن العِرْبَاضٍ يِن عَارِيَة قَالَ: وَعَطَنَارَسُولٌ الله ا وما مَوْعِطَةَ 
بَليعَةَ دَرَفَتُ مِنْهَااليُونُه وَوَحِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ فَلَنَا: : يَارَسُول الله 
ڪائهَا مَؤْعِظَهُ مُوَدَعَ فَأَوْصِنَاء قال: أُوْصِيكُمْ بِتَقَوَى الله 
وَالشُمُع والطاعةء وَِنَْأَمّرَ عَائِكُمْ عبد وَإِنهُ مَنْ يوش مِنْكُمْ 
قَمَيَرَى اختلافا كَبِيرَه فَعَلَيْكُمْ بِسْنْتِي وَسْنَةِ الخَلفَاءِالرَشِدِينَ 
المَهِدِيِينَ َء عَضُوا عَلَيهَا بالنَاحنِ: راڪم و و مُحْدناتِ الأمُور فَإِنَّ 
ڪل بدعَة صلالة»» قال الذي : حَدِيتٌ خسن م صي 


سے ہمہ الم 


وَعَنْ حذَيْفَة قال: دحل عِبَادَة لا يَتَعَبََدَهَا ضحَابُ مَحَمَدِ 
َلَاتَعبَدُوهَا فَإنَ الذوَلَلَمْ یَدَغ لجر مَقَالَاه قاد موا الله يا مَعْشَرَ 
الَْذَاء وَحَذُوا بطريق مَنْ کان قيلكف. رَوَاهُ أبو داؤد' ٣‏ 
وَقَالَ الدَّارِمِيُ: خرن لحكم بن 1 مارك أَنبَآَنَا عَمرُو بُنٌ 
يَحيى» قال: : سَمکُٹت آبيء يُحَدَتُ عَنْ أبيه قال: : ركنا نجس 
عَلَى باب عبد اللّهِ ِن مَشفودِ بء قَبْل صلاة الْعَدَاقِ فَإِذَا حرج 
ميا معد إلى المَسْجِدِء فْجَاءَتا أبو مُوسَى الأشعهري وط ۾ فقَال: 
حرج إِلَيْكُمْ ابو عبد الرَّحْمَنِ من قَلنَاء لاہ بَمْكُ. هكلس مَعَنَا حَنَّى 
خرچ َلَمَا حرج فُمنًا إِلَيْهِ میا > فَعَال له أبو مُوسَى: یا 
با عبد الرَّحْمَنْء إني رَآَيْتُ قي الْمَسْحِدٍ آنقًا أمُرًا أنكرته ولم أو 
- وَالْحَمْكُ لله - إلا 2 خَيْرًا. قال: هَمَاهُوَ؟ فَقَال: إِنْ عشت هَسَتَرَاةُ. قال: 
ََيْتُ في الْمشجد قَوْمَا جِلَقًا خْلُوسَا يَنْتَظِرُونَ الصَلَاة في حُلّ 
)١(‏ سبق تخريجه (ص٦٦).‏ 


)٢(‏ أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص١3١)»‏ والمروزي في السنة (١/۳۰)؛‏ وابن 
أبي عاصم في السنة (۹۰/۱). 


YA 


لقو زجل وفيا يدِيهِمْ حَصَاء فَيَفُول: کبْروا مائةء فَيُكبّرُونَ 

7 فَيَشُول: هلوا مِائَةٌ فَيهَللُونَ مِانَة وَیَمُول: سَبْخوا مِانَّهَ 
يبون مائ قال قتا فلت هة؟ فان اقلت َيم مك یکا 
رَأيك أَوْ انتظار آمُرك. قَالَءأَقَلَا أَمَرْتَهُمْأآَنْ يَعْدَُوا سَيْنَاتهُمْ وَضَمِئْتَ 
هم ان لا ِضیع مِنْ حَسَنَاتهة كم قى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَلَّى اتی 
حَلْفَةَ مِن تلك الْحلَق: قوفت عليه ء فقال: مَا هذا الذي ركم 
تَصْنَعُون؟ قالوا: ا ابا عبد الرّحْمَنٍ ل خصًا تعد به اللكبيرَ 


خر 


وَالتَّهُلِيلَ وَالتٌشبیغ. قَال: فَخْدُوا سَیْنَاتکۂ قاتا ضَامِنٌ آنْ لايَضِيعَ 
مِنْ حَسَتَاتِكُم سَ٤‏ وَيْحَكُمْ يا امه مُحَمَّدِء مَا أَشْرَع هَأَكَنَكُم 
هَوْلَاءٍ صَحَابَةٌ نَبِيَّكُمْ كله مُتَوَافِرُونَ وَهَذِه ثِيَابُهُ لم تَبْلَ وَآنِيَتهُ 
لغ كس وَالَذِي تَقُسي بِيَدِه ڪھ لَعلَى مِلَّةِ هي أَهُدى من ِل 
محمد مُحَمَدِ له أ مُعْتَيِحُو باب صَلالَةٍ. قالوا: والله يَا أا عبد الد < من 
ما ردنَا إلا الخَيْرَ: قال وڪم مِنْ مُرِيدٍ ید لِلْخَيْرآَن يُصِيبَهُء إِنَّ رَسشُول 
الله ا حَدَتَنَا أن قوْمًا : يَفْرَءَونَ شان د یُجاوز تَرَاقِيَهِم» وَايْم 
الله ما دري نعل أ َرَهُمْ مِنْكُمْء م تَوَلَى عَنْهُمُ. فقال عَمرُو 
ين سَلَمَةَ : رََيْنَا عَامَةَ أولَيِكَ الْحِلّق يُطَاعِمُونَا يَوْمَ النهْرَوَانِ مَعَ 
الخَوَارج) . 
وَاللَةُ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ الْتُكُلَانٌ. 


البغدادي في تاريخ بغداد .)١57/١7(‏ 


ات 
چ 


رق 
یں پاش ری قري 


شرح فضل الإسلام 9ے جن روي 


۴۷۹ 


حدیث العرباض بن سارية ٍ َه هذا ذكر فيه النبي َي المحدثات» قال 
العرباض تن : «وعَظتا رَس سول اللہ كلل مَوْعظة بَلِيقَةًء الموعظة: ا هي 
التذكيربالأمر والنهي» ١مؤْحكة‏ يده وصفها بأنها بلفةہ يعني : بلغت می 
أنفسهم ما بلغت» فهي بليغة في ألفاظهاء وبليغة في تأثيرها» وصف ذلك 
بقوله: «وَجِلَتْ ينها الْقُلُوبُ وَدَرَْثْ مِنْهَا الْعَيُون»» وتقديم وجل القلوب 
على ذرف العيون مقصود؛ لأنه يسبقه لأن القلب إذا وجل ربما يتبعه دمع 
العين» وهذا يبين لك رقة قلوب الصحابة و » وأنهم كانوا إذا ذكروا 
ووعظوا أن قلوبهم كانت لينة تستجیبء فتوجل القلوب من التذکیر 
وتذرف العيون خشية لله كك ومحبة للنبي ہی . 

لما بلغ النبي پچ في موعظته سألوه قالوا: يا رسول الله كأنها موعظة 
مودع فأوصناء »> فقال: (أَومِيکُمْ , قوی الله وَالسْمْع وَالَطَاعَةَ وَإِن عَبْدٌ 
حبش › وفي رواب ان ن کان عَمٰدا حَمَشِيًا): قال أهل العلم : : هذا تنبيه 
علي من لا يستحق الولاية» فإن النبی بيه أوصي بالطاعة لولي الأمر ولو 
كان ولي الأمر في نفس الأمر ليس بأهل للولایةء لکن يجب السمع والطاعة 
له» وقال آخرون: ١‏ وَإن گان عَبْذَا حَبَشِيًاا هذا مما تأنف منه العرب أن تكون 
تابعة لعبد حبشي يباع ويشتري» فلما تولی أمر النبي يه بأن يتبع ويطاع› 
وهذا منه ية تعظيم لشأن السمع والطاعة» وفي ضمن ذلك أنه سيحدث من 
یخرجون علي ولاة الأمر بتأويل أو بغير تأويل» فقال ب : «وَإِن گان عَبْدَا 
حَبشِيًا» يعني : هذا الذي تأنفون من ولايته غاية الأنفة» فكيف إذا كان 





شرح فضل الإسلام 
لا يبلغ هذه الرتبة وهذه النزول؟ إذا كان غير عبد وغير حبشي مما لا يأنف 
الناس من اتباعه؟ فلاشك أن قول النبي بي هذا فيه أعظم وصیةء بأن 
صلاح الدين إنما هو بملازمة طاعة ولاة الأمر المسلمين؛ كما بين ذلك في 
حدیث عبادة بن الصامت ظللله الذي رواه مسلم بقوله: إلا أن روا كرا 
بَوَاحَا عِنْدَكُمْ مِنَ اللِّ فيه برْمَانٌّ2"(6. يعني : إذا رأيتم الکفر البواح ظاهراً 
ظھوراً مبيناً عندكم فيه من الله برهان جلي واضح لا لبس فيه ولا غموض» 
فإنه يجوز لكم حينذاك الخروج ولا يجب . 

قال : ون گان عَبْدا حَبَشِيًا ا ثم قال : الَعَليْكُم بسني ٤ء‏ سنة : هي ليست 
هي الواجب والمكروه والمباح ؛ لان السنة عند الفقهاء التي يسميها علماء 
العقيدة يعني كل ما كان عليه النبي من عبادات في العلم والعملء «عَليكُمْ 
سنت ) يعني ما أنا عليه في العلم والعمل» عليكم بذلك؛ فالزموه. 

وقال : اوَسُنَة اْحُلَمَاءِ الرّاشِدِينَ الْمَهْدِيينَ» عَضُوا عَلَيْهَا بالوَاجذِ) عضوا 
بفتح العين» وضمها لحن؛ والنواجذ فيها حلاف أين هي من الأسئان؟ لکن 
الظاهر هي الأنياب» وعضوا عليها بالنواجذ أي استمسكوا بها استمساك من 
لا یفلت ما أمسك به؛ ذلك لعظم شأنها . 

اعَضُوا ليها بِالنَوَاجِذِء وَإِيَاكُمْ وَالأَمُورَ الْمَخْدَنًاتِ) وهذا فيه نبأ منه 
ية أنها ستکون محدثات من الأمور متنوعة» فنهى عنها علي والمقصود 
هنا بالمحدثات ليست هي ما قاله الشافعي کل فيما رواه البيهقي عنه فی 


01١‏ أخر جه البخاري (٢۷۰ء‏ 4 «(VY‏ ومسلم (۱۷۰۱۹)من حديث عبادة بن الصامت طني 


مناقبه» قال الشافعى”'' : المحدثات قسمان: 


وهذا الحديث هنا ليس المقصود بهاء فالشافعى لا يفسر الحديث 
بتقسيمه المحدثات إلى هذين القسمين» وإنما يقسم المحدثات من حيث 
هي ولم یقسم ما في الحديث» وإنما الذي في الحديث هو المذموم أي 
البدع لا غيرء ومن ترك سنة فقد أحدث حدثاً؛ كما قال بعض السلف: 
ا بُحِْتُ رَجُل في الوسلام بذعة عة إلا ترك مِنّ الستة مَا هو حير ينها" 
يعني بذلك الترك» وأما ما جاء في أثر حذيفة؛ وأثر ابن مسعود وا 
فدلالته واضحةف وعن حلي قَال: ١‏ اگل عِبَادةٍ لَایَتَعَتدمَا َصْحَابُ محمد 


فلاتعبدو كا إن الأول لَمْ كخ آخرٍ مالا ٠‏ فَاتَقُوا الله ب ملک الا 


رَخُذُوا بطريقٍ مَنْ گان قب وقد سبق بیان معنى هذا الآثر وما يتعلق به 
من مناسبته للكتاب” " 


آما أثر ابن مسعود طؤ » فهو أثر عظيم في هذا الباب» وهو باب الإيمان 
برسول الله ا ومن أصول الإيمان به گل : أن ثلارّم وتلتزم سنته مَك 
وملازمة السنة يكون فى الأمور العلمية وفى الأمور العملية. 

فالأمور العلمية : فى مسائل الغيبيات فى الله تق وأسماته وصفاته 


)١(‏ انظر: حلية الأولياء (۱۱۳/۹)ء وجامع العلوم والحكم (ص ۷٦۲)ء‏ وفتح الباري 
.)۲٥٢ /۱۳(‏ 

(۲) انظر البدع لابن وضاح (ص۹۲). 

(۳) انظر: (ص ۱۲٦١‏ وما بعدھا). 


TAY 


وأفعاله» وكذلك في اليوم الآخر من الحوض والميزان والجنة والنار. . إلى 
آخر ذلك» وكذلك من الأمور الغیبیة من الجن والملائكة وما أخبر به لا 
فكلام الله هق صدقٍ وعدلء وكذلك کلام رسوله بء قال يك : ّت 
کلمت ريك مدق رعذلا [الانعام: ۱١١‏ وکت لمت رك کہ يعني : : الشرعية» 
دق في الأخبار لا كذب فيهاء تعالى الله يك عن ذلك؛ چو ذلا أي 
في الأحكام. 


تست يعني : في الأمر والنهي لا ظلم فيها . فملازمة السنة في الأمور 
العلمية يكون في مسائل الغيب» وهذه من أعظم ما حصل فيه الافتراء والبدع 
في المسائل الغيبية؛ في الجنة والنارء والملائكة والجن؛ والصفات» 
وأشباه ذلك . 

والصورة الثانية من المسائل العلمية: أن تلازم السنة بعدم تقديم 
العقل عليهاء والعقل والقياس والرأي إنما هو خادم للسنة لا مقدما عليهاء 
وقد ضل وابتدع وتنکب الصراط من قال: (إن العقل هو القاضي المحكم 
والشرع هو الشاهد المعدل)”'» وهذه يقولها طوائف من المتكلمين وأهل 
البدع من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم. فالمسائل العلمية تدم فيها السنة 
على العقل» فالعقل خادم للسنة» فقد نصل بعقولنا إلى المعنى وقد لا نصل 
وقد نفهم وقد لا نفهم» وأيضا العقل مختلف» فقد يصل فلان العالم 
ولا يصل الآخرء والجميع واجب عليهم التسليم بما صح من السنةء وهذا 
من حقوق النبي ہی . 


010 سبق عزوہ (ص156١).‏ 


شرح فضل الإسلام 
FAY‏ 

وأما القسم الثانی: ملازمة السنة فی الأمور العملية» وذلك بترك البدع 
بدعة هي خروج عن السنة . ولهذا قال این مسعود طن - : : اكيت يكم د 
بستكم يِه يريو يها الصَّغْير ويهْرَمُ يها الکپیرُء وذ سند ُن غیت 

يَؤْمَاء قيل : هدا منک قَالوا: و وم می َلك يا أبَا عبد الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : إا فلت 
ورو ر٥8‏ ہے سے گے ٥‏ 22 وو اور 4 
أمنَاؤُكُم وگٹرث أمَرَاؤْكُمْ. وك ازن وكيرت قُرَاؤكُمْ وتفقه لغير 
الڈینء وَالْتَمسَتِ الدَثیا بعَمَلِ الجر فالبدع العملية مناقضة للسنة 
العملية > بل كلما زادت السنن ضعفت البدع» وكلما ضعفت السنن ظهرت 
البدع . 

ومخالفة السنة والأخذ بالبدع والمحدثات في هذه الأمة من الزمن الأول 
إلى زمننا هذا له عدة أسباب» منها : 

اولاً: الجهل» فالجهل بالسنة ينشأ عنه الأخذ بالبدعة» وإلا فالسنة كافية 
فيُنشئ الجاهل عبادة يتعبدهاء أو يتأول شيئاً من المسائل العلمية» فيصير 
إلى البدعة لأجل جهله . 

ثانيًا: الهوى. والهوى لا شك أنه من أعظم أسباب حدوث البدع في 
هذه الأمة» فالخوارج والمرجتة والقدرية عندهم أهواء مع الجهل والتأويل 
الذي عندهم . 

فالتًا: إرادة الخير» فيكون عنده جهل وهوى» ويقول: أنا أريد الخیرء 
000 خر جه الدارمي «(IAD‏ وعبد الرزاق 021 وابن أبي شيبة )۳۷۱۵٦(‏ 

والحاكم في المستدرك (5/ ٥٥۵٦)ء‏ والبيهقي في شعب الإيمان .)۳٦٣ /٥(‏ 


شرح فضل الإسلام 

6 م ]) ت 
آخره فقال لهم : «عذوا سايم اتا ضَاينٌ أن لايع مِنْ عَسَتيَكُمْ 
مه محمد ما ما سرع تكم هَولاءِ صَحَابَة به سکم پا 
مُتَوَافِرونَ» وَهَذٍ له ثيابه به لم قبل ' اينه لم تَكسَر َالَِّي فيي تيو نحم 
لَعَلَى بل ةي ھی بن بل محر َك از مفتیځو باب ضَلالَة . قَالوا : وَالله 
یا ایا عبد الرَّحْمَنِء ما أَرَدْنا إلا الْكيْر. كَالَ: وك مِن مُرید للْحَيْرِ لن 


ال 


زصضصس+۹. 


فهذا التسبيح الذي فعلوه مشروع» لکن أضافوا عليه صفة صارت محدثة 
-وهذا يدلّك على أن منشأ كثير من البدع في المسائل العلمية أو في المسائل 
العملية قول القائل : أردنا الخير - وابن مسعود و4 رد على هذه الشبهة 
بأبلغ رد. 

رابحا : الغلو» وهو مجاوزة الحد المأذون به» إما فی المسائل العلمية 
أو فى المسائل العملیة فمن جاوز الحد المأذون به فى ذلك فإنه لا يؤمن 
عليه» بل يَصير فى المخالفة والبدعة. 

٭ فالذين جاوزوا الحد في الجهاد صاروا إلى بدعة الخوارج . 

٭ والذين جاوزوا الحد في مسألة التحكيم صاروا إلى الخارجیة . 

* والذين جاوزوا الحد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صار بهم 
الأمر إلى الخروج على الولاة؛ كما هو دين المعتزلة. 

* والذين جاوزوا الحد فی الأذكار صار بهم الأمر إلى بدع الاجتماع 
على الأذكار. 


غ و م يأ 











۸۰,۰ 

٭ والذين جاوزوا الحد في السلوك والزهد صار بهم الحال إلى أن 
سلكوا مسلك التصوف المبتدع . ) 

٭ والذين جاوزوا الحد في تنزيه الله كق صار بهم الأمر إلى التعطیل . 

وهكذا في أشياء كثيرة فالغلو من أعظم أسباب ترك السنن والأخذ 
بالبدع» وهذه كلمات لها زيادة تفصيل . 

والمقصود مما يتعلق بهذه الآثار العظيمة : أن من أعظم حقوق النبي كَل 
على أمته بعد الإيمان به : أن يقتفى سبيله کل وأن تترك الأهواء والبدع. 

وبهذا البحث ينتهي هذا الشرح على هذا الكتاب» نسأل الله ييل أن 
يجزي الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب خير الجزاء» وأن ينفع المسلمين 
بعلومه» وأن يجعل هذا الشرح نافعاً مارکا وأن يجعله في موازين 


محمد ؛ وآله وصحبه أجمعين › والحمد لله رب العالمين . 


رف چک می 


رق 
میں يجري 
سکس جن ازو ںی 


21-71 1ت بحت 0 111 AIAN‏ 


ھک کہ سے 
1 ہے الا | م مح oswarat‏ 


TAY 


مراجع التحفيق 


بے إثبات عذاب القبں اسم المؤلف : أحمد بن الحسين البيهقي أبو بكر 
دار النشر : دار الفرقان - عمان الأردن - ١٤٢۱ء‏ الطبعة : الثانية» تحقیق : 
2. شرف محمود القضأة. 
دار الكتب العلمةء ا م 

٭ الإحكام في أصول الأحكام» اسم المؤلف : علي بن أحمد بن حزم 
الآندلسی أبو محمدء دار النشر : دار الحديث القاهرة ١٤٤٥ھ‏ الطبعة 
الأولى. 
الآندلسی أبو محمد دار النشر : دار الحديث - القاهرة — :ةك 
الطبعة : الأولی . 

٭ الإحكام في أصول الأحكام» لعلي بن محمد الآمدي» المكتب 
الإسلامى. طبعة؟ 5٠‏ ١هء‏ تعلیق الشيخ عبد الرزاق عفيفي . 

ج٤‏ الأدب المفرد» محمد بن إسماعيل البخاري» تحقيق محمد فژاد 
عبد الباقي» دار البشائر الإسلامية» بيروت » الطبعة الثالثة ۹ ٤٢۱ھ.‏ 

٭ إرشاد الفحول» محمد بن على الشوكانى » تحقيق محمد سعيد البدري 
دار الفكر» بيروت» الطبعة الأولى 7١5١ه.‏ 


شرح فضل الإسلام 

AA 

# إرواء الغليل . محمد ناصر الدين الالبانی . المکتب الإسلامي بيروت 
0 ھ. 

٭ أضواء البيان» محمد الآمین الشنقیطی » مکتب البحوث والدراسات 
دار الفکر بيروثت » طبعة ۵ھ. 

٭ أضواء البيان» محمد الآمین الشنقيطى» مكتب البحوث والدراسات 
دار الفكر» بيروت» طبعة ٤١١‏ ١ه.‏ 

٭ الاعتصام» أبو إسحاق إبراهيم بن موسی الشاطبي ؛ المكتبة التجارية 
مضصضر . 

٭ اعتقاد أئمة الحديث» أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي تحقیق : 
محمد بن عبد الرحمن الخمیس . دار العاصمة» الرياض الطبعة الأولى 
۲ هھهھ. 

# اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم» شيخ الإسلام 
أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني» تحقيق محمد حامد الفقي » مكتبة 
السنة المحمدیف القاهرة. الطبعة الثائیف ۹ھھ. 

٭ أم البراهين لمحمد بن يوسف بن الحسين السنوسي المتوفی ۸۹۵ھ. 
دار الكتب العلمیة . 

٭ إيثار الحق على الخلق فی رد الخلافات» محمد بن نصر المرتضى 
(ابن الوزیر)ء دار الكتب العلمية» بیروت؛ الطبعة الثانية /1 آم . 

٭ الإيمان الکبیں شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية ء المكتب 
الاسلامی . 


شرح فضل الإسلام 











۳۸۹ 

٭ الإيمان. محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندہ تحقیق : د. على بن 
محمد بن ناصر الفقيهى . مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الثانية ١٢ھ‏ 

٭ بدائع الفوائد للإمام شمس الدين أبى عبد الله محمد بن أبى بكر 
المعروف بابن فيم الجوزیة هشام عطا وعادل العدوي, مكتبة نزار 
مصطفی الباز» مكة المكرمة» الطبعة الأولى ٦ھھ.‏ 

٭ البداية والنهاية» لعماد الڈین أبى الفداء إسماعيل بن عمر بن کثیں 
مكتبة المعارف» بیروتء الطبعة السادسة ١٤٢۱ھ.‏ 

# البدع ء اسم المؤلف : أبو عبد الله محمد بن وضاح بن بزيع المرواني 
(المتوفی : ١۲۸ه).‏ دار النشر: مکتبة ابن تيمية . 

بے التاریخ الكبيرء محمد بن إسماعيل البخاري› تحقيق السيد هاشم 
الندوي› دار الفکں بیروت . 

د تاریخ بغدادء الخطيب البغدادي» دار الكتب العلمية» بیروت . 

٭ تاريخ واسطء اسم المؤلف : أسلم بن سهل الرزاز الواسطي» دار 
النشر: عالم الكتب بيروت ١٤٢۱ء‏ الطبعة الأولى» تحقیق : كوركيس 
عواد. 

٭ تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة» تحقيق محمد زهري النجار دار 
الجيل . بیروٹ ؛ طبعة ۹۳ ۱۳ھ . 

٭ تبيين كذب | لمفتري » ابن عساكر. دار الكتاب العربی يروت . 

٭ تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي» لمحمد عبد الرحمن بن 


شرح فضل الإسلام 

٭ تخريح الأحاديث والآثار: جمال الدين عبد الله بن يوسف بن محمد 
الزيلعى › تحقیق عبد الله بن عبد الرحمن السعد» دار ابن خزيمة» الرياض 
الطبعة الأولى 54١41١ه.‏ 

* تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج» لابن الملقن» المكتب 
الإسلامى بیروت ۹۶ء الطبعة: الأولی تحقيق : حمدي عبد المجيد 
السلفی . 

٭ الترغيب والترهيب» عبد العظيم بن عبد القوي المنذري» تحقيق 
إبراهيم شمس الدين» دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى ١١٢۱ھ‏ 

٭ تعجیل المنفعة بزوائد رجال الائمة الأربعة» اسم المؤلف: أحمد بن 
على بن حجر أبو الفضل العسقلانی الشافعى» دار الكتاب العربى بيروت› 
الطبعة الاولیء تحقيق د. إكرام الله إمداد الحق . 

٭ تغليق التعليق على صحيح البخاري. لابن حجر العسقلاني» دار 
النشر : المکتب الاسلامی دار عمار بیروت؛ عمان الأردن - ٥م‏ 
الطبعة الأولى» تحقيق : سعيد عبد الرحمن موسی القزقي 

٭ تفسير ابن أبي حاتمء تحقيق أسعد محمد الطيب» المكتبة العصرية. 

٭ تفسير ابن جرير الطبري» دار الفكرء سروت ؛ طبعة ٤١١‏ اه. 

٭ تفسير أبن كثيرء دار الفکر بيروت.» طبعة ١1٠5١ه.‏ 

# تفسير البغوي › تحقيق محمد النمر› وعثمان صميرية› وسليمان 


الحرش . 


شرح فضل الإسلام 








۳۹۱ 

# تفسیر البيضاوي (أنوار التنزیل)ء لمحمد بن محمد بن عبد الرحمن 
البيضاوي› دار الفکر بیروت . 

# تفسير الجلالين» اسم المؤلف: محمد بن أحمد + عبدالرحمن بن 
أبى بكر المحلى + السیوطی ء دار النشر : دار الحديث - القاهرةء الطبعة: 
الأولى. 

٭ تفسیر السعدي»› مؤسسة الرسالف سروت ؛ طبعة ۱١ھ‏ 

3 تفسير القرطبى ؛ طبعة دار الشعب» القاأهرة. وطبعة دار الکتاب 
العربيء یروت . 

٭ تفسیر النسفی ‏ المسمى مدارك التنزيل وحقائق التأويل» عبد الله بن 
أحمد النسفی . 

٭ تقریب التهذيب» أحمد بن على بن حجر العسقلانی تحقيق محمد 
عوامةء دار الرشيد» سورياء الطبعة الأولى ١٤٢٥ھ.‏ 
عوامة؛ دار الرشيد» سورياء الطبعة الأولى 5٠5١ه.‏ 

# التمهيد. يوسف بن عبد الله بن عبد البر» تحقيق مصطفى بن أحمد 
العلوي ومحمد عبد الكبير البكري»› وزارة عموم الأوقاف المغرب؛ طبعة 
۷ھ.. ۱ 

٭ تنقیح تحقيق أحاديث التعليق - ابن عبد الهادي - دار الکتب العلمية» 


بيرولت. 


شرح فضل الإسلام 

۲ 

ج٤‏ تهذيب التهذيب» أحمد بن على بن حجر العسقلانى» دار الفكرء 
ببروتء الطبعة الأولى ٥۵٥ھھ..‏ 

٭ تهذيب الكمال» يوسف أبو الحجاج المزي؛ تحقيق بشار عواد 
معروف» مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الأولى ٠٠5١ه.‏ 

* التوسل والوسيلة» أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرانيى» تحقيق 
زهير شاویش؛ لمکتب الإسلامیں بیروتء؛ طبعة ۹۰ ۱۳ھ. 

٭ التيسير في القراءات السبع » اسم المؤلف : الامام أبو عمرو عثمان بن 
سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمرو الدانی؛ دار النشر : دار الکتاب العربی 
- بیروت - € ه/ ٤۰ھ‏ الطبعة: الثائیف تحميق : اوتو تریزل. 
للومام رين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبليء 
تحقيق طارق عوض اللهء دار ابن الجوزي. الطبعة الثانية ١‏ 557١ه.‏ 
إحياء التراث» بيروت» الطبعة الأولى ۱۳۷۱ھ. 

2 حاشية السنن لابن القیم من مختصر السئنء تحقيق محمد حامد 
الفقى ٠‏ دار المعرفف بیروٹ. 
الأفغانى» مؤسستة الرسالةء الطبعة الرابعةء ٤١٤٠١ه.‏ 


# الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية. ط دار ابن حزم . 


شرح فضل الإسلام 








۳ 





3 حلية الأولياع. أبو نعیم أحمد بن عبد الله الأصبهانى . دار الكتاب 
العربي› بيروت» الطبعة الرابعة 06ه. 

بد الدر المنثور عبد الرحمن بن جلال الدين السیوطی؛ دار الھک 

٭ درء تعارض العقل والنقل» لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن 
تيمية» تحفيق محمد رشاد سالم؛ دار الكنوز الذهبية» الرياض» طبعة 
۱ھهھ. 

٭الدرر السنية فى الأجوبة النجدية (مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد 
عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي. الطبعة الخامسة؛ 7١11١ه.‏ 

# ديوان الإمام الشوكاني - أسلاك الجوهر - تحقيق حسين عبد الله 
العمري› دار الفكر› بر ولت +١ ٠‏ ه. 

٭ الرسائل الشخصیة اسم المؤلف: محمد بن عبد الوهاب» دار 
النشر : مطابع الریاض - الریاضء الطبعة : الاولی ء تحقيق : عبد العزيز 
بن زید الروميء د . محمد بلتاجي› د. سید حجاب . 
الجوينى » تحقیق أحمد معاذ بن علونء دار طويق للنشرء الرياض» الطبعة 
الأولى 519١ه.‏ 

٭ رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النارء اسم المؤلف: محمد بن 
إسماعيل الأمير الصنعاني» دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت - 
٥۵ء‏ الطبعة: الأولى» تحقیق : محمد ناصر الدين الألباني. 


شرح فضل الإسلام 

yy 

٭ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني» أبو الفضل 
محمود الألوسی ء دار إحياء التراث العربى» بيروت. 

* زاد المسيرء أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي» المكتب 
الإسلامى» بيروت» الطبعة الثالثة 5 ٠54١ه.‏ 

٭ زاد المعاد في هدي خير العباد. لابن القيم» تحقيق شعيب الأرنؤوط 
وعبدالقادر الأرنؤوط» مؤسسة الرسالة» مکتبة المنار الإسلامية» الطبعة 
الرابعة عشر لا٠5١اه.‏ 

٭ الزهد. اسم المؤلف : احمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني أبو بكر 
دار النشر : دار الريان للتراث - القاهرة - ۸٤٢۱ء‏ الطبعة : الثانية» تحقيق : 
عبد العلى عبد الحميد حامد . 

٭ الزهدء اسم المؤلف : عبد الله بن المبارك بن واضح المرزوي 
أبو عبد الله» دار الكتب العلمية - بيروت» تحقيق: حبيب الرحمن 
الأعظمى . 

٭ السبعة في القراءات» أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي. 
تحقيق شوفى ضيف ؛ دار المعارف› مصر ) الطبعة الثانية ٣١٥‏ ھ. 

٤‏ سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الاحكام» اسم المؤلف: 
محمد بن إسماعيل الصنعانى الأمير» دار النشر : دار إحياء التراث العربى 
سروت ۵۹9۹ الطبعة : الرابعف تحفيق : محمد عبد العزيز الخولى . 

# السلسلة الصحيحة - محمد ناصر الدين الألباني - مكتبة المعارف - 
الرياض - 6١51١ه.‏ ) 


شرح فضل الإسلام 








۲۰۴ 





٭ السنة» اسم المؤلف : محمد بن نصر بن الحجاج المروزي أبو عبد الله 
دار النشر : مؤسسة الکتب الثقافیة بيروت ۱٢٤۸‏ الطبعة : الأولی ء تحقيق : ٰ 
سالم أحمد السلفی . 

* السنة لابن أبي عاصمء تحقيق محمد ناصر الدين الألباني» المكتب 
الإسلامي» بیروتء الطبعة الأولى ٠٠54١ه.‏ 

٭ سنن أبن ماج تحفیق محمد فؤاد عبد الباقي» دار الفكر» بيروت. 

٭ سنن أبي داودے تحفیق محمد محيي الدين عبد الحميد» دار الفکر 
بیروٹت . 

٭ سنن الترمذي» تحقيق أحمد محمد شاكرء دار إحياء التراث» 
پبیروٹ . 

٭ سنن الدارمي؛ تحقیق فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلمي» دار 
الكتاب العربيء بیروتء الطبعة الأولى ١٤٢۱ھ.‏ 

٭ السنن الصغری للبيهقي» تحقيق : محمد ضياء الرحمن الاأعظمي ؛ 
مكتبة الدارء المدينة المنورة. الطبعة الأولى ١٠5١ه.‏ 

٭ السنن الصغری للنسائي (المجتبي)» تحقيق : عبد الفتاح أبو غدة» 
مكتب المطبوعات» حلب» الطبعة الثائیةء 405١ه.‏ 

٭ السنن الكبرى للنسائي » تحقيق عبد الغفار سليمان البنداري» وسيد 
كسروي حسن؛ دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى ١41١ه.‏ 


شرح فضل الإسلام 

٦ 

٭ السنن الواردة فی الفتن وغوائلها والساعة وأشراطهاء اسم المؤلف : 
أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الدانى» دار النشر : دار العاصمة 
الرياض ١٤١۱ء‏ الطبعة: الأولیء تحقيق : د. ضاء الله بن محمد إدريس 
المباركفوري . 
مکتبة محمد علي صبيح › ۷۲ھ 

٭ السياسة الشزعية في إصلاح الراعي والرعیةء اسم المؤلف : أحمد بن 
عبد الحليم بن تيمية الحراني» دار النشر : دار المعرفة . 

یا سير أعلام اللاي شمس الدين الذهبى ٠»‏ تحقيق شعيب الأآرناؤوط 
٣۳‏ ه. 

٭ السيرة النبوية - ابن هشام - مكتبة المنار - الأردن - 5٠5‏ ١ه.‏ 

٭ شرح أصول اعتقاد آهل السنة للالكائي» تحقيق أحمد سعد حمدانء 
دار طيبة» الریاض؛ طبعة ١٤٤٢۱ھ.‏ 

٭ شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي» المكتب الإسلامي» بيروت» 
الطبعة الرابعة۱۳۹۱ھ. 

پت شرح القصيدة النونية» اُحمد بن إبراهيم بن عيسى › تحميق زهير 
الشاويش› المکتب الإسلامي» يروت ؛ الطبعة الثالثة ٦ھ.‏ 


بن شرح النووي على صحيح مسلم دار إحياء التراث : ببروت؛ الطبعة 
الثانية ۱۳۹۲ھ, ` 











ينض 


# شرف أصحاب الحديث» للخطيب البغدادي» تحقيق محمد سعيد 
خطى ء دار إحياء السنة» أنقرة . 

2 الشریعف أبو بكر محمد بن الحسين الآجرى» مطابع الأشراف» 
لاهور. 

٭ شعب الإيمان» أحمد بن الحسين البيهقى» تحقيق محمد السعيد 
بسیوئی زغلول دار الكتب العلمىة» سيروت » الطبعة الأولى ٩‏ ھ. 

٭ الشكرء اسم المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن 
أبى الدنيا القرشي البغدادي» دار النشر : المكتب الإسلامى - الكويت - 
٣٠١٠‏ - ۱۹۸۰۰۸ الطبعة : الثالثف تحقيق : بدر البدر . 

٭ صحیح ابن حبان» تحقيق شعیب الأرناؤوط» مؤسسة الرسالة 
بیبروتء الطبعة الثانية 5١51١ه.‏ 

٭ صحیح أبن خزيمة» تحقيق محمد مصطفى الأعظمى» المكتب 
الإسلامى. سروت » طبعة ۹۰ ۱۳ھ. 
والتوزيع» الرياضء الطبعة الأولى /1١51١ه.‏ 

٭ صحيح مسلمء تحقيق محمد فژاد عبد الباقى» دار إحياء التراث» 
دمر وت . 

٭ صحیفة همام بن منبهء اسم المؤلف : همام بن منبه الصنعاني»› دار 
النشر : المكتب الإسلامي. دار عمار بیروت» عمان ۱٤۰٤۷‏ ۰ءء 


شرح فضل الإسلام 

۳4۹۸ 

٭ صفة الصفوة - ابن الجوزي - دار المعرفة - بيروت ۱۹۷۹ء. 

٭ الصمت وآداب اللسان» اسم المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن 
عبيد ابن أبى الدنيا القرشی البغدادي» دار الكتاب العربى بيروت ١٢۱ھ‏ 

٭ الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة؛ لابن القيمء تحقيق على 
بن محمد الدخيل اللہ دار العاصمة» الرياض» الطبعة الثاكة ۱۸٢۱ھ‏ 

# الضعفاء والمتروکینء لأبي الفرج بن الجوزي» تحقيق عبد الله 
القاضی › دار الكتب العلمیف بيروت ؛ الطبعة الأولى ٦‏ ھھ. 

٭ طبقات الشافعية الکبری؛ تاج الدين بن عبد الله بن عبد الکافی 
للطباعة والنشرء الطبعة الثانة ٥٢٤١‏ ه. 

2 الطبقات الكبري. لابن سعل؛ تحفیق محمد عبدالقادر عطاء دار 

# العزلة» أبو سليمان حمد بن إبراهيم الخطابي» المطبعة السلفیة 
القاهرة» الطبعة الثانیةء ۹۹ ۱۳ھ. 

٭ عقيدة الفرقة الناجية» لشیخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب» المكتب 
الإسلامى. بيروت ؛ الطبعة الثالثة ۹۷ ۱۳ھ. 

٭ العقيدة الواسطيةء لشيخ الإسلام ابن تيمية» تحقيق محمد بن 
عبد العزيز بن مانع. الرئاسة العامة للإفتاءء الریاض؛ الطبعة الثانية 
۲ ھ. 











۳۹4 


* العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» لجمال الدين أبي الفرج 
عبد الرحمن بن الجوزی؛ تحقيق خليل هراس › دار الكتب العلميةء 
بيروت الطبعة الأولى 7٠1١اه.‏ 

# العلل الواردة في الأحاديث النبوية» أبو الحسن على بن عمر بن أحمد 
بن مهدي الدارقطني › تحقیق : د. محفوظ الرحمن زین الله السلفي. دار 
طیبةء الرياضء الطبعة الأولى 60٠5١ه.‏ 

# عمدة القاري شرح صحيح البخاري» بدر الدين أبو محمد محمود بن 
أحمد العینیء دار إحياء التراث» بيروت. 

# الغنية عن الكلام وأھلهء اسم المؤلف: الخطاہیء دار النشر : 

٭ فتح الباري بشرح صحيح البخاري » أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 
بيرووت . 
المؤلف: محمد بن على بن محمد الشوكانى» دار النشر : دار الفكر - 
بيروت. ظ 

٭ الفردوس بمأثور الخطاب» لأبى شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه 
الديلمى. تحقيق السعيد بن بسيونى زغلول» دار الكتب العلمیة بيروت» 
طبعة 5٠5١اه.‏ 


٭ الفروق» لشهاب الدين أبوالعباس أحمد القرافى. ط مؤسسة الرسالة. 


عباس . مؤسسة الرسالة بیروتء الطبعة الآولى 8557١ه.‏ . 

٭ فيض القدير» عبد الرؤوف المناوي» المكتبة التجاریةء مصرء الطبعة 
الآولى ١٥۱۳ھ.‏ 
حمد المنصورء أضواء السلف. السعودیة الطبعة الأولى ۸١٤١ه.‏ 

٭ القواعد الكبرى للعز بن عبد السلامء ط . دار القلم دمشق ١57١اه‏ 

٭ الكامل في ضعفاء الرجال» اسم المؤلف : عبدالله بن عدي بن عبدالله 
ابن محمد أبو أحمد الجرجانی ء دار النشر : دار الفكر - بيروت - ۱٢٤۹‏ - 
۸ء الطيعة : الثالثة. تحقيق : يحيى مختار غزاوي . 

٭ كشف الخفاء ومزيل اللباس عما اشتهر من الأحاديث على السنة 
الناسء إسماعيل بن محمد العجلونى, تحقیق أحمد القلاش؛ مؤسسة 
الرسالة» بيروت» الطبعة الرابعة ١١٤١ه.‏ 

٭ لسان العرب» لابن منظور جمال الدّين أبو الفضل محمد بن مكرم 
الأنصاري الإفريقي ثم المصري› دار صادر» بيروت». الطبعة الأولى. 

# لسان العرب. للإمام العلامة ابن منظور جمال الڈین أبوالفضل محمد 
بن مكرم الأنصاري الإفريقي ثم المصري؛ دار صادرء بيروت» الطبعة 
الأولى. 

٭ لسان الميزان» أحمد بن على بن حجر العسقلانى» تحقيق دائرة 
المعارف النظامية - الهند» مؤسسة الأعلمي» بيروت» الطبعة الثالثة 
٦ھ.‏ 


شرح فضل الإسلام 
٤*١‏ 


٭ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ء دار 
الریان لتراث: القاهرة» وبیروت . 

٭ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تیمیةء جمع : عبد الرحمن بن محمد 
بن قاسم النجدي» مكتبة ابن تيمية» الطبعة الثانية . 

٭ مجموع مؤلفات ورسائل الإمام محمد بن عبد الوهاب. ط ١‏ جامعة 
الومام. 


# المحرر الوجيز فی تفسیر الكتاب العزيز ز (تفسير أ بن عطية)» أبو محمد 
عبد الحق بن غالب بن عطیة الأندلسی . 


3 المحصول في أصول الفقه» اسم المؤلف: القاضي أبي بكر بن 
العربى المعافري المالکی؛ دار النشر : دار البيارق - عمان - له 
۹9۹ الطبعة: الأولى. تحميق : حسين على اليدري - سعيد فودة. 

٭ المحلى» لأبى محمد على بن محمد ابن حزم الظاهري» تحقيق لجنة 
٭ إحياء التراث العربی ء دار الآفاق الجديدة» بيروت» لبنان. 

# مدارج السّالكين بين منازل إِيَّاك نعبد وإِيّاك نستعين» للإمام شمس 
الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن ة قيم الجوزية الدمشقی › 


تحقيق محمد حامد الفقٌی دار الکتاب العربى» سروت » الطرعة الثانية 
۳٣ھ‏ ھ. 


ضياء الرحمن الأعظمی ء دار الخلفاء للكتاب» الكويت» طبعة 5٠5١ه.‏ 


شرح فضل الإسلام 
٭ المراسيل» أبو داود سليمان بن الأشعث السجستانى» تحقيق شعيب 
الأرناؤوط» مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الأولى ۸١٤٠ه.‏ 
٭ المزهر في علوم اللغة وأنواعهاء اسم المؤلف : جلال الدين السيوطي 
دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت _ ۸ھ 19918م, الطبعة : 
الأولى» تحقیق : فؤاد على منصور . 


عبد القادر عطاء دار الكتب العلمية» بیروتء الطبعة الأولى ١١5١ه.‏ 


٭ المستصفى في علم الأصول» لأبي حامد محمد الغزالی؛ معه كتاب 
افواتح الرّحموت» لعبد العلى محمد بن نظام الذين الأنصاري› دار الكتب 
ش العلمية. بير ونث . 

پا مسند أبى داود الطيالسى» لسليمان بن داود بن الجارود الطيالسى» 
دار المعرفة. سروت . 


دمشقء الطبعة الأولى 5 ٠5١ه.‏ 


٭ مسند الإمام أحمد بن حنبل» مؤسسة قرطبة» مصر . 
. #* مسند البزارء تحقيق محفوظ الرحمن زین اللەء مؤسسة علوم القرآن» 
بيروت» المدينة» الطبعة الأولى 5*9١ه.‏ 

# مسند الہزار تحقيق محفوظ الرحمن زين الله مؤسسة علوم القرآن» 
بيروت» المدينة» الطبعة الأولى 9٠5١ه.‏ 


شرح فضل الإسلام 

٭ مسند الشاميين › أبو القاسم الطبراني» تحقيق حمدي بن عبد المجيد 
السلفى» مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الأولى 6:٠5١ه.‏ 

٭ مسند الشهاب» اسم المؤلف : محمد بن سلامة بن جعفر أبو عبد الله 
القضاعی: دار النشر: مؤسسة الرسالة - بیروت - ١٤٤١۷‏ — ۱۹۸۱ء 
الطبعة : الثانية» تحقيق : حمدي بن عبد المجيد السلفى . 

## مسئل عبد بن حميك» تحقيق صبحى البدري ومحمود محمد خليل » 
مکتبة السنة» القاهرة» الطبعة الأولى 8/٠55١ه.‏ 

٭ مصنف ابن أبى شيبة» تحقيق كمال يوسف الحوت» مكتبة الرشد 
الریاضء الطبعة الأولى 9٠5١ه.‏ 

٭ مصنف عبد الرزاق الصنعانى» تحقيق حبيب الرحمن الأعظمى› 
المكتب الإسلامى. سروت › الطبعة الثانية ةاه. 


٭ المعجم الأوسطهء أبو القاسم الطبراني» تحقيق طارق بن عوض الله 
وعبد المحسن ابن إبراهيم الحسيني ء دار الحرمین ء القاهرة» طبعة ١١٢۱ھ‏ 
الإسلامى. يروت » الطبعة الأولى 6 1ه. 
السلفى ٠‏ مكتبة العلوم والحكم» الموصل؛ الطبعة الثانية ٤‏ ھ. 

٭ معرفة علوم الحدیث٠‏ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم 


النیسابوری؛ تحفیق السيد معظم حسين ؛ دار الكتب العلمية يروت ؛ 
الطبعة الثانية ۱۳۹۷ھ. 


شرح فضل الإسلام 

£ ]لل0بلبل77+7070حححخبب؟”؟77باتت6؟7تا. ]] ]ى]ىلْ]؟]<لةششتتت :ا ؤ]_ى]ى]ىلىلل لس ل ل “١س‏ 2 

٭ المغنى عن حمل الأسفار فی الأسفار للحافظ أبى الفضل العراقی . 
طط . دار طبرية. 

2 منهاج السنة النبویف لشيخ الإسلام ابن تيمية ) تحقيق محمد رشاد 
سالمء مؤسسة قرطبةء الطبعة الأولى ١١٤٠ه.‏ 

3 منهاج السئة النبويةء لشيخ الإسلام ابن تدمية ) تحقیق محمد رشاد 
سالمء مؤسسة قرطبة» الطبعة الأولى 555١ه.‏ 

٭ موضح أوهام الجمع والتفريق» اسم المؤلف : أحمد بن علي بن ثابت 
الخطيب البغدادي» دار النشر: دار المعرفة - بيروت - ١٤٢۱ء‏ الطبعة : 

٭ موطأ الإمام مالك؛ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي» دار إحياء التراث» 

٭ ميزان الاعتدال فی نقد الرجال» شمس الدين الذهبى» تحقيق على 
عوض» وعادل عبد الموجود. دار الكتب العلميةء بیروتء الطبعة الأولى 
۸۵٥۵‏ . 

٭ النبوات» لشيخ الإسلام ابن تيمية › المطبعة السلفية» القاهرة. طبعة 
٦ھ.‏ 

٭ هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصاری: للإمام شمس الدين 
محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الدمشقي» الجامعة الإسلامية 
المدينة المنورة. 


شرح فضل الإسلام 
# الورعء اسم المؤلف : أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أبو عبدالله» 
دار النشر: دار الكتب العلمية - يروت - ۳ سس ۱۹۸۳ء الطبعة: 
٭ يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النارء اسم 
المؤلف: صديق بن حسن بن على القنوجی؛ دار النشر: مكتبة عاطف 
- دار الأنصار - القاهرة - ۱۳۹۸ - ۱۹۸۷ء الطبعة: الأولیء تحقیق : 
د. أحمد حجازي السقا. 


ای سے + FF‏ کی ٦ھ‏ جج E ST‏ 
ہن کےا DIRR ND‏ کس 


٠‏ جى يي دیج 


AIA _ :۷۔۲۰۴ 3 بكراتع ۱ 1زم‎ ٦ 


اس 


جى 9ے 3ںی 
کے 2 لازو یی 


CO‏ ۲3۴ چ ہن ۔ می 


شرح فضل الإسلام 


فهرس الموضوعات 


مقدمة الناشر کچ مم ووه مه موه مم ممه مه م وموم قم ممم قم ممم وم ممق ممم موه مم ممم ممه ف فلل O‏ 
مقذمة الشارح بأ 
سان أهمية هذه الرسالة 9ص تبےی‪ے‪یت + صن 7-9 00777 


المراد بفضل الإسلام 000000 
تفسیر قوله 4 : الوم ہلت لک ويك الآية کھے ےت ز ت7 ۔ُی 


تفسير قوله 84 : «ؤقل اا الاش إن ہنا في سل تن دینی چ الآية ........ ٢٢‏ 
موقف المسلم حين حلول الشبهات 0( 
فضل علماء الحديث وحملته 7 سے 29.صصصئ بت بی ی ی یر 0 0 90و9 


تفسير قوله يله : بوت كاين من يحيو الآية کم توچ یب29 
فائدة اسم الله 4 : (النور) 0 -ں-ٔ-_ - ص- ںپ 092090 


عظم التبعة على المتمسك بالسنة والتوحيد 070 و ممه ووه عم مو م 11 
شرح حديث ابن عمر و : «مَتَلْكُمْ وَمَثَلَ أَهُل الكِتَابيْن . . .» سس ۳۸ 


۸ 
أهمية الاعتصام بما عليه ال جماعة 2ۃ 0 ژگ-ی 
شرح حديث : صل الله عَنْ ا حُمُعَةَ مَنْ گان قَبْلنَا) ا 
من فضل الله ك على هذه الامة 1۳0 2 9 9 9شسیس 

ما يفده لفظ (اهداية) شرح قوله پا : انحن ا لآخْرُونَ مِنْ أَهْل الدَنيًا) 

الحديث 20003۵0۵03503000 ‫ڈًّچششس٥٥0ظلشش‏ +0 6 
وقوع الضلال في الأمور الاجتهادية 21011111 
اختلاف العلماء في يوم الجمعة هل هو أول أيام الأسبوع أم آخرها .... ٦۹‏ 
فائدة في معنی الحديث ال معلق 0000 0 0 9999900 O N‏ 
العلل التي في حدیث : (أَحَبُّ الدّينٍ إِلَ الله افيه السّمْحَةُ» والکلام 

عليها 1ك 
شرح الحديث السابق 9210000070 
ضبط مسألة السهولة والتیسیر في الدين 2270۔2 
الرد على من يقول: أكثر الأمة اليوم أشاعرة 0000 
شرح أثر أبي بن كعب ط4 : اعَلَیْكُمْ بالسبيل وَالسّنَا م 
الجواب عما جاء من إشكال فی إتيان السبيل فرداً وجعاً ابی کا ا 
وصية بلزوم السبيل والسنة ممم .00929092900000 بے 
تفسير الجماعة في حديث الافتراق م 
قصة الإمام الأذْرّمي مع ابن أبي دؤاد تی ە 0 0+ 
اختلاف التضعيف في العمل باختلاف صواب العمل والإخلاص فيه ۷۳ 
الفرق بين عبادة الصحابة ہن وعبادة م مَنْ بعدهم سیل( ۷۴۳ 


شرح أثر أبي الدرداء ظلللہ : «يا حَبًذَا نَومْ الأكيّاس) TL‏ 


۹ 
بَابُ حوب الذّخُولِ في الإشلام 7 پ+ 5 
بطلان قول من يقول: (الديانات السماوية) 0 
إطلاق (الإسلام) على الإسلام العام تارة والإسلام الخاص تارة ....... ۸۰ 
معنی (الدين) لغة وشر عاً 2011001111 
تفسير الخسارة في قوله يل : اوهو فى الأخرة من الْكَيرِنٌ» سس NO‏ 
رد عمل من لم يكن على السبيل والسنة 0 
تفسیر الصراط في قوله يقل : وا ها صرطی مُسَئَقِيمًا ابعر ....... ۸۹ 
فسما ا حدثات 0 0-0100 9000سص_ٰ_ٰںت--ت-_ی 81 

كلام نفيس لوالد إمام ا حرمین في وجوب الأخذ بظواهر النصوص؛ 
وترك التعرض ها بتأويل محدث 00 - ي 7 0 ۔.۔ 
البدع قسمان: (كفرية» وغیر كفرية) تب بب 022922 QE‏ 
أنواع البدع العملية معدم ممم م 46 
تعريف البدعة عند عدد من أهل العلم 00000 
الفرق بين البدعة وا خالفة للسنة 0000-300 QA‏ 
ورود الأمر بطاعة الرسول ية في القرآن في أكثر من ثلائین موضعا ١“‏ 
دخول ا حنة على قسمين 0 َ َ َ -  -‏ ا 
تحريم دخول الجنة في النصوص قسمان 1١‏ 
بداية خروج الخوارج يي لي ة 1 1 0 0 00 
شرح حدیث : «أبْعَّض النّاس إل الله ثَلاثةٌ : مُلْحِدٌ ني الحرّم) ل ۱۰۸ 
تفسير الإ حاد في الحرم a‏ 


بحث مسألة : حدود الحرم» وتضعيف السيئات فيه ١١ ١ an‏ 


شرح فضل الإسلام 


هل تضاعف جيع الأعمال الصالحة في الحرم أم الصلاة فقط سس ۱١١‏ 
تفسير قوله : «ومبتغ في الإسلام سُنَة الحاهلية مب I‏ 
معو VO ee (und)‏ 
معى الجاهلية ممم پپو,-۔,۔ں2‌ے۶9۶ٹ!3[ٹ91گھ92ٹ۶ئ.آمگئ۶ءجھٰ 
تفسير كلام شيخ الإسلام نی أنواع الجاهلية» ا مطلقة والمقيدة سس ۱۱۸ 
' معنی ظهور الطائفة الناجية المنصورة لم11 
أنواع الجاهلية المقيدة بمكان أو بزمان أو بأشخاص ں۶90 
من آثار اتباع سنة الجاهلية: عبادة القبور لمم ١7#‏ 
شرح أثر حذیفة ويه : ایا مَعْشَّرَ القُرَاءِ اسْتَقِيمُوا) 00 یکٍِپٌی‪ٹھ. 
أنواع فعل الأمر ٭90 ت009 بج 
تعريف الاستقامة ااا 
العلم كالشجرة 0 0 0 000 
مناسبة هذا الأثر للباب والكتاب تت0 َ2 ے0 یج 
أهل العلم من أهل الاستقامة وهم ا ٰداۃ ا JPY‏ 
عاقبة الانخراف عن الاستقامة وم 9-9“ 
وسيلة توحيد الناس : أن يوحدوا على السبيل والسنة م1 
فوائد مستنبطة من أثر حذيفة وليه سمه م1 


من وسائل البناء الحامة في الدعوة: إقامة المنهج العلمي الصحيح ... ٠١١‏ 
شرح أثر ابن مسعود وله : «لَيْسَ عَامٌ إلا وَالَذِي بَعْدَهُ شر من ...... ۱۳۸ 


عمر بن عبد العزیز كم 0 2 02 0  َ‏ 1 1 1 1 00 











كثير من الإشكالات لا يحلها إلا كلام السلف وي JEY essences‏ 
أسباب ظهور المتعالمين 0ت اس 0 ٹ۹ 
بَابُ: تَفْسِيرٌ الإشلام 099۶ ب-ج.ج.ِپب هژچچھ۷٢۷ً۳۷ًٌ٘‏ ۳۳ً)/) 


الأسباب الإسلامية 000--۲ 
معنی الإسلام لغة وشرعاً لمم 0909 کپ 
تفسير قوله ل : لاون حاجوك فقل آسامت وهی الو ومن ائبمن کہ سس ۱٥١‏ 
لا يصح الإسلام والإعان إلا بعقيدة باطنة وعمل ظاهر سس ١۵۲۳‏ 
معنی: (لا إله إلا الله) بب 0س0 0 
معن الشهادة ت- 00ض ,ص2۶90 


الفرق بين الالوھیة والربوبیة من کلام الإمام محمد بن عبد الوهاب يه ۱٥۷‏ 
بیان بطلان تفاسير المتكلمين لاله ا 1 12121 121 1 1 1 1 اا 


معن الشهادة بأن محمداً رسول الله علا مسا ۹6۹ 
مسألة : هل الإسلام يزيد وينقص مثل الإعان لم١‏ 
مسألة : تكفير تارك المبانی الأربعة N o‏ 
وجه تفسير المسلم بأنه: (مَنْ سَلمّ الْسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِِ وَيَدِ) حكم 

الأخذ بمفهوم اللقب في الحديث السابق ١3‏ 
أقسام المشركين من حيث السلامة من المسلم وعدمها اا 
الانقياد والطاعة نوعان 100 


أنواع العبادات التي تنشأ إذا استسلم القلب لله 4ل سس VY‏ 
شرح حدیث : (أَنْ تلم قَلْبْكَ لله تَعَالىی) الحديث بی گا ۹۷۷ 
معان الإسلام عند إطلاقه nes‏ 2 تب . 1 1 1 __ث_يپے-ی 


شرح فضل الإسلام 
7۲ 1 :5 سلؤولت؟"”؟تل_9؟<؟ا؟اااااا 25 5ت 8 ا هح١]حى‏ د4د“ 
مسألة : أقوال العلماء في الإسلام والإيمان هل ما بمعنى واحد أم لا ١77‏ 
جنس العمل ركن الإعان پ1 -0090-- ١14‏ 
تفسير قوله 44 : ٭ومن يبتع عبر اسم دِیٹا فلن قبل ينه سے ۱۸۰۴ 
شرح حديث مجيء الأعمال يوم القيامة سای ۱/۸۳ 
تحقيق القول في عباد بن راشد 0 ااا 
تحقیق القول في ماع ال حسن البصري من أبي هريرة ص سس ۱۸١‏ 
معنى مجيء الأعمال يوم القیامةء وخلاف العلماء في تفسيرها تفسير 
قوله في الحدیث: بك الوم آحَذَ وبك أغطي) مس14 
الغاية من الدعوة والتعليم هي تجاة العباد وتعبيدهم لله كك ١960‏ 
شرح حديث : ١مَنْ‏ عمل عَمَّلاً ليس عَلَيْهِ امنا فَهُوَ رَد 1١845‏ 
جنس البدع أشنع وأغلظ من جنس الکبائر مم14 
بَابُ ووب الْاسْتَعْنَاءِ ِمُتَابَعَةِ الْكتَاب عَنْ كل ما سِوَاهُ ۱۹١۱‏ 
بيان سبب أصل انحراف الناس في هذه الآمة شب J QV‏ 
تفسير قولہ &4 : ور عك التب تیا لکل کیہ سس ۴۶۱ 
أصول العلوم النافعة الثلاثة 007 0ج Y8‏ 
القرآن نزل هداية البشر 0 00 0 1 


شرح حدیث : َمُتَهَوُکُونَ يَا ابْنَ الُطاب؟) الحديث POY sss‏ 
حکم النظر في الكتب السابقة کرٹ صتسسیتتت, ,2 
مسألة : نوع التحريف ا موجود في الکتب السابقة سید ۴۱۸۹ 


نماذج من الحيرة والشك التي وقع فيها علماء الكلام سی ۷۴ 


شرح فضل الإسلام 








1۳ 
باب ما حَبَاءَ في الْخُرُوج عَن دَعْوَى الإشلام سی ۷۴۳۹ 
أسباب حدوث التباين والافتراق في الأمة رف 
وجوب لزوم الاسم الذي ”مانا الله ك به 5ٹ -ث ‏ _-_-_- _- - A‏ 
تفسير قوله يكل : لی سکم وين ين تب 0 ريرق 
شرح حديث الحارث الأشعري وك : «وَأَنَا مركم بحَمْسِ) سس ۲۳۵ 
المراد بالسمع والطاعة في الحديث 000 0 ا 
انواع الجهاد ا 1 1 1 1 1 1 1 رون وٹ 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 YE)‏ 
أقسام اللهجرة ٣ت122297۳ب0-.ۃ‏ 0 9:0 - - -ں-ں۸609)ۂۃ6ۃ۔>ص۔ى۰۶٤۶٤۶”ی۶۔ی۔۶صضػ۔۶ص۶+۶پ۶ىك۶پ۶‏ یی 
معنى الأمر بلزوم الجماعة 000 4 
تفسیر : (دعوى ا حاہلیة) يي 1 7 
حکم التسمیات ا حادثة وم 6لصف 7 
قع التسميات في الجماعات الإسلامية ا حالیة 811 
التسميات الاحة 100 ٹءئ 
باب وخُوب الْذُخُولِ هي الإسلام كله وتر زك مَا سواہ سس ۲٦٢۷‏ 
تفسير قولہ &4 : ايها اوی اموا اناو فى اللو کات کہ 
والمراد بالسلم ۰تتةَکی۷ک/ //ھکےے ٤تت ٣‏ 7+ 9ئ 
تفسير قولہ يل : ملم تر إلى ال عمو انهم >امثوا یہ سس ۷۹۹ 
تفسير قوله يل : إن الین فرفوا وین واا شیا لت ْم في سی ۲۷۰ 
نشأة السَّمَييّة والقدرية 21107 9 20 990ي“2پتتتصص0 VV‏ 


٤ 











ےو شا راعج # رجو 5 دم 
تاب مَا جَِاء أنّ البدعَة أشد من الكبائر 002 -: 


بیان أن جنس البدع أشد من جنس الكبائر assesses esen‏ 


حلاف أهل العلم في الشرك الأصغر هل يقر أم لا؟ سسس ۲۸۱ 


الفرق بين فاعل الكبيرة وفاعل البدعة 01 232331110101101 


ر 


مرح حدیتا . امن سس ي الإسلام حسنة) الحديث 7سستیوںٔ ٰٔ۹"۰"م) 


سے 


يَابُ مَا حَاءَ أنَّ الله احْتَجَرالتَوبَةٌ عَنْ صَاحِب البدعَة 


معنی احتجاز التوبة عن المبتدع 1,1111 44 . 
موففنا من العلماء الذين تلبسوا ببعض البدع 2 --_بپ-- -9- 9ۃ 


ہ واعوواصع وے 


HESEN 


YAS 


الأمر بلزوم ملة إبراهيم #4 9ْٹْٹ 9 9909090 بجمع٤ ٢‏ 


الرد على دعوى أهل الكتاب أن إبراهيم منهم 111ص 
فائدة لطيفة في الفرق بين المجموع والجميع 00 
الانتساب لا يكفى في إثبات ان حہة والاتباع 1107۳0 9 .3ۃ 
مدار الدين على الاتباع» وهو ا خرج عند الالتباس 00070-] 
معنی حديث : امَنْ رَغِْبَ عَنْ سنق فليس 34 0 -:ۃ 
الكلام على المناهج الدعوية وا مبتدعة یں 0017002020300۷ 
ضرورة کون المنهج منهجا سلفیا anaes‏ 11[ [ذ[ز1ز[ز[ز[ز[ز[ز[ ز 1 2111111 
باب قول الله ٹچ : كَأَقِرْ وھک لل حَنِيفًا» 2000 
وجوب الاستمساك بالفطرة التى هى دين النی كَل 0 


: 7 - م س کے8“ می 
شرح حديث : ِن الله لا ينر إلى أَجْسَايكُم ولا إلى أَمْوَالِكُم) 


و عو اس وم 


wur 


ع وو قودھ٭ 


۲۹۹۷ 


توعد أهل البدع بالذود عن حوض الني لا 7سس َٗیی 7,72 
الکلام على الحوض . ااا 0 FY‏ 


محمل أسباب الذود عن الحوض ٠ٹ‏ . ص ‏ 0پبپى 
شرح حديث: ما مِنْ مولو إلا يولد عَل الفِظرَ) الحديث ........ 5-5 
شرح حديث حذيفة وه في السؤال عن الخير والشر ك0 
شرح وصية أب العالیة في التمسك بالإسلام والسنة ۶ 0-: 
بَابُ مَا اء في غُرَبَةٍ الإشلام وَفَضْلٍ الْعْرَبَاء 9007 
أنواع الغربة 0 ] 7 ََُ_9-0-.ۃ 
أوصاف الغرباء 1111101100000 
میق يعذر المرء في ترك الدعو لظ 5-8 


خمسة أمور كانت ظاهرة في أصحاب النی يلا 0 9-0108 
مبحث مهم في ماهية الخلاف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. 


عو 5 ا" و وہ ےہ و نات و وو اتات وع ے ہو و و وو وہ وو ےہ راو ب بج وج 6 5 ےو او و وھ و وا وو وا وہ وچ ہے وو ےی ودس 5 6 6ظ ہو وو و٭ھ٭ 


باب التحذير من البدع 00---310109999999090099090900009000 
مبحث نفيس في معنی البدعة لغة وشرعاًء والأحكام المتعلقة بها 58 
التعريف الختار للبدعة 1ك 


الرد على من قسم البدعة إلى حسنة وسيئة 311101000010100 
العلاقة بين فعل البدعة والتبديع 10000000 31060 


شرح حديث العرباض بن سارية ئب 1111 
تنبيه على تقسيم الشافعى يب للمحدثات 0000 ی0 0 ۃ 


شرح اثر ابن مسعود هه ال 535610000000000 
أسباب مخالفة السنة والأخذ بالبدع وا حدثات في هذه الامة 0 


٤٦ 
0 0210000006 خاتمة الشرح المبارك‎ 
FAV مراجع التحقيق ل‎ 
{¥ 5310 فهر س الموضوعات‎ 


2 
یس لیک لی 
لک لن 7 


www.moswarat.com 


۸۷۱۸۷.۱۱) ۷۲١( 





2 7 و 


0 اماد اعت 7 )نیا خی اش اض